السلام عليكم أختي العزيزة
المؤمن في هذه الدنيا مبتلى ويبتلى المرء بحسب قوة إيمانه فهذه الدنيا زائلة والأخرة هي دار الخلود
وتذكري دائماً قوله سبحانه {وَبَشِّرْ الصَّابِرِينَ (155) الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ (156) أُوْلَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُوْلَئِكَ هُمْ الْمُهْتَدُونَ}. واعلم أنك مأجورة في كل ما تعانيه من ألمٍ نفسي ومالي وبدني في سبيل علاجه ورعايته وتيسير شؤونه، وثقي أن الله لا يضيع من أجرك شيئاً.
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : (يَوَدُّ أَهلُ العَافِيَةِ يَومَ القِيَامَةِ حِينَ يُعطَى أَهلُ البَلَاءِ الثَّوَابَ لَو أَنَّ جُلُودَهُم كَانَت قُرِّضَت فِي الدُّنْيَا بِالمَقَارِيضِ) رواه الترمذي (2402) ، وحسَّنه الألباني في"صحيح الترمذي
وعن أنس بن مالك رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قَالَ : (إِنَّ عِظَمَ الجَزَاءِ مَعَ عِظَمِ البَلاَءِ ، وَإِنَّ اللَّهَ إِذَا أَحَبَّ قَوْمًا ابْتَلاَهُمْ ، فَمَنْ رَضِيَ فَلَهُ الرِّضَا ، وَمَنْ سَخِطَ فَلَهُ السَّخَطُ) رواه الترمذي (2396) ، وابن ماجه (4031) وحسنه الألباني في "سنن الترمذي" .
وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : (مَا يَزَالُ الْبَلَاءُ بِالْمُؤْمِنِ وَالْمُؤْمِنَةِ فِي نَفْسِهِ وَوَلَدِهِ وَمَالِهِ حَتَّى يَلْقَى اللَّهَ وَمَا عَلَيْهِ خَطِيئَةٌ) رواه الترمذي (2399) وصححه الألباني في "صحيح الترمذي" .
صحيح أنه صعب أن يكون لك ولد معاق ولكن هاذا ماأراده اللَّه وهذه حكمة اللَّه فقد يكون هاذا الولد هو طريقك إلى الجنة أنت خوفك أنه سيبقى وحده إن كبر ولكن اللَّه هو أرحم من الأم بولدها وهو الذي خلقه وهو الذي يتولاه
وفي الصحيحين عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، أَنَّهُ قَالَ: "قَدِمَ عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِسَبْيٍ، فَإِذَا امْرَأَةٌ مِنَ السَّبْيِ تَبْتَغِي، إِذَا وَجَدَتْ صَبِيًّا فِي السَّبْيِ أَخَذَتْهُ فَأَلْصَقَتْهُ بِبَطْنِهَا وَأَرْضَعَتْهُ، فَقَالَ لَنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَتَرَوْنَ هَذِهِ الْمَرْأَةَ طَارِحَةً وَلَدَهَا فِي النَّارِ؟» قُلْنَا: لَا، وَاللهِ وَهِيَ تَقْدِرُ عَلَى أَنْ لَا تَطْرَحَهُ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَلَّهُ أَرْحَمُ بِعِبَادِهِ مِنْ هَذِهِ بِوَلَدِهَا»".
أختي: إن كنت مصابتا ؛ اعلم أن ابنك هذا مصاب بأضعاف ما حلّ بك، وإني أدعوك أن تكون رؤوفاً به/ا رحيماً لحالها عطوفاً عليها - وأنت إن شاء الله كذلك - وإياك ثم إياك أن تظهر الضجر والانزعاج أمامه/
ا، أو تتأوهي مما أصابك من تعب علاجه/ا، ومشقة مداواته/ا، فإن ذلك يزيده/ا حزناً على حزن، وبؤساً إلى بؤس، وكما تعلم فإن فئة المعاقين من أشد الناس حساسية وأظنك أدرى مني بذلك وأعلمي أختي الغالية أن اجرك مضاعف عن الام الذى
ابنها معافى وسليم
وكلما كنتى احن واطيب معة زاد اجرك عند الله
فمن يرحم العبد إلا اللَّه