الشّيخ مُحمّد البشير الإبراهيمي...من ذخائر التّاريخ الإسلامي - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الدين الإسلامي الحنيف > قسم التاريخ، التراجم و الحضارة الاسلامية

قسم التاريخ، التراجم و الحضارة الاسلامية تعرض فيه تاريخ الأمم السابقة ( قصص الأنبياء ) و تاريخ أمتنا من عهد الرسول صلى الله عليه و سلم ... الوقوف على الحضارة الإسلامية، و كذا تراجم الدعاة، المشائخ و العلماء

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

الشّيخ مُحمّد البشير الإبراهيمي...من ذخائر التّاريخ الإسلامي

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2016-11-09, 17:23   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
سعيد هرماس
كاتب و باحث
 
الصورة الرمزية سعيد هرماس
 

 

 
إحصائية العضو









افتراضي الشّيخ مُحمّد البشير الإبراهيمي...من ذخائر التّاريخ الإسلامي

الشّيخ مُحمّد البشير الإبراهيمي...من ذخائر التّاريخ الإسلامي


01) ـ مولده و نشأته :
وُلد مُحمّد البشير بن مُحمّد السّعديّ بن عمر بن مُحمّد السّعديّ بن عبد الله بن عُمر الإبراهيمي، في قصر الطّير، في قبيلة ريغة المعروفة (قيل أنّ نسبها يعود إلى إدريس بن عبد الله مُؤسّس دولة الأدارسة في المغرب الأقصى)، بأولاد ابراهم، قُرب سطيف، بالشّرق الجزائري، يوم الخميس 14 شوّال من عام 1306 هـ، المُوافق 13 جوان 1889 م، و هي سنة مشهورة عند أهل الفكر و الثّقافة.

حفظ القُرآن و تعلّم العربية و تلقّى دُروسه الأُولى، من أبيه، و من عمّه مُحمّد المكّي الإبراهيمي (أعلم عُلماء اللُّغة في عصره ـــ و لا أُغالي ـــ).


02) ـ رحلته الأولى إلى المشرق :
هاجر أبوه عام 1908 م، ثمّ هاجر هو عام 1911 م ؛ هاربا من التّجنيد الإجباري الفرنسي آنذاك ، و في طريقه زار مصر، و التقى فيها بعض وُجوه الأدب و الثّقافة، في ذلك الحين ؛ مثل أمير الشُّعراء أحمد شوقي (رحمه الله)، و شاعر النّيل حافظ إبراهيم (رحمه الله)، و الشّيخ رشيد رضا صاحب المنار، و زار الأزهر، و التقى بعض أعلامه، كالشّيخ محُمّد بخيت المُطيعي الحنفي (رحمه الله)، و الشّيخ سليم البشري (رحمه الله)، و قد مكث فيها، أكثر من ثلاثة شُهور، طالبا للعلم و المعرفة.


وصل إلى الحجاز نهاية عام 1911 م والتقى كبار عُلمائه، في الحديث و الفقه و التّفسير، و مكث فيه إلى غاية 1917 م، ثمّ توجّه إلى الشّام، و بالضّبط إلى دمشق الفيحاء، هاربا من فتنة حرب الشّريف حسين بن عليّ. و التقى فيها كبار رجال الفكر و الدّين ؛ من أمثال طاهر الجزائري (رحمه الله)، و الأُستاذ اللُّغويّ الشّيخ عبد القادر المُبارك (رحمه الله)، و بهجت البيطار (رحمه الله)، و هذا الأخير كانت بينه و بين الشّيخ الإبراهيمي، مُرسلات أدبيّة، فيها لطائف و فرائد مُفيدة.

عمل كأُستاذ للآداب العربيّة بالمدرسة السُّلطانيّة، و أبدى في ذلك قُدرات عجيبة.
و تُوفي أبوه و أمّه و زوجته الأُولى و ولده الكبير، ما بين سنتي 1917 م و 1920 م، و تمّ دفنهم بدمشق (رحمهم الله جميعا)، و تزوّج مرّة ثانية بشاميّة.


03) ـ عودته إلى الوطن :

عاد إلى الوطن الأمّ (الجزائر) عام 1920 م، و استقرّ به المُقام بمسقط رأسه، مُدرّسا و واعظا و مُرشدا، و جرت بينه و بين أخيه و صديقه عبد الحميد بن باديس (رحمه الله) لقاءات و مُشاورات، و كان وقتها الشّيخ عبد الحميد بن باديس يُدرّس في الجامع الأخضر بقسنطينة، إحدى حواضر العلم و المعرفة في الجزائر.


04) ـ تأسيسه لجمعيّة العُلماء :
كان لقاء الشّيخ مُحمّد البشير الإبراهيمي الأوّل، مع رائد النّهضة الإصلاحيّة الشّيخ عبد الحميد بن باديس، في الحجاز عام 1913 م ؛ عبارة عن البُذور الأُولى، في تأسيس جمعيّة العُلماء المُسلمين الجزائريين، و للشّيخ مُحمد البشير السّبق إلى ذلك. و تمّ تأسيس الجمعيّة المذكورة فعليّا في مايّو من عام 1931 م، بنادي التّرقّي، بالجزائر العاصمة.
ثمّ تمّت إعادة هيكلتها عام 1934 م، بإيعاز من الشّيخ مُحمد البشير الإبراهيمي، و اختير الشّيخ عبد الحميد بن باديس رئيسا لها و الشّيخ الإبراهيمي نائبا له، و رضي بذلك الشّيخ الإبراهيمي ؛ لأنّه يرى في الشّيخ ابن باديس كفاءة عالية، و حنكة كبيرة، في قيادة الجمعيّة. و هذا إن دلّ فإنّما يدلّ على فضله و تقديره و نظرته الثّاقبة.


05) ـ تأسيسه لدار الحديث بتلمسان :
أسّس الشّيخ مُحمّد البشير الإبراهيمي دار الحديث، بتلمسان عام 1932 م، حين اختارته (انتدبته) جمعيّة العُلماء، لإدارة شُؤونها في الغرب الجزائري، و اختار تلمسان لكونها حاضرة، من حواضر الفكر و الثّقافة، كما شهدت به سابق أيّامها.
و من مشهور ما قاله حينما استقرّ به المُقام بها : (لقد وفّقني الله أن أصلحت بين قبيلتين كبيرتين في تلمسان الكراغلة و الحضر، كما أصلح الإسلام بين ربيعة و مُضرّ.) اهـ.


06) ـ محنته الأولى و الثّانية :
دامت محنته الأولى ما بين سنتي 1940 م، و 1943 م، في منفاه بمدينة آفلو، التّابعة إقلميّا آنذاك لمدينة تيارت بالعمالة الوهرانيّة (حاليا مدينة الأغواط)، و لم يُكتب له أن يحضر جنازة أخيه و صديقه عبد الحميد بن باديس، الّذي وافته المنية في 16 أفريل من عام 1940 م، و كانت بأيّام معدودة، بعد وصوله إلى منفاه. و قد اختارته جمعيّة العُلماء رئيسا لها خلفا له، و الشّيخ العربي التّبسي (1895 م ــــ 1957 م) نائبا له.


و عند خروجه من منفاه المذكور عام 1943 م، واصل على درب أخيه (ابن باديس)، في الإصلاح و تشييد المدارس و الكتاتيب، و مُحاربة الضّلالات و الشّعبذة، و نشر التّوحيد و دحض البدع و الخُرافات، و قد كلّفه ذلك ثمنا باهظا، فقد قامت السُّلطات الفرنسيّة مرّة ثانية في سنة 1945 م، باعتقاله و تعذيبه، بتُهمة التّرويج و الدّعاية، لأحداث 05 ماي، الّتي عرفها الشّرق الجزائري، أعقاب الانفراج الدّولي عام 1945 م. و كانت هذه محنته الثّانية.


07) ـ
ـ ذهابه إلى فرنسا عام 1951 م.
ـ رحلته الثّانية إلى المشرق، و زيارته لعدّة دُول إسلاميّة و عربيّة، و استقراره بأرض الكنانة (مصر)، ما بين عامي 1952 م، و 1962 م.
ـ زيارته لتُونس عام 1961 م، و التّرحيب المشهود الّذي لقيه من طرف أهلها.
ـ عودته إلى أرض الوطن في نُوفمبر 1962 م.


08) ـ خصاله و طبائعه :
كان الشّيخ مُحمّد البشير الإبراهيمي لَسِنًا مِقْولا، خطيبا مُفوّها، لا يُجارى و لا يُبارى، و لا يخاف في الله لومة لائم ؛ فيقول للمُحسن أحسنت و للمُسيء أسأت، لا تقرّبا و لا تزلّفا، و لكن محبّة للحقّ و لأهله.
و قد عُرف بحضّه الدّائم و المُستمر على التّشبّث بالدّعوة السّلفيّة الصّحيحة.


09) ـ مكانته العلميّة و ثناء العُلماء عليه :
01) ـ اختير عُضوا في المجمع اللُّغويّ بالقاهرة.
02) ـ اختير عُضوا في المجمع اللُّغويّ بدمشق.
03) ـ اختير عُضوا في المجمع اللُّغويّ ببغداد.
04) ـ اختير عُضوا في المجمع البُحوث الإسلاميّة بالقاهرة.


نادرة : زيادة إلى ما حفظه الشّيخ الإبراهيمي، من مُقرّرات المُتون العلميّة، حفظ كُلّا من أدب الكاتب لابن قُتيبة، و الكامل في الأدب لابن المُبرّد، و البيان و التّبيين للجاحظ، و كان يُراجع كتاب (الأغاني) للأصفهاني مرّتين في كلّ عام.


العُلماء الّذين أثنوا عليه :
01) ـ الشّيخ يُوسف النّبهاني.
02) ـ الشّيخ الوزير التُّونسي.
03) ـ الشّيخ بهجت البيطار.
04) ـ الشّيخ كامل الكيلاني.
05) ـ الشّيخ عبد العزيز الميمني.
06) ـ الشّيخ الطّاهر بن عاشور.
07) ـ الشّيخ مُحمّد إبراهيم آل الشّيخ.
08) ـ الشّيخ مُحمّد الغزالي.
09) ـ الشّيخ المُختار السّلامي.
10) ـ الشّيخ الحبيب بن الخوجة.
11) ـ الشّيخ أبو بكر جابر الجزائري.
12) ـ الشّيخ بكر عبد الله أبو زيد.
13) ـ الشّيخ يُوسف القرضاوي.
14) ـ الشّيخ حمدان الونّيسي.
15) ـ الشّيخ حُسين أحمد الفيض آبادي الهندي.


و قد سُئل الشّيخ القرضاوي (حفظه الله) عن الشّيخ الإبراهيمي، فقال : (الّذي أعرفه عنه (رحمه الله) أنّه علمٌ من أعلام الأمّة.) اهـ.


10) ـ مُؤلّفاته :
لم يترك الشّيخ الإبراهيمي مُؤلّفات كثيرة، إلّا ما وُجد في مكتبته، و هي لا تزال مخطوطة ، عدا عُيون البصائر، و هي مجموعة مقالات طُبعت في حياته، و من هذه المؤلّفات نذكر : شُعب الإيمان، و مشروعيّة الزّكاة، و رسالة في الضّبّ، و كاهنة الأوراس، و النّقايات و النّفايات في لُغة العرب، و الإطراد و الشُّذوذ في اللُّغة، و أسرار الضّمائر العربيّة، و فصيح العربيّة من العامّيّة الجزائريّة، و التّسمية بالمصدر، و المُقارنة بين تاريخ العلم في المشرق و تاريخه بالمغرب، و تاريخ الأُستاذ الرّئيس ؛ و هو كتاب مُطوّل عن صديقه الشّيخ عبد الحميد بن باديس و نشر الطّيّ من أعمال عبد الحيّ ؛ و هو في نقد سيرة عبد الحيّ بن عبد الكبير الكتّاني.
و لقد جمع نجله الدّكتور أحمد طالب (المولود بتاريخ 1932 م) آثاره، و قد طبعتها دار الغرب الإسلامي ببيروت، في خمسة مُجلّدات، و هو بصدد جمع آثار أخرى عنه في مُجلّد سادس.


نادرة أُخرى : للشّيخ الإبراهيمي أُرجوزة في 36 ألف بيت، نظمها و هو في منفاه (آفلو)، من سنة 1940 م إلى سنة 1943 م، بالصّحراء الوهرانيّة وقتئذ، و هي مفقودة إلى حدّ اليوم.


11) ـ وفاته :

تُوفي الشّيخ مُحمّد البشير الإبراهيمي، و عُمره ستّة و سبعون عاما، يوم الخميس 19 المُحرّم 1385 هـ، المُوافق 20 ماي 1965 م، و دُفن يوم الجمعة 20 المُحرّم 1385 هـ، المُوافق 21 ماي 1965 م، في موكب جنائزي مهيب، بمقبرة سيدي امحمّد، بالجزائر العاصمة. و حضر جنازته عددٌ من أعلام الفكر و الثّقافة في الجزائر آنذاك، و رثاه شاعر المغرب العربي مُحمّد العيد عليّ خليفة المُتوفّى 1979 م، في قصيد خالد، عُنوانه : (أبت النّفس أن تراك عديما ). فرحمه الله رحمة واسعة و أجزل له المثوبة في دار كرامته. و قد عاش له ابنان و بنتان.

ممّا يجب قوله :
أوّلا : لقد تعرّض الشّيخ مُحمّد البشير الإبراهيمي، في آخر أيّامه إلى الإساءة و الإهانة و الإهمال، بعدما هدّه الجهد و التّعب.
ثانيا : إذا كان في الدّعوة السّلفيّة الصّحيحة بالجزائر، نواحي نقص ؛ فمنها أن لا يُعتني بسيرة الإمام الإبراهيمي، في فهم هذه الدّعوة و التّمسّك بها.
ثالثا : أنّ الشّيخ الإبراهيمي كان من أهل الحديث ؛ فلقد حفظ دواوين عديدة في ذلك، و له إجازات مقروءة و مسموعة.
رابعا : كانت بين الشّيخ الإبراهيمي و الشّيخ الطّيّب العُقبي (1890 م ـــ 1960 م) خلافات ؛ و هي من باب تحامل الأقران.


كتبه أبو مُحمّد سعيد هرماس








 


رد مع اقتباس
قديم 2016-11-14, 17:42   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
brahimdca
عضو فعّال
 
الصورة الرمزية brahimdca
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

بارك الله فيك










رد مع اقتباس
قديم 2016-11-16, 22:07   رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
nabi1 m
عضو مجتهـد
 
الصورة الرمزية nabi1 m
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

باركك الله يا أخي;
فوالله ماطالنا الذلّّ الهوان إلٌّا بتتركنا مناهج وسبلل هذا الشيخ العظيم وأمثاله
اللهم ردنا إليك رداً جميلا وأعزالإسلام كما كاان في زمانهم مصانا محفوظا










رد مع اقتباس
قديم 2017-03-13, 22:03   رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
rabah1983
عضو جديد
 
إحصائية العضو










افتراضي

بارك الله فيك اخي الكريم










رد مع اقتباس
قديم 2017-03-15, 19:44   رقم المشاركة : 5
معلومات العضو
عباس عرفان
عضو نشيط
 
الصورة الرمزية عباس عرفان
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

رحم الله الشيخ الابراهيمي










رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
مُحمّد البشير الإبراهيمي


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 00:11

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc