إذًا دون مفاجأة و دون "معجزة" ,ها قد فاز بوتفليقة بكرسي رئاسة الدولة الجزائرية الذي لم يتركه حتى عندما خرج ليؤدي واجبه الانتخابي كمواطن و كمرشح للرئاسيات. فاز بوتفليقة و مدد فترة حكمه و مدد أيضا فترة الغموض و الضبابية و الرداءة و الفساد التي طغت لأعوام عديدة على الساحة الجزائرية, و التي ستطغى لا شك على الخمس سنوات القادمة "أو أقل".
أعلن فوز الرئيس بعد مخاض عسير ,طبعته الأجواء الساخنة التي لم تشهد الجزائر مثلها منذ فترة التسعينات خاصة بعد إعلان سلال من وهران : بوتفليقة "المريض" .."المشلول".."المقعد" مرشحا للرئاسيات ,ليتبادر الى الاذهان ,"بوتفليقة لم يترشح و لم يرشح نفسه فمن الذي رشحه ؟ "
الإعلان هذا هز كيان الشعب خاصة فئة الشباب الذي انتظر بحماس نهاية عهد بوتفليقة حتى يرد الجزائر الفتية الى عصمته , و هز الساحة السياسية فخرجت مظاهرات مناهضة "للمهزلة" و نظمت تجمعات ترفض هذه الانتخابات و تدعوا للمقاطعة , و تواصلت حرب التصريحات و الاتهامات خلال الحملة الانتخابية و بالخصوص بين المترشح بن فليس و المرشح بوتفليقة و حاشيته و داعميه، ها قد انتهى الهرج و المرج و افرزت لنا الانتخابات رئيسا من المستحيلات السبع،ليتبادر مرة اخرى الى اذهاننا "كيف لرئيس لم يترشح بنفسه ، ولم يقم بحملة لنفسه أن يفوز ؟؟ فمن انتخب من ؟؟
اذا يتواصل الركود , وأجَل الشباب أحلامهم و آمالهم إلى ما بعد الخمس سنوات , "أو أقل"، و السؤال الذي سيطرح بقوة ، من الذي يرأس الجزائر ؟ , "بوتفليقة" ؟؟؟؟ , أم من هم بجانبه ؟؟؟؟, أم من هم من وراءه ؟؟؟؟ . "بوتفليقة" الجميع شاهده و رآه و هو يتدحرج على كرسي الرئاسة المتحرك, لا يقوى على وضع حمل ورقة ووضعها داخل ظرف الا بمساعدة احد حراسه الذي دخل معه الغرفة التي من المفروض انها "سرية"، ولم يستطع "الرئيس" أن يدرك أن عليه اخراج وثائقه الشخصية للانتخاب الا عندما نبهه ذات المساعد ,الذي يبدو أنه يمارس مهمة عقل بوتفليقة "المفقود". اذا بوتفليقة لن يرأس الجزائر، و سيختفي مباشرة بعد اليمين الدستوري الذي لن أتحدث عنه ""لأني لا استطيع ان اخمن ما قد يستطيع مخرجوا "هوليود" فعله"" .
فمن سيرأس من؟ , و من رشح من؟ ومن انتخب من ؟