في حكم التحدث باللغة العربية - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الدين الإسلامي الحنيف > قسم التاريخ، التراجم و الحضارة الاسلامية

قسم التاريخ، التراجم و الحضارة الاسلامية تعرض فيه تاريخ الأمم السابقة ( قصص الأنبياء ) و تاريخ أمتنا من عهد الرسول صلى الله عليه و سلم ... الوقوف على الحضارة الإسلامية، و كذا تراجم الدعاة، المشائخ و العلماء

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

في حكم التحدث باللغة العربية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2011-07-26, 12:41   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
ANONYM
عضو نشيط
 
الصورة الرمزية ANONYM
 

 

 
إحصائية العضو










M001 في حكم التحدث باللغة العربية


السـؤال:
نحن في البيت غالبُ محادثاتِنا تقع باللغة الفرنسية، ولا نتكلم بالعربية إلاّ نادرًا، فهل التكلُّم بغير العربية حرام؟

الجـواب:
الحمدُ لله ربِّ العالمين، والصلاة والسلام على من أرسله اللهُ رحمةً للعالمين، وعلى آله وصحبه وإخوانه إلى يوم الدين، أمّا بعد:

فالأصلُ عدمُ جوازِ التشبُّهِ باليهود والنصارى والأعاجم، ووجوبُ مخالفتِهم للنصوص الكثيرة الواردةِ في هذا الشأن، ومن آحادها التحدُّثُ بلغتهم وتقليدُهم في نبراتهم وحركاتهم حالَ التحدُّث بها، فإنَّ ذلك مُشعِرٌ بمودَّتهم ومَيْلِ القلبِ إليهم؛ لأنّ الظاهرَ يُعطي نسبًا وتشاكُلاً بما يحصل في الباطن، كما قرَّره شيخُ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله-.

غير أنّه -استثناءً من هذا الأصل- يجوز التكلُّم بها للحاجة كما يجوز تعلُّم لغةِ الأعاجم وكتابتِهم والاستفادةِ من علومهم، ونقلها إلى اللغة العربية لأَمْنِ مَكْرِهِمْ وشرِّهم، لقوله صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم لزيدٍ بنٍ ثابت رضي الله عنه: «تَعَلَّمْ كِتَابَ اليَهُودِ، فَإِنِّي لاَ آمَنُهُمْ عَلَى كِتَابِنَا»(١- أخرجه البيهقي (12557)، من حديث زيد بن ثابت رضي الله عنه. وصحَّحه الألباني في «السلسلة الصحيحة» (1/364) رقم (187)).

هذا، ويجدر التنبيهُ إلى أنَّ تعلمَ لغةِ الأعاجمِ إنّما تكون للعِلَّة السابقة، أمّا أن تجعل نمطَ حياةِ المسلمين في خِطاباتهم ومراسلاتهم في سائر شؤون الحياة فلا يجوز ذلك البَـتَّةَ، واستبدالُ العربيةِ بالأعجمية استبدالُ الأدنى بالذي هو خيرٌ، وهو نوعٌ من الولاء لأهل الكفر مذمومٌ شَرْعًا على ما نَصَّتْ عليه النصوصُ القرآنيةُ في شأن الولاء والبراء، وهما أوثقُ عُرَى الإسلام.

والعلمُ عند الله تعالى، وآخر دعوانا أنِ الحمد لله ربِّ العالمين، وصلى الله على نبيّنا محمّد وعلى آله وصحبه وإخوانه إلى يوم الدين، وسلّم تسليمًا.








 


رد مع اقتباس
قديم 2011-07-30, 22:31   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
ANONYM
عضو نشيط
 
الصورة الرمزية ANONYM
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

التحدث بغير العربية


سئل الشيخ ابن عثيمين -رحمه الله- في "اللقاء الشهري" (لقاء رقم 3/سؤال رقم 12):

" السؤال: نجد أن بعض الناس ربما يتخاطب مع غيره من الشباب وغيرهم باللغة الإنجليزية أو ببعض مفرداتها،هل يفرق هذا بين من كان في مجال عمل، كما أننا نحن مثلاً في المستشفى نتخاطب مع زملائنا باللغة الإنجليزية غالباً، ولو كان الأمر لا يحتاج للكلام، ولكننا تعودنا ذلك بمقتضى مخالطتنا لهم، فهل في هذا بأس، وإذا تكلم الإنسان بكلمة من غير العربية فهل يأثم بذلك؟

الجواب:
الكلام باللغة غير العربية أحياناً لا بأس به، فإن النبي - عليه الصلاة والسلام - قال لطفلة صغيرة جارية قدمت من الحبشة فرآها وعليها ثوب جميل، فقال : ( هذا سنا ، هذا سنا ) أي : هذا حسن، كلمها باللغة الحبشية؛ لأنها جاءت قريبة من الحبشة، فخطاب من لا يعرف العربية أحياناً باللغة التي يفهمها هو لا بأس به، وليس فيه إشكال، لكن كوننا يأتينا هؤلاء القوم لا يعلمون اللغة العربية، ثم نتعجم نحن قبل أن يتعربوا هم، مثل أن تجد بعض الناس إذا خاطب إنساناً غير عربي بدل ما يقول: لا أعرف، يقول: " ما في معلوم ". لماذا يقول: " مافي معلوم "؟ لأجل أن يعرف ما يقول له، والصحيح أن يقول له: لا أعرف، حتى يعرف هو اللغة الصحيحة، لكن مع الأسف الآن نخشى على أنفسنا أن نكون أعاجم" انتهى.
ويقول الشيخ ابن عثيمين أيضا -رحمه الله- "لقاء الباب المفتوح" (لقاءرقم 142/سؤال رقم 3):
" الذي ينطق بالعربية لا ينطق بغير العربية، ولهذا كان عمر بن الخطاب يضرب الناس إذا تكلموا برطانة الأعاجم، والعلماء كرهوا أن يكون التخاطب بلغة غير العربية لمن يعرف اللغة العربية، ولذلك - مع الأسف الشديد - الآن عندنا هنا في السعودية التي هي أم العربية نجد بعضهم يتكلم باللغة غير العربية مع أخيه العربي، بل بعضهم يعلم صبيانه اللغة غير العربية، بل بعضهم يعلمهم التحية الإسلامية باللغة غير العربية، سمعنا من يقول لصبيه إذا أراد مغادرته أو أتى إليه،يقول : " باي باي " ..؟!! ثم نرى الآن مع الأسف الشديد أنه يوجد لافتات على بعض المتاجر باللغة غير العربية، يعني : في بلادنا العربية يأتي العربي من البلد يقف على هذا الدكان لا يدري ما معناه، وما الذي فيه؟ ولا يدري ما هذا المتجر؟ ويأتي إنسان أوروبي لا يعرف البلد، ويقف ويعرف ما في الدكان، لماذا؟ لأن المكتوب باللافتة بلغته، أما نحن فلا، وهذا لا شك أنه من نقص التصور في شأننا في الواقع، من عندك ممن يفهم من اللغة الإنجليزية، أي : ولا (1%) من السكان، ثم تجعل اللافتة على دكانك بهذه اللغة! هذا أقل ما يكون حياءً من أهل البلد، لكن الحقيقة أن القلوب ميتة، وإلا كان يُهْجَر هذا الذي جعل دكانه باللغة غير العربية!! كان الذي ينبغي لنا نحن ونحن عرب، والله أنت ما فتحت دكانك لنا، إنما فتحته لأهل هذه اللغة ونقاطعه، ولو أننا قاطعناه لكان غداً يكتبها بالحرف الكبير باللغة العربية ..." انتهى.
ويقول أيضا - رحمه الله - "لقاء الباب المفتوح" ( لقاء رقم/186/ سؤال رقم/15) :
"إذا خاطبك الإنسان بلغته أجب عليه بلغته، لكن الأفضل أن تبقى الألفاظ الشرعية على ما كانت عليه، ولذلك قال النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - : ( لا يغلبنكم الأعراب على صلاتكم العشاء فإنهم يدعونها العتمة )؛ لأن الأعراب يعتمون بالإبل، وهي في كتاب الله العشاء، فنهى الرسول - عليه الصلاة والسلام - أن يغلبنا الأعراب على لغتنا مع أنهم عرب، لكن مع الأسف الآن أن المسلمين غلبتهم البربر والعجم على لغتهم، فصاروا الآن يتعاملون باللغة الإنجليزية عندنا، حتى بلغني أن بعض الناس من جهلهم في مجالسهم العادية يتكلمون باللغة الإنجليزية وهم عرب، وهذا يدل على الضعف الشخصي إلى أبعد الحدود، وعلى عدم الفقه في دين الله، وكان عمر - رضي الله عنه - من حرصه على اللغة العربية التي هي لغة القرآن والحديث يضرب من يتكلم بالفارسية أو بالأعجمية " انتهى.
وانظر "الآداب الشرعية" لابن مفلح (3/432-433). انتهى

ونقل شيخ الإسلام ابن تيمية عن الشافعي قوله :[ سمى الله الطالبين من فضله في الشراء والبيع تجاراً ولم تزل العرب تسميهم التجار ثم سماهم رسول الله بما سمى الله به من التجارة بلسان العرب والسماسرة اسم من أسماء العجم فلا نحب أن يسمى رجل يعرف العربية تاجراً إلا تاجراً ولا ينطق بالعربية فيسمي شيئاً بالعجمية وذلك أن اللسان الذي اختاره الله عز وجل لسان العرب فأنزل به كتابه العزيز وجعله لسان خاتم أنبيائه صلى الله عليه وسلم.
ولهذا نقول ينبغي لكل واحد يقدر على تعلم العربية أن يتعلمها لأنها اللسان الأولى مرغوباً فيه من غير أن يحرم على أحدأن يـنطق بالعجمية ] اقتضاء الصراط المستقيم ص 204

وبين شيخ الإسلام ابن تيمية أنه يكره تعود الرجل النطق بغير العربية فإن اللسان العربي شعار الإسلام وأهله واللغات من أعظم شعائر الأمم التي بها يتميزون . المصدر السابق ص 203 .
وقال شيخ الإسلام :[ وأما اعتياد الخطاب بغير العربية التي هي شعار الإسلام ولغة القرآن حتى يصير ذلك عادة للمصر وأهله ولأهل الدار وللرجل مع صاحبه ولأهل السوق أو للأمراء أو لأهل الديوان أو لأهل الفقه فلا ريب أن هذا مكروه فإنه من التشبه بالأعاجم وهو مكروه ] الاقتضاء ص 206 .
وقال ابن تيمية أيضاً :[ ومازال السلف يكرهون تغيير شعائر العرب حتى في المعاملات وهو - التكلم بغير العربية - إلا لحاجة كما نص على ذلك مالك والشافعي وأحمد بل قال مالك : من تكلم في مسجدنا بغير العربية أخرج منه ] مجموع الفتاوى 32/255 .
وهذا الذي ذكره الشافعي وشيخ الإسلام من كراهة الحديث بغير العربية قال به كثير من أهل العلم من الأئمة والصحابة والتابعين وغيرهم .
وقال حرب الكرماني - من أصحاب الإمام أحـمـد-: [ بـاب تسـميـة الـشهور بالفارسية، قلت لأحمد : فإن للفرس أياماً وشهوراً يسمونها بأسماء لا تعرف ؟ فكره ذلك أشد الكراهة ! ] اقتضاء الصراط المستقيم ص 20، الآداب الشرعيةلابن مفلح 3/432-433 .
واللغة العربية التي وسعت القرآن الكريم وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ووسعت شعر العرب وأدبهم قادرة على أن تسع أسماء المخترعات الجديدة والعلوم الحديثة فلا يظنن أحد أن اللغة العربية عاجزة وإنما العجز في الناطقين بها .
قال الإمام الشافعي: [ولسان العرب أوسـع الألـسنة مذهبـاًوأكثر ألفاظاً] الرسالة ص42

وقال الشافعي منبهاً إلى فضل العربية: [وأولى الناس بالفضل في اللسان من لسانه لسان النبي صلى الله عليه وسلم ولا يجوز والله أعلم أن يكون أهل لسانه أتباعاً لأهل لسان غير لسانه في حرف واحد بل كل لسان تبع للسانه وكل أهل دين قبله فعليهم اتباع دينه وقد بين الله ذلك في غير آية من كتابه قال الله تعالى: (وَإِنَّهُ لَتَنْزِيلُ رَبِّ الْعَالَمِينَ نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنْذِرِينَ بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ)، وقال تعالى: (وَكَذَلِكَ أَنْزَلْنَاهُ حُكْمًا عَرَبِيًّا) وقال تعالى: (وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ قُرْءَانًا عَرَبِيًّا لِتُنْذِرَأُمَّ الْقُرَى وَمَنْ حَوْلَهَا) وقال تعالى حم وَالْكِتَابِ الْمُبِينِ إِنَّا جَعَلْنَاهُ قُرْءَانًا عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ)، وقال تعالى قُرْءَانًا عَرَبِيًّا غَيْرَ ذِي عِوَجٍ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ) ... الخ ] الرسالة ص 46-47.
وصدق حافظ إبراهيم شاعر النيل عندما قال مدافعاً عن اللغة العربية:

رجعت لنفسي فاتهمت حصاتي
وناديت قومي فاحتسبت حياتي
رموني بعقم في الشباب وليتني
عقمت فلم أجزع لقول عداتي
وسعت كتاب الله لفظاً وغايةً
وما ضقت عن آيٍ به وعظات
فكيف أضيق اليوم عن وصف آلة
وتنسيق أسمــاء لمخترعـات
أناالبحر في أحشائه الدر كامن فهل سألوا الغواص عن صدف



السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

منقول










رد مع اقتباس
قديم 2011-07-30, 22:35   رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
ANONYM
عضو نشيط
 
الصورة الرمزية ANONYM
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

بيان حكم التحدث بالعامية وترك اللغة العربية

بسم الله الرحمان الرحيم

لقد واجهت اللغة العربية هجمات شرسة – قديما وحديثا - ؛ ولم يقف أهل العلم مكتوفي الأيدي أمام هذه الهجمات ؛ بل ألفوا الكتب في بيان فضل اللغة العربية ، وأهميتها ، ووجوب تعلمها – وبخاصة على طلاب العلم - ؛ وردوا على أولئك الهاجمين بكتب جليلة قوية ؛ فعلى طالب العلم أن يتطلبها ويدرسها .



ومنذ أسابيع قلائل مضت سمعت أحد الإعلاميين !! يقول : الناس اليوم لا يفهمون اللغة العربية الفصيحة ، ولا تتمشى معهم !! بعكس اللهجة الدارجة ! فأنا مثلا – والكلام للإعلامي – أكرر في اليوم الواحد كلمة ( ok ) ستين سبيعن مرة ؛ فتأتي وتقول لي : أترك هذه الكلمة !! انتهى كلام ذلكم الإعلامي !! بمعناه .



وكان كلامه هذا ضمن ندوة بخصوص الإعلامي ولغته في مخاطبة الناس !! أو نحو من ذلك ؛ لأن الكلام كان دائرا حول هذه النقطة ؛ ولم تطق نفسي الاستمرار في سماع كلامهم – عفوا باطلهم - .




والغريب جدا أنك لما تنطق ببعض العبارات – ولا أقول : تتكلم دائما بالعربية الفصحى – تجد الإنكار ، والاستهزاء من جميع السامعين – إلا من رحم ربك - .



وفي الوقت نفسه نرى ونسمع من يأتي بكلمات من لغة أجنبية أخرى : كالإنجليزية ، أو الفرنسية ، أو الإيطالية ولا معقب ! بل يفرِحُ ويطرِبُ ذلكم السامعين !!


بل أصبح الإتيان بكلمات أجنبية ضمن الكلام من موضة العصر !!


ووما يجدر ذكره - هنا - أن كثيرا من الناس - إن لم نقل : أكثرهم - يحرصون على تعلم اللغات الأجنبية المشهورة !! ويأخذون في ذلك الدورة تلو الأخرى !! وهم يتحرجون أشد التحرج أن يتلكموا بلغتهم العربية ؛ لغة القرآن !

بل تجد بعضهم لما يأتي إلى جابنك يبدأ يتلكم بالفصحى ! - استهزاء وتنقصا -

ونسي - أو تناسى - هذا الجاهل أن هذه هي لغة قرآنه ؛ ولا حول ولا قوة إلا بالله .


وهذا شيء معروف مشهور .



وبعد هذا كله يزداد استغرابك ، ويشتدد أملك ، ويرتفع ضغط الدم عندك ، وتصيبك الحمى !! ؛ لما يأتيك واحد ممن يقال عنه : إنه سلفي – بل طالب علم – ويقول لك : إن تعلم اللغة العربية ليس شيئا مهما !!



وهذه قيلت لي ؛ وسمعتها من القائل نفسه – هداه الله لرشده - .



ومما يزيدك حسرة وألما = أنك لما تجالس بعض الشباب وتتكلم بكلام عربي تجد النظرات من هنا وهنالك !! بل بعضهم لا يصبر ؛ فيبوح لك عما في صدره ! قائلا : .... .... . لا حاجة لذكر قوله !!



بل إن بعض إخواننا طلبة العلم ! ممن لهم تأليفات ! وتحقيقات !! بعثت إليه برسالة أنبهه فيها على الأخطاء التي جاءت في إحدى رسائله ؛ فبداية شكر و ... و .. ثم قال – وليته ما قال - : إن تتبع الأخطاء ، وتنقص أهل السنة بسبب لحنهم هي طريقة أهل البدع !!



مع أني بعثت إليه بالرسالة – والله – سرا ! ولكن ماذا أقول ؟!!



وعندي من الأمثلة – التي وقعت معي – غيرها !! والله المستعان .



أسأل الله أن يبصر إخواننا ، وأن يكفوا عن إخوانهم .



ولا أريد أن أطيل – وقد أطلت - .



ومن باب الخير أحببت أن أشارك إخواني ؛ ولو بشيء قليل . فأقول : هناك كلام للشاطبي – رحمه الله – يجدر بي أن أنقله إليكم قال – رحمه الله - : إن الشريعة عربية ، وإذا كانت عربية ؛ فلا يفهمها حق الفهم إلا من فهم اللغة العربية حق الفهم ؛ لأنهما سيان في النمط ما عدا وجوه الإعجاز، فإذا فرضنا مبتدئًا في فهم العربية فهو مبتدئ في فهم الشريعة ، أو متوسطا ؛ فهو متوسط في فهم الشريعة والمتوسط لم يبلغ درجة النهاية ، فإن انتهى إلى درجة الغاية في العربية كان كذلك في الشريعة ؛ فكان فهمه فيها حجة كما كان فهم الصحابة وغيرهم من الفصحاء الذين فهموا القرآن حجة، فمن لم يبلغ شأوهم؛ فقد نقصه من فهم الشريعة بمقدار التقصير عنهم، وكل من قصر فهمه لم يعد حجة، ولا كان قوله فيها مقبولا .


فلا بد من أن يبلغ في العربية مبلغ الأئمة فيها ؛ كالخليل ، وسيبويه ، والأخفش ، والجرمي ، والمازني ومن سواهم ، وقد قال الجرمي: " أنا منذ ثلاثين سنة أفتي الناس في الفقه من كتاب سيبويه " .



وفسروا ذلك بعد الاعتراف به بأنه كان صاحب حديث، وكتاب سيبويه يتعلم منه النظر والتفتيش ، والمراد بذلك أن سيبويه وإن تكلم في النحو، فقد نبه في كلامه على مقاصد العرب ، وأنحاء تصرفاتها في ألفاظها ومعانيها ، ولم يقتصر فيه على بيان أن الفاعل مرفوع والمفعول منصوب ونحو ذلك، بل هو يبين في كل باب ما يليق به ، حتى إنه احتوى على علم المعاني والبيان ووجوه تصرفات الألفاظ والمعاني ، ومن هنالك كان الجرمي على ما قال ، وهو كلام يروى عنه في صدر " كتاب سيبويه " من غير إنكار .



ولا يقال : إن الأصوليين قد نفوا هذه المبالغة في فهم العربية ؛ فقالوا : ليس على الأصولي أن يبلغ في العربية مبلغ الخليل وسيبويه وأبي عبيدة والأصمعي ، الباحثين عن دقائق الإعراب ومشكلات اللغة ، وإنما يكفيه أن يحصل منها ما تتيسر به معرفة ما يتعلق بالأحكام بالكتاب والسنة .




لأنا نقول: هذا غير ما تقدم(1) تقريره، وقد قال الغزالي في هذا الشرط : " إنه القدر الذي يفهم به خطاب العرب وعادتهم في الاستعمال ، حتى يميز بين صريح الكلام وظاهره ومجمله ، وحقيقته ومجازه ، وعامه وخاصه ، ومحكمه ومتشابهه ، ومطلقه ، ونصه وفحواه ولحنه ومفهمومه " .




وهذا الذي اشترط لا يحصل إلا لمن بلغ في اللغة العربية درجة الاجتهاد ، ثم قال: " والتخفيف فيه أنه لا يشترط أن يبلغ مبلغ الخليل والمبرد ، وأن يعلم جميع اللغة ويتعمق في النحو " .



وهذا أيضًا صحيح ، فالذي نفي اللزوم فيه ليس هو المقصود في الاشتراط ، وإنما المقصود تحرير الفهم حتى يضاهي العربي في ذلك المقدار ، وليس من شرط العربي أن يعرف جميع اللغة ولا أن يستعمل الدقائق ، فكذلك المجتهد في العربية (2) ، وربما يفهم بعض الناس أنه لا يشترط أن يبلغ مبلغ الخليل وسيبويه في الاجتهاد في العربية ، فيبني في العربية على التقليد المحض، فيأتي في الكلام على مسائل الشرعية بما السكوت أولى به منه ، وإن كان ممن تعقد عليه الخناصر جلالة في الدين ، وعلما في الأئمة المهتدين .



وقد أشار الشافعي في " رسالته " إلى هذا المعنى ، وأن الله خاطب العرب بكتابه بلسانها على ما تعرف من معانيها ، ثم ذكر مما يعرف من معانيها اتساع لسانها وأن تخاطب بالعام مرادًا به ظاهره ، وبالعام يراد به العام ويدخله الخصوص ، ويستدل على ذلك ببعض ما يدخله في الكلام ، وبالعام يراد به الخاص، ويعرف بالسياق ، وبالكلام ينبئ أوله عن آخره ، وآخره عن أوله ، وأن تتكلم بالشيء تعرفه بالمعنى دون اللفظ كما تعرف بالإشارة وتسمي الشيء الواحد بالأسماء الكثيرة ، والمعاني الكثيرة بالاسم الواحد .



ثم قال (3) : من جهل هذا من لسانها - وبلسانها نزل الكتاب وجاءت به السنة ؛ فتكلف القول في علمها تكلف ما يجهل بعضه ، ومن تكلف ما جهل وما لم تثبته معرفته ؛ كانت موافقته للصواب وإن وافقه من حيث لا يعرف غير محمودة ، وكان بخطئه غير معذور، إذا نطق فيما لا يحيط علمه بالفرق بين الصواب والخطأ فيه " .



هذا قوله ، وهو الحق الذي لا محيص عنه ، وغالب ما صنف في أصول الفقه من الفنون إنما هو المطالب العربية التي تكفل المجتهد فيها بالجواب عنها ، وما سواها من المقدمات ؛ فقد يكفي فيه التقليد، كالكلام في الأحكام تصورًا وتصديقًا ؛ كأحكام النسخ ، وأحكام الحديث ، وما أشبه ذلك .




فالحصل أنه لا غنى للمجتهد في الشريعة عن بلوغ درجة الاجتهاد في كلام العرب ، بحيث يصير فهم خطابها له وصفا غير متكلف ولا متوقف فيه في الغلب إلا بمقدار توقف الفطن لكلام اللبيب . انتهى كلامه – رحمه الله – من (( الموافقات )) (5/53-57) ( طبعة دار ابن عفان ) .



الحواشي :



(1) جاء في الحاشية من تعليق الشيخ دراز : من أن من لم يبلغ شاو العرب والصحابة في فهم اللغة لم يكن قوله حجة .
(2) تكرر في المطبوع جملة ( فكذلك المجتهد في العربية ) .
(3) أي الشافعي .


وانظر كلاما جميلا للشوكاني – رحمه الله - في كتابه ( أدب الطلب ومنتهى الأرب ) ص (179-185) من طبعة ( دار اليمامة ) أو (190-195) من طبعة ( دار ابن حزم )



وهذه بعض الكتب – التي لها علاقة بموضوعنا - وجدتها في مكتبتي :


1 - ( روضة الإعلام بمنزلة العربية من علوم الإسلام ) لأبي عبدالله محمد بن علي بن الأزرق الحميري الأصبحي الغرناطي تقديم وتحقيق الأستاذة سعيدة العلمي / كلية الدعوة الإسلامية . في مجلدين !!



2 - ( الأحاديث والآثار الواردة في فضل اللغة العربية وذم اللحن رواية ودراية ) للدكتور أحمد بن عبد الله الباتلي / دار إشبيليا .



3 - ( خصائص اللغة العربية ولماذا يجب تعلمها ؟ ) لمحمد نعمام الدين الندوي (دار ابن كثير) .


4 - ( الصعقة الغضبية في الرد على منكري العربية ) للطوفي ؛ وله طبعتان - فيما أعلم - الأولى بتحقيق إبراهيم الأدكاوي طبعة مصر ؛ وفيها تحريفات كثيرة غريبة جدا ! نبه عليها- أو على بعضها - الأستاذ محمد الفاضل في طبعته للكتاب وهي الطبعة الثانية للصعقة ؛ طبعت عن مكتبة العبيكان .


5 - ( تنبيه الألباب على فضائل الإعراب ) لابن السراج الشنتريني ؛ وله طبعتان إحداهما– وهي التي عندي – بتحقيق الدكتور عبد الفتاح الحموز وطبعت عن دار عمار . والأخرى بتحقيق معيض العوفي وطبعت عن دار المدني بمصر .

6 - ( النبذة المفيدة في إيضاح الصلة بين العربية والعقيدة ) للدكتور يوسف العيساوي ؛ تقديم الشيخ علي الحلبي / طبعة الدار الأثرية / عمان .



وهناك كتاب للشيخ محمد رسلان – حفظه الله – كنت قد قرأته قديما بعنوان ( فضل العربية ووجوب تعلمها على المسلمين ) طبعة دار الحرمين / مصر .


ويا للأسف الشديد !! أني أعطيت هذا الكتاب لأحد الإخوة ؛ ولم يأت به منذ سنين !! وأنسيت لمن أعطيته ؛ لأني لم أدون – ذلك - في سجلي الخاص بذلك !


فلا الأخ رده ؛ ولا أنا أذكر من هو الذي أخذه !


اللهم علمنا ما ينفعنا ؛ وارزقنا الإخلاص في القول والعمل .



وسبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك .



مـــــــنــــــــــــــــــــــقــــــــــــــــــ ــــــــول









رد مع اقتباس
قديم 2011-07-31, 14:21   رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
نور على نور
عضو برونزي
 
الصورة الرمزية نور على نور
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

بارك الله فيك على المعلومة










رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
التحدث بالعربية

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 16:02

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2023 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc