حافلة المعجزات

[Saif al-Islam]

من عجائب الأمور حينما نسمع مقولة " خذ الحكمة و لو من مجنون " تنتابنا نوع من مشاعر الشفقة على ذوي الحالات الخاصة ، و التي تمتلئ الشوارع بهم في كامل بقاع العالم ، و الأغرب ما في الأمر عندما نشكّك في قدراتهم الخارقة للعادة ، و التي طالما أدهشونا بها عبر التاريخ المعهود لنا ..

هي حادثة واقعية حضرتها ، في المكان و الوقت المناسبين ، لأكون على موعد مع إنسان نعتقده أنّه "بهلول ، مجنون ...." كما يُسميهم الكثيرين ، و يا لها من تسمية جوفاء ظالمة ممّن ينعتهم بتلك الأوصاف الدّنيئة ..

هو إنسان من ذوي الحالات الخاصة أتى مهرول و مسرع ليركب حافلة نقل المسافرين ، و حينما رآه قابض التذاكر إستوقفه عند الباب صارخًا في وجهه " إدهب من حيث أتيت يا ( بهلول ) " ، ساد الحافلة هدوء موحش بعد هذه الصّرخة المرعبة ، ثمّ نطق هذا الشخص ذو الحالة الخاصة بكلام ليس بمفهوم " تتتذاكر ...تذاكر ...عندي ...عندي " ، المهم عندما تمّ التحقق من تذكرته سُمح له بصعود الحافلة ، و بعد مسير ربع ساعة بالتقريب ، وقف هذا الشّخص يصرخ بأعلى صوته :

> يا محمّد أنا أحبُّك ...يا محمد أنا أحبك ...يا محمد أنا أحبك
و الغريب أنّه نطقها بشكل واضح ، ممّا أدهش الرّاكبين و أسكتهم ، ثم قال
> صلى اللّه عليك يا حبيب اللّه
ساد الهدوء ، و منهم من قال صلى اللّه عليه و سلّم بصوت خافت ، و منهم من صدرت منهم قهقهة كأنّما هو يضحك
ثم قال بعد مدّة من السّكوت
> هل أنتم أمّة محمّد ؟
بدأ الجميع يضحك ، و قال البعض نعم نحن أمّة محمّد ، و ماذا تحسبنا " يهود " ( أستغفر اللّه ) ، ثم قال :
> أنتم أشباه أمّة محمّد ، هههههه
هنا حلّت الفوضى و بدأ الجميع يصرخ في وجهه يأمره بالسكوت ، و حتى مساعد سائق الحافلة هدّده بإنزاله من الحافلة ....
المهم ساد الهدوء لمدّة ، و بعدها بدأ هذا الشخص ينطق بكلام غير مفهوم و من بعدها قال :
> بما أنّكم أمّة محمّد ، قولوا لي في أيِّ يوم و تاريخ ميلاد الرّسول محمّد ، و لن أتكلّم بعدها ؟
قالها بكلام واضح جدًا ، فساد الهدوء ، و الجميع يُتمتم ، ثمّ قالها مرّة أخرى :
> متى ولد محمّد يا أمّة محمّد ، أليس أنتم عرب و الرّسول عربي ؟
و اللّه يا إخوتي لم يستطع أحدًا إجابته طوال نصف ساعة من المسير و هو يردّدها كل مرّة ، و بدى الجميع شاخصة أعينهم من الأسف و الإحراج ، و منهم من طأطأ رأسه و الدّمعة أراها تتساقط بين قدميه
يا له من موقف مُحرج لو تعلمون ......
ثمّ نطق شاب من بين الرّكاب و قال له أسكت علينا يا " بهلول " لقد أوجعت رؤوسنا من جنونك .....، و قُلت في نفسي ( و اللّه ما البهلول إلاّ أنت يا مجنون )، ثم قال الشخص ذو الحالة الخاصة :
> أهاذه أخلاقكم يا أمّة محمّد ؟ ما الذي فعلته حتى تسبّني و تصرخ عليّ بهذه الطريقة ؟
ثمّ قال : يا أمّة محمّد ، رسولكم ولد في مثل يومكم هذا " الإثنين " ، و كان ذلك اليوم في السفر حقًا يوم الإثنين ، ثم قال : 12 ربيع الأوّل
يالها من مفاجأة تقشعرُّ منها الأبدان .....، و وقف رجل من بين المسافرين و قال : يا بني جلدتي ، هذه تذكرة و معجزة من الخالق ، ( و بدأ يصرخ ) غفرانك ربّي ...غفرانك ربّي و دهب و قبّل رأس هذا الشخص ذو الحالة الخاصة و سط دهشة الرّاكبين

هذه حالتنا يا أمّة محمّد صلى اللّه عليه و سلّم


بالتوفيق للجميع

[أمير جزائري حر]

مشهد اجتماعي جميل وطريف وهادف.


لكنني كنت أتابع المشهد وأبحث في ثناياه عن موقف سيف الإسلام



وعن دوره في المشهد ؟ لماذا اكتفيت بالمشاهدة من الظل يا سيف .


تقبل مروري وتطفلي


======================================


تم التقييم

[Saif al-Islam]

مرحبًا بك أخي المواطن لا تغضب

الحمد للّه أنّه وجدت أثر لقلمك في موضوعي ، بدل الكثيرين الذين مرُّوا و تركوا آثار أحذيتهم " عذرًا لا أثر لأقلامهم "



لم أصدّق ما تراه عيني


أشكرك لمرورك الجميل و التقييم

بارك اللّه فيك يا أخي المواطن

لا تغضب

[شمس الأمنيات]

سبحان الله
ونحن في وقت نرى ان الـ"المجانين " بأقوالهم عقلاء اكثر منا
والله انا في نفس حالتك في الحافلة ، تخيلت الموقف ،، وكأنني من عشته !

شكرا على النقل اخي
تقبل مروري
سلام

[لحن الحياة.]

كتاباتك جميلة اخ سيف اعدت النشاط للمنتدى انت والاخوة الاعضاء من خلال كتاباتكم
مزيدا من التالق

[نور لاتراه]

السلام عليكم
وساسمي من وصفه الناس بالقلة العقل
برجل المعجزات
هو كذلك وقد ابكم العقلاء
رحماك ربي بي وبأمتي

[سَامِيَة]

المشكلة هؤلاء الذين يسخرون
من الرجل ...ممن يسخرون؟
هل ما يتمتعون به من نعم هي
من عند أنفسهم
أم من عند الله الواحد الأحد
الذي له حكمة في أن يعطي هذا
ويمنع عن هذا !!!
ذوو الحالات الخاصة
ما هم إلا أناس ظاهرهم يوحي
بشيئ إلا أن باطنهم أكيد فيه
ما يميزهم ولكن للأسف
المعيار الشائع في الحكم على
الناس أصبح المظاهر
- بين قوسين -
حتى أنا لا أعلم لما توقعت موقفا
مغايرا و مثيرا للانتباه لاخينا...
بارك الله فيك

[kacimo.samy]

السلام عليكم
اخي سيف الحافلة التي ركبتها لاشك جلهم يعانون من وهم المعريفة
يحكى رجل عالم رأى بدويان يتشجران امام بئر الاول يقول انا فطرتها وثاني يقول انا فطرتها ويقصدون من صنعها
قال في تلك لحظة فهمت معنى كلمة فاطر السماوات
ماذا اقول لك ربي يهدي ما خلق وبصحتك والله و يا ليت كنت ثم
شكرا سيف على القصة رائعة

[Saif al-Islam]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة شمس الأمنيات

سبحان الله
ونحن في وقت نرى ان الـ"المجانين " بأقوالهم عقلاء اكثر منا
والله انا في نفس حالتك في الحافلة ، تخيلت الموقف ،، وكأنني من عشته !

شكرا على النقل اخي
تقبل مروري
سلام

مرحبًا بالأخت شمس الأمنيات

فعلاً من كان حاضر أمام هذا المشهد ، قد يبقى في حيرة و إندهاش ممّا تراه عينه و تسمعه أذناه

ــــــ إطار للإفادة ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــ
الخالق سبحانه و تعالى وضع لكل شيء موازين ، و حاشاه أن يظلم أحدًا من مخلوقاته ....، و لذلك تجدين لكل إنسان ميزة يفتقر إليها الأغلبية من البشر ، و هذه حكمة من الخالق سبحانه و تعالى لإستمرار الحياة الإجتماعية للإنسان ، و هكذا الكل يبحث عما يفتقر له في إنسان آخر إكتسبها ، و نفس الشيء بالنسبة لهذا الأخير ..
و نفس الشيء بالنسبة لذوي الحالة الخاصة ، فقد تجدين من هو معاق حركيًا ، و لكن يمتلك ذكاء خارق فعلاً ، و منهم من هو مقعد ، و لكن تجدين له سرعة خارقة في تنفيذ المهام بيديه ...إلخ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ

شكرًا أختي شمس الأمنيات على المساهمة و المرور الطّيّب

بارك اللّه فيك

[Saif al-Islam]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة لحن الحياة.

كتاباتك جميلة اخ سيف اعدت النشاط للمنتدى انت والاخوة الاعضاء من خلال كتاباتكم
مزيدا من التالق

مرحبًا بالأخت لحن الحياة

الحمد للّه أوّلاً ، و الشكر موجه لكم ، و ما هذا النجاح إلاّ بما تقدّمونه من دعم و مساعدة لنا ....

شكرًا أختي لحن الحياة كلماتك مشجعة فعلاً ، و هذا ما يدعونا لإعطاء الأفضل ..

بارك اللّه فيك

[Saif al-Islam]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نور لاتراه

السلام عليكم
وساسمي من وصفه الناس بالقلة العقل
برجل المعجزات
هو كذلك وقد ابكم العقلاء
رحماك ربي بي وبأمتي

مرحبًا بالدكتورة نور لا تراه

فعلاً ، قد إستطاع إبكام أكثر من 35 شخص

و في نفس الوقت لم أصدّق و اللّه أن جميع الرُّكّاب لم يستطيعوا إجابته ، و ربّما هذا ما جعل بعض المسافرين يدرفون الدّموع

و في نفس الوقت تساءلت : من أين له هذه الفصاحة في اللّسان حتى تمكّنّ من فهمه

يا سبحان اللّه

بارك اللّه فيك أختي الدكتورة نور لا تراه

[*آية*]

سبحان الله
تخيلت كل كلمة كتبتها
فعلا موضوع مؤثر
بارك الله فيكـــ

صلى الله وسلم على سيدنا محمد

[*آية*]

سبحان الله
تخيلت كل كلمة كتبتها
فعلا موضوع مؤثر
بارك الله فيكـــ

صلى الله وسلم على سيدنا محمد

[Saif al-Islam]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة خطوات...

المشكلة هؤلاء الذين يسخرون
من الرجل ...ممن يسخرون؟
هل ما يتمتعون به من نعم هي
من عند أنفسهم
أم من عند الله الواحد الأحد
الذي له حكمة في أن يعطي هذا
ويمنع عن هذا !!!
ذوو الحالات الخاصة
ما هم إلا أناس ظاهرهم يوحي
بشيئ إلا أن باطنهم أكيد فيه
ما يميزهم ولكن للأسف
المعيار الشائع في الحكم على
الناس أصبح المظاهر
- بين قوسين -
حتى أنا لا أعلم لما توقعت موقفا
مغايرا و مثيرا للانتباه لاخينا...
بارك الله فيك

مرحبًا بالأخت خطوات....

جميل ما تفضّلتي به من إضافة ....تسلمي أيّتها الفاضلة

> لا حرج في السؤال :

دوري كان معزول بسبب موقعي في الحافلة ، حيث كنت في المقاعد الأمامية ، و خلفي مباشرة كانت تجلس عائلة إمرأة و رجل و بناته ، و هذا ما منعني من الوقوف أو الإلتفات ورائي كلّ مرّة ، وهذا إحترامًا لهذه العائلة

أمّا الأحداث كانت تسير بصوت صاخب و عالي ، و الحقيقة أنّ الدّهشة أصابتني بحال هذا الرّجل ذوي الحالات الخاصة ، ياربِّي ، كيف له أن ينطق بهذه الفصاحة ، في حين لم يستطع ربط ولا كلمة ببعضها قبلاً .

لا إله إلاّ اللّه ...


بارك اللّه فيك أختي خطوات

[Saif al-Islam]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة kacimo.samy

السلام عليكم
اخي سيف الحافلة التي ركبتها لاشك جلهم يعانون من وهم المعريفة
يحكى رجل عالم رأى بدويان يتشجران امام بئر الاول يقول انا فطرتها وثاني يقول انا فطرتها ويقصدون من صنعها
قال في تلك اللّحظة فهمت معنى كلمة فاطر السماوات
ماذا اقول لك ربي يهدي ما خلق وبصحتك والله و يا ليت كنت ثم
شكرا سيف على القصة رائعة

مرحبًا بحبيب القلب kacimo.samy

تلك العجائب متداولة بيننا في كلّ زمان و مكان ، و للصُّدفة ربّما ستلتقي يومًا مع إحداها بإذن اللّه تعالى

أمّا ما تفضّلت به ، لأوّل مرّة أسمع هذه الحكاية المميّزة .....جزاك اللّه خيرًا يا أخي ....

طبعًا نسأل اللّه الهداية

بارك اللّه فيك يا أخي العزيز ...و أنت الأروع بهذه الإلتفاتة الطّيّبة