هل شخصية عمر الخيام ارتبطت بالشعر فقط؟ - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الثّقافة والأدب > منتدى الثّقافة العامّة

منتدى الثّقافة العامّة منتدى تـثـقـيـفيٌّ عام، يتناول كُلَّ معرفةٍ وعلمٍ نافعٍ، في شتّى مجالات الحياة.

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

هل شخصية عمر الخيام ارتبطت بالشعر فقط؟

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2012-05-19, 11:40   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
صابر24
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية صابر24
 

 

 
إحصائية العضو










B9 هل شخصية عمر الخيام ارتبطت بالشعر فقط؟

هل شخصية عمر الخيام ارتبطت بالشعر فقط؟
من الخطأ الحكم على عمر الخيام أنه شاعر وموسيقي فقط بل هو أحد جهابدة عصره في علوم كثيرة اقرأ البحث للاستزادة........بحث طرح للمثقّفين والقرّاء بمناسبة وفاة الخيام الألفية .



عاش الخيام في العصر السلجوقي، وكان من علماء المسلمين البارزين في القرن الخامس الهجري ومن شعرائه كذلك، وهو واحد ممن يطلق عليهم في الأدب الفارسي"أصحاب اللسانين" الذين يتكلمون الفارسية والعربية ويكتبون بهما.
مما لا مرية فيه أن شهرة الخيام، في العصر الحديث تحديثاً، برباعياته الفارسية التي لم يضمها ديوان أو مجموع محدد ولا يعر ف -إلى الآن– عددها الحقيقي والتي ترجمت بأعداد متفاوتة إلى ثلاثين لغة(1)، لاشك أنها قد طغت على جوانبه العلمية والمعرفية الأخرى، وصرفت الاهتمام عنها إلا في المسائل العلميّة المحض.
لقد أحب الحكيم –وهو أحد ألقابه الكثيرة– اللغة العربية وتعلمها وعلّمها وحاور بعض علماء عصره وناظرهم وأجاب عن سؤالهم، ودَوَّنَ جلّ مؤلفاته العلمية والفلسفية بالعربية وترجم منها إلى الفارسية، ونظم شعراً عربياً في حين أنه لم يشتهر كثيراً في العصور القديمة بأنه شاعر لا بما نظم من رباعيات فارسية يكاد يوقن المحققون والباحثون الإثبات من الإيرانيين المحدثين أنها قليلة، ولا بشعره العربي القليل جداً، بل عرف كثيراً واشتهر بعلوم الحكمة التي كانت تهب آنذاك، إلى الفلك والرياضيات والنجوم والطبيعيات والفلسفة وما يتصل بها جميعاً(2).
نقل عن ظهير الدين البيهقي (499-565هـ) –فيما نقل– أن الخيّام"كان عالماً باللغة والفقه والتواريخ(3).
لربما حمل هذا القول، فضلاً عن كتابات الخيام العربية المتقنة كما وصلت إلينا، بعض المعاصرين من إيرانيين وعرب على الاعتقاد بأنه كان"يجيد العربية إجادة الفارسية"(4)، وكان"متمكناً في اللغة العربية(5)، ناهيك بأن العربية لغة القرآن كانت وقتئذٍ لغة العصر: واللافت أن الزركلي وصفه بأنه"مستعرب"(6).
كان الخيّام يستفيد من حكماء عصره وعلمائه، كإفادته من الحكيم أبي الحسن الأنبا ري الذي قرر له كتاب"المجسطي" في علم الفلك البطليموس(7)، وكجلوسه(8)، بين يدي الإمام جار الله الزمخشري (467-538هـ) الذي قال:"وكان يجلس إلينا ويتسمّع الأوراد التي تُدرّس بين يدي، وكان يقول لأصحابي: ألا أخبركم عن بصيرة وخبرة، إن مثل هذا الترتيب والتحقيق لا يوجد في جميع المعمورة إلا في هذه الرقعة خاصةً فاعلموا". ولقد جلس في حضرة الزمخشري مفيداً بعد أن صوبه في مجلس شيخه الفريدي(9)، في مسألتين لغويتين:-
الأولى: عن عين"المطبّق" و"المصمّم(10)، في وصف السيف، إذ كان الخيام يظن أنها"مفتوحة" في حين أنها كانت"مكسورة" كما أجاب الزمخشري حين سأله الخيام، والأخرى، أن الخيام أنشد في المجلس الشطر الأول من بيت أبي العلاء المعري(11).
أصدقُه في مريةٍ وقد امترتْ صحابة موسى بعد آياته التسع(12)
أنشده"أصدقه في مَرْته وقد امترت". فلما لحّنه (أي غلّطه) الزمخشري لجّ وادّعى أن"المرت" هوالكذب.
وتتلمذ كذلك على مؤلفات الشيخ الرئيس ابن سينا(13)، ولي عليه شخصياً كما فهم خطأ(14)، من قوله عن"الموجودات" في رسالة"الكون والتكليف": "…، ولَعَلِّي ومعلمي أفضل المتأخرين للشيخ الرئيس … قد أمعنا النظر فيها وانتهى بنا البحث إلى ما قنعت به نفوسنا …".
ولقد كان للخيام بإزاء ذلك هؤلاء التلاميذ: الإمام الفيلسوف مشروف الزمان الإيلافي(15)، والحكيم علي بن محمد الحجازي(16)، (ت 546هـ)، وأبو المعالي عبدا لله بن محمد الميانجي(17).
ويحكى زكريا القز ويني (ت 682هـ) هذه الحكاية الطريفة يقول:" … إن بعض الفقهاء كان يمشي إليه (الخيام) كلّ يوم قبل طلوع الشمس، ويقرأ عليه درساً في الحكمة، فإذا حضر عند الناس ذكره بالسوء، فأمر عمر بإحضار جمع من الطبّالين والبوقيين، وجباهم (جمعهم) في داره، فلما جاء الفقيه –على عادته– لقراءة الدرس أمرهم بدقّ الطبول والنفخ في البوقات، فجاء الناس من كلّ صوب، فقال عمر: يا أهل نيسابور، هذا عالمكم يأتيني كلّ يوم في هذا الوقت، ويأخذ مني العلم، ويذكرني عندكم بما تعلمونني، فإن كنت أنا كما يقول فلأي شيء يأخذ علمي، وإلا فلأي شيء يذكر الأستاذ بالسوء؟!(18).
ومهما يكن أمر هذه الحكاية(19)، فأخال أن ما ذكره البيهقي من تلامذة الخيام يشي بسهمته وأثره في التعليم في زمان، وأن فيه بعض المصادرة في هذا الأمر على قولته المتداولة كثيراً عن الخيام" وله ضنة بالتصنيف والتعليم"(20).
إنّ في أخبار الخيام في كتب التراث العربي القليلة التي عرضت له ما يؤكد مشاركته وإسهامه في معارف عصره وعلومه المختلفة سواء تلك التي خلّف فيها آثاراً مدوّنة أم تلك التي لم يترك فيها إلاّ آثاراً شفوية تناقلتها الأخبار والمرويات.
لقد أنصفه -إلى حدٍ كبير– مؤلفو هاتيك المصادر، وأشادوا بذكائه وفطنته وجهوده وفضله ومكانته العلمية في العربية وعلومها كما يتجلى في النقول الآتية:
- " كان تلو أبي علي (ابن سيناء) في أجزاء علم الحكمة.. وقد تأمل كتاباً بأصفهان سبع مرات حفظه، وعاد إلى نيسابور وأملاه، فقوبل بنسخة الأصل فلم يوجد بينهما كثير تفاوت"(21).
- وأما أجزاء الحكمة من الرياضيات والمعقولات فكان ابن بجدتها"(22).
-"وكان عديم القرين في زمانه في علم النجوم والحكمة، وبه يضرب المثل"(23).
- إمام خراسان وعلاّمة الزمان، يعلم علم يونان.."(24).
-" كان حكيماً عارفاً بجميع أنواع الحكمة سيما نوع الرياضيات"(25).
إذا عُدّ حكماء خراسان فهو أزخرهم بحراً، وأرفعهم قدراً، وأطولهم في الرياضيات باعاً وأقدرهم في القياسات الخطابية أنفاساً"(26).
كان حجة الحق –وذا لقب آخر مما لُقّب به قديماً– موسوعيّاً إذاً ككثيرين من علماء المسلمين القدامى، وقد أنجبت موسوعته ومعرفته وبصره بعلوم العربية ضربين من آثاره باللغة العربية: شفوي لم يدوّن بل دونت أخباره أو أخبار أكثره، وتواليف مدّونة.
1-5: فأما آثاره وإسهاماته الشفوية فتتمثل في:-
أولاً: يروى(27)، أنه دخل يوماً على شهاب الإسلام الوزير(28)، عبد الرزاق بن أبي القاسم عبد الله بن علي بن أخي نظام الملك تِرْب الخيام وصديقه، وكان عنده إمام القرّاء أبو الحسن ابن الغزال(29)، وهما يتكلمان في اختلاف القرّاء في آية، فقال الوزير: على الخبير سقطنا فسئل الإمام عمر عن ذلك فذكر وجوه اختلاف القراء، وعلل كل واحد، وذكر الشواذ وعللها، وفضّل وجهاً واحداً على سائر الوجوه، فقال ابن الغزال كثر الله في العلماء مثلك، اجعلني من أدْمة(30)، أهلك، وارضَ عني، فإنني ما ظننت واحداً من القراء في الدنيا يحفظ ذلك ويعرفه فضلاً عن واحد من الحكماء.
ثانياً: يروي البيهقي(31)، أنه هو نفسه دخل مع والده على الخيام فسأله عن بيت الحماسة:
ولا يرعون أكناف الهوينا إذا حلّوا ولا أرض الهُدُون(32)
وهوالبيت السابع والأخير من حماسية لأبي الغول الطهوي من شعراء الدولة المروانية(33)، فأجابه البيهقي:"الهوينا: تصغير لا تكبير له(34)، كالثّريا والحميّا. والشاعر يشير إلى عزّ هؤلاء ومنعتهم، يعني لا يسفون إذا حلّوا مكاناً إلى التقصير ولا إلى الأمر الحقير، بل يقصدون الأسدّ فالأسدّ من معالي الأمور.
ثالثاً: يذكر صاحب تتمة صوان الحكمة(35)، عن القاضي الإمام عبد الرشيد بن نصر الحسن أنه اجتمع بالخيام مرة في مدينة"مرو"(36)، فسئل عن معنى"المعوذتين وسبب تكرار ألفاظهما"، فاندفع يسرد كل قول نادر ويورد كل شاهد شارد حتى أتى بما لو جُمع لبلغ حجم مجلد، ويعلّق:"هذا مقامه المحمود في التفسير مع أنه لم يمتطِ غاريه".
رابعاً: تنبئ الأخبار عن مناظرات علمية له مع معاصريه ممن كانوا يتعاطون العلوم، كمناظراته مع"أبي حاتم المظفر الاستفزازي" وإن كان يغلب عليه"علوم الهيئة وعلم الأثقال والحِيَل(37).
أخيـراً: يندرج في هذا ما كان يوجّه إليه من أسئلة علمية في مناسبات عَرَضيّة، كالذي يقال من أن حجة الإسلام الغزالي سأله عن"تعيين جزء من أجزاء الفلك القطبية دون غيرها، مع أن الفلك متشابه الأجزاء.. فأطال الإمام عمر الكلام، وابتداءً من أن الحركة من مقولة كذا، وضَنّ بالخوض في محل النزاع، وكان هذا من دأب ذلك الشيخ المطاع، حتى قام قائم الظهيرة وأَذَّنَ المؤذن، فقال: الإمام الغزالي:"جاء الحق وزهق الباطل"، وقام(38).
وكالذي يقال: إن الملك العادل علاوة الدولة (فرامرز بن علي بن فرامرز) مَلَكَ الرِّيِّ الذي كان ينافح عن رأي الحكيم أبي البركات بن ملكا هبة الله بن علي (480-560 هـ) الطبيب البغدادي(39)، صاحب كتاب"المعتبر"، سأل الخيام رأيه عن اعتراضات الحكيم على كلام ابن سينا، فأجاب "أبو بركات لا يفهم كلام أبي علي، وليست له رتبة الإدراك لكلامه، فكيف يكون له رتبة الاعتراض عليه وإيراد الشكوك على كلامه؟" بيد أن الملك لم يعجبه الجواب، فجعل يجادل الخيام معترضاً عليه بكلام غلامه (الدواتي) الذي كان يذهب إلى أن لابن ملكاً رتبة الاعتراض والإدراك والزيادة، وقال حنقاً:"تتكلم بما لا يزيد به كلامك على كلام مملوك، ولا تمثيل إلى سفاهة غلامي أقدر عليها منك، فسكت الخيام"(40).
2-5: أما في التأليف فقد خلّف الخيام عدداً من التآليف بالعربية في علوم الحكمة بالمعنى المصطلحي القديم كان لها، ولا تزال، أهميتها التي جعلت من صاحبها عالماً ذا جهود جلية في علوم عصره في النظرية والتطبيق.
1-2-5 ففي العلوم الطبيعية ترك كتاباً في صنعة"ميزان الحكمة" أدرجه عبد الرحمن الخازني (من القرن السادس الهجري) في"كتاب ميزان الحكمة"(41)، لمجموعة من الحكماء، يشغل الخيام البابين الخامس والثامن منه، ففي الخامس"في ميزان الماء المطلق.. والعمل به والرهان عليه" وهو أربعة فصول (ص87-92):
الأول: في صفة الميزان والوزن به (ص87-88).
الثاني: في معرفة الجرم الممتزج من الذهب والفضة بالبرهان الهندسي (ص88-90).
الثالث: في معرفة ما في الجرم الممتزج من الذهب والفضة بالجبر والمقابلة (ص90-91).
والأخير، في المركبات من ثلاثة جواهر فما فوقها (ص91-92).
والباب الثامن، " في القسطاس المستقيم" (ص 151-153).
ويذكر البيهقي له"مختصراً في الطبيعيات"(42)، فضلاً عن"رسالة في الوجود" و"رسالة في الكون والتكليف" فقط، ويبدو أن هذه الآثار الثلاثة هي التي دعته إلى قولته"وله ضنة بالتصنيف والتعليم".
2-2-5: وله في الرياضيات:
(1) رسائل الخيام الجبرية(43)، وتضمّ:
1 ـ مقالة في الجبر والمقابلة.
2 ـ رسالة في قسمة ربع الدائرة.
(2) رسالة في شرح ما أشكل من مصادرات كتاب إقليدس(44)، تضم ثلاث مقالات.
1- في حقيقة المتوازيات وذكر الشك المعروف.
2- في ذكر النسبة ومعنى التناسب وحقيقتهما.
3- في تأليف النسبة وتحققه.
(3) في مقالة"الجبر والمقابلة" ما يشي بكتاب مفقود خصصه، كما يفهم من كلامه، لاستخراج الجذر النوني والبرهان عليه(45).
حسب الخيام، فضلاً عن شهادات القدماء السالفة، شهادة عالم رياضيات حديث في مؤلفاته في الرياضيات، فهي" من أهم آثار ما كتب بالعربية من رياضيات، ومن أبعدها صوتاً في تاريخ الفكر الإنساني، ومن ثم فهي من أجدر ما تحتويه كنوز السلف بالعناية والاهتمام"(46). وحسبه كذلك، ما ألف في جبره من كتب حديثة، من مثل(47): "جبر عمر الخيام" لداود.س. قصير (نيويورك 1931م)، و"جبر عمر الخيام" لونتر وعرفات (1950م).
3-2-5: أما الفلك والنجوم فكان مجلياً فيهما، واللافت في الموضوع أن تلميذ الخيام"عروضي سمرقندي" صاحب كتاب"جهار مقالة" (المقالات الأربع)(48)، تحدّث عنه في المقالة الثالثة"مقالة في علم النجوم والمنجم"، وليس في مقالة"الشعر والشاعر"، ولربّما التفت العماد الأصفهاني إلى هذا حين قال عن الخيام:"وكان عديم القرين في زمانه في علم النجوم والحكمة".
على الرغم من هذا فإن آثاره المدونة في هذا العلم قليلة، فثمة خبر عن زيج ملكشا هي(49)، وهوكتاب يحسب منه سير الكوكب، ويستخرج التقويم أي حساب الكواكب لسنة سنة(50). غير أن بعض المصادر العربية تتناقل أخبارا تتم على جهود عملية له في علم النجوم ففي عام 467هـ كان أحد أعيان المنجمين الذين عملوا الرصد للسلطان ملك شاة السلجوقي(51)، الذي أعطاه مالاً كثيراً ليشتري به آلات الرصد ؛ ظل الرصد دائراً إلى أن مات السلطان عام 485هـ(52)، وكان ملك شاه ينزله منزلة الندماء ويجله، وكذلك كان الخاقان شمس الملوك ببخارى يعظّمه غاية التعظيم ويجلسه معه على سريره(53).
ونسب إليه صاحب"تاريخ الألفي" كتاب"لوازم الأمكنة"، وهو في فصول السنة وعلة اختلاف الجوفي البلاد والأقاليم(54).
4-2-5: وكان يتعاط الطب، وربما كان يحتذي فيه آراء الرازي وابن سينا(55)، وإن لم يصل إلينا أي مؤلف طبي له؛ لكن يروى أنه دخل يوماً على السلطان"سنجر"(56)، وهو صبي قد أصابه الجدري، فلما خرج من عنده قال له الوزير مجير الدولة(57): كيف رأيته، وبأي شيء عالجته؟ قال عمر: الصبي مخوف، ففهم ذلك خادم حبشي ورفه إلى السلطان، فلما برئ السلطان أضمر بسبب ذلك بغض الخيام، وكان لا يحبه(58).
للخيام بالعربية جهود فلسفية أكثر مما له بالفارسية، علماً أنه هو نفسه ينفي أن يكون فيلسوفاً في رباعية فارسية إن صحت نسبتها إليه، ترجمتها(59).
غلط العدو إذ زعم أنني فيلسوف، فالله وحده يعلم أنني لست كما قال. أوليس يحق لي، على الأقل، أن أعرف من أنا بعد أن وجدتني في دنيا غمّ وهمّ؟!
غير أن بعض الباحثين(60)، وعدداً من مترجمي الرباعيات والدارسين العرب(61)، عدوه فيلسوفاً، واستشفوا مناحي فلسفته من خلال العدد الكبير من الرباعيات المرفوعة إليه وفي هذا ما فيه؛ لأن الرباعيات الخيامية الأصيلة لم تُعرف؟
ولقد ذهب بعضهم إلى أكثر من هذا، إذ كتب"مايكل كسلمان" مقالاً عنوانه" على خُطى عمر الخيام: الشهوة الحسّية هي الشرارة التي تبقى نار الزواج متقدة(62)، تحدّث فيه عن دور كل حاسة من الحواس الخمس في هذا الشأن، كما وازن الدكتور سامي أدهم بين الخيام و"هيدغر" من خلال كتاب"الوجود والزمان" لهيدغر والرباعيات في مقال عنوانه"شعراء التذكر لا شعراء اللحظة الخارقة/العدمية، انطولوجيا هيدغر والخيام"(63).
ومهما يكن الأمر فقد ترك في الفلسفة خمس رسائل: واحدة بالفارسية عنوانها"كليات وجود: (كليات الوجود)، والأربع الأخرى بالعربية، هي:-
1ـ رسالة الكون والتكليف.
2ـ الجواب عن ثلاث مسائل: ضرورة التضاد في العالم، والجبر، والبقاء.
3 ـ الضياء العقلي في موضوع العلم الكلي.
4 ـ رسالة الوجود.
ويبدو أن محيي الدين صبري الكردي كان أول من عثر على الرسائل الثلاث الأولى مخطوطة ومكتوبة بخط ابن علاّم عام 799هـ في مكتبة"نور الدين بك مصطفى"(64) بمصر، ثم أخرجها هي وخمس عشرة رسالة فلسفية أخرى لعدد من حكماء الإسلام في كتاب عنوانه"جامع البدائع"(65).
وضم أحمد حامد الصراف الرسائل الثلاث هذه إلى الطبعة الثالثة (1961) من كتاب"عمر الخيام: الحكيم الرياضي الفلكي الفيلسوف" (ص 190-208).
ولما أصدر سيد سليمان الندوي كتابه" مجموعة الرسائل" (الهند 1351هـ) نقل الرسائل الثلاثيات نفسها عن الكردي كذلك، وأضاف إليها"رسالة الوجود" العربية، ورسالة"كليات وجود الفارسية".
وصور"فلاديمير سيغال" محرّر كتاب"عمر الخيام: رسائل"(66)، (دار النشر الشرقية للآداب موسكو1962م) أربع رسائل من مجموعة الندوي ونشرها فيه، أما رسالة"الوجود" فصورها عن نسخة خطية دون أن يذكر أية معلومات عنها.
ونشر الدكتور عبد المنعم الحنفي الرسائل الأربع في كتابه"عمر الخيام والرباعيات(67)، (ص 58-91) مدّعياً (في مطلع كل رسالة من الثلاث الأول) نشرها لأول مرة عن مخطوطة بدار الكتب المصرية" من غير أن يعطي أية معلومات عن المخطوطة أو يصور بعض ورقاتها كما يقضي منهج التحقيق العلمي، وكما فعل هو ذاته شيئاً من هذا حين نشر للخيام مخطوط"تعبير المنام"(68)، إذ اكتفى بإثبات صورتي ورقتين منه حسب، ومال ميلاً، بحجة أسلوب الكتاب، إلى افتراض أن الكتاب"أصله فارسي وترجم إلى العربية" (ص 12 و13).
وعُني عدد من الباحثين والدارسين الإيرانيين برسائل الخيام العربية العلمية والأدبية والفلسفية كافة(69)، – فضلاً عن عنايتهم بآثاره الفارسية – فأثبتوها، إما عن صبري الكردي وإما عن الندوي، وعن مخطوطات عثروا هم عليها، في المجامع التي خصصت لآثاره عامة ورسائله خاصة، وترجموها إلى الفارسية، ومن هؤلاء: عباس إقبال (1309هـ)، وسعيد نفسي (1310 هـ)، ومحمد تق إيراني (1314هـ)، وحبيبي يغماني (1343هـ)، وجلال الدين همائي (1346هـ)، ومهرداد اوستا (؟)، ورحيم رضا زاده ملك (1377هـ).
فأما موضوع رسالة"الكون والتكليف" فينصبّ على حكمة الله –تعالى- في خلق العالم لاسيما الإنسان، وتكليف الناس بالعبادات، وقد كانت إجابة موجزة مما انتهى إلى الخيـام بحثه وبحث من تقدمه من معلميه لاسيما ابن سينا عما سأله عنه كتابة، أونصر محمد بن عبد الرحيم النسوي القاضي بنواحي فارس عام 473هـ.
أما رسالة"الجواب عن ثلاث مسائل"، التي تُعدّ تتمةً لرسالة"الكون والتكليف"، فتجيب عن ثلاث مسائل سئل الخيام عنها، وقد لخّصها صبري الكردي بالآتي:-
- الأولى: كيف صدر ملازمي التضاد والشر عن الواجب مع القطع بأنه -عز وجل- يتعالى عن أن يكون مصدر شر وظلم وجور ومع القول بامتناع تعدد الواجب.
- الثانية: أي الفريقين أقرب إلى الصواب وقوله أشبه بالتحقيق: الجبرية القائلين بالجبر ونفي الاختيار عن الممكن أم القدرية الناسبين إلى العبد خلق أفعاله الاختيارية؟
- والأخيرة: أنّ قوماً يقولون: إن البقاء من صفات المعاني، أي أنه صفة زائدة على ذات الباقي في الخارج، فكيف يصحّ قولهم، وما سبيل المناقشة معهم؟
وأما رسالة"الضياء العقلي" فهي في مضمون رسالة في الوجود؛ لأنها تبحث في فلسفة"الموجود" و"الوجود" موضوع الفلسفة الأولى الذي لا يتجلى إلا في"الموجود".
ويتصل موضوع رسالة"الوجود" بموضوع الرسالة الأولى"الكون والتكليف" فهي تنهض على أن الأوصاف للموصوفات ضربان: ذاتي وعرضي، ينقسم كل منهما قسمين: اعتباري ووجودي.
ويسلك في الجهود الفلسفية ترجمة الخيام العربية "خطبة"(70)، لابن سيناء وسمت بهذه العنوانين خطبة التوحيد" والخطبة الغراء"والخطبة التمجيدية" و"خطبة تفسير سبحان الملك القهار" وهي تدور على"التوحيد" وتنزيه الخالق -سبحانه- عن أن"يوصف بكيف فيشابه ويُضاهي، ولا بكم فيقدر ويجري"، وعلى خلق الله -عز وجل- الكون وما فيه.
يقال: إن الخيام ترجمها عام 472هـ تلبية لاستدعاء"جماعة من الإخوان بأصفهان" كما يقول: ويقال: إنه لم يكتف بترجمة الأصل، إنما كان يضيف بعض الشروح إلى كل بند من بنودها(71). ‍‍
ذكر جلال الدين همائ أن للخيام كتاباً خطيباً بعنوان"شرح المشكل من كتاب موسيقي"(72)، قد يكون هو مخطوط"رسالة في الموسيقى" التي ذكرها الزركلي، وقال"إنها ثلاث ورقات" في معهد المخطوطات العربية بالقاهرة(73)؛ بيد أن عبد المنعم الحنفي يذكر أنه لم يعثر عليها فيه(74).
يقود الكلام في الموسيقى إلى الشعر، إذ ظن بعض الخياميين العرب خطأ أن"كل أشعار الخيام مكتوبة باللغة الفارسية على بحر دوبيت"(75)، لكن الحقيقة أن للخيام شعراً بالعربية لاحقته في مظان ترجمته القديمة والكتابات الحديثة عنه فتيسر لي واحد وثلاثون بيتاً، وهو عدد لم يتسن لأحد قبلي من الباحثين في الخيام ودارسيه، وهم كثر.
كان العماد الأصفهاني (519-597 هـ) أول من ذكر الخيام في"الخردة" (قسم شعراء العجم) الذي ألفه في حدود عام 570هـ أي بعد ما يزيد بنحو خمس سنوات على نصف قرن من وفاة الخيام، وذكر له مقطوعة عربية من أربعة أبيات أنشدها بأصفهان، مطلعها(76):
إذا رضيت نفس بميسور بُلْغَة تحصلها بالكد كفِّي وساعدي
وكان الإمام فخر الدين الرازي(ت 606هـ) أول من أورد له رباعية فارسية في رسالة"التنبيه على بعض الأسرار المودعة في بعض سور القرآن العظيم"(77).
وجاء شمس الدين الشهر زوري(ت بعد عام 687هـ) ليشير إلى أشعار للخيام بالفارسية والعربية بقوله:"له أشعار حسنة بالفارسية والعربية"(78)، وذكر بعض الأبيات العربية، لكنه لم يذكر شيئاً من الأشعار الفارسية.
يتوزع شعره العربي القليل على قصيدة دالية في سبعة أبيات، وخمس مقطوعات: واحدة في خمسة أبيات، وأخرى في أربعة، وكل من الثلاث الباقية في ثلاثة، وعلى ثلاث"نُتف" مجموعها ستة أبيات.
شعر الخيام العربي هذا –على قلته– مهم ولافت للنظر، وحافظ لمزيد من البحث عن حقيقة الخيام بالفارسية والعربية معا من حيث "عدد" الأشعار ومضامينها فقضية الرباعيات الحقيقة الأصلية مازالت هاجس الخيامين الإيرانيين وغير الإيرانيين، ولقد اجتهد كثيرون للوصول النسبي إليها اعتماداً على مصادر وأصول أوثق وأقرب إلى عصر الشاعر، وعلى أخبار أدق وآثار أخرى له أكد، من هؤلاء: المستشرق الدانمركي آرثر كريستنسن(79)Arthur Christensen، والخياميون الإيرانيون: محمد علي فروغي والدكتور قاسم غني(80)، وصادق هدايت(81)، وعلي دشتي، فإذا ما راعينا ما توصلوا إليه أو بعضه عن أعداد الرباعيات التي تقل عن المائتي عددٍ عند أكثرهم دون أن تسلم من مظنة الشك، ووضعنا في الاعتبار الرباعيات الست والستين التي جعلها فروغي عياراً لعدد رباعياته الـ (178) التي اصطفاها لمجموعته، إذا ما راعيناه نجد حداً أكثر من التناسب بين شعر الخيام العربي وبعض شعره الفارسي، حينئذٍ يغدو رأي علي دشتي في شعره الفارسي قابلاً للتطبيق على شعره العربي القليل، يقول:"كان الخيام يجود، على اشتغاله بالفلسفة والرياضيات، بتأملاته الروحية وانفعالات خاطره الفلسفية في قالب رباعيات بين الحين والحين، وأنه كان يصوغ هذه الرباعيات المعدودة، وهي مرآة نفس قلقة متفكرة، مثلما يصوغ الشعراء أشعاره ويدونونها باسمه(82).
فمن شعره العربي، مثلاً قوله(83):
أصوم عن الفحشاء جهرا وخفية عفافاً، وإفطاري بتقديس فاطري
وكم عصبةٍ ضلت عن الحق فاهتدت لطرق الهدى من فيضي المتقاطر
وقوله(84):
متى ما تخالط عالم الإنس لم يزل بسمعك وقر من مقال سفيه
إذا ما الفتى لم يرم شخصك عامداً بكفيه عن ضغن رماك بفيه
وقد علم الله اعتقــادي، وإنني أعـوذ به من شر ما أنا فيه
وقوله(85):
سبقــــت العالمين إلى المعالي بصائب فكـرة وعلو هـمه
فلاح بحكمتـي نور الهـدى في ليــال للضلالة مدلهمــةْ
يريـد الجاحدون ليطفئـــوها ويأبـي الله إلا أن يتمــهْ
يتجلى من آثار الخيام جميعا بضربيها الشفوي والمدون ما كان له من إسهام كبير وخدمات جليلة فقد ألف في أكثر علوم العربية بالعربية نفسها لاسيما العلوم الحكمية التي كان يراها ضرورية جداً من حيث الحاجة إليها في نفسها ومن حيث التوصل ببعضها إلى التثبت من مسائل كثيرة في الكون والإنسان، ولولا عوائق منيعة ألمع إليها الحكيم نفسه لكانت جهود أكبر وأوسع وأشمل، يقول في مقدمة مقالة في الجبر والمقابلة:"وإني، ولم أزل، كنت شديد الحرص على تحقق جميع أصنافها(المجهولات العددية والمساحية) وتمييز الممكن من الممتنع في أنواع كل صنف ببراهين لمعرفتي بأن الحاجة إليها في مشكلات المسائل ماسة جداً.
ولم أتمكن من التجرد لتحصيل هذا الخير والمواظبة على الفكر فيه لاعتراض ما كان يعوقني عنه من صروف الزمان، فإنا منيناً بانقراض أهل العلم إلا عصبة قليلي العدد كثيري المحن، همهم افتراض غفلات الزمان ليتفرغوا في أثنائها، إلى تحقيق وإتقان علم.
وأكثر المتشبهين بالحكماء في زماننا هذا يلبسون الحق بالباطل فلا يجاوزون حد التدليس والترائي بالمعرفة، ولا ينفقون القدر الذي يعرفونه من العلوم، إلا في أغراض بدنية خسيسة، وإن شاهدوا إنساناً معنيا بطلب الحق وإثار الصدق، مجتهداً في رفض الباطل والزور وترك المراءاة والخدام استحمقوه وسخروا منه والله المستعان على كل حال وإليه المفزع.
ويقول في مقدمة"رسالة في شرح ما أشكل من مصادرات إقليس": إن تحقيق العلوم وتحصيلها بالبراهين الحقيقية مما يتفرض على طالب النجاة والسعادة الأبدية، وخصوصاً الكليات والقوانين التي يتوصل بها إلى تحقيق المعاد وإثبات النفس وبقاياها، وتحصيل أوصاف واجب الوجود، تعالى جده والمبايكة وترتيب الحق، وإثبات النبوة والسيد المطاع، والسيد المطاع بين الخلق الآمر والناهي إياهم بإذن الله –تعالى- بحسب طاقة الإنسان.
ويتبدَّى منها ومن الأخبار التي واكبتها أن الخيام -بعكس ما هو شائع- أفاد من نفر من خيرة علماء زمانه وحكمائه وتلمذ لبعضهم مباشرة أو بقراءة أعمالهم؛ وأنه كان له هو نفسه عدد من التلاميذ والمريدين.
وإذ ما تأملنا آثاره العربية تأملاً مليّاً مشفوعاً بحل ما تناقلته مصادر التراث العربي عنه من أخبار وروايات نجد أنها –لاسيما الرسائل الفلسفية ومقدمات الرسائل العلمية وشعره العربي– هي التي قد تمثل عمر الخيام الأقرب إلى الحقيقة والواقع مما تصوره الأعداد الكثيرة من الرباعيات التي لا يعرف –حتى الآن– عددها الصحيح ولا الثابت النسبة منها إليه، وهي التي اعتمدها كثيرون بقضها وقضيضها في الحكم على الرجل عقيدة وسلوكاً وفكراً، وجاسوا خلالها لينسبوه إلى الكفر والإلحاد والباطنية، ومذهب اللذة، والأبيقورية، واللإدرية، والتناسخ والتصوف، وما إلى ذلك.
وإذا ما استثنينا بعض ما في آثاره الفارسية من بسملة وحمد الله وشكره والاستعانة به، نجد في آثاره العربية مثل هذا وأكثر يقول في"الجبر والمقابلة" –وهو مؤلف علمي– مثلاً: بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين والعاقبة للمتقين، ولا عدوان إلا على الظالمين والصلاة على الأنبياء وخصوصاً على محمد وآله الطاهرين أجمعين". يعزز هذا ما رواه البيهقي(86)، وحكي لي ختنه الإمام محمد البغدادي أنه كان يتخلل بخلال من ذهب، وكان يتأمل الإلهيات من الشفاء، فلما وصل إلى فصل الواحد والكثير وضع الخلال بين الورقتين، وقال: ادع الأذكياء حتى أوصي، فوصى فقام وصلى ولم يأكل ولم يشرب، فلما صلى العشاء الأخير سجد، وكان يقول في سجوده: اللهم إنك تعلم أني عرفتك على مبلغ إمكاني فاغفر لي، فإن معرفتي إياك وسيلتي إليك. ومات.




يوسف بكار* نقل صابر24 الوادي لتعميم الفائدة




************
الهوامـش:


*) مفكر وناقد أردني.
1) انظر: محسن رمضاني، رباعيات حكيم عمر خيام به 30 زبان(رباعيات الحكيم، عمر الخيّام في ثلاثين لغة) منشورات بديده(طهران، 1987م، و"رباعيات عمر خيام به يازده زيان"، (رباعيات عمر الخيام في 11 لغة) منشورات بارسا، طهران. ط3: 1997م
2) راجع مثلاً: ذبيح الله صفا، تاريخ أدبيات در إيران 2: 528-529 أمير كبير – طهران. ط5: 2536؟ وهمايون: عمر الخيّام: عصره، حياته، آثاره العلمية والأدبية. مجلة الثقافة، القاهرة السنة (1)، العدد (11)، 14 آذار 1939، ص46.
3) تاريخ حكماء الإسلام، ص119، تحقيق محمد كردعلي، مجمع اللغة العربية – دمشق 1998.
4) همايون: عمر الخيام، ص45، مصدر سابق.
5) محمد رجائي حنفي: عمر الخيام صاحب الرباعيات المفترى عليه، مجلسة "الكويت" – الكويت. العدد (64) ديسمبر1987، ص41.
6) الأعلام 5:38.دار العلم للملايين – بيروت ط،5، 1980.
7) تاريخ حكماء الإسلام، ص103 – 104.
8) راجع مناظرة الخيام والزمخشري في: "الزاجر للصغار عن معارضة الكبار" للزمخشري في بحث "فرانزنفر": قديمترين اطلاع اززندكي خيام " (أقدم المعلومات عن حياة الخيام). نشريه دانشكده أدبيات تبريز. سال أول، شماره 8-9، آبان – آذار 1327 ش هـ، 1-29.
9) الفريدي: نسبة إلى فريد العصر شيخ الزمخشري، وهو محمد بن جرير الضبي الأصفهاني، وكنيته أبو مضر ـ تخرج عليه كثيرون في النحو واللغة، وانتفع الناس بعلمه في أثناء إقامته بخوارزم وإن كان نزر التأليف، توفي عام 507هـ (ياقوت الحموي: معجم الأدباء10:123ـ124،نشرة الرفاعي،دارإحياء التراث العربي ـ بيروت د.ت).
10) المطبّق (بكسر الباء): السيف الذي يصيب المفصل فيبينه، والمصمم (بكسر الميم): السيف الذي يمر في العظام ويقطعها (لسان العرب - طبق ووهم).
11) هو البيت الثاني من القصيدة (62) في: شروح سقط الزند. السفر الثاني - القسم الثالث، ص132 القاهرة 1964.
12) المرية: الشك، "وامتريت في ذا" إذا شككت فيه: آيات موسى (عليه السلام) إحدى عشرة: اثنتان منها اليد والعصا، والتسع الأخرى: الفلق والطوفان، والجراد، والقمّل، والضفادع والدم والطمس والجدب في بواديهم والنقصان في مزارعهم، (الطمس: ما روي أن روي أن أموالهم وحروثهم وسكرهم (الطعام والخمر والنبيذ) انقلب حجارة. روي أن أموالهم وحروثهم وسكرهم ( الطعام و الخمر و النبيذ) انقلب حجارة,
13) يذكر صلاح الدين الصفدي أن الخيام – وإن أخطأ في اسمه – قرأ "إشارات" ابن سيناء على "بهمنيار" تلميذ الشيخ (الوافي بالوفيات 2: 142-143، تحقيق س.ديدرينغ. فرانز شتاينر – قيسبادن. ط2: 1974م) وانظر أيضاً:
1. محمد محمود الخضري: سلسلة متصلة من تلاميذ ابن سيناء في مائتي عام. بحث في الكتاب الذهبي للمهرجان الألفي لذكرى ابن سيناء. جامعة الدول العربية – القاهرة، 1952، ص53-59.
2. أحمد حامد الصراف: عمر الخيام الحكيم الرياضي الملكي النيسابوري، ص109-208، مطبعة المعارف – بغداد – ط3: 1961.
3. د. علي أصغر حلبي: تاريخ فلاسفة إيران از آغاز إسلام تا امروز، ص339، كتابفروشي زوار – طهران. ط2: 1361 ش هـ.
14) إسماعيل يكاني: نادرة أيام حكيم عمر خيام، ص7-8 طهران 1342 ش هـ.
15) تاريخ حكماء الإسلام، ص131 - 132. المصدر سابق.
16) المصدر نفسه، ص139.
17) المصدر نفسه، ص123.
18) آثار البلاد وأخبار العباد، ص474-475 ( نيسابور)، دار صادر – بيروت (د.ت).
19) يرى إسماعيل يكاني أن الحكاية واحدة وهي من الأساطير التي ترفع إلى الخيام ويذهب خطأ إلى أنّ القزويني ذكر أن الفقيه هو الإمام محمد الغزالي (نادرة أيام، ص2111، المصدر السابق).
20) تاريخ حكماء الإسلام، ص119، مصدر سابق.
21) تاريخ حكماء الإسلام، ص119، مصدر سابق.
22) المصدر نفسه، ص120.
23) العماد الأصفهاني: خريدة القصر وفريدة العصر/ قسم ذكر فضلاء أهل خراسان و هراة 85:2، تحقيق د.عدنان محمد آل طعمة. طهران 1999.
24) القفطي: أخبار العلماء بأخبار الحكماء، ص162، دار الآثار – بيروت (د.ت).
25) القزويني: آثار البلاد وأخبار العباد، ص474، مصدر سابق.
26) تتمة صوان الحكمة نقلاً عن: الصراف، عمر الخيام، ص266.
27) تاريخ حكماء الإسلام، ص120.
28) وزر للسلطان سنجر من عام 501 حتى 515هـ عام وفاته (ابن الأثير: الكامل في التاريخ 10: 954- حوادث 515هـ دار صادر – بيروت 1989)، راجع عنه أيضاً: تاج الدين السبكي: طبقات الشافعية الكبرى 7: 168، البابي الحلبي – القاهرة. ط1 1970م.
29) هو أبو الحسن علي بن أحمد بن محمد الغزال النيسابوري، كان من أئمة القراء المشهورين بخراسان والعراق، ومن العارفين بوجوه القراءات واختلاف الروايات، وإماماً في النحو، وله فيهما تصانيف مفيدة، وكان زاهداً عابدا، سلك طريق التصوف، توفي عام 516هـ (ياقوت: معجم الأدباء 12: 272-273 مصدر سابق).
30) أدمه بأهله: خلطه بهم وجعله واحداً منهم.
31) تاريخ علماء الإسلام، ص122.
32) الأكناف: النواحي، الهويني: الدعة والخفة، الهدوء: الصلح والسكون.
33) المرزوقي: شرح ديوان الحماسة 38:1-44، نشرة أحمد أمين وعبد السلام هارون. لجنة التأليف والترجمة والنشر – القاهرة. ط2: 1967.
34) يقال: إن الهويني تصغير "الهوني" تأنيث الأهون (لسان العرب – هون)، وفي شرح ديوان الحماسة: ويجوز أن يكون الهُوني فعلى اسماً مبنياً من الهيمنة فعلى اسماً مبنياً من الهيمنة، وهي السكون. ولا تجعله تأنيث الأهون.
35) نقلاً عن: الصراف، عمر الخيام، ص166 – 168، مصدر سابق.
36) يقال: إن الخيام كان يعمل في مرصد "مرو" حيث كان يعيش في حصن لا يزال قائماً، وقد حّذر عام 1992م من أن الحصن مهدد بالسقوط (صورة إخبارية: الحصن الذي عاش فيه عمر الخيام ذات يوم مهدد بالسقوط جريدة الرأي الأردنية 19/3/1992).
37) تاريخ حكماء الإسلام، ص125.
38) المصدر نفسه، ص120.
39) ترجمته في: البيهقي، تاريخ حكماء الإسلام، ص152 ؛ وابن خلكان: وفيات الأعيان 74:6، تحقيق د.إحسان عباس، دار صادر - بيروت 1978 ؛ والصفدي: نكت الهيميان، ص304، المطبعة الجمالية - القاهرة 1911م؛ و الصفدي: نكت الهميان، ص304. المطبعة الجمالية - القاهرة 1911م؛ وابن أبي أصيبية: عيون الأنباء في طبقات الأطباء 269:2. دار الثقافة - بيروت 1979.
40) تاريخ علماء الإسلام، ص117-118.
41) طبع الكتاب بدائرة المعارف العثمانية بحيدر أباد/الدكن عام 1935هـ، وثمة طبعة أخرى ناقصة حققها وعلّق عليها فؤاد جميعان، وقدَّم لها قدري حافظ طوقان (شركة فن الطباعة – شبرا/ القاهرة 1947).
42) تاريخ حكماء الإسلام، ص119.
43) حققها رشدي راشد وأحمد جابر وترجماها إلى الفرنسية (معهد التراث العلمي العربي – حلب1981م).
44) حققه الدكتور عبد الحميد صبرة، منشأة المعارف – الإسكندرية 1961م.
45) رسائل الخيام الجبرية – المقدمة، ص17.
46) رشدي راشد: رسائل الخيام الجبرية – المقدمة، ص5
47) الصراف: عمر الخيام، ص189.
48) ترجم د.عبد الوهاب عزام و. د.يحيى الخشاب، الكتاب إلى العربية، لجنة التأليف والترجمة والنشر - القاهرة 1949م.
49) حاجي خليفه: كشف الظنون 972:2، مكتبة المثنى – بغداد، طبعة الأفست (د.ت)، ويقال: إن الخيام كان أحد مؤلفي هذا الكتاب(محسن فرزانه: مردى از نيشابور: عمر خيام رجل من نيسابور: عمر الخيام، ص28) طهران 1349 ش هـ) و"زيج" معرب زيك، الفارسية (محمد معين: فرهنك فارسي).
50) محمد الخوارزمي: مفاتيح العلوم، ص169، نشرة د.عبد اللطيف محمد العبد، دار النهضة المصرية – القاهرة (د.ت).
51) هو أبو الفتح ملك شاه ابن ألب رسلان(447-485هـ) ملك ما لم يملك أحد من ملوك الإسلام، وخُطب له على جميع منابر الإسلام سوى المغرب، كان يلقب، لحسن سيرته، بالسلطان العادل (وفيات الأعيان 283:5 – 289).
52) ابن الأثير: الكامل في التاريخ 98:10، والقزويني: آثار البلاد وأخبار العباد، ص474-475.
53) تاريخ حكماء الإسلام، ص121.
54) محسن فرزانه: مردى از نيشابور، ص58.
55) مجتب مينوي: نوروزنامه – المقدمة، ص23، كتانجاته كاوه – طهران 1933م.
56) هو معز الدين أبو الحارث سنجر بن ملك شاه (479-552هـ) سمي بسنجر لأنه ولد في "سنجار" بديار ربيعة آخر ملوك السلاجقة الكبار ومن معدوديهم، عرف بفتوحاته الكثيرة في خراسان، وخطب له في أماكن كثيرة، وضربت السكة باسمه (وفيات الأعيان 2: 427-428).
57) أبو الفتح الطغرائي وزير السلطان سنجر، تولى الوزارة قبل عام 497هـ الذي عزل فيه (الكامل لإبن الأثير – حوادث 497هـ).
58) تاريخ حكماء الإسلام، ص121.
59) أصلها الفارسي:
دشمن بغلط كفت كه من فلسفيم ايزد داند انجه أو كفت نيم
ليكن جو دارين غم آشيان آمده أم آخركم ازانكه من بدانم كه كيم؟
60) الدكتور علي أصغر حلبي مثلاً في كتابه تاريخ فلاسفة إيراني.
61) من هؤلاء مثلاً: عبدالحق فاضل، ومحمد موسى هنداوي.
62) مجلة المختار، العدد (159)، شباط 1992م، ص14-18.
63) مجلة كتابات معاصرة، المجلد (12) العدد (45)، تشرين الثاني – كانو الأول 2001، ص58-63.
64) نور الدين مصطفى (1833-1928) تركي الأصل والمنبت، تخرج في الحقوق بالآستانة، وسكن مصر عام 1903، جمع مكتبة نفيسة، وكان شاعراً بالتركية والعربية والفارسية، وله عدد من الدواوين، ترجم لزوميات أبي العلاء، وقصص لافونتين الفرنسي إلى التركية، وعدداً من رباعيات الخيام إلى لعربية، لكنه لم ينشر منها سوى ثلاثٍ، توفي بالقاهرة (راجع عنه: الزركلي: الأعلام 52: 48، ويويف بكار: الترجمات العربية لرباعيات الخيام، ص113-115، منشورات جامعة قطر – الدوحة 1988؛ وطنطاوي جوهري: مكتبة شرقة نادرة ونبذة من سيرة جامعها، المقتطف، المجلد 73- الجزء/2 اكتوبر 1928م، ص91-94؛ ومحمود المنجوري: عمر الخيام كما أعرفه(الحلقة7) المقتصف –المجلس 74– الجزء 1 يناير 1929م، ص100.
65) طبع بمطبعة السعادة – القاهرة 1917م.
66) مترجم الرسائل جميعا إلى الروسية هو بوريس روزنفيلد.
67) منشورات دار الرشاد، القاهرة 1992.
68) دار الرشاد، القاهرة 1991م.
69) راجع في هذا: رحيم رضا زاده ملك، دانشنامه خيامي، طهران 1377ش هـ ص3-5 و288-292 و 322-323 و 344 – 345 و 370.
70) نقل الصراف ترجمة الخطبة عن كتاب "الدراسات الشرقية"، للقاضي أحمد ميان انكار، لاهور(عمر الخيام، ص329-331).
71) راجع التفاصيل في: رحيم رضا زاده ملك، دانشنامه خيامي،ص 306-311، وترجمة الخطبة فيه، ص312-319.
72) محسم فقرزانه: مردى ازنيشابور، ص58 نقلاً عن "خيامي نامه"، ص338 ".
73) الأعلام 38:5.
74) عمر الخيام والرباعيات، ص27.
75) حافظ عوض: شعراء الفرس: الخيام، المجلة المصرية السنة (2) – العدد (7) – أول أيلول 1901.
76) الخريدة 85:2 (قسم ذكر فضلاء أهل خراسان وهراة).
77) خلال الدين هماني: طربخانه – المقدمة، ص32، مؤسسة نشرهما – طهران. ط3: 1372 ش.هـ.
78) نزهة الأرواح 51:2.
79) في كتاب Critical Studies In The Rubaiyat Of Umar-IKhayyam. Kobenhavn 1927.
80) في مقدمة مجموعتهما رباعيات حكيم خيام نيشابوري: ط1: طهران 1262 ش هـ.
81) في مقدمة مجموعته تراناناهي خيام (أنعام الخيام) طهران – ط 1: 313 ش هـ.
82) دمى باخيام (لحظة مع الخيام)، ص25-26 أمير كبير – طهران.
83) نزهة الأرواح 51:2.
84) عبد الرحمن ناجم أفندي: هدية الأمم وينبوع الآداب والحكم، ص140. مطبعة جريدة بيروت 1309هـ.
85) تتمة صوان الحكمة نقلا عن: الصراف، عمر الخيام، ص166.
86) تتمة صوان الحكمة نقلاً عن: الصراف، عمر الخيام، ص166.


2




عمر خيام هو عالم فارسي ولد في ايران ما بين 1038 و1048، وتوفي فيها ما بين 1123 و1124م.

رغم شهرة الخيام بكونه شاعرا فقد كان من علماء الرياضيات في عصره، واشتهر بالجبر واشتغل في تحديد التقويم السنوي للسلطان ملكشاه، والذي صار التقويم الفارسي المتبع إلى اليوم.
وهو أوّل من اخترع طريقة حساب المثلثات ومعادلات جبرية من الدرجة الثالثة بواسطة قطع المخروط، وهو أول من أستخدم الكلمة العربية "شي" التي رسمت في الكتب العلمية الإسبانية (Xay) وما لبثت أن استبدلت بالتدريج بالحرف الأول منها "x" الذي أصبح رمزاً عالمياً للعدد المجهول، وقد وضع الخيام تقويما سنوياً بالغ الدقة، وقد تولى الرصد في مرصد أصفهان.


إسهاماته العلمية




ترجع شهرته إلى عمله في الرياضيات حيث حلَّ معادلات الدرجة الثانية بطرق هندسية وجبرية. كما نظم المعادلات وحاول حلها كلها، ووصل إلى حلول هندسية جزئية لمعظمها. وقد بحث في نظرية ذات الحدين عندما يكون الأس صحيحاً موجباً، ووضع طرقاً لإيجاد الكثافة النوعية. لم ينبغ الخيام في الرياضيات فحسب، بل برع أيضاً في الفلك. وقد طلب منه السلطان "ملكشاه" سنة 467هـ/1074م مساعدته في تعديل التقويم الفارسي القديم. ويقول "سارطون" إن تقويم الخيام كان أدق من التقويم الجريجوري.









 


رد مع اقتباس
قديم 2012-05-19, 15:37   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
حـبـيـبو عـبـدو السوفي
عضو برونزي
 
الصورة الرمزية حـبـيـبو عـبـدو السوفي
 

 

 
إحصائية العضو










B18



السلام ورحمة الله


لالالا لم ترتبط بالشعر فقط بل حتى بــ الفلسفة والرياضايا والفلك واللغة والفقه في امور الدين











رد مع اقتباس
قديم 2012-05-20, 00:33   رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
صابر24
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية صابر24
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

و عليكم السلام شكرا لمرورك










رد مع اقتباس
قديم 2012-05-20, 06:32   رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
حـبـيـبو عـبـدو السوفي
عضو برونزي
 
الصورة الرمزية حـبـيـبو عـبـدو السوفي
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي



العفو أخي ولو كلنا في خدمتكم











رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
الجدال, ارتبطت, بالشعر, شخصية, فقط؟


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 17:39

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc