التحقيق الدقيق في شرف بني نائل الوثيق - الصفحة 27 - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الأنساب ، القبائل و البطون > منتدى قبائل الجزائر

منتدى قبائل الجزائر كل مايتعلق بأنساب القبائل الجزائرية، البربرية منها و العربية ... فروعها و مشجراتها...

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

التحقيق الدقيق في شرف بني نائل الوثيق

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2012-03-25, 23:53   رقم المشاركة : 391
معلومات العضو
gouttai
عضو جديد
 
إحصائية العضو










افتراضي

أريد شجرة خليف القرمطي, بن على بن امحمد بن عبدالله بن يحي بن محمد نائل.
المتواجدين بالأخص ببلدية اسليم









 


رد مع اقتباس
قديم 2012-03-28, 16:57   رقم المشاركة : 392
معلومات العضو
ناصر الحسني
مشرف سابق
 
الصورة الرمزية ناصر الحسني
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

كما هو معلوم أخي فإن سيدي محمد نائل قد كان له من الولد أربعة وهم مليك وله ولد واحد وهو سالم ولسالم أربعة من الولد وهم عبد الرحمن ومنه ولده والوحيد امحمد ،ثم عامر فسالم ويحي .
أما الثاني من أولاده فهويحي وهو البكروله من الولد ثلاثة وهم يحي الثاني واشتهر من ولده أحمد صاحب عين الملح ،ثم عيسى بن يحي الأول وله من الأولاد كلا من محمد الذؤيب ويحي المسعد.
أما الثالث من ولد يحي الأول فعبد الله هوجد بني فرج وله من الولد عمرو الفرج وقيل أمه أم ولد ومن ذريته الشناخرية وأولاد العريضة أولاد بركات وانضم اليم الشرفاء من أولاد النوع بنو اذينة وبعض ابناء العمومة من آ ل الفكرون وبعض شرفاءبني يلمان آل عثمان المسعي.
ثم الغريب بن عبد الله بن يحي واسمه نائل وقد لقب بالغريب لتغربه في الغرب وله من الولد عبد الله الصغير وهذا منه العباس الذي أعقب العجال وعطيه ابو سعيدان ثم احمد فابي القاسم ،وثاني ابناء الغريب عطاء الله وله محمد ،المبارك وسعيدان وانضم لهم بنو الوعيلة .
ثم علي بن محد بن عبد الله بن يحي وله من الولد فراد ولفراد ولد حمل اسمه فراد الثاني ويلقب بالأبي واخواه هما مراح وسعد ،وقد صاهرهؤلاء البطل التاريخي ثامر الثاني بن ثامر بن امحمد بن عبد الرحمن بن سالم بن مليك بن محمد نائل فأنجب ما يسمى بالقراميط في صورة ولد ثامر الوحيد خليف الذي انجب عطية وله سعد ولسعد كل من عبد القادر ، الشريف والمهيدي ،وأنجب خليف أيضا عبد الله ومن أشهر أبنائه زيان ، و الثالث من ولد خليف عامر . وبنتا تزوجها أحد طلاب العلم الأشراف وهو جد الجدادة من بني مسعود السطايفي الشريف . وقد انضم لهذا النسب بعض البوازيد الشرفاءوابناء عمومتهم من الودغير المخاليف.
والثالث من بني نائل احمد ويرجح انه جد الفكارين وهم كل من ابراهيم بن الفكرون بن احمد بن نائل و علي بن الفكرون بن احمد بن نائل ومحمد بن الكرون بن احمد بن نائل والفكرون اسمه احمد.
والرابع هو زكري امه من الشرفاء الحملات واسمها خيرة وقيل عائشة عكس مليك ويحي واحد فأمهم سلمى بنت شعيب الشريف البوزيدي وله من الولد خالد ثم محمد وله من الولد رابح وحركات ، والثالث من أبناء زكري عبد الله وله رحمة وسليمان. وفي كل أبناء زكري مصاهرة وحلف ووافدين آل الساسي العيسوي النائلي وآل عثمان المسعي اليلماني الشريف وبعض الشرفاء البوازيد وكذا المخليف وهم معروفون عندهم .










رد مع اقتباس
قديم 2012-03-28, 16:59   رقم المشاركة : 393
معلومات العضو
ناصر الحسني
مشرف سابق
 
الصورة الرمزية ناصر الحسني
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

انظر أخي كتاب الصحاح للأعرجي ففيه استزادة .










رد مع اقتباس
قديم 2012-03-30, 23:54   رقم المشاركة : 394
معلومات العضو
احمد الطيباوي
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










B8

مخطوط شرفاء كمون بايت قمرة من اكتشاف الباحث المغربي السكناوي الخرشفي فؤاد الغلبزوري يثبت شرف اولاد سيدي نائل





رابط مقال الكاتب السكناوي الخرشفي فؤاد الغلبزوري :
https://rifpresse.alhucemas.info/modu...p?storyid=2286










آخر تعديل احمد الطيباوي 2012-03-31 في 11:03.
رد مع اقتباس
قديم 2012-03-31, 10:57   رقم المشاركة : 395
معلومات العضو
احمد الطيباوي
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










B8

صور و مخطوطات نادرة لاولاد السكناوي بن عبدالله الخرشفي شقيق سيدي نائل ذرية سيدي امحمد بن موسى الدردوشي الغلبزوري المتواجدين بريف المغرب الاقصى من جمع الباحث و الكاتب المغربي فؤاد الغلبزوري

رابط مشاركة الكاتب فؤاد الغلبزوري :
https://rifpresse.alhucemas.info/modu...p?storyid=2286

































آخر تعديل احمد الطيباوي 2012-03-31 في 10:59.
رد مع اقتباس
قديم 2012-03-31, 11:12   رقم المشاركة : 396
معلومات العضو
احمد الطيباوي
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي

صورة لمخطوطة مغربية تذكر سيدي نايل و تذكر اخوته الثلاثة الاخرين : السكناوي و عبدالرحمان و خليفة و هي من اكتشاف الاستاذ الباحث فؤاد الغلبزوري من المغرب الاقصى
رابط مشاركة فؤاد الغلبزوري :
https://rifpresse.alhucemas.info/modu...p?storyid=2286






ذكر سيدي نائل في مخطوط اثمد الابصار لعبدالرحمان الفاسي المغربي و اخوه ابو عبدالله السكناوي



صورة لمخطوط العلامة محمد بن علي بن السنوسي لعائلة ال البسكري النائليين بمدينة الكفرة بليبيا



صورة لصفحتين من مخطوط لمديرية الشؤون الدينية بولاية سطيف من اكتشاف الباحث عامر علواني





صورة لمخطوط بحوزة الاستاذ الباحث محمد زكي النائلي الليبي يذكر سيدي نائل :











رد مع اقتباس
قديم 2012-04-05, 19:06   رقم المشاركة : 397
معلومات العضو
ناصر الحسني
مشرف سابق
 
الصورة الرمزية ناصر الحسني
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

إلى كل من يملك ولو ذرة من فهم للأنساب أو بقية عقل قارن واحكم أخي
أ-نائل بن فرغ بن حميس بن عروة بن زغبة بن أبي ربيعة بن نهيك بن هلال بن عامر
ب-زينب بنت خزيمة الهلالية أم المساكين رضي الله عنها
زينب بنت خزيمة الهلالية أم المساكين ( زوجات الرسول ) زينب بنت خزيمة الهلالية أم المساكين

أول من دفن من أمهات المؤمنين في المدينة
اسمها ولقبها:
هي زينب بنت خزيمة الحارث بن عبد الله بن عمرو بن عبد مناف بن هلال بن عامر بن صعصعة الهلالية
ومنه نخلص إلى مايلي :
1-عدد الآباء يبين أخي الفترة التي عاش فيها نائل.
2- معنى هذا أن نائلا قد قدم قبل الفتح للجزائر .
3- أو أن نائل الذي ذكره ابن خلدون قديم ، قدم بطن من ذريته للجزائر .
4-وهو في كل الأحوال سابق لان خلدون بقرون ، حيث نفهم أنه عاش في نجد أيام البعثة وقدمت ذريته أيام التغريبة الهلالية إلى هنا .
القاعدة في الأنساب، كل قرن بثلاثة آباء توضح مايلي:
-عدد الآباء لنائل الهلالي يكون في هذه الحالة أكثر من 40 جدا.
وكما نعلم فقد علم من أبناء نائل كل من: مليك، يحي وأحمد ثم زكري .ومدافنهم -رحمة الله عليهم جميعا - في وادي اللحم جنوب التيطري.
ولهؤلاء من الأبناء .
ليحي عبد الله ، يحي ، ثم عيسى ، ومن صلب الثلاثة :
الغريب وامحمد ابو علي ثم عمرو الفرج دفين وادي الشعير ، احمد بن يحي بن يحي دفين الفضة غير بعيد عن وادي الشعير وليس بعيدا عنهم في عين الريش قبرا يحي المسعد بن عيسى بن يحي ، ومحد الذؤيب ين عيسى بن يحي .
الثاني من ولد نائل ، مليك وله ولد واحد هو سالم وله من الولد يحي دفين وادي الشعير ، سعد دفين وادي الشعير ثم عبد الرحمن دفين وادي الشعير ثم عامر دفين المكان نفسه ،علم أن قبور هؤلاء جميعا معلومة بناء وذاكرة .
وقد التمس الأخ زكي في يوم من الأيام من الإخوة النوائل وضع أنسابهم في المنتدى فجمعنا منها ميلي :
السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة
نامل بان هذة الفكرة تنال الجميع لكي يزيد التعارف بين ابناء سيدي نائل المشتتين في جميع البلدان ونسال الله التوفيق فيما يحبة ويرضاةاولا اضع نسبي.


السيدمحمدزكي بن عمران بن محمد صالح بن محمد بن حسن بن عبد اللة بن احمد الغمري بن نصرالمعمر المتوفي 1247ه عاش ما ئة عام بن محمد زقاد بن عبد القادر الديلخ بن احمد بن محمدالطوير بن محمد الاعور بن عيسي بن يحي بن عبد اللة الملقب ب نايل وكان من اهل المائة العاشرة الهجرية واسمة احمد الملقب ب البحر الصامت بن عبد الواحد بن عبد الكريم بن محمد بن علي بن ريصون صاحب جبل العلامبن عبد السلام بن مشيش المقتول ظلما عام625ه بن ابوبكر بن علي بن حرمة بن عيسي بن سلام الملقب بال عروس بن مزوار واسمة احمد بن حيدرة بن علي بن محمد بن احمد بن عبد اللة الدي اعطتة امة بلد قشتالة وتادلة واحوازهما بن ادريس الاصغر بن ادريس الاكبر بن عبد اللة الكامل بن الحسن المثني بن الحسن السبط بن علي وفاطمة بنت رسول اللة صلي اللة
-انا محمد رضا بن مصطفى بن عبدالقادر بن يحي بن هلوب بن محمد بن هلوب بن مهنية بن العيشي بن بحبى بن سالم بن مليك بن سيدي نايل الخير محمد بن الله الخرشفي .

وتشرفني معرفتكم ...
-اخوك ناصر بن عبد السلام بن رابح بن السلام بنابي زيان بن ابي زيد بن عيسى بن الخلدي بن الخلديبن عيسى بن الغريب بن عبد الله بن احمد بن يحي بن محمد نائل بن عبد الله الخرشفي بن محمد بن احمد بن مسعود بن عيسى بن احمد بن عبد الله بن عبد الواحد بن عبد الكريمبن محمد بن عبد السلام بن مشيش بن ابي بكر بن علي بنحرمة بن عيسى بن سلام بن مزوار بن حيدرة بن محمد بن ادريس بن ادريس الحسني
-السلام عليكم و رحمة الله و بركاته محدثكم أبو أنيس الأغواطي الطاهر قويسم بن عبد الله بن الطاهر بن مبارك
بن عراج بن قويدر بن الريك بن طرطق -هكذا حدثني أبي- من فرع العراجات لأولاد قويسم بن سالم بن بوزيد بلول
-جد أولاد بلول المنظمين لأولاد الرقاد الغرابة- أقول بوزيد بلول بن طكرور بن جدي الأول بن علي بن سعد -جد
السعادات- بن سالم بن يحيى بن مليك بن محمد نائل / سررت بمعرفتكم و حياكم الله.
-السلام عليكم ورحمة الله

أخوكم في الله

الحدي بن احمد بن عبد القادر(قدور) بن بنعلية (النباغة) بن السعيد بن بالخليفة بن قويدر بن عثمان بن بو عبد الله الصغير بن العقون بن بو عبد الله الكبير بن امحمد بن عبد الرحمان بن سالم بن مليك بن محمد (نايل) بن عبد الله(الخرشفي) بن علال بن موسى بن عبد السلام بن احمد بن علال بن عبد السلام (أبو محمد) بن سليمان (مشيش) بن منصور (ابوبكر)(العلمي) بن علي بن محمد (حرملة) بن عيسى بن سلام (العروس) بن أحمد (مزوار) بن علي (حيدرة) بن محمد بن ادريس ص بن ادريس ك بن عبد الله (الكامل) بن الحسن م بن الحسن س(رضي الله عنه) بن علي (رضي الله عنه) بن عبد مناف (ابوطالب) بن شيبة الحمد (عبد المطلب) بن عمرو (هاشم) بن عبد مناف بن زيد (قصي) بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر (قريش) بن مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان
والله أعلم.
وأنا بدوري ألتمس من الإخوة وضع أنسابهم في المنتدى لكي نتواتر على الكذب كما يتهمنا النواصب الجدد ، فيكون جدنا قد عاش في القرن 15 كما هو ثابت ومستفيض، والذي لم ير جبل راشد لا هو ولا أحفاده ،
ولكل منصف الحق في الحكم هنا ، فبعدما كذبت ملايين المخطوطات التي أوردت شرف بني نائل وكذب أرشيف الجزائر واتفق السنة والاباضية والشيعة والصوفية على الكذب من أجل عيون بني نائل ،دون أن ننسى قضاة المغرب والحجاز والعراق ومصر وحتى فرنسا العدوة بالأمس الذين زوروا شهاداتهم وأختامهم التي وضعوها على وثائق الشرف النائلي ، هذا بالطبع دون نسيان كذب آل السكناوي في سبتة والريف المغربي والاخوة من بني خليف في تونس والبراعصة في ليبيا وكل الخرشفيين والعلميين
والأدارسة.
ليأتي درر بني نائل ليحذفوا عدد آبائهم التي كانت من المفروض أن تكون أكثر من 40 فأصبحت أقل من 19 في كل الأحول .
فلا تكتموا الشهادة يا إخوة الإيمان .










رد مع اقتباس
قديم 2012-04-05, 19:06   رقم المشاركة : 398
معلومات العضو
ناصر الحسني
مشرف سابق
 
الصورة الرمزية ناصر الحسني
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

إلى كل من يملك ولو ذرة من فهم للأنساب أو بقية عقل قارن واحكم أخي
أ-نائل بن فرغ بن حميس بن عروة بن زغبة بن أبي ربيعة بن نهيك بن هلال بن عامر
ب-زينب بنت خزيمة الهلالية أم المساكين رضي الله عنها
زينب بنت خزيمة الهلالية أم المساكين ( زوجات الرسول ) زينب بنت خزيمة الهلالية أم المساكين

أول من دفن من أمهات المؤمنين في المدينة
اسمها ولقبها:
هي زينب بنت خزيمة الحارث بن عبد الله بن عمرو بن عبد مناف بن هلال بن عامر بن صعصعة الهلالية
ومنه نخلص إلى مايلي :
1-عدد الآباء يبين أخي الفترة التي عاش فيها نائل.
2- معنى هذا أن نائلا قد قدم قبل الفتح للجزائر .
3- أو أن نائل الذي ذكره ابن خلدون قديم ، قدم بطن من ذريته للجزائر .
4-وهو في كل الأحوال سابق لان خلدون بقرون ، حيث نفهم أنه عاش في نجد أيام البعثة وقدمت ذريته أيام التغريبة الهلالية إلى هنا .
القاعدة في الأنساب، كل قرن بثلاثة آباء توضح مايلي:
-عدد الآباء لنائل الهلالي يكون في هذه الحالة أكثر من 40 جدا.
وكما نعلم فقد علم من أبناء نائل كل من: مليك، يحي وأحمد ثم زكري .ومدافنهم -رحمة الله عليهم جميعا - في وادي اللحم جنوب التيطري.
ولهؤلاء من الأبناء .
ليحي عبد الله ، يحي ، ثم عيسى ، ومن صلب الثلاثة :
الغريب وامحمد ابو علي ثم عمرو الفرج دفين وادي الشعير ، احمد بن يحي بن يحي دفين الفضة غير بعيد عن وادي الشعير وليس بعيدا عنهم في عين الريش قبرا يحي المسعد بن عيسى بن يحي ، ومحد الذؤيب ين عيسى بن يحي .
الثاني من ولد نائل ، مليك وله ولد واحد هو سالم وله من الولد يحي دفين وادي الشعير ، سعد دفين وادي الشعير ثم عبد الرحمن دفين وادي الشعير ثم عامر دفين المكان نفسه ،علم أن قبور هؤلاء جميعا معلومة بناء وذاكرة .
وقد التمس الأخ زكي في يوم من الأيام من الإخوة النوائل وضع أنسابهم في المنتدى فجمعنا منها ميلي :
السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة
نامل بان هذة الفكرة تنال الجميع لكي يزيد التعارف بين ابناء سيدي نائل المشتتين في جميع البلدان ونسال الله التوفيق فيما يحبة ويرضاةاولا اضع نسبي.


السيدمحمدزكي بن عمران بن محمد صالح بن محمد بن حسن بن عبد اللة بن احمد الغمري بن نصرالمعمر المتوفي 1247ه عاش ما ئة عام بن محمد زقاد بن عبد القادر الديلخ بن احمد بن محمدالطوير بن محمد الاعور بن عيسي بن يحي بن عبد اللة الملقب ب نايل وكان من اهل المائة العاشرة الهجرية واسمة احمد الملقب ب البحر الصامت بن عبد الواحد بن عبد الكريم بن محمد بن علي بن ريصون صاحب جبل العلامبن عبد السلام بن مشيش المقتول ظلما عام625ه بن ابوبكر بن علي بن حرمة بن عيسي بن سلام الملقب بال عروس بن مزوار واسمة احمد بن حيدرة بن علي بن محمد بن احمد بن عبد اللة الدي اعطتة امة بلد قشتالة وتادلة واحوازهما بن ادريس الاصغر بن ادريس الاكبر بن عبد اللة الكامل بن الحسن المثني بن الحسن السبط بن علي وفاطمة بنت رسول اللة صلي اللة
-انا محمد رضا بن مصطفى بن عبدالقادر بن يحي بن هلوب بن محمد بن هلوب بن مهنية بن العيشي بن بحبى بن سالم بن مليك بن سيدي نايل الخير محمد بن الله الخرشفي .

وتشرفني معرفتكم ...
-اخوك ناصر بن عبد السلام بن رابح بن السلام بنابي زيان بن ابي زيد بن عيسى بن الخلدي بن الخلديبن عيسى بن الغريب بن عبد الله بن احمد بن يحي بن محمد نائل بن عبد الله الخرشفي بن محمد بن احمد بن مسعود بن عيسى بن احمد بن عبد الله بن عبد الواحد بن عبد الكريمبن محمد بن عبد السلام بن مشيش بن ابي بكر بن علي بنحرمة بن عيسى بن سلام بن مزوار بن حيدرة بن محمد بن ادريس بن ادريس الحسني
-السلام عليكم و رحمة الله و بركاته محدثكم أبو أنيس الأغواطي الطاهر قويسم بن عبد الله بن الطاهر بن مبارك
بن عراج بن قويدر بن الريك بن طرطق -هكذا حدثني أبي- من فرع العراجات لأولاد قويسم بن سالم بن بوزيد بلول
-جد أولاد بلول المنظمين لأولاد الرقاد الغرابة- أقول بوزيد بلول بن طكرور بن جدي الأول بن علي بن سعد -جد
السعادات- بن سالم بن يحيى بن مليك بن محمد نائل / سررت بمعرفتكم و حياكم الله.
-السلام عليكم ورحمة الله

أخوكم في الله

الحدي بن احمد بن عبد القادر(قدور) بن بنعلية (النباغة) بن السعيد بن بالخليفة بن قويدر بن عثمان بن بو عبد الله الصغير بن العقون بن بو عبد الله الكبير بن امحمد بن عبد الرحمان بن سالم بن مليك بن محمد (نايل) بن عبد الله(الخرشفي) بن علال بن موسى بن عبد السلام بن احمد بن علال بن عبد السلام (أبو محمد) بن سليمان (مشيش) بن منصور (ابوبكر)(العلمي) بن علي بن محمد (حرملة) بن عيسى بن سلام (العروس) بن أحمد (مزوار) بن علي (حيدرة) بن محمد بن ادريس ص بن ادريس ك بن عبد الله (الكامل) بن الحسن م بن الحسن س(رضي الله عنه) بن علي (رضي الله عنه) بن عبد مناف (ابوطالب) بن شيبة الحمد (عبد المطلب) بن عمرو (هاشم) بن عبد مناف بن زيد (قصي) بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر (قريش) بن مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان
والله أعلم.
وأنا بدوري ألتمس من الإخوة وضع أنسابهم في المنتدى لكي نتواتر على الكذب كما يتهمنا النواصب الجدد ، فيكون جدنا قد عاش في القرن 15 كما هو ثابت ومستفيض، والذي لم ير جبل راشد لا هو ولا أحفاده ،
ولكل منصف الحق في الحكم هنا ، فبعدما كذبت ملايين المخطوطات التي أوردت شرف بني نائل وكذب أرشيف الجزائر واتفق السنة والاباضية والشيعة والصوفية على الكذب من أجل عيون بني نائل ،دون أن ننسى قضاة المغرب والحجاز والعراق ومصر وحتى فرنسا العدوة بالأمس الذين زوروا شهاداتهم وأختامهم التي وضعوها على وثائق الشرف النائلي ، هذا بالطبع دون نسيان كذب آل السكناوي في سبتة والريف المغربي والاخوة من بني خليف في تونس والبراعصة في ليبيا وكل الخرشفيين والعلميين
والأدارسة.
ليأتي درر بني نائل ليحذفوا عدد آبائهم التي كانت من المفروض أن تكون أكثر من 40 فأصبحت أقل من 19 في كل الأحول .
فلا تكتموا الشهادة يا إخوة الإيمان .










رد مع اقتباس
قديم 2012-04-06, 15:20   رقم المشاركة : 399
معلومات العضو
ناصر الحسني
مشرف سابق
 
الصورة الرمزية ناصر الحسني
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

بين الفينة والأخرى يظهر دعي من الأدعياء في هذا المنتدى ليتبجح بكتابة التاريخ ، فلا يرى إلا لونا واحدا لهويتنا ، وكأني به مصاب بعمى الألوان ، فبعضهم يرى الجزائر هلالية فقط ، والبعض الآخر يراها بربرية صميمة لا تسع سواهم ، وبين هذا وذاك تبقى الانتماءات الأخرى مغيبة بحجج بعيدة عن المنطق ، فلا مكان لغير هؤلاء في كتابة فلاسفة التاريخ الجدد الذين اختاروا هذه المساحة الحرة من هذا المنبر الأغر ليمارسوا هوايتهم المحببة الإقصاء ، يحدث هذا بكل تفنن وبكل سادية ، لترسم معالم جزائر أحادية اللون كما يتخيلها كل مريض العين والنفس .
وفي خضم كل هذا التجاذب يقف آل البيت ومعهم الشرفاء النوائل كأكبر جزء فيهم خارج مجال التغطية ، وإن حدث أن تعرض إليهم أحد من هؤلاء كان نصيبهم الشتم ، السب والشتم كأضعف الايمان ، دون احترام لآداب الضيافة وأخلاق الزيارة ،وحال بني نائل هنا كصاحب الدار المتسلط عليه فيها من ضيفه ،فأي تشكيك في عروبة الجزائر يطالهم أول ما يطال ،وأي قدح في آل البيت يكون مغرم النوائل فيه حظ الأسد .
وليس غريبا على هؤلاء فعل هذا ،فقد فعل سلفهم بآل البيت الأفاعيل، فالتشريد والنفي والحبس والمصادرة والمطاردة والقتل نصيبهم عبر التاريخ ، وكنموذج بسيط عد لتاريخ الجزائر التركية لتفهم الأمور ، فأولاد نائل محاربون منفيون في كل مكان، فما وجدوا سبيلا سوى اللجوء إلى حياة الترحال تاركين أمواله وديارهم خلفهم ، ليكتب لذريتهم الجهل والبداوة بلا قرار ، فقد سفك -صالح باي- دماءهم وقطع آذان 150 شيخا من شيوخهم ليرسلها- لداي العاصمة - تشفيا ، وهذا اسمهم الذي عرفوا به حينها -جبانة الضرائب -، لتأتي فرنسا فتكرس ذلك الواقع ، فكل مقاومة إلا كانوا هم قطب الرحى فيها ، وكل باحث عن المجد إلا قاصدهم بداية من- الدرقاوي-- فالسنوسي- إلى غاية- البوزياني- مرورا- بالأمير- ، وأرضهم هنا هي المحروقة في سياسة فرنسا ومالهم وعرضهم عندها هو المستباح.
وعند بداية كتابة تاريخ الجزائر المستقلة غيب حضور هؤلاء فلا دور لهم، ناسين أو متناسين مقاومة-المطاريح- ومعها -البكاي-ومقاومة- الشريف بن شبيرة -ودور- الشريف الأحرش -وثورة بني الاخوة وآل عامر وقتلهم -الكولونيل بوبريط - وأب الحركة الوطنية وإن تجاهلوه- عبد الرحمن الطاهري- شهيد 100 سنة لدخول فرنسا الجزائر ، وإن ذكر التاريخ والعلم- فالنعيمي- و-المسعودي- و-الطعبي -أبعد الناس عن جمعية العلماء وهم من هم في التأسيس والنشاط ، أما في تاريخ الجزائر فهم من حمل اسم قذر وهم من لا نسب لهم في البربر أو العرب ، وكأن التاريخ كتب لهم الترحال حتى في النسبة ، تتجاذبهم كتابات المنشغلين بهكذا علم وبلا علم .
وفي هذا المنتدى لايسجل أحد نفسه حتى يستد ساعده في لمزهم والتشهير بهم وفي دارهم ، ولا زلت أذكر ذلك -القعقاع- الذي كان أول ما كتب التعريض بهم وتسفيه تاريخهم ، وفي أول مشاركة خاض- عبد القادر 15- في عرضهم ومعه زمرة من المتحاملين في مشاركتهم الأولى .
وي كأني بسلفهم بعث من جديد لينسف في نار كرههم ، وما نقموا منهم إلا لكونهم حازوا السيادة والسبق كابرا عن كابر ، ولأنهم سادة البطاح كرما وسماح ، فهم الطيبون المخلصون ، وهم نصير المفزوع وغوث المستجير .
فيا اخوتي انتهى زمن السب والشتم في هذا المنتدى ، فلا مكان هنا إلا للمودة و الفكر المستنير المشوب بالحجة تقارع الحجة ، ومن هنا نحذر كل من يحاول تجاوز هذه الخطوط في حق آل البيت والعرب والبربر وغيرهم من بني البشر ، وليس النوائل بدعا من هذا حتى لا يكونوا كالأيتام في مأدبة اللئام .
عن المنتدى العبد الضعيف ناصر الحسني الخرشفي - والله من وراء القصد-










آخر تعديل ناصر الحسني 2012-05-19 في 17:11.
رد مع اقتباس
قديم 2012-04-08, 17:35   رقم المشاركة : 400
معلومات العضو
ناصر الحسني
مشرف سابق
 
الصورة الرمزية ناصر الحسني
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

ترجمة العلامة الدكتور توفيق بن أحمد الغلبزوري الخرشفي الادريسي

منقول من موقع الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين

أ. د. توفيـق بن أحمد بن محمد الغلبـزوري ، من مواليد مدينة الحسيمة بالمملكة المغربية – عـام : 1963م .

* الشهادات العلميـة المحصل عليها:
- الباكالوريا في الآداب العصرية المزدوجة بمدينة الحسيمة عـام : 1982م .
- الإجـازة في الدراسات الإسلامية من كلية الآداب من جامعة محمد الأول بمدينة وجدة عام 1986م .
- شهادة الأهلية التربوية في منهجية تدريس الدراسات الإسلامية من كلية علوم التربية جامعة محمد الخامس بالرباط عام 1988م .
- شهادة الدراسات الإسلامية العليا في العلوم الإسلامية من دار الحديث الحسنية بالرباط عـام 1989م.
- دبلوم الدراسات العليا " الماجستيـر" في السّنّة وعلومِها من كلية الآداب جامعة محمد الخامس بالرباط عــــام 1992م .
- دكتوراه الدولة من جامعة القرويين كلية أصول الدين " تخصص الفقه وأصوله " عـام 2000م .

* الدرجة العلمية:
- الأستاذية
* التخصص العام:
- الفقه وأصوله

* التخصص الدقيق:
- الفقه المقارن

* المهـام العلميـة:
- التدريس بالتعليم الثانوي لمادة التربية الإسلامية بين 1988م – 1992م بالقنيطرة.
- أستاذ التعليم العالي للفقه وأصوله بكلية أصول الدين – جامعة القرويين – تطـوان منذ 1992م .
- أستاذ بقسم الماجستيـر والدكتوراه، وحدة مناهج المفسرين في الغرب الإسلامي بكلية أصول الدين – جامعة القروييـن تطوان.
- أستاذ زائـر بقسم الماجستيـر، وحدة الحجاج والمناظرات قسم الدراسات الإسلامية بكلية الآداب جامعة عبد المالك السعدي بتطـوان .
- أستاذ محكم ومؤطر لقسم الدكتوراه ( وحدة التكوين والبحث تاريخ الأديان والحضارات الشرقية ) بقسم الدراسات الإسلامية بجامعة عبد المالك السعدي بتطوان.
- أستاذ زائـر بقسم الماجستيـر وحدة الدراسات المنهجية والشرعية في الغرب الإسلامي – بقسم الدراسات الإسلامية - كلية الآداب جامعة ابن طفيل بالقنيطـرة .
- أستاذ محكم ومؤطر في قسم الدكتوراه (وحدة التكوين والبحث في الدراسات النقدية والمنهجية في الغرب الإسلامي) بجامعة ابن طفيل قسم الدراسات الإسلامية بالقنيطرة.
- رئيس مسلك الإجازة ( أصول الدين والتواصل الحضاري ﴾ – بكلية أصول الدين – جامعة القرويين بتطـوان .
- رئيس مجموعة البحث في العلوم الشرعية بالمغرب والأندلس بكلية أصول الدين – جامعة القرويين بتطوان.
- عضو هيئـة التحرير بمجلة كلية أصول الدين – تطـوان .
- عضو سابق بمجلس جامعة القرويين ممثلا لأساتذة التعليم العالـي ( درجة الأستاذية ).
- عضو سابق بمجلس التدبير بجامعة القرويين.
- عضو مجلس كلية أصول الدين بتطوان.
- عضو اللجنة العلمية بكلية أصول الدين بتطوان.
- خبيـر معتمد لدى الإيسيسكو " المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة " .
- مؤطر و محكم لرسائل الماجستيـر والدكتوراه بعدد من الجامعات المغربيـة .
- محكم في البحوث العلمية بمجلة الشريعة والدراسات الإسلامية الصادرة عن مجلس النشر العلمي – جامعة الكويت .
- محكم من لدن الأمانة العامة لندوة الحديث الشريف في البحوث المقدمة للندوة – بكلية الدراسات الإسلامية والعربية دبـي .
- محكم في ترقيات أعضاء هيئة التدريس بكلية الشريعة والدراسات الإسلامية بجامعة الكويت.
- مستشار أكاديمي لقسم الفقه المقارن والسياسة الشرعية بجامعة الكويت.
- عضواللجنة العلمية الاستشارية لمجلة (التبصرة التربوية) ، يصدرها المركز المغربي للدراسات والأبحاث التربوية الإسلامية – بالمدرسة العليا للأساتذة جامعة عبد المالك السعدي بتطوان – المملكة المغربية .

* المؤلفـات المطبوعـة:
- المدرسة الظاهرية بالمغرب والأندلس – أطروحة دكتوراه – صدرت عن مكتبة ودار ابن حزم للنشر والتوزيع، بالرياض – المملكة العربية السعودية، عام 1427هـ - 2006م .
- الإمام محيي السنة البغوي ومنهجه في شرح السنة النبوية - رسالة ماجستير- صدرت عن مطبعة غِراس بالكويت،1429 هـ - 2008م .
- المنـار المنيف في التعريف بعلماء الريف – ط المجلس العلمي بالحسيمة – صدر عن مطبعة الشويخ بتطوان عام 2003 م .
- التشيع والعلمانية بالمغرب والهجمة على السنة النبوية ، ط معهد الغرب الإسلامي بالقنيطرة – صدر من مطبعة طوب بريس بالرباط عام 2002م .
- في رحاب التربية الإسلامية بالاشتراك مع د. مصطفى الصمدي ( كتاب مدرسي للتلميذ – الجذوع المشتركة للتعليم الثانوي التأهيلي) مصادق عليه من لدن وزارة التربية الوطنية والتعليم العالي وتكوين الأطر والبحث العلمي، بالمملكة المغربية، صدر عن مكتبة السلام الجديدة والدار العالمية للكتاب بالدار البيضاء، عام 2005م .
- سد الفجوة بين المشتغلين بالفقه والمشتغلين بالسنة ، صدر عن مطبعة طوب بريس بالرباط ،2008 م .

* أهـم البحـوث العلميـة المحكمة المنشورة:
- " ضرورة وصل الحديث بالفقه في الدراسات الشرعية المعاصرة"، بحث محكم، صدر ضمن أعمال ندوة الحديث الشريف وتحديات العصر – ندوة علمية دولية ثانية، منشورات كلية الدراسات العربية والإسلامية، دبـي ،1426هـ ، 2005م .
- " المدرسة المالكية بالأندلس بين التقليد والاتباع " بحث محكم، نشر في مجلة الشريعة والدراسات الإسلامية، جامعة الكويت، العدد 63، السنة 20 ذو القعدة 1426هـ -موافق ديسمبر 2005م .
- " منهج التيسير ومظاهره – هدي الرسول صلى الله عليه وسلم في الحج نموذجا-" بحث محكم مقدم لندوة الحج الكبرى بمكة المكرمة المنعقدة 2-4- ذو الحجة 1427 هـ ، نشر في كتاب ضمن أعمال الندوة.
- الجدل العلمي بين العلامة محمد زاهد الكوثري ومعاصره الحافظ أحمد بن الصديق الغماري ، بحث محكم مقدم لمؤتمر محمد زاهد الكوثري الدولي ،المنظم من طرف كلية الإلهيات بجامعة صاقاريا ، بمدينة دوزجة بتركيا ، 24- 25 / 11/ 2007م ، نشر في كتاب ضمن أعمال المؤتمر.
- المقاصد الشرعية للنظام الجنائي في الإسلام : مقصد حفظ النفس والمال نموذجا، بحث محكم مقدم لمؤتمر أصول النظام الجنائي الإسلامي ومنهجه في حفظ المدنية ، المنظم من لدن كليتي القانون والشريعة والدراسات الإسلامية –جامعة الشارقة ، 29/4- 1/5/2008 .
-أسباب الانحراف المعاصر في فهم السنة النبوية ومظاهره، بحث محكم مقدم للندوة الدولية الرابعة للحديث الشريف بكلية الدراسات الإسلامية والعربية بدبي، المنعقدة 24 – 26 ربيع الآخر 1430 هـ، الموافق 20 -22، أبريل 2009م.
- الاستمداد من السنة النبوية بين التجزيء والنسقية ، بحث محكم مقدم للندوة العلمية الدولية ، المنظمة من لدن الرابطة المحمدية للعلماء بتطوان بالمغرب ، 5- 6 مارس 2008م .
- " فقه السنن الكونية في الهجرة النبوية " بحث محكم منشور بمجلة دعوة الحق، العدد 358، 1422هـ . تصدر عن وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية بالمملكة المغربية.
- " فقه النوازل في الغرب الإسلامي – نوازل عبد الرحمن أبي زيد الحائك التطواني نموذجا " بحث محكم منشور بمجلة الإحياء ، الصادرة عن رابطة علماء المغرب، العدد 19 .
- " خصائص السنن التاريخية في الرؤية القرآنية "، بحث محكم منشور بمجلة الحضارة الإسلامية، يصدرها المعهد الوطني للتعليم العالي للحضارة الإسلامية، وهران، الجزائر، العدد 3 ، رجب 1418هـ .
- " مذهب أهل الحديث بالأندلس: جذوره وأعلامه وأصوله " ، بحث محكم، نشر في ( كتاب جماعي ) ضمن أعمال ندوة " الحديث والمحدثون في الغرب الإسلامي" ، منشورات كلية الآداب، جامعة عبد المالك السعدي، قسم الدراسات الإسلامية، تطوان .
- " مدرسة الفقه الظاهري قبل ابن حزم " بحث محكم، نشر في ( كتاب جماعي ) ضمن أعمال ندوة : ابن حزم : المنهج والمعرفة، منشورات كلية الآداب – قسم الدراسات الإسلامية جامعة الحسن الثاني، المحمديـة .
- " نماذج من شيوخ القاضي عياض السبتيين "، بحث محكم منشور بمجلة كلية أصول الدين – تطوان، العدد : 1 ، صفر 1420هـ .
- " وسطية الإمام مالك في فقه السياسة الشرعية " ، بحث محكم، منشور بمجلة آفاق الثقافة والتراث ، تصدر عن مركز جمعة الماجد للثقافة والتراث، دبي، الإمارات ، العدد : 55 .
- الشورى والديموقراطية ، بحث محكم مقدم لندوة المجلس العلمي الأعلى تحت عنوان : حكم الشرع في دعاوى الإرهاب ، المنعقدة بالدار البيضاء ، 2 جمادى الأولى 1428 هـ - 19 ماي 2007 م ، نشره المجلس العلمي الأعلى في كتاب ضمن أعمال الندوة .

* أهم المشاركات العلمية:
- شارك في محاضرات وندوات ومؤتمرات كثيرة في : المغرب – والجزائر – ومكة المكرمة– والإمارات العربية المتحدة – وقطر – والكويت – والأردن - وتركيا – وبنغلاديش – وهولاندا – وفرنسا – وألمانيا – وإيطاليا – والسويد .
- عضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين.
- عضو المجلس العلمي لهيئة العلماء بتطوان سابقا وبمدينة المضيق حاليا.
- عضو البعثة العلمية لمؤسسة الحسن الثاني للمغاربة المقيمين بالخارج خلال شهر رمضان منذ عام 1996م .
- شارك في برامج الإذاعة والتلفزة المغربية ، وفي فضائية محمد السادس للقرآن الكريم ، والقناة المغربية الثانية (برنامج الإسلام وقضايا العصر) . وفي الفضائية القطرية بالدوحة برنامج " حياة القلوب " ، وفي فضائية " اقـرأ "، برنامج ( الإسـلام اليـوم ) .
- خطيب بمسجد مولاي الحسن بتطـوان .
- دعي مرارا لحضور الدروس الحسنية الرمضانية ومرتين لإلقاء درس في حضرة أمير المؤمنين عامي 1422 هـ - 1423 هـ الموافق 2001 م – 2002 م .
- الإسلام والعنف من منظور رسائل النور، بحث منشور بموقع الدراسات النورسية على الشبكة العنكبوتية:
www.nursistudies.com
- فقه النوازل في الغرب الإسلامي – نوازل عبد الرحمن أبي زيد الحائك التطواني نموذجا – بحث مقدم لندوة : فقه النوازل في الغرب الإسلامي تاريخا ومنهجا، المنظمة من طرف جامعة ابن طفيـل كلية الآداب والعلـــوم الإنسانيــــة – وحدة الدراسات المنهجية والشرعي في الغرب الإسلامي– قسم الدراسات العليا بالقنيطرة، يوم 14 مارس2001 م.
- المصطلح القرآني بديلا للمصطلح الغربي ، بحث مقدم للملتقى الدولي حول المصطلح العلمي في التراث الإسلامي ، العلوم الشرعية والإنسانيــــة، المنعقد بالمعهد الوطني للتعليم العالــــي للحضــــارة الإسلاميــــة، بوهران، الجزائـــر، يوم 22 أبريل 1996 م.
- السنن الكونية والاجتماعية في القرآن الكريم ، بحث مقدم للمشاركة في تأطير الدورة التكوينية الجامعية التي نظمها المعهد العالمي للفكر الإسلامي بواشنطن ، والمركز الغربي للدراسات والأبحاث التربوية الإسلامية بالمدرسة العليا للأساتذة بتطوان ، بعنوان : القرآن الكريم وخطابه المتجدد ، من 16 إلى 21 أبريل 2007 م.
- المذهب المالكي بالأندلس بين التأصيل والتفريع ، بحث مقدم للندوة العلمية التي نظمتها كلية الشريعة جامعة القرويين بفاس ، تحت عنوان : المذهب المالكي واقع وآفاق ، أيام : 11 – 12 – 13 صفر 14287 هـ ، الموافق : 1 – 2 – 3 مارس 2007 م.
- المشاركة في الدورة الثالثة لجامعة الصحوة الإسلامية المنظمة من طرف وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية بمدينة الدار البيضاء ، في موضوع : مفهوم التسامح في البناء الحضاري الإسلامي ، أيام 17 – 18 – 19 يناير 1994م .
- المشاركة في الدورة العلمية التدريبية التي نظمها بالاشتراك كل من المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافــــــــــة ( إيسيسكو ﴾، والمعهد العالمي للفكر الإسلامي ، ومعهد الدراسات المصطلحية لفائدة الأساتذة الباحثين في التراث العربي الإسلامي في موضوع : نحو منهجية للتعامل مع التراث الإسلامي ، أيام 30 / 10 – 5 / 11 / 1996 م ، بكلية الآداب ظهر المهراز بفاس .
-شيوخ القاضي عياض السبتيون وأثرهم في نبوغه العلمي، مقدم للندوة الدولية في موضوع ( أعلام مدينة سبتة في التاريخ المغربي والعلاقات السبتية الفاسية ) المنعقدة يوم 26 – 27 نونبر 2008م، بقسم الدراسات الإسلامية، كلية الآداب، جامعة سيدي محمد بن عبد الله – فاس.
- أشرف وأطر وناقش العديد من رسائل الماجستير وأطاريح الدكتوراه للطلبة الباحثيـن من المغرب والمملكة العربية السعودية، والإمارات العربية المتحدة، وقطر، والكويت، والبحرين، وسلطنة عمان، والأردن، ومصر، وموريتانيا، والسينغال، وإندونيسيا، والتايلاند .

العمـل الحالـي: كلية أصول الدين – جامعة القروييـن – تطوان - المملكة المغربية .
العنوان البريـدي: ص.ب : 5145 – بريد مولاي الحسن -تطوان- المملكة المغربيـة .
الهاتـف النقـال: 00212667035920
الهاتف الثابت / الفاكس: 00212539994671










آخر تعديل ناصر الحسني 2012-04-08 في 17:38.
رد مع اقتباس
قديم 2012-04-08, 17:39   رقم المشاركة : 401
معلومات العضو
ناصر الحسني
مشرف سابق
 
الصورة الرمزية ناصر الحسني
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

منقول محاضرة الدكتورة نسيبة الغلبزوري الادريسي بعنوان:

« الأسرة بين الحداثة والرؤية الإسلامية»

السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته، أعوذ بالله من الشيطان الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم.

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونستهد به ونعوذ بالله من شرور أنفسنا و من سيئات أعمالنا، من يهديه الله فلا مضلله، ومن يضله فلن تجد له وليا مرشدا أما بعد.

لا شك أن الأسرة هي الخلية الأساسية الذي يتركب منها جسد المجتمع الكبير.

وما المجتمعات إلا مجموعة أسر تعيش معا، ترتبط فيما بينها بقوانين وأنظمة تحكمها، وبها تتكون الدولة ويكون الوطن.

فإذا كانت الخلية الأساسية « الأسرة » سليمة قوية كان المجتمع سليما قويا، وإذا كانت الأسرة مفككة في علاقتها، متباينة في الفكر والسلوك، انعكس ذلك كله على المجتمع فأصبح مفككا مهزوزا ومهزوما ولقد اهتم ديننا الحنيف بمراحل بناء الأسرة اهتماما بالغا ألانها هي عماد المجتمع وأساس بنائه من تماسكها يستمد المجتمع قوته وفي ضلالها يتربى الفرد الصالح وتنمو المشاعر الصالحة مسارع الأبوة والأمومة والنبوة والأخوة ويتعلم الناس التعاون على الخير وعلى البر في ضل الأسرة وحينما ولى الغرب التقدم التقني والازدهار الاقتصادي والسلوك الإباحي اولوياته علي حساب الأسرة أصبحت كثير من المجتمعات الغربية ألان مهددة بالتآكل والانقراض وهدا مادا بعض الأحزاب السياسية في الدول الغربية أن تضع على راس برامجها الانتخابية الدعوة لتماسك الأسرة وإعادة بنائها من جديد

-Iالأسرة في المفهوم الإسلامي

وحديني عن مفهوم الأسرة في الإسلام يتضمن العناصر الثلاثة لآتية

1- العلاقة بين الزوجين

2- رعاية الأبناء

3- بر الوالدين

ففيما يلي أفضل الحديث عن هذه العناصر الثلاثة :

أ. العلاقة بين الزوجين

الأسرة مأخوذة من الأسر وهو الشدة والقوة لان كل فرد فيها يشد عضد أخيه ويقويه (راجع المعجم الوسيط)

وقد اهتم الإسلام بالعلاقة الزوجية اهتماما بالغا فهي غصب الأسرة التي يترتب عليها نجاح الحياة الزوجية والأسرية أو فشلها

واحدد الحديث عن العلاقة الزوجية في النقاط التالية:

نظرة الإسلام إلى الزواج :

يعتبر الإسلام "الزواج الشرعي " بين ذكر وأنثى اصل الأسرة الذي به تتكون ومنه تترعرع فضلا عن أن الفطرة الإنسانية تدعو إليه.

ولم يولي الإسلام الزواج اهتماما خاصا فقط بل إن الله سبحانه جعل الزواج من آياته العضيمة فقال جل شأنه« ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون » الروم آية 21، بل سمى الله عقد الزوجية بالميثاق الغليض فقال سبحانه « وأخذن منكم ميثاقا غيظا »

وللزواج في شريعة الإسلام حكم سامية وفوائده أشير إلى بعضها فيما يلي

المحافضة على النوع الإنساني « والله جعل لكم من أنفسكم أزواجا وجعل لكم من أزواجكم بنين وحفدة » سورة النحل 72. وقال رسول الله (ص)« تناكحوا تناسلوا »

المحافظة على الأنساب

سلامة المجتمع من الانحلال الخلقي.

سلامة المجتمع من الأمراض (خصوصا الأمراض الجنسية كالإيدز–والزهري)

السكن الروحي والبدني.

تعاون الزوجين في بناء الأسرة وتربية الأبناء.

ولأهمية الزواج البالغة وضرورته الملحة لإقامة الحياة الاجتماعية السليمة، فأن الإسلام قد رغب فيه وحث عليه، قال تعالى « وانكحوا الأيمة§ منكم والصالحين من عبادكم وإمآئكم إن يكون فقراء يغنهم الله من فضله والله واسع عليم » سورة النور31.وقال (ص) « يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج فإنه أغض للبصر، وأحصن للفرج، فمن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له رجاء ». وقد حظر الشرع على المسلم أن يمتنع عن الزواج ويزهد فيه لاسيما إذا كان قادرا عليه، متيسرا له أسبابه ورسائله.

وقد وضع الإسلام لإنجاح الحياة الزوجية عدة عوامل، وهي ما يلي:

حسن الاختيار.

حسن الاختيار معنيٌ به كلا طرفي الزواج، الرجل والمرأة.

إذن أول مراحل بناء الأسرة هو حسن الاختيار، كيف يختار الرجل الزوجة الصالحة، وكيف تختار المرأة وأولياؤها معها الزوج الصالح. قال رسول الله (ص) تخيروا لنطفكم فإن العرق دساس » « تنكح المرأة لأربع: لمالها، ولحسبها، ولجمالها، ولدينها فاظفر بذات الدين تربت يدك » وقال أيضا: « الدنيا متاع وخير متاعها المرأة الصالحة » هذا بالنسبة للرجل ومن ناحية المرأة، فعليها أن تطلب الرجل الصالح صاحب الخلق والدين وأن ترضى به ولا تعدل عنه، عملا بقول النبي(ص): إذا أتاكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد عريض »

التراضي على الزواج وعدم الإكراه.

منح الإسلام للمرأة الحق في اختيار زوجها، وأعطاها في ذلك الحرية المطلقة، وقد جاءت السنة النبوية القولية والعملية داعية إلى ذلك بأوضح صورة ومن ذلك قول النبي (ص) «لا تنكح الأيم حتى تستأمر، ولا تنكح البكر حتى تستأذن »

وفي البخاري أن خنساء بنت خذام أنكحها أبوها وهي كارهة، فرد النبي(ص) ذلك النكاح.

وجوب المعاشرة بالمعروف دائما.

المعاشرة بالمعروف واجب متبادل بين الزوج والزوجة وتكون بأداء كل واحد ما عليه من حقوق تجاه الأخر والإحسان في أدائها واتقاء الله تعالى فيها. والمعاشرة بالمعروف مجال رحب لكل معاني المكارم والتودد فهي لا تعني مجرد كف الزوج أذاه عن زوجته بل تعني احتمال الأذى منها والحلم عند انفعالها وغضبها، اقتضاء برسول الله فقد كانت أزواجه تراجعنه الكلام وراجعت عمر بن الخطاب (ض) زوجته في الكلام فقال لها: أتراجعينني؟ فقالت: إن أزواج رسول الله (ص) يرجعنه وهو خير منك.

تكليف الزوج بالقوامة على الأسرة.

قال تعالى: « الرجال قوامون على النساء بما فضل الله بعضهم على بعض وبما أنفقوا من أموالهم » النساء 34

وقال سبحانه:«ولهن مثل الذي عليهن بالمعروف، وللرجال عليهن درجة» البقرة22. والدرجة في الآية هي القوامة.

معنى القوامة: قام بشؤون زوجته وشؤون أسرته. والقوامة تكليف للرجل وليس تشريفا.

وشأن هذه القوامة، للرجال على المرأة والأولاد والبيت، شأن " الرئاسة " اللازمة لكل جماعة مهما قل عددها فنحن نرى أنه لابد من رئاسة وقوامة لكل مؤسسة اجتماعية أو اقتصادية أو سياسية أو تربوية.

فأي شركة لابد لها من رئيس واحد وأي مؤسسة اجتماعية لابد لها من يدير أحد. وأي حكومة أو هيئة سياسية لابد لها رئيس مسؤول عنها وهكذا كل عمل جماعي لن يستقيم أمره، ولن يتحقق نجاحه، إلا عندما تسند رئاسة إلى واحد من الجماعة.

وهل الأسرة إلا أهم مؤسسة اجتماعية، وإلا أخطر عمل جماعي يحتاج إلى قوامة رشيدة ورئاسة قوية حازمة.

ولنلاحظ جيدا تعبير القرآن " بالقوامة " وأنه لم يعبر " بالسادة " أو " الوصاية ". فهو لم يقل إن الرجال أسياد على النساء، ولم يقل إن الرجال أرباب النساء وإنما قال " قوامون " أي رعاة ومسؤولون ومن المسؤولية حق النفقة على الزوجة والأولاد. وهذا لم ينفي عن المرأة المسؤولية، فهي أيضا مسؤولة على البيت ومن مسؤوليتها حضانة الأولاد وتربيتهم وتوجيههم " والمرأة راعية في بيت زوجها ومسؤولة عن رعيتها ".

والقوامة مما فضل الله به الرجال عن النساء، وحضانة الأبناء، والحمل، والرخاء والعاطفة الجياشة، مما فضل به الله النساء على الرجال. وقد نهى تعالى المؤمنين عن أن يتمنى بعضهم، ما فضل الله به غيره فلا تتمنى النساء خصائص الرجال، التي بها فضلهم على النساء، ولا يتمنى الرجال خصائص النساء التي بها فضلهن على الرجال.

ب. رعاية الأبناء:

شدد الإسلام كثيرا على وجوب تربية الأبناء والاهتمام بهم. قال رسول الله (ص) «كفى بالمرء إثما يوضيع من يعول » فالطفل بجوهره خلق قابلا للخير والشر جميعا، وإنما أبواه يميلان به إلى أحد الجانبين والأولاد والزوجة إنما هم أمانة. قال تعالى:

« يأيها الذين آمنوا لا تخونوا الله والرسول وتخونوا أماناتكم وأنتم تعلمون» الأنفال217. فعلى المسلم أن يستشعر عظم مسئوليته تجاه أهل بيته وإنهم أمانة في عنقه وعلية أن يتقي الله فيهم رعاية وعناية وتربية وسلوكا.

ورعاية البناء والإحسان إليهم تتحدد في مراعاة النقاط التالية:

حسن اختيار الأم:

وجوب النفقة والرعاية المادية: وقد جعل الإسلام نفقة الرجل على بيته صدق مقبولة مادامت تتوفر فيها النية الخالصة لوجه الله الكريم. قال (ص):«إذا أنفق المسلم على أهله وهو يحتسبها كانت له صدقة»

حسن التربية:حرص الإسلام على توصية بتربية الأبناء تربية صحيحة رشيدة وفي ذلك يقول النبي (ص): « الزموا أولادكم وأحسنوا أدبهم » وهذا أمر نبوي بضرورة ملازمة الأبناء ومراقبتهم وتوجيههم، أما ترك أطفالنا لغيرنا من الخدم (فالخادمة لا يمكن أن تقوم مقام الأم) أو الحضانة وصرف معظم الوقت أو كله خارج البيت فهذا خطأ كبير، وجرم عظيم. وإذا فعلنا هذا تداعى ركن من أركان الأسرة، وتجرعنا مرارة فساد الأولاد وانحرافهم. وتتمثل حسن التربية في مراعاة الأمور التالية:

غرس العقيدة السليمة في نفوسهم.

تدريبهم على العبادات والأخلاق الفاضلة والأعمال الصالحة، قال تعالى: «وأمر أهلك بالصلاة واصطبر عليها.» وقال (ص) « آمرو أولادكم بالصلاة وهم أبناء سبع سنين، واضربوهم عليها وهم أبناء عشر، وفرقوا بينهم في المضاجع»

أن يعلمهم ما ينفعهم. ففي الحديث: « حق الولد على الوالد أن يعلمه الكتابة، والسباحة، والرمي، وأن لا يرزقه إلا طيبا».

العدل في المعاملة والعطاء – وذلك لينسجم كل أعضاء الأسرة في وئام ومحبة وبهذا يسلم المجتمع من بذور الحقد التي تفسد على الأسرة المودة والأخوة. وذلك امتياز خاص للتشريع الإسلامي في محافظته على الأسرة التي تعتبر أساس المجتمع الإسلامي.

هذا وإن كان الإسلام قد أوجب رعاية الأبناء وحسن تربيتهم فإنه قد بنه بصفة خاصة على حسن معاملة البنات لشدة حاجتهن إلى الرعاية والعطف والإحسان. قال رسول الله (ص) « من عال ثلاثة بنات فأدبهن وزوجهن وأحسن إليهن فله الجنة »

ج. بر الوالدين:

من أهم الواجبات التي اهتم بها الإسلام وأولاها عناية فائقة بر الوالدين، ورعايتها، والإحسان إليها، وذلك اعترافا بفضلهما وردا لجميلها. ولشدة عناية الإسلام بهذه القضية فإن الله تعالى قرن الأمر بعبادته في القرآن بالأمر بالإحسان إلى الوالدين. هذا له دلالة الواضحة على علو منزلتهما وعظم شأنهما عند الله تعالى.

والآيات الكريمة الواردة في هذا الشأن كثيرة منها، قوله عز وجل: « وقض ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا إلا يبلغن عندك الكبر أحدهما أو كلاهما فلا تقل لهما أُف ولا تنهرهما وقل لهما قولاً كريما واخفض لهما جناح الذل من الرحمة وقل رب ارحمهما كما ربياني صغيراً » الإسراء الآيتان 23-24

إن الوالدين يندفعان بالفطرة إلى رعاية الأبناء والتضحية بكل شيء حتى بالذات وسرعان ما ينسى الأولاد هذا كله وينشغلون بزوجاتهم ودرياتهم فمن تم لا يحتاج الآباء إلى توصية بالأبناء إنما يحتاج الأبناء استجاشة وجدانهم بقوة ليذكروا واجب الجيل الذي انفق رحيقه كله حتى أدركه الجفاف

وهنا يجيء الأمر بالإحسان إلى الوالدين في صورة قضاء من الله تعالى يحمل معنى الأمر المؤكد بعد الأمر المؤكد بعبادة الله.

ولخطورة قضية الوالدين وجلالة منزلتها في الإسلام فان رسول الله (ص) قد عد عقوق الوالدين من اكبر الكبائر التي توضع بجوار الإشراك بالله تعالى جنبا إلى حين فقال( ص) «الكبائر الاشتراك بالله وعقوق الوالدين وقتل النفس» كما جعل النبي( ص) وجود الوالدين فرصة ثمينة لدخول الجنة ينبغي أن لا تضيع فعن أبى هريرة رضي الله عنه عن رسول الله( ص) قال: « رغم انفه تم رغم انفه تم رغم انفه فقيل من يا رسول الله قال : من أدرك والديه عند الكبر أو احدهما تم لم يدخل الجنة»

ولقد أوصى الإسلام بالأم وصاية خاصة وأولاها عناية فائقة اعترافا بفضلها وتقديرا لجهودها قال تعالى « حملته أمه كرها ووضعته كرها »

تحولات في الأسرة المسلمة

وفي ضل المؤثرات الثقافية والتعقيدات الاقتصادية ظهر أنماط جديدة وتحولات في الأسرة المسلمة فشهدنا بعض الاختراقات الأخلاقية تمثلت في النزوع لإشباع الرغبة مع التحلل من مسؤوليات الآسرة والزواج فكان إن انتشرت " الدعارة" في بعض الدول.فضلا عن الإباحية التقنية( الفضائيات..) وانتشار الفردانية( الأنانية) والحريات غير المنضبطة وأصبح بعض المسنين يفقدون مكانتهم داخل الأسرة. وانتشر الأطفال غير الشرعيين.

الأسرة في مفهوم الغربي

لكن من المهم ملاحظة أن هده الأنماط والممارسات تبقى على الدوام في إطار "الاختراقات " ولم تشمل المجتمع. وهي ظواهر محدودة بالنسبة للمجتمع العام.

والأهم من ذلك هو أن المجتمع لا يزال ينضر إلى هذه الاختراقات على أنها لا" شرعية"

أما الغرب. وفي أمريكا على وجه الخصوص فيمكن الحديث عن تحول في النسيج ألقيمي للأسرة. من تلك الأسرة الصغيرة بمعناها التقليدي إلى الأسرة التي تنشأ بالاختيار الحر. والإرادة الحرة وأصبح من الممكن الحديث الآن عن تشكيلات عائلية متنوعة. كالأسرة التي تشمل الأبناء بالتبني. ولأسرة المثلية( أنثي/أنثى، ذكر /ذكر) والأسرة المتشكلة بالتقنيات الحديثة( استجار الأرحام).

وهذه التنويعات تعتبر مجموعة من الخيارات المتاحة والمتعددة. وخصوصا بالنسبة للشواذ، حيت تحول الشذوذ من " الانحراف" إلى " خيار" أو " توجه" مقبول وحصل الشواذ على الاعتراف الرسمي "بحقهم" في الزواج ومساواتهم في الحقوق مع الزوجيين الطبيعيين ( ذكر أنثى) في بعض الدول كهولندا مثلا هذه التحولات / التنويعات في مفهوم الأسرة وأنماطها تأسست على اعتبار أن الأسرة " التقليدية " نمط اجتماعي تاريخي، مما يعني أنه يمكن تجاوزه وتشكيل بديل أو بدائل عنه: استنادا إلى الإدارة الحرة، والحق الفردي الطبيعي بمعزل عن فكرة الدين، الأمر الذي نتج عنه عدد من الظواهر: كالأطفال الغير الشرعيين، والإيدز، والممارسة الجنسية الحرة، وغير ذلك.

ففي فرنسا مثلا بلغت نسبة الولادة دون زواج 40% من مجمل نسبة مواليد سنة 1997م. وأكثر من نصف نساء 53% يضعن أطفالهن بدون زواج شرعي، وتضاعفت ظاهرة المعاشرة دون زواج شرعي سنة 1999م مما يهدد بانقراض في الأسرة الفرنسية

" التقليدية " بحسب التقرير السنوي للدراسات الديموغرافية في باري الذي أكد أن الزواج أصبح عادة " روتينية " أقلع عنها الكثيرون. هذه الظاهرة لا تعتبر في الحداثة الغربية " انحرافا " وإنما أشبه بالآثار الجانبية ومن ثم يكون الحديث عن ممارسة " الجنس الأمن " وابتكار الواقي ويأتي التبني، أو بيع وتأجيرات الأرحام، أو التلقيح الصناعي ليحل مشكلة " الإنجاب " للأسرة المثلية "، ويأتي تقنيين " الإجهاض " ليحل مشكل الأطفال الغيرالشرعيين إلى غير ذلك.

والحلول لا تقتصر على التقنية، وإنما تطال قضية المفاهيم، وقد رأينا كيف تحول الشذوذ من " انحراف " إلى " خيار " وكيف أن الدعارة تحولت من ظاهرة لا أخلاقية إلى حالة قانونية، فصار البغاء شرعيا في الولايات المتحدة وعموم أوروبا.

المفارقة بين المفهومين:

لكن السؤال المحوري هنا في سياق الحديث عن مفهوم " الأسرة " في السياق الغربي هو: ما الفلسفة التي تقوم عليها الأسرة؟

يرى البعض أن مفهوم "الدولة" في الغرب حل محل " الأسرة " فأصبحت الدولة هي أم الشعب، نظرا لأن الدولة لم تقم عندنا بالمعنى الدقيق بأدوارها ووظائفها " باستثناء السلطة " فإن الأسرة المسلمة بقيت متحصنة، ومتحفظة.....نعتها ضد التحديث.

لكن هذه النظرة غير دقيقة، فلا يمكن – من وجهة نظرنا الكلام عن إحلال مؤسسة مكان أخرى واستبدالها، فالقضية تنبع من التحولات التي طرأت على المفاهيم التي أسستها الحداثة الغربية، فقامت الأسرة على المفهوم الغربي الحداثي " للحق الفردي " ومن هنا كانت اتفاقيات ( حقوق الإنسان، وحقوق المرأة واتفاقية القضاء على جميع أشكال التمييز ضدها، حقوق الطفل) التي سعت الأمم المتحدة باستمرار لتعميمها وفرضها على العالم باعتبارها النموذج المثال.

ومن المهم أن نشير هنا إلى أن التحولات في الأسرة الغربية – والأوروبية تحديدا كان لقضية " تحرير المرأة « دور بارز فيها.

وكمثال، فإن المرأة الإيطالية بدأت العزوف عن كثرة الإنجاب أو عن الإنجاب كلية أو حتى الزواج، وتطالب بتحول العلاقة بينها وبين الرجل إلى مفهوم المتعة التي يجب أن تتساوى فرصة الرجل والمرأة في الحصول عليها، وبالتالي تفضيل الوظيفة البيولوجية " الجنس " على الوظيفة الاجتماعية. بل إن فكرة " المساواة " باتت في نظر « النسوية" { حركة التمركز حول الأنثى }مطلبا متخلفا، فإن الأنثى هي الأمل، ويمكنها الاستغناء عن الرجل تماما ويمكنها تحصيل لذتها وإنجاب طفلها من دونه أيضا.

بل إن اتفاقية القضاء على جميع أشكال التمييز ضد المرأة (1979م) اعتبرت "الأمومة " وظيفة اجتماعية يمكن أن يقوم بها أي إنسان. وهنا تفهم جيدا معنى " الفراغ العاطفي" الذي تعيشه الناشئة في الغرب وكان الأديب الفرنسي " مشال مواكبيك " Michel Aulpiqueتحدث عن الصورة المريعة للفراغ العاطفي في أوروبا في كتابه " الجزئيات الأساسية " الذي حقق أعلى مبيعات في أوروبا.

فالأسرة في السياق الغربي الحداثي§ تقوم على أساس تعاقد (شركة)، ومن هنا تقلصت مفاهيم وقيم التماسك بين الأفراد والتضامن والتراحم، ومسؤولية الأبوين، ومن تم تنتهي تماما المسوؤلية الواظفية والأخلاقية عند بلوغ الطفل السادسة عشرة، وتنتهي المسؤولية الاقتصادية بعد ذلك ببضع سنين.

ونتيجة الانهيار الأسرة الذي ترتب عنه الفراغ العاطفي والوجداني. يذكر ألين بيرو وإيمل بيريز في كتابهما " أمريكا: العنف والجريمة" أن معدل الجريمة الأمريكية مثلا طبقا لسنة 1998 بلغ ما يلي: جريمة سرقة عادية كل ثلاثة ثوان – جريمة سطو كل 14 ثانية – جريمة سرقة سيارة كل 25 ثانية – وجريمة سرقة مقرونة بالعنف كل 60 ثانية – وجريمة اغتصاب كل 6 دقائق – وجريمة قتل كل 31 دقيقة. ويقدر إجمالي كلفة الجريمة العنيفة في الولايات المتحدة " عد المخدرات بأثر من 700 بليون دولار سنوياـ وهو مبلغ يجاوز إجمالي الدخل السنوي الفردي في نحو 120 دولة في العالم.

ويقدر عدد المتعاطين للمخدرات بنحو أكثر من 12 مليون شخص في أمريكا وحدها.

أما الأسرة في المفهوم الإسلامي فتقوم على أساس تراحم مبني على الإيمان الديني، وعن هذا الإيمان ينبثق الالتزام بتشريعات والقوانين الأسرة وفي مقابل الحق الفردي في المفهوم الغربي يأتي الواجب الديني، وفي مقابل الحرية المنفلتة من أي ضابط، يأتي المسؤولية الأخلاقية، وبينما يتم إشباع اللذة بالممارسة الحادة بوصفها حقا مدعوما بالحرية في الرؤية الغربية، يكون إشباع اللذة في الرؤية الإسلامية بالزواج فقط ويتحمل كل من الزوج والزوجة مسؤولية المساهمة في بناء المجتمع الصالح، والفرد الصالح، وإذا كانت اللذة الجنسية تشكل نمط حياة الإنسان الغربي، فإن النشاط الجنسي في حياة المسلم هو شكل من أشكال العبادة، « وفي يضع أحدكم صدقة » رواه مسلم.

ولهذه الاعتبارات كلها وغيرها، وجدنا تفاوتا كبيرا بين الانحرافات الاجتماعية في الغرب وبين الانحرافات في المجتمعات الإسلامية.

عولمة المفهوم الغربي:

ومع هذه المفارقات البالغة حد التناقض بين المفهومين نرى أن ثمة محاولات عديدة لفرض النموذج الغربي وعولمته، عبر الإعلام بوسائله المختلفة، والنخبة المتغربة، باعتباره يندرج في عملية " التحديث "، ويتصل بمفهوم " حقوق الإنسان " (بالمفهوم الغربي)، ومن هنا لم يكن غريبا أن يدافع الحداثيون العرب عن الشواذ المصريين وأيضا عن مؤتمرات الأمم المتحدة، وتسفير سلطاتها لشرعنة النموذج الغربي قانونيا وسياسيا من خلال اتفاقيات تتعهد الدول الأعضاء بالإذعان لها، وتنفيذها عبر لجان ومؤسسات تراقب عملية التنفيذ.

ولعل أبرز تلك المؤتمرات والاتفاقيات: اتفاقية القضاء على جميع أشكال التمييز ضد المرأة(1979)، والمؤتمر الدولي للسكان والتنمية (1994) ومؤتمر بكين (1999)، والتي ركزت على قضايا مركزية في المفهوم الغربي، هي: الحرية الجنسية، والإجهاض، ومصطلح الجندر(النوع) بدل لدل لفض الجنس ليشمل " التوجهات " الجنسية: { اللواط، والسحاق} وحقوق المرأة الفرد وليس العضو في الأسرة، والمساواة المماثلة التامة بين الذكر والأنثى، وإلقاء مفهوم " تمايز " الأدوار، وازدراء " الأمومة " واعتبار العمل المنزلي " بطالة "، لأنه من دون مقابل مادي. والأمر لا يقتصر على مقررات الأمم المتحدة، فثمة جماعات تتمتع بسلطة التأثير السياسي، وتشكل قوة ضغط، من أبرزها " جماعات الشواذ " التي لها دورها في الضغط على إدارات المؤتمرات الأمم المتحدة، وهناك " جماعات الحق في الاختيار " و " حق المرأة في الإجهاض " واستطاعت ترجيح كفة الرئيس الأمريكي السابق كلينتون في انتخابات 1992 – 1996 واستمالت قوى دينية وقساوسة إليها.

تعميم النموذج الإسلامي.

فإذا كان هذا حال الأسرة في الرؤية الغربية، وهذا أدوات عولمتها دوليا ومحليا من خلال التنظيمات النسوية، فماذا فعلنا نحن تجاه المفهوم الإسلامي للأسرة ؟ وإلى متى سنبقى في مرحلة الدفاع عن الأسرة المسلمة ونحن " أصحاب رسالة يجب أن يصغي لها الجميع. إن عودة «الله» للمجتمعات الغربية تغدو الحل الحاسم باعتباره القتم على القيم، ويمكن لتعاليم الإسلام الكثيفة والتي تشكل " نظرية اجتماعية "أن تقدم "دواء شافيا" في المجال الاجتماعي، وتعيد لشبكة العلاقات الاجتماعية تمسكها ووحدتها، وتسد الفراغ العاطفي، فالعلاقة الروحية بين الله والإنسان هي التي تلد العلاقة الاجتماعية في صورة القيمة الأخلاقية كما شرحه مالك بن بني، وكلما ضعف الدين ازداد الفراغ الاجتماعي بين الأفراد وهو مصداق قول النبي (ص) « المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا » فكيف إذا غاب؟! ! .

لكي يواجهنا سؤال جوهري كيف يمكن لنا أن نفهم خطاب الأسرة الإسلامية إلى الآخر بوصفه " دواء " ليحقق الفاعلية الاجتماعية في الغرب؟ هذا يحتاج لمعالجة مستقلة مع بحث السبل والوسائل اللازمة لذلك. والسلام عليكم ورحمت الله تعالى وبركاته.










رد مع اقتباس
قديم 2012-04-14, 08:11   رقم المشاركة : 402
معلومات العضو
kh2
عضو مشارك
 
الصورة الرمزية kh2
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي شجرة أولاد نايل

هل هذه الشجرة صحيحة ....










رد مع اقتباس
قديم 2012-04-19, 12:44   رقم المشاركة : 403
معلومات العضو
ناصر الحسني
مشرف سابق
 
الصورة الرمزية ناصر الحسني
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

الكاتب : فؤاد الغلبزوري بتاريخ : 2011-11-22 منقول


سبق لي أن نشرت مقالين مطولين في أوقات سابقة، بشأن شرفاء أيث ورياغل عامة وسيذي امحند أوموسى خاصة، ووقفت على بياضات كثيرة وفراغات عديدة، من تجلياتها تضارب الروايات واختلافها بشأن بعض المعطيات ذات الصلة بالموضوع المذكور، وإن لم تصل إلى حد التناقض أحيانا، إلا إن واجب البحث العلمي يقتضي ضبط مثل هاته الأمور والتدقيق فيها أكثر، وفق الوسائل والإمكانات المادية المتاحة لأي باحث؛ لأجل هذا ارتأيت رفقة الصديق الغلبزوري عبد الحق، القيام برحلة علمية باتجاه مدشر تاوسارت التابع للجماعة القروية الرواضي بقبيلة بقيوة، صبيحة الحادي عشر من يونيو من السنة الجارية، بغرض التأكد من مكان دفن سيذي الحاج عبد الكريم أب الولي الصالح سيذي عيسى، واستقصاء بعض أخبار هاته الشخصية التي لاتِرد بشأنها معطيات كافية في الكتابات التاريخية، إذ نجد في وثيقة حررها الفقيه العلامة الريسولي الحاج محمد بن عبد السلام، أورد فيها معطيات عامة بشأن الشرفاء الغلبزوريين، هاته العبارات...فإن السيد عبد الكريم أسس زاويته بقبيلة بقوية واستقر فيها إلى أن وافاه الأجل المحتوم ودفن بمكان يدعى ثقيت...)، كما نجد في وثيقة نسب إبورجيلاثن مايلي: (...وسيدي عبد الكريم المدفون على شاطئ البحر في محل يقال توسرت وقبره مشهور في قبيلة بقيوة...)، أما وثيقة نسب شرفاء كمون بأيث قمرة فنجد فيه: (...ومن ذرية سيدي عبد العزيز المذكور سيدي الحاج عبد الكريم المدفون في ثقت على شط البحر ببلد بقوية...)، إلى غير ذلك من الوثائق التي تختلف في تفصيل صغير، يتعلق الأمر هنا بموضع دفن سيذي الحاج عبد الكريم، هل بتوسارت أم بثيقيت؟.

كان الجو تلك الصبيحة حارا مع هبوب ريح خفيفة، توكلنا على الله وتسلحنا بالعزيمة والإصرار، واضعين نصب أعيننا الهدف الرئيسي من الزيارة، وانطلقنا قاصدين السوق الأسبوعي المعروف ب "رحد نرواضي"، وبعد سؤالنا لبعض ساكنة المنطقة دلّونا على الطريق المؤدية إلى المدشر، طريق طويلة متربة وغير معبدة، بعض مقاطعها خالية تماما من أي نشاط بشري، حتى ليخيل إليك أنك في صحراء الربع الخالي، وكي لانضل الطريق اضطررنا لسؤال أحد المارة حول مدى صحة اتجاهنا فأومأ إلينا بالإيجاب، واصلنا مسيرتنا إلى أن اخترقنا مسالك المدشر فتوقفنا عند نهاية الطريق، ترجلنا ومشينا لبعض الوقت وصادفنا تواجد ثلاثة أشخاص تحت ظل شجرة ينسجون الدوم، وبعد حديث قصير معهم دلّونا عن بعد على ما يعرف لديهم، وكذا في بعض الوثائق، ب "مجمع الصالحين"، إلا أنهم يجهلون التفاصيل المحيطة بهذا المكان المقدس. ومن حسن حظنا أن دلّنا شيخ يتكئ على عصاه تجاوز الستين من عمره، على مسلكين للوصول إلى بُغيتنا مفضلا أحدهما على الآخر، محذرا إيانا من انجرافات للتربة تحدث بمقربة من المكان. انتابتنا رهبة عند اقترابنا حيث وجدنا جبا للماء غير مغطى، محاطا بسور قصير ترك بأحد جوانبه مدخلا للولوج إلى الجب، وبمحاذاته تقع شجرة الزيتون البري "أزمور" وسط مساحة مسيجة بحائط حجري لايكاد يُبِين، افترضنا لاحقا أن بداخلها بضع قبور قديمة غير مُعَلّمة، تتواجد وسط أحجار متناثرة مع أشواك وأعشاب يابسة، التقطنا بعض الصور التذكارية وقصدنا الرابطة أو"أرابظة" المطلة مباشرة على أجراف المنتزه الوطني للحسيمة، عاينا هذا الموقع الجميل والتقطنا بعض الصور كذلك، إلا أننا تفاجأنا بأحد أفراد البحرية الملكية بلباس مدني، يسأل عن هوياتنا والغرض من الزيارة ومُدتها، بحجة أن التصوير يحتاج إلى ترخيص وفقا للتعليمات!!.

قفلْنا راجعين ومرَرنا بالمسجد قصد أداء الصلاة فوجدناه فارغا، الأمرالذي تأسفنا عليه كثيرا لكونه حرمنا من الاتصال مباشرة بشيوخ القرية، والاستماع إلى حكاياتهم المستندة بالأساس إلى الذاكرة الشفوية، بعد ذلك كانت وجهتنا منزل مقدم المدشر السيد محمد أقنيبس المعروف ب"بوكشوظ"، الذي استقبلنا أحسن استقبال رغم جهله بهوياتنا، ودخلنا معه في حوار شيق تداخل فيه التاريخ بالجغرافيا بعلم الأنساب، أكد لنا من خلاله أن سيذي الحاج عبد الكريم هو أب سيذي عيسى صاحب الزاوية المشهورة بتماسينت العليا، وأن الجب الذي سبق أن زرناه ب"مجمع الصالحين"، بناه الساكنة منذ أكثر من ثلاثة عقود بمساهمة مالية من شرفاء زاوية سيذي عيسى، مما يؤكد العلاقة التاريخية للشرفاء المذكورين بهذا المكان المقدس، الذي دأبت الساكنة على تنظيم موسم به كل سنة، يذبح خلاله عجل توزع لحومه صدقة على الحاضرين، إلا إن ذلك توقف في الآونة الأخيرة. وعند سؤالنا له عن إمكانية تواجد قبر لنفس الشخص (سيذي الحاج عبد الكريم) بثيقيت المجاورة، نفى ذلك بشكل قاطع مؤكدا في الآن نفسه أن القبر المذكور، يتواجد ب"مجمع الصالحين" المطل بالفعل على شط البحر، ضمن بضع قبور قديمة عفى رسمها واختفت معالمها، نظرا لقدم المرحلة التي نتحدث عنها (أزيد من خمسة قرون)، إذ نجد في كتب التاريخ إن سيدي عبد العزيز الورياغلي أب سيدي عبد الكريم، ولد حوالي 802 هـ موافق 1400م، وتوفي سنة 880هـ موافق 1475م، وحفيده سيدي عيسى من مواليد آخر القرن التاسع الهجري/ القرن الخامس عشر الميلادي، الذي عاش ستا وستين سنة حسب منظومة سبق أن اطلعنا عليها، دون تحديد دقيق لتاريخ الولادة أو الوفاة، في حين لم يُذكر تاريخ ولادة أو وفاة سيدي الحاج عبد الكريم، الذي أسس زاويته بقبيلة بقوية واستقر فيها إلى أن مات، دون أن يقام له هناك أي ضريح يخلد ذكره كما جرت به العادة، أضف إلى هذا أن المراجع التاريخية لم تأت على أي ذكر لزاويته التي بناها هناك، والأدوار المحتملة التي تكون قد لعبتها في تاريخ المنطقة، مما يتطلب منا جميعا مزيدا من البحث والتقصي في مستقبل الأيام.

ودعنا هذا الشيخ الاستثنائي وعقارب الساعة قد تجاوزت الثالثة بعد الزوال، قاصدين مدينة الحسيمة بعدما أمضينا أوقاتا ممتعة ستظل راسخة في ذاكرتنا لمدة طويلة، وكلنا أمل في أن يتم إصلاح طريق الرواضي - تاوسارت، تسهيلا على ساكنتها اللطفاء ورحمة بضيوفها وزوارها الكرام، فهل هم لهذا فاعلون؟.










رد مع اقتباس
قديم 2012-04-19, 12:46   رقم المشاركة : 404
معلومات العضو
ناصر الحسني
مشرف سابق
 
الصورة الرمزية ناصر الحسني
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

الظل الوريف للتعريف بذخائر تراث حوز الريف (1)
الكاتب : زكرياء الريسوني بتاريخ : 2011-06-20 منقول

فقد بدأت بواكير اهتمامي بتراث العدوتين الأندلسية والمغربية بعامة وتراث المغرب بخاصة، منذ أن فتحت عيني في منزل جدي من الأم العلامة العدل الفقيه النوازلي المفضل بن حساين الجباري الحسني القصري - رحمة الله عليه – لأجد نفسي أمام نموذج حي لفقيه مالكي مغربي بمسحة أندلسية مورسكية تمازج فيه الحس الأدبي المرهف بمنظومه ومنثوره، و المجال الشرعي بأصوله وفروعه، وما زال هذا الاهتمام يتقوى لدي لما تتميز به الحياة العلمية والثقافية في تطاون البيضاء - حرسها الله-، وبفضل مجالستي لكبار علمائها الأجلاء ومفكريها النبهاء لما قاموا به من جهود في إحياء تراثنا المغربي الأندلسي الإسلامي تدريسا وبحثا وتصنيفا لا يقل أهمية عن جهود المشارقة الذين نشروا ودونوا عن تراث الأندلس والمغرب، وأخص بالذكر منهم شيخنا العلامة المحقق المحدث محمد بن الأمين أبوخبزة الحسني، وأستاذنا العلامة الأديب البارع محمد المنتصر الريسوني الحسني – رحمه الله – وشيخنا (مناولة) العلامة المحقق الدكتور حسن الوراكلي، وشيخنا الأستاذ البحَّاثة الدكتور عبد الله المرابط الترغي، وأستاذنا الألمعي الدكتور إدريس خليفة، وأستاذنا الدكتور الشاعر أحمد الخياطي والأستاذ الباحث المتخصص في الدراسات المورسكية محمد قشتيليو وأستاذنا البحاثة الدكتور عبد العزيز شهبر وأخونا النبيه الدكتور أحمد ستيتو وأخونا الأستاذ المؤرخ الدكتور محمد المغراوي، وابن عمنا وصفينا الطلعة الدكتور قطب الريسوني وأيضا لمطالعتي كتب رائد التحقيق والبحث العلمي بالمغرب الشيخ الأستاذ محمد المنوني –رحمه الله-، والدكتور ابن شريفة - بارك الله في عمره- كل هؤلاء كان لهم أثر في إثراء المكتبة المغربية والأندلسية ببحوث جادة جامعة بين الأصالة والطرافة تزيح الستار عن جوانب مهمة من تاريخ المغرب والأندلس الأصيل.

وهذا الاهتمام بالتراث الأندلسي لم يشغلنا عن الاهتمام بتراث مغربنا الحبيب قديمه وحديثه خصوصا في مجاله الشرعي والتاريخي الذي أضحى من أهم متطلبات التوحد بناء على قاعدة اختلاف التنوع لا اختلاف التضاد. وليس عندي من شك أن معرفة هذا التراث بجميع روافده المتنوعة شرعيِّه وأدبيِّه ولغويِّه وتاريخيِّه يشكل جزءا من تراث الحضارة الإسلامية الممتدة .

فأهمية التراث المغربي والعناية به يعد - في رأينا- مصدرا من مصادر الإبداع ويشكل مادة هامة لإغناء وإثراء المكتبة الوطنية بوثائق ومخطوطات ودراسات قيمة، مساهمة في تكوين وعي إنساني متجذر ومتنامي عند الباحثين المغاربة بالقضية الثقافية في بعديها العلمي والوطني، وإيمانا منا بأن تراث الأمة المغربية خير ما يربط تنوعها الإثني ويوحد أجيالها الناشئة بعقيدتها الدينية الموحدة وأصالتها الثقافية وخصوصيتها الحضارية.

وفي ما يلي نستجلي مناحي بعض أعمال علمائنا المغاربة الأفذاذ من حوز الريف الإسلامي من أرض المغرب الأقصى، الذي لم يستوف حقه من الدراسة والبحث بل مازال – كما قلت سالفا – يحتاج إلى كشف الستار عنه، لتفرق وتناثر مادته العلمية النفيسة بين المصادر الأصلية المخطوطة والمطبوعة، فيكون العثور عليها بمثابة التنقيب عن اللآلئ والجواهر في قعر بحر مظلم.

كما يعد إخراجه من غياهب النسيان والإهمال ونفض الغبار عنه من الجهاد العلمي النافع، وإضاعته ضياع للذاكرة والروح وهوية الأمة المغربية الإسلامية الموحدة، وللثقافة الإنسانية في ثرائها وتنوعها.

والذي يحز في نفسي ويُجسِّم الخطر عندي أن ورثة هذا التراث الريفي الإسلامي المغربي هم الآن أقلّ خَلَفٍ شوقا واهتماما إلى نشره وأبعدهم عن معاناة المشقة في استقصاء أخبار من غبر من علمائهم وهداتهم من أسلافهم، ولا عجب فقد كان الدين والإيمان والعلم والجهاد لعهدهم هو ميزان الرجال، ومقياس العقل وقسطاس الحكمة، وما عق هذا الخلف من أبناء الريف أبوة من غبر من أسلافهم إلا لأسباب أخذت عليهم طريقهم ولو أن جلها ليس مما يبرر هذا العقوق أو يعذر منه.

وقد انتدبت نفسي وهو جهد المقل لمداواة هذا العقوق سيرا على طريق من سبقني من رجال العلم والفكر الذين بذلوا ولم يضنوا، وأظهروا وأخرجوا في رجال العلم و التاريخ بحوز الريف الأوسط الإسلامي التليد الذي هو جزء لا يتجزأ من أرض وطننا المغرب الحبيب كتبا نفيسة ودراسات جادة تُعرِّف الناس بهم وبأقوالهم وأخلاقهم وفضائلهم وما سوغوا من الحكمة وما رزقوا من الفضل والصلاح والتقى. وحتى لا تخرج هذه الكلمة الواجبة عن القصد فسوف أكتفي ببيان هذا القدر.

وأدعو الله عز وجل أن ييسر لهذا التراث العلمي النافع علماء ودارسين شتى، كل في مجال تخصصه وأُهيب بالمتخصصين الغيورين الصادقين، ليحطوا الرِّحال لوقفة طويلة أمام تراث فريد و طريف.

بداية أقول: لقد عرف المغرب الأقصى وتحديدا شمال المغرب حياة روحية كانت البذور الأولى لظهور التصوف السني المغربي بهذه المنطقة .

وحوز الريف عرف كغيره من مناطق المغرب ظهور رباطات وزوايا صوفية يغلب عليها جانب السلوك والأخلاق لا جانب الحقائق والإشراق، لكن لا يفهم من كلامي هذا أن التصوف الموسوم بالنزعة السلوكية الأخلاقية عار عن الذوق الروحي الذي يصطلح عليه القوم بعلم "الإشارة" أو "الحقائق"، بل غلب عليه السلوك والإتباع، بسبب فرط العُجمة على المغاربة في أوائل تاريخهم. ومع مرور الزمن وتطور الدور العلمي والثقافي في المنطقة، الذي تجلى في مقدمتها آنذاك نشر الكتاتيب القرآنية (المسيدات) وبناء المساجد والمدارس والمعاهد العلمية والرباطات وتدبيرها من طرف شيوخ العلم والتصوف، ونشر الثقافة العامة بين الناس–أي غير القارئين- عن طريق مجالس الذكر وإحياء ليالي التعبد وتنظيم المواسم الدينية، وكما هو معلوم فإن الريف يقع على ساحل البحر الأبيض المتوسط مما جعله يمتاز عبر تاريخه الديني الإسلامي امتدادا لروح الجهاد والرباط في الثغور صدا للغزاة القادمين من جهة الساحل البحري للمغرب.

وكان من ثمرات هذا وذاك ظهور علماء أجلاء ذاع صيتهم في الآفاق وعم نفعهم في المغرب والمشرق ومن بين أبرز هؤلاء الأعلام الشيخ النسابة والمؤرخ الهمام العلامة المحدث المسنِد عبد الحق بن إسماعيل بن أحمد بن محمد بن الخضر البادسي الغرناطي كان حيا سنة 722هـ والذي ينتهي نسبه إلى قيس بن عبادة الخزرجي وهذه الإشارة وأمثالِها -مما سيأتي- قاصمة ظهر لدعاة التعصب والرجعية من أتباع أمازيغ يفهم منها أنه لا يمكن التحقق من صحة وصفاء أعراقهم الأمازيغية كما يدعون لأنه يستحيل ذلك لاختلاط الأنساب وتمازج الدماء في العروق بين العرب وأبناء أمازيغ منذ دخول الإسلام إلى أرض المغرب الأقصى.

أقول: هذا العالم القدوة الذي استوطن أحد أجداده غرناطة وانتقل جده الأعلى إلى بادس وبها ولد عبد الحق في حدود منتصف المائة السابعة للهجرة (650هـ)، وقد تلقى علومه عن والده، وجماعة من شيوخ بلده، وتردد على عاصمة العلم آنذاك فاس وسمع من شيوخ العلم بها، وممن أخذ عنهم الإمام القدوة الشيخ أبو إبراهيم الأعرج الورياغلي، وممن تلقى عليه العلم وسمعوا منه كتابه (المقصد الشريف)، جماعة من شيوخ مدينة فاس منهم عبد المهيمن الحضرمي الملقب (بالصغير)، ويحيى بن أبي طالب اللَّخمي العزفي وغيرهم كثير 1.

وقد صنف كتابين اثنين لا يعرف من آثار مترجمنا سواهما:

* أحدهما: ((طبقات الأولياء ))2.

* والآخر: ربط به ماضي تاريخ الريف الإسلامي بحاضره، سماه:{ المقصد الشَّريف والمَنزع اللَّطيف في التعريف بصلحاء الريف}؛

الذي قام بتحقيقه الأستاذ البحَّاثة سعيد أحمد أعراب- رحمه الله-3. وهو موضوع المقال ولب البحث، وقد جعله – أي المصنف- في مقدمة وثلاثة أقسام ، أشار في المقدمة إلى الغرض والباعث الذي دعاه إلى تصنيف هذا الكتاب فقال- رحمه الله-: "وبعد، فإن علماءنا المتقدمين -رضي الله عنهم- قد اعتمدوا بما ظهر لسالف هذه الأمة من الكرامات، ومهدوا القواعد التي قامت عليها أصول المقامات، وفسروا ما غمض من إشاراتهم، وكشفوا عن خفي عباراتهم، ونقلوا ما صح من كراماتهم، كالإمام الأوحد أبي القاسم القشيري، والعلامة الأعرف أبي طالب المكي، والحافظ المحافظ أبي نعيم الأصبهاني...؛

وكلهم إنما ذكروا أهل المشرق، غير معرجين على أهل المغرب، ثم إن الأديب المحسن المتفنن يوسف بن الزيات، أتى في كتابه الموسوم بـ" التشوف إلى رجال التصوف" بآيات3؛ وذكر أن الحامل له على تأليف ذلك الكتاب، ما أهمله من تقدم من المصنفين والكُتَّاب، فذكر فيه جملة من صلحاء المغرب، بأدب بارع وشأن مغرب، وبالغ في ذكر المصامدة، مظهرا لكل شيخ محاسنه ومحامده، ولم يعرج في تلك الأحياء، على ذكر أحد من الأحياء، وجعل المنتهى فيما إليه انتهى سنة ست عشرة وستمائة4؛ وغفل فيما آثره من الحسن والإحسان، عن الريف الكائن ما بين مدينتي سبتة وتلمسان؛ ولعل ذلك لبعده من مكانه، وعدم اتصاله بأحد من سكانه، فانطمس عليه معرفة أبنائه، وعز لديه تسوغ أخبائه؛ وقد كان استقر بالريف المذكور، في سائر الأزمنة كل مشهور، لم يقصر في جده عن الأكابر، المشتهرة ولايتهم في الزمن الغابر، فرأيت تتميم صلته، وتنظيم فيصلته، بذكر من كان ببلاد الريف، من ولي يجب به التعريف، حتى يعلم انه كان بريفنا المهمل، من أحسن في الطاعة وأجمل…"5.

والناظر في كلام المؤلف يستشف منه جملة من الفوائد أهمها:

§ إن مشروع مترجمنا كما قرر في مقدمة كتابه كان تتمة لما بدأه ابن الزيات في كتابه "التشوف إلى رجال التصوف"6 الذي ألفه سنة 617هـ ، والذي احتوى على رجالات العلم والولاية والصلاح والكرامات بالمغرب وأكثرهم من صلحاء الجنوب وذلك إلى حدود سنة 517هـ.

§ إن المقصد الأسمى من كتابة تأليفه ، هو استدراك ما فات ابن الزيات ذكره من رجال العلم والصلاح بمنطقة الريف الأحياء منهم والأموات .

v منهج المؤلف –رحمه الله -:

أما أهم ما نقوله عن الكتاب من جهة منهجه ومواضيعه وأسلوبه وأشياء عرضت لنا حين القراءة على ضيق الوقت والتباسنا بالعجلة أنه جاء في ثلاثة أقسام ، تحدث في القسم الأول عن المقامات والكرامات وضمنه أربعة فصول :

o أولها: في الولاية والولي، تناول في هذا الفصل مفهوم الولاية؛ وذكر أن الولاية على ضربين: ضرب خاص، وضرب عام، الخاص قوله تعالى: {إِنَّ وَلِيِّيَ اللّهُ الَّذِي نَزَّلَ الْكِتَابَ وَهُوَ يَتَوَلَّى الصَّالِحِينَ}7، والعام: ولاية المؤمنين، قال الله تعالى:{اللّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُواْ يُخْرِجُهُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّوُرِ }8،وقوله سبحانه:{ وَاللّهُ وَلِيُّ الْمُؤْمِنِينَ }9.

ثم نقل الحديث عن طبقات الأولياء مقلدا في ذلك ما جاء به الشيخ أبو الحسن علي بن محمد المراكشي في كتابه مناقب الأولياء وصفة سلوك الأصفياء) فجعلهم ثلاث طبقات الأولى: صفتهم علم اليقين، والطبقة الثانية: صفتهم عين اليقين، والطبقة الثالثة صفتهم : حق اليقين .

o الثاني: تناول فيه مفهوم الفقر والفقير. وذكر أن الفقر هو الافتقار إلى الله تعالى في كل حال وفي كل نفس، وجعله محمودا: وهو فقر الاختيار، وفقر الاضطرار: هو أن يكون العبد مقترا عليه في معيشته جاهدا في اكتساب ما يتعيش به، وتكلم بعد ذالك عن الأفضلية بين الفقر والغنى واختلاف الناس في ذلك بين مادح للفقر قادح في صفة الغنى، مائلا إلى تفضيل الفقر عن الغنى، لعلة وهي '' أن الواجب على العبد أن لا ينازع مولاه سبحانه وتعالى ما اختص به، بل يلتزم الذل والفقر ، فهو اللائق به'' 10.

o الفصل الثالث: مفهوم التصوف وبداية ظهوره، واختلاف العلماء في سبب التسمية، وتعقب كل التعاريف التي وردت في الباب، ثم ختم بقوله : ((والكلام في الصوفي والتصوف كثير، وإيراده يقطع دون المراد))11.

قلت: والخلاف في تعريف أصله واشتقاقه مشهور، بل اختلفوا اختلافا متباينا حتى تناقضت وتعارضت تعريفاتهم وهذا ما قصده المصنف من كلامه السالف12.

o الفصل الرابع: خصه في إثبات كرامات الأولياء ، تطرق فيه بالجملة على جواز خرق العادة للأولياء، فأورد موقف أهل السنة في الكرامة، وتعرض لاختلاف العلماء في مواقفهم من كرامات الأولياء .

وهذا الأمر هام لأن الخارق قد يظهر على يد المبطل من ساحر وكاهن وراهب فيحتاج من يستدل بذلك على ولاية أو لياء الله تعالى إلى فارق، وأولى ما ذكروه أن يختبر حال من وقع له ذلك فإن كان متمسكا بالأوامر الشرعية والنواهي كان ذلك علامة ولايته ومن لا فلا. وإن كرامات الأولياء قد تقع باختيارهم وطلبهم وهذا هو الصحيح ومنهم من قال أنها لا تقع باختيارهم وطلبهم، ومنهم من قال إن الكرامة قد تكون بخوارق العادات على جميع أنواعها ومنعه بعضهم وادعى أنها تختص بمثل إجابة دعاء ونحوه وهذا غلط من قائله وإنكار للحس.

ثم يفرق بينها وبين المعجزة بأن المعجزة تقع على حسب دعوى النبوءة أي أنها تقترن بدعوى الرسالة أما الكرامة تكون دون دعوى النبوءة، فقال: -رحمه الله -: (( فإن قيل ما الفرق بين الكرامة والمعجزة ؟ قلنا: لا يفترقان في جواز الفعل إلا بوقوع المعجزة على حسب دعوى النبوءة ووقوع الكرامة دون دعوى النبوءة ، ودليلنا في إثبات الكرامة ما لا سبيل إلى رده في مواقع السماع ))13 .

والملاحظ من خلال كلام صاحب المقصد حول المسألة يتبين مدى التزامه بمفهوم (الكرامة) وعدم ميله في ما يدعيه أصحاب الغلو في مفهوم (الكرامة) الذين يسمون أنفسهم بالمتصوِّفة والتصوف منهم براء، فيصرح أن الكرامة إنما تكون لأهل الحق والإيمان فيقول: (( إن الساحر يدعو إلى نفسه غير مقتد بشريعة والولي مقتد بشريعة ومتبع لرسول قد وضحت دلائل صدقه ...)). 14



فضيلة الأستاذ زكرياء الريسوني الحسني العلمي

خريج كلية أصول الدين (جامعة القرويين).

وباحث دكتوراه بوحدة (تاريخ الأديان والحضارات الشرقية) .










رد مع اقتباس
قديم 2012-06-23, 17:50   رقم المشاركة : 405
معلومات العضو
ناصر الحسني
مشرف سابق
 
الصورة الرمزية ناصر الحسني
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

الشيخ نعيم النعيمي (1393هـ - 1973م)



الشيخ نعيم النعيمي (1393هـ - 1973م)
إبراهيم بدري

الشَّيخ نعيم النعيمي (1393هـ - 1973م)

(مجلة «الإصلاح» العدد 22)



إبراهيم بدري



هو العالم المتفنِّن الحُفَظَة الرُّحَلة، الفقيه المتضلِّع، المحدِّث المسْنِد، المقرئ المفسِّر، الأديب النَّسَّابة، الخطيب المُفوَّه، الشَّاعر المفلق، والمجاهد بلسانه ويده: نعيم النعيمي الجزائري.

أقول كلَّ ذلك غير مجازف ولا عَتْب عليَّ، ولا عجب، وإن كان العجب سنَّة متَّبعة في هذه النَّاحية الغربيَّة من الأرض الَّتي قد ألِفت خِصاء فحولها.

• اسمه ونسبه ومولده:

هو نعيم بن أحمد بن علي بن صالح النعيمي البسكريّ، ثمَّ القسنطينيّ.

سمي بادئ الأمر: النعيمي باسم جدِّه الخامس أو السَّادس، الَّذي تعرف به العائلة، ثمَّ اختصر إلى نعيم لتردُّده على الألسنة.

ينتسب إلى عشيرة «أولاد حركات» العربيَّة، الَّتي تنتمي إلى قبيلة «أولاد زكري» الَّتي تقطن بـ «الزيبان الغربي» وهي بطن من بطون «أولاد نائل» الأدارسة الأشراف[1].

ولد - رحمه الله - في صائفة عام 1327هـ - 1909م، سابع إخوته الثَّمانية، ببلدة سيدي خالد[2] في أسرة طيِّبة متعفِّفة تشتغل بالفلاحة والرَّعي في البادية ممَّا أكسبه قوَّة في الحافظة واعتدالاً في الطَّبع وتهيُّؤًا لتلقِّي العلوم.

وكان أبوه - كغيره من الأهالي - من مريدي الزَّاوية المختاريَّة إحدى زوايا الطَّريقة الرَّحمانيَّة في المنطقة، وهي قريبة من بلدته بضعة كيلومترات فقط.

• بداية الطلب:

بدأ وهو في البادية بحفظ القرآن الكريم على أخيه الجنيدي؛ فحفظ منه طرفًا ثمَّ انتقل إلى خاله في مدينة سيدي خالد الشَّيخ مصطفى بن الصَّحراوي البوسعادي؛ فأتمَّ حفظه عنده وعمره لا يتجاوز عشر سنوات! وقد بدت عليه مخائل التَّميُّز والعبقرية.

ثمَّ انتقل إلى الزَّاوية المختارية بـ «أولاد جلاَّل» حوالي (1919م) لعلاقة أبيه وأخيه بشيخ الزَّاوية؛ فمكث هناك نحو أربع سنوات من الاجتهاد والتَّحصيل، وكان ذلك لا يتاح إلاَّ للنُّجباء أو لمن له شفاعة حسنة.

فأخذ الفقه وعلوم اللُّغة والتَّفسير والأصول وشيئًا من المنطق والفلك وغيرها.

«وكان أهمّ المدرِّسين حينذاك بالزَّاوية المذكورة هما الشَّيخ: العابد السّماتي الجلالي (ت1959م) [والد المصلح الشَّهير محمَّد العابد الجلالي (ت1967م) رحمهما الله]، والشَّيخ مصطفى بن قويدر مبروكي (ت1945م)، وقد كان فقيدنا حتَّى أواخر أيَّامه يتحدَّث عنهما بكثير من الإجلال والتَّعظيم ويعترف لهما بالفضل الجزيل، وكان يصفهما بغزارة المعرفة والتَّمكُّن البالغ من المعارف الدِّينيَّة واللُّغويَّة والورع الشَّديد والتَّعبُّد الدَّائم ... ورغم وجودهما في بيئة طرقيَّة خرافيَّة ومجتمع متخلِّف فقد كانا على اتِّصال بالحركة التَّجديديَّة في الشَّرق عن طريق الكتب والصُّحف»[3].

والشَّيخ مصطفى بن قويدر هو من علَّمه القرآن مجوَّدًا، وكان من قبل يقرأه النَّاس على الطَّريقة التَّقليديَّة بالوقوف (المحمول) من غير إقامة الحروف ولا إعطائها حقَّها ولا مستحقَّها وتضييع المدود وغير ذلك ممَّا يعرفه أهلُ هذا الشَّأن، فيقع الطَّلبة في تحريف كلام الله عزَّ وجلَّ باللَّحن الجليِّ، فكان لذلك أثر في نفسه ليكون فيما بعد من المقرئين الأفذاذ، المحصِّلين للقراءات بالأسانيد العوالي.

فتخرَّج في[4] هذه الزَّاوية سنة (1342هـ - 1923م) بعد أن وعى واستوعب ما فيها.

وهذه المرحلة هي ركيزة علمه وزاده الَّذي تمكَّن به أن يواصل مسيره الطَّويل.

• الرحلة إلى تونس:

«... وحين لم يعد يجد من الزَّاوية ما يشفي غليله؛ توجَّه إلى تونس (1343هـ - 1924م) إلى جامع الزَّيتونة دون علم أهله؛ لكنَّه لم يطل المكث بها ولم يواصل الدِّراسة وعاد إلى مسقط رأسه بعد نحو ستَّة أشهر لقلَّة ذات اليد ولعسرة وجدها»[5].

• الرحلة في ربوع الجزائر:

تميَّزت هذه الرِّحلة بطول النَّفَس وعمق في المقاصد؛ فكانت كأنَّها خرجة مغاضب أو صولة مغالب، ويا ليت شعري هل من عدوٍّ أعدى من الجهل وأهله؟! وهل هناك ما هو أولى بالمغاضبة والمغالبة منهما؟! فكبير النَّفس يغاضب وقد يغالب، وصغيرها لا يملك إلاَّ أن يبكي نفسه إن تمكَّن منها الجهل وليس هناك أسوء حالاً ممَّن لا يبكي نفسه ولا يغاضب ولا يغالب.

خرج هذا الفتى في رحلة دامت عشر سنوات[6] (1926 - 1936) سائحًا في الأرض، طالبًا لكلِّ ما ينفعه من العلم والحكمة والحنكة والتَّجريب، فزار معظم مدن الجزائر وأريافها إلاَّ الصَّحراء الكبرى، فكان يتقلَّب بين القضاة والمشايخ والمفتين والمدرِّسين وخزائن الكتب والمخطوطات.

فطفق يحفظ كلَّ ما يجده في طريقه لسيلان ذهنه وتمكُّنه من آلات العلم، ويقتني النَّوادر من الكتب والمخطوطات حتَّى اجتمعت عنده مكتبة عظيمة، وهي الآن ليست عظيمة![7].

وقد استفاد منه فيما بعد الدُّكتور أبو القاسم سعد الله أثناء تأليف كتابه «تاريخ الجزائر الثَّقافي» فقال في مقدِّمته: «واستفدت من خبرة عدد من المهتمِّين بالمخطوطات أمثال الشَّيخ نعيم النُّعيمي الَّذي كان يمتلك مكتبة غنيَّة بالنَّوادر ... »[8].

لم يكن لفتى منطلق كالنُّعيمي أن يجعل في عنقه ربقة إلاَّ ربقة الإسلام النَّقي الَّتي تصله بما بقي من آثار السَّلف الصَّالح وتقطعه عن كلِّ ما أحدث بعدهم من المحدثات وتنتشله من أوحالها.

قال الأستاذ بلقاسم النُّعيمي - ابن أخ مترجمنا - حاكيًا عنه: «وقد حكى عن نفسه أنَّه مارس التَّجربة الصُّوفيَّة في مدَّة ما مِنْ هذه المرحلة فانقطع عن النَّاس أيَّامًا وأخذ يصوم ويكثر من التَّهجُّد والعبادة، ولأمر ما أقلع عن هذه التَّجربة ولم يعد إليها بعد ذلك.

ويبدو أنَّ تأثير الأفكار السَّلفيَّة هو الَّذي ثناه عن السَّير في هذا الاتِّجاه»[9].

وما هذه الأفكار السَّلفيَّة إلاَّ آثار السَّلف الَّتي أمرنا باقتفائها في الدِّين.

وكلُّ خير في اتِّباع من سلف *** وكلُّ شرٍّ في ابتداع من خلف

وكانت هذه الرِّحلة تشوف للاطِّلاع إلى ما هو كائن ثمَّ الخوض بعد فيما يجب أن يكون.

كما كان يطَّلع على ما يُكتَب في العالم الإسلامي من خلال أعداد الصُّحف والمجلاَّت الَّتي جمعها.

قال الأستاذ بلقاسم النُّعيمي: «وقد شاهدت بين الكتب الَّتي جمعها في تلك الفترة أعدادًا من مجلَّة «المنار» و«الإسلام» و«الفتح» و«الزَّهراء» و«الرِّسالة» المصريَّات، و«الشِّهاب القديم» و«الشِّهاب» و«الإصلاح» و«البصائر» الجزائريَّات، وعن طريق الصحف اطَّلع على أفكار الحركة الإصلاحيَّة واعتنقها عن إيمان واعتقاد»، وتفتَّحت موهبته الشِّعريَّة في هذه الفترة حيث نظم كتاب النَّحو المشهور «قطر النَّدى وبلُّ الصَّدى» لابن هشام، وكان ذلك سنة (1929م) في مسعد[10].

يقول[11] الشَّيخ حمة قدور زهانة - زميل الشَّيخ وابن بلده - بأنَّهما درسَا معًا علم العروض وصناعة الشِّعر على الشَّيخ أحمد بسطامي (1890م ـ 1980م) [12].

ونحن لا ندري في أيِّ زمن كان ذلك؛ فلعلَّه أن يكون في هذه الرِّحلة قبل عام (1929م).

• انضمامه إلى «جمعية العلماء» أثناء رحلته:

«وحين تأسَّست «جمعيَّة العلماء المسلمين الجزائريِّين» سنة (1931م) اشترك في اجتماعها التَّأسيسي كعضو عامل وتعرَّف على رئيسها عبد الحميد بن باديس وأصبح من دعاتها في ناحية الغرب الجزائري»[13] في مدينة الشّلف، وبقي له فيها الأثر الطَّيِّب والذِّكر الحسن في الدَّعوة إلى الله.

في سنة (1936م) عاد إلى مسقط رأسه فتزوَّج بإحدى بنات عمومته ولم يطل المكث ورجع إلى الشّلف ليواصل مشواره المبارك.

عند نشوب الحرب العالميَّة الثَّانية جمَّدت السُّلطة الاستعماريَّة نشاط جمعيَّة العلماء وضيَّقت على زعمائها؛ ونفته إلى مدينة طولقة ببسكرة، فأسَّس بها مدرسة حرَّة واشتغل بالخطابة بها، وكان يدرِّب فرق الكشَّافة في الجبال المجاورة.

«في سنة (1943م) وبعد احتلال قوَّات الحلفاء للجزائر نفته السُّلطات المحلِّيَّة من طولقة؛ اضطرَّ إلى تجميد نشاطه لمدَّة سنة»[14] عاد فيها إلى مدينة «سيدي خالد» فكان تلامذته يأتونه إليها ليلاً.

ثمَّ انتقل بعدها إلى بسكرة وكوَّن فيها معهدًا للتَّعليم وكان من بين تلامذته به العربي بن مهيدي - رحمه الله -، دام المعهد ثلاث سنوات إلى أن فتح معهد ابن باديس في (1947م) بقسنطينة اختير مدرِّسًا به ونِعْمَ الاختيار!

قال عنه الأستاذ محمَّد المهدي بن علي شعيب صاحب كتاب «أمّ الحواضر»: «كان من بين أساتذة المعهد اللاَّمعين المخلصين؛ فتراه ينتقل بين المعهد وفرعيه «سيدي قموش» و«سيدي بو معزة» في اليوم الواحد مرَّات حتَّى يرى في الطَّريق مهرولاً خوفًا من فوات الوقت المحدَّد، وكان محبوبًا من طرف التَّلاميذ لتواضعه وبساطته وفكاهته اللَّطيفة في حلقات الدَّرس»[15].

وكان فعَّالاً نَشِطًا في المعهد وخارجه في أنحاء الوطن وحتَّى في الخارج؛ فقد حضر المؤتمر الإسلامي الثَّقافي المنعقد بتونس (1949م).

ولمَّا اندلعت ثورة التَّحرير كان من الملبِّين للنِّداء فاشتبه في أمره فنفي من قسنطينة ليعود إلى مسقط رأسه وبثَّت عليه العيون واستمرَّ به يحرِّض على الجهاد ويزيل اللَّبس ويوحِّد الصُّفوف ويجمع الكلمة ويحفظ عورة المسلمين عن عيون الكفرة الَّتي كشفها عشَّاق الرِّياسة، وهذا دأب السُّفهاء وذاك دأب العلماء.

ولم تمنعه هذه الأيَّام العصيبة من العطاء؛ فقد أنشا مدرسة للبنات وجعل على تدريسهنَّ ابنة له اسمها «الزّهرة» وجلب لهنَّ الكتب المصوَّرة من تونس[16].

ثمَّ نفي إلى المسيلة؛ فارتحل وكان قد سمَّى نفسه «صالح منصور» تفاؤلاً منه بالصَّلاح والنَّصر على أعدائه، والتحق بجبال الحضنه مع أنَّه كان منهك القوى وجرح في إحدى المعارك ممَّا اضطرَّ الثُّوَّار إلى نقله إلى تونس لعلاجه سنة (1957م)، ولمَّا شفي كلَّفته قيادة الثَّورة سنة (1958م) بمهمَّة المسامرات وهي توعية الجزائريِّين في تونس لدعم الثَّورة ولفت انتباه الإخوة التُّونسيِّين.

وقد توافقت هذه المهمَّة مع توجُّهاته فعاد إلى البحث والتَّنقيب عن كلِّ ما له صلة بالعلم وحنَّ إلى الطَّلب «وتتلمذ على أكابر علماء الزَّيتونة وخاصَّة في مادتي القراءات والحديث.

وفي هذا الصَّدد ختم القرآن عدَّة مرَّات بالقراءات السَّبع ... كما اتَّصل بعلماء الحديث وقرأ عليهم الكتب الصِّحاح وروى عنهم مرويَّاتهم في الحديث وحصل على إجازاتهم الخطيَّة أيضًا»[17].

وقد حجَّ سنة (1961م)، ومرَّ على دمشق وحمص وبيروت والقدس والقاهرة ... باحثًا عن الكتب النَّادرة، ومتَّصلاً بالعلماء ... ، وقد تفرَّغ شيخ القرَّاء الشَّيخ عبد العزيز آل عيون السّود (ت1399هـ - 1979م) لإقرائه لما رأى فيه من الألمعيَّة، وكان قبلها لا يستقبل أحدًا، فأخذ عنه القراءات الأربعة عشر والشَّيخ عبد العزيز أخذ عن النُّعيمي الحديث، وقد ذكر حفيده بأنَّه لقي العلاَّمة الألباني - رحمه الله - وأجازه.

ولمَّا عاد من رحلته الأخيرة بعد الاستقلال عيِّن مفتِّشًا عامًّا بوزارة الشُّؤون الدِّينيَّة بقسنطينة وأحوازها.

ومثَّل الجزائر في مؤتمرات دوليَّة:

في (1963) المؤتمر الإسلامي لبدايات الشُّهور القمريَّة في تونس، وقدَّم فيه بحثًا.

(1968) مؤتمر مجمع البحوث الإسلاميَّة، وكان عضوًا فيه.

(1969) المؤتمر الإسلامي الدّولي في ماليزيا، قدَّم بحثًا في الصَّوم وعيد الفطر.

• ثناء الناس عليه:

وقد أثنى عليه ضرغام العربيَّة الشَّيخ البشير الإبراهيمي ثناءً عطرًا - وكفى به ثناءً - فقال: «أمَّا الشَّيخ نعيم النُّعيميّ؛ فهو عصاميٌّ في العلم، وحجَّة على أنَّ الذَّكاء والاستعداد يأتيان - مع قليل من التَّعليم - بالعجائب.

والرَّجل مجموعة مواهب، لو نظِّمت في الصِّغر ووجِّهت؛ لجاءت شهادة قاطعة على أن لا مبالغة في كلِّ ما يروى عن أفذاذ المتقدِّمين؛ فهو يحفظ الأحاديث بأسانيدها - لا على طريقة عبد الحيّ[18] -، ويحفظ عدَّة ألفيَّات في السِّير وعلوم الأثر والنَّحو وغيرها، ويحفظ كثيرًا من متون العلم، ويجيد فهمها وتفهيمها، ويحفظ جزءً غير قليل من اللُّغة مع التَّفقُّه في التَّراكيب، ويحفظ أكثر ممَّا يلزم الأديب حفظه من أشعار العرب؛ قديمها وحديثها، ومن رسائل البلغاء قريبًا من ذلك، ويقرض قطعًا من الشِّعر كقطع الرّوض؛ نقاء لغة، وصفاء ديباجة، وحلاوة صنعة، وقد أسلس له الرَّجز قياده؛ فهو يأتي منه بالمطوَّلات؛ لزوميَّة منسجمة سائغة، في رويَّة تشبه الارتجال، وهو ثاني اثنين من رجَّاز العرب في عصرنا هذا، ولو شئت؛ لذكرت الأوَّل[19] ... وإنَّما آثرت نعيمًا بهذه الكلمات؛ لأنَّه ليست له شهادة؛ فجئته بهذه الشَّهادة[20]».

وقال الدُّكتور أبو القاسم سعد الله - متحدِّثًا عن الأستاذ محمَّد بن عبد الله المغربي مدير مجلة «دعوة الحقّ» -: «وقد أبدى إعجابه ببعض علمائنا أمثال الشَّيخ أحمد حمَّاني ... والشَّيخ المهدي البوعبدلي ... والشَّيخ نعيم النُّعيمي (الذي عرفه قبل وفاته) لتبحُّره في علوم الفقه والأخبار»[21].

لمَّا ارتأى البشير الإبراهيمي توسيع دائرة لجنة الإفتاء؛ اختاره مع خمسة من المشائخ ووصفهم فقال: «من العلماء المشهود لهم بسعة الاطِّلاع، وحسن الإدراك لحوادث هذا العصر ... وكلٌّ منهم مشهور بالذَّكاء واستحضار النَّوازل وبالبراعة في تنزيل الأحكام الشَّرعيَّة على النَّوازل الفقهيَّة»[22].

• آثاره:

لم يترك النُّعيمي مؤلَّفات تتناسب مع علمه من حيث كثرتها لانشغاله بتخريج الرِّجال عن إخراج المصنَّفات، فقد عاجلته المنيَّة فحالت بينه وبين ما كان يؤمِّله من كتابة مذكِّراته وتحقيق ما كان ينوي من المخطوطات.

وعرف من آثاره ما يلي:

«1- «نظم قطر النَّدى وبلّ الصَّدى» نظم رائق على طريقة الأوَّلين من (478) بيت، انتهى منه في (1929)، وهو في العشرين من عمره، رجز سَلِس لا حشو فيه ولا انكسار ولا اضطرار.

2- مقطوعات شعريَّة وقصائد مبعثرة بين أوراقه ودفاتره.

3- محاضرات حول المعركة الإصلاحيَّة في العالم الإسلامي وفي الجزائر ودروس في التَّفسير ألقاها على طبقة كليَّة الآداب بجامعة قسنطينة.

4- الأبحاث الَّتي قدَّمها إلى المؤتمرات الإسلاميَّة الَّتي حضرها.

5- مقتطفات وتعليقات مسجَّلة بخطِّ يده على هوامش الكتب المطبوعة أو المخطوطة ...»[23].

• طرائفه:

كان الشَّيخ ظريفًا منبسطًا ذا دعابة، فكان ممَّا يمازح به جلساءه على مائدة الطَّعام إنشاده:

وخير ما في شرقنا يلتمس *** حبّ مكركب يسمَّى الكسكس

وقهوتان في الصَّباح والمسا *** ومن يزد عليهما فقد أسا[24]

- ومن طرائفه أنَّه كان في مهمَّة تفتيش، وكان معه ابنه الصَّغير فنسيه في باتنة وارتحل إلى بلد آخر حتَّى أخبر بعد ذلك فتذكَّره وأتوه به.

كان - رحمه الله - حاضر النُّكتة، سريع البديهة، فصيح اللِّسان، رزين القول، لا يملُّ له حديث في الجدِّ والهزل، دائم التَّحيُّن للفرص كي يربط الوسائل بالمقاصد ويذكِّر الشَّباب بالعبء الملقى على كواهلهم؛ فمنها أنَّه وضع لطلاَّبه امتحانًا في الصَّرف في تصغير «دار وباب وكتاب» فاستشكلوا ذلك فقال على البديهة:

حسبتكم الشم المقاديم في الجلى *** تعدون صعب الأمر عندكم سهلا

وها حين جدَّ الجدُّ قلتم بأنَّنا *** دهينا واسقينا على ضما مهلا

إلى أن قال:

أيعجزكم تصغير دار وبابها *** ومن لمعان البرق أمرهما أجلى

وعهدي بكم أزكى شباب عرفته *** به رسمت للشَّعب خطته المثلى

مضارب أمثال إذا ما مررتموا *** بجو يميت العقل أحييتم العقلا

بمجهودكم تغدو الجزائر حرة *** بكم تسترد العز والمجد والنبلا[25]

• وفاته:

كان لا يأبه بنفسه ولا يعتني بها حتَّى تعاورته الأمراض فأقعدته ولم تزل به حتَّى وافته المنيَّة سنة (1973م) في قسنطينة ودفن بها وشهد جنازته أمَّة من النَّاس لا يحصون كثرة.

وقد رثاه ممَّن رثاه الشَّاعر محمَّد عاشور[26] بقصيدة منها:

رأينا به شهوقًا لا يضاهى *** ونورًا يستضيء به الشَّباب

وركنا للعلوم به تجلت *** حقائق كان يسترها حجاب

ومنطيقا له الأدب المروى *** جهورا لا يمل له خطاب

ونبعا قد تكاثر واردوه *** ولكن غيض وانتصر السراب

أصيل في العروبة بانتساب *** له العربية الفصحى انتساب

فهل غاب النعيمي فينا حقا *** وتنساه العشيرة والصحاب

إلى أن قال:

فنم في الخلد والرحمات تترى *** ومن رب الوجود لكم ثواب

رحمه الله فقد عاش حميدًا ومات فقيدًا.



[1] وكان قد أملى على بعض طلبة سيدي خالد عمود النَّسب، وإملاؤه محفوظ متداول.

[2] نسبة إلى خالد بن سنان العبسي الَّذي يدَّعون أنَّه نبيٌّ مدفون بها، وللشَّيخ عبد المجيد حبَّة كتاب «قيد الأوابد من حياة خالد» مخطوط، وقد قاربت على إتمام تحقيقه بإذن الله.

[3] «مجلَّة الأصالة»: (العدد16/ص42) مقال: «الشَّيخ نعيم النُّعيمي في ذمَّة الله» كتبه بلقاسم النُّعيمي.

[4] نقول: «تخرَّج في» ولا نقول: «تخرج من»، قال بذلك العلاَّمة تقي الدِّين الهلالي في كتابه: «الدَّعوة إلى الله» (ص166).

[5] المرجع نفسه (ص43).

[6] وهم بلقاسم النُّعيمي، فقال: اثنتي عشرة سنة (ص43).

[7] هي الآن محفوظة في جامعة الأمير عبد القادر بقسنطينة. في مكتبة الشُّيوخ، بعد أن ضاع منها الكثير.

[8] «تاريخ الجزائر الثَّقافي» (1/ 31).

[9] «مجلة الأصالة» (ص43) (العدد16).

[10] وهم بلقاسم النُّعيمي فجعله قبل هذه الرِّحلة.

[11] أخبرني بذلك الأستاذ محمَّد الطَّاهر خير الدِّين عنه.

[12] وهو من علماء سيدي خالد الَّذين طلبوا العلم قديمًا في جامعة القرويين في فاس ويعرف بابن شليحة، وقد اشتغل بالتَّدريس في الزَّاوية الحملاوية في قسنطينة، وكان يومًا ما منتظمًا في سلك جمعيَّة العلماء.

[13] «مجلَّة الأصالة» (ص43) (العدد16).

[14] المرجع نفسه (ص44).

[15] «أعلام من بسكرة» (ص132) فوزي مصمودي.

[16] أخبرني بذلك الأستاذ محمَّد العربي حرز الله وقد شهد ذلك وعايشه.

[17] «مجلة الأصالة» (ص46) (العدد16).

[18] وهو الكتاني.

[19] يعني الشَّيخ نفسه، وهو محقٌّ، فإنَّه كما يقال: «لم ير مثل نفسه».

[20] «آثار الإبراهيمي» (2/ 219 - 220).

[21] «تجارب في الأدب والرّحلة» (ص221) سعد الله.

[22] «آثار الإبراهيمي» (5/ 309).

[23] «مجلة الأصالة» (ص49) (العدد16).

[24] أي أساء، أنشدني البيتين ابن أخيه مصطفى النُّعيمي أمدَّ الله في عمره.

[25] «النُّصوص الأدبيَّة» (4/ 436).

[26] من شعراء سيدي خالد.










رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 03:22

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2023 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc