بعض الأحكام والفوائد المتعلقة بالاستخارة والاستشارة وبيان خصال أهل المشورة - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الدين الإسلامي الحنيف > قسم الفقه و أصوله

قسم الفقه و أصوله تعرض فيه جميع ما يتعلق بالمسائل الفقهية أو الأصولية و تندرج تحتها المقاصد الاسلامية ..

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

بعض الأحكام والفوائد المتعلقة بالاستخارة والاستشارة وبيان خصال أهل المشورة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2015-04-24, 19:58   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
ابو اكرام فتحون
مشرف سابق
 
الصورة الرمزية ابو اكرام فتحون
 

 

 
الأوسمة
أحسن مشرف العضو المميز 1 
إحصائية العضو










افتراضي بعض الأحكام والفوائد المتعلقة بالاستخارة والاستشارة وبيان خصال أهل المشورة

بسم الله الرحمن الرحيم
و السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بعض الأحكام والفوائد المتعلقة بالاستخارة والاستشارة
وبيان خصال أهل المشورة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن اقتفى أثره واستن بسنته إلى يوم الدين أما بعد : مشروعية الإستخارة :

يشرع للمسلم قبل الإقدام على أمر من أموره من سفر و نحو ذلك ولم يظهر له فيه وجه الصواب أن يستخير الله تعالى و ذلك بأن يصلي ركعتين و يدعو بدعاء الإستخارة ، و ذلك ما ورد من حديث جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم : يعلمنا الاستخارة في الأمور كلها كما يعلمنا السـورة مـن القرآن , يقـول : إذا هـمَّ أحدكم بالأمـر فليركع ركعتين مـن غير الفريضة ثـم ليقل ” اللهم إني أستخيرك بعلمك واستقدرك بقدرتك , وأسألك من فضلك العظيم , فإنك تقدر ولا أقـدر , وتعلم ولا أعلم , وأنت علام الغيوب , اللهم إن كنت تعلم أن هذا الأمر خيرٌ لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري ” أو قال : عاجل أمري وآجله ” فأقدره لي ويسره لي ثم بارك لي فيه , وإن كنت تعلم أنه هذا الأمر شرٌ لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري” أو قال : عاجل أمري وآجله ” فأصرفه عني واصرفني عنه , واقدر لي الخير حيث كان ثم أرضني به , قال : ويسمي حاجته.1
قال النووي رحمه الله : ينبغي أن يفعل بعد الاستخارة ما ينشرح له , فلا ينبغي أن يعتمد على انشراح كان له فيه هوى قبل الاستخارة , بل ينبغي للمستخير ترك اختياره رأسا وإلا فلا يكون مستخيرا لله بل يكون مستخيراً لهواه وقد يكون غير صـادق في طلب الخيرة وفي التبري من العلم والقدرة وإثباتهما لله فإذا صدق في ذلك تبرأ من الحول والقوة ومن اختياره لنفسه .2

وهذا الحديث العظيم يدل على مشروعية الاستخارة . فمن فضل الله تعالى ورحمته بعباده أن شرع لهم هذا الدعاء، لكي يتوسلوا بربهم ويستغيثوا به في توجيه السير نحو الخير والنفع.
قال القرطبي رحمه الله: لا ينبغي لأحد أن يقدم على أمر من أمور الدنيا حتى يسأل الله الخيرة في ذلك، بأن يصلي ركعتين صلاة الاستخارة.3

ولقد فهم السلف الصالح هذا المعنى فكانوا يستخيرون ربهم في أمورهم كلها.
فعن أنس رضي الله عنه قال: لما انقضت عدّة زينب قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لزيد: فاذكرها عليّ4 . قال زيد: فانطلقت فقلت: يا زينب أبشري أرسلني إليك رسول الله صلى الله عليه وسلم يذكرك فقالت: ما أنا صانعة شيئاً حتى أتسأمر ربي5 ، فقامت إلى مسجدها ونزل القرآن. وجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم فدخل بغير أمر.6
قال النووي رحمه الله :وفيه -أي في الحديث- استحباب صلاة الاستخارة لمن هم بأمر، سواء كان ذلك الأمر ظاهر الخير أم لا….ولعلها استخارت لخوفها من تقصير في حقه صلى الله عليه وسلم .7

وقد أجاد من قال :
توكل على الرحمن في كل حاجة إذ ما يرد ذو العرش أمراً بعبده
وقد يهلك الإنسان من وجه حذره أردت فإن الله يقضي و يقدر
يصبه و ما للعبد ما يتخير وينجو بحمد الله من حيث يحذر8
والاستخارة هي البديل الشرعي عن التوجه إلى المنجمين والسحرة والكهنة الذين يزعمون معرفة الغيب .
قال ابن القيم رحمه الله : فعوض رسول الله أمته بهذا الدعاء عما كان عليه أهل الجاهلية من زجر الطير والاستقسام بالأزلام الذي نظيره هذه القرعة التي كان يفعلها إخوان المشركين يطلبون بها علم ما قسم لهم في الغيب… والمقصود أن الاستخارة توكل على الله وتفويض إليه واستقسام بقدرته وعلمه وحسن اختياره لعبده وهي من لوازم الرضا به ربا الذي لا يذوق طعم الإيمان من لم يكن كذلك وإن رضي بالمقدور بعدها فذلك علامة سعادته .9

محل دعاء الإستخارة :

وأما بالنسبة لمحل الدعاء المذكور في صلاة الاستخارة فيكون بعد الانتهاء من صلاة الركعتين وهو ظاهر في قوله صلى الله عليه وسلم كما في حديث جابر : فليركع ركعتين من غير الفريضة ثم ليقل -أي الدعاء-.
قال الشوكاني رحمه الله: والحديث -أي حديث جابر- يدل على مشروعية صلاة الاستخارة والدعاء عقيبها، ولا أعلم في ذلك خلافا.10
وقال الشيخ عبد العزيز ابن باز رحمه الله: لما سئل عن موضع دعاء الاستخارة ومتى يكون قال: والدعاء فيها -أي في صلاة الاستخارة- يكون بعد السلام كما جاء بذلك الحديث الشريف.11
وقال شيخنا محمد بن عمر بازمول ـ حفظه الله ـ : محل الدعاء -دعاء الاستخارة- يكون بعد السلام لقوله عليه الصلاة والسلام: إذا هم أحدكم بالأمر؛ فليركع ركعتين من غير الفريضة، ثم ليقل…..، إذ ظاهره أنه بعد الركعتين؛ يعني بعد السلام.12
وأجاز بعض أهل العلم أن يكون الدعاء أثناء السجود في الصلاة قال الحافظ ابن حجر: : هو ظاهر في تأخير الدعاء عن الصلاة فلو دعا به في أثناء الصلاة احتمل الإجزاء ويحتمل الترتيب على تقديم الشروع في الصلاة قبل الدعاء فإن موطن الدعاء في الصلاة السجود أو التشهد .

وقال شيخ الإسلام ابن تيميةرحمه الله: يجوز الدعاء في صلاة الاستخارة وغيرها ،قبل السلام وبعده والدعاء قبل السلام أفضل فإن النبي صلى الله عليه وسلم أكثر دعائه كان قبل السلام والمصلي قبل السلام لم ينصرف فهذا أحسن.13
وقال ابن أبي جمرة رحمه الله : الحكمة في تقديم الصلاة على الدعاء أن المراد بالاستخارة حصول الجمع بين خيري الدنيا والآخرة فيحتاج إلى قرع باب الملك ولا شيء لذلك أنجع ولا أنجح من الصلاة لما فيها من تعظيم الله والثناء عليه والافتقار إليه مآلاً وحالاً.14

فعل الواجبات وترك الموبقات لايستخار فيهما :

تكون الاستخارة في الأمور المباحة كالزواج والسفر المباح ونحو ذلك . وكذلك تكون الاستخارة في المندوبات إذا حصل للمرء بينها تعارض، كأن يحتار الرجل بين أمرين فيستخير الله الأصلح منهما. ولا تكون الاستخارة في فعل الواجبات وترك المحرمات والمكروهات.
قال العيني رحمه الله: فيه استحباب صلاة الاستخارة والدعاء المأثور بعدها في الأمور التي لا يدري العبد وجه الصواب فيها أما ما هو معروف خيره كالعبادات وصنائع المعروف فلا حاجة للاستخارة فيها نعم قديستخار في الإتيان بالعبادة في وقت مخصوص كالحج مثلا في هذه السنة لاحتمال عدوٍّ أو فتنة أو حصر عن الحج وكذلك يحسن أن يستخار في النهي عن المنكر كشخص متمرد عاتٍ يخشى بنهيه حصول ضرر عظيم عام أو خاص .15
وقال ابن أبي جمرة : : فإن الواجب والمستحب لا يستخار في فعلهما والحرام والمكروه لا يستخار في تركهما فانحصر الأمر في المباح وفي المستحب إذا تعارض منه أمران أيهما يبدأ به ويقتصر عليه.
وقال الحافظ -معلقا-: وتدخل الاستخارة فيما عدا ذلك في الواجب والمستحب المخير وفيما كان زمنه موسعا ويتناول العمومُ العظيمَ من الأمور والحقير فرب حقير يترتب عليه الأمر العظيم .16

جواز تكرار صلاة الإستخارة مالم تطمئن النفس :
عن عطاء : قال : لما احترق البيت زمن يزيد بن معاوية حين غزاها أهل الشام ، فكان من أمره ما كان ، تركه ابن الزبير حتى قدم الناس الموسم ، يريد أن يجرئهم أو يحربهم على أهل الشام ، فلما صدر الناس قال : يا أيها الناس ، أشيروا عليّ في الكعبة أنقضها ثم أبني بناءها ، أو أصلح ما وهي منها ؟ قال ابن عباس : فإني قد فرق لي رأي فيها : أرى أن تصلح ما وهي منها ، و تدع بيتا أسلم الناس عليه ، و أحجارا أسلم الناس عليها ، و بعث عليها النبي  ، فقال ابن الزبير : لو كان أحدكم احترق بيته ما رضي حتى يجده ، فكيف بيت ربكم ؟! إني مستخير ربي ثلاثا ثم عازم على أمري ، فلما مضى الثلاث أجمع رأيه على أن ينقضها ، فتحاماه الناس ،أن ينزل بأول الناس يصعد فيه أمر من السماء ! حتى صعده رجل فألقى منه حجارة ،فلما لم يره الناس أصابه شيء ، تتابعوا فنقضوه حتى بلغوا به الأرض ، فجعل ابن الزبير أعمدة فستر عليها الستور حتى ارتفع بناؤه.17
والشاهد من هذا الأثر وهو قول ابن الزبير رضي الله عنهما : -إني مستخير ربي ثلاثاً-، دليل على جواز تكرار صلاة الاستخارة لأنه قول وفعل صحابي، ولا معارض له ولأنه كان من هديه صلى الله عليه وسلم أنه إذا دعا دعا ثلاثاً، والاستخارة دعاء بصورة مخصوصة فهي صلاة ثم دعاء، بمعنى أنها إلى الدعاء أقرب.
قال بدر الدين العيني : فإن قلت: هل يستحب تكرار الاستخارة في الأمر الواحد إذا لم يظهر له وجه الصواب في الفعل أو الترك ما لم ينشرح صدره لما يفعل. قلت: بلى، يستحب تكرار الصلاة والدعاء لذلك.18
وقال علي القاري: ويمضي بعد الاستخارة لما ينشرح له صدره انشراحاً خالياً عن هوى النفس، فإن لم ينشرح لشيء19 فالذي يظهر أن يكرر الصلاة حتى يظهر له الخير.20
وقال الشوكاني رحمه الله: وهل يستحب تكرار الصلاة والدعاء؟ قال العراقي: الظاهر يستحب.21
وأما الحديث المروي عن أنس ط الذي فيه تكرار الاستخارة سبع مرات فلا يصح ولا يجوز الاحتجاج ولا العمل به.22

الجمع بين الاستخارة والاستشارة و بيان خصال أهل المشورة :
إن الله عز وجل بكرمه وحكمته امتن على بعض عباده بعقل راجح، ونظر ثاقب وحكمة بليغة، وتجارب في الحياة كبيرة، وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء، لذا كان الأسعد للمسلم أنه إذا استخار ربه في أمر ما من أمور دنياه ، استشار ذوي العقول الناصحة فالجمع بين الاستخارة والاستشارة من كمال الحكمة والفهم والسلامة.
و قد أجاد من قال :
شاور سواك إذا نابتك نائبة يوماً وإن كنت من أهل المشورات
فالعين تلقى كفاحاً من نأى ودنا و لا ترى نفسها إلا بمرآة23
وقال قتادة رحمه الله: ما تشاور قوم يبتغون وجه الله إلا هدوا إلى أرشد أمرهم.24
قال ابن الحاج المالكي رحمه الله: والجمع بين الاستخارة والاستشارة من كمال الامتثال للسنة، فينبغي للمكلف أن لا يقتصر على إحداهما، فإن كان ولابد من الاقتصار فعلى الاستخارة لما تقدم من قول الراوي: كان رسول الله  يعلمنا الاستخارة في الأمور كلها كما يعلمنا السورة من القرآن. والاستخارة والاستشارة بركتهما ظاهرة بينة لما تقدم ذكره من الأمثال للسنة والخروج عما يقع في النفوس من الهواجس والوساوس وهي كثيرة متعددة. وقال بعض السلف: من حق العاقل أن يضيف إلى رأيه آراء العلماء ويجمع إلى عقله عقول الحكماء، فالرأي الفذ ربما زل، والعقل الفرد ربما ضل.25
وقال أبو الحسن المارودي الشافعي : :ومن الحزم لكل ذي لب أن لا يبرم أمراً ولا يمضي عزماً إلا بمشورة ذي الرأي الناصح ومطالعة ذي العقل الراجح؛ فإن الله أمر بالمشورة نبيه  مع ما تكفل به من إرشاده وعونه وتأييده فقال : }وشاورهم في الأمر{.26
وقال النووي رحمه الله: يستحب أن يستشير قبل الاستخارة من يعلم من حاله النصيحة والشفقة، والخبرة، ويثق بدينه ومعرفته… وإذا استشار وظهر أنه مصلحة، استخار الله في ذلك .27
وقال شيخ الإسلام رحمه الله: ما ندم من استخار الخالق، وشاور المخلوقين، وتثبت في أمره ، وقد قال : }وشاورهم في الأمر فإذا عزمت فتَوَكل على اللّه28 {?29

لا يستشار إلا من اجتمعت فيه خمسُ خصال :

فإذا علمت أهمية الاستشارة فاعلم أن من يستشار وتطلب منه المشورة له خصال وصفات حميدة، ذكرها بعض أهل العلم، فرأيت نقلها إتماماً للفائدة، وليعلم المسلم على من يطرح أمره، ولمن يفشي سره.
قال ابن الحاج المالكي : في هذا الصدد: فإذا عزم على المشورة ارتاد لها من أهلها من استكملت فيه خمس خصال:

الخصلة الأولى: عقل كامل مع تجربة سابقة، فإن بكثرة التجارب تصح الروية، وقال عبد الله بن الحسن لابنه محمد: احذر مشورة الجاهل وإن كان ناصحاً كما تحذر عداوة العاقل إن كان عدواً، فإنه يوشك أن يورطك بمشورته فيسبق إليك مكر العاقل وتوريط الجاهل.
وكان يقال: إياك ومشاورة رجلين: شاب معجب بنفسه قليل التجارب في غرة، وكبير قد أخذ الدهر من عقله كما أخذ من جسمه، وقيل في منثور الحكم: كل شيء محتاج إلى العقل، والعقل محتاج إلى التجارب.
وقال الشاعر: ألم تر أن العقل زين لأهله ولكن تمام العقل طول التجارب

الخصلة الثانية: أن يكون ذا دين وتقى فإن ذلك عماد كل صلاح وباب كل نجاح، ومن غلب عليه الدين فهو مأمون السريرة موفق العزيمة.

الخصلة الثالثة: أن يكون ناصحاً ودوداً فإن النصح والمودة يصدقان الفكرة ويمحصان الرأي.

وقال بعض الحكماء: لا تشاور إلا الحازم غير الحسود، واللبيب غير الحقود، فعن أبي هريرة ط عن النبي  أنه قال: حق المسلم على المسلم ست قيل ما هن يا رسول الله؟ قال إذا لقيته فسلم عليه وإذا دعاك فأجبه وإذا استنصحك فانصح له وإذا عطس فحمد الله فسمته وإذا مرض فعده وإذا مات فاتبعه.30
وعنه رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : إن المستشار مؤتمن.31 وقال بعض الأدباء: مشورة المشفق الحازم ظفر، ومشورة غير الحازم خطر.
وقد أجاد من قال :
أضف ضميراً لمن تشاوره واسكن إلى ناصح تشاوره
وارض من المرء في مودته بما يؤدي إليك ظاهره

الخصلة الرابعة: أن يكون سليم الفكر من هم قاطع وغم شاغل. فإن من عارضت فكرته شوائب الهموم لم يسلم له رأي ولم يستقم له خاطر. وقد قيل في منثور الحكم: بترداد الفكر ينجاب لك العكر.

الخصلة الخامسة: أن لا يكون له في الأمر المستشار فيه غرض يتابعه ولا هوى يساعده، فإن الأغراض جاذبة، والهوى صاد، والرأي إذا عارضه الهوى وجاذبته الأغراض فسد.
وقال الفضل بن العباس:
و قد تحكم الأيام من كان جاهلاً ويردي الهوى ذا الرأي وهو لبيب
و يحمد في الأمر الفتى وهو مخطئ ويعذل في الإحسان و هو مصيب

فإذا استكملت هذه الخصال الخمس في رجل كان أهلاً للمشورة، ومعدناً للرأي فلا تعدل عن استشارته اعتماداً على ما توهمه من فضل رأيك وثقة بما تستشعره من صحة رويتك، فإن رأي غير ذي الحاجة أسلم، وهو من الصواب أقرب؛ لخلوص الفكر وخلو الخاطر مع عدم الهوى وارتفاع الشهوة32
وهذا وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
الحواشي : 1 ـ أخرجه البخارى (6955)
2 ـ “نيل الأوطار” (3/317).
3 ـ الجامع لأحكام القرآن (13/202).
4ـ أي: اخطبها لي من نفسها
5 ـ أي: حتى أستخير.
6 ـ أخرجه مسلم (3488)، والنسائي واللفظ له (3251).
7 ـ “شرح صحيح مسلم” للنووي (9/229 – 230).
8 ـ ذكر هذه الآبيات القرطبي في “تفسيره” (13/202).
9 ـ” زاد المعاد” (2/443-445)
10 ـ “نيل الأوطار” (3/89).
11 ـ “مجموع فتاوى ابن باز” (2/236).
12ـ “بغية المتطوع” (ص 106).
13 ـ” الفتاوى الكبرى”(2 / 265 )
14 ـ “الفتح ” (11/222).
15 ـ”عمدة القاري” (7/224)
16 ـ”الفتح” (11/ 184)
17 ـ أخرجه مسلم (1333)
18 ـ “عمدة القاري” (7/235).
19 ـانشراح الصدر لا ضابط له، فقد ينشرح الصدر لهوى في النفس ،كذلك كثير من الناس إذا استخار ربه في أمر من أموره ينتظر حتى يرى مناماً في نومه، وبناء على الرؤيا التي يراها يفعل أو لا يفعل، وهذه خرافة لا أصل لها من الدين، فالمسلم يستخير ويستشير ويتوكل على الله ، فإن كان خيراً يسره الله له، وإن كان شراً صرفه الله عنه وأبعده منه.ولا ينتظر مناما ولا يعتمد كليا على انشراح الصدر ،ولا نحو ذلك . قال محمد بن علي كمال الدين الزملكاني :إذا صلى الإنسان ركعتي الاستخارة لأمر، فليفعل بعدها ما بدا له، سواء انشرحت نفسه له أم لا، فإن فيه الخير وإن لم تنشرح نفسه .و قال : : وليس في الحديث انشراح النفس. “طبقات الشافعية الكبرى” (9/206). وقال الحافظ ابن حجر : :والمعتمد أنه لا يفعل ما ينشرح به صدره مما له فيه هوى قوي قبل الاستخارة. “الفتح” (11/223).
20 ـ “مرقاة المفاتيح” (3/406).
21 ـ “نيل الأوطار” (3/89).
22 ـ وهو حديث ضعيف جداً،أخرجه الديلمى (8451) .و ابن السني في “عمل اليوم والليلة ” (598). من طريق: إبراهيم بن البراء بن النضر بن أنس بن مالك حدثنا أبي عن أبيه عن جده قال: قال رسول الله  : يا أنس إذا هممت بأمر فاستخر ربك فيه سبع مرات، ثم انظر إلى الذي يسبق إلى قلبك فإن الخير فيه. وآفة هذا الحديث إبراهيم بن البراء بن النضر بن أنس بن مالك.
قال عنه ابن حبان في ” المجروحين” (1/118): شيخ كان يدور بالشام ويحدث عن الثقات بالأشياء الموضوعة وعن الضعفاء والمجاهيل بالأشياء المناكير لا يجوز ذكره في الكتب إلا على سبيل القدح فيه.
وقال عنه العقيلي: يحدث عن الثقات بالبواطيل.
وقال ابن عدي: ضعيف جداً حدث بالبواطيل، ومن اعتبر حديثه علم أنه ضعيف جداً وهو متروك الحديث.
وقال الذهبي: اتهموه بالوضع عن أبيه وهو ضعيف . انظر “الكامل” لابن عدي (1/411 – 412)، و”الميزان “للذهبي (1/139).
والحديث قال عنه النووي في “الأذكار” (ص 113): إسناده غريب فيه من لا أعرفهم.
وقال الحافظ عن هذا الحديث في “الفتح” (11/223): سنده واه جداً.وضعفه الألباني في “الضعيفة”( 6908)
23 ـ “كشف الخفا” للعجلوني (2/185 – 186).
24 ـ الوابل الصيب” (ص :247).
25ـ “المدخل “(4/40 – 41) بتصرف يسير.
26 ـ نقله ابن الحاج في “المدخل” (4/41).
27 ـ “الموسوعة الكويتية” (3/243).
28 ـ سورة آل عمران الآية : 159
29 ـ “الوابل الصيب” (ص247).
30 ـ أخرجه أحمد (8832) ، والبخارى فى “الأدب المفرد “( 925) ، ومسلم (2162) . وابن حبان (242) .
31 ـ أخرجه الترمذى (2822)،وأبو داود (5128)، وابن ماجه (3745)،والبخارى فى “الأدب المفرد” (256) ، والبيهقي (20109)،والحاكم (7178) وقال : صحيح الإسناد ، و صححه الألباني في ” صحيح ابن ماجة” ( 3745 – 3746 ) ، و في ” صحيح الجامع ” ( 6700 )
32 ـ المدخل (4/42 – 43) بتصرف يسير.
كتبه : عبد الحميد الهضابي وفقه الله – منتدى سحاب








 


رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
المتعلقة, الأحكام, المصورة, بالاستخارة, خصال, والاستشارة, والفوائد, وبيان


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 22:13

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc