تعديل اتفاقية الجزائر

[المعزلدين الله]

برلمانيون عراقيون ينتقدون رفع سمة دخول الايرانيين الى كردستان ويطالبون بتعديل اتفاقية الجزائر لأنها 'لا تحفظ حقوق العراق'
بغداد سلمت القائم بالاعمال الايراني مذكرة احتجاج بشأن احتلال حقل الفكة

31/12/2009

بغداد- 'القدس العربي': اثار قرار حكومة اقليم كردستان العراق القاضي برفع سمة دخول الايرانيين الى الاقليم حفيظة عدد من البرلمانيين والسياسيين، معتبرين أن ذلك من شأنه اضعاف الموقف العراقي وغير المتماشي ومقتضيات المرحلة الحالية التي تشهد شدا وجذبا في العلاقة بين بغداد و طهران على خلفية التجاوز الإيراني على حقل الفكة النفطي العراقي.
في الوقت نفسه اعرب العراق عن احتجاجه بشكل رسمي ،الاربعاء، لاستمرار الاحتلال الايراني لحقل الفكة النفطي جنوبي العراق.
وقال بيان صادر عن وزارة الخارجية ان وكيل وزارة الخارجية محمد الحاج حمود اجتمع امس مع القائم بالاعمال الايراني وسلمه مذكرة احتجاج حول عدم الانسحاب الكامل للقوات الايرانية من منطقة بئر الفكة النفطي رقم (4).
وطالب العراق من الجانب الايراني بضرورة الاسراع بالانسحاب كي تعود العلاقة الطيبة بين البلدين ولتفعيل اعمال اللجان الفنية حول ترسيم الحدود.
فيما دعا رئيس كتلة القائمة العراقية في مجلس النواب جمال البطيخ، إلى إعادة النظر ببنود اتفاقية الجزائر الموقعة بين العراق وإيران عام 1975، مشيرا إلى ان هذه الاتفاقية لا تحفظ حقوق العراق في مياهه وأرضه.
وأضاف البطيخ ان 'اتفاقية الجزائر كانت قاسية على العراق ونحن نتحفظ على بنود الاتفاقية وفق صيغتها الحالية'، مشيرا إلى ان 'الاتفاقية عقدت في ظروف غير طبيعية والعراق يجب ان يعدل بنودها لتحفظ حقوق العراق'.
ورجح البطيخ ان 'يتم حدوث تجاوزات على ارض العراق إذا لم تحسم قضية الحدود في هذا الوقت'.
من جهة اخرى قال المستشار الإعلامي للقوات المتعددة نادر سليمان إن عملية انتقال المسؤوليات الأمنية من قوات التحالف إلى القوات الأمريكية 'ستكون في إطار مراسم رسمية تجري في الأول من كانون الثاني (يناير) المقبل'، وتأتي نتيجة 'عمل متواصل ودؤوب أستغرق وقتاً تخللته متابعة شاملة وميدانية للأوضاع الأمنية في عموم أرجاء البلاد'، حسب تعبيره
وأضاف سليمان 'إنتقال المسؤوليات يأتي أيضاً في أعقاب دمج جميع الوحدات العسكرية الأمريكية العاملة في العراق مع بعضها البعض تحت قيادة واحدة في خطوة تتلاءم والتوقيت الوارد في خطة الإنسحاب العسكري الأمريكي من العراق المنصوص عليها في الإتفاقية الأمنية' بين بغداد وواشنطن.
وكانت القوات الأمريكية في العراق أعلنت منتصف الشهر الجاري عن بدء مرحلة جديدة في عملها، تقضي بدمج خمس قيادات مختلفة لتصبح قيادة واحدة لتلك القوات في البلاد.
وعن احتمالات تدخل القوات الأمريكية في قضية التوغل الإيراني إلى داخل الحدود العراقية والسيطرة على إحدى آبار النفط في حقل الفكة (جنوبي العراق)، قال سليمان 'تدخلنا لن يكون إلا في حال تقدمت حكومة بغداد بطلب رسمي'، وفق تعبيره.
يذكر ان قوة إيرانية اقتحمت حقل الفكة النفطي بمحافظة ميسان يوم الجمعة (18/12) ورفعت فوقه العلم الإيراني ما أثار توترا بين البلدين، طالبت على اثره الحكومة العراقية إيران بسحب قواتها فورا، وتم استدعاء السفير الإيراني وجرت اتصالات بين الحكومتين على عدة مستويات لإقناع إيران بسحب قواتها قبل أن يعلن الناطق باسم الحكومة العراقية علي الدباغ انسحاب القوات الإيرانية جزئيا من الموقع وإنزالها العلم الإيراني منه.
وكان وزير الخارجية هوشيار زيباري قال خلال استضافته في الجلسة 21 للبرلمان بشأن التجاوز على بئر فكة الحدودي إن 'الجانب العراقي أراد حل كافة المشاكل مع الإيرانيين كصفقة واحدة إلا أن الجانب الإيراني رفض ذلك إلا بالاعتراف باتفاقية الجزائر من قبل العراق'.
ووقعت اتفاقية الجزائر في 6 آذار (مارس) 1975 بين نائب الرئيس العراقي صدام حسين وشاه ايران محمد رضا بهلوي بحضور الرئيس الجزائري هواري بومدين، وكان الوسيط الفعلي وزير الخارجية عبد العزيز بوتفليقة (الرئيس الجزائري الحالي) وذلك في اجتماع للدول المصدرة للنفط اوبك عقد في الجزائر العاصمة.
وتنص الاتفاقية على تقسيم مياه شط العرب كممر ملاحي طبقا لخط التالوك والذي يعتبر اعمق نقطة داخل هذا الممر هي نقطة الحدود بين البلدين، فضلا عن ان العراق تنازل عن اراض مثل زين القوس وسيف سعد وغيرها في المناطق الشرقية تقدر بنحو 320 كم فيما حصل على نتوءات جبلية في المناطق الشمالية منه، وتقضي الاتفاقية التزام ايران بوقف دعمها للاكراد الذين كانوا يحاربون النظام العراقي انذاك.

[ghazir]

الله يرحمك يا بومدين