ثبت بالبرهان ضرورة الفلسفة
ساد الاعتقاد عند البعض (قديما او حديثا ) ان الفلسفة تفكيرا لا طائل منه ولهذا دعوا الى طرحه جانبا والاكتفاء بممارسة التفكير العلمي .لكن هذه النظرة السلبية (اتجاه الفلسفة )اعتبرها الكثيرون ساذجة وسطحية واعتبروا الفلسفة ضرورة انسانية دائمة ومتجددة حيث لا يمكن التوقف عن ممارستها .
فما هي الحجج التي تبرر موقفهم هذا؟
محاولة حل المشكل:عرض منطق الاطروحة (محل الاثبات)
يرى أنصار هذا الموقف وهم الفلاسفة (كأرسطو"الانسان يتفلسف كما يتنفس" ، أفلاطون ،ابن رشد، ديكارت"هي التي تميزنا عن الاقوام المتوحشين" ، راسل ....)أن الفلسفة شكل من أشكال الفكر التأملي يتجاوز بصاحبه المظاهر السطحية للأشياء وينفذ الى باطنها ليفهم حقيقتها و اسبابها البعيدة .ولا يمكن لأي فكر مهما كان أسلوبه أن يعوضها .
وحجج كثيرة منها –الفلسفة تبحث في مواضيع يعجز العلم عن خوضها وهو عالم ماوراء الطبيعة
تبحث عن القيم: * الصدق(المنطق) *الخيروالشر(الاخلاق)*الجم ال(علم الجمال)
-ممارسة الفلسفة تجعل العقل يقظا وحذرا وغير متسرع في تبني المواقف او اصدار الاحكام فهي تعلمه النقد الموضوعي والمنهجي .مما يكسبنا مرونة فكرية تبعدنا عن التعصب والتطرف .
-تعلمنا احترام الاختلاف في المواقف والاتجاهات .يقول فولتير قد أختلف معك في الرأي لكنني مستعد أن ادفع حياتي ثمنا لتحافظ على حقك في ابداء رأيك
عرض منطق خصوم الاطروحة:وهم بعض من رجال الدين والعلماءممن رفضوا الفلسفة بحجة انها تدعي البحث عن الحقائق ولكنها عجزت طول تاريخها الوصول الى حقيقة واحدة . وعجز الفلاسفة عن تحقيق الاتفاق بينهم .ورأوا أن الدين أو العلم يستطيعان الاجابة عن كل الأسئلة
النقد : لكن أليس رفض الفلسفة في حد ذاته تفلسفا ،هو من جعل ابو حامد الغزالي أعظم فيلسوفا. كما أن وسائل العلم محدودة فتفلت منه الغيبيات والقيم ...والدين لم يعارض استخدام العقل فالقرآن الكريم خطاب للعقل ودعوة له الى تأمل الكون .لاكتشاف عظمة الله
حل المشكل:لا يجب أن نطلب من الفلسفة أن تكون علما فتعطينا حقائق واحدة يتفق عليها الجميع لأن ذلك يقتل روحها وما يميزها فهي الوحيدة القادرة على احتواء الاختلاف الطبيعي بين الناس
وتمنح للفكر حريته التي تقضي عليها ديكتاتورية العلم.