معلمين يحضرون أطباق متنوعة للترسيم عيب

[rached00]

.....لو نعايش هذا الحدث دون خلفيات شخصية وبموضوعية نجدها لاحدث لأنها تتم مابين زملاء في المهنة ........فلا حرج في ذلك ....المشكل يظهر عند تأويلها أو تخصيصها واعطائها ابعاد أخرى .........

[الحاج فاروق]

نعيب زمـاننا والعيـب فيــنا وما لِزماننا عيب سِوانا
ونهجو ذا الزمانِ بِغير ذنبٍ ولو نطق الزَمان لنا هجانا
وليس الذِئب يأكل لحم ذِئبٍ ويأكل بعضنا بعضاً عيانا

[شولاك]

السلام عليكم ..
أمر غريب إن كان إكرام المعلم لزملائه .. أو حتى اللجنة المثبتة ظاهرة سلبية، فكذلك من الأولى نقد ظاهرة تحضير المتخرج من الجامعة للحلويات ومظاهر للاحتفال يوم مناقشته العلنية لرسالة تخرجه، حيث الاهتمام الجلي باللجنة المناقشة ...
بالطبع القلوب المريضة لا تجد الراحة حتى تنفث لعابها الملوث في شكل كلمات نابية لا تليق بالمقام مبرزة أن أصاحبها لم تتح لهم فرصة التقدير أثناء ترسيمهم ... فعلى الأقل "دعوا الناس في غفلاتهم يرزق بعضهم بعضا" .. والسلام

[farid1982]

السلام عليكم.بارك الله فيك وجزاك الله خيرا

[ربيع اليعربي]

هذا الأسلوب في ظني ورأي أسلوب أبعد غورا من التناول السطحي أو المنفعل الذي يسطحه إلى كرم وبخل وشجاعة وجبن وقوة أداء وضعف تكوين وغيرها مما قرأته هنا، والقضية مرتبطة في رأيِّ القاصر بثقافة مجتمعية عامة، لها علاقة بالنظر إلى المسؤول والمسؤولية بوجه عام في العالم العربي:
فالمسؤول، من السؤال، أي الذي يسأل عما استرعي عليه، فهو مكلف بأداء مهام معينة، سيسأل عنها ممن كلفه، ومنه المسلم مسؤل أمام الله عن أفعاله؟ وكل مسلم راع، و{كل راع مسؤول عنه رعيته} وهذه هي القاعدة الشرعية، وهي أيضا قاعدة قانونية {فكل راع(أي مسؤول) هو مسؤول عن رعيته (أي المسؤول عنهم)}، فالمسؤولية هي تكليف بمهام، وليست تشريف.
لكن فهم المسؤولية التي هي مُناطة بمحاسبة الجهات الوصية (التي نصبت المسؤول) انتكس في دنيا العرب، فتحوّل هذا الشخص الذي أنيطت به مسؤولية ما عن حقيقة المسؤولية الشرعية والقانونية، فالمسؤول في الفهم المنتكس المقلوب يرى أنه فوق من يرأسهم ويجب ألا يخرجوا عن طاعته ولو كان ظالما، أو مقصرا أو مفسدا أو خارجا عن صلاحياته وعن القانون وغيرها، ومن هنا تسرب الفهم الموازي لمن هم تحت مسؤولية المسؤول، فهم يرونه شخصا بيده صلاحيات يمكنها أن تضرهم فيقدمون الطاعة العمياء وصروف المجاملة، وحتى الرخيس منها أحيانا، والمسؤول بفهمه للمسؤولية المقلوب حببت إليه المجاملة والطاعة، ومن هنا دخل الفساد والمفسدين إلى مفاصل الدولة، فترى أي صعلوك مقصر في عمله، لا ينجزه كما أنيط بالمسؤول أن يلزمه به، يأتي إلى المسؤول من نقاط ضعفه، وهي حبه للمجاملة والطاعة العمياء والهدايا وغيرها، فيقدم له قرابينا منها، يستحسنها المسؤول(الذي لا يخاف الله) ويغدق عليه مما تسمح له به درجة مسؤوليته، فترى المدير يجامل العامل المقصر لأنه يقدم مايُظهِرأنه محب مطيع، ولا يعاقبه ولا يلومه ولا يوبخه بل يصمت عنه، وأحيانا يمنح له من الامتيازات ماهو شهادة زور والعياذ بالله.
في حين ترى المسؤول يترقب ويترصد للعامل المتفاني في عمله، الذي لا يقدم صروف الطاعة والمجاملة والذكر الحسن لمجرد أنه لا يبالي بالمسؤول(أي يراقب مولاه دون من هو عبدا لله)، ومن هنا تكون الطامة الكبرى وهي انتشار النفاق الاجتماعي، فكل من استثقل العمل يتجه للتقرب من المسؤول ويفتش في المنافذ الموصلة إلى ذلك، وهكذا يصير العامل بلا عمل مبجل عند مسؤوله، وإذا كثر هؤلاء غرقت المؤسسة أو القطاع في الفشل، وإذا كثر هذا في الدولة غرقت في المتاهات، وهذا هو حال العرب من المحيط إلى الخليج، وهذا الذي يسمونه ربيعا عربيا هو خير دليل، فهو شعور بالظلم و تلمس للفساد، وردة فعل وجدت الظروف للتعبير العنيف.
وبعض مفتشي التربية يأتون هذا المنصب عن طريق تقربهم من مسؤولين نافذين وهم بلا كفاية ولا دراية ولا حس مسؤولياتي يراقب الباري جل في علاه، بل همهم الوجاهة الاجتماعية وزيادة راتب والتخلص من تعب المسؤوليات القاعدية المتعبة، في حين كان حكماء العرب يوصون أبناءهم بقولهم، لا تكونوا رؤوسا فإن الرؤوس كثيرة الأوجاع، لكن مع الوقت الرديء تحول الناس إلى تعشق علو المسؤوليات، لا مراقبة لله فيها كما قال يوسف عليه السلام:{ قَالَ اجْعَلْنِي عَلَى خَزَآئِنِ الأَرْضِ إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ} {سورة يوسف(55)}.
فيوسف الكريم عليه وعلى نبينا السلام طلب المسؤولية، لكنه أثبت الكفاءة (الكفاية) والجدارة بقوله:{إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ}، فالمسؤولية أجاز العلماء طلبها شرط توفر مجموعة شروط منها العلم والأمانة، لكن جل المفتشين والمديرين لو سألتهم لمَ طلبتم الترقية لقالوا جميعا: {حتى نتخلص من متاعب الطبشور ودوامة المذكرات والتحضير اليومي وغيرها}، فهي هروبا بالعجز ومن الكسل وعدم المردودية من مناصب صغرى إلى مناصب كبرى، هي في حقيقتها أكثر تعبا وأكثر صعوبة وأكبر مسؤولية -( المسؤولية بمعناها الحقيقي لا المنتكس المقلوب، أي أنك ستسأل أمام الله والقانون وليست هي أنك من عظماء القوم)- عند الله.
إذن، لقد باتت المسؤولية بدون علم ولا أمانة هي نوع من التسلط على المنصب، وتلصص عليه، غرضه عرضا من الدنيا ولا للآخرة أي حظ فيه. وهذه هي طامة معلمينا وأساتذتنا، الذين فهموا المسؤولية كمانحة للامتيازات والوجاهة الاجتماعية وليست أمانة تقام بالعلم والكفاءة ومن هنا تقربوا من مسؤولين غير أمناء وغير نزهاء وسعوا إلى المسؤولية بكل الطرق هروبا من الفشل وليس لصنع النجاح، لأن الذي يفشل في مستويات دنيا، ليس أهلا لأن ينجح في مستويات عليا، وفاقد الشيىء لا يعطيع، ومن لا يقوى على تحمل أمانة صف تربوي لا يقوى - من باب أولى- على تحمل أمانة مدرسة كاملة، ناهيك عن مقاطعة تربوية ومديرية ولائية ووزارة وطنية وغيرها من المسؤوليات.
في العام الماضي كنت من ضمن قلة قليلة تمتلك شهادة الليسانس في المنطقة التي أعمل بها، فكان حضوري للجان الترسيم تحصيل حاصل (أمام كثرة عدد المترشحين للترسيم)، أي كان المفتش يقترح اسمي على المديرية من باب مكرها أخاك لا بطل.
في أول جلسة ترسيم، وبعد انتهائها ونجاح المترشح، دعانا السيد مدير المدرسة إلى تناول مأدبة الغذاء في بيت المترشح، فلم أشر بأي إشارة، لكنني لما عدت من تلك المنطقة النائية، على حسابي الخاص مغافلا الموكب الحاضر بسياراته ومراكبه، دخلت بيتي، فإذا بالهاتف يرن، ولم أرد، فإذا ببعض المدراء يدقون الباب، وهم يحلفون بأعظم الأيمان لكي أحضر، ويقولون أن المفتش امتعض منك من خلال ملامحه الغاضبة، فقلت لقد تناولت طعامي في بيتي وشكرا لكم، والمهم أن المترشح نجح . لكنهم أصرواعليّ ولو بالحضور الشرفي، ولما حضرت وجدت ألوانا من المأكولات التي ذكرتني بحال أندلس قبيل تهاويها.
فتناول الجميع الطعام مع سيل من المجاملات والمزايدات عن نجاحاتهم وأفضالهم في مسيراتهم الخالدة، فعرفت يومها وقد كنت متيقنا من قبل، أن الدنيا التي نعيشعا ليست هي مايظهر على الواجهة وإنما مايظهر هو واجهة تخفي الكثير.
لم يكن هذا غباء مني أو محاولة لصنع الاستقامة في مجتمع فقدها منذ زمن بعيد، بل كان غرضي أن أُعْفَى من هذه اللجان التي تستنزف جيوب المترشحين بأكل مالذ وطاب وتترك متابعة المترشحين وتكوينهم، وذلك لأن مسؤولية هؤلاء المترشحين كبيرة، فهم سيكونون أمام أجيال من أبناء الجزائريين، يحتاجون معلمين وأساتذة مأهلين تأهيلا عاليا، وليس مجاملات وبروتوكولات تخدع الوصايا من مديرية ووزارة، ويوم يغرق الوطن نقول أنها مؤامرة، فما نزرعه اليوم ستجنيه أجيالنا غدا.
الحمد لله، صدق حدسي فأعفيت، وجنبت نفسي أن أكون شاهد زور، أو مبتز بسيف الحياء لجيوب الأبرياء من المترشحين، أواجه به يوم لا ينفع مال ولا بنون ولا مسؤوليات ولا شهادات، إلا من أتى الله بقلب سليم.
وصار المفتش يأتي بعناصر اللجنة من خارج المقاطعة، وتغيرت الأطباق من الاقتصار على المزيتات المتنوعة إلى الخرفان المشوية ولاواحقها ومايصنع البهجة والفرحة لمن تسره دنيا خادعة، وكفاني الله حضورها، والحمد لله الذي كفى المؤمنين شر القتال.
خالص تحياتي

[gatboulerbah]

اشبع هذا الموصوع مناقشة للغلق...