اخضر عش يتظلم - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الدين الإسلامي الحنيف > قسم الكتب و المتون العلمية و شروحها ..

قسم الكتب و المتون العلمية و شروحها .. يعنى بجميع المتون من نظم و قصائد و نثر و كذا الكتب و شروحاتها في جميع الفنون على منهج أهل السنة و الجماعة ..

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

اخضر عش يتظلم

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2012-03-12, 21:49   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
se.amdjed
عضو مشارك
 
إحصائية العضو










افتراضي اخضر عش يتظلم

من كتاب : هكذا علمتني الحياة
شيطان يتظلم!


- تعرض شيطان اسمه (أخضَر عشْ)
يوماً لمتصوف جاهل يتعاطى الوعظ فقال له:
لماذا لا تتعلم الدين، فتنشر سيرة العلماء، وتنشر في الناس الحلال والحرام،
وتفتيهم في شؤون دينهم عن هدى وبصيرة؟
قال المتصوف: أغرب عليك لعنة الله! أتظن أني أخدع بك؟
لو كان من طبيعتك النصح لما كنت شيطاناً،
إنما تريد بدعوتي للعلم أن أنصرف عن ذكر الله! لا أفعل!..
قال الشيطان: فهل لك في كلمة حق عند سلطان جائر فيكون لك أجر المجاهدين؟
قال المتصوف: اخسأ عليك غضب الله! أتريد أن تعرِّضني لعداوتهم
فأسجن وأحارب فيحرم الناس من وعظي وإرشادي؟..
قال الشيطان: إمَّا لا هذه ولا تلك، فلماذا لا تجمع المال لتحفظ به كرامتك،
وتدَّخره لفقير محتاج، أو مريد منقطع، أو جامع يُبنى، أو خير تُسهم فيه؟
قال المتصوف متلمِّظاً: أما هذه فنعم قاتلك الله! فأين أجد المال؟
قال الشيطان: ما رأيت والله أحمق منك! ألا ترى إلى مريديك، تحفظ لهم آخرتهم
أفلا يحفظون لك دنياك؟ وتعْمر لهم قلوبهم أفلا يعمرون لك جيبك؟
وتحيي لهم أرواحهم أفلا يحيون لك بيتك؟


ومدَّ المتصوف الجاهل يده إلى جيوب مريديه فأفرغها في جيبه،
وكانت الكثرة بحيث تفيض عن حاجة يومه وغده وكان من الكذب في دينه
بحيث لا يفكر في إنفاقها في سبيل الله،
فحار ماذا يصنع بها، فاستشار الشيطان فقال له:
إنك إن أبقيت المال في خزانتك لم تأمن عليه من لص ينتهبه،
أو جائحة تذهب به، أو ولد صالح (يلطشه) فأين أنت من شراء الأراضي والمزارع؟
فقال المتصوف: قاتلك الله لقد نصحتني.
واقتنى الضياع واحدة بعد الأخرى..
ولكن أمره انكشف بين الناس، وماله المجموع من السحت و (النَّصب)
والتسول ما زال يتزايد يوماً بعد يوم، فلجأ إلى صديقه الشيطان يستشيره،


فقال له: وأين أنت من شراء السيارات، وبناء الدور، وعمارة القصور؟
قال المتصوف: ولكني أخشى أن أفتضح أيضاً.
قال الشيطان: لا أصلحك الله! أتعجز عن تسجيلها باسم زوجتك وأولادك
وهم كثيرون؟..
وفعل المتصوف ذلك،
غير أن المال ما زال يتدفق على جيب الشيخ الجاهل الواعظ،
وأخذ يفتش عن أستاذه الشيطان ليستشيره فيما يفعل.




ولكن أستاذه كان قد غاظه من تلميذه مزاحمته له في مهنة الخداع ووسوسة الشر،
فقرر الدعوة إلى مؤتمر غير عادي للشياطين ليرفع إليهم أمر هذا التلميذ المزاحم.
وانعقد المؤتمر برئاسة إبليس، ووقف الشيطان يشرح قصته ويقول:
لقد كان المدعى عليه إنساناً جاهلاً فمسخته ببراعتي وكيدي إلى شيطان ذكي،
وكنت أنتظر منه أن يعرف لي فضلي فلا يزاحمني في (منطقتي)
ولكنه أخذ يزاحمني مزاحمة خشيت منها على زبائني من التحول جميعهم إليه،
فقد أخذ يسلك لإغوائهم من الطرق ما لا أعرف،
فاجتذب من الزبائن ما لم أكن أطمع في تعاملهم معي..
لقد كنت أغوي الناس بالخمرة والمرأة واللذة والقمار والثروة وغير ذلك،
فلم يستمع إليَّ من بُغضت إليه هذه اللذائذ كلها،


أما هذا التلميذ العاق فقد أخذ يخدع الناس باسم الدين والزهد والفضيلة
حتى أغواهم وأوقعهم في الجهل والخرافة ومحاربة الدين وعلمائه..
وأنتم تعلمون يا حضرات الزملاء أن ميزة زبائننا الغفلة مع شيء من الذكاء!..
فما يكاد الواحد منهم يتعامل معنا قليلاً
حتى يهديه ذكاؤه إلى خبثنا وسوء طريقتنا فيتركنا..
أما هذا التلميذ المخادع فقد استطاع أن يَخْبِل فترة أطول مما نستثمر بها زبائننا..
فأنا أسألكم باسم حرمة المهنة،
وبحق غضب الله علينا أن تفصلوا في أمره بما توحي به ضمائركم النجسة!..
ونهض الشيطان التلميذ ليدافع عن نفسه فقال:
يا حضرات الزملاء الملعونين!..
إني وغضب الله عليَّ وعليكم ما خنت هذه المهنة
بعد أن شرفني رئيسنا إبليس بالدخول إلى (حظيرة دنسه)
وما تنكرت يوماً لفضل أستاذي (أخضر عش) عليَّ،
ولكني وجدته بعد التجربة قليل الحيلة ضعيف الذكاء،
وتعلمون أن أحدنا كلما كان أبرع في اقتناص الفريسة
والفرصة كان أقرب إلى نفس رئيسنا إبليس أخزانا الله وإياه،
ولقد استطعت بوسائل الخداع التي أُلهِمتها من (حظيرة الدنس)
أن أجتذب من الزبائن في محيط أستاذي في سنوات،
ما لم يستطع أن يجتذبه في مئات السنين..


إننا حضرات الزملاء الملعونين..
في عصر استيقظت فيه روح الدين والهداية في نفوس الناس،
فيجب أن نطوِّر وسائل الضلال والغواية بما يتفق مع هذا التطور الخطير،
وإذا ظللنا على أساليبنا القديمة فسيسخر رئيسنا إبليس أخزانا الله وإياه عرشه ومملكته.
ولا يخفى عليكم أن وسيلتي التي اتَّبعتها نفَّرت كثيراً من الدين
بما ألصقته به من خرافات وأباطيل، وما اتَّبعته مع الناس من كذب واحتيال وتدجيل،
وكان من نتيجة ذلك أن تشكَّك كثير من الناس بحقائق الدين الصافية
ودعاته الصادقين وعلمائه المخلصين،
مما جعل مهيَّئين ليكونوا من فرائس أستاذي وزبائنه.


كما أن هؤلاء جعلوا يصبُّون اللعنات عليَّ
بدلا من أستاذي كما كان الأمر من قبل.
ومن هنا ترون يا حضرات الزملاء الملعونين..
أنني أستحق شكر أستاذي لو كان مخلصاً لمهنته،
ولكن أنانيته وطمعه واستئثاره جعلته يستعديكم عليَّ،
وأخشى أن يكون أستاذي قد أصابته عدوى الهداية
فقلَّت فيه روح الشيطنة وخبثها.. فلم يعد يصلح للمهنة،
أما أنا فأظل أخاكم المخلص وزميلكم النجيب!..
وهنا تداول المؤتمرون القضية من جميع نواحيها،
ثم أعلن إبليس قرار المؤتمر التالي:
لما كان الثابت من وقائع الدعوى وباعتراف المدعى (أخضر عش)
بأن المدَّعى عليه قد أصبح براً في مهنة الشيطنة
خبيراً بأساليب الضلالة والإغواء.


ولما كانت المادة الأولى من دستورنا وهي التي تقول:
"كل من استطاع الإغواء والإضلال يعتبر شيطاناً"
تنطبق على المدعى عليه تماماً.
ولما كانت المادة الخامسة من هذا الدستور
قد نصَّت على الشروط المطلوبة من التلميذ لمنحه لقب "أستاذ".
ولما كانت روح الشر المتأصلة فينا تقتضينا أن نعمل جاهدين
لنشر الضلالة والفساد بين بني الإنسان وأن نفرح لذلك ونشجع عليه.


ولما كان من الثابت أن المدَّعى عليه
قد استطاع بفضل وسائله المبتكرة المتطورة
أن يزيد في عدد ضحايانا وأن ينشر نفوذنا انتشاراً واسعاً.
لهذا كله قرر المؤتمر منح لقب "أستاذ" للمدعى عليه
وتكريس أستاذيَّته في محفل الشيطان الأعظم،
ونقش اسمه في عداد شياطين الإنس الخالدين..
حكماً وجاهياً قابلاً للاستئناف.

رئيس المؤتمر
إبليس


***


أَللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَأنْ تَغْفِرَ لَنَا مَا مَضَى مِنْ ذُنُوبِنَا وَتَعْصِمَنَا فِيْمَا بَقِيَ مَنْ عُمْرِنَا. أَللَّهُمَّ مُنَّ عَلَيْنَا فِي هَذِهِ السَّاعَةِ فِي جَمِيْعِ مَا نَسْتَقبِلُ مِنْ نَهَارِنَا بِالتَّوْبَةِ وَالسَّعَادَةِ وَالمَغْفَرَةِ وَالتَّوْفِيقِ وَالنَّجَاةِ مَنَ النَّارِ. أَللَّهُمَّ ابْسِطْ لَنَا فِي أَرْزَاقِنَا وَبَارِكْ لَنَا فِي أَعْمَالِنَا وَاحْرُسْنَا الأَسْوَاءَ وَالضَّرَّاءَ، وَآتِنَا بِالْفَرَجِ وَالرَّخَآءَ إِنَّكَ سَمِيْعُ الدُّعَاءِ لَطِيْفٌ لِمَا تَشَاءُ.









 


رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
احضر, يتعلم


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 19:04

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc