الملاحظ في العشر ين سنة الأحيرة أن سلوك تلاميذ المدارس صار لا يطاق . وصارت طاقة الأستاذ مقسمة إلى قسمين 50 بالمئة للتدريس و50 بالمئة لفرض الانضباط داخل القسم. وهذا التغير في سلوك التلاميذ لم يأت من فراغ. إذا تعود أسبابه للقرارات الخاطئة لمن تولى مسؤولية وزارة التربية . ونقولها للأسف أسندت وزارة التربية في العشرين سنة الماضية وحتى أيامنا هذه لشخصيات من خارج قطاع التعليم. وكذا التساهل الكبير وتدليل التلاميذ . أيعقل أن يستمر تلميذ في الدراسة بمعدل 4 و5 لمدة أربع سنوات أو ست سنوات . لا يوجد في سلوكه ما يمكن أن نطلق عليه كلمة تلميذ. وعندما يشتكي منه الأساتذة . أقصى ما يمكن أن يناله هو الانتقال إلى مؤسسة أخرى ويستمر في نفس السلوك. وفي النهاية يخرج بعد أن يخلف وراءه كوارث . فكرة التعليم الإلزامي وحتمية أن يدرس التلميذ حتى سن السادسة عشرة فكرة تحتاج إلى إعادة نظر. هل نضحي بقسم كامل وفي أحيان كثيرة بمتوسطة كاملة من أجل عبث تلميذ أو تلميذين.
الحل يكمن في إعطاء الحق لمن يحتك مع التلميذ مباشرة . وإعطائه السلطة الكافية ليستطيع أن يفرض الانضباط داخل القسم. لا المدير ولا المراقب ولا حتى مدير التربية يعاني مع التلميذ. لذلك فمن المفرو ض أن تكون سلطة ضبط التلميذ. بيد الأساتذة
لذلك ينبغي أن يفعل مجلس التأديب بتغيير طريقة عمله. أن يقتصر أعضاؤه فقط معلى الأساتذة . دون تدخل الإدارة. وجعل أمر أنعقاده بيد الأساتذة . فعندما يشعر التلميذ ذو السلوك المنحرف أن هذه الأستاذة أو ذاك الأستاذ بيده أن يمنعه من الدراسة سيرغم على الانضباط . وإلا فمصيره الطرد. نحن لا نسعى لطرد التلاميذ ولكن إذا شعر التلاميذ أن للأستاذ سلطة عليه. فرغما عنه سيمتثل وينضبط.
هذا الإجراء إن طبق فستكون له انعكاسات إجابيه على الجميع من أبسط عامل إلى وزير التربية. فالمشكل الوحيد الذي تعاني منه مدرستنا هو مشكل أخلاقي .فلا فائدة من المناهج ومن المقررات إذا كان التلميذ غير منضبط في سلوكه.
الذي يحيرني ولا أجد له تفسيرا منطقيا كيف نترك خيرة مدراء التربية وخيرة المفتشين من يملكون باعا طويلا في التدريس وفي التعامل مع التلاميذ. تحت سلطة وزراء لا علاقة لهم بقطاع التربية. لو وضع أقلهم مستوى كوزير للتربية لمدة خمس سنوات لتغيرت أمور كثيرة في قطاع التعليم. أما الأمور المتعلقة بالمواد التعليمية . فيمكن الإستعانة بكل الخبرات .فهذه الأمور لا تطرح مشكلا .مدراء التربية والمفتشون هم أحق الناس بمنصب وزير التربية. هم الأعرف ووعلى الأقل يعرفون القطاع من الداخل.
.