معالم في الوسطية والاعتدال ... - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الدين الإسلامي الحنيف > قسم النوازل و المناسبات الاسلامية .. > قسم التحذير من التطرف و الخروج عن منهج أهل السنة

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

معالم في الوسطية والاعتدال ...

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2014-05-07, 10:25   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
أبومحمد17
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي معالم في الوسطية والاعتدال ...

معالم في الوسطية والاعتدال للعلامة الشيخ أبي الحسن مصطفى السليماني حفظه الله

مـن فقـه الــدعـوة




معالم في الوسطية والاعتدال
(1-2)
تأليف
أبي الحسن مصطفى بن إسماعيل السليماني
دار الحـديث بمـــــــــــــــــــأرب
بسم الله الرحمن الرحيم
معالم في الوسطية والاعتدال
الحمد لله وكفى ،وسلام على عباده الذين اصطفى ،أما بعد :
فإن دين الله ـ عز وجل ـ وسط بين الغالي فيه والجافي عنه ،وإن الشيطان حريص على إخراج المرء من طريق الاعتدال ،ولا يبالي أكان ذلك بتفريط منه أو إفراط ,والموفَّق من وفقه الله تعالى ،ولذا فالمؤمنون يدعون ربهم في أشرف عباداتهم ـ وهي الصلاة ـ قائلين إهدنا الصراط المستقيم صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين ) والمغضوب عليهم هم أهل الإفراط والغلو , والضالون هم أهل التفريط والجفاء ، ولا يلزم من ذلك أن كلا الطائفتين سالمة من عيب الأخرى ، فاليهود فيهم إفراط وجفاء ،والنصارى فيهم تفريط وغلو.. وبقدر فهْم المرء دينه فهما صحيحا بقدر تحقيقه ما أوجبه الله عليه في الاعتدال ،وعكسُه عكسُه ،ومن فهم مراد الله ـ عز وجل ـ ومراد رسوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم ولزم سبيل المؤمنين أمن الفتنة ، وكان مفتاح خير على نفسه وعلى غيره ، وانتفع ونفع ، وصلح وأصلح ، بخلاف من اضطرب في هذا الباب ، فإنه يبني ثم يهدم ، وربما كان ضرره أعظم من نفعه ، والتاريخ السابق واللاحق يدلان على ذلك دلالة واضحة .
ولأهمية هذا الأمر؛ فقد رأيتُ أن أوضحه ـ ما أمكن ـ في هذا الكتاب، وإن كان ذلك ارتجاليًّا وعلى عجالة بِحسب ما يتيسر لي جمعه ، إلا أني أرى أن هذا لايخلو من فائدة ،وإذا أفسح الله في العمر بوقت يناسب إعادة التصنيف والترتيب والتبويب ،وزيادة المادة ، أو حذف ما ليس مناسبا منها ، أو تقديم وتأخير فيها؛ فعلتُ إن شاء الله تعالى، وإلا فالمقصود قد حصل ـ ولله الحمد ـ على أنني سأهتم بذكر المسائل التي وقع بسبب الجهل بها فتن وتهارج بين الدعاة وطلاب العلم ، ففرّقتْ شملهم ، وزَرَعت البغضاء في صدورهم ، وأفسدت ذات بينهم، وشغلتهم عن نصرة دينهم ، وأشمَتت عدوهم بهم ؛ وذلك لعظم النفع بهذا البيان ، ولعظيم الحاجة إليه ، بخلاف كثير من المسائل التي ظهر فيها توسط أهل السنة بين انحراف أهل الأهواء،إذ الكثير من ذلك موضع اتفاق بين الدعاة إلى السنة اليوم ، ومع ذلك فهم مختلفون متنافرون !! فلا بد من طائفة في كل خلف ينفون عن هذا الدين تحريف الغالين وانتحال المبطلين ، وتأويل الجاهلين ، جعلنا الله وإياكم من هذه الطائفة المباركة ، وحشرنا في زمرتها .
ومعلوم أن أهل السنة هم أهل الوسط والاعتدال بين الفِرق والنِّحَل ، كما أن أهل الإسلام هم الوسط بين أهل الأديان والمِلَل .
وقبل الشروع في بيان وجه ذلك ، أذكر معنى الوسطية ، ونشأة مصطلح "أهل السنة والجماعة ".


المبحث الأول :- في تعريف الوسطية لغة وشرعاً
قال ابن فارس : الواو والسين والطاء ـ مادة وسط ـ هذه المادة تدل على العدل والنصف ، وأعدل الشيء أوسطه ووسطه " ا هـ . فكلمة "وسط " تضبط بسكون السين وفتحها، وعلى الأول فمعناها "بين" تقول :جلستُ وسْط القوم ، أي بينهم ، وعلى التحريك تأتي بمعنى : "خيار ـ وأفضل ـ وأجود" ومنه : مَرْعَى وسَط أي خيار ،وواسطة القلادة : الجوهر الذي وسَطها ،وهو أجودها ، وتأتي بمعنى :عَدلْ ، وأعدل الشيء أوسطه ، وتأتي بمعنى يدل على أن الشيء بين الجيد والرديء , قاله الجوهري وغيره ا هـ .ملخصا من "وسطية أهل السنة بين الفرق" (15 ـ17) إلا أن المعنى الأخير ليس مراداً في موضوعنا.
والوسطية في الشرع تدور على هذه المعاني اللغوية ، كما في قوله تعالى وكذلك جعلناكم أمة وسطا) (قال أوسطهم ألم أقل لكم لولا تُسبحون ) أي أعدلهم وخيرهم ، ومن حديث : " ... فإذا سألتم الله فاسألوه الفردوس ، فإنه أوسط الجنة أو أعلى الجنة " (خ ) أي أعدلها وأفضلها ، ومما يدل على الوسطية الحسية (فوسطْن به جمعا ) أي : دخلْن به وسط العدو ،
وقوله تعالى : (حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى ) ا هـ ملخصا من " وسطية أهل السنة " (18 ـ22 ).
..والوسط بين الإفراط والتفريط ، فالإفراط :هو التقدم ، والإعجال ، والإسراف ومجاوزة الحد في الأمر، والزيادة فيه ، والتفريط:هو التقصير والتضييع ، كما في الحديث : " أما إنه ليس في النوم تفريط، إنما التفريط على من لايصلي الصلاة حتى يجيء وقت الصلاة الأخرى " ا هـ المصدر السابق .(26ـ28 ) .
وكذا الغلو والجفاء ، فالغلو: مجاوزة الحد ، ومنه غلا السعر يغلو غلاءً إذا ارتفع وزاد، قال تعالى :ـ (يا أهل الكتاب لاتغلو في دينكم ولا تقولوا على الله إلا الحق ) وقال سبحانه :ـ (قل يا أهل الكتاب لاتغلوا في دينكم غير الحق ولا تتبعوا أهواء قوم قد ضلوا من قبل وأضلوا كثيرا وضلوا عن سواء السبيل) وقال صلى الله عليه وعلى آله وسلم " إياكم والغلو في الدين ، إنما أهلك من كان قبلكم الغلو " وكل هذا يدل على نتائج الغلو وعاقبته الوخيمة ، والجفاء يدل على نُبُوّ الشيء عن الشيء ، ومن ذلك جفوت الرجل أجفوه ، والجفاء خلاف البر ،والجُفاء بضم الجيم ما نفاه السيل ورمى به،انظر بعضه في المصدر السابق .


المبحث الثاني :- نشأة مصطلح أهل السنة :
ذهب بعضهم إلى أن أول من تكلم به ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ فيما أخرجه اللالكائي بسنده عنه في قوله تعالى : (يوم تَبْيضّ وجوه وتسْوَدّ وجوه ) قال : فأما الذين ابيضت وجوههم فأهل السنة والجماعة وأولو العلم ، وأما الذين اسْوَدّت وجوههم :فأهل البدع والضلالة ا هـ ,إلا أن سنده لا يُحتج به .
ولذا فأول من استعمل هذا المصطلح ـ فيما أعلم ـ هو محمد بن سيرين ،فيما أخرجه مسلم في مقدمة صححيه بسنده إلى ابن سيرين انه قال : " كانوا لايسألون عن الإسناد ، فلما وقعت الفتنة ، قالوا: سَمُّوا لنا رجالكم ، فيُنْظر إلى أهل السنة فُيؤخذ حديثهم ،ويُنْظر إلى أهل البدعة فيُردّ حديثهم ".

ثم تتابع الناس على استعمال هذا المصطلح :
ـ فقد قال أيوب السختياني (68 ـ131هـ) فيما أخرجه اللالكائي :"إني أُخْبَر بموت الرجل من أهل السنة ، وكأنّي أفقد بعض أعضائي " وقال أيضاً : "إن من سعادة الحَدث والأعجمي أن يوفقهما الله لعالم من أهل السنة ".
ـ وقال الثوري (ت161هـ):"استوصوا بأهل السنة خيراً ؛فإنهم غرباء " وقال :"ما أقلّ أهل السنة والجماعة " .
ـ وقال الفضيل بن عياض (ت187هـ):"...ويقول أهل السنة "الإيمان المعرفة والقول والعمل "
ـ وقال الإمام أحمد (164ــ 241 هـ):" ... هذه مذاهب أهل العلم ، وأصحاب الأثر، وأهل السنة المتمسكين بعروتها ، المعروفين بها ، المقتدى بهم فيها من لدن أصحاب النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم إلى يومنا هذا ........الخ ا هـ .ملخصا من "وسطية أهل السنة" (ص 41ـ ) مع زيادة مني .
ثم تعددت الأسماء لهذه الطائفة ، وكلها يدل على ما هم عليه من اعتقاد وعمل , فمن ذلك أن يقال لهم:
أهل السنة ، وأهل الجماعة ، وأهل الحديث ـ وقال شيخ الإسلام : "ونحن لانعني بأهل الحديث المقتصرين على سماعه،أوكتابته، أو روايته ، بل نعني بهم ؛كل من كان أحق بحفظه ومعرفته ظاهراً وباطناً,واتباعِه باطنا وظاهرا ,وكذلك أهل القرآن , وأدنى خصلة في هؤلاء:محبةُ القرآن والحديث، والبحثُ عنهما،وعن معانيهما ، والعمل بما علموه من موجبهما ،ففقهاء الحديث أخبر بالرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم من فقهاء غيرهم ، وصوفيتهم أتبع للرسول من صوفية غيرهم ، وأمراؤهم أحق بالسياسة النبوية من غيرهم ،وعامتهم أحق بموالاة الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم من غيرهم " ا هـ (4/95)المجموع.
ويقال لهم أيضاً : ـ أهل الأثر ،والفرقة الناجية ,والطائفة المنصورة ,والسواد الأعظم ،والجمهور الأكثر ـ قاله شيخ الإسلام "المجموع"(3/245) ويقال: ـ أهل العلم ، ويراد بهم أئمة السنة ، ويقال: السلف الصالح ،والسلفيون ،وأهل الاتباع ،والغرباء .
*(تنبيه):ذهب بعض الكتاب المعاصرين إلى أن أول من تسمى بأهل السنة والجماعة الاشاعرة ، ومما سبق من آثار عن التابعين ومن بعدهم ـ وهم قبل الأشعري نفسه فضلا عن أتباعه ـ يرد ذلك ويدفعه.
ويُراد بهذا المصطلح معنيان:
الأول : المعنى العام ,ويدخل فيه جميع المنتسبين إلى الإسلام إلا الرافضة ، فيقال : هذا رافضي ، وهذا سُنِّي ، وهذا هو اصطلاح العامة ، قال شيخ الإسلام ابن تيمية ـ رحمه الله ـ :"لأن الرافضة هم المشهورون عندهم بمخالفة السنة ، فجمهور العامة لاتعرف ضد السني إلا الرافضي ، فإذا قال أحدهم : أنا سُنيِّ، فإنما معناه :لست رافضَّيا ـ "انظر مجموع الفتاوى " (3/356) .
الثاني :المعنى الخاص ، ويُراد به أهل السنة المحضة الخالصة من البدع ، قال شيخ الإسلام ـ رحمه الله ـ جامعا للمعنيين : "فلفظ أهل السنة يُراد به من أثبت خلافة الثلاثة ، فيدخل في ذلك جميع الطوائف إلا الرافضة ، وقد يُراد به : أهل الحديث والسنة المحضة . فلا يدخل فيه إلا من يثبت الصفات لله تعالى ،ويقول : القرآن غير مخلوق ,وأن الله يُرى في الآخرة ،ويُثبت القَدر،وغير ذلك من الأمور المعروفة عند أهل الحديث والسنة "انظر "منهاج السنة " (2/163) ا هـ ملخصا من "وسطية أهل السنة (ص47).








 


رد مع اقتباس
قديم 2014-05-07, 10:27   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
أبومحمد17
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي

المبحث الثالث:- خصائص أهل السنة والجماعة وعقيدتهم
واعلم انه ليس كل من وقف بين طائفتين أومقالتين فهو على الوسطية ،فقد يكون من كان كذلك مذموماً ، كالمنافقين الذين قال الله تعالى فيهم : (مذبذبين بين ذلك لا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء )إنما لابد أن يكون على حق بين باطلين ، وهدى بين ضلالتين ، وأن يكون كالوادي الموطوء السهل بين الجبلين الوعرين .
ونحن نرى في زماننا فرقا ضالة كالرافضة وغلاة الصوفية الخرافية ـ بل الماسونية والعلمانية وأهل الفجورـ يزعمون أنهم على الوسطية ، وأصبح كثير من الناس يدّعون الوسطية ، مع أنهم في أقصى اليمين أو الشمال .
والدعاوى إن لم تقيموا عليها بينات أبناؤها أدعياء ؛فالسنة المحضة هي الإسلام المحض، وهي الوسطية ، قال شيخ الإسلام : " ....صار المتمسكون بالإسلام المحض الخالص عن الشَّوْب هم أهل السنة والجماعة " ا هـ (3/ 159)من المجموع ،
وقال رحمه الله :"وهذا الصراط المستقيم هو دين الإسلام المحض، وهو ما في كتاب الله تعالى ،وهو السنة والجماعة ؛فإن السنة المحضة هي دين الإسلام المحض..." وذكر حديث الافتراق والفرقة الناجية ،وهي الجماعة ، ثم قال: "وهذه الفرقة الناجية أهل السنة ،وهم وسط في النِّحَل ، كما أن ملة الإسلام وسط في الملل " ا هـ (3/369)المجموع .









رد مع اقتباس
قديم 2014-05-07, 10:28   رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
أبومحمد17
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي


إن منهج أهل السنة تميزعن الفرق الأخرى بخصائص ،فكان من ثمرتها على أهل السنة سلوك مسلك الوسطية ، فمن هذه الخصائص :
1ـ سلامة مصدر التلقِّي : للكِتاب والسنة والإجماع ،قال شيخ الإسلام "ويزنون بهذه الأصول الثلاثة جميع ما عليه الناس من أقوال وأعمال باطنة وظاهرة مما له تعلّق بالدين " ا هـ مجموع الفتاوى (3/157).
وقال شيخ الإسلام :"وكذلك في سائر أبواب السنة هم وسط ؛لأنهم متمسكون بكتاب الله ،وسنة رسوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم وما اتفق عليه السابقون الأولون من المهاجرين والأنصار، والذين اتبعوهم بإحسان " ا هـ (3/375)المجموع .
وقال في وصْف الفرق المخالفة للسنة :"وشعار هذه الفرق مفارقة الكتاب والسنة والإجماع ،فمن قال بالكتاب والسنة والإجماع كان من أهل السنة " ا هـ (3/245) من" مجموع الفتاوى" .
2ـ التسليم لله تعالى ولرسوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم ، كما قال الطحاوي :" ولا تثبت قدم الإسلام إلا على ظهر التسليم والاستسلام " وذلك لأن العقول لاتدرك الغيب ، ولا تستقل بمعرفة الشرائع على سبيل التفصيل ؛لعجزها وقصورها ،أما الآخرون فيحكِّمون آراءهم وعقولهم وأهواءهم على النصوص ، ومنشأ فساد الأمم والأديان إنما هو تقديم العقل على النقل ، والرأي على الوحي ، والهوى على الهدى .
3ـ موافقة منهجهم للفطرة السليمة ،فالنقل الصحيح لا يعارض العقل الصريح ، وأماغيره من منهاج فهو مجموع أوهام وتخرُّصات ، تُعمي الفطر,وتُبلِّد العقول .
4ـ اتصال سند هذا المنهج بالرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم ، والصحابة و التابعين، وأئمة الدين ، فالخلف أتباع للسلف ، والعبرة بالأمر العتيق ، ومالم يكن بالأمس ديناً ، فليس اليوم بدين .
5ـ الوضوح والسهولة والبيان قال تعالى ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مُدَّكِر ) فلا تعقيد في هذا المنهج ولا غموض ،ولا التواء ، انظر قوله تعالى : (وهو الذي يبدأ الخلق ثم يعيده وهو أهون عليه ) وقوله تعالى : (لو كان فيهما آلهة إلا الله لفسدتا ) وقوله تعالى أفمن يخلق كمن لايخلق ) وقوله تعالى: (وضرب لنا مثلا ونسي خلقه قال من يحي العظام وهي رميم ، قل يحيها الذي أنشأها أول مرة وهو بكل خلق عليم ، الذي جعل لكم من الشجر الأخضر ناراً فإذا أنتم منه توقدون ، أوليس الذي خلق السموات والأرض بقادر على أن يخلق مثلهم بلى وهو الخلاق العليم ، إنما أمره إذا أراد شيئاً أن يقول له كن فيكون).
6ـ السلامة من الاضطراب والتناقض واللبس كما قال الله عز و جل : (ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافاً كثيراً)أما العقائد الأخرى فلا تَسَلْ عما فيها من الاضطراب والتناقض واللبس : فالرافضة يقولون : "إن الأئمة يعلمون ما كان وما يكون ، ولا يخفى عليهم الشيء، ويعلمون متى يموتون ،ولا يموتون إلا بإذنهم " ومع ذلك ينقلون عنهم أنهم أخذوا بالتقية ، وأن إمامهم الثاني عشر في الشعب مختفٍ حتى الآن من أعدائه !! فإذا كان لا يموت إلا بإذنه ، فلماذا يختفي ؟! ويدّعون أن أئمتهم لهم هيمنة على جميع ذرات الكون، فماذا أبقوا لله عز و جل ؟ ثم لماذا تسلط عليهم غيرهم ، وأخذوا الملك منهم ؟! وأكثر دين الرافضة قائم على الجهالات والتناقضات ، وحدِّث ولا حرج عما عند غلاة الصوفية من تناقضات قبيحة، حتى بلغ ببعضهم القول بالحلول والاتحاد.
وكذا الجهمية الذين يعبدون عدما ،والمرجئة الذين جعلوا إيمان أفسق الناس كإيمان الملائكة والرسل!!وكذا القدرية الذين نفوا القدر، ومقابلهم الذين احتجوا بالقدر على المعايب والذنوب .
وإذا نظرت إلى تناقضات اليهود والنصارى فبحر لاساحل له.
والشيوعية أنكروا الله عز وجل وجميع الأديان ، ولما سُلِّط عليهم هتلر أمر "استالين " بفتح المعابد والتضرع إلى الله تعالى ، فالقوم متناقضون غير ثابتين على كلامهم، قال تعالى: ( وجحدوا بها واستيقنتها أنفسهم).
ولذا فعقيدة أهل السنة قد تأتي بالمُحَار لا بالمُحَال والتناقض: كما في عذاب القبر ونعيمه والمغيبات ، فهي أشياء تحار في كيفيتها العقول، ولذا أمرنا بالتسليم ،وليست هذه الأمور محالة عند العقل الصحيح الصافي من الشهوات والشبهات ، أما اليهود فيزعمون أنهم شعب الله المختار، وأن الله خَلَق الشعوب الأخرى حميراً يمتطيها اليهود ،فكيف ينسبون إلى أحكم الحاكمين التحيز لشعب دون بقية الشعوب ؟! والنصارى يقولون باسم الأب والابن وروح القدس إله واحد ـ فكيف يكون الثلاثة واحداً؟!
وصدق من قال:

جعلوا الثلاثة واحداً ولو اهتدوْا لم يجعلوا العدد الكثير قليلا!!
"ولذا قالت طائفة من العلماء: إن عامة مقالات الناس يمكن تصورها إلا مقالة النصارى ، وذلك أن الذين وضعوها لم يتصوروا ما قالوا ، بل تكلموا بجهل ، وجمعوا في كلامهم بين النقيضين ، ولهذا قال بعضهم : لواجتمع عشرة نصارى لتفرقوا عن أحد عشر قولا ، وقال آخر : لو سألت بعض النصارى وامرأته وابنه عن توحيدهم ؛لقال الرجل قولا ، وامرأته قولا آخر ، وابنه قولا ثالثا " انظر" الجواب الصحيح" (2/155)وهداية الحيارى ( ص321).
والرافضة يرون نقص وتحريف القرآن الذي بين أيدينا ، وأن القرآن الصحيح مع الغائب المنتظر في السرداب الذي سيخرج في آخر الزمان ، فما الفائدة من قرآن سيظهر بعد موت معظم الأمة ؟! وأما النصيرية فلهم القِدْح المعلى من هذه الترهات ، فسائر فرقهم يعبدون عليا ، ومع ذلك يعظمون قاتله عبدالرحمن بن ملجم ،بزعم أنه خلّص اللاهوت من الناسوت !!
وقبلة البهائين حيث يوجد زعيمهم البهاء المازندراني ، وتتقلب بتنقله ،فكيف يتأتى لهم العلم بتنقل زعيمهم قبل الهواتف والأجهزة الموجودة في هذه الأيام ؟ بل مع هذه الأجهزة كيف يتأتى لهم في بقاع الأرض العلم بذلك على وجه الدقة؟
أما منهج أهل السنة فليس فيه تناقض ولا اضطراب ، وما من إشكال أورده أهل البدع على أهل السنة إلا أجاب عليه علماء السنة بما يوافق العقل والنقل ، ولو نظرة فيما عند أصحاب هذه الإشكالات لرأيت ما هو أطم وأعظم ، وصدق الله القائل : ( ولا يأتونك بمثل إلا جئناك بالحق وأحسن تفسيرا).
7ـ العموم والشمول والصلاحية لكل زمان ومكان ، ذلك لأن الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم آخر الرسل ، وشريعته آخر الشرائع ، والناس جميعا مخاطبون بها قال تعالى قل يا أيها الناس إني رسول الله إليكم جميعا ) وقال تعالى لأنذركم به ومن بلغ )فلا بد أن تكون شريعته صالحة لكل زمان ومكان ، ولذلك وجدت قواعد عند علماء السنة تحكم كل جزئية مستحدثة بحكم من أحكام الشرع ، وتلحق الجزئيات بالكليات ، والفروع بالأصول ، وترد الأشباه والنظائر إلى بعضها ، فتجمع بين المتماثلين ، وتفرق بين المختلفين ، كالقياس ، والأصل في الأشياء الإباحة ، والعمل بالعرف والمصالح المرسلة مالم يخالف ذلك نصا... الخ .
8ـ الثبات والاستقرار أمام الضربات المتوالية ، مما جعل المتمسكين بها أهل قوة في حجتهم ، أو تمكين وظهور على غيرهم ، ولا يمكن أن يزيلهم عدوهم بالكلية :
فما أن يظن أعداؤها أن عظامها قد وهن ، وأن جذوتها خبتْ ،حتى تعود جذعة ناصعة نقية ، فهي ثابتة على مر التاريخ ، لم تفت في عضدها تحريفات الغالين وتأويلات الجاهلين (إنا نحن نزلنا الذِّكر وإنا له لحافظون) فلم يحرف متأخرو أهل السنة ما كان عليه سلفهم ، كما هو الحال في الفرق الأخرى ، ومهما ملأت دعوة غير دعوة السنة الدنيا ضجيجا وصراخا، وبلغت أوج مجدها إلا وانفرط عقدها، وهدم نظامها على أيدي أتباعها ، كما حصل للشيوعية .
أما أهل السنة فلا يضرهم من خالفهم ولا من خذلهم حتى تقوم الساعة ، وذلك لسلامة إيمانهم ، قال تعالى الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم أولئك لهم الأمن وهم مهتدون ) وقال صلى الله عليه وعلى آله وسلم "لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق ..." الحديث (م )فمتى أخذت الأمة بهذه العقيدة ؟ظهرت على عدوها ،وإلا تصدّع كيانها ، وتفرقت كلمتها ، وتسلط عليها عدوها . ثم إن الأمة الزائغة عن عقيدتها الصحيحة ، المنحرفة عن منهاج دينها القويم ؛ لاتلبث أن تهبط من عليائها ، وتنزل من شامخ عزها ، وتشرف على حضيض التلاشي والفناء ،فتلقى صَغاراً بعد شمم ، وخمولاً بعد نباهة , وذلاًّ بعد عزة ، وحطة بعد رفعة ،وجهلاً بعد علم ، وتقاطعاً بعد ائتلاف ، فما الذي أضاع الأندلس ،وأغرى النصارى باحتلالها وإذلال أهلها ؟ وما الذي سلّط التتار حتى شنوا غارتهم الشعواء على حاضرة الإسلام فذهب ضحيتها قرابة المليونين ، وتقوّض بسببها صَرْح الخلافة الإسلامية ؟ وما الذي سلط الأعداء على المسلمين في هذا الزمان إلا زيغ العقيدة ،وانتشار الأهواء وإعجاب كل ذي رأي برأيه ؟!
ومع هذا ، فلا يزال في الأرض من ينادي بقوة بهذه العقيدة المباركة، والسلسلة متصلة حتى يأتي أمر الله، وهم على ذلك .
10ـ تدعو إلى الألفة والاجتماع .
11ـ التميز والمفارقة للباطل.
12ـ سلامة القصد والعمل .
13ـ التأثير على السلوك والأخلاق والمعاملة ، فليست عقيدة مفرغة ، بل لا بد فيها من العمل وفق ما جاءت به الشريعة ، العلم يهتف بالعمل، إن أجابه وإلا ارتحل.
14ـ ربط خلف الأمة بسلفها .
15ـ عبادة الله بأسمائه وصفاته جلا وعلا .
16ـ لاتنافي العلوم الدنيوية النافعة .
17ـ تقدِّّر مكانة العقل ،وتحدِّد مجاله .
18ـ تعترف بالعواطف والشهوات الإنسانية ، وتوجهها وجهة صحيحة .ا هـ ملخصاً من كتاب عقيدة أهل السنة والجماعة لمحمد بن إبراهيم الحمد.
19ـ لا معصوم إلا رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم .
20ـ الإجماع حجة شرعية









رد مع اقتباس
قديم 2014-05-27, 18:39   رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
باهي جمال
مفتش التسيير المالي والمادي
 
الأوسمة
المشرف المميز 
إحصائية العضو










افتراضي

بارك الله فيك على هذا النقل المفيد










رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
للعلامة, معالم, الحزن, الوسطية, والاعتداء


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 18:01

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc