هذه الفتن التى تعصف - الآن - بالبلاد والعباد , ما هى إلا تمحيص وتمييز وهكذا تكون الفتن - " حتى يميز الله الخبيث من الطيب " .
وفيها يظهر الصادق من الكاذب , والصابر المستقيم على كتاب ربه وسنة نبيه - صلى الله عليه وسلم - وعلى منهج وفهم السلف الصالح ممن لم يلق لذلك بالا .
وجعل نصوص الكتاب والسنة وراءه ظهريا , وقدم رأيه وعقله العيى الغبى الأنوك على ذلك .
وسار خلف ما يمليه عليه هواه , وما تقوده إليه شهواته , وما يوحى إليه شيطانه.
فزين لهم سوء أعمالهم - ( فنعوذ بالله من هذا الزيغ والانحراف وهذا الضلال عن صراط الله المستقيم , وسبيل المؤمنين - سبيل السلف الصالح .
فالسعيد من جنب الفتن , والسعيد من التزم منهج السلف الصالح فى هذا الوقت خصوصا - وقت الفتن - واقتفى آثارهم وثبت واستقام على ذلك - بحق وصدق وصبر , وعلى الجادة , وبيقين لا يعرف تهوكا ولا ارتيابا ؛ فصدق مع ربه , ولم يبدل تبديلا .
واعتزل الفتن , وفر منها فراره من الأسد , ولم يخض فيها خوض الجاهلين المرتابين العصبيين الحزبيين ممن ضلوا وأضلوا .
بل وأقبل على عبادة ربه - جل وعلا - ( فعبادة فى الهرج كهجرة إلى النبى - صلى الله عليه وسلم ) - والعلم النافع والعمل الصالح - كما كان السلف الصالح - رضوان الله عليهم .
( هذا الذى ينبغى أن ننشره ونذيعه بين إخواننا - وإنى لكم النذير العريان , والله المستعان وعليه التكلان ).