الحرية و المسؤولية..درس+ تطبيقات - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات التعليم الثانوي > منتدى تحضير شهادة البكالوريا 2024 > منتدى تحضير شهادة البكالوريا 2024 - لشعب آداب و فلسفة، و اللغات الأجنبية > قسم الفلسفة

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

الحرية و المسؤولية..درس+ تطبيقات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2012-05-01, 09:41   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
ترشه عمار
مشرف سابق
 
الصورة الرمزية ترشه عمار
 

 

 
إحصائية العضو










Icon24 الحرية و المسؤولية..درس+ تطبيقات








رفعته لكم على الميديافيير

الحجم 170 كب

https://www.mediafire.com/?bve62fmkxwqs2qb




انقل لكم مقالتين في هذا المجال

طرح المشكلة:

القضية المطروحة للبحث تتعلق بالحرية والمسؤولية، وهي قضية مركبة لا يمكن تجزئتها، بمعنى انه لا يمكننا طرح قضية الحرية بمفردها بمعزل عن المسؤولية، وكذلك العكس صحيح، فالمسؤولية مشروطة بالحرية ولا معنى لها في غيابها،أي انها تثبت بثبوت شرطها وترفع برفعه، وكذلك الحرية تستوجب قيام المسؤولية.انهما اذن متلازمان في الوجود ولايمكن الفصل بينهما. أن المشكلة في الحقيقة مزدوجة تدعونا تارة الى الانطلاق من الحرية كشرط لتأسيس المسؤولية وتارة اخرى الى اعتبار هذه المسؤولية شرطا يبرر ويستوجب وجود الحرية.

ايهما يعتبر المبدأ الحرية أم المسؤولية؟ او بصيغة اخرى ايهما يعتبر شرطا للآخر أم مشروطا به؟


الجزء الاول(( الحرية مبدأ وشرط للمسؤولية))

طرح يقول بان الحرية هي المبدأ وهس الشرط، وان الحديث عن المسؤولية لا يستقيم الا بوجود الحرية، ويترتب عن هذا الطرح انه يجب البحث اولا في الحرية والنتائج التي يخلص اليها البحث هي التي تحدد ثبوت المسؤولية او عدم ثبوتها، يمثل هذا الطرح مناصرو الحرية ونفاتها واصحاب الكسب والتوسط وكذلك دعاة التحرر.

1.أنصارالحرية
اليوناني افلاطون: حرية الاختيار مبدأ مطلق لا يفارق الانسان وهو مبدأ أزلي يتخطى حدود الزمان والمكان، وقد عبر افلاطون عن هذا المبدأ في صورة اسطورة ملخصها ان الاموات يطالبون بان يختاروا بمحض حريتهم مصيرا جديدا لتقمصهم القادم وبعد اختيارهم يشربون من نهر النسيان ثم يعودون الى الارض وق نسوا بانهم هم الذين اختاروا مصيرهم ويأخذون في اتهام القضاء والقدر في حين ان الله بريء.
المعتزلة في الفكر الاسلامي: ما يدل عندهم على ان الانسان يمارس افعاله بارادته الحرة هو شعوره بها انها تصدر منه ويتضح ذلك في قولهم(( الانسان يحس من نفسه وقوع الفعل على حسب الدواعي والصوارف، فأذا اراد الحركة تحرك واذا اراد السكون سكن.)).كما ان وجود التكليف الشرعي والجزاء الذي يتبعه دليل آخر على حرية ارادة العبد ودليل على عدل الله.
الفرنسي ديكارت: الحرية مثبتة بشهادة الشعور وحده من غير حاجة الى ادلة وذلك من خلال قوله(( ان حرية ارادتنا يمكن ان نتعرف اليها بدون ادلة وذلك بالتجربة وحدها التي لدينا عنها. لكن ديكارت يميز بين حرية الاختيار الحقيقي وحرية اللامبالات، فالاولى تتم بالاختيار بين عدة بدائل استنادا الى مبررات ذاتية، اما الثانية ففيها يستوي الضدان((الاثبات والنفي)) بلا رجحان.
الفرنسي برغسون: يصف الحرية بقوله((انها معطى مباشر للشعور.))، كما ان شعورنا بالحرية متغير با ستمرار بحيث لا يمكن ان تتكرر حالتان متشابهتان اطلاقا، وهذا يعني ان الحياة النفسية لا تخضع الى قانون الحتمية، كما ان الفعل الحر يصدر عن النفس بأجمعها، وليس عن قوة تضغط عليه او عن دافع يتغلب على غيره، وذلك من خلال قوله(( ان الفعل الحر ليس فعلا ناتجا عن التروي والتبصر، انه ذلك الفعل الذي يتفجر من اعماق النفس.)).
الفرنسي جون بول سارتر: لا فرق بين وجود الانسان وحريته، فهو محكوم عليه بالاختيار والمسؤولية وفي ذلك يقول(( ان الانسان لايوجد اولا ليكون بعد ذلك حرا، وانما ليس ثمة فرق بين وجود الانسان ووجوده حرا.)) وقال ايضا(( انه كائن اولا ثم يصير بعد ذلك هذا او ذاك.)).
استنتاج: ينتج عن هذه المواقف الكلاسيكية جميعها ان الانسان حر حرية مطلقة ومن ثمة فهو مسؤول ويتحمل عواقب اختياراته.

مناقشة مواقف مناصري الحرية:
ان القول بوجود حرية مطلقة في غياب كل اكراه داخلي او خارجي هو موقف ميتافيزيقي مجرد لا وجود له في حياتنا الواقعية، فأرادتنا لا يمكنها ان تقول للشيء كن فيكون، انها لا تستطيع ان تنفلت خارج الحتميات وتتحدى قوانين الطبيعة والنفس.
كما ان الشعور بالحرية قد يكون مصدر خداع ووهم كما يصفه الفيلسوف سبينوزا فهو شعور اشبه ما يكون بحجر رمي به من الفضاء وفي ذلك يقول((لو كان يتوفر على شيء من الشعور لظن في اثناء رميه وسقوطه نحو الارض انه يقرر مسار قذفته ويختار المكان والوقت الذي يسقط به.)).
كما نأخذ على الفيلسوف برغسون قوله بحرية الفرد المنعزل عن الآخرين.
كما نسجل على الفرنسي سارتر حذفه لكل تمييز بين افعالنا الحرة منها وغير الحرة ما دامت الحرية تطابق وجود الانسان،كما انه ينفي الحرية من حيث اراد ان يثبتها لأنه يعتبر ان الانسان محكوم عليه بالاختيار.
2.نفاة الحرية:
الحتمية الفيزيائية: الانسان مثله مثل جميع المخلوقات لا يعدو ان يكون جسما يخضع لقانون الجاذبية ويتأثر بالعوامل الطبيعية من حرارة وبرودة..الخ
الحتمية الفيزيولوجية: وتتمثل في تأثير المعطيات الوراثية وتأثير الغدد الصماء والجملة العصبية وهي التي تحدد الجنس والخصائص الجسمية.
الحتمية النفسية: وتتمثل في تأثير الجانب اللاشعوري وتوجيهه للسلوك وهذا ما بينته نتائج التحليل النفسي عن النمساوي سيغموند فرويد.
الحتمية الاجتماعية: يؤكد علماء الاجتماع ان التصورات والافكار والافعال الصادرة عن الفرد راجعة الى تأثير المكتسبات الاجتماعية من عادات وقيم واخلاق التي تشكل في مجموعها الظمير الجمعي.
الحتمية الميتافيزيقية: وتتمثل في جبرية القضاء والقدر، قال بها الجهمية حيث ذهبوا الى ان افعال الانسان ليست اختيارية انما يخلقها الله فينا على حسب ما يخلق في سائر الجمادات، والافعال تنسب الينا مجازا كما تنسب الى الجمادات، فكما يقال اثمرت الشجرة وجرى الماء وتحرك الحجر وطلعت الشمس او غربت كذلك يقال سافر فلان او نجح فلان....الخ.
3.أنصار التوسط بين الجبر والاختيار
موقف الاشاعرة: يرى الاشعري ان الافعال الصادرة عن الانسان مشاركة بين الانسان وخالقه، فالانسان يريد الفعل والله يخلقه.
4.أنصار التحرر
الرواقيون: الانسان يعيش عالمين عالم داخلي قوامه الحرية أي انه حر امام ذاته وعالم خراجي قوامه الضرورة، أي ليس حرا امام العالم الخارجي لأنه لا يستطيع ان يؤثر في الاشياء الخارجية. واذا كان الرواقيون قد حاولوا التوفيق بين الضرورة والحرية فأن الضرورة تبقى هي الاصل في كل الاشياء، اما الحرية فأنها تكتسب من خلال موافقة الانسان لقوانين الكون ومحاولة فهمها لا معارضتها.
الالماني كارل مار كس وصديقه فريدريك انجلز: يتمثل التحرر من خلال معرفة الانسان لمختلف القوانين الحتمية واستغلال نتائجها من الناحية التطبيقية، وفي هذا السياق قال ماركس((الحرية وعي بالضرورة))وقال انجلز((فالانسان لم يكن يتميز عن الحيوان لان سيطرته على نفسه وعلى الطبيعة لم تكن بعد قد تحققت وبالتالي فان حظه من الحرية لم يكن يزيد عن حظ الحيوان منها، لكن المؤكد ان كل خطوة خطاها في سبيل الحضارة لم تكن سوى مرحلة من مراحل تحرره.)).
الشخصانية:باعتبارها فلسفة عمل وتحرر بقول رائدها ايمانويل موني((ان الحرية لا تكتسب بمضادة الطبيعة انما تكتسب بالانتصار عليها وبها.)).
استنتاج:ينتج عن هذه المواقف ان الانسان فاقد للحرية ومن ثمة فهو غير مسؤول عن افعاله أي لا يتحمل نتائج ما يصدر عنه من تصرفات.

مناقشة آراء نفاة الحرية وأصحاب التوسط ودعاة التحرر
ان الاقرار بالحتمية لايعني تكبيل ارادة الانسان ورفع المسؤولية عنه، فهناك فرق بين عالم الاشياء وعالم الانسان، فالاول يستجيب آليا لنظام الطبيعة والثاني يستجيب له وهو كله وعي واكثر من ذلك يستطيع ان يسخر لنفسه قوانين الطبيعة حسب ارادته بعد معرفتها والتحكم فيها، فالحتمية لاتتنافى مع الحرية ان هي اخذت في هذا السياق على انها تحرر.
كما ان القول مع الجهمية ان ادعاء الحرية يتعارض شرعا مع مسألة الايمان بالقضاء والقدر، قول يناقض التكليف الشرعي وما يتبعه من جزاء، كما انه قول يدعو الى التواكل والاستسلام والافلات من الواجب والمسؤولية.
استنتاج: من خلال ما سبق بيانه حول استعراض الحتميات ومناقشتها لنا ان نتساءل كيف تقوم المسؤولية والشرط الذي يؤسسها لم يتأكد، اذ ليس من المعقول الحديث عن شيء يتوقف ثبوته او نفيه على امر مجهول، ومع ذلك تبقى المسؤولية-كما سنرى-في منطوق الطرح الثاني قائمة يتحملها الانسان بوصفه انسانا.

الجزء الثاني((المسؤولية مبدأ وشرط للحرية))

طرح يرى ان المسؤولية قضية سابقة لطرح قضية الحرية، بمعنى ان الانسان يجب ان يكون مسؤولا اولا ليكون بعد ذلك حران يمثل هذا الطرح رجال الدين وفلاسفة الاخلاق، ودليلهم في ذلك ان التكليف سواء كان شرعيا او اخلاقيا يسبق الحرية ويبررها بغض النظر عن العوامل التي تحيط بالمكلف.
المعتزلة في الفكر الاسلامي: التكليف الشرعي الصادر من الله والذي يخاطب عقل الانسان بأفعل ولا تفعل انما هو تحميل الانسان للمسؤولية امام اوامر الله ونواهيه باعتباره حرا والا كان التكليف سفها وباطلا، اذ لا يصح عقلا ان تقول لمن ليس حرا افعل ولا تفعل.والله سبحانه وتعالى يقول((لايكلف الله نفسا الا وسعها.))
الالماني ايمانويل كانط: الواجب الاخلاقي يتضمن الحرية وذلك في قوله((اذا كان يجب عليك فأنت تستطيع)) والواجب الخلقي ألزام داخلي مصدره الظمير الخلقي الذي يعاقب على الفعل السيء بالأسف والندم والحسرة، كما انه يثيب على الفعل الحسن بالرضى والقبول.
مالرانش: حيث يرى ان المسؤولية مرتبطة اشد الارتباط بالقانون الاخلاقي نفسه وهو على حد تعبيره الذي لا يجوز انتهاكه ونقضه لا من طرف العقول ولا من طرف الاله نفسه، وفي هذا المعنى يقول((ان الذي يريد من الله ان لا يعاقب الجوراو ادمان الخمر لا يحب الله.))
استنتاج: ما يؤكد وجود الحرية المسؤولية وما يؤكد وجود المسؤولية هو العقوبة المرتبطة بالقانون الاخلاقي.

مناقشة منطوق الطرح الثاني
ان المسؤولية البشرية لايمكن ان تكون كاملة، لان حرية الانسان نسبية فقد يرتكب اخطاءا في حق الغير من غير قصد منه.
كما ان دعاة المسؤولية جعلوا من القصاص مرتبط بغايات اخلاقية فقط، فمعاقبة المجرم يحقق في نظرهم شعوره بالذنب والندم عليه وفي ذلك تطهير وتأديب له وجعله عبرة لغيره، لكنها تجاهلت الاساس الاجتماعي الذي يجب ان تبنى عليه العقوبة والمتمثل في حماية المجتمع ووقايته من الخطر، والنظر في اسباب الجريمة وما يجب اتخاذه من اجراءات الدفاع الاجتماعي أما بمعاقبة المجرم او اصلاحه او معالجته حيث اخذ الدور التربوي يحتل الصدارة في العقوبات.
استنتاج: ليس من السهل تقرير مدى مسؤولية الانسان امام نتائج افعاله، لان ذلك مرتبط باقامة الدليل على مدى حرية الانسان ومدى قدرته على التمييز بين الخير والشر وما عقده من نية قبل اقدامه على الفعل.

التركيـب:
يعرف الانسان بخاصية المسؤولية اكثر منه بخاصية الحرية، فالمسؤولية تنصب على الانسان اولا بدون التساؤل عن شروطها، فعندما يكلفك استاذك القيام بواجب مدرسي لا يسألك هل انت حر أم لا، انه يفترض وجودها مسبقا، كما تظهرالمسؤولية عند اعتذارنا عن اخطاء ارتكبناها في حق الغير من دون ان نقصد الى فعل ذلك.
كما ان ما يهم القاضي بالدرجة الاولى هو معرفة من قام بالفعل وما الذي ترتب عن الفعل من نتائج اكثر من اهتمامه بدوافع الفعل، رغم اخذ القاضي بها بعين الاعتبار كظروف مخففة.
وما يؤكد مسؤولية الانسان ان الله جعله خليفته في الارض ومنحه عقلا يميز به بين الخير والشر وارادة يوجهها كيفما يريد وذلك جلي في قوله تعالى في سورة الاحزاب72((أنا عرضنا الامانة على السماوات والارض والجبال فأبين ان يحملنها وأشفقنا منها وحملها الانسان، انه كان ظلوما جهولا.)).

الخاتمة((حل المشكلة)): ان موضوع المسؤولية والحرية يرتبط اشد الارتباط بجوهر الانسان، فكما اننا نقول في مجال الفلسفة ان الانسان حيوان عاقل مهما كانت حدوده الزمكانية، ومهما كانت ظروفه وسنه وجنسه، نقول ايضا انه كائن مسؤول بقطع النظر عن وضعه واحواله وسنه وجنسه.






مقالة استقصاء بالوضع
نص الموضوع : قيل إن الحتمية أساس الحرية أثبت بالبرهان صحة هذه الأطروحة ؟
طرح الإشكالية
يقول أحد الفلاسفة " أعطيني حلا لمشكلة الحرية أعطيك حلا لكل المشاكل الفلسفية " إذا فربما هذه المقولة أكبر دليل يدفعنا إلى القول بأن الحرية من أعقد و أقدم المشكلات الفلسفية فهي لها صلة مباشرة بما وراء الطبيعة ولقد شاع بين بعض الفلاسفة من أنصار الحتمية أنه لا مجال للحديث عن الحرية في عالم تحكمه مجموعة من الحتميات الصارمة إلا أن هناك من يعتقد عكس ذلك وهم فريق أنصار التحرر الذين يروا أن التسليم بوجود الحتميات و إدراكها شرط لممارسة الحرية فإلى أي مدى يمكن الدفاع عن هذه الأطروحة ؟ وهل يمكن إثباتها بحجج ؟ وبالتالي الأخذ برأي مناصريها ؟
محاولة حل الإشكالية
عرض منطق الأطروحة : هذا الموقف الفلسفي يرفض الطرح الميتافيزيقي لمشكلة الحرية باعتبارها مشكلة الإنسان الذي يعيش في الواقع ويواجه جملة من الحتميات . وأول من ابتدأ الطرح الواقعي لها الفيلسوف المسلم "ابن رشد " ( 1126 – 1198) ونزع التعارض القائم بين الحرية والحتمية ؛ حيث قدم وجهة نظر جديرة بالاهتمام . فالإنسان عنده حر حرية محدودة في حدود قدرته وعلمه ووعيه حيث يقول في هذا الصدد " ... أن الله تبارك و تعالى قد خلق لنا قوى نقدر بها أن نكتسب أشياء هي أضداد . لكن لما كان الاكتساب لتلك الأشياء ليس يتم لنا إلا بمواتاة الأسباب التي سخرها الله من خارج وزوال العوائق عنها ، كانت الأفعال المنسوبة إلينا تتم بالأمرين جميعا ..." ونفس الموقف نجده يتكرر مع الفيلسوف الفرنسي بول فولكي عندما يقر أن الحرية والحتمية في واقع الأمر متكاملتان والتحرر حسبه يقتضي معرفة القيود و الموانع و الحتميات التي تعترضه . وقد اعتمد هذا الموقف على المسلمة التالية : أن الحتمية والحرية مفهومان غير متناقضين – حسب الطرح الميتافيزيقي - وإنما الحتمية شرط ضروري لقيام الحرية ، أما الحجج المعتمدة في هذا الطرح : نذكر منها الحجة الواقعية التي استخدمها بول فولكي في إثبات علاقة التكامل بين الحتمية والحرية بل رأى أنه انعدام الحتمية يؤدي إلى انعدام الحرية ؛ فعدم وجود قوانين تنظم السلوك الإنساني وتوجهه يؤدي إلى الفوضى في السلوك يفقد من خلالها الإنسان حريته وقد قوى حجته بمثال رائع حينما قال " إنه من السهل علينا أن نذهب حيث شئنا بسيارة لأن حركتها مضبوطة ومدروسة بدقة سلفا ، ولكنه من الصعب أن نستعمل الحصان لأن حركاته كثيرا ما تكون عفوية . وهناك حجة تاريخية تؤكد هذا الطرح : و هو أن الإنسان عندما تعرف كيف يقرأ مجهولات الطبيعة عن طريق العلوم الطبيعية خاصة استطاع بها الكائن البشري أن يتحرر من مجموعة من القيود هذا الذي جعل "مونيي " ( 1905 – 1950) يقول : " إن كل حتمية جديدة يكتشفها العالم تعد نوطة تضاف إلى سلم أنغام حريتنا " .
نقد خصوم الأطروحة : يرى هذا الاتجاه أنه من التناقض الجمع بين الحرية والحتمية في آن واحد . فحسب هذا الموقف إما أن تكون الحرية كمفهوم مطلق موجودة [من دون أي إكراه خارجي أو داخلي وبما الإنسان كائن عقلاني كما يؤكد أهل إثبات الحرية بدلالة شهادة الشعور تارة حسب "ديكارت " ( 1596 – 1650) " مين يبيران " ( 1766 – 1824 ) و برغسون ( 1859 – 1941 ) حيث يعتبرها هذا الأخير إحدى مسلمات الشعور والتي ندركها بالحدس ، إنها حسبه ذلك الفعل الذي يتبع من الديمومة أو الأنا العميق أما سارتر ( 1905 – 1980 ) أن الحرية هي جوهر الوجود الإنساني وتارة أخرى يعتمد هذا الاتجاه باسم الحجة الأخلاقية بدعوى مشروعية التكليف ففريق المعتزلة يرى أنه يطلب من المكلف إما الترك أو الفعل و يؤكد على نفس الموقف الفيلسوف الألماني " إيمانويل كانط "( 1724 – 1804 ) حيث يقول " إذا كان يجب عليك فإنك تستطيع " بالإضافة إلى ذلك الحجة الاجتماعية والحجة الميتافيزيقية التي تثبت وجود الحرية ] وإما أن تكون الحرية غير موجودة بمفهوم مطلق أي توجد الحتمية التي تنفيها و يمثل هذه الفكرة " أهل النفي " وهم أنصار الميتافيزيقا الإسلامية ( يمثلها جهم بن صفوان المتوفي سنة 128 ه الذي يرى أن الإنسان مسير بإرادة الله ) في العصور الوسطى وامتداداتها إلى العصر الحديث مع موقف سبينوزا (1632 - 1677) الذي يقول بموقف الضرورة الإلهية. وكذلك نجد أنصار النزعة العلمية الحديثة الذين يقرون بأن الإنسان محفوف بمجموعة من الحتميات تمنعه أن يكون حرا حرية مطلقة وقد عددوها بين حتميات ؛ فيزيائية ( أفعال وأفكار الإنسان تنطبق عليها قوانين الحتمية مثل انطباقها على الظواهر الفيزيائية والكيميائية ) و حتمية بيولوجية ( يرتبط سلوك الإنسان بمكوناته البيولوجية التي تفرض عليه السلوكات التي يفعلها لهذا فهو يتصرف إلا في حدود هذه المكونات يقو العالم الإيطالي لومبرزو " أن المجرمين ليسوا مجرمين بإرادتهم وإنما الطبيعة البيولوجية هي التي أجبرتهم على ذلك " ) وحتمية نفسية ( ترى أن السلوك الإنساني مرتبط بالمجريات النفسية تأتي إما في شكل منبهات طبيعية واصطناعية حسب واطسن ( 1856 – 1939 ) أو تأتي على شكل مكبوتات لاشعورية يستطاع أن يتنبأ بها حسب فرويد و في كلتا الموقفين الإنسان هو محتم أن يعمل وفق هذه الضغوطات كلها وهذا يأخذنا إلى نوع أخير من الحتميات وهو الحتمية الاجتماعية ( ترى أن أفعال الإنسان الفردية إذا لم تلتزم بقواعد المجتمع التي تسير حياته مهما بلغت طموحاته فلا يجب على الإنسان أن يتجاوزها مثل ما يؤكد عليها دوركايم ( 1858 – 1917 ) ) وبعد أن عرضنا كل موقف الخصوم ورغم حججه الدامغة نجد أنه يتعرض إلى عدة انتقادات نكرها فيما يلي :

- نفي الحرية بحجة وجود الحتميات الداخلية و الخارجية ، دعوة إلى السلبية والخضوع والاستسلام وهذا الذي كان حاصلا فعلا في العالمين سواء الإسلامي في أواخر سقوط نهضته عندما لم يستمع لأفكار ابن رشد وانصاع لفكرة الحتمية ، أما العالم الغربي فقد نام طيلة العصور الوسطى بفكرة الحتمية المسيحية التي شللت عقول وجهود الإنسان الغربي .
- الإنسان يملك قوى كالعقل و الإرادة و الشعور تمكنه من إدراك الحتميات وتسخيرها لخدمة مصالحه
- الحرية ليست مشكلة للتأمل الميتافيزيقي بقدر ما هي مشكلة الإنسان وسلاحه لمواجهة كل أشكال الضغط . فعلى الفلسفة أن تواكب طموحات الإنسان لا أن تسكنه في معراج الأحلام الوهمية البعيدة عن التصور ولو تجسد للحظة وهم الحرية المطلقة.
- و ابرز من جسد الفعل النقدي للطرح الميتافيزيقي الفيلسوف كارل ماركس ( 1811 – 1883 ) الذي فضل تغيير العالم بدعوته إلى التحرر أحسن من تفسير العالم كما تعكف الفلسفة على فعله الآن . ولذلك أدرج التيار التقليدي الذي يطرح الحرية طرحا ميتافيزيقيا ضمن التيارات الرجعية الرافضة للتقدم الأمر الذي ساعد على تأسيس فكرا جديدا يمثله التيار التقدمي التنموي في مواجهة الثابت والستاتيكي .
الدفاع عن الأطروحة بحجج شخصية شكلا ومضمونا :إن الأطروحة القائلة بأن الحتمية أساس الحرية نستطيع الدفاع عنها و إثباتها بحجج و أدلة جديدة تتمثل فيما يلي :
أما الحجة الأولى تقول أنه كل دعوة إلى ممارسة الحرية خارج إطار القوانين دعوة إلى الفوضى و التمرد واللامبالاة فلو تركت الأجرام السماوية من دون نظام وقوانين لاختلطت وتصادمت يبعضها البعض ونفس المقياس نقيس به الإنسان فبقدر بحثه عن الحرية بقدر حاجته إلى قوانين تنظم حياته فها هانا حقا سيحصل التوازن لا محالة . أما الحجة الثانية فتقول أن الكائن البشري يسري في طريق تحرر كلما بذل من جهد عن طريق العمل مثل ما أكده الفيلسوف هيجل ( 1770 – 1831) واعتبره منبع للحرية كما بينه في جدليته الشهيرة " جدلية السيد والعبد " حيث تحول العبد بفضل العمل إلى سيد على الطبيعة و سيد سيده ، أما السيد فهو عبد للطبيعة وعبد لعبده لارتباطه بعبده في تلبية حاجياته . أما الحجة الثالثة قائمة على دور العلم في كشف القوانين التي تعتبر قيود تنتظر الفك نحو تحرر الإنسان منها . فقد سجل الإنسان حسب الاستقراءات التاريخية قفزات هائلة في حلقات الانتصار على الطبيعة وظواهرها ( الفيضانات ، البراكين ، الأمراض ...) أنظروا معي في المقابل (أنشئت السدود ، أخليت المناطق البركانية ، اكتشفت كل أنواع المضادات ضد أفتك الأمراض مثل داء الكلب كان يشكل حتمية مخيفة على الإنسانية في فترة من الفترات إلى أن جاءت مضادات باستور وحررت الإنسان من قيد الموت المؤكد...) و نفس الحال يتكرر كلما اشتدت الحمية خناقا على الإنسان جاء العلم ليحل ويطلق سراح الإنسان من خوفه وحيرته . كما أننا يجب أن ننتبه أن إنسان اليوم صار أكثر حرية من إنسان الماضي لأنه أكثر اكتشافا للحتميات فبفضل قوانين الأثير أصبح العالم عبارة عن قرية صغيرة على حد قول عالم الاجتماع الكندي ماك لوهان وصولا إلى فضاء الانترنت و إلى كل أنواع التقدم الحاصل إلى حد كتابة هذه المقالة ، ضف إلى ما توصل إليه الإنسان في معرفة القوانين النفسية التي مكنت الإنسان من التحرر من نقائص الطبع ومختلف الميول والرغبات والعقد النفسية المختلفة ، أما في الجانب الاجتماعي فلقد استطاع علماء الاجتماع أن يحصوا الظواهر التي تؤذي المجتمعات الإنسانية فقاموا بتقليص كل المشاكل التي تهدد انهياراتها مثال حي أنظر سياسة تعامل المجتمعات الغربية مع ظاهرة التدخين أو ظاهرة المخدرات من أجل تقليص أعدادهم وتضمن السلامة الكافية لراسمي مستقبلها . وقس على ذلك كل الممارسات السياسية و الاقتصادية في ظل عملية التأثر والتأثير بين الفرد ومجتمعه في مسائل الالتزام بالقوانين والشعور بالتكليف والمسؤولية وفي نفس الوقت المطالبة بكل أنواع الحقوق و في جميع المجالات .
حل الإشكالية : وبعد أن صلنا في غمار هذه الأطروحة نؤكد على مشروعية الدفاع و الإثبات لأنه يظهر لنا أن القول بأن الحتمية أساس الحرية أمر أكده العلم وأثبت تاريخ العلوم و الاكتشافات و كل الاختراعات ذلك ومنه نخلص إلى أنه كلما زادت وتطورت معارف الإنسان كلما اتسعت دائرة الحرية . وعليه نكثر من تكرار قول لا بد من معرفة الحتميات و القوانين شرط لممارسة الحرية و التأكيد على الطابع العملي لمشكلة الحرية لا يستبعد الجانب الفكري الذي يتمثل في الوعي بالأهداف و الغايات و الأبعاد لفعل التحرر .

يتبع.../....








 


رد مع اقتباس
قديم 2012-05-01, 10:00   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
ترشه عمار
مشرف سابق
 
الصورة الرمزية ترشه عمار
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي



تمسكت المعتزلة بحرية ارادة الانسان لسببين: السبب الأول أن الجبر
والتسيير يناقض العدل الالهي، والسبب الثاني أن حرية ارادة الانسان تفسر
وجود الشر في العالم.

1‌-اشرح هذا الرأي للمعتزلة مبينا الاشكالية التي يطرحها.
2- ناقش هذا الرأي في ضوء الآراء الأخرى التي تناولت مسألة الجبر والاختيار.

الاجابة المقترحة
المقدمة:
مسألة الجبر والاختيار هي من أولى المسائل التي تعرض لها العقل البشري منذ
ما بدأ يتعمق في البحث، وشغلت الفلاسفة ورجال الدين في مختلف العصور..
ونظر المسلمون الى القرآن فاذا هناك آيات قد تشعر بالجبر وأخرى قد تشعر
بالاختيار فاضطربت حول هذا الموضوع فرق كثيرة كالجبرية والقدرية والمعتزلة
والأشعرية وسواها..
اعتقد المسلمون الأوائل بقضاء الله وقدره وأمسكوا عن مناقشة معنى ذلك
والمجادلة فيه، ولكن خروجهم من " المدينة " وتبدل نظام الحكم أديا الى
تغير في نمط الحياة، وبالتالي اضطروا الى فتح حوار حول حرية الانسان
ومسؤوليته... ولم يظل الحوار الكلامي حول حرية الانسان في حدود بساطة
الخيار بين جبر واقتدار بل تعداه الى تنظير معقد بين المعتزلة والأشاعرة..

الاشكالية:
هل الانسان حر في عمل ما يريد وترك ما يشاء؟ أم أنه مجبر على عمل ما يعمل مقيد به بمعنى أنه لا يستطيع أن يفعل غير ذلك؟

الشرح:
تمسكت المعتزلة بحرية ارادة الانسان لسببين: السبب الأول أن الجبر
والتسيير يناقض العدل الالهي، والسبب الثاني أن حرية ارادة الانسان تفسر
وجود الشر في العالم.وقسمت لذلك المعتزلة أفعال الانسان الى ارادية
واضطرارية: الأفعال الارادية هي الواعية مثال: ( القتل- اغاثة الملهوف-
انقاذ جريح..) والأفعال الاضطرارية هي التي لا ارادة للعبد فيها، مثال:
(كبدء الوجود والمرض والموت..)
واستدلت المعتزلة على حرية الارادة الانسانية ببراهين عقلية وسمعية، تتلخص البراهين العقلية بأربعة:
5.الجبر والتكليف:لوكان الله صانعا لأفعال العباد، لأصبحت الفروض
والتكاليف لا معنى لها، او تكليف بما لا يطاق، فالانسان هو الذي يخلق
أفعاله التي يريد بالقدرة التي أعطاه اياها الله.
6.الجبر والعدل: لوكان الله صانعا لأفعال العباد ثم حاسبهم عليها ففي هذا الحساب ظلم.
7.الجبر والشر: لوكان الظلم والفساد من قضاء الله، لأتصف الله بذلك.لوكان
الانسان مجبرا للزم أن يكون الكافر والفاسق مطيعين لله، ولاستوى الكفر مع
الايمان..فالجبر يهدم أساس الأخلاق.
8.الجبر والانسان: مهما تضافرت البراهين العقلية لحرمان الانسان من حرية
ارادته الا أنه يحس من نفسه وقوع الفعل على يده، وينظم حياته ويرتب سلوكه
تبعا لهذا الاحساس. انه يشعر بالواجب ويعرف أنه مسؤول.
كما استدل المعتزلة ببراهين سمعية تدافع عن مقولاتهم كقوله تعالى:" فمن
شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر." وأيضا قوله تعالى: " ان الذين آمنوا وعملوا
الصالحات انا لا نضيع أجر من أحسن عملا."..

2- أول من قال بأن الانسان مخير لا مسير هو معبد الجهني وعنه أخذ غيلان
الدمشقي، وقد شكلت جماعتهما فرقة عرفت بالقدرية لقولها بقدرة العبد على
اختيار أفعاله. تذهب هذه الفرقة، الى أن الانسان قادر على فعل الخير والشر،
مسؤول عما يفعل يوم الحساب، يثاب على ما هو خير، ويعاقب على ما هو شر
وذلك بمقتضى العدالة الالهية.. ودللت هذه الفرقة على مقولتها بنص آيات تدل
ظاهرا على التخيير، كقوله تعالى: " فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره ومن يعمل
مثقال ذرة شرا يره."..
- وتصدت للقدرية فرقة أخرى غالت في الجبر وتسمى الجبرية وهي تفول: بأن
العبد مجبر في أفعاله، تسيره الارادة الالهية في كل ما يصدر عنه، وأن الله
قدر عليه مسبقا كل ما يفعل، وكل ما يترك، وكل ما يختار. واستدل على قوله
بآيات يدل ظاهرها على التسيير، كقوله تعالى: " قل لن يصيبنا الا ما كتب
الله لنا."
- أما الأشعري فقد وقف وسطا بين الجبرية والمعتزلة: قسم الأفعال الى
اضطرارية واختيارية، ورأى أن الانسان حر في أن يختار أفعاله
الارادية،ولكنه لا يملك القدرة على اتيان الفعل الذي يختاره، بل يكتسب هذه
القدرة لحظة التنفيذ، اذ يخلقها الله فيه.وحيث أن الانسان صاحب خيار حر
بين الصلاح والفساد، فهومسؤول عن اختياره،وحسابه عدل.




نص ...
"قد يقع في ظنّ الإنسان أنّه حرّ، وعلى أنّه قادر أن يفعل ما يشاء، وبوسعه
أن يحقّق رغباته، وأن يفعل كلّ ما تصبو إليه نفسه من نزوات، ولا يفكّر
إلاّ في ذاته، ويسقط من حساباته كلّ ما يوجد حوله من أفراد داخل المجتمع
الذي يحيا في كنفه. وبمجرّد أن تهمّ إرادته في تحقيق ما يريد من رغبات، يجد
قوة معاكسة تقف بوجهه بقوّة وحزم، تلك القوة تتكوّن من القوى الإجتماعية،
وهي على النقيض تمامًا من الدوافع الفردية التي توسوس للإنسان أن يفعل ما
يريد."
الفلسفة الأخلاقية عند هنري برجسون - محمد عبد الحفيظ الأحول

أ- إشرح هذا القول مبيّنًا الإشكالية التي يطرحها.
ب- ناقش هذا الرأي مظهرًا أنّ مقابل كلّ حريّة هناك مسؤولية تترتّب على الإنسان وتقيّده بها.
ج- هل تعتبر نفسك حرًّا؟ إشرح إجابتك وبرّرها.

الاجابة المقترحة

أ‌-المقدمة:
• تتمتع الحرية بأهمية أساسية في الوجود الإنساني، إنها تغذي عند الإنسان
عاطفة الشعور بالاستقلال والإرادة الذاتية، وتنمي عنده تذوق المبادرة،
وتكوين المشاريع، وتوقظ فيه الشعور بالمسؤولية تجاه الأفعال التي يختارها
وينفذها. كما أن الحرية هي الأساس في العلاقات السليمة بين البشر سواء كانت
شخصية أم مدنية.
•وقد تناول هذا النص موضوع الحرية وارتباطه بالمسؤولية، والتعارض الذي يظهر بينهما.

الإشكالية:
•هل الإنسان حرٌّ في ما يفعل؟ وما هو مفهومنا لهذه الحرية؟

الشرح:
•لم تتمتع الحرية دائما بالمعنى عين، ففي المدينة اليو نانية اتخذت لفظة
حرّ معنىً اجتماعيًا قانونيًا خاصًا. فالإنسان ألحر في المدينة أليونانية
ينتمي إلى المدينة كعضو كامل ‏متميز عن العبيد وعن الغرباء بشكل جلي؛
وعليه فالإنسان الحر كان يتمتع بحرية طبيعية وسياسية. وكان التعريف
البدائي لهذه الحرية هو: التصرّف الحر بالذات الشخصية وامتلاك الحقوق.
يؤكد أرسطو في كتابه ( السياسات ) أن المواطن اليوناني حرّ بامتياز، لأنّه
يتمتع بحق ممارسة قسم من السلطة الشرعية والقضائية في مؤسسات الدولة.
•يعطي الرواقيون حركة الانطلاق لمفهوم الحرية الداخلية للفرد، فيثبتون
وجود قدرة داخلية في الإنسان تجعله سيدًا على أهوائه وعواطفه وآرائه.
•وقد عززت الديانات التوحيدية بشكل خاص المفاهيم الشاملة للحرية، وأنمت
الشعور بالمسؤولية الشخصية. ‏أما بين الفلاسفة المحدثين، فإن ديكارت
ولايبنتز يعتبران أنّ الفرد في عمقه الداخلي يبحث عن الحرية.
•تنتمي الحرية في جوهرها إل قطاع الإنسان الداخلي، وتعني مبادرةً شخصيةً
واستقلالاً ذاتيًا. إنها تتحقق بشكلٍ خاص في كل اختيار. ولكنه يبقى باطلاً
إن لم يتحقق في الخارج. هكذا لا تكون الحرية محصورة في قطاع الشخص
الداخلي، بل يجب أن تُمارس في العالم، حيث الإنسان يفعل ويعيش، ليس
وحيدًا، بل مع الجماعة. وحيث أنّ الحرية في نظر كثرة من الفلاسفة (إحساس
ذاتي عميق بأننا أحرار) لذلك فإنّ الإنسان في أساسه إرادة واختيار.
• بحسب برغسون : الحرية معطى مباشر من معطيات الشعور، بل هي أوضح معطياتنا
المباشرة، ونحن ندرك ذلك بحدث مباشر لا شكّ فيه. ‏عند سارتر : حريتي
مطلقة، ولا أستطيع إلا أن أختار، وفي ذلك مسؤوليتي.

ب‌-المناقشة:
•ولكن، أنستطيع أن نعتبر أنّ حريّتنا مطلقة؟ وإن لم تكن كذلك فما الذي يقيّدها؟
•ذكر النصّ أنّ الإنسان الذي يظنّ نفسه ممتلكًا للحرية المطلقة ينصدم، عندما يبدأ بممارسة هذه الحرية، أنّه مقيّدٌ بأمورٍ كثيرة.
•فلتدارك الصدامات والنزاعات العغوية التي يمكن أن تنتج عن الممارسة غير
المراقبة للحرية، كانت القوانين التي تنظم علاقات البشر على جميع
المستويات: ‏علاقات الأفراد في ما بينهم، والعلاقات المتباد‏لة بين
الأفراد والدولة، والعلاقات المتبادلة بين الدول.
•لبعض أنصار الحرية موقف يدافعون فيه عن حرية الإنسان بمعنى مختلف عن
المعاني السابقة وهو محاولة ضبظ النفس. ويتطلب ذلك في نظرهم إخضاع سلوكنا
لأحكام العقل، ‏كما يتطلب ممارسة. وهذا المعنى للحرية مرتبط إلى حد بعيد
بالأخلاق . يقول ليبنتز: إنّ كل فعل إرادي أؤديه بمقتضى العقل فعل حر،
وإنّ الناس أحرار بقدر ما يستطيعون التحرر من عبودية شهواتهم.
•إهتم رواد الفكر الديمقراطي الحديث بإعلان الحق في الحرية الفردية، والمطالبة بضرورة تنظيم هذه الحرية.
يكتب مونتسكيو فيقول: "صحيح أنه في الديمقراطيات يبدو أنّ الشعب يصنع ما
يريد، ‏ولكنّ الحرية السياسية لا تقوم البتة بأن يفعل الإنسان ما يشاء، إذ
يجب أن يدرك الإنسان ‏معنى الاستقلال ومعنى الحرية".
ويضيف قائلاً: "الحرية: هي الحق بأن تعمل كل ما تسمح به القوانين، وإذا
استطاع المرء أن يفعل ما تحرّمه القوانين، فلن يكون أكثر حرية، لأنّ
الأخرين ايضآ يستطيعون فعل ذلك".
كذلك يؤكد روسو فيقول: "في الحرية المشتركة لا أحد له الحق بأن يفعل ما
تمنعه حرية الآخر"، ويضيف روسو: "لا وجود لحرية من دون قوانين، ولا وجود
لمكان يكون فيه المرء فوق القوانين". كما يميّز روسو بين نوعين من الحرية:
الأولى: حرية المتوحش التي هي حرية الحيوان البليد المحدود.
الثانية: هى الحرية بالقانون، حيث الإنسان يعترف بحدود حريته وبحدود حرية الآخرين. ‏
• ‏نظرية الضرورة: هذه النظرية تنكر القرار الحر المجرّد وتعتبره
بمثابة جهل بطبيعة الوجود ونظامه ء حيث يعتبر سبينوزا أنّ كل ما يحدث ينتج
ضرورة من طبيعة الله. فالضرورة يمكن تبريرها عقليًّا، بينما القدرية لا
تبرّر عقليًا. وعليه، فليست الحرية سوى وهم ناتج من جهلنا للأسباب التي
تحدد فعلنا. ويضيف سبينوزا: "يُخدع البشر عندما يفكرون أنّهم أحرار". ومن
الممكن القول: إنّ عقلنا يسلم أحيانا بأن العالم خاضع لضرورة منطقية،
وبأنّ كل شيء يمكن استنتاجه من مبادئ واضحة.
ج- إبداء الرأي:
•الحريّة والمسؤولية مبدآن متلازمان
----------------------------
بتصرف من اختبارات ثانوية الزلقا الرسمية
الأستاذ: بيار مالك










رد مع اقتباس
قديم 2012-05-02, 06:27   رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
الحطاب سهام
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي

شكؤااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا اااااا










رد مع اقتباس
قديم 2016-02-04, 07:00   رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
منار العلم
عضو برونزي
 
الصورة الرمزية منار العلم
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

بارك الله فيك أستااذ










رد مع اقتباس
قديم 2016-12-26, 06:10   رقم المشاركة : 5
معلومات العضو
أصيل الـمـسـلـم
محظور
 
إحصائية العضو










افتراضي

شكرا ربي يحفظك وينورها عليك يا رب










رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
المسؤولية..درس+, الحرية, تطبيقات

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 20:33

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2023 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc