السلام عليكم
لقد قرأت بعض ما تفضلتم به و لم أجد أي شيئ عن قبيلة بني هديل الموجودة في غرب تلمسان و حسب ما أعرف و ما بحوزتي فهناك شجرة للأنساب تصل الى جدنا سيدي أحمد بن علي الشريف و الذي يعود نسبه الى سيدي مسعود السرحاني الوادغيري.
و اليكم مقالا أعددته بنفسي ارجو أن يكون في المستوى المطلوب:
سيدي مسعود السرحاني هو الجد الأول لما يعرف اليوم بقبيلة بني هذيل المستقرة بغرب مدينة تلمسان, هذه المنطقة الجبلية الممتدة من سبدو شرقا الى جبال صبرة غربا و تيرني'بني ورنيد' شمالا الى بني سنوس جنوبا تسمى اليوم عين غرابة و هو اسم أطلق عليها في الحقبة الاستعمارية , كان اسمها قبل ذلك المطمورة و قبلها السادات نسبة الى الأولياء الصالحين الذين يمثلون رمزا لهذا المجتمع المعروف ب 44 ولي.
سيدي مسعود السرحاني الوادغيري كما ذكره كتاب السلسلة الوافية و الياقوتة الصافية للامام أحمد بن محمد العشماوي, هو مسعود ابن محمد ابن أحمد أبن ميمون و المنسوب الى سيدي ادريس ابن الحسن ابن فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه و سلم, عاش في مدينة فاس في عهد موسى بن ابي العافية(313 ه), فر منها بعد ما قتل بعض الأشراف الذين تعرضوا للتعذيب أحد أعوان الملك في اتجاه جبل بني سنوس و استقر مع ابنه حساين و بنتيه فاطمة و رقية عند رجل اسمه شعيب بن عبد الحليم, أما أولاده الأربع الآخرين فأخذو اتجاهات أخرى بين مراكش و بني يزناسن.
دفن سيدي مسعود بجبل موطاس بالقرب من منطقة تمكسالت بصبرة.
أما ابنه سيدي حساين فقد استقر مع بني حبيب في عين غرابة , و عاشت ذريته معهم حتى القرن الثامن الهجري حيث بدأت هجرات بني حبيب في زمان سيدي أحمد الشريف.
و فيما ذكر سلف هاته المنطقة عن بني حبيب فقيل أن سيدي أحمد الشريف دعا عليهم و كان رجلا عالما صالحا تتلمذ على يد الشيخ سيدي احمد بن الحاج حيث ذكر أنهم شكوه الى الحاكم العثماني في تلمسان لأمر ما و كان موسم 'وعدة بني ورنيد' قد بدأ فأمر هم بذبح الشاة و خنق الأخرى و طلب منه تقسيم الطعام , فقام بعزل الطعام الذي لحمه حلال و تقديمه لأهله و تقديم اللحم الحرام للآخرين كرامة من الله, أمر بعدها الحاكم بعدم التعرض للشيخ و قيل أنه منحه بعض الهكتارات من أرض تلمسان الغربية(منطقة منصورة)و قام ببناء زاوية لتعليم القرآن في المنطقة المعروفة اليوم ب 'الهواء الجميل' بقي بعض آثارها (1).
و يذكر في كتاب البستان أن بعض السراق دخلوا روضته لسرقة الفاكهة فكانوا كلما حملوا المسروقات و هموا بالخروج وجدوا الباب مغلوقا فإذا أفرغوا الفاكهة فتح الباب وهكذا حتى الصباح فماكان منهم الا أن ذهبوا الى الشيخ و تابوا على يديه.
المراجع:
- السلسلة الوافية و الياقوتة الصافية في أنساب أهل البيت للامام أحمد بن محمد العشماوي
- البستان في ذكر العلماء و الأولياء بتلمسان.للامام ابن مريم الشريف.
- معجم الأنسان و الأسرات الحاكمة للمستشرق زامباور
1:روايات مذكورة عن السلف و مكان وجود الزاوية في حي الهواء الجميل(غير مؤكدة).