إصلاح التعليم أصبح واقعا يتماشى وفلسفة المجتمع ونظامه السياسي والاقتصادي هذا الواقع الجديد تطلب وضع صيغة جديدة للمناهج التعليمية فتم اعتماد مقاربة حديثة مستمدة من أصول نظرية تعرف بـ : المقاربة بالكفاءات.
غير أن الانتقادات تظل تلاحق هذا الإصلاح ، ولا يزال البعض يصر على أن إصلاح التعليم باعتماد المقاربة بالكفاءات شيء غريب في نظرهم ويصفونه بـ (تجربة) من ضمن تجارب التعليم في الجزائر ولا يريدون تصنيفه ضمن حركية تطور التعليم في الجزائر، مع أن أهل الميدان يعلمون أن النموذج البنائي- المعتمد حاليا- هو النسخة الثانية للنموذج السلوكي ، أي المقاربة بالكفاءات هي الجيل الثاني للمقاربة بالأهداف.
فالتعليم تطور حسب مسار تاريخي تماشيا مع ظروف البلاد وتطور المعارف عبر نماذج ثلاثة من التعليم بدء بالنموذج التلقيني فالسلوكي فالبنائي (المطبق حاليا) والذي يستمد أصوله النظرية من ، النظرية البنائية و المذهب البراغماتي ، وهي منطلقات وأسس سليمة نظريا وتتماشى مع التطورات الحاصلة في العالم في الميادين الاقتصادية والثقافية والعلمية ، إلى جانب التغيرات التي طرأت على المجتمع وبشكل عميق هذا الواقع الجديد غير فلسفة المجتمع ونظرته للحياة وأدرك أن أفراد الجيل الحالي واللاحق خلقوا ليس للزمن الحاضر فحسب بل وللمستقبل أيضا . فالزمن زمن الانترنيت ، الاتصالات ، العولمة بأشكالها المختلفة - وهي تنين دول العالم الثالث - أسواق عالمية وداخلية حرة ، نظام ليبرالي ، تواصل ، و... مصطلحات لم تكن تتضمنها المناهج القديمة التي كانت معدة لزمانها لها مضامين تميزها ومنهجية تتبعها ، كان اهتمامها " تراكم المعارف "
لأن طبيعة النظام التعليمي لمرحلة الاستقلال وما بعده كانت تتطلب ذلك وكانت هي السائدة
و لا ننسى أن البلاد أثناء الاستقلال كانت بحاجة إلى أبنائها لتولي أمور تسيير المؤسسات ، في التعليم ، الصحة ، الإدارة ... التي كنا نستعين فيها بالأجانب .
لهذا وجب أن نراجع أنفسنا وننظر حولنا وندرك أننا لا يمكن أن نعيش بمفردنا في هذا العالم المخيف .
ألم تكن من مزايا أي منظومة تربوية ثنائيات متلازمة ، منها :
- "الاستيعاب والتجديد "
- "المنافسة والتفوق "
ألا يمكن تكوين إطارات تستقري الحاضر وتستشرف المستقبل ؟
ألا يجوز أن نصلح ما يجب إصلاحه ونغير ما يمكن تغييره ؟
الذين يصدرون أحكاما بضعف الإصلاحات - وأحيانا بالفشل - لم يثبتوا لحد الآن مواطن الضعف ،وعلى أي أساس تم إصدار أحكامهم ، هل أجري تقييم شامل - تربوي وبداغوجي- بمعايير ودراسات علمية في المناهج ، ومن طرف خبراء ضالعين في علوم التربية والبداغوجيا ؟ - مع أن الوقت لم يحن بعد لتقييم الإصلاح - نلاحظ أغلب ما يشيرون إليه أحكاما تميزها السطحية تتمحور في الجانب التقني للإصلاحات الذي يكون فيه دور الأفراد فاعلا سواء بالسلب أو الإيجاب .
إذا كانت هناك عيوب أو اختلال في الإصلاح .. أين يكمن الخلل ؟
- هل هو في الإطار المشرف على العملية ؟
- أم في الأهداف التي تسعى لتحقيقها المناهج؟
- أم في التخطيط التربوي ؟
- أم في الأصول النظرية التي اعتمدت في بناء المناهج؟
- أمهي ميزة الحكم مسبقا على كل مراجعة أو إصلاح بالفشل ؟حسب مقولة : " كل جديد مستقبح ".
لماذا يتم استثناء الإطار المكلف بالعملية ؟ هل اكتسب من الكفاءة ما يؤهله لتحمل عبء الرسالة ؟
هل يوجد من ضمن مطالب هذا الإطار مطلب التكوين وتدعيم خبراته بما يستجد على الساحة التربوية - وهو حق من حقوقه -؟ أم المطالب تنحصر في جوانب أخرى ؟
لا يمكن للبعض أن يصدر حكمه عل نظام تربوي بالفشل ، وهو يعلم بأن الكثير ما يزال يقدم وحداته بالطرق والأساليب القديمة لأنه لا يريد أن يعترف بأنه غير مستعد أن يتعب فكره في هذا الكم من المستجدات وبالتالي لا يمكنه أن يستوعب مضامين وأهداف وتقنيات وأبعاد ومكانة الأستاذ والمتعلم وكيفية دمج المعارف وتفعيلها ... في المقاربة الكفاءات .
الوضع التربوي لا بد من تشريحه والإحاطة بكل جوانبه حتى يتم مناقشته بفعالية وموضوعية لعلاج ما يجب علاجه وإصلاح ما يمكن إصلاحه مع تحديد الأولويات.
( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .
2016-12-26, 21:41
للاطلاع واعطاء الراي
العرض العادي
