كان في العرب قديما قبيلة تسمى أنف الناقة . وسبب هذا الاسم أن أحد أبائهم الأقدمين ، وهو جعفر بن قريع بن عمرو بن كعب بن سعد بن تميم كان وهو فتى أثيرا عند أمه الشموس ، وهي من قبيلة وائل .
فنحر أبوه - قريع - يوما ناقة ، وقسمها بين نسائه . فارسلت الشموس ابنها جعفرا إلى أبيه ليحضر نصيبها من اللحم . فتاخر جعفر بالطريق ، وحين أتى إلى ابيه لم يجد من الناقة إلا رأسها وعنقها . فأ عطاه أبوه الأنف وقال :
- هذا لك !
فسمي أنف الناقة واشتهر به .
ومع الأيام عرفت القبيلة بهذا اللقب ، ولكنها كانت تخجل منه .
وزارهم يوما الشاعر الشهير الحطيئة ، فأكرموه وزادوا في إكرامه والحفاوة به . فقال فيهم هذا البيت :
- قوم هم الأنف ، والأذناب غيرهمو***
*** ومن يسوَي بأنف الناقة الذنبا؟!
وعلى الفور ، صار هذا اللقب فخرا للقبيلة ومدحا لهم بين الناس ، وسبحان مغير الأحوال!