Betelgeuse :عمر مديد أم نهاية مجيدة !؟ - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > خيمة الجلفة > الجلفة للمواضيع العامّة

الجلفة للمواضيع العامّة لجميع المواضيع التي ليس لها قسم مخصص في المنتدى

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

Betelgeuse :عمر مديد أم نهاية مجيدة !؟

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2023-10-02, 20:48   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
عزيف
عضو مشارك
 
إحصائية العضو










B10 Betelgeuse :عمر مديد أم نهاية مجيدة !؟

السلام عليكم

تتصادف هذه الايام مع الشروق الشمسي Heliacal rising لنجوم كوكبة الجبار orion ( الموضوع تم تحريره في نهاية جويلية ) مما يعني قرب نهاية مربعانية الصيف وايذانا بقدوم طقس اكثر اعتدالا وبرودة حتى على بعد شهر ونصف من بداية فصل الخريف الرسمية في نصف الكرة الشمالي.
هذا الوقت من العام هو الافضل لرؤية التجلي المهيب لكوكبة الجوزاء والتي تطلع من الافق الشرقي قبيل الفجر الاخير ،و ايضا فرصة مثالية لاختبار التألق الحي لالوان نجومها البراقة والذي يحدث فقط عندما تكون على ارتفاع منخفض من الارض.



ما يميز كوكبة الجبار عن غيرها من الكوكبات هو الشكل الايقوني الذي تنتظم به نجومها اضافة الى انها مرئية بشكل واضح للعين المجردة كما ان مساحتها كبيرة نسبيا (1.44% من مساحة السماء) وقريبة من خط الاستواء السماوي مما يجعلها ترى في كلا نصفي الكرة الارضية حتى في دوائر عرض عالية ، و الاكثر من ذلك هو ذلك التباين الخلاب بين التوهج الياقوتي لنجم "المنكب" Betelgeuse و البريق الماسي لنجم" الرجل " Rigel وهذه الخصيصة هي التي ستقودنا الى صلب الموضوع.





فلا خلاف ان" منكب الجوزاء" هو اهم معالم كوكبة الجوزاء واكثر نجومها اثارة للاهتمام ، بين الادباء و العلماء على حد سواء او حتى لمراقب عادي ،لكن سر جاذبية "المنكب "ليس فقط في تألقه او جمال لونه بل في المصير المحتمل الذي ينتظره : نجم احمر فائق يحتضر، يحلم الكثيرون برؤية لحظة انفجاره في مستعر اعظم شديد اللمعان وهذا حدث ليس ببعيد ..على الاقل وفق المقاييس الفلكية .



Betelgeuse او منكب الجوزاء /الجبار : نجم احمر فائق الحجم Red supergiant، تبلغ كتلته ضعف كتلة الشمس بما يقارب 15ضعفا ويبعد عن الارض بمسافة تقدر بحوالي 700 سنة ضوئية كما ان حجمه الهائل يضعه في قائمة اضخم النجوم المكتشفة بمقدار يوازي 805-650 حجم شمسنا اي بامكان بلوغ ما يقرب 2/3 المسافة الى مدار كوكب المشتري ان تم وضعه وسط المجموعة الشمسية .(الارقام المذكورة هنا غير دقيقة ومحل جدل الى يومنا هذا ، رغم كون نجم "المنكب" قريبا نسبيا من الارض ومن النجوم القلائل التي تمت دراستها بتفصيلٍ بسبب بعده الزاوي الكبير الذي يسمح برؤيته كقرص عبر التلسكوبات الكبيرة عكس بقية النجوم التي ترى كنقطة ضوئية،عدم اليقين هذا الذي يترافق مع القياسات المتعلقة باهم خصائص النجم يجعل تحديد مرحلة تطوره الحالية بدقة ضمن دائرة الجدل ايضا ) ورغم انه يحمل الترميز alpha (خ±) في تصنيف باير للنجومBayer designation - والذي يعطى لاكثر النجوم لمعانا في كوكبة ما - الا انه يحتل المرتبة الثانية بعد "رجل الجوزاء " في شدة اللمعان ،يرجع ذلك الى ان "المنكب" نجم متغير يخضع الى عدة دورات من التمدد والانكماش ،يتراوح طول هذه الدورات بين 185 يوما الى ما يقارب 6 سنوات و يتجسد هذا في تغيير في شدة الضياء بين 0.2-1.3 وبالتالي فهو يندرج ضمن النجوم المتغيرة شبه منتظمة Semiregular variables( معظم النجوم تعتبر نجوما متغيرة لكن يتم فقط تصنيف المجموعة التي تظهر تغيرا ملحوظا في التوهج ،تقسم الى فئات حسب نوع هذا التغير (داخلي او خارجي )وشمسنا ليست استثناءا فهي تخضع لدورة تغير منتظمة تمتد ل11 سنة ) مؤخرا في دراسات حديثة تم استخدام هذه الخاصية (التغير او النبض) في احتساب حجم النجم ومن ثمة تقدير النطاق الزمني المتبقي له قبل الانفجار ، ورغم ان جميع الاستنتاجات التي تم التوصل لها مثار جدل وتشكيك الا ان الدراسة الاخيرة التي نشرت قبل اشهر قد ذهبت بعيدا في ذلك بافتراضها ان نجم "المنكب" في مرحلة متأخرة من حرق وقود الكربون ( انظر تطور النجوم ) مما يعني انه بدلا من 100000 عام المتوقعة لانفجار النجم سيكون امامنا بضع عشرات من السنوات فقط (تقريبا الف عام) قبل الحدث العظيم وهذا اشبه بطرفة عين ضمن المقياس الفلكي كما انه اذا اخذنا المسافة الكبيرة التي تقدر ضمن الـ 1000 سنة ضوئية بعين الاعتبار فان امالنا في مشاهدة هذا الحدث المثير اثناء فترة حياتنا ستنتعش اكثر .





في الواقع هذه الدراسة محل اعتراضات كثيرة والعديد من العلماء- ممن يدرسون هذا النوع من النجوم - يرون ان نهاية النجم مازالت بعيدة بالنظر الى الملاحظات التي تم تسجيلها من نجوم في مرحلة مماثلة كما ان وجود تقارير تاريخية تعود الى 2000 عام تصف لون النجم بالبرتقالي (حاليا احمر ) تدعم هذا الرأي ، على كل لا شيء يقيني بخصوص العمر المتبقي لهذا النجم : قد ينتهي غدا او ربما بعد مئة الف عام ،والى حد الساعة لا يمكن لاحد الجزم باي شيء مادام من غير الممكن رؤية ما يحدث في قلب النجم ( وهو الشيء الوحيد الذي يتيح اعطاء اجابة دقيقة) كما ان المعرفة المتعلقة بتطور النجوم لا تزال ضحلة وفي بدايتها ....وعلى الارجح امام "منكب الجوزاء" حياة طويلة و عمر مديد -بمقاييسنا- بينما لا يزال يدمج ذرات الهليوم داخله بسعادة !

يذكرني كل هذا باللغط الذي اثير في نهاية 2019 ،عندما خَفت "منكب الجبار" بشدة ، فجأة و دون سابق انذار ،في ما عرف لاحقا بـ"great dimming" حيث انخفض ضياؤه من قدر ظاهري يبلغ 0.5 الى 1.7 خلال زمن قياسي وتعد هذه اقل شدة ضياء سجلت ربما خلال ال100 عام من مراقبة هذا النجم ، هذا الخفوت كان ملاحظا حتى للعين المجردة وقد تابعت ذلك بنفسي حينها وشاهدت كيف اصبح ضوء النجم باهتا بشكل غريب ، وقتها اعتبر الكثيرون -بعضهم من المتخصصين - ان هذا نذير بقرب النهاية وانهم ربما امام اللحظات الاخيرة التي تسبق الانفجار العظيم ، في النهاية تم تخييب املهم وعاد النجم الى توهجه الطبيعي مع بداية 2020 الا ان هذا السلوك الغريب للنجم مازال مثارا للاهتمام ومازال تأثيره على دورة النجم الرئيسة (تقلصت من 400 يوم الى 200) قيد المراقبة الى الان .لاحقا فسر هذا التغير المفاجئ في اشعاع النجم بكتلة ضخمة من المادة تم قذفها من النجم الى الفضاء الخارجي والتي تحولت الى غيمة هائلة من الغبار بعد ان بردت مما تسبب في حجب ضوء النجم عنا ، وُصفت حينها بـ " a couph " أو "كحة" وهو وصف يعبر حرفيا عما قد حدث والطريف في الامر ان ذلك تزامن تماما مع بداية وباء كورونا هنا على كوكب الأرض .


تظهر الصورة توهج النجم قبل وبعد الخفوت







في الاخير ورغم وجود كثير من المعطيات التي قد تحبط امالنا في رؤية نهاية قريبة جدا لمنكب الجوزاء الا ان حدث كهذا يستحق فعلا كل هذا الحماس ، فالمستعرات العظمى supernova شيء مدهش ورائع واستثنائي بكل المقاييس كما انه امر نادر الوقوع بشكل او بآخر : فهناك عدد قليل جدا من النجوم في الكون التي يمكنها التتحول الى مستعر اعظم (كلمة "قليل" ينبغي تصورها بالنسبة الى العدد الاجمالي للنجوم في الكون والمقدر ب 1سبتيليون 10**24 ) كما ان معدل حدوثها يقدر بمرة واحدة كل 50 عاما في مجرة كمجرتنا ،ينخفض هذا المعدل الى مرة كل مئات السنين اذا اضفنا امكانية الرؤية بالعين المجردة ، في الواقع تحدث الكثير من المستعرات العظمى كل ليلة لكنها بعيدة ومحجوبة ايضا عنا بكتل الغاز و الغبار البينجمي .وعبر التاريخ البشري هناك عدد قليل من المشاهدات المسجلة لهذه الاحداث العظيمة ،لذلك سيكون انفجار نجم "المنكب" مميزا جدا كونه الاقرب الى الارض مما سيجعله مرئيا حتى خلال النهار، بشدة ضياء تماثل نصف اشعاع القمر المكتمل مركزة في نقطة واحدة تمكِّنها من صنع ظلال للاشياء اثناء الليل ، يستمر هذا الامر لمدة 3 اشهر قبل ان يبهت ويختفي نهائيا وكل ما سيتبقى من هذا النجم الجبار مجرد بقايا من الغاز والغبار النجمي عالي الكثافة الذي يشبه قوقعة تخفي داخلها التجسيد النهائي للمصير المتوقع لنجم بهذا الحجم : إما نجم نيوتروني او ثقب اسود .


مستعر اعظم في مجرة "pinweel" لسنة 2023

بقايا مستعر اعظم حدث في 1987


صورة لسوبرنوفا سنة 1994، النجم الذي يضيء على طرف المجرة

بالنسبة لي ، تتنازعني الآن رغبتان ، الأولى : هي رؤية هذا الحدث الفلكي الاستثنائي ،وان اكون من بين المحظوظين القلائل عبر التاريخ البشري الذين سيشهدون لحظة فناء هذا الجرم السماوي العظيم ونهايته المجيدة والأخرى: ان يظل هذا النجم متوهجا ومضيئا الى الابد كتذكار خالد للأيام الماضية البعيدة التي كان ضوءه شاهدا عليها حتى قبل ان يضع البشر اقدامهم على سطح البسيطة .
وايا يكن ما سيحدث فمازال أمامي متسع من الوقت لأراقب "منكب الجوزاء" و هو يطل علينا من نفس الزاوية كل نهاية صيف وان استمتع ببريقه الاحمر الجميل بينما استعيد بعضا من تلك الذكريات السعيدة التي كانت تترافق مع عودته مجددا الى سماء الفجر الصقيلة.









 


رد مع اقتباس
قديم 2023-10-02, 20:49   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
عزيف
عضو مشارك
 
إحصائية العضو










افتراضي

Across the winter sky by night
;Orion proudly strides
The rising moon in silver state
;His splendor scarcely hides
,His jeweled belt, his glittering sword
,In brilliancy combine
,Great Sirius and Procyon
,His loyal followers shine
,The Books record his name
;Of him the poets write
From nursery windows, children’s eyes
.Greet him with gay delight

,soft breeze stirs to greet the dawn
,The summer stars grow dim
When lo, a mystic shape appears
.Above the Ocean’s rim
The form so faintly shining there
,No royalty can boast
,Yet with a thrill my heart proclaims
‘!It is Orion’s ghost”

Alone and pale he trembles there
,A moment and is gone
While radiant couriers of the sun
.Announce the coming morn

Orion, greatest of the tribe
.That pace the starry heights
,Ghost of the shimmering summer dawn
King of the winter nights


poem by Sophia C. Prentice.









رد مع اقتباس
قديم 2023-10-02, 22:12   رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
Ali Harmal
مشرف منتدى الحياة اليومية
 
الصورة الرمزية Ali Harmal
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

بارك الله فيك اخي الحبيب على الموضوع والأروع المقطوع الشعرية التي تحاكي الموضوع نفسه ومتناغمة مع نسيم الفجر وتوهج النجوم...مناسبتها روعة...
تحياتي









رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
نجوم، فلك،الجوزاء، منكب


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 12:47

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc