صفات العربي بن مهيدي
المقدمة:عرفت الثورة الجزائرية بطولات فذة أذهلت الاعداء و حيرت عقولهم و هذه النبذة تقدم صورة حية لبطولة احد رواد الكفاح الوطني .العربي بن مهيدي الذي اقض مضجع المستعمرين و ادخل الرعب في نفوسهم و حينما القي عليه القبض و سلطت عليه انواع العذاب لم يتراجع و اختار الاستشهاد تحت التعذيب على ان يبوح باسرار الثورة و كان ذلك في سنة 1957
العرض:شاب في مقتبل العمر تتبين في كلامه روح الرجل المسالم و تلمح على وجهه ملامح النبل و الوداعة انه يختار كلماته اختيارا دقيقا فتاتي جملة رزينة هادئة في صوت خافت حنون . كان منذ صغره الباكر يشعر بتلك الشعلة المقدسة حب الوطن تاكل قلبه و تعتصر نفسه و تبعثه على العمل و كان ذا نفس مرهفة فسهل عليه ان يرى ما يعاني شعبه العربي في الجزائر من بؤس و شقاء و ان يستشفف ما وراء بعض المظاهر الخداعة من ظلم و ارهاق و محن فجعل نفسه وقفا لشعبه يعمل في سبيل تخليصه من رقبة الاستعمار و الاستعباد
فشارك ابن مهيدي في جبهة التحرير الجزائرية الى ان اطلع البوليس الفرنسي على نشاطه فلجا الى الاختفاء و راح يعمل سرا على تهيئة الجو للاندلاع الثوري المشهور في ولاية وهران
و في اثناء المؤتمر التاريخي الذي انعقد في وادي الصومام في 20 اوت 1956 عين عضوا في لجنة التنسيق و التنفيذ لجبهة التحرير الوطني الجزائرية فكان يقوم بعمله الجبار في قلب العاصمة يواجه الخطر في ساعة تمر و يحاذي الموت عند منعرج كل طريق و في 27 فيفري القى البوليس الفرنسي القبض عليه ثم سلط عليه اشد انواع العذاب فلقد اقتلعوا جلدة راسه كلها ثم اخذوا سفودا بعد ان صلوه نارا حتى ابيض و ادخلوه في فمه و حلقه الى ان فاضت روحه الى بارئها صبر بن مهيدي امام هذا العذاب فلم يدل بادنى اعتراف و قد شهد كل الذين راوه بعد ايقافه انه كان هادئا ثابتا ما تزعزع قط بل ابتسم للصحفيين الذين تجمعوا امامه على الرغم من انه كان يعرف مصيره ان البوليس الفرنسي عندما سلط على العربي بن مهيدي ذلك العذاب الشديد لم يكن يعرفه حق المعرفة اذ لو عرفه لما اتعب نفسه بذلك التعذيب الوحشي اما شهيدنا فقد صبر على العذاب لا لانه شجاع فقط و لا لان اعصابه من حديد فحسب بل لانه قبل كل شيء {محمد العربي بن مهيدي} الذي قال عنه {الكولونيل بيجار}(لو ان لي ثلة من امثال العربي بن مهيدي لفتحت العالم! !)