مسائل متفرقة في الحج و العمرة - الصفحة 3 - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الدين الإسلامي الحنيف > قسم الكتاب و السنة

قسم الكتاب و السنة تعرض فيه جميع ما يتعلق بعلوم الوحيين من أصول التفسير و مصطلح الحديث ..

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

مسائل متفرقة في الحج و العمرة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2018-05-03, 17:56   رقم المشاركة : 31
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

السؤال :

لا أعرف مناسك الحج وأريد أن أحج ، فماذا أفعل ؟

الجواب :

الحمد لله

الواجب على من أراد أن يحج أن يتعلم صفة الحج ، أو على الأقل يحمل معه كتيباً صغير الحجم سهل العبارة ، لأحد العلماء الموثوقين المعروفين باتباع السنة والحرص عليها ، ويعمل بما فيه .

ومن الكتب المفيدة في ذلك :

1-التحقيق والإيضاح لكثير من مسائل الحج والعمرة والزيارة للشيخ ابن باز رحمه الله .

2-مناسك الحج والعمرة للشيخ ابن عثيمين رحمه الله .

وإذا أشكل عليه شيء سأل أهل العلم ، وينبغي أن يصحب أحد العلماء أو طلبة العلم ليعلمه المناسك أولاً بأول .

فيسأل عن الحملات التي تحرص على أن يكون معها
أحد الدعاة أو طلبة العلم ويخرج معها .

وقد سئل الشيخ ابن عثيمين عن مثل ذلك فأجاب :

"جوابي على هذا أن الله سبحانه وتعالى قد أجابه في قوله تعالى : (فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ) النحل/43 .

والواجب على من أراد عبادة يجهلها أن يسأل أهل العلم عنها حتى يعبد الله على بصيرة ، لأن من شروط العبادة الإخلاص لله عز وجل ، والمتابعة لرسول الله صلى الله عليه وسلم

ولا تمكن المتابعة إلا بمعرفة ما كان النبي صلى الله عليه وسلم يقوم به من أعمال العبادة القولية والفعلية

ولهذا أقول لهذا السائل :

إذا أردت الحج وأنت لا تعرف أحكامه ولا تعرف المناسك فالواجب عليك أن تسأل أهل العلم بذلك

وإنني أؤكد على من أراد الحج أن يصحب أحداً من أهل العلم من طلبة العلم الذين عرفوا بمعرفة الأحكام التي تتعلق بالحج من أجل أن يكون مقتدياً فيما يرشدونه إليه" انتهى .

"مجموع فتاوى ابن عثيمين" (22/50) .








 


رد مع اقتباس
قديم 2018-05-03, 17:57   رقم المشاركة : 32
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

السؤال :

ما السنة في الإزار والرداء للمحرم
وهل يشترط أن يكونا جديدين ؟


الجواب :

الحمد لله

السنة في الإزار والرداء للرجل في الإحرام ، أن يكونا أبيضين نظيفين ، ولا يشترط أن يكونا جديدين .

قال ابن قدامة رحمه الله في "المغني" (10/76) :

"ويلبس ثوبين نظيفين ، يعني : إزارا ورداء , فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( وليحرم أحدكم في إزار ورداء ونعلين ) .

ويستحب أن يكونا نظيفين ; إما جديدين , وإما غسيلين ; لأننا أحببنا له التنظف في بدنه , فكذلك في ثيابه , والأولى أن يكونا أبيضين ; لقول النبي صلى الله عليه وسلم : ( خير ثيابكم البياض , فألبسوها أحياءكم , وكفنوا فيها موتاكم )" انتهى باختصار .

وقال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله :

"لا يشترط في الإزار والرداء أن يكونا جديدين ، ولكن يستحب أن يحرم في ثوبين نظيفين أبيضين ، وكلما كانا أنظف فهو أحسن

لأن الله تعالى جميل يحب الجمال " انتهى .

"مجموع الفتاوى" لابن عثيمين (22/12) .









رد مع اقتباس
قديم 2018-05-03, 17:59   رقم المشاركة : 33
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

السؤال :

إذا شك الإنسان في الطواف فهل يسجد للسهو
باعتبار أن الطواف بالبيت صلاة ؟


الجواب :

الحمد لله

لا يسجد ؛ لأنه لا يتعبد في الطواف بالسجود ، فإذا كان الأصل ليس فيه سجود ، فكيف إذا كان فيه شك ؟!

كيف يجبر بالسجود وهو أصلاً ليس فيه سجود؟!" انتهى .

"مجموع فتاوى ابن عثيمين" (22/ 347) .


و اخيرا

الحمد لله الذي بفضلة تتم الصالحات

اخوة الاسلام

اكتفي بهذا القدر و لنا عوده
ان قدر الله لنا البقاء و اللقاء

و اسال الله ان يجمعني بكم دائما
علي خير


وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد
وعلى آله وصحبه أجمعين









رد مع اقتباس
قديم 2018-05-05, 02:31   رقم المشاركة : 34
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

اخوة الاسلام

أحييكم بتحية الإسلام
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته



السؤال :

بعض الحملات يستأجرون خياماً في منى وعمارة في مكة فيبيتون في منى ويرجعون نهاراً إلى عمارتهم في مكة المكرمة ترفهاً منهم فما حكم عملهم هذا؟


الجواب :

الحمد لله

لا شك أن عملهم هذا من حيث القواعد الفقهية جائز ، لكن عندي أن هؤلاء في الحقيقة إنما جاؤوا للنزهة

لأنهم لم يتبعوا السنة كما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم ، فإن النبي صلى الله عليه وسلم جلس في منى ليلاً ونهاراً

والحج جهاد ، وليس ترفهاً

ولا أدري كيف يشعر هؤلاء بالعبادة والإنابة إلى الله ، وأنهم مستمرون في الحج وهم ينتقلون إلى البيت رفاهية ، وربما يكون عندهم آلات لهو ، ثم يرجعون إلى منى جزءاً من الوقت

أنا لا أدري كيف يشعرون بأنهم في عبادة

ولهذا ينبغي أن ينبه المسلمون على هذه المسألة التي انهمك فيها كثير من الناس ، أخذوا بقواعد الفقهاء ، أو بما يقتضيه كلام الفقهاء ، ونسوا أن المسألة عبادة ، لذا ينبغي للإنسان أن يفعلها كما فعلها النبي صلى الله عليه وسلم وهو يقول : (خذوا عني مناسككم)

فنقول : ابق في خيمتك ولو كانت حارة ، ولو حصل عليك عرق ، ولو حصل عليك مشقة وأذية ، فهو في طاعة الله ، والمسألة أيام ، كل الحج لا يتجاوز ستة أيام ، الثامن ، والتاسع ، والعاشر ، والحادي عشر ، والثاني عشر ، والثالث عشر لمن تأخر

وأنت آتٍ من بلدك ، مغادر أهلك ، ومالك ، ومخاطر في الأسفار وتعجز عن أن تحبس نفسك ستة أيام ، أو خمسة أيام ، أو أقل من أربعة أيام ، فوالله يؤسفني هذا جداً ، ويؤلمني جداً

وإن كان بعض الناس يفتي بما يقتضيه كلام الفقهاء ، فإنه سيتحول الحج بعدئذ إلى نزهة ، فنسأل الله لنا ولهم الهداية ، فأرى أن هؤلاء الذي مر ذكرهم في السؤال حجهم ناقص ولا شك ، لأنهم لم يتبعوا السنة في البقاء في منى ليلاً ونهاراً " انتهى .

"مجموع فتاوى ابن عثيمين" (23/248) .









رد مع اقتباس
قديم 2018-05-05, 02:32   رقم المشاركة : 35
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

السؤال :

عند ذبح الهدي ، أصاب الدم ثياب الإحرام

فهل يجوز لبسه وعليه دم؟


الجواب :

الحمد لله

"الدم إذا كان طاهراً فإنه لا يضر إذا وقع على الإحرام أو غيره من الثياب ، والدم الطاهر من البهيمة هو الذي يبقى في اللحم والعروق بعد ذبحها : كدم القلب ودم الفخذ ونحو ذلك

وأما إذا كان الدم نجساً فإنه يغسل سواءً في ثوب الإحرام أو غيره ، وذلك الدم المسفوح ، فلو ذبح شاة مثلاً وأصابه من دمها فإنه يجب عليه أن يغسل هذا الذي أصابه

سواء وقع على ثوبه أو على ثوب الإحرام ، أو على بدنه ، إلا أن العلماء رحمهم الله قالوا : يعفى عن الدم اليسير لمشقة التحرز منه" انتهى .

"مجموع الفتاوى" لابن عثيمين (22/11) .









رد مع اقتباس
قديم 2018-05-05, 02:33   رقم المشاركة : 36
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي


السؤال :

عند الإحرام كانت نيتي عمرة متمتعة بها إلى الحج ، ولكن لفظت حجاً متمتعة به إلى العمرة ، والعمل كان بالنية لا باللفظ ، فما هو الموقف من هذا العمل وهذا الحج وهل هو صحيح بالنية أم باللفظ ؟

الجواب :


الحمد لله

"إذا كان الذي لفظت به سبقة لسان غير مقصود منك فلا أثر له

لقول النبي صلى الله عليه وسلم :
(إِنَّمَا الْأَعْمَالُ بِالنِّيَّاتِ ، وَإِنَّمَا لِكُلِّ امْرِئٍ مَا نَوَى )

رواه البخاري (1) ومسلم (1907) .

فإذا كانت نيتك أن تحرمي بالعمرة متمتعة بها إلى الحج ولكن غلطت وقلت : أحرمت بالحج متمتعة به إلى العمرة ، أو ما أشبه ذلك

فهذا لا يضر ، لأن العبرة بما في القلب ، وسبق اللسان بغير ما قصد الإنسان لا يضره شيئاً ، والله الموفق" انتهى .

"مجموع فتاوى ابن عثيمين" (22/20) .









رد مع اقتباس
قديم 2018-05-05, 02:34   رقم المشاركة : 37
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي


السؤال :

حججت أنا وزوجتي قبل عشرة أعوام وفي ذلك الحين لم يكن لنا نقود لشراء الفدية وقمنا بصيام ثلاثة أيام في الحج

وعندما عدنا إلى البلد حصل منا الإهمال بسبب مشاغل الدنيا ولم نكمل الصوم وبقينا على هذا الحال حتى توفيت زوجتي وأنا الآن محتار كيف أعمل هل يجب عليَّ الصوم في الوقت الحاضر عني وعن زوجتي المتوفاة أم ماذا أعمل ؟

الجواب :

الحمد لله

هذا العمل الذي عملتم من صيام ثلاثة أيام في الحج حين كنتم لا تجدون هدياً هو عمل صحيح ، لكن تأخيركم صيام الأيام السبعة إلى هذه المدة أمر لا ينبغي

والذي ينبغي للإنسان أن يسارع في إبراء
ذمته وأن يقضي ما عليه

والواجب الآن أن تصوم أنت عن نفسك سبعة أيام .

أما المرأة فقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال :
(من مات وعليه صيام صام عنه وليه)

وإذا صام عنها أحد أولادها ، أو أبوها ، أو أمها أو صمت أنت فإن ذلك يكفي ، فإن لم يصم منكم أحد فأطعموا عن كل يوم مسكيناً" انتهى.

"مجموع فتاوى ابن عثيمين" (22/ 210، 211) .









رد مع اقتباس
قديم 2018-05-05, 02:35   رقم المشاركة : 38
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

السؤال :

ما حكم المناقشة العلمية بين شخصين فأكثر
في أثناء الطواف أو السعي ؟


الجواب :

الحمد لله


المناقشة العلمية في الطواف أو السعي لا بأس بها
لا تبطل الطواف ولا السعي

لكن الأفضل أن يشتغل الإنسان بالذكر

لأن الطواف ينتهي ويزول ، والمناقشة ليس لها وقت ، أما الإجابة الخاطفة على سؤال من الأسئلة في أثناء الطواف أو السعي فإنها لا يفوت بها شيء ما لم يكثر السائلون

ولهذا نقول: لا حرج على الإنسان إذا سأله سائل في الطواف أن يقول : انتظر حتى أفرغ من الطواف ، من أجل أن يفرِّغ نفسه للذكر" انتهى .

"مجموع فتاوى ابن عثيمين" (22/ 346) .









رد مع اقتباس
قديم 2018-05-05, 02:37   رقم المشاركة : 39
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

السؤال :

ما حكم ترديد بعض الأدعية وراء المطوف بصوت مرتفع إذا حصل من رفع الصوت تشويش على المصلين والطائفين هناك ؟

الجواب :

الحمد لله

"الدعاء من شخص يتبعه جماعة خلفه ، أو عن يمينه ، أو عن شماله لا أصل له من عمل الصحابة رضي الله عنهم .

وأما رفع الصوت به فإن كان فيه تشويش على الطائفين
وإزعاج لهم فيكون منهياً عنه

لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال لأصحابه وقد سمعهم يقرأون جهراً وهم يصلون في المسجد فقال عليه الصلاة والسلام :
(لا يجهر بعضكم على بعض في القرآن)

أو قال : (في القراءة)

فهكذا نقول لهؤلاء الطائفين :

لا تجهروا على الناس فتؤذوهم
ولكن كلٌّ يدعو بما يحب

ولهذا لو أن هؤلاء المطوفين وُجِّهوا إلى أن يقولوا للناس : طوفوا فكبروا عند الحجر الأسود وقولوا : (رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ) البقرة/201

وادعوا بما شئتم في بقية الطواف ، واذكروا الله ، واقرأوا القرآن وصاروا يتابعونهم على هذا ، لكان هذا أحسن ، وأفيد للناس

لأن كل إنسان يدعو ربه بما يحتاج إليه
وهو يعرف المعنى الذي يتكلم به بخلاف ما يفعله المطوفون الآن بالدعاء الذي لا يعرفه الداعي خلفه

فلو سألت هذا الداعي خلف المطوف ما معنى ما يقول ؟

لم يفدك - في الغالب –

فكون الناس يدعون ربهم دعاء يعرفون معناه
ويستفيدون منه خير من هذا" انتهى .

"مجموع فتاوى ابن عثيمين" (22/ 336، 337) .









رد مع اقتباس
قديم 2018-05-05, 02:38   رقم المشاركة : 40
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي


السؤال :

شيخنا الحبيب ! والله إنى أحبك فى الله !

نريد بعض الردود على من تتهم زيارتنا للكعبة المشرفة بأنه من الوثنية ، كنوال سعداوي ، وماذا تمثل الكعبة بالنسبة للمسلمين

وما يمثل الحج والعمرة كذلك للمسلمين ؟


الجواب :

الحمد لله

" الوثنية "

دين أرضي ينتسب إلى الأوثان ، وهي الأصنام والأنصاب والصور ، وأخص أوصاف هذه النسبة هو التعلق بالأوثان بالخوف والرجاء والتذلل والعبادة ، مع قدر من المحبة والتعظيم ، وقد يصاحب ذلك نسبة القوة الذاتية إليها باعتقاد النفع والضر فيها ، وقد لا يكون ذلك إلا عن اعتقادها وسائط إلى القوة الإلهية المطلقة .

أما المسلم الموحِّد فهو الذي لا يتوجه بمعاني العبودية القلبية أو العملية إلا لله تعالى ، ولا يعتبر المكان والزمان إلا ظروفا للقيام بمظاهر العبودية ، فلا ينالها شيء من المعاني التي تقوم في قلبه تعبدا وتذللا لله عز وجل .

ومن لم يفرق بين هذين المفهومين :

" التوحيد " ، و " الوثنية "

لم يفهم شيئا من تاريخ الأديان وفواصل العقائد التي افترق عليها الناس ، ولم يوثق بشيء من فكره ، ونادى على نفسه بقلة الفهم والاطلاع .

يقول الشيخ محمد رشيد رضا في
"مجلة المنار" (16/675)

جوابا على سؤال طويل يستشكل ما ذكره السائل عن بعضهم : أنَّ شعائر الحج من مظاهر الوثنية ، فقال :

" ما ذكره السائل في تقبيل الحجر الأسود قد سرى إليه من شبهات النصارى والملاحدة ، الذين يشككون المسلمين في دينهم بأمثال هذا الكلام المبني على جهل قائليه من جهة ، وسوء نيتهم في الغالب من جهة أخرى .

ومن عرف معنى العبادة يقطع بأن المسلمين لا يعبدون الحجر الأسود ، ولا الكعبة ، ولكن يعبدون الله تعالى وحده باتباع ما شرعه فيهما ، بل كان من تكريم الله تعالى لبيته أن صرف مشركي العرب وغيرهم من الوثنيين والكتابيين الذين كانوا يعظمونه قبل الإسلام عن عبادته ،

وقد وضعوا فيه الأصنام وعبدوها فيه ، ولم يعبدوه .

ذلك أن عبادة الشيء عبارة عن اعتقاد أن له سلطة غيبية يترتب عليها الرجاء بنفعه لمن يعبده ، أو دفع الضرر عنه ، والخوف من ضره لمن لا يعبده أو لمن يقصر في تعظيمه

سواء كانت هذه السلطة ذاتية لذلك الشيء المعبود ، فيستقل بالنفع والضرر ، أو كانت غير ذاتية له بأن يُعْتَقَد أنه واسطة بين من لجأ إليه وبين المعبود الذي له السلطة الذاتية .

ولا يوجد أحد من المسلمين يعتقد أن الحجر الأسود ينفع أو يضر بسلطة ذاتية له ، ولا أن سلطته تقريب من يعبد ويلجأ إليه إلى الله تعالى ، ولا كانت العرب في الجاهلية تعتقد ذلك وتقوله في الحجر كما تقول في أصنامها : ( مَا نَعْبُدُهُمْ إِلاَّ لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى ) الزمر/3 ، ( هَؤُلاءِ شُفَعَاؤُنَا عِندَ اللَّهِ ) يونس/18

وإنما عقيدة المسلمين في الحجر هي ما صرَّح به عمر بن الخطاب رضي الله عنه عند تقبيله ، قال :
( إني أعلم أنك حجر لا تضر ولا تنفع ، ولولا أني رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقبلك ما قبلتك ) .

رواه الجماعة كلهم أحمد والشيخان وأصحاب السنن .

وقد بيَّنَّا في المنار من قبل أن هذا القول روي أيضا عن أبي بكر رضي الله عنه ، وروي مرفوعًا إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، وأن أثر عمر كان العمدة في هذا الباب للاتفاق على صحة سنده .

قال الطبري :

إنما قال عمر ذلك ... لأن الناس كانوا حديثي عهد بعبادة الأصنام ، فخشي أن يظن الجهال أن استلام الحجر الأسود من باب تعظيم الأحجار ، كما كانت العرب تفعل في الجاهلية ، فأراد أن يعلم الناس أن استلامه اتباع لفعل رسول الله صلى الله عليه وسلم ، لا لأن الحجر يضر وينفع بذاته . اهـ .

بقي أن يقال :

فما هي حكمة جعل ما ذكر من العبادة ؟ وهل يصح ما قيل من أن النبي صلى الله عليه وسلم تركه في الكعبة مع أنه من آثار الشرك تأليفًا للمشركين ، واستمالة لهم إلى
التوحيد ؟

والجواب :

أن الحجر ليس من آثار الشرك ، ولا من وضع المشركين ، وإنما هو من وضع إمام الموحدين إبراهيم صلى الله عليه وآله وسلم ، جعله في بيت الله ليكون مبدأ للطواف بالكعبة يعرف بمجرد النظر إليها ، فيكون الطواف بنظام لا يضطرب فيه الطائفون

وبهذا صار من شعائر الله

يكرم ويقبل ويحترم لذلك كما تحترم الكعبة لجعلها بيتًا لله تعالى ، وإن كانت مبنية بالحجارة ، فالعبرة بروح العبادة : النية والقصد ، وبصورتها الامتثال لأمر الشارع ، واتباع ما ورد بلا زيادة ولا نقصان ، ولهذا لا تُقَبَّلُ جميع أركان الكعبة عند جمهور السلف ، وإن قال به وبتقبيل المصحف وغيره من الشعائر الشريفة بعض من يرى القياس في الأمور التعبدية
.









رد مع اقتباس
قديم 2018-05-05, 02:39   رقم المشاركة : 41
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي


وتعظيم الشعائر والآثار الدينية والدنيوية ، بغير قصد العبادة معروف في جميع الأمم ، لا يستنكره الموحدون ولا المشركون ولا المعطلون

وأشد الناس عناية به الإفرنج ، فقد بنوا لآثار عظماء الملوك والفاتحين والعلماء العاملين الهياكل العظيمة ، ونصبوا لهم التماثيل الجميلة ، وهم لا يعبدون شيئا منها ، فلماذا نهتم بكل ما يلفظ به كل قسيس أو سياسي يريد تنفير المسلمين من دينهم إذا موَّه علينا في شأن تعظيم الحجر الأسود

فزعم أنه من آثار الوثنية ، ونحن نعلم أنه أقدم أثر تاريخي ديني لأقدم إمام موحد داع إلى الله من النبيين المرسلين الذي عُرِفَ شيء صحيح من تاريخهم ، وهو إبراهيم عليه الصلاة والسلام الذي أجمع على تعظيمه مع المسلمين اليهود والنصارى ؟

ولعمري لو أن ملوك الإفرنج وعلماءهم أمكنهم أن يشتروا هذا الحجر العظيم لتغالوا في ثمنه تغاليًا لا يتغالون مثله في شيء آخر في الأرض ، ولوضعوه في أشرف مكان من هياكل التحف والآثار القديمة ، ولحج وفودهم إلى رؤيته

وتمنى الملايين منهم لو تيسر لهم لمسه واستلامه ، وناهيك بمن يعلم منهم تاريخه وكونه من وضع إبراهيم أبي الأنبياء عليهم السلام ، وإنهم ليتغالون فيما لا شأن له من آثار الملوك أو الصناع .

وجملة القول :

أن مناسك الحج من شريعة إبراهيم ، وقد أبطل الإسلام كل ما ابتدعته الجاهلية فيها من وثنيتها وقبيح عملها ، كطوافهم بالبيت عراة ، وإن الكعبة من بناء إبراهيم وإسماعيل عليهما السلام كما هو ثابت عند العرب بالإجماع المتواتر بينهم ،

وكانوا يعظمونها هم والأمم المجاورة لهم ، بل والبعيدة عنهم كالهنود ، ولما كانت الكعبة قد جدد بناؤها قبل الإسلام وبعده لم يبق فيها حجر يعلم باليقين أنه من وضع إبراهيم إلا الحجر الأسود

لامتيازه بلونه وبكونه مبدأ المطاف ، كان هو الأثر الخاص المذكر بنشأة الإسلام الأولى في ضمن الكعبة المذكرة بذلك بوضعها وموضعها وسائر خصائصها ، زادها الله حفظًا وشرفًا
.









رد مع اقتباس
قديم 2018-05-05, 02:40   رقم المشاركة : 42
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي


وقد علم بهذا أن الحجر له مزية تاريخية دينية
ولنا مع علمنا بهذا أن نقول :

إن لله تعالى أن يخصص ما شاء من الأجسام والأمكنة والأزمنة لروابط العبادة والشعائر ، فلا فرق بين تخصيص الحجر الأسود بما خصصه وبين تخصيص البيت الحرام والمشعر الحرام وشهر رمضان والأشهر الحرم ، ومبنى العبادات على الاتباع لا على الرأي .

إذا وعيت ما تقدم كان نورًا بين يديك تبصر به حكم سائر مناسك الحج : أعني بها مما تَعَبَّدَنا الله تعالى بها ، لتغذية إيماننا بالطاعة والامتثال ، سواء عرفنا سبب كل عمل منها وحكمته ، أم لا

وأنها إحياء لدين إبراهيم أبي الأنبياء وإمام الموحدين المخلصين ، وتذكير بنشأة الإسلام ومعاهده الأولى ، وإن لاستحضار ذلك لتأثيرا عظيما في تغذية الإيمان وتقوية الشعور به ، والثقة بأنه دين الله الخالص الذي لا يقبل غيره .

فإن جهلنا سبب شرع بعض تلك الأعمال أو حكمتها لا يضرنا ذلك ، ولا يثنينا عن إقامتها كما إذا ثبت لنا نفع دواء من الأدوية مركب من عدة أجزاء ، وجهلنا سبب كون بعضها أكثر من بعض

فإن ذلك لا يثنينا عن استعمال ذلك الدواء والانتفاع به ، ولا يدعونا إلى التوقف وترك استعماله إلى أن نتعلم الطب ونعرف حكمة أوزان تلك الأجزاء ومقاديرها .

أبسط ما يتبادر إلى الذهن من منشإ هذه العبادة – رمي الجمار - أن هذه المواضع التي تسمى الجمرات كانت من معاهد إبراهيم وإسماعيل عليهم السلام ،

فشرع لنا أن نقف عند كل واحدة منها ، نكبر الله سبع تكبيرات ، ترمى عند كل تكبيرة حصاة صغيرة بين أصابعنا نعد بها التكبير

روى الطبراني والحاكم والبيهقي عن ابن عباس :
( لما أتى خليل الله المناسك عرض له الشيطان عند جمرة العقبة ، فرماه بسبعة حصيات حتى ساخ في الأرض ، ثم عرض له عند الجمرة الثانية ، فرماه بسبع حصيات حتى ساخ في الأرض ) ثم ذكر الجمرة الثالثة كذلك .

– [ ورواه ابن خزيمة في صحيحه (2/100) وصححه الحاكم في "المستدرك" ، والألباني في "صحيح الترغيب" (1156) وقد روي مرفوعا وموقوفا ]

فإذا صح أن إبليس عرض لإبراهيم الخليل عليه الصلاة والسلام في أثناء أداء مناسكه بظهور ذاته أو مثاله ، أو بمجرد التصدي للوسوسة والشغل عن ذكر الله تعالى

فلا غرابة في قذفه ورجمه كما يطرد الكلب ، فمن المعروف في الأخلاق والطباع أن يأتي الإنسان بعمل عضوي يظهر به كراهته لما يعرض له

حتى من الخواطر القبيحة ، ودفعه عنه وبراءته منه ، فأخذ الحصيات ورميها مع تكبير الله تعالى من هذا القبيل ، وإن حركة اليد المشيرة إلى البعد لتفيد في دفع الخواطر الشاغلة للقلب ..

والرجم بالحجارة بقصد الدلالة على السخط والتبري أو الإهانة معهود من الناس ، وله شواهد عند الأمم ، كرجم بني إسرائيل مع يشوع ( النبي يوشع عليه السلام ) لمجان بن زراح وأهله وماله من ناطق وصامت ( كما في7 : 24 و25 ) من سفر يشوع

وكرجم النصارى لشجرة التين التي لعنها المسيح ، ورجم العرب في الجاهلية لقبر أبي رغال في المغمس بين مكة والطائف ؛ لأنه كان يقود جيش أبرهة الحبشي إلى مكة لأجل هدم الكعبة حرسها الله تعالى .

والعمدة في رمي الجمار ما تقدم من قصد التعبد لله تعالى وحده ، بما لا حظ للنفس فيه ، اتباعًا لإبراهيم أقدم رسل الله الذين بقيت آثارهم في الأرض ، ومحمد خاتم رسل الله ومكمل دينه ومتممه الذي حفظ دينه كله في الأرض ، صلى الله عليهم أجمعين .

قال أبو حامد الغزالي رحمه الله تعالى في بيان
أسرار الحج من "الإحياء" :

وأما رمي الجمار فليقصد به الانقياد للأمر إظهارًا للرق والعبودية ، وانتهاضًا لمجرد الامتثال ، من غير حظ للعقل والنفس في ذلك ؛ ثم ليقصد به التشبه بإبراهيم عليه السلام حيث عرض له إبليس لعنه الله تعالى في ذلك الموضع ليدخل على حجه شبهة ، أو يفتنه بمعصية ، فأمره الله عز وجل أن يرميه بالحجارة طردًا له وقطعًا لأمله .

فإن خطر لك أن الشيطان عرض له وشاهده فلذلك رماه ، وأما أنا فليس يعرض لي الشيطان ، فاعلم أن هذا الخاطر من الشيطان ، وأنه الذي ألقاه في قلبك ليفتر عزمك في الرمي ، ويخيل إليك أنه فعل لا فائدة فيه ، وأنه يضاهي اللعب فلم تشتغل به ؟

فاطرده عن نفسك بالجد والتشمير في الرمي ، فبذلك ترغم أنف الشيطان . واعلم أنك في الظاهر ترمي الحصى إلى العقبة ، وفي الحقيقة ترمي به وجه الشيطان وتقصم به ظهره

إذا لا يحصل إرغام أنفه إلا بامتثالك أمر الله سبحانه وتعالى تعظيمًا له بمجرد الأمر ، من غير حظ للنفس والعقل فيه. اهـ " انتهى النقل من " مجلة المنار "

وانظر في "أضواء البيان" للأمين الشنقيطي (سورة الحج/27) مبحثين في حكمة الرمي والرمل في الحج.









رد مع اقتباس
قديم 2018-05-05, 02:42   رقم المشاركة : 43
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

لا بد أن نحدِّد أولا ما هو الجوهر الذي جاءت الشريعة الإسلامية تدعو الناس إليه ، وبه افترقت عن الوثنية الجاهلية

ثم سندرك بعد ذلك إن كان الطواف بالكعبة من مظاهر الوثنية أو من مظاهر التوحيد والإسلام .

وإذا رجعنا إلى كتاب الله تعالى وجدنا أن جوهر دين الإسلام هو الانقيادُ والاستسلام لأوامر الله ، واتخاذُهُ سبحانه ربا ومعبودا فرداً صمداً ، والكفرُ بما دونه من المعبودات الباطلة .

يقول الله سبحانه وتعالى : ( فَلاَ وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّىَ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لاَ يَجِدُواْ فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجاً مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُواْ تَسْلِيماً ) النساء/65 .

وقال تعالى : ( وَمَن يُسْلِمْ وَجْهَهُ إِلَى اللَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى وَإِلَى اللَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ) لقمان/22 .

وقال عز وجل : ( وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِن قَبْلِ أَن يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ ثُمَّ لَا تُنصَرُونَ ) الزمر/54 .

وأما الوثنية الجاهلية فهي تعني الاستسلام لغير الله ، والإقبالَ على أي شيء دون الله من حجر أو وثن أو ولي ، إقبال العابد الراغب الراهب الضعيف الذليل ، وهذه الأمور – في الإسلام - لا تنبغي إلا لله سبحانه وتعالى .

يقول عز وجل : ( اتَّخَذُواْ أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَاباً مِّن دُونِ اللّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَمَا أُمِرُواْ إِلاَّ لِيَعْبُدُواْ إِلَـهاً وَاحِداً لاَّ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ ) التوبة/31 .

وقال تعالى : ( ذَلِكُم بِأَنَّهُ إِذَا دُعِيَ اللَّهُ وَحْدَهُ كَفَرْتُمْ وَإِن يُشْرَكْ بِهِ تُؤْمِنُوا فَالْحُكْمُ لِلَّهِ الْعَلِيِّ الْكَبِيرِ ) غافر/12 .

ويقول سبحانه : ( مَا لَهُم مِّن دُونِهِ مِن وَلِيٍّ وَلَا يُشْرِكُ فِي حُكْمِهِ أَحَداً ) الكهف/26 .

فإذا تقرر هذا استطعنا أن نفرِّق بين حال المسلم الموحِّد ، وبين حال المشرك الوثني في المسائل التي تتشابه في ظاهرها









رد مع اقتباس
قديم 2018-05-05, 02:42   رقم المشاركة : 44
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

فمثلا :

المسلم الموحِّدُ يحبُّ رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ويعظمه ويبجله ويفديه بروحه ونفسه وماله ويطيع أوامره ، كل ذلك امتثالا لأمر الله تعالى في قوله : ( فالَّذِينَ آمَنُواْ بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُواْ النُّورَ الَّذِيَ أُنزِلَ مَعَهُ أُوْلَـئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ) الأعراف/157 .

أما المشرك الوثني فتراه يُقبل على قبر الرسول صلى الله عليه وسلم ، يسأله قضاء حوائجه ، ويستغيث به لتفريج همومه ، ويدعوه دعاء المذلة والعبودية ، فيقيمه مقام الألوهية ، وقد يعتقد أن بيده خزائن السماوات والأرض ، وأن اللوح المحفوظ من علمه

إلى غير ذلك قاله أو اعتقده بعض الجهلة ، والمشرك في ذلك لم يمتثل أمر الله ، ولا أسلم وجهه له سبحانه ، بل أسلم نفسه لغير الله ، وأطاع الشيطان في ذلك .

ومثال آخر :

المسلم الموحِّد يطيع أوامر الله منقاداً فيها لعظمته سبحانه وتعالى ، فإذا أمره بالسجود لبشر ، أو بتعظيم بشر ، أو حجر : فإنه يمتثل ذلك عبادة لله تعالى ، واستسلاماً لأمره وحكمه ، كما فعلت الملائكة حين أمرهم الله بالسجود لآدم عليه السلام فسجدوا .

أما المشرك الوثني فهو يسجد للبشر أو للحجر تعظيماً لذات البشر والحجر ، وانقياداً لما يتوهمه فيهم من نفع أو ضر ، وإقبالا عليهم بالرغبة والرهبة والخشوع والتذلل

وهو في ذلك لم يراع أمراً لله تعالى ، ولم يستجب لحكمه سبحانه ، إنما توجه لمخلوق دون الله بالانقياد والعبادة بمحض هواه وإرادته .

ولذلك قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :

"أما الخضوع والقنوت بالقلوب والاعتراف بالربوبية والعبودية :

فهذا لا يكون على الإطلاق إلا لله سبحانه وتعالى وحده ، وهو لغيره ممتنع باطل ، وأما السجود فشريعة من الشرائع إذ أمرنا الله تعالى أن نسجد له ، ولو أمرنا أن نسجد لأحدٍ من خلقه غيره :

لسجدنا لذلك الغير

طاعة لله عز وجل إذ أحب أن نعظِّم من سجدنا له ،

ولو لم يفرض علينا السجود :

لم يجب البتة فعله ، فسجود الملائكة لآدم عبادة لله وطاعة له وقربة يتقربون بها إليه ، وهو لآدم تشريف وتكريم وتعظيم ، وسجود إخوة يوسف له تحية وسلام" انتهى .

" مجموع الفتاوى " ( 4 / 360 ، 361 ) .

وبذلك نفرق بين أحوال كثيرة قد يتشابه فيها الفعلان في الظاهر ، إلا أن حقيقة أحدهما أنه من الإسلام والتوحيد والإيمان ، والثاني إنما هو شرك وكفر ووثنية .

ومن ذلك الطواف بالكعبة :

فالمسلم الموحد يمتثل أمر الله تعالى له في كل صغير وكبير ، وهو حين يسمع قوله تعالى : ( وَلْيَطَّوَّفُوا بِالْبَيْتِ الْعَتِيقِ ) الحج/29 :

لا يملك إلا أن يمتثل ذلك ، فيطوف بالكعبة المشرفة حبّاً لله ، وطاعة له ، ورغبة إليه سبحانه ، يرجو رحمة من الله ، ويخشى من عذابه ، ولا يتعدى ما أُمر به من الطواف ، فلا يتمسح بأحجار هذا البيت ، ولا يعتقد فيها النفع أو الضر .

أما المشرك الوثني :

فهو الذي يطوف بالأحجار أو القباب أو المقامات تعظيماً لها لذاتها ، يرجو منها تفريج الكربات ، وإجابة الدعوات ، يبكي خوفاً منها ، ويتضرع رغبة في عطائها ، ويتقرب إليها بأنواع العبادات من السجود أو الذبح أو الطواف أو الدعاء

وهو في ذلك لا يمتثل أمراً لله ، ولا شريعة لنبيه صلى الله عليه وسلم ، بل يستجيب للهوى والشيطان .

إذن فالفرق كبير وظاهر بين أعمال أهل التوحيد والإسلام ، وبين مظاهر الوثنية والشرك ، ومن لم يتنبه لهذا الفرق اختلطت عليه الأمور ، وما عاد يفرق بين الكفر والإيمان .

ونرجو أن يكون الفرق بين الحالين قد اتضح .

والله أعلم









رد مع اقتباس
قديم 2018-05-05, 02:44   رقم المشاركة : 45
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي


السؤال :

قرأت في بعض كتب الفقه أنه يشرع للمعتمر أن يذبح هدياً بعد عمرته استحباباً فهل هذه من السنن المندثرة في هذا الوقت ؟

الجواب :

الحمد لله

"هذه من السنن المندثرة ، لكن ليس السنة أنك إذا اعتمرت اشتريت شاة وذبحتها ، السنة أن تسوق الشاة معك ، تأتي بها من بلادك

أو على الأقل من الميقات

أو من أدنى الحل عند بعض العلماء ، ويسمى هذا سوق الهدي ، أما أن تذبح بعد العمرة بدون سوق فهذا ليس من السنة" انتهى .

"مجموع فتاوى ابن عثيمين" (23/372) .


و اخيرا

الحمد لله الذي بفضلة تتم الصالحات

اخوة الاسلام

اكتفي بهذا القدر و لنا عوده
ان قدر الله لنا البقاء و اللقاء

و اسال الله ان يجمعني بكم دائما
علي خير


وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد
وعلى آله وصحبه أجمعين









رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
من سلسلة مكانه الحج


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 21:56

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2023 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc