تارك الصلاة - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الدين الإسلامي الحنيف > قسم الفقه و أصوله

قسم الفقه و أصوله تعرض فيه جميع ما يتعلق بالمسائل الفقهية أو الأصولية و تندرج تحتها المقاصد الاسلامية ..

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

تارك الصلاة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2018-05-24, 21:53   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










B8 تارك الصلاة


اخوة الاسلام

السلام عليكم و رحمه الله و بركاتة

بسم الله و الحمد لله

و الصلاة و السلام علي حببنا و اسوتنا
و قدوتنا و شفيعنا رسول الله صلي الله عليه و سلم


اما بعد ... فامرحبا باخواني و اخواتي
و اهلي و احبابي مرحبا بكم مرة اخري


مكانه الصلاة في الاسلام


https://www.djelfa.info/vb/showthread.php?t=2137434

الوضوء

https://www.djelfa.info/vb/showthread.php?t=2135382

نواقض الوضوء

https://www.djelfa.info/vb/showthread.php?t=2135573

التيمم

https://www.djelfa.info/vb/showthread.php?t=2135785

الاستنجاء والاستجمار

https://www.djelfa.info/vb/showthread.php?t=2136000

كيفية الصلاة

https://www.djelfa.info/vb/showthread.php?t=2138008

الأذان

https://www.djelfa.info/vb/showthread.php?t=2138140

أحكام الصلاة

https://www.djelfa.info/vb/showthread.php?t=2138284

شروط الصلاة

https://www.djelfa.info/vb/showthread.php?t=2138360

واجبات الصلاة

https://www.djelfa.info/vb/showthread.php?t=2139174

مبطلات الصلاة

https://www.djelfa.info/vb/showthread.php?t=2139309

سنن الصلاة

https://www.djelfa.info/vb/showthread.php?t=2139486

صلاة النافلة

https://www.djelfa.info/vb/showthread.php?t=2139648

صلاة قيام الليل

https://www.djelfa.info/vb/showthread.php?t=2139813

صلاة الاستخارة


https://www.djelfa.info/vb/showthread.php?t=2139959

صلوات في مناسبات مختلفة

https://www.djelfa.info/vb/showthread.php?t=2140125

صلاة الجمعة

https://www.djelfa.info/vb/showthread.php?t=2140242

صلاة العيدين

https://www.djelfa.info/vb/showthread.php?t=2140420

صلاة الجماعة

https://www.djelfa.info/vb/showthread.php?t=2140710

حكم صلاة الجماعة

https://www.djelfa.info/vb/showthread.php?t=2140853

أحكام المساجد

https://www.djelfa.info/vb/showthread.php?t=2140999

الإمامة

https://www.djelfa.info/vb/showthread.php?t=2141152

القراءة في الصلاة

https://www.djelfa.info/vb/showthread.php?t=2141319

قضاء الفوائت

https://www.djelfa.info/vb/showthread.php?t=2141475

مواقيت الصلاة


https://www.djelfa.info/vb/showthread.php?t=2142875

صلاة التراويح وليلة القدر

https://www.djelfa.info/vb/showthread.php?t=2143087

سجود السهو

https://www.djelfa.info/vb/showthread.php?t=2143439

سجود التلاوة والشكر


https://www.djelfa.info/vb/showthread.php?t=2143627

تارك الصلاة





وبعد أيها القارئ الكريم


فهذه جملة من النصائح التي ذكرها
أهل العلم نسوقها إليك

عسى الله أن ينفعنا وإياكم بها

>>>>>>








 


رد مع اقتباس
قديم 2018-05-24, 21:58   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

ياتارك الصلاة انت المقصود بهذه الآيات القرآنيه:

1.انت المقصود بقوله تعالى
(فخلف من بعدهم خلف أضاعوا الصلاة واتبعوا الشهوات فسوف يلقون غيا إلا من تاب وآمن وعمل صالحا)

2.انت المقصود بقوله تعالى
(يوم يكشف عن ساق ويدعون إلى السجود فلا يستطيعون خاشعة ابصارهم ترهقهم ذله وقد كانو يدعون إلى السجود وهم سالمون)

3.انت المقصود بقوله تعالى
(ماسلككم في سقرقالوا لم نكن من المصلين)

4.انت المقصود بقوله تعالى
(واذا قيل لهم اركعوا لايركعون ويل يومئذ للمكذبين)

5.انت المقصود بقوله تعالى
(فلا صدق ولاصلى ولكن كذب وتولى ثم ذهب إلى أهله يتمطى أولى لك فأولى ثم أولى لك فأولى أيحسب الإنسان ان يترك سدى)


ياتارك الصلاة:لماذا تركت الأسلام؟


1.فأنت لم تعد مسلما

بل أصبحت مرتدا كافرا بنصوص القرآن الكريم السابقه،والسنه الصحيحه،وقول الصحابه رضي الله عنهم، وإليك بعضا منها:-

2.قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
(بين العبد وبين الكفر والشرك ترك الصلاة)

3.وقال(العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة،فمن تركها فقد كفر)

5.وقال التابعي عبدالله بن شقيق كان أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم لايرون شئ من الاعمال تركه كفر غير الصلاة

6.وقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه
لا حظ في الاسلام لمن ترك الصلاة


الأحكام الشرعيه للمصر على ترك الصلاة:-

¤حكمه:

كافر مرتد،يستتاب من ولي الامر فإن تاب وإلا قتله مرتدا.

¤جنازته:


لايغسل ولايكفن ولايصلى عليه ولايقبر في مقابر المسلمين. ولايحل تقديمه للمصلين ليصلوا عليه.

¤الدعاء له:

لايجوز الدعاء له بالرحمه والمغفره بعد موته
لكن يجوز الدعاء له بالهدايه فقط إن كان حيآ.


¤ ميراثه وولايته:

تركته لبيت المال، ولايجوز أن يرث أحدا من المسلمين.

ولاتجوز ولايته على مسلم من أبناء وإخوان وغيرهم.


¤زواجه:

لايحل تزويجه من مسلمه،وإذا عقد له فإن العقد باطل ولاتحل له الزوجه،وإن كان تركه للصلاة بعد العقد فإن نكاحه ينفسخ.

¤حاله في الدنيا:


قال تعالى (ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة
ضنكا ونحشره يوم القيامة أعمى).


¤ذبيحته:

إذا ذبح يحرم أكل ذبيحته،مع جواز أكل ذبيحة اليهودي والنصراني.

¤دخوله الحرم:

لا يجوز أن يمكن من دخول مكه ولاحدود حرمها.

¤حكم صحبته:

لا تجوز والواجب هجره والبعد عنه خاصة إذا كان في هذا توبته.

¤مصيره في الآخره:

لايدخل الجنه ومأواه النار خالدآ مخلدآ فيها
ويحشر مع فرعون وهامان..


¤في الأحتضار:


تضرب الملائكه وجهه ودبره، ويعذب العذاب الشديد
ولهذا تسود وجوه بعضهم.


¤في القبر:

(يفتح له من النار، ويمهد له من فرش النار).

(يقبض له ملك في يده مرزبه فيضربه ضربا فيصير ترابا...)



ياتارك

الصلاة تب وصل قبل الخلود في الجحيم !!


#قال: لم أكن أظن أني سوف أصلي في يوم من الأيام، فمنذ نشأت وأنا لا أعرف طريق المسجد، وكنت أنفر من هؤلاء الذين يلحون علي أن اصلي!! ولكن تغير كل شئ حينما قال لي أحد الناصحين كلمات قليله،ولكنها كانت كافيه!!

قال لي:ليس بينك وبين أن تعذب في النار،خالدا فيها، إلا أن تموت ، وأنت قد تموت الآن !! أو بعد دقيقه! وهل تنكر هذا؟ وبعد أن كنت تعيش بيننا في هذه الحياة فلسوف تنتقل إلى العذاب الأليم!! هذه كلماته التي أيقظتني من غفلتي.

#قال: كنت تاركآ للصلاة..كلهم نصحوني.. أبي أخوتي..لا أعبأ بأحد..رن هاتفي يوما فإذا بشيخ كبير يبكي

ويقول:احمد؟..نعم!!..أحسن الله عزاءك في خالد وجدناه ميتا على فراشه...صرخت:خالد؟!كان معي البارحه.. بكى وقال: سنصلي عليه في الجامع الكبير..أغلقت الهاتف..وبكيت:خالد! كيف يموت وهو شاب! دخلت المسجد باكيا..لأول مره أصلي على ميت..بحثت عن خالد..فإذا هو ملفوف بخرقه..أمام الصفوف لايتحرك..صرخت لما رأيته..غطيت وجهي بغترتي وخفضت رأسي..حاولت أن أتجلد..جرني أبي إلى جانبه..وهمس في أذني:صل قبل أن يصلى عليك!! أخذت أنتفض..وأنظر إلى خالد.. لو قام من الموت...ترى ماذا سيتمنى...انصرفنا إلى المقبره..أنزلناه في قبره..أخذت أفكر:إذا سئل عن عمله؟ ماذا سيقول: بكيت كثيرا..لا صلاة تشفع..ولا عمل ينفع..


و نحن المسلمون نسوق إليك
جملة من النصائح التي ذكرها
أهل العلم









رد مع اقتباس
قديم 2018-05-24, 22:02   رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










B8

السؤال :

أنا مسلم أعمل في السعودية ، متزوج ، عمري الآن (30) عاما ، كنت من المحافظين على الصلاة ، وتكاسلت عنها من عدة سنوات ، أصلي الجُمع ورمضان ، وأيام أصلي كاملا ، وأتكاسل ، أنا خائف جدا ، أحب أن أعرف ما توبتي

وكيف أُصَبِّرُ نفسي على الصلاة ، وأنا والله أحب الصلاة ، وكنت أرتاح راحة عظيمة خاصة في صلاة الفجر .


الجواب :

الحمد لله


لا نكتمك القول – أخانا السائل – أننا نحتار في مثل هذا السؤال ، لا ؛ لأن موضوعه جديد أو غريب ، ولكن لأننا نقرأ في جُمَلِهِ وكلماته مِن صادق الأماني ما نرجو أن يتبعها صادقُ العزيمة والإرادة .

ولعلك تدرك أن كلماتٍ قليلةً منا لا تملك أن تغير حالك الذي تشكو إلى الحال التي تتطلع إليه ، ولكنا نرجو أن تراجع أسباب الإرادة والعزيمة في نفسك ، لتنظر إن كنت – ما زلت – تملك القرار أم أنك لست كذلك .

ونصدقك القول والنصيحة – أخانا الكريم – ولو أقسمنا لبررنا بالقسم ، أن الأمر أخطر وأكبر من أن تسعه كلمات سؤالك ، أو عبارات جوابنا ، أو نصيحة ناصح ، ولا موعظة واعظ ، فهو يتعلق بالحقيقة التي يغفل الإنسان عنها

حقيقة ما وراء هذا الوجود المشاهد ، وحقيقة الجنة والنار التي أعدت لأهل الدنيا ، تنزلهم فيها أعمالهم ، وتتحكم فيها أعمارهم ، وكل إنسان مَجزِيٌّ بعمله ، إن خيرًا فخير ، وإن شرًّا فشر .

أي شيء ينتظر المتكاسل عن الصلاة ؟!

هل ينتظر تلك " اللحظة الفاصلة "
التي يظن أنها تهدى إليه كرامة ربانية خالصة ؟

أو ينتظر الموت الذي له مع بني آدم في كل يوم ميعاد ؟

المكارم والمعالي لا تأتي بالتسويف ولا بالتأجيل ، وإذا كانت خمس صلوات لا تستغرق من يوم المرء وليلته أكثر من ساعة تُعجِز شابا مسلما ، وتكون له سبب همٍّ وغمٍّ وضيق ، فكيف هي الحياة إذن بعد ذلك ؟! وأي نصح ووعظ يمكن أن يجدي فيه ؟!!

لو تأمل أحدنا بالطفل الصغير الذي يصر على الحبو الشديد كي يصل إلى حاجته التي يريد ، أو تأمل أحدنا في إصرار جميع الدواب التي خلقها الله تعالى على تحصيل معاشها رغم كل المصاعب والأخطار .

بل لو تأمل أحدنا أحوال كثير من الكفار ، كيف يحرصون على إقامة دينهم ودنياهم ، ويبذلون في سبيل ذلك الكثير من التضحيات ، وهم على باطلهم وضلالهم .

لو تأملنا في ذلك جميعا ، ثم قارنَّا ما نستخلصه بصلوات خمس لا يملك بعض شبابنا أن يؤديها في أوقاتها ، لكان لذلك التأمل أثر كبير في قلوبنا التي علاها الصدأ والرين .

ولا نرى الخطوة الأولى في سبيل تجاوز هذا الواقع الأليم إلا المبادرة – وعلى الفور – لأداء الصلاة الحاضرة ، والاستعانة بالله عز وجل ، وصدق اللجوء إليه أن يثبتنا جميعا على طاعته ، وننصحك هنا – إذا أردت العون على المحافظة على الصلوات – أن تحرص على أداء الصلاة في أول وقتها

فالإنسان الذي يقدم الأهم في وقته ينجزه وينجح فيه ، فإن أخره بدأت تعرض له العوائق والشواغل ، حتى لا يكاد يشعر بأهمية العمل الذي هو أولى الأولويات .

تذكَّر أخانا الكريم أن الله تعالى أنعم عليك بنعم لا تعد ولا تحصى ، وسلب هذه النعم عن بشر كثير ، أفلا يستحق ربك منك الحمد والشكر ؟!

هل صغرت في عينك نعمة الهداية إلى الإسلام ، لنلقى الله عز وجل يوم القيامة مسلمين موحدين فننجو من النار يوما من الدهر ؟!
ولو استمرت النفس في طغيانها وشقاقها ، فلتأخذها إلى المقابر ، لتتأمل حالها بعد بضع سنين ، حبيسة تلك الحفرة الضيقة

رهينة ما كسبت في دنياها ، وقدمت لأخراها ، فلا نظنها ستشك حينئذ أن الصلاة ستكون نورا ونجاة وبرهانا في الدنيا والآخرة .

يقول الله تعالى : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ . وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اللَّهَ فَأَنْسَاهُمْ أَنْفُسَهُمْ أُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ . لَا يَسْتَوِي أَصْحَابُ النَّارِ وَأَصْحَابُ الْجَنَّةِ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمُ الْفَائِزُونَ . لَوْ أَنْزَلْنَا هَذَا الْقُرْآَنَ عَلَى جَبَلٍ لَرَأَيْتَهُ خَاشِعًا مُتَصَدِّعًا مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ ) الحشر/18-21.

وما دامت نفسك تغلبك ، وما دمت تضل ـ وحدك ـ في الطريق ، فاصحب معك في سفرك إلى ربك رفيقا ، هاديا للطريق ، أمينا :
قال الله تعالى : ( وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا ) الكهف /28 .

قال الشيخ السعدي – رحمه الله - :

" ففيها الأمر بصحبة الأخيار ، ومجاهدة النفس على صحبتهم ، ومخالطتهم وإن كانوا فقراء فإن في صحبتهم من الفوائد ، ما لا يحصى .

( وَلا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ ) أي : لا تجاوزهم بصرك ، وترفع عنهم نظرك ، ( تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ) ، فإن هذا ضار غير نافع ، وقاطع عن المصالح الدينية ، فإن ذلك يوجب تعلق القلب بالدنيا ، فتصير الأفكار والهواجس فيها

وتزول من القلب الرغبة في الآخرة ، فإن زينة الدنيا تروق للناظر ، وتسحر العقل ، فيغفل القلب عن ذكر الله ، ويقبل على اللذات والشهوات ، فيضيع وقته ، وينفرط أمره ، فيخسر الخسارة الأبدية ، والندامة السرمدية ، ولهذا قال : ( وَلا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا ) غفل عن الله ، فعاقبه بأن أغفله عن ذكره ، ( وَاتَّبَعَ هَوَاهُ )

أي : صار تبعا لهواه ، حيث ما اشتهت نفسه فعله ، وسعى في إدراكه ، ولو كان فيه هلاكه وخسرانه ، فهو قد اتخذ إلهه هواه ، كما قال تعالى : ( أفرأيت من اتخذ إلهه هواه وأضله الله على علم ) الآية ، ( وَكَانَ أَمْرُهُ )

أي : مصالح دينه ودنياه ، ( فُرُطًا )

أي : ضائعة معطلة ، فهذا قد نهى الله عن طاعته ، لأن طاعته تدعو إلى الاقتداء به ، ولأنه لا يدعو إلا لما هو متصف به .

ودلت الآية : على أن الذي ينبغي أن يطاع ، ويكون إماما للناس ، من امتلأ قلبه بمحبة الله ، وفاض ذلك على لسانه ، فلهج بذكر الله ، واتبع مراضي ربه ، فقدمها على هواه

فحفظ بذلك ما حفظ من وقته ، وصلحت أحواله ، واستقامت أفعاله ، ودعا الناس إلى ما من الله به عليه ، فحقيق بذلك ، أن يتبع ويجعل إماما ، والصبر المذكور في هذه الآية ، هو الصبر على طاعة الله ، الذي هو أعلى أنواع الصبر ، وبتمامه تتم باقي الأقسام .

وفي الآية : استحباب الذكر والدعاء والعبادة طرفي النهار ؛ لأن الله مدحهم بفعله ، وكل فعل مدح الله فاعله ، دل ذلك على أن الله يحبه ، وإذا كان يحبه ، فإنه يأمر به ، ويرغب فيه " انتهى .

" تفسير السعدي " (475) .

والله أعلم .









رد مع اقتباس
قديم 2018-05-24, 22:03   رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

السؤال :

أنا معلمة و أحرص على تعليم طالباتي الصلاة و لكني لا أصلي إلا أمام الناس مع يقيني بأهمية الصلاة وكذلك دائماً أقول للخادمة إذا دخل وقت الصلاة اتركي العمل ، واذهبي صلِّي ، وأنا لا أصلي !

وأتكاسل فبماذا تنصحني


الجواب :


الحمد لله

نأمل أن لا يستمر حالك كما هو الآن ، ونرى أن عندكِ خيراً عظيماً ، ولا بدَّ لك من تنميته واستثماره ؛ لئلا تضيع حياتك فتلقي ربك تعالى ولم تصلحي من شأنك وحالك .

وخير ما ننصحك به في إهمالك للصلاة هو كتاب الله تعالى وسنَّة نبيه صلى الله عليه وسلم ، فتنبهي لما سنذكره من الآيات والأحاديث وكلام أهل العلم لتعلمي عِظم الإثم الذي يلحقك ويثقل كاهلك .

واعلمي أن ترك الصلاة كفر مخرج من الإسلام ، فكيف ترضين لنفسك أن تكوني في سلك أولئك الذين استحقوا غضب الله تعالى وسخطه ؟ واحذري من تزيين الشيطان لفعلك بأن تركك للصلاة ليس جحوداً ، إذ لا فرق بين من يتركها كسلاً أو يتركها جحوداً

وليس ترك الصلاة معصية يُستغفر من تركها ويُتاب من عدم أدائها ، بل يلزم من تركها الدخول في الإسلام بالشهادتين ، أو تجديد إسلامه بأداء الصلاة .

سئل علماء اللجنة الدائمة :

الذي كان يصلي ثم يترك الصلاة لشهر أو شهرين أو أكثر ، ثم يهديه الله تعالى إلى سبيل الهدى والحق- هل عليه القضاء أم لا ؟ .

فأجابوا :

مَن ترك الصلاة لشهر ، أو شهرين ، أو أقل ، أو أكثر : فعليه أن يجدد إسلامه ، وأن يتوب إلى الله توبةً نصوحاً ، ويندم على ما فات ؛ لأن ترك الصلاة بالكلية كفر أكبر

ويشرع له أن يكثر من نوافل الطاعات ، والتضرع بين يدي الله سبحانه ، لعل الله أن يعفو عنه ، ويتجاوز عما سلف ، وأن يقبل توبته ، فالتوبة تجب ما قبلها ، ولا يلزمه القضاء .

الشيخ عبد العزيز بن باز ، الشيخ عبد العزيز آل الشيخ ، الشيخ صالح الفوزان ، الشيخ بكر أبو زيد .

" فتاوى اللجنة الدائمة " ( 5 / 44 ) المجموعة الثانية .

وقال الشيخ صالح بن فوزان الفوزان – حفظه الله - :

الصلاة ركن من أركان الإسلام ، بل هي آكدُ أركان الإسلام بعد الشهادتين ، وهي عمود الإسلام ، وهي الفارقة بين المؤمن والكافر ، كما قال صلى الله عليه وسلم :
( بين العبد وبينَ الكُفرِ والشِّركِ : تركُ الصلاة ) .

والمرأة التي لا تصلِّي :

إن كانت لا ترى وجوب الصلاة عليها :

فهي كافرة بإجماع أهل العلم

وإن كانت ترى وجوبها وتركتها تكاسُلاً :

فإنها تكفر على الصحيح من قولي العلماء .

فعلى هذا لا يصحُّ للمسلم أن يتزوَّجها ، وإذا كان قد تزوَّجها : فلا يجوز له إمساكها ؛ لقوله تعالى : ( وَلا تُمْسِكُوا بِعِصَمِ الْكَوَافِرِ ) الممتحنة/ 10 ، وقوله تعالى : ( وَلاَ تَنكِحُواْ الْمُشْرِكَاتِ حَتَّى يُؤْمِنَّ ) البقرة/ 221 .

" المنتقى من فتاوى الفوزان " ( 1 / 102 ، السؤال 53 ) .









رد مع اقتباس
قديم 2018-05-24, 22:04   رقم المشاركة : 5
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي


ثانياً:

قد وقعتِ في أمرٍ آخر جلل ، وهو ترك العمل بما تنصحين به غيرك ! وكان الواجب عليك الالتفات لنفسك لإنقاذها من النار ، ومن سخط العزيز القهَّار .

قال الله تبارك وتعالى : ( أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنْسَوْنَ أَنْفُسَكُمْ وَأَنْتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ أَفَلَا تَعْقِلُونَ ) البقرة/44 .

قال ابن كثير – رحمه الله – :

قال ابن جريج : ( أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ ) أهل الكتاب ، والمنافقون ، كانوا يأمرون الناس بالصوم ، والصلاة ، وَيَدَعُونَ العملَ بما يأمرون به الناس ، فعيَّرهم الله بذلك ، فمن أمر بخير : فليكن أشد الناس فيه مسارعة .

" تفسير ابن كثير " ( 1 / 246 ) .

وقال الشيخ عبد الرحمن السعدي – رحمه الله – :

( أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ ) أي : بالإيمان ، والخير ، ( وَتَنْسَوْنَ أَنْفُسَكُمْ ) أي : تتركونها عن أمرها بذلك ، والحال : ( وَأَنْتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ أَفَلا تَعْقِلُونَ ) وأسمى العقل عقلاً ؛ لأنه يعقل به ما ينفعه من الخير ، وينعقل به عما يضره

وذلك أن العقل يحث صاحبه أن يكون أول فاعل لما يأمر به ، وأول تارك لما ينهى عنه ، فمَن أمر غيره بالخير ولم يفعله ، أو نهاه عن الشر فلم يتركه : دل على عدم عقله ، وجهله ، خصوصا إذا كان عالِماً بذلك ، قد قامت عليه الحجة .

وهذه الآية وإن كانت نزلت في سبب بني إسرائيل : فهي عامة لكل أحد ؛ لقوله تعالى : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لا تَفْعَلُونَ كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لا تَفْعَلُونَ )

وليس في الآية أن الإنسان إذا لم يقم بما أمر به أنه يترك الأمر بالمعروف ، والنهي عن المنكر ؛ لأنها دلت على التوبيخ بالنسبة إلى الواجبين

وإلا فمن المعلوم أن على الإنسان واجبين :

أمر غيره ، ونهيه ، وأمر نفسه ، ونهيها ، فترك أحدهما لا يكون رخصة في ترك الآخر ، فإن الكمال أن يقوم الإنسان بالواجبين ، والنقص الكامل أن يتركهما

وأما قيامه بأحدهما دون الآخر :

فليس في رتبة الأول ، وهو دون الأخير ، وأيضاً فإن النفوس مجبولة على عدم الانقياد لمن يخالف قولُه فعلَه ، فاقتداؤهم بالأفعال أبلغ من اقتدائهم بالأقوال المجردة .

" تفسير السعدي " ( ص 51 ) .

وعَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ قَالَ : قَالَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( يُجَاءُ بِالرَّجُلِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَيُلْقَى فِي النَّارِ فَتَنْدَلِقُ أَقْتَابُهُ فِي النَّارِ فَيَدُورُ كَمَا يَدُورُ الْحِمَارُ بِرَحَاهُ فَيَجْتَمِعُ أَهْلُ النَّارِ عَلَيْهِ فَيَقُولُونَ : أَيْ فُلَانُ ، مَا شَأْنُكَ ؟ أَلَيْسَ كُنْتَ تَأْمُرُنَا بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَانَا عَنْ الْمُنْكَرِ ؟ قَالَ : كُنْتُ آمُرُكُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَلَا آتِيهِ ، وَأَنْهَاكُمْ عَنْ الْمُنْكَرِ وَآتِيهِ ) .

رواه البخاري ( 3094 ) ومسلم ( 2989 ) .

( فتندلق ) : تخرج وتنصب بسرعة ، ( أقتابه ) : جمع قتب ، وهي الأمعاء والأحشاء ، ( برحاه ) : حجر الطاحون التي يديرها .

والذي نوصيك به هو الاستمرار بنصح الناس في أمر الصلاة ، مع الاهتمام بإقامتها من قبَلك ، وأدائها في وقتها ، بصدق وإخلاص .

سئل علماء اللجنة الدائمة :

أضطر أحيانا إلى إمامة أهل قريتي ، وأكثر الأحيان أخطب الجمعة من كتاب خطابة ، ولي - والحمد لله - مكانة في قلوب الناس ، ومع ذلك يتغلب عليَّ شيطاني وأتبع هوى نفسي

وأشعر بضيق عندما أرتكب أي معصية ؛ لأنني أعرف الخطأ ، ورغم ذلك أقع فيه ، وآمر الناس بالبعد عن الخطيئة ، وأنا أفعلها ، وأنا أعرف جيِّداً قول الله تعالى : ( أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنْسَوْنَ أَنْفُسَكُمْ وَأَنْتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ أَفَلَا تَعْقِلُونَ ) .

فأجابوا :

نوصيك بالاستمرار في وعظ أهل قريتك ، والاستزادة من العلم الشرعي ما أمكنك ذلك ، والبعد عن المعاصي ، ومجاهدة النفس على ذلك ، والحرص على أن يطابق قولُك عملَك ما استطعت إلى ذلك سبيلاً ، والله سبحانه يقول : ( وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ ) العنكبوت/ 69

مع التوبة النصوح مما سبق .

الشيخ عبد العزيز بن باز ، الشيخ عبد العزيز آل الشيخ ، الشيخ عبد الله بن غديان ، الشيخ صالح الفوزان ، الشيخ بكر أبو زيد .

" فتاوى اللجنة الدائمة " ( 12 / 269 ، 270 ) .

والله أعلم









رد مع اقتباس
قديم 2018-05-24, 22:05   رقم المشاركة : 6
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

السؤال :

توفي أبي وقد كان رحمه الله وغفر له لا يصلي ولا يصوم وكان يتجرأ على الله ورسوله ويدخن ويشرب الخمر وقبل أن يتوفى بثلاث سنوات مرض مرضاً شديد وكان يقول دائما "ليه كده يا رب"

وقبل موته بسنه كان لا يتكلم أبدا وكنت أقول له يا أبي صل يومئ برأسه نعم لكنه لا يفعل أي شيء ظاهر ولا أدري إن كان تاب عما كان يفعل أم لا ؟

فسؤالي هل أرث منه أم لا ؟

وهل أقضي ما كان عليه من صوم وصلاة حتى أخفف عنه أم لا؟


الجواب :

الحمد لله


أولاً :

من ترك الصلاة بالكلية فقد كفر ؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم : (العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر)

أخرجه أحمد (22428) ، والترمذي (2621)
والنسائي (462) ، وصححه الألباني في صحيح الترمذي .

ثانياً :

إذا لم يتب تارك الصلاة ، بأن مات وهو تارك لها ، فإنه يموت كافراً خارجاً عن الإسلام ، وعلى هذا فلا يجوز الدعاء له بالمغفرة والرحمة ولا يجوز أن يرثه أقاربه المسلمون

لما روى البخاري (6383) ومسلم (1614)

عن أسامة بن زيد رضي الله عنه ، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (لا يرث المسلم الكافر ، ولا الكافر المسلم) .

وقد سئل الشيخ ابن عثيمين رحمه الله :

إذا مات من لم يصل وهو يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله ، فهل يرثه ورثته من بعده إن كانوا صالحين ، وهل ميراثهم حلال ؟ وهل تجوز الصلاة عليه وهل تتبع جنازته ؟

أفيدونا أفادكم الله .

فأجاب :

" إذا مات من لا يصلي فإنه مات كافراً كفراً مخرجاً عن الملة ، ولا فرق بينه وبين عابد الصنم ، لقول النبي صلى الله عليه وسلم في حديث جابر الذي رواه مسلم : (بين الرجل وبين الشرك والكفر ترك الصلاة) فهذا كافر

وإن قال : أشهد أن لا إله إلا الله ، وأن محمداً رسول الله ، لأن هذه الشهادة كَذَّبها فعله ، فالمنافقون يقولون لا إله إلا الله ويقولون للرسول عليه الصلاة والسلام نشهد إنك لرسول الله

ومع ذلك فقد كذبهم الله تعالى في هذا لأنهم لم ينقادوا لأمر الله ورسوله ولم يطمئنوا لذلك ، إذن فمن مات وهو لا يصلي حرم تغسيله وتكفينه والصلاة عليه ودفنه في مقابر المسلمين ، وحرم الدعاء له بالرحمة والمغفرة لأنه من أهل النار

ولا يجوز لأحد أن يدعو بالمغفرة والرحمة لمن مات على الكفر ، وكذلك لا يحل لأحد من أقاربه المسلمين أن يرثوه ، لقول النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث المتفق عليه الذي رواه أسامة بن زيد : (لا يرث المسلم الكافر ولا الكافر المسلم)

إذن ماذا نصنع به ؟

نحمله إلى خارج البلد ونحفر له حفرة ونغمسه فيها بدون تغسيل ولا تكفين ولا صلاة ، وهذه المسألة مشكلة عظيمة ، لأنها قد توجد من بعض الناس وأهلوهم يعرفون ذلك أنه لا يصلي

وأنه مات وهو لم يصل ، ولم يعلموا منه أنه آمن بالله وتاب ، ومع ذلك يغسلونه ويكفنونه ويأتون به إلى المسلمين ليصلوا عليه ، وهذا حرام عليهم ، لا يجوز لهم ، لأنهم بذلك قد خانوا المؤمنين

فإن المؤمنين إذا لو علموا أنه لا يصلي ما صلوا عليه ، وهؤلاء قدموه للمؤمنين يصلون عليه ، فأنا أنصح إخواننا المسلمين أن ينتبهوا إلى هذه المسألة العظيمة

كما أنني أدعو أولئك المتهاونين بالصلاة أن يتقوا الله تعالى في أنفسهم ، وأن يصلوا حتى يكونوا من المسلمين" انتهى

من "فتاوى نور على الدرب" .

والله أعلم









رد مع اقتباس
قديم 2018-05-24, 22:06   رقم المشاركة : 7
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي


السؤال :

أعيش في لندن، وقد تزوجت من امرأة من بلد إسلامي لصلاحها، لكن بعد الزواج لم أجد منها التدين الذي أبدته في مرحلة الخطبة، وأنا ما تزوجتها إلا لدينها

وليس طمعا في جمالها ولا مالها ولا حسبها، وأشعر الآن بخيبة في زواجي ، حيث إنها لا تحمل دينا يستحق ، لا مما أظهرته ولا مما كنت أتوقعه منها ، وأنا لست متأكدا مما يجب علي فعله ؟

فقد كان من خططي المستقبلية إنجاب أبناء يكونون علماء للأمة ، لكني لا أرى صلاحها لتكون أما لهؤلاء الأبناء ، ولقد أوضحت لها مقصدي وخططي قبل زواجي بها.

وصارت تبدي عدم رغبتها وقبولها للحيتي بعد الزواج ، وهو ما لم تعترض عليه قبل الزواج ، وهي غير مطيعة ، ومصرة على فعلها هذا ، ولقد هددتها ذات مرة بالطلاق إن لم تبد لي طاعة ، فبدأت تطيعني لفترة ، ولقد حاولت تعليمها الإسلام الحق لكنها لا تهتم لذلك ، وهي ترفض القيام لصلاة الفجر بحجة حاجتها للغسل ، فتوقفت عن العلاقة التي توجب غسلها ونحن متزوجان منذ شهرين ؛

فهل أطلقها ، أم أبدي الصبر والاحتمال على فعلها ذلك ؟


الجواب :


الحمد لله


أولا :

لا شك أن البحث عن دين المرأة هو أول ما يجب على الرجل النظر إليه ، إذا أراد الزواج ، كما أرشد النبي صلى الله عليه وسلم ؛ ثم إن الواحد منا إنما يحكم بحسب ما بدا له من ظاهر الأمر

من خلال سؤاله عن المرأة ، وأهلها ، وحالها قبل الزواج ، وليس فقط بما تبديه لها ، أو يظنه هو من خلال مظهرها ، أو من خلال مواقف عابرة ؛ فإذا اجتهد في البحث والتحري والسؤال ، ثم ظهر الأمر على غير ما توقعه فهذا أمر قدري ، لا دخل له فيه ، يحتاج هو إلى أن ينظر كيف يتعامل معه .

إن قضية الالتزام والتدين هي مسألة نسبية في تفاصيلها ، فبعض الناس يطلب أن يكون ذلك مستوى التدين الذي يلائمه :

الاجتهاد في صيام النافلة ، وقيام الليل ، وحفظ القرآن الكريم ، أو قدر معين منه ، أو إلمام بالعلم الشرعي ... ، إلى آخر ما يمكن أن يطلب هنا .

والبعض الآخر يختلف في نظره إلى مستوى التدين الذي يطلبه .

والواقع أن النظر إلى هذا التفاوت ، وإمكان الحصول عليه أو عدمه ، إنما يكون قبل الزواج .

وأما بعد الزواج ، فنحن هنا أمام أمرين :

الأمر الأول :

أن يكون حال التدين الموجود ، والذي هو أقل من المتوقع ، أو أقل من المطلوب ، فبالإمكان أن نتقبل هذا الوضع ، وإن كان أقل مما نرجو ، إذا كانت الحدود الموجودة تقف عند أداء الواجبات والفرائض ، واجتناب المحرمات .

فإذا اقتصرت المرأة عند هذا الحد الواجب ، من أداء الواجبات ، واجتناب المحرمات ، فهي على سبيل خير ونجاة ، إن شاء الله ، بشرط أن تضم إلى ذلك طاعة زوجها .

روى الإمام أحمد (1573) ـ وصححه الألباني ـ

عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ رضي الله عنه قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( إِذَا صَلَّتْ الْمَرْأَةُ خَمْسَهَا ، وَصَامَتْ شَهْرَهَا ، وَحَفِظَتْ فَرْجَهَا ، وَأَطَاعَتْ زَوْجَهَا ، قِيلَ لَهَا ادْخُلِي الْجَنَّةَ مِنْ أَيِّ أَبْوَابِ الْجَنَّةِ شِئْتِ ) .

وبالإمكان بعد ذلك أن يتعاون الرجل وامرأته في سبيل الزيادة من الخيرات، ونوافل الطاعات.

لكن المشكلة الكبيرة تأتي حينما يصل ذلك النقص والضعف عن الطاعة إلى درجة ترك شيء من الواجبات ، أو الوقوع في شيء من المحرمات .

روى الإمام أحمد (6664) ـ وصححه الألباني ـ

عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو رضي الله عنهما قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( لِكُلِّ عَمَلٍ شِرَّةٌ ، وَلِكُلِّ شِرَّةٍ فَتْرَةٌ ؛ فَمَنْ كَانَتْ فَتْرَتُهُ إِلَى سُنَّتِي فَقَدْ أَفْلَحَ ، وَمَنْ كَانَتْ إِلَى غَيْرِ ذَلِكَ فَقَدْ هَلَكَ ) .

والمعنى : أن الإنسان قد تأتي عليه أوقات نشاط وجد في العبادة والطاعة ، ثم يعقب أوقات النشاط هذه حالات من الفتور والكسل والتراجع عن المستوى الذي بلغه قبل ذلك ؛ وهذا أمر مفهوم من طبائع النفوس ، ويرجى لصاحبه الفلاح ، لكن فقط إذا كان في أوقات فتوره وضعفه لا يتهاون في أداء الفرائض ، فإن تركها ، أو تهاون فيها : فقد هلك .

وليس الهلاك من مجرد ذنب يقع فيه الإنسان ، فكلنا مذنبون مخطئون ، بل حين يظهر ذلك في سلوك الإنسان العام ، ويكون هذا هو الغالب على حاله ، ويقع في الذنب ، فلا يتأثر ، ولا يندم ، ولا يتوب ، بل ربما استمرأ ذلك الذنب ، أو ركن إليه .

ثانيا :

الواضح من الحال التي وصفتها لزوجتك أنها فتورها وانتكاستها هي من النوع المهلك الخطر على صاحبه ، بل من النوع الذي يثير الشك في حقيقة ما كان عليه من تدين ظاهر ، فإذا كانت هي قد تتكاسل عن بعض الطاعات ، فما شأنها بلحيتك حتى تتضايق منها ؟!!

فالواجب عليك الآن :

ألا تبدي لها تهاونا مع حالها هذه ، فالتكاسل عن صلاة الفجر كبيرة وجريمة ، بل هو كفر مخرج من الملة عند كثير من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم

وبذلك يفتي الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله ؛ فلا يحل لك إقرارها عليه ؛ وإن كان الغسل هو الذي يمنعها من القيام ، فلا تدعها تنام إلا على طهارة ، حتى لا يكون لها عذر.

والواقع أننا نشاركك القلق من حال امرأتك ، وننصحك بالتأني في أمر الإنجاب منها ، وحاول معها مرة أخرى ، فإن رأيت منها استقامة على أمر الصلاة ، ومحافظة عليها في أوقاتها ، بجد ، ومنها وأولها صلاة الفجر ، وطاعة لأوامرك ، وأداء لحقوقك عليها

فاصطبر عليها وقتا آخر ، وانظر في شأنها ، وحاول تأديبها وتعليمها ، والصبر على عوجها ، وضعف حالها ، فلعل الله أن يهديها ، ويصلح شأنها.

وإن وجدت منها إصرارا على التهاون في أمر الصلاة
أو التدخل في أمر دينك

والاعتراض على لحيتك : فلا خير لك فيها ، وننصحك بفراقها قبل أن تنجب منها أولادا ، وتصبح المشكلة أعقد .

نسأل الله أن يسددك ، ويلهمك رشدك .

والله أعلم .









رد مع اقتباس
قديم 2018-05-24, 22:07   رقم المشاركة : 8
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










B8


السؤال:


تقدم لي شخص ملتزم وارتضيته دينا وخلقا..

لكن والده تارك للصلاة جحودا

والمشكلة إن السكن عائلي أي إني سأسكن في بيت عائلة مع والده فكيف أتعامل معه هل هناك ضوابط في التعامل معه أم أنه كأي محرم غير تارك للصلاة أي هل يجوز أن أكل وأشرب معه وانكشف عليه علما بأني متنقبة ؟؟


الجواب :


الحمد لله


أولا :

هذا الوالد المذكور في السؤال ، والذي يترك الصلاة جحودا :

كافر كفرا أكبر ، مخرجا من الملة ، لا خلاف في ذلك بين أحد من أهل العلم ، ومثل هذا الفعل لا يكاد يفعله إلا عتاة الملاحدة من الشيوعيين والعلمانيين.

ومن جحد شيئاً مما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم كفر، وإذا كان الأمر يتعلق بالصلاة ونحوها من أركان الإسلام ، ومبانيه العظام ، فالأمر فيها أشد ، لأن العذر فيها عن منكرها وجاحدها مقطوع ، لاشتهار أمرها ، ونشوء الناس في بلاد الإسلام على معرفتها ، وتعظيم شأنها

حتى التارك لها منهم :

لا يجرؤ على جحودها وإنكارها
إلا إذا أفرط في الكفر والعناد ، والعياذ بالله .

قال شيخ الإسلام رحمه الله :

" المرتدون أعظم جرما عند الله وعند رسوله والمؤمنين من الكافر الأصلي من وجوه كثيرة :

فإن هؤلاء يجب قتلهم حتما ما لم يرجعوا إلى ما خرجوا عنه ، لا يجوز أن يعقد لهم ذمة ولا هدنة ولا أمان ولا يطلق أسيرهم ولا يفادى بمال ولا رجال ولا تؤكل ذبائحهم ولا تنكح نساؤهم ولا يسترقون مع بقائهم على الردة بالاتفاق .

ويقتل من قاتل منهم ومن لم يقاتل ؛ كالشيخ الهرم والأعمى والزمن باتفاق العلماء . وكذا نساؤهم عند الجمهور .

والكافر الأصلي يجوز أن يعقد له أمان وهدنة ويجوز المنّ عليه والمفاداة به إذا كان أسيرا عند الجمهور

ويجوز إذا كان كتابيا أن يعقد له ذمة ويؤكل طعامهم وتنكح نساؤهم ولا تقتل نساؤهم إلا أن يقاتلن بقول أو عمل باتفاق العلماء .

وكذلك لا يقتل منهم إلا من كان من أهل القتال عند جمهور العلماء كما دلت عليه السنة . فالكافر المرتد أسوأ حالا في الدين والدنيا من الكافر المستمر على كفره " انتهى .

"مجموع الفتاوى" (28 / 413-414) .

ثانيا :

إذا كان حال الوالد ما وصفت ، فلا ننصحك بقبول الزواج من ابنه ، إلا إذا كان سيوفر لك مسكنا خاصا بك ، بعيدا عن هذا الوالد

، وهذا في الواقع هو الأمر الأصلي والطبيعي :

أن تتزوجي في مسكن مستقل عن عائلته وعائلتك .

وكون الزوج يقيم في مسكن العائلة ، وتمضي حياته مع هذا الوالد كأن شيئا لم يكن ، وكأنه لم يأت بعظيم فهذا لا يوافق عليه ؛ بل عليه أن يعظه في الله ، ويزجره عن كفره وما هو فيه من الضلال ، فإن أصر ، فارقه وترك مخالطته ، وصان أهله وأولاده عنه ، ما دام باقيا على ردته .

والله أعلم .









رد مع اقتباس
قديم 2018-05-24, 22:08   رقم المشاركة : 9
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










B8


السؤال :


ما حكم من يضحي وهو لا يصلي هل يصح ذلك؟


الجواب :

الحمد لله


تقدم في جواب أن ترك الصلاة كفر مخرج عن الملة .

وعليه : فكل عمل يعمله تارك الصلاة لا ينفعه ولا يقبل منه .

قال الشيخ صالح الفوزان حفظه الله :

" أما الصيام مع ترك الصلاة فإنه لا يجدي ولا ينفع ولا يصح مع ترك الصلاة ، ولو عمل الإنسان مهما عمل من الأعمال الأخرى من الطاعات فإنه لا يجديه ذلك مادام أنه لا يصلي ؛ لأن الذي لا يصلي كافر ، والكافر لا يقبل منه عمل ، فلا فائدة من الصيام مع ترك الصلاة " انتهى .

"المنتقى من فتاوى الفوزان" (39 /16) .

وقال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله :

" الذي يصوم ولا يصلى لا يقبل منه صوم ، لأنه كافر مرتد ، ولا تقبل منه زكاة ولا صدقة ولا أي عمل صالح ، لقول الله تعالى ( وَمَا مَنَعَهُمْ أَنْ تُقْبَلَ مِنْهُمْ نَفَقَاتُهُمْ إِلاَّ أَنَّهُمْ كَفَرُوا بِاللَّهِ وَبِرَسُولِهِ وَلا يَأْتُونَ الصَّلاةَ إِلاَّ وَهُمْ كُسَالَى وَلا يُنفِقُونَ إِلاَّ وَهُمْ كَارِهُونَ ) التوبة/54

فإذا كانت النفقة وهي إحسان إلى الغير لا تقبل من الكافر فالعبادة القاصرة التي لا تتجاوز فاعلها من باب أولى ، وعلى هذا فالذي يصوم ولا يصلى هو كافر والعياذ بالله ، وصومه باطل ، وكذلك جميع أفعاله الصالحة لا تقبل منه " انتهى .

"فتاوى نور على الدرب" - لابن عثيمين (124 /32) .

فإذا أراد تارك الصلاة أن يضحي فعليه أن يتوب إلى الله أولاً من تركه الصلاة ، فإن لم يفعل وأصر على ما هو عليه ، فإنه لا يثاب على تلك الأضحية ، ولا تقبل منه ، وإذا تولى ذبحها بنفسه فهي ميتة ، لا يجوز الأكل منها ، لأن ذبيحة المرتد ميتة حرام .

قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله :

" الرجل الذي لا يصلي إذا ذبح لا تؤكل ذبيحته ، لماذا ؟

لأنها حرام ، ولو ذبح يهودي أو نصراني فذبيحته يحل لنا أن نأكلها ، فيكون - والعياذ بالله - ذبحه أخبث من ذبح اليهود والنصارى " انتهى من

"مجموع فتاوى ورسائل ابن عثيمين" (12 /45) .

والله أعلم









رد مع اقتباس
قديم 2018-05-24, 22:10   رقم المشاركة : 10
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










B8

السؤال :

أتمنى أن تصلكم هذه الرسالة وأنتم في أتم الصحة والطاعة. أجبرتني والدتي منذ تسع سنوات عندما كنت في سن الخامسة عشرة على الزواج بأحد أقاربي، ولم أستطع المعارضة خوفاً منها.

ومنذ ذلك الحين قد منّ الله عليّ بثلاثة أولاد ولله الحمد.

لكن خلال السنتين الأخيرتين ساءت العلاقة بيني وبينه بشدة فذهب إلى أحد السحرة ليستخدم السحر في حل مشاكلنا.

كما أنه كان لا يصلي الصلوات الخمس .

وعلى حد علمي أن الذهاب إلى السحرة وترك الصلاة يخرج المرء من دائرة الإسلام.

ولكنه قد تاب وأصبح يحافظ على الصلوات، وقال أنه عندما ذهب إلى الساحر لم يكن يعلم الحكم الشرعي، فهو إنسان بسيط وليس لديه علم شرعي ليحجزه عن الوقوع في مثل هذا.

إذاً أسئلتي هي كالتالي:
- هل ذهابه إلى الساحر يخرجه من الإسلام؟

وهل حكم من ذهب وهو يعرف الحكم الشرعي
في هذه المسألة كمن لا يعرف؟

- وهل تفريطه في تأدية الصلوات الخمس يخرجه من الإسلام؟

علماً أنه كما أشرت قد تاب وأصبح يحافظ عليها.

- لقد غادر البيت منذ ثلاثة أشهر ولم يعد منذ ذلك الحين، وقد قال لوالدتي عند مغادرته: " أبلغيها أنني انتهيت منها وهي انتهت مني"، فهل تُحسب هذه طلقة؟

لقد قال ذلك في ساعة غضب. وهو الآن يعيش في الخارج وقد ترك لي كل الديون فتحملتها وحدي، ولكنه وعد بأن يعود ويساعدني في سدادها..

فأريد قبل أن أقدم على السماح له بالعودة أن أعرف الحكم الشرعي في المسائل السابقة لأنه ينبني عليها الشيء الكثير.

فأرجو منكم سرعة المساعدة لأني حقاً أمر بحالة صعبة لا سيّما مع وجود ثلاثة أطفال كلهم دون سن الثامنة، إنهم يحبون أباهم ويريدونه أن يكون بجوارهم. وجزاكم الله خيراً.


الجواب :

الحمد لله

أولاً :

الذهاب للسحرة والكهنة والعرافين من كبائر الذنوب ؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم : (مَنْ أَتَى عَرَّافًا فَسَأَلَهُ عَنْ شَيْءٍ لَمْ تُقْبَلْ لَهُ صَلَاةٌ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً)

رواه مسلم (2230) .

وقال عليه الصلاة والسلام : (مَنْ أَتَى كَاهِنًا فَصَدَّقَهُ بِمَا يَقُولُ فَقَدْ كَفَرَ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ عَلَى مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ)

رواه أبو داود (3904) ، والترمذي (135)
وصححه الألباني .

ومن ذهب إلى العراف أو الساحر وصدقه في أنه
يعلم الغيب ، فقد خرج من الإسلام .

أما إن ذهب إليه ولم يصدقه في دعوى علم الغيب ، فقد فعل كبيرة من كبائر الذنوب ، ولكنه لا يخرج بذلك من الإسلام .

وإذا كان الرجل جاهلاً ، ولا يدري أن الذهاب للسحرة حرام ، فنرجو أن يكون ذلك عذراً له عند الله تعالى ، فلا يترتب على ذهابه لهم شيء ، ولا يخرج بذلك من الإسلام .

أما من ذهب إلى الساحر وهو يعلم أن ذلك حرام ، فهذا هو الذي فعل كبيرة من كبائر الذنوب ، وقد تصل به إلى حد الخروج من الإسلام .

ثانياً :

الحكم بكفر تارك الصلاة تكاسلاً فيه خلاف كبير بين العلماء ، وهو خلاف معتبر ، ولكل قول أدلته التي يستند عليها ، والذي عليه الفتوى في هذا الموقع : ترجيح القول بكفر تارك الصلاة وهو قول كثير من أهل العلم .
وقد سبق بيان هذا

والحمد لله الذي منَّ على زوجك وهداه لأداء الصلاة والحفاظ عليها .

ثالثاً :

قول الرجل عن زوجته : " انتهيت منها ، وهي انتهت مني" ، من الألفاظ المحتملة للطلاق وغيره ، ولذلك لا يحكم فيها بوقوع الطلاق إلا إذا كان الزوج قاصداً بها الطلاق وناوياً لذلك ، فإن لم يكن ناويا للطلاق وقاصداً له ، لم يقع شيء .

وبما أن زوجك قد آب إلى رشده ، وبدأ في الحفاظ على الصلاة ، وتاب من ذهابه للسحرة مع كونه جاهلا بالحكم الشرعي آنذاك ، فالذي ينبغي أن تفتحي معه صفحة جديدة

ونسأله سبحانه وتعالى أن يفيض عليكم من رحمته ، وأن يـؤلف بين قلوبكم ، ويجمع بينكم على خير .

والله أعلم .









رد مع اقتباس
قديم 2018-05-24, 22:11   رقم المشاركة : 11
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










B8


السؤال :

قرأت فتوى على موقعكم تقول :

إن من ترك الصلاة إهمالاً وتساهلاً فإنه مرتد ، بينما وجدت حديثاً على ما يبدو أنه يتعارض مع ما أفتيتم به...

( خمس صلوات افترضهن الله ، من أحسن وضوءهن وصلاهن لوقتهن ، وأتم ركوعهن ، وخشوعهن كان له عند الله عهد أن يغفر له، ومن لم يفعل فليس له عند الله عهد، إن شاء غفر له وإن شاء عذبه )

رواه مالك وأبو داود والنسائي وابن حبان
وصححه العديد من الأئمة.

فالذي نعرفه أن الله لا يغفر للكافر ، والمرتد كافر ؛ إذاً فكيف يُحمل قوله في هذا الحديث : ( إن شاء غفر له وإن شاء عذبه ) ؟


الجواب :


الحمد لله


هذا الحديث رواه أبو داود (425) ، وأحمد (22196)

عن عبادة بن الصامت رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله عليه وسلم يقول : ( خَمْسُ صَلَوَاتٍ افْتَرَضَهُنَّ اللَّهُ تَعَالَى ، مَنْ أَحْسَنَ وُضُوءَهُنَّ وَصَلَّاهُنَّ لِوَقْتِهِنَّ ، وَأَتَمَّ رُكُوعَهُنَّ وَخُشُوعَهُنَّ ، كَانَ لَهُ عَلَى اللَّهِ عَهْدٌ أَنْ يَغْفِرَ لَهُ ، وَمَنْ لَمْ يَفْعَلْ ، فَلَيْسَ لَهُ عَلَى اللَّهِ عَهْدٌ ، إِنْ شَاءَ غَفَرَ لَهُ ، وَإِنْ شَاءَ عَذَّبَهُ )

وصححه الألباني رحمه الله في "صحيح سنن أبي داود " .

قوله صلى الله عليه وسلم : (إن شاء غفر له) أخذ به من يرى عدم كفر تارك الصلاة ، فقالوا : لو كان تارك الصلاة كافراً لما دخل تحت المشيئة .

ولكن .. أجيب عن هذا الاستدلال بما يلي :

1. أن قوله عليه الصلاة والسلام : (ومن لم يفعل) راجع إلى ما تقدم أي : من لم يفعل الصلوات الخمس على النحو المتقدم بأن يصليهن لوقتهن وقد أتم ركوعهن وخشوعهن وأحسن وضوءهن

فمن لم يفعل ذلك بأن أخل بشيء مما تقدم كأن يؤخر الصلاة عن وقتها أو لا يتم خشوعها أو ركوعها أو نحو ذلك
فإنه تحت مشيئة الله تعالى .

وعلى هذا ، فالمقصود بالحديث من يصلي ، غير أنه لا يؤدي الصلاة كاملة .

وقد جاء الحديث بلفظ المحافظة على الصلاة

فروى ابن ماجة (1403)

عن أبي قتادة بن ربعي رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ : افْتَرَضْتُ عَلَى أُمَّتِكَ خَمْسَ صَلَوَاتٍ وَعَهِدْتُ عِنْدِي عَهْدًا أَنَّهُ مَنْ حَافَظَ عَلَيْهِنَّ لِوَقْتِهِنَّ أَدْخَلْتُهُ الْجَنَّةَ ، وَمَنْ لَمْ يُحَافِظْ عَلَيْهِنَّ فَلَا عَهْدَ لَهُ عِنْدِي )

وحسنه الشيخ الألباني في "صحيح سنن ابن ماجة" .

وقد بيَّن شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله أن المحافظة على الصلاة هي فعلها في وقتها كما أمر الله ، وأن عدم المحافظة عليها هي فعلها بعد وقتها ، وهو المراد بإضاعة الصلاة في قوله تعالى : ( فخلف من بعدهم خلف أضاعوا الصلاة )

وأما ترك الصلاة فهو عدم الصلاة ، لا في الوقت
ولا بعد الوقت ، ثم قال رحمه الله :

" وإذا عرف الفرق بين الأمرين ، فالنبي صلى الله عليه وسلم إنما أدخل تحت المشيئة مَنْ لم يحافظ عليها ، لا مَنْ ترك ، ونفيُ المحافظة يقتضي أنهم صلوا ولم يحافظوا عليها ، ولا يتناول من لم يحافظ [ كذا في مجموع الفتاوى ،

ولعل الصواب : ولا يتناول من لم يصل ]

فإنه لو تناول ذلك قتلوا كفارا مرتدين بلا ريب " انتهى

من "مجموع الفتاوى" (7/ 615) .

2. أنه يحتمل أن قوله صلى الله عليه وسلم : ( ومن لم يفعل ... ) أي : من لم يصل كل صلاة ، ولكن كان يصلي أحياناً ويترك الصلاة أحياناً .

قال الشيخ محمد بن عثيمين رحمه الله في
"الشرح الممتع" (2/34) :

" هناك أحاديث تُعارض الأحاديثَ الدَّالة على الكفر .... ، ومن ذلك ما يكون مشتبهاً لاحتمال دلالته ، فيجب حمله على الاحتمال الموافق للنصوص المحكمة ، كحديث عُبادة بن الصَّامت رضي الله عنه : ( خمسُ صلوات ؛ افترضهُنَّ اللَّهُ تعالى، مَنْ أحسن وضوءَهُنَّ ، وصَلاَّهُنَّ لوقتهنَّ ؛ وأتمَّ رُكوعَهُنَّ وخُشوعَهُنَّ ، كان له على الله عهدٌ أن يغفرَ له ، ومَنْ لم يفعلْ ؛ فليس له على الله عهد ٌ، إن شاء غَفرَ له ، وإن شاء عَذَّبه )

فإنه يحتَمِلُ أن يكون المراد به:

من لم يأتِ بهنَّ على هذا الوصف
وهو إتمام الركوع والسجود والخشوع .

ويحتمل أن يكون :

لم يأتِ بهنَّ كلِّهنَّ ، بل كان يُصلّي بعضاً ويترك بعضاً .

ويحتمل أن يكون :

لم يأتِ بواحدةٍ منهنّ ، بل كان يَتركهُنَّ كلَّهنَّ .

وإذا كان الحديث محتملاً لهذه المعاني كان من المتشابه ، فيُحمل على الاحتمال الموافق للنُّصوص المحكمة " انتهى بتصرف يسير .

والله أعلم









رد مع اقتباس
قديم 2018-05-24, 22:14   رقم المشاركة : 12
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










B8


السؤال:

توفيت أمي وعليها صلاة مدة شهرين بسبب السرطان ، وكانت تنوي قضاءها ، وكذلك عليها صيام من رمضان قبل الماضي حينما كانت بصحتها .

السؤال : ما هو التصرف الصحيح مع عباداتها ، علما أن لي أخوات ، فهل نتعاون في القضاء ، وهل يصلها ثواب الحج
لأنها لم تحج ؟


الجواب :

الحمد لله

أولاً :

الصلاة من أعظم أركان الإسلام بعد الشهادتين ، فالواجب على المسلم أن يحافظ عليها ، ولا تسقط عنه مادام عقله معه .

ثانياً :

لم تذكري هل كانت والدتكِ قد دخلت في غيبوبة فصارت لا تعي ، أو لا ؟ وإن كان ظاهر السؤال يدل على أنها كانت تعقل حال مرضها ، بدليل أنها كانت تنوي قضاء تلك الصلاة .

فعلى العموم تارك الصلاة حال المرض لا يخلو من حالتين :

1. أن يترك الصلاة حال المرض ؛ لفقدان عقله ، فهذا لا شيء عليه إن شاء الله ، ولا يلزمه قضاء الصلاة إذا عوفي بعد ذلك .

2. أن يترك الصلاة حال المرض ، وعقله معه ، ولكنه تركها ظنا منه أن الصلاة لا تجب عليه في تلك الحال ، فهذا لعل الله أن يعفو عنه لجهله ، وإن كان الواجب على الإنسان أن يتعلم ما يجب عليه من أمور دينه .

وفي الحالتين لا يُقضى عنه إذا مات بعد ذلك .

جاء في "فتاوى اللجنة الدائمة" (25/257) :

" إذا كان والدك حين مرضه يغيب وعيه ولا يعقل شيئا فإن الصلاة تسقط عنه ، وهو ليس مكلفا في هذه الحالة ؛ لأن مناط التكليف بالصلاة العقل ، وقد زال عنه ، أما إن كان لا يزول عنه وعيه ولا عقله ، ولكن ترك الصلاة جهلا منه أنها تجب على مثله قدر استطاعته ، فلعل الله أن يعفو عنه ويعذره بجهله ذلك

وعدم من يبين له الحكم الشرعي حتى مات رحمه الله وعفا عنه ، وفي كلتا الحالتين لا يجوز لك أن تصلي عن والدك شيئا من الصلوات ؛ لأنه لا يصلي أحد عن أحد ، والأصل أن الصلاة لا تدخلها النيابة " انتهى .

ثالثاً :

أما قضاء الصيام ، فإذا كان تركها للقضاء بدون عذر ، فإنه يستحب لكم أن تصوموا عنها

لما روى البخاري (1952) ، ومسلم (1935)

من حديث عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( مَنْ مَاتَ وَعَلَيْهِ صِيَامٌ صَامَ عَنْهُ وَلِيُّهُ ) .

ويجوز أن يكون قضاء الصيام عن الميت من وارث واحد لكل الأيام ، ويجوز أن يكون القضاء من عدة ورثة .

قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله :

" مسألة : هل يلزم إذا قلنا بالقول الراجح إن الصوم يشمل الواجب بأصل الشرع ، والواجب بالنذر - أن يقتصر ذلك على واحد من الورثة ؛ لأن الصوم واجب على واحد ؟

الجواب : لا يلزم ؛ لأن قوله صلى الله عليه وسلم : ( صام عنه وليه ) مفرد مضاف فيعم كل ولي وارث ، فلو قدر أن الرجل له خمسة عشر ابنا ، وأراد كل واحد منهم أن يصوم يومين عن ثلاثين يوما فيجزئ ، ولو كانوا ثلاثين وارثا وصاموا كلهم يوما واحدا فيجزئ لأنهم صاموا ثلاثين يوما

ولا فرق بين أن يصوموها في يوم واحد أو إذا صام واحد صام الثاني اليوم الذي بعده ، حتى يتموا ثلاثين يوما " انتهى

من "الشرح الممتع" (6/452) .

رابعاً :

من حج أو اعتمر عن والديه ، وكان قبل ذلك قد حج عن نفسه ، فإن ثواب ذلك الحج والعمرة يصل والديه ، ويكون ذلك العمل من الولد نوعاً من أنواع البر والإحسان لوالديه .

روى مسلم (1939)

عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُرَيْدَةَ عَنْ أَبِيهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ : (بَيْنَا أَنَا جَالِسٌ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذْ أَتَتْهُ امْرَأَةٌ ، فَقَالَتْ : إِنِّي تَصَدَّقْتُ عَلَى أُمِّي بِجَارِيَةٍ ، وَإِنَّهَا مَاتَتْ قَالَ ، فَقَالَ : وَجَبَ أَجْرُكِ ، وَرَدَّهَا عَلَيْكِ الْمِيرَاثُ . قَالَتْ : يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّهُ كَانَ عَلَيْهَا صَوْمُ شَهْرٍ أَفَأَصُومُ عَنْهَا ؟ قَالَ : صُومِي عَنْهَا . قَالَتْ : إِنَّهَا لَمْ تَحُجَّ قَطُّ أَفَأَحُجُّ عَنْهَا ؟ قَالَ : حُجِّي عَنْهَا) .

وجاء في "فتاوى اللجنة الدائمة" (25/257) :

" أما حجك وعمرتك عن والدك فذلك من البر به والإحسان إليه ، وأن تتصدق عنه بين الحين والآخر ، وأن تدعو له وتستغفر له ، وتصل رحمه ، وأصدقاءه وتحسن إليهم

فإن ذلك من البر بوالدك بعد موته ، ولك الأجر والثواب الجزيل إن شاء الله على ما تبذله في سبيل ذلك " انتهى .

والله أعلم









رد مع اقتباس
قديم 2018-05-24, 22:16   رقم المشاركة : 13
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










B8

السؤال :

أجد على موقعكم أنكم تفضلون الرأي
القائل بأن من يترك الصلاة فهو كافر ..

ورغم هذا فهناك رواية تقول بأن النجاشي لم يكن يصلي ، وقد جاء في رواية مسلم عن جابر بن عبد الله أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : "مات اليوم عبد لله صالح أصحمة ..

فقام فأمنا وصلى عليه"

وأهل السنة يجمعون على حقيقة أن النجاشي من أهل الجنة ، فكيف نوفق بين الأمرين من تركه للصلاة برأي العلماء القائل بأن من ترك الصلاة فهو الكفر بعينه...


الجواب :

الحمد لله


أولا :

دلت الأدلة الصحيحة على أن تارك الصلاة كافر ، وهذا هو المنقول عن الصحابة والتابعين وجمهور السلف ، بل حكاه غير واحد إجماعا عن الصحابة رضي الله عنهم .

ودل الدليل الصحيح على أن النجاشي رحمه الله قد آمن بالنبي صلى الله عليه وسلم ، وآوى أصحابه ومنعهم ، وصلى عليه النبي صلى الله عليه وسلم حين بلغه موته .

فقد روى البخاري (3877) ومسلم (952)

عَنْ جَابِرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قال : قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَ مَاتَ النَّجَاشِيُّ : (مَاتَ الْيَوْمَ رَجُلٌ صَالِحٌ فَقُومُوا فَصَلُّوا عَلَى أَخِيكُمْ أَصْحَمَةَ) .

ثانياً :

الذي يظهر من مجموع ما صح في شأن النجاشي رحمه الله أنه كان عزيزا منيعا ، وأنه منع أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم المهاجرين عنده ، وهذا ينافي ما قيل من أنه كان لا يصلي أو لا يظهر إيمانه خوفا من قومه .

فقد روى أحمد (1742)

في قصة النجاشي مع جعفر بن أبي طالب رضي الله عنه ، من حديث أم سلمة رضي الله عنها ، وفيه : (فَقَالَ لَهُ جَعْفَرُ بْنُ أَبِي طَالِبٍ : نَقُولُ فِيهِ (يعني المسيح عيسى بن مريم عليه السلام)

الَّذِي جَاءَ بِهِ نَبِيُّنَا ، هُوَ عَبْدُ اللَّهِ وَرَسُولُهُ ، وَرُوحُهُ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ الْعَذْرَاءِ الْبَتُولِ . قَالَتْ : فَضَرَبَ النَّجَاشِيُّ يَدَهُ إِلَى الْأَرْضِ فَأَخَذَ مِنْهَا عُودًا ، ثُمَّ قَالَ : مَا عَدَا عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ مَا قُلْتَ هَذَا الْعُودَ ، فَتَنَاخَرَتْ بَطَارِقَتُهُ حَوْلَهُ حِينَ قَالَ مَا قَالَ

فَقَالَ : وَإِنْ نَخَرْتُمْ وَاللَّهِ ، اذْهَبُوا فَأَنْتُمْ سُيُومٌ بِأَرْضِي ، وَالسُّيُومُ الْآمِنُونَ ، مَنْ سَبَّكُمْ غُرِّمَ ، ثُمَّ مَنْ سَبَّكُمْ غُرِّمَ ، فَمَا أُحِبُّ أَنَّ لِي دَبْرًا ذَهَبًا ، وَأَنِّي آذَيْتُ رَجُلًا مِنْكُمْ ، وَالدَّبْرُ بِلِسَانِ الْحَبَشَةِ الْجَبَلُ ، رُدُّوا عَلَيْهِمَا هَدَايَاهُمَا فَلَا حَاجَةَ لَنَا بِهَا [يعني عمرو بن العاص وعبد الله بن أبي ربيعة، وكانت قريش قد أرسلتهما بهدايا إلى النجاشي ليرد معهما أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم]

فَوَاللَّهِ مَا أَخَذَ اللَّهُ مِنِّي الرِّشْوَةَ حِينَ رَدَّ عَلَيَّ مُلْكِي ، فَآخُذَ الرِّشْوَةَ فِيهِ ، وَمَا أَطَاعَ النَّاسَ فِيَّ فَأُطِيعَهُمْ فِيهِ

قَالَتْ : فَخَرَجَا مِنْ عِنْدِهِ مَقْبُوحَيْنِ مَرْدُودًا عَلَيْهِمَا مَا جَاءَا بِهِ وَأَقَمْنَا عِنْدَهُ بِخَيْرِ دَارٍ مَعَ خَيْرِ جَارٍ .

قَالَتْ : فَوَاللَّهِ إِنَّا عَلَى ذَلِكَ إِذْ نَزَلَ بِهِ يَعْنِي مَنْ يُنَازِعُهُ فِي مُلْكِهِ ، قَالَ : فَوَاللَّهِ مَا عَلِمْنَا حُزْنًا قَطُّ كَانَ أَشَدَّ مِنْ حُزْنٍ حَزِنَّاهُ عِنْدَ ذَلِكَ تَخَوُّفًا أَنْ يَظْهَرَ ذَلِكَ عَلَى النَّجَاشِيِّ فَيَأْتِيَ رَجُلٌ لَا يَعْرِفُ مِنْ حَقِّنَا مَا كَانَ النَّجَاشِيُّ يَعْرِفُ مِنْهُ

قَالَتْ : وَسَارَ النَّجَاشِيُّ وَبَيْنَهُمَا عُرْضُ النِّيلِ ، قَالَتْ : فَقَالَ أَصْحَابُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : مَنْ رَجُلٌ يَخْرُجُ حَتَّى يَحْضُرَ وَقْعَةَ الْقَوْمِ ثُمَّ يَأْتِيَنَا بِالْخَبَرِ؟ قَالَتْ : فَقَالَ الزُّبَيْرُ بْنُ الْعَوَّامِ : أَنَا ، قَالَتْ : وَكَانَ مِنْ أَحْدَثِ الْقَوْمِ سِنًّا .

قَالَتْ : فَنَفَخُوا لَهُ قِرْبَةً فَجَعَلَهَا فِي صَدْرِهِ ثُمَّ سَبَحَ عَلَيْهَا حَتَّى خَرَجَ إِلَى نَاحِيَةِ النِّيلِ الَّتِي بِهَا مُلْتَقَى الْقَوْمِ ، ثُمَّ انْطَلَقَ حَتَّى حَضَرَهُمْ ، قَالَتْ : وَدَعَوْنَا اللَّهَ لِلنَّجَاشِيِّ بِالظُّهُورِ عَلَى عَدُوِّهِ وَالتَّمْكِينِ لَهُ فِي بِلَادِهِ ، وَاسْتَوْسَقَ عَلَيْهِ أَمْرُ الْحَبَشَةِ ، فَكُنَّا عِنْدَهُ فِي خَيْرِ مَنْزِلٍ حَتَّى قَدِمْنَا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ بِمَكَّةَ)

والحديث حسنه شعيب الأرنؤوط في
تحقيق المسند برقم (1740)

وصححه الألباني في تعليقه على فقه السيرة ، ص 115

وهذا صريح في حصول التمكين للنجاشي في
بلده ، فما الذي يمنعه من أداء الصلاة .

على أنه لو كان مغلوبا من قومه لم يسلّم القول بتركه للصلاة ؛ لأن الصلاة يمكن إخفاؤها ، ولم يزل المستضعفون ممن آمن من النصارى وغيرهم يحافظون على صلاتهم ويخفونها عن قومهم ، والنجاشي أولى بذلك رحمه الله .

ومما يؤكد ما ذكرنا من قوة النجاشي ومنعته ، ما أخبر به عمرو بن العاص رضي الله عنه أن النجاشي منع الخراج الذي كان يدفعه لهرقل بعدما أسلم .

قال ابن القيم رحمه الله في بيان قدوم عمرو بن العاص على ملك عمان بكتاب النبي صلى الله عليه وسلم يدعوه إلى الإسلام :

"فسألنى : أين كان إسلامك؟ قلت: عند النجاشي ، وأخبرته أن النجاشي قد أسلم ، قال: فكيف صنع قومه بملكه؟ فقلت : أقروه واتبعوه ، قال : والأساقفة والرهبان تبعوه؟ قلت : نعم .

قال : انظر يا عمرو ما تقول ، إنه ليس من خصلة في رجل أفضح له من الكذب ، قلت : ما كذبت ، وما نستحله في ديننا ، ثم قال : ما أرى هرقل علم بإسلام النجاشي ، قلت : بلى .

قال : بأي شيء علمت ذلك؟ قلت : كان النجاشي يخرج له خرجا ، فلما أسلم وصدق بمحمد صلى الله عليه وسلم ، قال : لا والله ، لو سألني درهما واحدا ما أعطيته ، فبلغ هرقل قوله ، فقال له يناق أخوه : أتدع عبدك لا يخرج لك خرجا ، ويدين دينا محدثا؟

قال هرقل: رجل رغب في دين فاختاره لنفسه ما أصنع به؟ والله لولا الضن بملكي لصنعت كما صنع ، قال : انظر ما تقول يا عمرو ، قلت : والله صدقتك " انتهى

من "زاد المعاد" (3 / 694) .
وينظر : عيون الأثر لابن سيد الناس (2/ 335) .









رد مع اقتباس
قديم 2018-05-24, 22:17   رقم المشاركة : 14
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي



ثالثاً :

القول بأن النجاشي رحمه الله كان لا يصلي الصلوات ، حكاه شيخ الإسلام ابن تيمية بصيغة التضعيف ، ولم ينسبه إلى أحد ، وتأوله على أن ذلك لعدم تمكنه من مخالفة قومه .

قال رحمه الله:

" وكذلك النجاشي هو وإن كان ملك النصارى فلم يطعه قومه في الدخول في الإسلام ، بل إنما دخل معه نفر منهم ، ولهذا لما مات لم يكن هناك أحد يصلي عليه ، فصلى عليه النبي صلى الله عليه وسلم بالمدينة ، خرج بالمسلمين إلى المصلى فصفهم صفوفا وصلى عليه ، وأخبرهم بموته يوم مات

وقال : إن أخا لكم صالحا من أهل الحبشة مات ، وكثير من شرائع الإسلام أو أكثرها لم يكن دخل فيها لعجزه عن ذلك ، فلم يهاجر ولم يجاهد ولا حج البيت ، بل قد روي أنه لم يصل الصلوات الخمس ولا يصوم شهر رمضان ولا يؤدي الزكاة الشرعية ، لأن ذلك كان يظهر عند قومه فينكرونه عليه ، وهو لا يمكنه مخالفتهم " انتهى

من "مجموع الفتاوى" (19 / 217) .

وهذا معارض لما تقدم ، وعلى فرض صحته فهو محمول
على ترك الصلاة لعذر ، لا على تركها مطلقا .

ولا يظهر لنا صحة هذا القول ، وهو قول لم يُعز لأحد من العلماء ، وهو معارض لما ثبت في مسند أحمد وغيره كما تقدم ، بل معارض لما نقله شيخ الإسلام رحمه الله في موضع آخر حيث قال :

" وقد ذكر عن عطاء وقتادة أن النجاشي كان يصلي إلى بيت المقدس إلى أن مات ، وقد مات بعد نسخ القبلة بسنين متعددة ، فلما صلى عليه النبي صلى الله عليه وسلم بقي في أنفس الناس لأنه كان يصلي إلى غير الكعبة ، حتى أنزل الله هذه الآية [يعني قوله تعالى : (فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ)] .

وهذا والله أعلم بأنه قد كان بلغه أن النبي صلى الله عليه وسلم يصلي إلى بيت المقدس فصلى إليه ، ولهذا لم يصل إلى المشرق الذي هو قبلة النصارى ، ثم لم يبلغه خبر النسخ لبعد البلاد

فعُذر بها كما عذر أهل قباء وغيرهم ، فإن القبلة لما حُولت لم يبلغ الخبر إلى من بمكة من المسلمين ومن كان بأرض الحبشة من المهاجرين مثل جعفر وأصحابه ، ومن كان قد أسلم ممن هو بعيد عن المدينة إلى مدة طويلة أو قصيرة " انتهى

من "شرح عمدة الفقه" (4/ 548).

والحاصل :

أن ما صح من الأحاديث يدل على إيمان النجاشي وصلاحه وتمكنه في قومه ، وهذا يبعد معه القول بأنه كان لا يصلي

وعلى فرض عدم صلاته فيكون ذلك لعدم تمكنه أو لعدم بلوغه تفاصيل ما أمر به ، فهذا عذر يمنع من التكفير

وبالجملة فقضايا الأعيان لا تُعارض بها النصوص
الصحيحة الثابتة في تكفير تارك الصلاة .

والله أعلم .


و اخيرا

الحمد لله الذي بفضلة تتم الصالحات

اخوة الاسلام

اكتفي بهذا القدر و لنا عوده
ان قدر الله لنا البقاء و اللقاء

و اسال الله ان يجمعني بكم دائما
علي خير


وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد
وعلى آله وصحبه أجمعين









رد مع اقتباس
قديم 2018-05-28, 22:01   رقم المشاركة : 15
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

اخوة الاسلام

أحييكم بتحية الإسلام
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته




السؤال
:

أرى أناساً يقومون بوضع أشياء على الإنترنت ( فيسبوك ) حول جزاء أداء كل صلاة من الصلوات ، وهذه الأشياء لم أقرأ عنها في القرآن ، أو في أي حديث ، وهم يضعون ما يلي :

تذكر أن من لا يصلي صلاة الفجر يذهب نور وجهه .

ومن لا يصلي صلاة الظهر يذهب بركة رزقه .

ومن لا يصلي صلاة العصر تذهب قوة جسمه.

ومن لا يصلي صلاة المغرب لم يأخذ فائدة ولا نفعاً من أولاده.

ومن لا يصلي صلاة العشاء تذهب سلامة نومه.

هل تتكرمون علينا وتخبرونا إذا ما كان هذا الكلام صحيحا ، أم أنه من اختراعات هؤلاء الناس ؟ بارك الله فيكم .


الجواب :

الحمد لله

هذا الحديث ليس في شيء من كتب السنة ، لا الصحيحة ولا حتى الضعيفة ، مما يدل على أنه لا أصل له ولا سند ، وإنما كذبه بعض الناس ونشروه في المنتديات وبعض المواقع

يظنون أنهم يرهِّبون الناس بذلك من ترك الصلاة ، ولم يعلموا أنهم قد أثموا بذلك إثماً عظيماً ، حتى إن بعض أهل العلم نص على كفر من كذب على النبي صلى الله عليه وسلم متعمداً .

يقول الأمير الصنعاني رحمه الله :

" الجمهور على أن تعمد الكذب على الله ورسوله صلى الله عليه وسلم كبيرة ؛ لأنه قد صَدَقَ عليها رَسمُ الكبيرة ( أي تعريفها ) ، بأنه ما توعد عليه بالعقاب .

وقال الجويني :

إنها - أي هذه الكبيرة - كفر ، ويدل عليه قول الله تعالى :
( فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللّهِ كَذِباً أَوْ كَذَّبَ بِآيَاتِهِ إِنَّهُ لاَ يُفْلِحُ الْمُجْرِمُونَ ) يونس/17

فسوَّى في الآية بين الكذب على الله وتكذيبه ولا شك أن تكذيبه كفر ، وأن الكذب على الرسول صلى الله عليه وسلم كالكذب على الله تعالى ، واستنكر الرب تعالى ـ حيث أتى بالاستفهام الإنكاري ـ أن يكون ذنبُ ، أيِّ ظلمٍ ، أعظمَ من ذلك .

قال الجويني : ولأنه قد يكذب من يكذب على الله أو رسوله ما يرفع الحكم الضروري ... ورفع الضروري كفر ؛ لأنه تكذيب للشارع ، وهو كفر ، ولأن الكذب في الشريعة يدل على الاستهانة بها ضرورة . والله أعلم " انتهى

من " توضيح الأفكار " (2/88)

وقد سئلت " اللجنة الدائمة " عن هذا الحديث وأحاديث أخرى ، فأجابت عليها بقولها :

" هذه الأحاديث لم تُعزَ إلى كتاب من كتب السنة ، ولا نعلم لها أصلا بعد البحث عنها ، فالواجب منع توزيعها ونشرها " انتهى

من " فتاوى اللجنة الدائمة "
(المجموعة الثانية 3/259)

كما سئل فضيلة الشيخ صالح الفوزان
حفظه الله عن هذا الحديث فقال :

" هذا لا أصل له فيما أعلم ، وجاء الوعيد فيمن ترك الصلاة من القرآن ومن السنة النبوية الصحيحة ، فيُكتَفى بما جاء ، من ذلك قوله صلى الله عليه وسلم : ( بَينَ العَبدِ وَبَينَ الكُفرِ تَركُ الصَّلاةِ )

رواه مسلم

وقوله صلى الله عليه وسلم :
( العَهدُ الذِي بَينَنَا وَبَينَهُمُ الصَّلاةُ ، فَمَن تَرَكَهَا فَقَد كَفَرَ )

رواه أهل السنن
وصححه الألباني في " صحيح الترغيب والترهيب "
( 564 )

والله عز وجل يقول عن المجرمين :
( مَا سَلَكَكُمْ فِيْ سَقَرَ ، قَالُوْا لَمْ نَكُ مِنَ المُصَلِّينَ )

السبب الأول الذي أوردهم سقر هو أنهم تركوا الصلاة ، فترك الصلاة كفر والعياذ بالله ، مخرج من الملة ، سواء تركها جاحدا لوجوبها أو تركها معترفا بوجوبها ، إلا من تركها ناسيا أو نائما..

وأما هذا الذي ذكره السائل فلا أعرف له أصلا ، وكذلك ما يوزع من بعض النشرات ( مَن ترك الصلاة عوقب بخمس عشرة عقوبة ) لا أصل له " انتهى من برنامج

" نور على الدرب "
في تاريخ 20/محرم/1427هـ
( الدقيقة 17-19 من الشريط )

فلا يجوز نشر هذا الحديث ، ولا نسبته إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، بل الواجب التحذير منه ، وبيان أنه لا أصل له في كتب أهل السنة .

ومن أراد الاطلاع على الأحاديث الصحيحة في الترهيب من ترك الصلاة فليرجع إلى كتاب " صحيح الترغيب والترهيب "
للشيخ الألباني (1/136-140) .









رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
مكانه الصلاة


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 14:31

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc