فهرس الحديث والأحاديث الضعيفة و الموضوعة - الصفحة 17 - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الدين الإسلامي الحنيف > قسم الكتاب و السنة

قسم الكتاب و السنة تعرض فيه جميع ما يتعلق بعلوم الوحيين من أصول التفسير و مصطلح الحديث ..

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

فهرس الحديث والأحاديث الضعيفة و الموضوعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2018-10-16, 12:36   رقم المشاركة : 241
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

هل ثبت أن قبّل عليٌّ يد عمه العباس ورجليه – رضي الله عنهما ؟

السؤال :

هل الحديث رقم 976 في "الأدب المفرد" للإمام البخاري حديث صحيح أم ضعيف؟

أرجو ذكر أسباب ضعفه إن كان ضعيفاً ؟


الجواب :

الحمد لله

قال البخاري رحمه الله في كتاب "الأدب المفرد" (976) : حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْمُبَارَكِ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ حَبِيبٍ قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ قَالَ: حَدَّثَنَا عَمْرٌو، عَنْ ذَكْوَانَ ، عَنْ صُهَيْبٍ قَالَ : " رَأَيْتُ عَلِيًّا يُقَبِّلُ يَدَ الْعَبَّاسِ وَرِجْلَيْهِ " .

وهكذا رواه الفسوي في " المعرفة " (1/514)

وابن عساكر في " تاريخه " (26/372) ، وابن المقرئ في " الرخصة في تقبيل اليد " (15) من طريق سفيان بن حبيب به .

قال الألباني في تخريجه " ضعيف الإسناد موقوف " .

وعلته صهيب مولى العباس ؛ فإنه مجهول ، لم يرو عنه إلا أبو صالح ذكوان

ذكره البخاري في " التاريخ " (4/316)

وابن أبي حاتم في " الجرح والتعديل" (4/444)

من روايته وحده عنه ولم يذكرا فيه جرحا ولا تعديلا

وذكره ابن حبان في " الثقات " من روايته وحده عنه ، على عادته رحمه الله في توثيق المجهولين .

وقال الذهبي في " السير" (2/94) : " صهيب لا أعرفه " .

فالإسناد ضعيف لجهالة راويه .

وكتاب " الأدب المفرد " للإمام البخاري رحمه الله غير كتابه الصحيح المعروف بصحيح البخاري ، وأحاديثه التي يوردها فيه ليست على شرط الصحيح

حيث لم يلتزم فيه ما التزمه في صحيحه ، فمنها الصحيح ومنها الضعيف ومنها المرفوع ومنها الموقوف ومنها المقطوع

وهو كتاب جمع فيه الإمام البخاري كثيرا من الأحاديث والآثار في مختلف أبواب الآداب الإسلامية كبرّ الوالدين وصلة الرحم والسلام والاستئذان وآداب المجالس والأذكار ونحو ذلك

وهو كتاب جامع في بابه ، من أحسن ما صنف في الآداب الإسلامية .

والله تعالى أعلم .








 


رد مع اقتباس
قديم 2018-10-16, 12:42   رقم المشاركة : 242
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

تخريج حديث ( إني لأرى لحمه بين ثناياكما ) – يعني لحم الذي اغتاباه- .

السؤال:

ما صحة هذا الحديث ؟

: " أن النبي صلّى الله عليه وسلم كان في سفر ، ومعه أبو بكر وعمر ، فأرسلوا إلى رسول الله صلّى الله عليه وسلم يسألونه لحماً ، فقال : ( أو ليس قد ظللتم من اللحم شباعاً ؟ ) قالوا : من أين ؟

فوالله ما لنا باللحم عهد منذ أيام ، فقال : ( من لحم صاحبكم الذي ذكرتم !! ) قالوا : يا نبي الله : إنما قلنا والله إنه لضعيف ، ما يعيننا على شيء !!

قال : ( ذلك تقولوا ؟ ) ، فرجع إليهم الرجل فأخبرهم بالذي قال ، فجاء أبو بكر فقال : يا نبي الله طأ على صماخي واستغفر لي ، ففعل ، وجاء عمر فقال : يا نبي الله طأ على صماخي واستغفر لي ، ففعل "
.

الجواب

:
الحمد لله

هذا الحديث رواه الحكيم الترمذي في "نوادر الأصول" (1/ 283) فقال :

حدثنا أبي - رحمه الله - حدثنا سعد بن حفص الطلحي عن شيبان عَن يحيى بن أبي كثير رَضِي الله عَنهُ : " أَن نَبِي الله كَانَ فِي سفر ، وَمَعَهُ أَبُو بكر وَعمر رَضِي الله عَنْهُمَا

فأرسلوا إِلَى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يسألونه لَحْمًا ، فَقَالَ : ( أَو لَيْسَ قد ظللتم من اللَّحْم شباعا ؟ ) ، قَالُوا : من أَيْن ؟ فوَاللَّه مَا لنا بِاللَّحْمِ عهد مُنْذُ أَيَّام

فَقَالَ : ( من لحم صَاحبكُم الَّذِي ذكرْتُمْ ) ،. قَالُوا : يَا نَبِي الله إِنَّمَا قُلْنَا : وَالله إِنَّه لضعيف مَا يعيننا على شَيْء ، قَالَ : ( وَذَاكَ فَلَا تَقولُوا ) ، فَرجع إِلَيْهِم الرجل فَأخْبرهُم بِالَّذِي قَالَ

فجَاء أَبُو بكر رَضِي الله عَنهُ فَقَالَ : يَا نَبِي الله طأ على صماخي واستغفر لي ، فَفعل ، وَجَاء عمر رَضِي الله عَنهُ فَقَالَ : يَا نَبِي طأ على صماخي واستغفر لي ، فَفعل " .

وهذا إسناد واه ( ضعيف جدا ) :

- الحكيم الترمذي رحمه الله ترجمه الحافظ الذهبي في "السير" (13/ 439-441) فقال :

" الإِمَامُ، الحَافِظُ ، العَارِفُ ، الزَّاهِدُ ، أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بنُ عَلِيِّ بنِ الحَسَنِ بنِ بِشْر الحَكِيْم التِّرْمِذِيّ .

كَانَ ذَا رحلَةٍ وَمَعْرِفَةٍ ، وَلَهُ مُصَنَّفَاتٌ وَفضَائِل .

وَلَهُ حَكَم وَمَوَاعِظ وَجَلاَلَة، لَوْلاَ هَفْوَةً بَدَت مِنْهُ.

قَالَ أَبُو عبد الرَّحْمَن السُّلَمِيّ : أَخرَجُوا الحَكِيْم مِنْ تِرْمِذ ، وَشَهِدُوا عَلَيْهِ بِالكُفْر، وَذَلِكَ بِسبب تَصنيفه كِتَاب " ختم الولاَيَة " ، وَكِتَاب "علل الشَّرِيْعَة " ، وَقَالُوا : إِنَّهُ يَقُوْلُ : إِنَّ للأَوْلِيَاء خَاتماً كَالأَنْبِيَاء لَهُم خَاتم.

وَإِنَّهُ يُفَضِّل الوِلاَيَة عَلَى النُّبُوَّة ، وَاحتج بِحَدِيْث: ( يَغْبِطُهُمُ النَّبِيُّونَ وَالشُّهَدَاءُ ) .

فَقَدِمَ بَلْخ ، فَقَبِلُوهُ لموَافقته لَهُم فِي المَذْهَب " انتهى ملخصا .

- وأبوه لم نقف له على ترجمة ، وقد تفرد بهذا الحديث عن سعد بن حفص ، وهو ثقة روى عنه الحفاظ كالبخاري والذهلي والدوري والدارمي وغيرهم

فانفراد علي بن الحسن والد الحكيم الترمذي عنه بهذا الحديث مما يدل على أنه غير محفوظ .

- ويحيى بن أبي كثير من صغار التابعين ، من الطبقة الخامسة عند الحافظ ، وهم الذين رأوا الواحد والاثنين من الصحابة ، ولم يثبت لهم سماع من أحد منهم ، وهو ثقة ، لكنه يدلس ويرسل.

"التقريب" (ص596)

فهذا إسناد واهٍ لا يصلح ولا في الشواهد .

وقد روى هذا الحديث الخرائطي في "مساوئ الأخلاق" (ص: 95) والضياء في "المختارة" (1697) من طريق عَبَّاد بْن الْوَلِيدِ بْنِ الْغُبَرِيِّ: ثنا حِبَّانُ بْنُ هِلالٍ ، ثنا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ ، أنبا ثَابِتٌ الْبُنَانِيُّ ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ

: " كَانَتِ الْعَرَبُ يَخْدُمُ بَعْضُهُمْ بَعْضًا فِي الْأَسْفَارِ، وَكَانَ مَعَ أَبِي بَكْرٍ، وَعُمَرَ رَجُلٌ يَخْدُمُهُمَا، فَنَامَ ، وَاسْتَيْقَظَا وَلَمْ يُهَيِّئْ طَعَامًا، فَقَالَا : إِنَّ هَذَا لَنَؤومٌ ، فَأَيْقَظَاهُ فَقَالَا

: ائْتِ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَقُلْ لَهُ: إِنَّ أَبَا بَكْرٍ، وَعُمَرَ يُقْرِآنِكَ السَّلَامَ، وَهُمَا يَسْتَأْدِمَانِكَ. فَأَتَاهُ، فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( أَخْبِرْهُمَا أَنَّهُمَا قَدِ ائْتَدَمَا )

فَفَزِعَا ، فَجَاءَا إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَقَالَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ ، بَعَثْنَا نَسْتَأْدِمُكَ، فَقُلْتَ : ائْتَدَمَا، فَبِأَيِّ شَيْءٍ ائْتَدَمْنَا ؟

فَقَالَ : ( بِأَكْلِكُمَا لَحْمَ أَخِيكُمَا، إِنِّي لَأَرَى لَحْمَهُ بَيْنَ ثَنَايَاكُما ) ، فَقَالَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَاسْتَغْفِرْ لَنَا، قَالَ: ( هُوَ، فَلْيَسْتَغْفِرْ لَكُمَا ) .

قال الشيخ الألباني رحمه الله في "الصحيحة" (2608) :

" وهذا إسناد صحيح ، رجاله كلهم ثقات رجال مسلم غير أبي بدر الغبري ، قال أبو حاتم وتبعه الحافظ : " صدوق " ، وذكره ابن حبان في " الثقات " ،

وروى عنه جمع من الحفاظ الثقات ، وقد توبع ، فقال الضياء عقبه : " وقد رواه عفان بن مسلم عن حماد بن سلمة عن ثابت عن عبد الرحمن بن أبي ليلى : " أن العرب كانت تخدم بعضهم بعضا في الأسفار ... " فذكره " انتهى .

والذي ذكره الضياء معلقا ، وصله أبو القاسم الأصبهاني في "الترغيب والترهيب" (2231) من طريق جعفر بن محمد الصائغ ، حدثنا عفان ، حدثنا حماد بن سلمة ، ثنا ثابت عن عبد الرحمن بن أبي ليلى به مرسلا .

وعفان ثقة حافظ متقن ، من رجال الشيخين ، وهو من أوثق الناس في حماد بن سلمة ، قال يحيى بن معين : من أراد أن يكتب حديث حماد بن سلمة، فعليه بعفان بن مسلم .

"شرح علل الترمذي" (2/ 707) ، وراجع : "التهذيب" (7/205-209) .

فروايته مقدمة على رواية الغبري الذي غاية ما قيل فيه إنه صدوق .

وعلى ذلك فرواية عفان المرسلة تُعِل رواية الغبري الموصولة ، ولا تشهد لها .

وللحديث شاهد آخر رواه أبو الشيخ الأصبهاني في "التوبيخ والتنبيه" (249) : حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ، نَا الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ، قَالَ: قُرِئَ عَلَى عَامِرٍ ، عن أَسْبَاطٍ ، عَنِ السُّدِّيِّ

قَالَ: " زُعِمَ أَنَّ سَلْمَانَ كَانَ مَعَ رَجُلَيْنِ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي سَفَرٍ يَخْدِمُهُمَا ، وَيخِفُّ بِهِمَا ، وَيَنَالُ مِنْ طَعَامِهِمَا ، وَأَنَّ سَلْمَانَ لَمَّا سَارَ النَّاسُ ذَاتَ يَوْمٍ

بَقِيَ سَلْمَانُ نَائِمًا ، لَمْ يَسِرْ مَعَهُمْ ، فَنَزَلَ صَاحِبَاهُ ، فَطَلَبَاهُ ، فَلَمْ يَجِدَاهُ ، فَضَرَبَا الْخِبَاءَ ، فَقَالَا : مَا يُرِيدُ هَذَا الْعَبْدُ إِلَّا أَنْ يَجِيءَ إِلَى طَعَامٍ مُعَدٍّ ، وَخِبَاءٍ مَضْرُوبٍ ؟ فَلَمَّا جَاءَ سَلْمَانُ

أَرْسَلَاهُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَمَعَهُ قَدَحٌ ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ ، بَعَثَنِي أَصْحَابِي لِتُؤْدِمَهُمْ إِنْ كَانَ عِنْدَكَ ، قَالَ: ( مَا يَصْنَعُ أَصْحَابُكَ بِالْأَدَمِ ؟ قَدِ ائْتَدَمُوا )

فَرَجَعَ سَلْمَانُ فَأَخْبَرَهُمَا فَانْطَلَقَا حَتَّى أَتَيَا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَا: لَا، وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ، مَا أَصَبْنَا طَعَامًا مُنْذُ نَزَلْنَا

قَالَ: ( إِنَّكُمَا قَدِ ائْتَدَمْتُمَا بِسَلْمَانَ بِقَوْلِكُمَا ) ، فَنَزَلَتْ: ( أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا ) الحجرات/ 12 .

قال الألباني :

" هذا مرسل ، والسند إليه ضعيف "

انتهى من "الصحيحة" (6/107) .

والحاصل : أن الحديث ضعيف ، لا يصح إلا مرسلا ، والرواية الأولى لا تصلح في الشواهد لشدة ضعفها ، ورواية الوصل من حديث حماد بن سلمة معلولة بالإرسال ، ولعله لذلك قال الحافظ العراقي رحمه الله : " روي نحوه مرسلا "

انتهى من "تخريج الإحياء" (3/180) .

والعلم عند الله تعالى.









رد مع اقتباس
قديم 2018-10-16, 12:50   رقم المشاركة : 243
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










vb_icon_m (5)

: خبر منكر في اتهام عائشة بقتل عثمان وإرادة قتل علي رضي الله عنهم .

السؤال:

روى البلاذري : حدثني أحمد بن إبراهيم الدروقي حدثنا أبو النضر حدثنا إسحاق بن سعيد عن عمر بن سعيد حدثني سعيد بن عمرو عن ابن حاطب قال : " أقبلت مع علي يوم الجمل إلى الهودج

وكأنه شوك قنفذ من النبل ، فضرب الهودج ، ثم قال : إن حميراء إرم هذه أرادت أن تقتلني كما قتلت عثمان بن عفان . فقال لها أخوها محمد : هل أصابك شيء ؟

فقال : مشقص في عضدي ، فأدخل رأسه ، ثم جرها إليه فأخرجه " فهل هذا الخبر صحيح أم لا ؟


الجواب :

الحمد لله

هذا الخبر لا نعلم رواه أحد من أهل العلم بالأخبار والتاريخ إلا أحمد بن يحيى البَلَاذُري في كتابه "أنساب الأشراف" (2/249) حيث قال :

حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الدَّوْرَقِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو النصر، حدثنا إِسْحَاقُ بْنُ سَعِيدٍ ، عَنْ عَمْرِو بْنِ سَعِيد ٍ، حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ عَمْرٍو عَنِ ابْنِ حَاطِبٍ قَالَ: " أَقْبَلْتُ مَعَ عَلِيٍّ يَوْمَ الْجَمَلِ إِلَى الْهَوْدَجِ وَكَأَنَّهُ شَوْكُ قُنْفُذٍ مِنَ النَّبْلِ

فَضَرَبَ الْهَوْدَجَ ، ثُمَّ قَالَ : إِنَّ حُمَيْرَاءَ إِرَمَ هَذِهِ أَرَادَتْ أَنْ تَقْتُلَنِي كَمَا قَتَلَتْ عُثْمَانَ بْنَ عَفَّانَ ، فَقَالَ لَهَا أَخُوهَا مُحَمَّدٌ : هَلْ أَصَابَكِ شَيْءٌ ؟ فَقَالَتْ : مِشْقَصٌ فِي عَضُدِي ، فَأَدْخَلَ رَأْسَهُ ثُمَّ جَرَّهَا إِلَيْهِ فَأَخْرَجَهُ ".

وهذا خبر منكر لا يصح سندا ولا متنا :

أولا :

عمرو بن سعيد إما أن يكون هو جد إسحاق بن سعيد ، وهو المتبادر ؛ لأنه إسحاق بن سعيد بن عمرو بن سعيد ، وعلى ذلك فالإسناد منقطع

لأن وفاة الجد كانت سنة 70 "التهذيب" (8/34)

ووفاة الحفيد الراوي عنه كانت سنة 170 "التهذيب" (1/204)

فبين وفاتيهما مائة سنة ، فلا يمكن أن يكون قد سمع منه ، وعلى ذلك فالإسناد منقطع ضعيف .

وإما أن يكون غيره ، فهو مجهول لا يعرف ، وعليه فالإسناد ضعيف أيضا ، ومداره على مجهول في الاحتمالين ، وإذا انفرد مجهول بالحديث فهو مردود .

ثانيا :

كيف يقول علي رضي الله عنه عن عائشة رضي الله عنها إنها أرادت أن تقتله كما قتلت عثمان؟!

هذا من الباطل المحال ، وعائشة رضي الله عنها بريئة من دم عثمان حتما ، وهي لم تخرج يوم الجمل إلا ابتغاء الإصلاح بين المسلمين

فقد روى أحمد (24133) عَنْ قَيْسِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ: " أَنَّ عَائِشَةَ قَالَتْ لَمَّا أَتَتْ عَلَى الْحَوْأَبِ سَمِعَتْ نُبَاحَ الْكِلَابِ فَقَالَتْ : مَا أَظُنُّنِي إِلَّا رَاجِعَةٌ ؛ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لَنَا

: ( أَيَّتُكُنَّ تَنْبَحُ عَلَيْهَا كِلَابُ الْحَوْأَبِ ؟ ) فَقَالَ لَهَا الزُّبَيْرُ: تَرْجِعِينَ عَسَى اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ أَنْ يُصْلِحَ بِكِ بَيْنَ النَّاسِ " .

(23733) : " فَقَالَ بَعْضُ مَنْ كَانَ مَعَهَا : بَلْ تَقْدَمِينَ فَيَرَاكِ الْمُسْلِمُونَ فَيُصْلِحُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ ذَاتَ بَيْنِهِمْ " وصححه الألباني في الصحيحة (474) .

وقد روى الإمام عثمان بن سعيد الدارمي رحمه الله ، بإسناده عن نَافِع، يَقُولُ: قَالَتْ عَائِشَةُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا: ( وَايْمُ اللَّهِ ، إِنِّي لَأَخْشَى لَوْ كُنْتُ أُحِبُّ قَتْلَهُ لَقُتِلْتُ - تَعْنِي عُثْمَانَ - وَلَكِنْ عَلِمَ اللَّهُ مِنْ فَوْقِ عَرْشِهِ أَنِّي لَمْ أُحِبَّ قَتْلَهُ

) . " الرد على الجهمية " للدارمي (83) وله شاهد من طريق مجاهد عن عائشة رضي الله عنها ، عند نعيم بن حماد في الفتن (202) .

قَالَ ابْنُ الْعَرَبِيِّ رحمه الله :

" وَأَمَّا خُرُوجُهَا إِلَى حَرْبِ الْجَمَلِ فَمَا خَرَجَتْ لِحَرْبٍ ، وَلَكِنْ تَعَلَّقَ النَّاسُ بِهَا ، وَشَكَوْا إِلَيْهَا مَا صَارُوا إِلَيْهِ مِنْ عَظِيمِ الْفِتْنَةِ وَتَهَارُجِ النَّاسِ ، وَرَجَوْا بَرَكَتَهَا، وَطَمِعُوا فِي الِاسْتِحْيَاءِ مِنْهَا إِذَا وَقَفَتْ إِلَى الْخَلْقِ

وَظَنَّتْ هِيَ ذَلِكَ فَخَرَجَتْ ؛ لقول الله تعالى : ( لَا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ نَجْواهُمْ إِلَّا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلاحٍ بَيْنَ النَّاسِ ) النساء/ 114 ، وَقَوْلِهِ : ( وَإِنْ طائِفَتانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُما ) الحجرات/ 9

وَالْأَمْرُ بِالْإِصْلَاحِ مُخَاطَبٌ بِهِ جَمِيعُ النَّاسِ مِنْ ذكر وأنثى ، حر أَوْ عَبْدٍ ، فَلَمْ يُرِدِ اللَّهُ تَعَالَى بِسَابِقِ قَضَائِهِ وَنَافِذِ حُكْمِهِ أَنْ يَقَعَ إِصْلَاحٌ ، وَلَكِنْ جَرَتْ مُطَاعَنَاتٌ وَجِرَاحَاتٌ حَتَّى كَادَ يَفْنَى الْفَرِيقَانِ

فَعَمَدَ بَعْضُهُمْ إِلَى الْجَمَلِ فَعَرْقَبَهُ ، فَلَمَّا سَقَطَ الْجَمَلُ لِجَنْبِهِ أَدْرَكَ مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهَا ، فَاحْتَمَلَهَا إِلَى الْبَصْرَةِ ، وَخَرَجَتْ فِي ثَلَاثِينَ امْرَأَةً، قَرَنَهُنَّ عَلِيٌّ بِهَا حَتَّى أَوْصَلُوهَا إِلَى الْمَدِينَةِ بَرَّةً تَقِيَّةً ..."

انتهى من "تفسير القرطبي" (14/ 181).

وقال ابن كثير رحمه الله في وصف موقعة الجمل :

" ووصلت النبال إلى هودج أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها ، فجعلت تنادي: الله الله ! يا بني اذكروا يوم الحساب ، ورفعت يديها تدعو على أولئك النفر من قتلة عثمان

فضج الناس معها بالدعاء حتى بلغت الضجة إلى علي فقال : ما هذا ؟ فقالوا : أم المؤمنين تدعو على قتلة عثمان وأشياعهم .

فقال: اللهم العن قتلة عثمان " انتهى من "البداية والنهاية" (7 /270) .

وقد روى البخاري في "الأدب المفرد" (828) عنها رضي الله عنها أنها قالت : " من سب ابن عفان فعليه لعنة الله " .

وروى ابن عساكر في تاريخه (39/487) عنها رضي الله عنها أنها قالت : " غضبت لكم من السوط ، ولا أغضب لعثمان من السيف ! استعتبتموه ، حتى إذا تركتموه كالقلب المصفى قتلتموه ! "

وله شواهد عند ابن عساكر (39/487-488) والطبري في تاريخه (3/82-83) وابن خياط في تاريخه (ص39) .

كما أنها كانت تمدح عليا وتصفه بالعلم ؛ وقد روى مسلم (276) عَنْ شُرَيْحِ بْنِ هَانِئٍ قَالَ : سَأَلْتُ عَائِشَةَ عَنْ الْمَسْحِ عَلَى الْخُفَّيْنِ ؟ فَقَالَتْ : " ائْتِ عَلِيًّا فَإِنَّهُ أَعْلَمُ بِذَلِكَ مِنِّي " .

والخلاصة أن هذا الخبر باطل مركّب موضوع ، لا تجوز روايته ، وأن عائشة رضي الله عنها ما خرجت يوم الجمل إلا للإصلاح بين الناس ، ولم تشارك في مقتل عثمان رضي الله عنه ولا بشطر كلمة – ولا عليّ -

وإنما أنكرت ذلك ولم ترضه ، كما أنها لم ترد قتل علي رضي الله عنها ، ولا دار ذلك بخلدها يوما ، وقد عصمها الله تعالى مما يدعيه الأفاكون .

والله أعلم .


و اخيرا

الحمد لله الذي بفضلة تتم الصالحات

اخوة الاسلام

اكتفي بهذا القدر و لنا عوده
ان قدر الله لنا البقاء و اللقاء

و اسال الله ان يجمعني بكم دائما
علي خير


وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد
وعلى آله وصحبه أجمعين









رد مع اقتباس
قديم 2018-10-20, 12:45   رقم المشاركة : 244
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










vb_icon_m (5)

اخوة الاسلام

أحييكم بتحية الإسلام
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته



خبر مكذوب في أن الروم يقتلون العرب في أرض الروم .

السؤال:

هناك حديث يقول : إن الرومان سوف يذبحون العرب في أرض الغرب ، ما مدي صحة ذلك الحديث ؟

وإذا كان موضوعا ، هل يمكن أن ترسل لي الحديث الصحيح ؟


الجواب :

الحمد لله

لا يوجد حديث بهذا المعنى فيما نعلم ، والثابت خلافه ، وهو أن المسلمين يفتحون الروم ويقتلونهم مقتلة عظيمة في ملحمة عظيمة ، وقد وردت بذلك الأخبار الصحيحة :

1 - فروى مسلم (2900) عَنْ نَافِعِ بْنِ عُتْبَةَ قَالَ قال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( تَغْزُونَ جَزِيرَةَ الْعَرَبِ فَيَفْتَحُهَا اللَّهُ ، ثُمَّ فَارِسَ فَيَفْتَحُهَا اللَّهُ ، ثُمَّ تَغْزُونَ الرُّومَ فَيَفْتَحُهَا اللَّهُ ، ثُمَّ تَغْزُونَ الدَّجَّالَ فَيَفْتَحُهُ اللَّهُ ) .

ورواه ابن ماجة (4091) ولفظه : ( سَتُقَاتِلُونَ جَزِيرَةَ الْعَرَبِ فَيَفْتَحُهَا اللَّهُ ، ثُمَّ تُقَاتِلُونَ الرُّومَ فَيَفْتَحُهَا اللَّهُ ، ثُمَّ تُقَاتِلُونَ الدَّجَّالَ فَيَفْتَحُهَا اللَّهُ ) .

2 - وروى مسلم (2897) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : ( لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يَنْزِلَ الرُّومُ بِالْأَعْمَاقِ أَوْ بِدَابِقٍ فَيَخْرُجُ إِلَيْهِمْ جَيْشٌ مِنْ الْمَدِينَةِ مِنْ خِيَارِ أَهْلِ الْأَرْضِ يَوْمَئِذٍ فَإِذَا تَصَافُّوا قَالَتْ الرُّومُ

: خَلُّوا بَيْنَنَا وَبَيْنَ الَّذِينَ سَبَوْا مِنَّا نُقَاتِلْهُمْ ، فَيَقُولُ الْمُسْلِمُونَ : لَا وَاللَّهِ لَا نُخَلِّي بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ إِخْوَانِنَا ، فَيُقَاتِلُونَهُمْ فَيَنْهَزِمُ ثُلُثٌ لَا يَتُوبُ اللَّهُ عَلَيْهِمْ أَبَدًا

وَيُقْتَلُ ثُلُثُهُمْ أَفْضَلُ الشُّهَدَاءِ عِنْدَ اللَّهِ ، وَيَفْتَتِحُ الثُّلُثُ لَا يُفْتَنُونَ أَبَدًا ، فَيَفْتَتِحُونَ قُسْطَنْطِينِيَّةَ ) .

3 - وروى أحمد (21981) عن عَبْد اللَّهِ بْن حَوَالَةَ الْأَزْدِيّ عن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : ( لَيُفْتَحَنَّ لَكُمْ الشَّامُ وَالرُّومُ وَفَارِسُ ، أَوْ الرُّومُ وَفَارِسُ ، حَتَّى يَكُونَ لِأَحَدِكُمْ مِنْ الْإِبِلِ كَذَا وَكَذَا

وَمِنْ الْبَقَرِ كَذَا وَكَذَا وَمِنْ الْغَنَمِ ، حَتَّى يُعْطَى أَحَدُهُمْ مِائَةَ دِينَارٍ فَيَسْخَطَهَا ) .

ورواه الحاكم (8309) وصححه ، ووافقه الذهبي .

4- وروى مسلم (2899) عن عَبْد اللَّهِ بْن مَسْعُودٍ قَالَ : ( إِنَّ السَّاعَةَ لَا تَقُومُ حَتَّى لَا يُقْسَمَ مِيرَاثٌ وَلَا يُفْرَحَ بِغَنِيمَةٍ ثُمَّ قَالَ بِيَدِهِ هَكَذَا وَنَحَّاهَا نَحْوَ الشَّأْمِ فَقَالَ : عَدُوٌّ يَجْمَعُونَ لِأَهْلِ الْإِسْلَامِ وَيَجْمَعُ لَهُمْ أَهْلُ الْإِسْلَامِ

قال يُسير بن جابر : قُلْتُ الرُّومَ تَعْنِي ؟ قَالَ نَعَمْ ، وَتَكُونُ عِنْدَ ذَاكُمْ الْقِتَالِ رَدَّةٌ شَدِيدَةٌ فَيَشْتَرِطُ الْمُسْلِمُونَ شُرْطَةً لِلْمَوْتِ لَا تَرْجِعُ إِلَّا غَالِبَةً ، فَيَقْتَتِلُونَ حَتَّى يَحْجُزَ بَيْنَهُمْ اللَّيْلُ

فَيَفِيءُ هَؤُلَاءِ وَهَؤُلَاءِ كُلٌّ غَيْرُ غَالِبٍ وَتَفْنَى الشُّرْطَةُ ، ثُمَّ يَشْتَرِطُ الْمُسْلِمُونَ شُرْطَةً لِلْمَوْتِ لَا تَرْجِعُ إِلَّا غَالِبَةً ، فَيَقْتَتِلُونَ حَتَّى يَحْجُزَ بَيْنَهُمْ اللَّيْلُ ، فَيَفِيءُ هَؤُلَاءِ وَهَؤُلَاءِ كُلٌّ غَيْرُ غَالِبٍ

وَتَفْنَى الشُّرْطَةُ ، ثُمَّ يَشْتَرِطُ الْمُسْلِمُونَ شُرْطَةً لِلْمَوْتِ لَا تَرْجِعُ إِلَّا غَالِبَةً ، فَيَقْتَتِلُونَ حَتَّى يُمْسُوا فَيَفِيءُ هَؤُلَاءِ وَهَؤُلَاءِ كُلٌّ غَيْرُ غَالِبٍ ، وَتَفْنَى الشُّرْطَةُ ، فَإِذَا كَانَ يَوْمُ الرَّابِعِ نَهَدَ إِلَيْهِمْ بَقِيَّةُ أَهْلِ الْإِسْلَامِ فَيَجْعَلُ اللَّهُ الدَّبْرَةَ عَلَيْهِمْ –

أي على الروم - فَيَقْتُلُونَ مَقْتَلَةً - إِمَّا قَالَ لَا يُرَى مِثْلُهَا وَإِمَّا قَالَ لَمْ يُرَ مِثْلُهَا - حَتَّى إِنَّ الطَّائِرَ لَيَمُرُّ بِجَنَبَاتِهِمْ ، فَمَا يُخَلِّفُهُمْ حَتَّى يَخِرَّ مَيْتًا ) .

5 – وروى أبو داود (4294) عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( عُمْرَانُ بَيْتِ الْمَقْدِسِ خَرَابُ يَثْرِبَ ، وَخَرَابُ يَثْرِبَ خُرُوجُ الْمَلْحَمَةِ ، وَخُرُوجُ الْمَلْحَمَةِ فَتْحُ قُسْطَنْطِينِيَّةَ

وَفَتْحُ الْقُسْطَنْطِينِيَّةِ خُرُوجُ الدَّجَّالِ ) وحسنه الألباني .

قال ابن كثير رحمه الله :

" فَلَمَّا بَعَثَ اللَّهُ مُحَمَّدًا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَكَانَ مَنْ آمَنَ بِهِ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ عَلَى الْوَجْهِ الْحَقِّ ، كَانُوا هُمْ أَتْبَاعَ كُلِّ نَبِيٍّ عَلَى وَجْهِ الْأَرْضِ

إِذْ قَدْ صَدَّقُوا الرسول النبي الأمي العربي ، خاتم الرسل وسيد ولد آدم على الإطلاق ، الَّذِي دَعَاهُمْ إِلَى التَّصْدِيقِ بِجَمِيعِ الْحَقِّ ، فَكَانُوا أَوْلَى بِكُلِّ نَبِيٍّ مِنْ أُمَّتِهِ الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ عَلَى مِلَّتِهِ وَطَرِيقَتِهِ

مَعَ مَا قَدْ حَرَّفُوا وَبَدَّلُوا ، ثُمَّ لَوْ لَمْ يَكُنْ شَيْءٌ من ذلك ، لكان قد نسخ الله شريعة جميع الرسل ، بما بَعَثَ اللَّهُ بِهِ مُحَمَّدًا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنَ الدِّينِ الْحَقِّ الَّذِي لَا يُغَيَّرُ ولا يبدل إلى قيام الساعة

وَلَا يَزَالُ قَائِمًا مَنْصُورًا ظَاهِرًا عَلَى كُلِّ دِينٍ ، فَلِهَذَا فَتَحَ اللَّهُ لِأَصْحَابِهِ مَشَارِقَ الْأَرْضِ ومغاربها، واجتازوا جَمِيعَ الْمَمَالِكِ ، وَدَانَتْ لَهُمْ جَمِيعُ الدُّوَلِ ، وَكَسَرُوا كِسْرَى

وَقَصَرُوا قَيْصَرَ وَسَلَبُوهُمَا كُنُوزَهُمَا، وَأُنْفِقَتْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَا أَخْبَرَهُمْ بِذَلِكَ نَبِيُّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ عَزَّ وَجَلَّ فِي قَوْلِهِ:

( وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً، يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً ) النور/ 55

فلهذا لَمَّا كَانُوا هُمُ الْمُؤْمِنِينَ بِالْمَسِيحِ حَقًّا ، سَلَبُوا النصارى بلاد الشام وألجئوهم إلى الروم فلجئوا إِلَى مَدِينَتِهِمُ الْقُسْطَنْطِينِيَّةِ ، وَلَا يَزَالُ الْإِسْلَامُ وَأَهْلُهُ فَوْقَهُمْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ

وَقَدْ أَخْبَرَ الصَّادِقُ الصدوق صلّى الله عليه وسلّم أُمَّتَهُ بِأَنَّ آخِرَهُمْ سَيَفْتَحُونَ الْقُسْطَنْطِينِيَّةَ وَيَسْتَفِيئُونَ مَا فِيهَا مِنَ الْأَمْوَالِ ، وَيَقْتُلُونَ الرُّومَ مَقْتَلَةً عَظِيمَةً جِدًّا، لَمْ يَرَ النَّاسُ مِثْلَهَا وَلَا يَرَوْنَ بَعْدَهَا نَظِيرَهَا

وَقَدْ جَمَعْتُ فِي هَذَا جُزْءًا مُفْرَدًا، وَلِهَذَا قَالَ تَعَالَى:( وَجاعِلُ الَّذِينَ اتَّبَعُوكَ فَوْقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلى يَوْمِ الْقِيامَةِ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأَحْكُمُ بَيْنَكُمْ فِيما كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ *

فَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُوا فَأُعَذِّبُهُمْ عَذاباً شَدِيداً فِي الدُّنْيا وَالْآخِرَةِ وَما لَهُمْ مِنْ ناصِرِينَ) آل عمران/55،56 وكذلك فعل بِمَنْ كَفَرَ بِالْمَسِيحِ مِنَ الْيَهُودِ أَوْ غَلَا فيه أو أطراه مِنَ النَّصَارَى

عَذَّبَهُمْ فِي الدُّنْيَا بِالْقَتْلِ وَالسَّبْيِ ، وَأَخْذِ الْأَمْوَالِ وَإِزَالَةِ الْأَيْدِي عَنِ الْمَمَالِكِ ، وَفِي الدَّارِ الْآخِرَةِ عَذَابُهُمْ أَشَدُّ وَأَشَقُّ وَما لَهُمْ مِنَ اللَّهِ مِنْ واقٍ "

انتهى من "تفسير ابن كثير" (2/ 40) .

والله أعلم .









رد مع اقتباس
قديم 2018-10-20, 12:53   رقم المشاركة : 245
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

هل ثبت في الحديث الصحيح أن أبا بكر رضي الله عنه لا يقف للحساب يوم القيامة ، وأن عمر رضي الله عنه أول من يأخذ كتابه بيمينه ؟

السؤال :

سمعت كثيراً من المشايخ يتحدثون عن هذه الراوية لكني لم أجد لها دليلاً ، وهي رواية : " أن أبا بكر رضي الله عنه لا يقف للحساب ، وأنه يدخل الجنة مباشرة

فهل هذه الرواية صحيحة ؟ وما الحديث الذي وردت في سياقه ؟

وهل هناك حديث يقول فيه النبي صلى الله عليه وسلم : " إن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أول من يأخذ كتابه بيمينه يوم القيامة ، فيندهش الصحابة أن لم يكن أبو بكر! فيقول النبي صلى الله عليه وسلم : ومن أخبركم أن له كتابا ؟!


الجواب :

الحمد لله


أولا :

روى البخاري (3671) عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَنَفِيَّةِ قَالَ قُلْتُ لِأَبِي – وهو عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه - : " أَيُّ النَّاسِ خَيْرٌ بَعْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ؟ قَالَ : أَبُو بَكْرٍ ، قُلْتُ ثُمَّ مَنْ ؟ قَالَ ثُمَّ عُمَرُ " .

وروى الإمام أحمد (835) عَنْ أَبِي جُحَيْفَةَ قَالَ سَمِعْتُ عَلِيًّا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَقُولُ : " أَلَا أُخْبِرُكُمْ بِخَيْرِ هَذِهِ الْأُمَّةِ بَعْدَ نَبِيِّهَا ؟ أَبُو بَكْرٍ ، ثُمَّ قَالَ : أَلَا أُخْبِرُكُمْ بِخَيْرِ هَذِهِ الْأُمَّةِ بَعْدَ أَبِي بَكْرٍ ؟ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ " .

وقال محققو المسند " إسناده حسن " .

واتفق أهل السنة والجماعة على أن خير هذه الأمة بعد نبيها صلى الله عليه وسلم هو أبو بكر الصديق ، ثم عمر ، ثم عثمان ، ثم علي رضي الله عنهم جميعا .

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :

" وَيُقِرُّونَ – يعني أهل السنة - بِمَا تَوَاتَرَ بِهِ النَّقْلُ عَنْ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وَغَيْرِهِ مِنْ أَنَّ : خَيْرَ هَذِهِ الْأُمَّةِ بَعْدَ نَبِيِّهَا : أَبُو بَكْرٍ ، ثُمَّ عُمَرُ

وَيُثَلِّثُونَ بِعُثْمَانِ ، وَيُرَبِّعُونَ بِعَلِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ ؛ كَمَا دَلَّتْ عَلَيْهِ الْآثَارُ " .

انتهى من "العقيدة الواسطية" (ص117) .

ثانيا :

أما الحديث الذي ورد بشأن أبي بكر أنه يدخل الجنة دون أن يقف للحساب فهو حديث واهٍ لا يصح

رواه أبو نعيم في "تاريخ أصبهان" (2/370)

ومن طريقه الخطيب في "المتفق والمفترق" (2/38)

من طريق إبراهيم بن أبي يحيى قال : حدّثنا أبو عمر الضرير عن حماد بن سلمة عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( يا عائشة كلّ الناس يحاسبون يوم القيامة إلاّ أبو بكر ) .

وابن أبي يحيى هو المكتب ، رجل مجهول لا يعرف ، ذكره أبو نعيم في " أخبار أصبهان" ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا ، وخبره منكر ؛ إذ كيف يتفرد بهذا الإسناد النظيف دون أن يتابعه عليه أحد ؟!

ومثل هذا مما يعرف به نكارة الخبر ووهاؤه .

فمن أسباب وقوع النكارة في الأحاديث أن يتفرد به مجهول لا يعرف عند أهل الحديث، فإذا انفرد بالحديث راوٍ مجهول أنكر أهل العلم حديثه من أجل تفرده .

راجع : "منهج الإمام أحمد في إعلال الأحاديث" (2/ 869)

"الحديث المنكر عند الإمام أبي حاتم الرازي" – دراسة تطبيقية (ص13) .

وروى ابن الجوزي في "العلل المتناهية" (1/190)

من طريق داود بن صغير قال حدثني كثير النواء عن أنس بن مالك قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( قلت لجبريل حين أسري بي إلى السماء : يا جبريل أعلى أمتي حساب ؟

قال : كل أمتك عليها حساب ما خلا أبا بكر الصديق ، فإذا كان يوم القيامة قيل له يا أبا بكر ادخل الجنة . قال ما أدخل حتى أدخل معي من كان يحبني في الدنيا ) .

وقال ابن الجوزي عقبه :

" هذا حديث لا يصح ، وداود بن صغير مجروح قال الخطيب كان ضعيفا ، وقال الدارقطني منكر الحديث ، وأما كثير النواء فقال النسائي ضعيف " انتهى .

وقال الذهبي في "الميزان" (3/500) في ترجمة محمد بن جعفر البغدادي :

" عن داود بن صغير بخبر كذب ، عن كثير النواء ، عن أنس - مرفوعا: يا جبرائيل، هل على أمتى حساب ؟ قال: نعم، ما خلا أبا بكر ... ثم إن داود واه " . انتهى .

وذكره الشوكاني في "الفوائد المجموعة" (ص 35 ) وقال : موضوع .

ثالثا :

أما الحديث الآخر الوارد في أن عمر أول من يأخذ كتابه بيمينه : فرواه الثعلبي في "تفسيره" (2358) ، وابن عساكر في "تاريخه" (30/154) ، والخطيب في "تاريخه" (11/202)

وابن الجوزي في "الموضوعات" (1/320) من طريق عمر بن إبراهيم بن خالد حدّثنا مرحوم بن أرطبان ابن عم عبد الله بن عون قال : حدّثنا عاصم الأحول عن زيد بن ثابت قال :

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( أوّل مَنْ يُعطى كتابه بيمينه من هذه الأمّة عمر بن الخطّاب ، وله شعاع كشعاع الشمس ) فقيل له : فأين أبو بكر؟

قال : ( هيهات هيهات زفّته الملائكة إلى الجنّة ) .

وقال ابن الجوزي عقبه : " هذا حديث لا يصح ، والمتهم به عمر ويعرف بالكردي ".

قال الدارقطني: كان كذابا يضع الحديث " انتهى .

وذكره الشوكاني في "الفوائد المجموعة" (ص 336) وقال :

" والمتهم به عمر بن إبراهيم بن خالد الكردي " .

وعمر هذا : قال الدارقطني كذاب خبيث ، وقال الخطيب : غير ثقة ، وقال أيضا : يروي المناكير عن الإثبات ، وقال ابن عقدة : ضعيف .

"لسان الميزان" (4/ 280)

وقد روى ابن أبي عاصم في "كتاب الأوائل" (82) من طريق حَبِيب بْن زُرَيْقٍ، ثنا ابْنُ أَخِي الزُّهْرِيِّ، عَنْ عَمِّهِ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَن ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ:

" أَوَّلُ مَنْ يُعْطَى كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ أَبُو سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الْأَسَدِ " وهذا حديث موضوع ، آفته حبيب بن زريق ، قال أبو حاتم: روى عن ابن أخي الزهري أحاديث موضوعة .

وقال أبو داود : كان من أكذب الناس.

وقال ابن عدى : أحاديثه كلها موضوعة.

"ميزان الاعتدال" (1 /452) .

أما قوله عن أبي بكر رضي الله عنه : " ومن أخبركم أن له كتابا ؟ " فلا نعلم له أصلا في شيء من الروايات .

والله تعالى أعلم .









رد مع اقتباس
قديم 2018-10-20, 13:00   رقم المشاركة : 246
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

السؤال الاتي استكمال اجابه السؤال السابق

من هم السبعون ألفا الذين يدخلون الجنة بغير حساب ولا سابقة عذاب

السؤال:

قال تعالى : ( ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ وَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ بِإِذْنِ اللَّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ ) فاطر/32

. هل السبعون ألفا الذين يدخلون الجنة بغير حساب ولا سابقة عذاب هم : ( ظالم لنفسه ، ومقتصد ، وسابق بالخيرات )، أم هم ( مقتصد ، وسابق بالخيرات فقط )، أم هم ( سابق بالخيرات فقط ) ؟ وشكرا .


الجواب :


الحمد لله


ظواهر الأدلة الشرعية تقرر أن الذين يدخلون الجنة بغير حساب ولا عذاب هم السابقون بالخيرات ، وليسوا المقتصدين أو الظالمين لأنفسهم ، وتوضيح ذلك فيما يلي :

أولا :

جاءت بعض الأحاديث النبوية الصريحة تقسم الناس ثلاثة أصناف ، فيصف النبي صلى الله عليه وسلم السابقين بالخيرات فقط أنهم يدخلون الجنة بغير حساب ولا عذاب .

عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ رضي الله عنه قَالَ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ :

( قَالَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ : ( ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ وَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ بِإِذْنِ اللهِ ) فاطر/32

فَأَمَّا الَّذِينَ سَبَقُوا بِالْخَيْرَاتِ فَأُولَئِكَ الَّذِينَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ بِغَيْرِ حِسَابٍ ، وَأَمَّا الَّذِينَ اقْتَصَدُوا فَأُولَئِكَ يُحَاسَبُونَ حِسَابًا يَسِيرًا ، وَأَمَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ فَأُولَئِكَ الَّذِينَ يُحَاسَبُونَ فِي طُولِ الْمَحْشَر

ثُمَّ هُمُ الَّذِينَ تَلَافَاهُمُ اللهُ بِرَحْمَتِهِ ، فَهُمُ الَّذِينَ يَقُولُونَ : ( الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَذْهَبَ عَنَّا الْحَزَنَ إِنَّ رَبَّنَا لَغَفُورٌ شَكُورٌ ) فاطر/34، إِلَى قَوْلِهِ : ( لُغُوبٌ ) فاطر/35 )

رواه الإمام أحمد في " المسند " (36/57) قال : حدثنا إسحاق بن عيسى ، حدثني أنس بن عياض الليثي أبو ضمرة ، عن موسى بن عقبة ، عن علي بن عبد الله الأزدي ، عن أبي الدرداء به .

وهذا إسناد صحيح ، رواته ثقات ، أولهم شيخ الإمام أحمد إسحاق بن عيسى البغدادي ، وكذلك شيخه أنس بن عياض ، وإمام المغازي موسى بن عقبة ، وكلهم ذكروا في طبقة تلاميذ ومشايخ بعضهم .

وأما علي بن عبد الله الأزدي فهو كذلك ثقة ، قال فيه ابن عدي : " لا بأس به عندي "

انتهى من " الكامل " (6/307)،

وذكره ابن حبان في " مشاهير علماء الأمصار " (ص/152) وقال

: " من رهط محمد بن واسع ، كان يختم القرآن في رمضان في كل ليلة " انتهى.

" ولما ذكره ابن خلفون في كتاب " الثقات " قال: هو ثقة ، قاله أحمد بن صالح وغيره "

هكذا جاء في " إكمال تهذيب الكمال " (9/357)

وقال الذهبي رحمه الله

: " ما علمت لأحد فيه جرحة ، وهو صدوق "

انتهى من " ميزان الاعتدال " (3/142)

وسماعه من أبي الدرداء محتمل أيضا ، فقد أثبت العلماء سماعه من عبد الله بن عمر ومن أبي هريرة رضي الله عنهما ، فليس من المستبعد إثبات سماعه من أبي الدرداء رضي الله عنه أيضا.

ولذلك قال الهيثمي رحمه الله :

" رواه أحمد بأسانيد رجال أحدها رجال الصحيح ، وهي هذه إن كان علي بن عبد الله الأزدي سمع من أبي الدرداء ، فإنه تابعي "

انتهى من " مجمع الزوائد " (7/95)

وقد أعل محققو " المسند " في طبعة " مؤسسة الرسالة " هذا الحديث بالانقطاع بين علي بن عبد الله الأزدي وأبي الدرداء رضي الله عنه ، مستدلين بقول الإمام البخاري رحمه الله في " التاريخ الكبير " (19/18): "

وقال محمد بن علي : نا سعيد بن عبد الحميد قال : نا ابن أبي الزناد ، عن موسى بن عقبة ، عن عبد الله بن علي الأزدي – هكذا في المطبوع ، والصواب علي بن عبد الله -

عن أبي خالد البكري ، أن رجلا جاء المدينة فلقي أبا الدرداء نحوه " انتهى.

فجعل بين عبد الله بن علي وأبي الدرداء أبا خالد البكري ، غير أن رواية الإمام أحمد رحمه الله التي ظاهرها الاتصال بين علي وأبي الدرداء أثبت

فالراوي عن موسى بن عقبة هناك أنس بن عياض ، وهو أثبت من عبدالرحمن بن أبي الزناد الذي في إسناد " التاريخ الكبير "، فقد قال عنه أحمد بن حنبل : مضطرب الحديث ، وقال أبو حاتم وابن معين : لا يحتج به .

انظر : " تهذيب التهذيب " (6/172).

وقد وردت أسانيد أخرى لهذا الحديث فيها شيء من الاضطراب ، يمكن مراجعتها في " التاريخ الكبير " (9/17-18)، غير أن الإمام الحاكم ذكرها في " المستدرك " (2/462)

ثم قال : " وإذا كثرت الروايات في الحديث ظهر أن للحديث أصلا " انتهى، وكذلك قال البيهقي رحمه الله في " البعث والنشور " (ص/83)

ونقل العلامة ابن القيم عن طائفة من العلماء أنها " قد بلغت في الكثرة إلى حد يشد بعضها بعضا ، ويشهد بعضها لبعض "

انتهى من " طريق الهجرتين " (ص/201)









رد مع اقتباس
قديم 2018-10-20, 13:02   رقم المشاركة : 247
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

ثانيا :

الآثار الواردة عن الصحابة في تفسير هذه الآيات تدل على أن السابقين بالخيرات هم الذين يدخلون الجنة بغير حساب ولا عذاب .

عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس رضي الله عنه قال في تفسير الآية :

" هم أمة محمد صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم ، ورثهم الله كل كتاب أنزله ؛ فظالمهم يغفر له ، ومقتصدهم يحاسب حسابًا يسيرًا ، وسابقهم يدخل الجنة بغير حساب "

رواه ابن جرير الطبري في " جامع البيان " (20/465)

وعن أَبي وائل عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال :

" هذه الأمة ثلاثة أثلاث يوم القيامة ؛ ثلث يدخلون الجنة بغير حساب ، وثلث يحاسبون حسابًا يسيرًا ، وثلث يجيئون بذنوب عظام حتى يقول : ما هؤلاء ؟ وهو أعلم تبارك وتعالى ، فتقول الملائكة :

هؤلاء جاءوا بذنوب عظام إلا أنهم لم يشركوا بك ، فيقول الرب : أدخلوا هؤلاء في سعة رحمتي ، وتلا عبد الله هذه الآية : ( ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا ) "

رواه ابن جرير الطبري في " جامع البيان " (20/465)

ثالثا :

تقريرات أهل العلم في هذا الموضوع توضح أيضا أن الذين يدخلون الجنة بغير حساب هم السابقون بالخيرات ، ننقل منها ما يلي :

يقول الشيخ صالح الفوزان حفظه الله :

" من حقق التوحيد ، يعني أنه لم يشرك بالله شيئاً ، ولم يكن عنده شيء من المعاصي ، هذا تحقيق التّوحيد ، ومن بلغ هذه المرتبة دخل الجنة بلا حساب .

أما من كان في المرتبة التي قبلها ، وهو الموحّد الذي عنده ذنوب ، فهذا قد يُغفر له ، وقد يعذب بالنار ثم يُخرج منها ؛ لأن الموحّدين على ثلاث طبقات

كما قال تعالى : ( ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ وَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ بِإِذْنِ اللهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ )

الطبقة الأولى : الذين سلموا من الشرك ، وقد لا يسلمون من الذنوب التي هي دون الشرك ، وهم الظالمون لأنفسهم ، وهم معرضون للوعيد .

الطبقة الثانية : المقتصدون الذين فعلوا الواجبات وتركوا المحرمات ، وقد يفعلون بعض المكروهات ويتركون بعض المستحبات ، وهم الأبرار .

الطبقة الثالثة : التي سَلِمَت من الشرك الأكبر والأصغر ومن البدع ، وتركت المحرمات والمكروهات وبعض المباحات ، واجتهدت في الطاعات من واجبات ومستحبات

وهؤلاء هم السابقون بالخيرات ، ومن كان بهذه المرتبة دخل الجنة بلا حساب ولا عذاب "

انتهى من " إعانة المستفيد شرح كتاب التوحيد " (1/74-75)

ويقول الشيخ عبدالله الغنيمان حفظه الله :

" الذين يسبقون إلى الجنة بغير حساب هم الذين يفعلون الواجبات ويتركون المحرمات والمكروهات ، ويفعلون المستحبات

وهؤلاء هم الذين ذكرهم الله جل وعلا في أحد أقسام الذين أورثهم الله جل وعلا الكتاب ، وهم الذين اصطفاهم الله ، فهم السابقون بالخيرات بإذن ربهم ؛ لأن الله جل وعلا قسمهم ثلاثة أقسام :

قسم ظالم لنفسه ، وقسم مقتصد ، وقسم سابق بالخيرات بإذن الله .

فهؤلاء الذين يسبقون بالخيرات بإذن الله جل وعلا هم الذين يدخلون الجنة بغير حساب ولا عذاب ، فيسبقون إليها قبل غيرهم

وهذا أيضاً لا يلزم منه أن الذين يحاسبون ولا يسبقون إليها يكونون أقل منهم درجة ، فقد يكون الذين يحاسبون منهم من إذا دخل الجنة كان أعلى من السابقين الذين دخلوها بلا حساب ، كما إذا كان الإنسان عنده جهاد وعنده أموال

ولكنه ينفق في سبيل الله وينفع عباد الله بأمواله ، فهو يحاسب عن ماله : من أين جمعه وفيم أنفقه ، ولا بد من المحاسبة ، ولكن بعد المحاسبة قد تكون درجته أرفع من درجة الذين يسبقون إلى الجنة بغير حساب "

انتهى من " شرح فتح المجيد " (درس رقم18/ص7 بترقيم الشاملة)

والله أعلم .









رد مع اقتباس
قديم 2018-10-20, 13:06   رقم المشاركة : 248
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

( بارك الله في الرجل المُشعر ، وبارك الله في المرأة الملساء ) : ليس بحديث .

السؤال:


قرأت مؤخرا حديثا عن الرسول صلى الله عليه وسلم ، لم أسمع به من قبل ، وأريد التأكد من صحة الحديث ، وهذا هو نص الحديث : ( بارك الله في الرجل المشعر ، وبارك الله في المرأة الحلساء الملساء ) .


الجواب
:

الحمد لله


هذا حديث لا أصل له ، وهو من الأحاديث الموضوعة السمجة التي لا يجوز نسبتها إلى النبي صلى الله عليه وسلم ؛ لأن ذلك من الكذب عليه ، والكذب عليه صلى الله عليه وسلم من كبائر الذنوب الموبقة .

قال ابن القيم رحمه الله :

" والأحاديث الموضوعة عليها ظلمة وركاكة ومجازفات باردة تنادي على وضعها واختلاقها على رسول الله صلى الله عليه وسلم "

انتهى من "المنار المنيف" (ص 50) .

ولا شك أن هذا الحديث من ذلك الكلام الركيك المبتذل .

وقد ذكره الشيخ علي القاري رحمه الله في كتابه : "الأسرار المرفوعة في الأخبار الموضوعة" (ص: 126) بلفظ : " إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الرَّجُلَ الْمُشْعِرَانِيَّ وَيَكْرَهُ الْمَرْأَةَ الْمُشْعِرَانِيَّةَ " .

وذِكره في هذا الكتاب يعني أنه حديث موضوع عنده .

وقال العجلوني في "كشف الخفاء" (1 /251)

: " لم أره بهذا اللفظ " .

وسئل الشيخ أبو إسحاق الحويني حفظه الله عن هذا الحديث ، فأجاب :

" هذا ليس بحديث ، هو من الأحاديث التي لا يعرفها ابن الجوزي نفسه ! ابن الجوزي صاحب كتاب الموضوعات ، ألف كتاباً جمع الموضوعات فيه "

انتهى من موقع الشيخ .

فلا تجوز رواية هذا الحديث إلا لبيان بطلانه والتحذير من نسبته إلى النبي صلى الله عليه وسلم.

والله تعالى أعلم .









رد مع اقتباس
قديم 2018-10-20, 13:09   رقم المشاركة : 249
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

هل ثبت أن الملائكة كانوا لا يطيقون حمل العرش فأمرهم الله بالتسبيح فحملوه ؟

السؤال :

هناك قصة عن الكلمات الثلاثة ( سبحان الله والحمد لله ،............ ) كيف وجدت والتي وجدتها على شبكة الانترنت عن الملائكة الذين كانوا يحاولون نقل العرش ( عرش الرحمن ) ، وأنه لن يتزحزح

ولذا فقال لهم الله أن يقولوا سبحان الله .. وتحرك . ثم لما خلق الله آدم وأحيا بداخله الحياة أول شيء فعله أنه عطس ، وقال الحمد لله . وهكذا كانت هذه الكلمات : سبحان الله ، والحمد لله ، فهل هذه القصة صحيحة ؟


الجواب :

الحمد لله

أولا :

انتشر في كثير من المنتديات والمواقع على الإنترنت خبر تناقلوه مفاده أن الله تعالى عندما أمر الملائكة بحمل العرش لم يستطيعوا حمله لثقله فأمرهم أن يقولوا " سبحان الله " فلما قالوها استطاعوا حمله بسهولة .

ومثل هذا من الغيب الذي يحتاج في إثباته إلى نص ثابت من الكتاب أو السنة .

ولم نجد لهذا الكلام أصلا عن النبي صلى الله عليه وسلم ، لا بسند صحيح ولا بسند ضعيف ، ولا وجدناه عن أحد من الصحابة رضي الله عنهم ، ولا علمنا أحدا من أهل العلم –

بعد البحث والتحري – ذكر شيئا من ذلك ، فالواجب ترك ذكره ، والحذر من تناقله ونشره بين الناس .

وفي فضل التسبيح والتحميد والباقيات الصالحات من الأحاديث الصحيحة ما يغني عن ذلك ، فمن ذلك ما رواه مسلم (223) عَنْ أَبِي مَالِكٍ الْأَشْعَرِيِّ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :

( الطُّهُورُ شَطْرُ الْإِيمَانِ ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ تَمْلَأُ الْمِيزَانَ ، وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ تَمْلَآَنِ أَوْ تَمْلَأُ مَا بَيْنَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ، وَالصَّلَاةُ نُورٌ ، وَالصَّدَقَةُ بُرْهَانٌ ، وَالصَّبْرُ ضِيَاءٌ ) .

وروى أحمد (6547) عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو عن رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنه قَالَ : ( إِنَّ نَبِيَّ اللَّهِ نُوحًا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمَّا حَضَرَتْهُ الْوَفَاةُ قَالَ لِابْنِهِ : إِنِّي قَاصٌّ عَلَيْكَ الْوَصِيَّةَ آمُرُكَ بِاثْنَتَيْنِ وَأَنْهَاكَ عَنْ اثْنَتَيْنِ :

آمُرُكَ بِلَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ فَإِنَّ السَّمَوَاتِ السَّبْعَ وَالْأَرْضِينَ السَّبْعَ لَوْ وُضِعَتْ فِي كِفَّةٍ وَوُضِعَتْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ فِي كِفَّةٍ رَجَحَتْ بِهِنَّ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ ، وَلَوْ أَنَّ السَّمَوَاتِ السَّبْعَ وَالْأَرْضِينَ السَّبْعَ كُنَّ حَلْقَةً مُبْهَمَةً قَصَمَتْهُنَّ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ .

وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَبِحَمْدِهِ فَإِنَّهَا صَلَاةُ كُلِّ شَيْءٍ وَبِهَا يُرْزَقُ الْخَلْقُ ... ) وصححه الألباني في "الصحيحة" (134)

والنصوص في ذلك كثيرة .

ثانيا :

أما خبر آدم عليه السلام : فقد روى الترمذي (3368) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( لَمَّا خَلَقَ اللَّهُ آدَمَ وَنَفَخَ فِيهِ الرُّوحَ عَطَسَ فَقَالَ : الْحَمْدُ لِلَّهِ .

فَحَمِدَ اللَّهَ بِإِذْنِهِ فَقَالَ لَهُ رَبُّهُ : يَرْحَمُكَ اللَّهُ يَا آدَمُ . اذْهَبْ إِلَى أُولَئِكَ الْمَلَائِكَةِ - إِلَى مَلَإٍ مِنْهُمْ جُلُوسٍ – فَقُلْ : السَّلَامُ عَلَيْكُمْ ، قَالُوا وَعَلَيْكَ السَّلَامُ وَرَحْمَةُ اللَّهِ . ثُمَّ رَجَعَ إِلَى رَبِّهِ فَقَالَ : إِنَّ هَذِهِ تَحِيَّتُكَ وَتَحِيَّةُ بَنِيكَ بَيْنَهُمْ ... ) .

قال الترمذي عقبه : " هذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ غَرِيبٌ مِنْ هَذَا الْوَجْهِ ، وَقَدْ رُوِيَ مِنْ غَيْرِ وَجْهٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " ، وصححه الألباني في "صحيح الترمذي" .

وروى ابن حبان في "صحيحه" (6164) والبيهقي في "الشعب" (9323) عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( لما خلق الله آدم عطس فألهمه ربه أن قال : الحمد لله . فقال له ربه : يرحمك الله ) .

وروى ابن حبان أيضا (6165) عن ثابت عن أنس بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( لما نفخ في آدم ، فبلغ الروح رأسه عطس ، فقال: الحمد لله رب العالمين.

فقال له تبارك وتعالى : يرحمك الله ) .

لكن قول القائل في هذه القصة : ( وهكذا كانت هذه الكلمات ) : أيضا مما لا أصل له في قصة آدم ، أن هذا أول معرفة الخلق بحمد الله ، بل كل ما فيها أن الله ألهمه الحمد حينئذ

ولا زيادة على ذلك ، ولا أن هذه الكلمات خلقها الله حينئذ ، ولا أن هذه الكلمات مخلوقة أصلا ؛ بل كل هذا من التخرص ، والرجم بالغيب .

وينظر : جواب السؤال القادم

ثم إن التسبيح والذكر كان معروفا لدى الملائكة قبل خلق آدم عليه السلام

كما قال الله تعالى : ( وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ ) البقرة /30 .

والتسبيح والتحميد والتقديس والذكر من وظائف الملائكة الدائمة ، لا يفترون عن ذكر الله ، وقد خلقهم الله قبل آدم ؛ كما قال تعالى : ( فَإِنِ اسْتَكْبَرُوا فَالَّذِينَ عِنْدَ رَبِّكَ يُسَبِّحُونَ لَهُ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَهُمْ لَا يَسْأَمُونَ ) فصلت/ 38

فلا يتوهمنّ السائل أن التسبيح والتحميد والتكبير لم يكن معروفا لدى الملائكة قبل خلق آدم عليه السلام .

والله تعالى أعلم .









رد مع اقتباس
قديم 2018-10-20, 13:13   رقم المشاركة : 250
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

القرآن مُنَزَّل من الله تعالى غيرمخلوق

السؤال

هل لكم أن تخبرونا عن كتاب بالإنجليزية يتكلم على أن القرآن ليس مخلوقاً وما يجب أن نعتقده كمسلمين ؟.

الجواب

الحمد لله


الذي يجب علينا أن نَعْتَقِده نحن المسلمين ، هو ما جاءنا من الله عز وجل ، وما أخبرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقد أخْبَرنا الله عز وجل أنه يتكلم قال تعالى : ( ومن أصْدَق من الله حديثا ) النساء/87

وقال تعالى : ( ومن أصْدَق من الله قِيلاً ) النساء /122 .

ففي هاتين الآيتين إثبات أن الله يَتَكَلَّم ، وأنّ كلامَه صِدْقٌ ، وحَقٌ ، ليس فيه كَذِبٌ بِوَجْهٍ من الوجوه .

وقال تعالى : ( وإذ قال الله يا عيسى ابن مريم ) المائدة /166 ففي هذه الآية أن الله يقول ، وأن قوله مَسْمُوع فيكون بصوت ، وأن قوله كَلِمَات وجمل ، والدليل على أنه بحرف

قول الله تعالى : ( يا موسى إني أنا ربُّك ) طه/11-12 فإن هذه الكلمات حروف وهي من كلام الله .والدليل على أنه بصوت قوله تعالى : ( وناديناه من جانب الطور الأيمن وقرَّبناه نجياً ) مريم/52

والنداء والمناجاة لا تكون إلا بصوت .

انظر شرح لمعة الاعتقاد لابن عثيمين ص 73 .

ولهذا كانت عقيدة أهل السنة والجماعة أن الله يتكلم بكلام حقيقي متى وكيف شاء بما شاء بحرف وصوت لا يُمَاثِلُ أصوات المخلوقين ، والدليل على أنه لا يُمَاثِل أصْوَاتَ المَخْلُوقين

قوله تعالى : ( ليس كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وهو السَمِيعُ البَصِير ) الشورى/11

فَعُرِفَ ابْتِداءً أن هذه العقيدة هي عقيدة أهل السنة والجماعة ، وأهل السنة والجماعة يَعْتَقِدون أن القرآن كلام الله ، ومن الأدلة على هذا الاعتقاد

قول الله تعالى : ( وإنْ أحَدٌ من المشْرِكين استجارك فأجِرْه حتى يَسْمَع كلام الله ) التوبة /6 والمراد القرآن بالاتفاق ، وأضاف الكلام إلى نفسه فدل على أن القرآن كلامه .

وعقيدة أهل السنة والجماعة أن القرآن كلام الله منزل غير مخلوق منه بدأ وإليه يعود .

والأدلة على أنه منزل ما يأتي :

قول الله عز وجل : ( شَهْرُ رمضان الذي أنزل فيه القُرآن ) البقرة/185 ، وقوله تعالى : ( إنّا أنْزَلناه في ليلة القدر ) القدر /1 ، وقوله : ( وقُرْآناً فَرَقْنَاه لِتَقْرَأَه على الناس على مُكْثٍ ونَزَّلنَاه تَنْزِيلاً ) الإسراء /106

قوله : ( وإذا بَدَّلنا آية مكان آية والله أعلم بما يُنَزِّل قالوا إنما أنت مُفْتَرٍ بل أكثرهم لا يعلمون قل نَزَّله رُوح القُدُسِ من ربك بالحق ليُثَبِّت الذين آمنوا وهدى وبشرى للمسلمين

ولقد نعلم أنهم يقولون إنّما يُعَلِّمُه بشر لسان الذي يلحدون إليه أعْجَمِِي وهذا لسان عربي مبين ) النحل /101-103 . و الذي يبدل آية مكان آية هو الله سبحانه وتعالى .

والأدلة على أنه غير مخلوق قوله تعالى : ( ألا له الخلق والأمر ) فجعل الخلق شيئاً والأمر شيئا آخر

لأن العطف يقتضي المغايرة والقرآن من الأمر بدليل قوله تعالى : ( وكذلك أوْحَيْنَا إليك روحا من أمرنا

ما كنت تدري ما الكتاب ولا الإيمان ولكن جعلناه نوراً نَهْدِي به من نَشَاءُ من عبادنا ) الشورى /52 ، فإذا كان القرآن أمراً وهو قسيم للخلق ، صار غير مخلوق ، لأنه لو كان مخلوقاً ما صح التقسيم فهذا هو الدليل من القرآن .

والدليل العقلي أن نقول القرآن كلام الله والكلام ليس عينا قائمة بنفسها حتى يكون بائنا من الله ولو كان عينا قائمة بنفسها بائنة من الله لقلنا إنه مخلوق لكن الكلام صفة للمتكلم

فإذا كان صفة للمتكلم به وكان من الله كان غير مخلوق لأن صفات الله عز وجل كلها غير مخلوقة .

شرح العقيدة الواسطية لابن عثيمين 1/418-426 - 441

فيجب علينا أن نعتقد ذلك ونوقن به ، ولا نُحَرِّف آيات الله عز وجل عن مرادها ، فإنها صريحة الدلالة على أن القرآن مُنَزَّل من عند الله

ولذلك قال الإمام الطحاوي رحمه الله :

" وإنّ القرآن كلام الله منه بدأ بلا كيفية قولاً ، وأنزله على رسوله وحياً ، وصدقه المؤمنون على ذلك حقا

وأيقنوا أنه كلام الله تعالى بالحقيقة ليس بمخلوق ككلام البرية ، فمن سمعه فزعم أنه كلام البشر فقد كفر وقد ذَمَّه الله وعَابَهُ وأوعده بسقر حيث قال تعالى : ( سأُصلِيه سَقَر ) المدثر/26

فلما أوْعَدَ بِسَقَر لمن قال ( إنْ هذا إلا قول البشر ) المدثر /25 عَلِمْنَا وأيْقَنَّا أنَه قولَ خالقِ البَشَر ولا يُشْبِه قول البشر . أهـ

شرح العقيدة الطحاوية 179.

الشيخ محمد صالح المنجد









رد مع اقتباس
قديم 2018-10-20, 13:15   رقم المشاركة : 251
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

تخريج حديث " أيكون المؤمن بخيلا ؟ "

السؤال :


ورد حديث في موطأ الإمام مالك ، هذا نصه: عن صفوان بن سُليم رضي الله عنه : " أن النبي صلى الله عليه وسلم سُئل : أيكون المؤمن جباناً ؟ قال : ( نعم ) ، ثم سُئل: أيكون المؤمن بخيلاً ؟

قال : ( نعم ) ، ثم سُئل: أيكون المؤمن كذاباً؟ قال : ( لا ).

ما صحة هذا الحديث ؟


الجواب :

الحمد لله

الحديث المذكور رواه مالك في "الموطأ" (2/990) (19) عن صفوان بن سليم أَنَّهُ قَالَ : " قِيلَ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَيَكُونُ الْمُؤْمِنُ جَبَانًا ؟

فَقَالَ: ( نَعَمْ ) ، فَقِيلَ لَهُ: أَيَكُونُ الْمُؤْمِنُ بَخِيلًا؟ فَقَالَ: ( نَعَمْ ) ، فَقِيلَ لَهُ: أَيَكُونُ الْمُؤْمِنُ كَذَّابًا ؟ فَقَالَ: ( لَا ).

ومن طريقه رواه البيهقي في "شعب الإيمان" (6/456) (4472).

وهو حديث ضعيف ؛ لأنه مرسل أو معضل ، إذ أن صفوان بن سليم لم يدرك النبي صلى الله عليه وسلم ، فهو من التابعين ، فيحتمل أن يكون سقط من الإسناد راوٍ أو راويان غير الصحابي .

وقد قال ابن عبد البر في "الاستذكار" (8/575) : لَا أَحْفَظُ هَذَا الْحَدِيثَ مُسْنَدًا مِنْ وَجْهٍ ثَابِتٍ.

وقال الحافظ ابن حجر في "تخريج مشكاة المصابيح" (4/389): معضل.

وضعفه الألباني في ضعيف "الترغيب والترهيب" (1752).

والله أعلم.









رد مع اقتباس
قديم 2018-10-20, 13:18   رقم المشاركة : 252
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

حديث سقوط سبعةٍ من حكام العرب قبل ظهور المهدي : لا أصل له .

السؤال:

ما صحة حديث سقوط 7من حكام العرب قبل ظهور المهدي المنتظر؟

الجواب :

الحمد لله

أولا :

خروج المهدي ثابت في السنة ، وهو من أواخر العلامات الصغرى لقيام الساعة .

قال علماء اللجنة :

" وليس في الأحاديث الصحيحة ما يدل على تحديد زمانه "

انتهى من "فتاوى اللجنة الدائمة" (3 /140) .

ثانيا :

لم يرد عن النبي صلى الله عليه وسلم – فيما نعلم – حديث – لا بسند صحيح ولا موضوع – يخبر فيه عن سقوط سبعة من حكام العرب آخر الزمان قبل ظهور المهدي .

فهذا الكلام باطل لا أصل له ، ولا يجوز أن ينسب لرسول الله صلى الله عليه وسلم ؛ لأنه من الكذب عليه .

ومن أمارات الحديث الموضوع : أن لا يكون له وجود في شيء من كتب السنة المعتمدة ، فإذا رأيت الحديث لا وجود له في الصحاح ، ولا السنن

ولا المسانيد ، ولا المعاجم ، ولا المستخرجات ولا الأجزاء الحديثية ، ولا ذكره أحد من أهل العلم المعتبرين في تصانيفهم ، وإنما يتناقله الناس اليوم على صفحات الانترنت وفي منتدياتهم :

فاعلم أنه حديث باطل لا يصح ، وحينئذ فلا تجوز نسبته إلى النبي صلى الله عليه وسلم ؛ لقوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ( مَنْ حَدَّثَ عَنِّي بِحَدِيثٍ يُرَى أَنَّهُ كَذِبٌ فَهُوَ أَحَدُ الْكَاذِبِينَ ) رواه مسلم في مقدمة الصحيح (1/7) .

قال النووي رحمه الله :

" فِيهِ تَغْلِيظُ الْكَذِبِ وَالتَّعَرُّض لَهُ ، وَأَنَّ مَنْ غَلَبَ عَلَى ظَنِّهِ كَذِبُ مَا يَرْوِيهِ فَرَوَاهُ كَانَ كَاذِبًا , وَكَيْف لَا يَكُون كَاذِبًا وَهُوَ مُخْبِرٌ بِمَا لَمْ يَكُنْ ؟ " انتهى .

والله أعلم .









رد مع اقتباس
قديم 2018-10-20, 13:44   رقم المشاركة : 253
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

هل ورد في السنة فضل لـ " أحجار العقيق " ؟

السؤال :

هل لبس أحجار العقيق من السنة ؟

الجواب :

الحمد لله

وردت أحاديث وآثار في فضل لبس حجر العقيق أو جعله فصّاً للخاتم لكن كلها إما ضعيفة أو موضوعة ، ومن ذلك :
1- ما رواه الطبراني في الأوسط ( 6691 ) عن عائشة رضي الله عنها

قالت : " أَتَى بَعْضُ بَنِي جَعْفَرِ بْنِ أَبِي طَالِبٍ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَقَالَ: بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَرْسِلْ مَعِيَ مَنْ يَشْتَرِي لِي نَعْلًا وَخَاتَمًا

فَدَعَا النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِلَالَ بْنَ رَبَاحٍ، فَقَالَ: ( انطَلِقْ إلى السُّوقِ واشْتَرِ له نَعْلاً ، ولا تَكُنْ سَوْدَاءَ ، واشْتَرِ له خَاتماً، ولْيَكُنْ فَصُّهُ عقيقاً؛ فإنهُ مَنْ تَخَتَّمَ بالعَقِيقِ لم يُقْضَ له إلا الذي هو أَسْعَدُ ) .

قال الشيخ الألباني : موضوع

انظر : " سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة "(5573) .

2- وأخرج الطبراني في الأوسط أيضاً ( 103 ) ، وابن الجوزي في " الموضوعات " (1 / 57) عَنْ فَاطِمَةَ رضي الله عنها ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ( مَنْ تَخَتَّمَ بِالْعَقِيقِ لَمْ يَزَلْ يَرَى خَيْرًا ) قال الشيخ الألباني : موضوع

انظر : " سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة " (1/ 399) ، برقم ( 230 ) .

وسئل علماء اللجنة الدائمة السؤال التالي :

يعتقد بعض هواة الخواتم والأحجار الكريمة مثل العقيق اليماني ، والفيروزج الإيراني وغيرها أن لها خاصية ، وأن لها أسرارا ، ومنافع ليست لغيرها من الأحجار الأخرى ، ويروجون لذلك دعايات

ويستدلون بأحاديث ، والأقوال التي ذكرها صاحب كتاب " المستطرف" .

والسؤال يا سماحة الشيخ : هل يصح في هذا الباب حديث صحيح ، أو قول يعول عليه في هذه المسألة ؟ وهل ما ورد في هذا الكتاب صحيح يحتج به ؟ وهل لهذه الأحجار ميزات تميزها على غيرها ؟

أفيدونا أفادكم الله.

فأجابوا : " لا يصح عن النبي صلى الله عليه وسلم حديث في فضل الخواتم والأحجار المذكورة ولا في خواصها، فلا يجوز أن ينسب للنبي صلى الله عليه وسلم ما لم يقله

وقد ثبت أنه قال: ( من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار ) ، كما لا يجوز أن يعتقد الإنسان في تلك الخواتم فضلا، ولا يجوز تصديق ما ينسج حولها من قصص وخرافات

وكتاب (المستطرف) لا يجوز الاعتماد عليه في أمور العلم والدين.

وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم " .

" انتهى من " فتاوى اللجنة الدائمة " (2/ 297 - 299) الفتوى رقم (21469) .

والله أعلم .









رد مع اقتباس
قديم 2018-10-20, 13:48   رقم المشاركة : 254
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










vb_icon_m (5)

حديث موضوع في إهداء ثواب الصدقة عن الميت إليه على طبق من نور .

السؤال:

ما صحة هذا الحديث إذا دعيتم للميت دخل عليه الملك ومعه طبق من نور فيقول : هذه هدية لك من أخيك فلان / من قريبك فلان، فيفرح بها ؟.

الجواب :

الحمد لله

هذا حديث موضوع ، رواه الطبراني في "المعجم الأوسط" (6504) : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ دَاوُدَ بْنِ أَسْلَمَ الصَّدَفِيُّ ، نا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْمُنْكَدِرِيُّ

نا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي فُدَيْكٍ قَالَ : سَمِعْتُ أَبَا مُحَمَّدٍ الشَّامِيَّ يُحَدِّثُ أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ يَذْكُرُ أَنَّهُ سَمِعَ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ يَقُولُ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : (

مَا مِنْ أَهْلِ بَيْتٍ يَمُوتُ مِنْهُمْ مَيِّتٌ فَيَتَصَدَّقُونَ عَنْهُ بَعْدَ مَوْتِهِ ، إِلَّا أَهْدَاهَا إِلَيْهِ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلَامُ عَلَى طَبَقٍ مِنْ نُورٍ ، ثُمَّ يَقِفُ عَلَى شَفِيرِ الْقَبْرِ فَيَقُولُ: يَا صَاحِبَ الْقَبْرِ الْعَمِيقِ ، هَذِهِ هَدِيَّةٌ أَهْدَاهَا إِلَيْكَ أَهْلُكَ فَاقْبَلْهَا . فَيَدْخُلُ عَلَيْهِ

فَيَفُرَحُ بِهَا وَيَسْتَبْشِرُ ، وَيَحْزَنُ جِيرَانُهُ الَّذِينَ لَا يُهْدَى إِلَيْهِمْ بِشَيْءٍ ) وقال الطبراني عقبه :

" لَا يُرْوَى هَذَا الْحَدِيثُ عَنْ أَنَسٍ إِلَّا بِهَذَا الْإِسْنَادِ، تَفَرَّدَ بِهِ ابْنُ أَبِي فُدَيْكٍ "

وقال الهيثمي رحمه الله :

" رَوَاهُ الطَّبَرَانِيُّ فِي الْأَوْسَطِ ، وَفِيهِ أَبُو مُحَمَّدٍ الشَّامِيُّ قَالَ عَنْهُ الْأَزْدِيُّ: كَذَّابٌ " .

انتهى من "مجمع الزوائد" (3/ 139) .

وذكره الشيخ الألباني رحمه الله في "الضعيفة" (486)

وقال : " موضوع ... آفة الحديث من أبي محمد الشامي

قال الذهبي : روى حديثا عن بعض التابعين منكرا

قال الأزدي : كذاب .

وكذا في " اللسان " ، وكأنهما أرادا بالحديث المنكر هذا " انتهى .

فلا تجوز نسبة هذا الكلام إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، ولا روايته عنه إلا لبيان حاله ، والترهيب من روايته ؛ لقوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( مَنْ حَدَّثَ عَنِّي بِحَدِيثٍ يُرَى أَنَّهُ كَذِبٌ فَهُوَ أَحَدُ الْكَاذِبِينَ )

رواه مسلم في مقدمة الصحيح (1/7) .

قال النووي رحمه الله :

" فِيهِ تَغْلِيظُ الْكَذِبِ وَالتَّعَرُّض لَهُ ، وَأَنَّ مَنْ غَلَبَ عَلَى ظَنِّهِ كَذِبُ مَا يَرْوِيهِ فَرَوَاهُ كَانَ كَاذِبًا , وَكَيْف لَا يَكُون كَاذِبًا وَهُوَ مُخْبِرٌ بِمَا لَمْ يَكُنْ ؟ " انتهى .

وفي الباب حديث آخر بلفظ : ( ما الميت في قبره إلا كالغريق المستغيث ينتظر دعوة تلحقه من أب أو أم أو أخ أو صديق ، فإذا لحقته كانت أحب إليه من الدنيا وما فيها

وإن الله عز وجل ليُدخل على أهل القبور من دعاء أهل الدور أمثال الجبال ، وإن هدية الأحياء إلى الأموات الاستغفار ) .

ذكره الشيخ الألباني في "الضعيفة" (799) وقال " منكر جدا " انتهى .

أما الحديث بلفظ : ( إذا دعوتم للميت دخل عليه الملك ومعه طبق من نور ..

. ) فلم نقف له على أصل عن النبي صلى الله عليه وسلم ؛ وسواء كان بهذا اللفظ أو باللفظ الأول ، فلا تجوز نسبة ذلك إلى النبي صلى الله عليه

كما لا يجوز أن يُذكر ولو غير منسوب إلى النبي صلى الله عليه وسلم ؛ لأن أمر البرزخ من أمور الغيب ، ولا يجوز الخوض فيها بغير علم .

والله أعلم .


و اخيرا

الحمد لله الذي بفضلة تتم الصالحات

اخوة الاسلام

اكتفي بهذا القدر و لنا عوده
ان قدر الله لنا البقاء و اللقاء

و اسال الله ان يجمعني بكم دائما
علي خير


وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد
وعلى آله وصحبه أجمعين









رد مع اقتباس
قديم 2018-10-24, 15:38   رقم المشاركة : 255
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










vb_icon_m (5)

اخوة الاسلام

أحييكم بتحية الإسلام
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته



هل صحَّ في السنَّة قراءة سور معينة من القرآن قبل السفر ؟

السؤال

لقد قرأتُ حديثاً عن جبير رضي الله عنه يقول : إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ( إذا أردت الخروج في سفر عليك أن تقرأ سورة الكافرون والنصر والإخلاص والفلق والناس ولكن في مرة واحدة تبدأ بالبسملة وتنتهي بالبسملة )

لذا فأنا في حاجة إلى الإجابة على هذا في ضوء الكتاب والسنَّة .


الجواب


الحمد لله


نص الحديث الوارد ذِكره في السؤال :

عن جُبَيْرَ بْنَ مُطْعِمٍ رَضِيَ الله عَنْهُ قَالَ : قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( أَتُحِبُّ يَا جُبَيْرُ إِذَا خَرَجْتَ سَفَرًا أَنْ تَكُونَ مِنْ أَمْثَلِ أَصْحَابِكَ هَيْئَةً ، وَأَكْثَرِهِمْ زَادًا ؟ ) فَقُلْتُ : نَعَمْ بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي

قَالَ : ( اقْرَأْ هَذِهِ السُّوَرَ الْخَمْسَ : ( قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ ) ، وَ ( إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ ) ، وَ ( قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ ) ، و ( قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ ) ، و ( قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ ) ، وَافْتَتِحْ كُلَّ سُورَةٍ بِبِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

وَاخْتِمْ قِرَاءَتَكَ بِبِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ ) قَالَ جُبَيْرٌ : وَكُنْتُ غَنِيًّا ، كَثِيرَ الْمَالِ ، فَكُنْتُ أَخْرُجُ مع من شاء الله أن أخرج معهم فِي سَفَرٍ فَأَكُونُ مِنْ أَبَذِّهِمْ هَيْئَةً

وَأَقَلِّهِمْ زَادًا ، فَمَا زِلْتُ مُنْذُ عَلَّمَنِيهِنَّ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَرَأْتُ بِهِنَّ : أَكُونُ مِنْ أَحْسَنِهِمْ هَيْئَةً ، وَأَكْثَرِهِمْ زَادًا ، حَتَّى أَرْجِعَ مِنْ سَفَرِي ذلك .

رواه أبو يعلى في " مسنده " ( 13 / 339 ، حديث رقم 7419 ) .

وهو حديث ضعيف ، فيه مجاهيل .

قال عنه الهيثمي في " مجمع الزوائد " ( 10 / 134 ) : فيه مَن لم أعرفهم .

وقال عنه الشيخ الألباني في " السلسلة الضعيفة " ( 6963 ) : منكر .

وعليه : فلا يصح الاستدلال بهذا الحديث على استحباب قراءة شيء من القرآن قبل السفر ، كما لا يصلح الاستدلال به في مسألة البسملة في أول السور .

وينظر : جواب السؤال القادم

والله أعلم









رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
سلسله علوم الحديث


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 20:04

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2023 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc