|
قسم أرشيف منتديات الجامعة القسم مغلق بحيث يحوي مواضيع الاستفسارات و الطلبات المجاب عنها ..... |
في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .
آخر المواضيع |
|
إعلان ماجستير جامعة الأمير عبد القادر
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
2011-10-07, 18:43 | رقم المشاركة : 46 | ||||
|
تاريخ الجزائر في العهد العثماني ( الجزء الأول)
ميلاد الدولة العثمانية و أسباب سقوطها يرجع الدكتور عدنان العطار في كتاب له بعنوان "الدولة العثمانية من الميلاد إلى السقوط " في طبعته الأولى 2006 الأسباب التي أدت إلى سقوط الدولة العثمانية أهمها: صغر سن السلاطين في توليهم العرش تراوحت أعمارهم بين سن السابعة و سن الرابعة عشر، رفض فتح باب الاجتهاد و نبذ وصايا الحاكم الأول مؤسس الدولة العثمانية، شجع ذلك على انتشار الفساد و الظلم من قبل البشوات و الانغماس في الملذات و الشهوات، وقد أثرت البعثات التنصيرية في بلاد الشام سلبا على الدولة العثمانية فكان مآلها السقوط ابتداء من القرن السابع عشر أصل العثمانيون "تركماني" و باد شاه آل عثمان هو مؤسس الدولة العثمانية اهتم المستشرقون و الأوربيون أكثر اهتمام بالدولة العثمانية و بالتاريخ العثماني و أنجزوا في ذلك دراسات معادية للدولة العثمانية و للإسلام عموما بعد سقوط الدولة البيزنطية و حولها العثمانيون إلى دار الإسلام و أطلقوا عليها اسم ( إسلام بول) أي دار الإسلام، و أحرزت الدولة العثمانية باسم الإسلام انتصارات و اجتاحت جيوشها أوروبا و بلغت فتوحاتها إلى حدود فيينا عاصمة النمسا، و قامت بدور هام في نشر الإسلام و توحيد الشعوب الإسلامية و المساواة بينهم و بين أتباع الأديان الأخرى في تطبيق الشريعة الإسلامية.. و ينتسب العثمانيون إلى قبيلة تركمانية كانت في بداية القرن السابع الهجري تعيش في كردستان و تزاول حرفة الرعي ثم هاجرت إلى بلاد ألأناضول بقيادة سليمان جد عثمان ألأول مؤسس الدولة العثمانية، كان ذلك في عام 717 هـ - 1220 م عندما تعرضت القبيلة للغزو المغولي بقيادة جنكيز خان على العراق و مناطق شرق آسيا الصغرى، و استقرت القبيلة في بلاد الأناضول مدة عشر سنوات إلى أن توفي سليمان جد عثمان الأول عام 628 هـ - 1230م فخلفه ابنه الأوسط أرطغول و كان معه حوالي مائة أسرة و أربعمائة فارس، و في طريقه سمع هذا الأخير أصواتا فوجد قتالا حاميا بين المسلكين و النصارى و كانت كفة الغلبة للجيش البيزنطي فقام لنجدة إخوانه المسلمين فكان للجيش الإسلامي السلجوقي الانتصار، توفي أرطغول سنة 699هـ- 1299م فخلفه ابنه عثمان الذي تنتسب إليه الدولة العثمانية و يعتبر بحق مؤسس الدولة العثمانية و هو من حدد وضعها الديني و السياسي و العسكري للعثمانيين بعدما اعتنق الإسلام و تبعه ألأتراك، و تمكن بنشاطه العسكري من استكمال رسالة الدولة السلجوقية، فتح عثمان بن أرطغول قلعة قرة جه حصار عام 1291م الواقعة جنوب سكود و جعلها قاعدة له، كذلك السيطرة عسكريا على بروسة و نيقيه و نيقومكيديا، و فتح مدينة يني شهر و اتخذها عاصمة له، ثم لقب نفسه " باد شاه آل عثمان" ..، وضع باد شاه آل عثمان أسس الدولة العثمانية و استوحى نظمها من الدولة السلجوقية الرومية و لتعلقه بالجهاد و الدعوة في سبيل الله حظي عثمان بن أرطغول التفافا كبيرا من علماء الدين، و قل وفاته ترك لابنه أورخان وصية في السير بالحكم بما يرضي الله و ألأخذ بمشورة العلماء و أهل الشريعة، كما أوصاه بأن إقامة الحروب ليس لشهرة أو شهوة حكم أو سيطرة أفراد، بل بالإسلام يحي و بالإسلام يموت، توفي عثمان أرطغول في 21 رمضان من سنة 726 هـ - 1327م عن عمر يناهز 70 سنة، ودفن في مدينة بورصة، و كان رفضه منح الحكم لولده علاء الدين لأن هذا الأخير كان رجل تصوف و زهد لا يحب الحرب و كان يقضي جل وقته في العبادة، و بالتالي لا يصلح لإدارة الدولة التي تحتاج إلى حاكم شجاع جريء عالي الهمة سديد الرأي فكان أن يختار أخوه أورخان. 30 خليفة يحكمون الدولة العثمانية استطاع السلطات أورخان من تحقيق عدة فتوحات، ففي آسيا الوسطى فتح مدينة أزمير بعد سنتين من الحصار، ثم ضم إمارة قرة شي الواقعة غرب الأناضول على بحر مرمرة إلى الشرق من بحر إيجة، و ذلك بسبب الخلافات التي كانت تدور بين أمرائها، و أنشأ السلطان أورخان الجوامع و المدارس لنشر العلم، و احتل جزءًا من الساحل الأوروبي ليكون قاعدة له للتوسع في أوروبا رفقة ولده سليمان باشا و قبل أن يتوفي ابنه سليمان تولى السلطنة أخوه مراد عام 1359م و هي السنة التي توفي فيها السلطان أورخان حزنا على ولده سليمان ، و هكذا بقيت الدولة العثمانية تتوسع على يد خمسة سلاطين، و اشرف على تسيير حكمها كذلك 30 خليفة يعودون لأب واحد هو الأمير أورخان، و في عهد مراد الأول ابن أورخان أصبحت الدولة العثمانية من أقوى الدول و خلق لها هيبة ، أسس فرقة الخيالة هذا الأخير فرقة للخيالة العثمانية المسماة " سيباه" و جعل علمهم الأحمر المزين بالهلال و الذي ما يزال إلى اليوم و هو علم تركيا.. كل هذه الفتوحات في أوروبا كان وراءها خير الدين باشا أشهر قواد ( جمع قائد) الدولة العثمانية مما دعت الروم البيزنطيين للتآمر على الدولة العثمانية و استخدام ابن السلطان مراد ( صاووجي) للثورة على الدولة العثمانية و هي الأسباب التي دفعت السلطان مراد إلى قتل ابنه صاووجي بدون شفقة ثمنا لخيانته و التمرد على والده..، من هنا بدأت الحروب تتوالى على الدولة العثمانية مع ( القرم و العجم، و الروس و انجلترا و اليونان..)، كما وقت الدولة العثمانية معاهدات صلح مع دول عديدة منها النمسا، و نصرة شعوب أخرى مثلما حدث في جدّة عندما أرسلت الدولة العثمانية عثمان باشا إلى جدة و نصرتها على المسيحيين و حكم على المجرمين بالإعدام.. هذا و لم تسلم الدولة العثمانية من الاضطرابات خاصة مع روسيا عندما وقعت معها معاهدة سان ستيفانو، غير أن روسيا كانت قد أثارت المشاكل للدولة العثمانية بواسطة سكان طشقند الذين هاجموا السرايا و دخلوا الأستانة بدعوى حماية المسيحيين، كما قام جواسيس الروس بحرق الدوائر العثمانية ، و انتهت هذه الاضطرابات بعقد مؤتمر برلين عام 1878م و كانت إحدى بنود المؤتمر محاولة الإصلاح في الدولة العثمانية التي تزعمها مدحت باشا بتأييد من الدول الأوروبية، لا لشيء إلا لنزع الصفة الإسلامية من الدولة العثمانية، وقد أعلن الدستور الحرية للأمة العثمانية مع المساواة بين المسلمين و المسيحيين، ووقعت تنازلات لم يبق فيها للدولة العثمانية في أوروبا إلا مدينة اسطنبول ( الأستانة) ومنطقة ألبانيا و البوسنة و الهرسك.. الخليفة العثماني محمد رشاد الخامس وجها لوجه مع الصهيونية العالمية و نهاية الخلافة الإسلامية كانت على يد مصطفى كمال كان للصهيونية العالمية فرصة للقضاء على الدولة العثمانية باسم الحرية و استغلت الصهيونية العالمية الديون التي كانت على عاتق الدولة العثمانية في عهد الخليفة العثماني محمد رشاد الخامس بن عبد المجيد الأول فكان على هذا الأخير إلا أن يوقع عل معاهدة مع الدول الأوروبية لتقسيم الدولة العثمانية، و تسليم جزء منها إلى الدول الأوروبية لضمان بقائه في الحكم و محاربة الشعور القومي لدى العرب و الترك و الأرمن و اليونان و الشركس و..الخ في هذه الفترة برز مصطفى كمال في الواجهة السياسية و تمكن من استعادة جزء كبير من تركيا، لقد تزامن ظهور مصطفى كمال بعد تنازل الخليفة لعثماني محمد وحيد الدين الملقب بمحمد السادس عن العرش عام 1922م ، و تسليمه الحكم للخليفة العثماني عبد المجيد الثاني بن عبد العزيز عام 1924م، و في عهد هذا الأخير سطع نجم مصطفى كمال ، حيث أصبح الحاكم القوي إثر معاهدة الصلح مع لوزان عام 1933م ، بموجبها استعادت تركيا آسيا الصغرى و اسلامبول و تراقيا الشرقية، و بسطت نفوذها من جديد إلى أن تم ألإعلان في نفس السنة عن الجمهورية التركية و انتخب مصطفى كمال رئيسا لها، و لكي لا يكون أي منافس له من المسلمين اصدر مصطفى كمال عن طريق الجمعية الوطنية قرارا يقضي بإنهاء دور الخلافة و إخراج الخليفة من البلاد، و صدر القرار في 13 ( آذار ) مارس من عام 1924م و هي السنة التي سقطت فيها الخلافة الإسلامية و نهاية عهد الدولة العثمانية التي حكمت أكثر من ستمائة ( 600) عام.. الجزائر في العهد العثماني ( الجزء الثاني) ثورات المرابطين و شيوخ الزوايا كانت عاملا حاسما في زوال التواجد العثماني في الجزائر مؤتمر دولي للأرشيفيين و المؤرخين حول التواجد العثماني في البلاد العربية و جمع الأرشيف العثماني بداية من السنة المقبلة 2011 تصادف نزول العثمانيين في المغرب العربي مع بداية حكم الأسرة السعدية، و كان الهدف من التوسع العثماني من المشاريع التوسعية هو تحقيق السيطرة على طريق الذهب الذي يربط المغرب ببلاد السودان و الوصول الى المحيط الأطلسي لفك الحصار الذي فرضه البرتغال على الدولة العثمانية جنوب القارة الأفريقية و صادف نزول العثمانيين في المغرب العربي بداية حكم الأسرة السعدية بالمغرب الأقصى عام 1524، و قد عرفت الجزائر مع مطلع القرن التاسع عشر لليملاد سلسلة من الثورات قادها مجموعة من المرابطين و شيوخ الزوايا هددت التواجد العثماني و كانت عاملا حاسما في زواله تميز وجود الأتراك العثمانيون بالجزائر بالهيمنة شبه المطلقة على امور الإدارة و الجيش و ألإقتصاد و تهعميش كبير للسكان و إبقائهم بعيدا عن المشاهمة في أمور النيابة مع فرض عليهم الضرائب و الغرامات فعاش النظام في الجزائر منعزلا، لأن ألأتراك تعمدوا تهميش ذوي ألصول الجزائرية في تمثيل الحكومة لدى القوى ألأوروبية و إعطاء الأولوية لمن لهم صلة الدم لهم كالكراغلة أو العنصر التركي العثماني قبل ان يتم إبعادهم في عهد الدايات لأسباب سياسية و ساهمت هذه السياسية في تهميش الجزائريين من المحافظة على الطابع الإنكشاري، و خلقت هذه السياسة نوعا من الحقد تولد عنه ثورات عديدة قادها سكان منطقة القبائل خلال أعوام 1804 و 1810 و 1823م، و أمام هذا التهميش كانت الجالية اليهوديةتتمتع بسيطرة كبيرة على دواليب أفقتصاد الجزائرية بقيادة بكري بوشناق الذي كان الحاكم الفعلي لإيالة الجزائر و كانت له تعيين من يشاء في الوظائف الحكومية و يحدد قيمة الضرائب و أسعار السلع. العلاقات الخارجية للجزائر مع جاراتها خلال العهد العثماني لعبت تونس و المغرب دورا سياسيا و عسكريا في إضعاف القدرات الدفاعية للجزائر منن خلال الحروب المتبادلة بين الجارات الثلاث ( تونس ، المغرب و الجزائر) أواخر القران اتلثامن عشر و أوائل القرن التاسع عشر بعد انفصال ألإيالات عن بعضها، و تحالف المغرب مع اسبانيا لضرب مدينة الجزائر و عمل سلاطين المغرب منذ العهدين والسعدي و العلوي على مبدأ إضعاف إيالة الجزائر و إعانة العثمانيين بالمال و السلاح، ووقعت حروبا بين الجارات الثلاث، في هذهى الفترة لم ينس بايات تونس العداء التقليدي لدايات الجزائر فكان موقفهم من الجزائريين اللتاييد لألإحتلال الفرنسي الجزائري و كانت النتيجة أن الجارات الثلاث وقعت تحت سيطرة ألإحتلال الفرنسي و كان احتلال الجزائر سنة 1830 تمهيدا لإحختلال تونس و المغرب. يقول الدكتور حنيفي هلايلي في كتابه" " أوراق الجزائر في تاريخ الجزائر في العهد العثماني" أنه لو أجرينا استقراءً للتاريخ نلاحظ أن بلدان المغرب العربي فشلت في تكوين تكتلا سياسيا موحدا يكون امتدادا لعمل الدولة الموحدية وبالرغم من محاولات شسلاطين آل عثمان في تحقيق هذا الحلم فإن العلاقات السياسية بين مختلف بلدان المغرب العربي تميزت بالتوتر و العداء فيما بينها.. ففي تونس زاد هذا التباعد السياسي عن الجزائر بعد الإنفصال تونس عن الجزائر بتكوين باشويتين مستقلتين عن بعضهما البعض، كمما لعبت الصراعات و الماحنات القائمة بين حدود الدولتين تأزما في العلاقات فقد خرق التونسيون في عهد يزوسف داي المعاهدة التي أبرمتها الجزائرمع إيالة تونس في عهد حسين باي قسنطينة عام 1614 م ، فلجأ مراد باي تونس الى استعمال القوة من خلا ل شن حملة عسكرية ضد الجزائر، انتهت بهزيمة الجيش التوةنسي في معركة السطارة قرب مدينة الكاف في لا17 ماي 1628م، و كانت هجومات باي تونس لسباب اقتصادية ارتكزت أساسا على الضرائب و التوسع في الأراضي و التعويضات ، لاسيما و أن وضع تونس كان وقتذاك حرجا جدا لتورطها في خلاف مع جمهورية البندقية .. التنافس نفسه ساد العلاقات الجزائرية المغربية خلال المرحلة الأولى من تأسيس الإيالة، بدأت الصراعات بوضع تلمسان تحت المراقبة نظرا للعلاقة و الوشائج التاريخية القديمة التي كانت تربطهم مع الأسر، فازداد التنافس على مدينة تلمسان كمدينة حضارية لها محطة تجارية هامة، و لها استراتيجية، و كان لح الحظ من يسيطر عليها فيصبح له حق التدخل في لاعمق الجزائر و المغرب، فكانت تلمسات هدفا قجديما لحككام المغرب وهدفا لغزواتهم التوسعية منذ العهد المريني ( ملوك فاس).. و تتضح الصورة جيدا للصراع الجزائري المغربي يقول ذات المؤلف الحملات العسكرية التي دامت ما يقارب ربع قرن من سنة 1551 الى 1576م في العهد السعدي، و للإشارة هنا أن نزول العثمانيين في المغرب العربي تصادف مع بداية حكم الأسرة السعدية للمغرب الأقصى ( 1524م)، و ساهم العثمانيون في الجزائرلا منذ مطلع القرن السابع عشر على تجزئة المغرب الى إمارات تابعة للأشراف و الزوايا و الطرق الصوفية، و يشير الدكتور هلايلي ان تجزأ المغرب ألقصى الى إمارات بعضها كان تحت ىحكم صلحاء مرابطين أصحاب زوايا كالدلائيين في الأطلس المتوسط، أو السملاليين في سوس، و بعضها بيد مجاهدين كمحمد العياشي الذي حارب البرتغاليين في البريحة ثم أفسبان في المعمورة، و بعضها كانت تمثل جمهوريات حرة كسلا و تطوان و كان اغلب سكانها من سكان الأندلس.. ثورات المرابطين و شيوخ الزوايا كانت عاملا حاسما في زوال التواجد العثماني ( الثورة الدرقاوية) نموذجا لقد لعبت عدة عوامل في تأزم العلاقة بين الأتراك العثمانيين و رجال الطرق الصوفية نظرا للتطور التي شهدته هذه الأخيرة ، إذ ظهر دور الشرفاء في ثورة الطريقة الدرقاوية التي تزعمها الشيخ محمد علي الإدريسي مرابط قرية عين الحوت قرب مدينة تلمسان سنة 1736م و التي استمرت الى غاية 1759م، اي حوالي 24 سنة و التي جعلت تلمسان شبه جمهورية مستقلة ، لكن رد فعل الأتراك كان عنيفا بزعامة الباي محمد الكبير لولا تدخلى السلطان العلوي مولاي يزيد في إبرام الصلح مع باي المغرب، كما ارتكز أسلوب الدايات في فرض سيطرتهم على الطرق الصوفية على "المراوغة" لما لهؤلاء من نفوذ روحي و مادي على جموع القبائل.. و لتنفيذ مشروعه السايسي اعتمد المغرب على نفوذ الطرق الصوفية التي كانت مراكزها تشكل حلقة تمتد من فاس الى تلمسان و تونس مرورا بالواحات ، في هذه الفترة بدأ مسلسل القتل مثلما حدث مع ابي حسون آخر سلاطين الدولة الوطاسية الذي قضى عليه محمد الشيخ المهدي.. و تكون الثورة الدرقاوية أكبر الثورات التي ذكرتها الكتابات التاريخية و هي تنسب الى ابن الشريف الردقاوي الذي دارت بينه و بين با وهران مصطفى العجمي معركة كبيرة في موقعة "قرطاسة" الواقعة جنوب مدينة غليزان و تعرف اليوم بوادي الأبطال و كانت هذه المعارك دافعا قويا لتعاطف محمد بن عثمان الملقب بوكابوس أو المسلوخ و التأثير فيه حسبما ذهبت اليه الوثائق الإسبانية. والدرقاوية كما أشار اليها الدكتور هلايلي في الإشتقاق اللغوي عند جميع الدارسين تعني " الخرقة" كناية للرجال الذين اعتادوا لبس" البرانس" المرقعة، و أجرعها آخرون الى "درقة" و هي بلدة قريبة من فاس، و كانمت الدرقاوية من أقوى الطرق الصوفية في الجزائر ىو كان لها أتباع كثيرون في غرب الجزائر و كانت عاصمتها الروحية فاس بالمغرب و رغم الحملات العسكرية عليها فقد ازداد نفوذها و قوي أتباعها بعين ماضي في الصحراء أواخر العهد العثماني.. أزيد من 150 مليون وثيقة في الأرشيف العراقي تخص تاريخ الجزائر في العهد العثماني الإطلاع على الأرشيف العثماني اليوم مرهون بتعلم اللغة العثمانية ، هكذا قال باحثون ومؤرخون خلال الملتقى الدولي الأول حول الجزائر و العالم العثماني الذي انقعد بجامعة الأمير عبد القادر للعلوم الإسلامية قسنطينة و الذين أرجعوا تأخر الدراسات حول الفترة العثمانية إلى نقص الوثائق التاريخية من جهة و إلى كون الباحثين العرب لم تشكل لهم بعد الثقافة التاريخية من جهة أخرى فضلا عن الافتقار لقوانين التعامل مع الشعوب مقارنة مع أوروبا التي اهتمت بهذا الجانب و قدمته بلغة أوروبية.. الملتقى الدولي الأول حول "الجزائر و العالم العثماني" شارك فيه باحثين و خبراء من دول عربية( العراق، ليبيا، الأردن، تونس و المغرب و غيرها )، لمناقشة مراحل الحكم العثماني طيلة ثلاثة قرون و كيف نشأت السلطة العثمانية في دول المغرب العربي و بخاصة الجزائر، و ما تأثير السياسة العثمانية على الشعوب، و كانت أول ورقت قدمت خلال اليوم الأول من انطلاق الملتقى الدولي محاضرة الدكتورة عليا هاشم المشهداني التي أشارت إلى أن دراسات العهد العثماني في العراق حظيت باهتمام كبير منذ سنوات السبعينيات و كانت موضوع رسائل الماجستير و أطاريح الدكتوراه التي تناولت تاريخ المغرب العربي في العصور الإسلامية و التي تتوقف عند المدة الانتقالية بين العصور الإسلامية و العصر العثماني الذي يصنف في العراق ضمن التاريخ الحديث ركز فيها الباحثون العراقيون عن وضع الجزائر في العهد العثماني، و يوجد حاليا بالأرشيف العراقي حسبما أكدته الدكتورة عليا هاشم المشهداني و الباحثة في تاريخ المغرب العربي أزيد من 150 مليون وثيقة للحوادث التي حصلت على الدولة العثمانية تخص الجزائر وحدها و حركات التمرد على الحكم العثماني، و أخرى تتعلق بالحكم الفرنسي للجزائر في العهد العثماني و هواجس السلطان الثاني و مكاتبات فرنسا و جواسيسها مع المبشرين للضغط على الجزائريين ، فضلا عن وثائق تخص جهود العثمانيين الدبلوماسية مع بريطاني من أجل احتلال فرنسا للجزائر، و تقول الدكتور المشهداني أن وثائق الأرشيف العراقي حول الجزائر في العهد العثماني مدونة باللغة العثمانية ، مشيرة إلى وجود ترجمة واحدة و هي نادرة جدا بالعربية تعود لفاضل بياتي ، غير أنها عبارة عن ملخص لما هو مكتوب ، و بالتالي فهذه الوثائق تحتاج إلى ترجمة. كما توجد 10 وثائق أخرى تتعلق بمقاومة قسنطينة للاحتلال الفرنسي، و كانت هذه الوثائق موضع اهتمام الباحثين العراقيين في السنوات العشر الأخيرة و أثارت العديد من التساؤلات حول دخول ألأتراك العثمانيين إلى الجزائر و من أهم الوثائق التي عالجاه الباحثون العراقيون الوثيقة التي نشرها عبد الجليل التميمي و هي أول رسالة من أهالي مدينة الجزائر إلى السلطان سليم الأول سنة 1519م تقول المحاضرة أن هذه الوثائق في حاجة إلى الإطلاع عليها من قبل الباحثين الجزائريين و دراستها و تحليلها تحليلا معمقا لتدوين تاريخهم، و يقف إلى موقفها الدكتور العراقي جميل موسى رضا النجار الذي أكد أن التاريخ بحاجة إلى وثائق الأرشيف العثماني الذي كان محجوبا عن الباحثين العرب، ليوضح أن مثل هذه الوثائق أكثر أهمية من بقية الوثائق الأخرى لاسيما في العراق و على الباحثين الجزائريين و الدولة الجزائرية و مؤسساتها الاهتمام بموضوع وثائق العهد العثماني الموجود باسطنبول ، و أن تهيئ جيلا من الباحثين ليقفوا على هذه الوثائق السرية و ترجمتها و فك رموزها.. و يرى المحاضرون أن الفترة العثمانية تعرضت إلى التزييف و التشويه من قبل الفرنسيين، تقول الدكتورة عائشة غطاس من جامعة بوزريعة الجزائر التي قدمت حوصلة عن الرسائل الجامعية التي نوقشت بالجامعة الجزائرية و الدراسات التي ناقشها الجزائريون بالخارج ( تونس ، الشام و فرنسا..)، مؤكدة أن إعادة كتابة التاريخ أصبحت مطروحة بإلحاح من قبل الباحثين العرب و بخاصة الجزائريين..، وحسب الباحثين فإن الإنتاج التاريخي تميز بنزعة تهجمية و لم تحظ موضوعات التاريخ بالاهتمام، خاصة مع بداية الاستقلال إلى غاية التسعينيات التي ظهرت فيها توجهات متعددة، حيث استندت العديد من الدراسات التاريخية لمغرب العربي و الجزائر خاصة إلى الوثائق الفرنسية، و مع بداية التسعينيات حدث توجه جديد أهمل فيه كتابة التاريخ و تفرغ الباحثون إلى الدراسات الاجتماعية و الاقتصادية انطلاقا من الوثائق المحلية بأنواعها أي الرصيد العثماني و سجلات المحاكم الشرعية و دفاتر بيت المال.. من أجل تقريب وجهات النظر و جمع الأرشيف المبعثر: مؤتمر دولي للأرشيفيين و المؤرخين العرب حول التواجد العثماني في البلاد العربية و لقد حظي مشروع تنظيم مؤتمر دولي للأرشيفيين و المؤرخين حول التواجد العثماني في البلاد العربية إيجابياته و سلبياته على الشعوب العربية موافقة دكاترة جامعيين و مؤرخين في التاريخ العثماني و لقي ترحيبا كبيرا لتنظيمه لتسليط الضوء على الحقبة العثمانية و جمع الأرشيف و النصوص و الوثائق التي ما تزال مخزنة و دراستها ، و تدليل الصعاب خاصة ما تعلق بالمصطلحات، جاء اقتراح تنظيم مؤتمر دولي حول الأرشيفيين و المؤرخين العرب حسبما كشفه السيد عبد المجيد شيخي مدير مركز الأرشيف الوطني خلال المناقشة التي دارت بالمجلس الدولي للأرشيف ألشهر الماضية أين تم الاتفاق على عقد المؤتمر الدولي و هو الاقتراح الذي تقدمت به الجزائر و لاقى موافقة المجلس الدولي للأرشيف، الهدف منه حسب مدير مركز الأرشيف مد جسور التواصل و إيجاد التعاون المثمر و مناقشة الأرشيف، لاسيما و المسائل حول تواجد الدولة العثمانية في البلاد العربية ما تزال مطروحة ، و تم اختيار تنظيم المؤتمر الدولي في الفترة الممتدة بين 2011 و 2012 .. و قد وجه مدير مركز الأرشيف الوطني في ذلك و على هامش الملتقى الدولي حول الجزائر في العالم العثماني الذي تتواصل فعالياته بجامعة الأمير عبد القادر للعلوم الإسلامية قسنطينة عدة دعوات عديدة للأساتذة الباحثين و المؤرخين و المختصين في الأرشيف و محبيه و كذا الجامعات و معاهد التاريخ لتحضير المؤتمر، كما ستكون المشاركة على مستوى عربي أي دول المشرق العربي و دول المغرب العربي، و قال مدير مركز ألأرشيف الوطني أنه حان الوقت لتقريب وجهات النظر بين الباحثين و المؤرخين قبل أن تذهب معلوماتهم التي ينشرونها إلى الكتب المدرسية ، لأن الكثير من المسائل التاريخية ما تزال موضع نقاش و تناقض و ما يزال المؤرخين و الباحثين في التاريخ يعيشون تباينا جذريا في بعض المواقف بالنسبة للتاريخ، خاصة في مجال تحديد المصطلحات و عملية ألإسقاط في المسائل التاريخية الغير مبنية على معايير قيمية و بخاصة التاريخ الجزائري ، الذي معظم الكتابات التاريخية تقول أن الجزائر في الفترة ما قبل العثمانية كانت مقسمة، و هي أفكار مغلوط فيها لتشويه ماضي الدولة الجزائرية.. و في سياق متصل أشار عبد المجيد شيخي مدير مركز الأرشيف الوطني أن الفرنسيين استولوا على المئات من المخطوطات قبل خروجهم من الجزائر و لم يتركوا إلا القشور، مشيرا إلى الاتفاقيات التي أبرمت مع الحكومة التركية على أن تسلم للأرشيف الوطني نسخة كاملة من الأرشيف الخاص بالجزائر في العهد العثماني و اتفاقيات أخرى مع فرنسا، و لكن يضيف مدير الأرشيف الوطني أن هذه الجهود تذهب سدى لغياب الاتصال المباشر مع الباحثين لأن الكثير من الباحثين الجزائريين لا يولون اهتمامهم بالبحث التاريخي و لا يزورون حتى الأرشيف الوطني و ما يزخر به هذا الأخير من رصيد تاريخي.. و لم يستثن عبد المجيد شيخي من دعوة الجامعيين الجزائريين و حتى الباحثين العرب من الإنظمام إلى جمعية أصدقاء الأرشيف و نفض عنها غبار الركود، و إعادة تنشيطها و تحقيق عن طريقها مشاريع كبرى و القيام كذلك بعمليات تحسيسية لجمع الأرشيف الموجود في المكتبات المغلقة، و الذي استعصي على الباحثين الوصول إليه بعيدا عن دهاليز الإدارة.
|
||||
2011-10-07, 18:48 | رقم المشاركة : 47 | |||
|
علاقات المغرب الأقصى بالدولة العثمانية
إن علاقات المغرب مع الدولة العثمانية تكتسي أهمية خاصة، باعتبار أن المغرب ظل البلد الوحيد من بلدان العالم العربي الذي أفلت من الخضوع للإمبراطورية التركية2، كما أن المغرب كان يمثل مسرحا للصراع بين المسيحية ممثلة في الدول الأوربية، والإسلام ممثلا في دولة الخلافة العثمانية . وتزداد أهمية العلاقة المغربية العثمانية بالنظر إلى التقارب المذهبي والديني الذي ميز الطرفين (الانتماء إلى المذهب السني ). كيف يمكن إدراك هذه العلاقات الغنية والمعقدة إلى درجة التناقض؟ والتي تشوبها أحيانا صراعات لكن تفضي أحيانا أخرى إلى نوع من الثقة المتبادلة5 ؟وما هي الميكانيزمات التي تحكمت في هذه التناقضات؟وكيف تطورت العلاقات بين الطرفين ؟ . لا يمكن فهم طبيعة العلاقات المغربية العثمانية إلا في ظل نوعية العلاقات التي ربطت دار الإسلام / دار الإسلام6، فالمغرب والدولة العثمانية ينتميان إلى نفس المنظومة الدينية والمذهبية (إسلامية سنية) وهو الأمر الذي يعطي لموضوع العلاقات المغربية العثمانية تميزا عن نوعية العلاقات التي جمعته مع الدول الأوربية.7 وإذا كان كل من الشرفاء المغاربة والعثمانيين اكتسبوا حظوة ونفوذا على أساس قيامهما بالجهاد ضد الكافر، فقد حاول كل طرف فرض هيمنته على الطرف الآخر تحت هذا الشعار، لكن الفرق هو أن العثمانيين بفضل ما توفر لهم من موارد وإمكانات دخلوا عالم الإمبراطوريات بخلاف المغرب، فالدولة العثمانية استطاعت أن ترقى إلى المستوى الآخر الأوربي، وظل المغرب حبيس مشاكله الداخلية، ويبقى السؤال المطروح هو لماذا لم تعمل الإمبراطورية العثمانية على إخضاع المغرب بدعوى وحدة الأمة؟. هل الأمر يتعلق بما يفرضه الامتثال للشريعة الإسلامية، والمتمثل في أن الفتح لا يمكن أن يشمل دار الإسلام ، وان الحرب لا يمكن أن تكون موجهة سوى ضد الكفار كما ذهب إلى ذلك الأستاذ بنحادة ، والحال أن المغرب بلد إسلامي8 أم أن الأمر تحكمت فيه عوامل أخرى ؟ للجواب على هذه الإشكالية لابد من العودة إلى أواخر القرن الخامس عشر، حيث عرف عالم البحر الأبيض المتوسط مرحلة مهمة جدا تجلت في بدء التفوق الأوربي في مجال التقنيات الحربية والبحرية، وهو الأمر الذي ساهم في تغيير ميزان القوى بين الضفتين دار الإسلام ودار الحرب.9 وكان من نتائج هذا التفوق احتلال الإسبان والبرتغاليين للسواحل الأطلسية والمتوسطية في الشمال الإفريقي ، وإذا كان المغرب قد استطاع التصدي للحملة الإيبرية على شواطئه بفضل الدولة السعدية الناشئة، فان بلدان شمال إفريقيا الأخرى اختارت حلا مغايرا تجلى في استقدام قوة خارجية عن البلاد وهي القوة التركية، فأمام الصعوبات التي وجدها عروج بعد فشله في استخلاص قلعة الجزائر بعث بوفد إلى استانبول سنة 1519 محملا بالهدايا والبيعة للسلطان سليم الأول هذه البيعة التي لم يتردد السلطان العثماني في قبولها ؛ لأنها فتحت الطريق لهم بسهولة للوصول إلى الحوض الغربي للبحر الأبيض المتوسط .10 ومقابل البيعة المذكورة تم تعيين خير الدين بعد مقتل أخيه عروج حاكما على جزائر الغرب، ومن ثم أصبحت شرعية الحاكم في الجزائر مرتبطة بالباب العالي11. ومن هنا يمكننا القول : إن البدايات الأولى للعثمانيين بالشمال الإفريقي كانت نتيجة عملية الاستنجاد المقرونة بالبيعة الطوعية، وليست ناتجة عن الحرب والغزو، فالإدارة العثمانية لم يكن في نيتها ضم شمال إفريقيا بالقوة لأسباب مالية وعسكرية وطبيعية . وبعد ضم خير الدين بمساعدة الأتراك تونس، بقي المغرب البلد الوحيد في الغرب الإسلامي الذي أفلت من التبعية العثمانية، ومن ثم يمكن تفسير طابع التوتر والحذر الذي ميز علاقات الدولتين .12 لقد أملت الوضعية السابقة الذكر على السلاطين المغاربة نهج سياية لم تراع كثيرا وضعية الانتماء لنفس الدار، لكن السياسة التي تمكن المغرب من الحفاظ على استقلاله عن الأتراك، ومن ثم تراوحت هذه العلاقة بين الحدة والتوتر من جهة، وبين التقارب والتعاون من جهة أخرى 13. ونشير هنا إلى أن العثمانيين حاولوا منذ البداية اتباع سياسة الاحتواء اتجاه السلاطين السعديين الأوائل، وهذا ما تؤكده مضامين الرسائل العثمانية التي كانت تجس نبض هؤلاء من خلال طبيعة المخاطبة التي لم تكن تحمل أكثر من صفة لحاكم ولاية فاس، وهو ما كان يعتبر من منظور العثمانيين أن المغرب ولاية تابعة لهم14، ويتجلى ذلك أيضا في السفارة العثمانية إلى محمد الشيخ حين اقترحت عليه المساعدة لمحاربة المسيحيين مقابل الخطبة باسم السلطان العثماني15، والتي إن تحققت تعني ضمنيا تبعية المغرب للباب العالي. ولعل هذه المحاولات العثمانية تنم عن وسيلة ذكية كانت تتوخى من ورائها تكرار النموذج الجزائري بالمغرب ، وهو ما رفضه السلطان المغربي، مما أغضب الباب العالي الذي دبر مؤامرة اغتياله. وقد تريث العثمانيون خلال فترة حكم السلطان عبد الله الغالب ، إذ رفضوا دعم أخيه عبد الملك السعدي(1576/1578) الذي التجأ إلى الأراضي الجزائرية " إني لا أعينك على فتنة المسلمين ..." . وقد تحكمت في مواقف عبد الله الغالب( 1557/1574) معطيات الصراع العثماني الأوربي، لكن وفاته جاءت قبل أن تكتمل سفارته إلى استانبول بقيادة التمكروتي16، لكن وعي العثمانيين أدى بهم إلى المراهنة على التدخل في الصراع الداخلي لصالح عبد الملك ضد المتوكل(1574/1576)، فدعموه بحملة انتهت بدخوله فاس وفرار المتوكل الذي لجأ إلى البرتغال . وقد أغدق عبد الملك على الأتراك أموالا كثيرة ، وحملهم بأنواع من الهدايا مكافأة لهم، كما استمر في بعث الهدايا إلى القسطنطينية، وكان يلقي الخطبة باسم السلطان العثماني، ويسك النقود باسمه، وهذه كلها مظاهر تؤكد التبعية للباب العالي، كما أن الرسائل العثمانية للسلطان عبد الملك كانت تحضه على الجهاد والتعاون مع أمير الجزائر17، وقد ظل الباب العالي مساندا لعبد الملك السعدي، وهو ما يتجلى في مشاركة الأتراك في معركة واد المخازن بغض النظر عن طبيعة وحجم المشاركة. لكن سرعان ما ستتغير الوضعية بعد انتصار السعديين في معركة واد المخازن ، فرغم أن المنصور (1578/1603) استمر في بعث الهدايا إلى الباب العالي، فقد دشن من جهة ملامح سياسة تختلف عن سابقه، فقد تلقب بالخليفة وأصبحت الخطبة تلقى باسمه، وكان هذا تأكيدا من أحمد المنصور على استقلالية المغرب عن الباب العالي .18 وقد استغل أحمد المنصور الأوضاع الدولية لصالحه، ولعب الورقة الإسبانية الرابحة، وهو الشيء الذي فطن له سيلفا الذي بعث رسالة إلى الملك فيليب الثاني سنة 1583 يقول فيها : " إن إمبراطور المغرب يسخر منا فهو متأرجح بين مصانعتنا ومصانعة الأتراك، فعندما يطالبه صاحب الجلالة بالعرائش يقول هيا بنا إلى الجزائر، وعندما يهدده الأتراك يقول هيا بنا إلى أسبانيا "19. ولا شك أن التخوف العثماني من إمكانية قيام تحالف سعدي إسباني يعتبر في نظرنا من الأسباب التي جعلت العثمانيين لم يسعوا بتاتا إلى القيام بغزو شامل للمغرب، والدخول في مغامرة غير محتومة النتائج، خصوصا مع الوعي العثماني بان القوى الأوربية لن تقف صامتة إزاء مثل هذا المشروع الذي يهدد طموحاتها في السيطرة على الموارد الإفريقية انطلاقا من السواحل الأطلسية، كما نعتقد أنه لا يمكن بأي حال من الأحوال أن يسمح الأوربيون لقوة بحرية واحدة بالسيطرة على الطرق التجارية المتوسطية والأطلسية في آن واحد. كما أن بعد المسافة عن استانبول ووعورة تضاريس المنطقة وحتمية التحالف المغربي الأوروبي في مثل هذه الحالة قد يجعل المهمة صعبة إن لم نقل مستحيلة. كما أن هذه الفترة تزامنت مع بداية التراجع العثماني عن مخططاتها التوسعية في غرب البحر الأبيض المتوسط ، خصوصا بعد فشل حملة مالطا، وتولي سليم الثاني(1566/1574) السلطة حيث بدأ العثمانيون عزوفا عن المجابهات مع الأوربيين وتوجهوا شرق الإمبراطورية20، ولعل ما يبرز هذا التراجع عدم تلقي المورسكيين أثناء محنتهم بالأندلس أي مساندة عثمانية خلال سنة 1568، فقد كانوا منشغلين بحملة قبرص21. وقد ازداد هذا التراجع بعد حملة ليبانتو الفاشلة سنة1571على البندقية، فقد شكلت هذه المعركة بداية نهاية التفوق العثماني في حوض البحر الأبيض المتوسـط، وإن استطاعت الدولة العثمانية إعادة هيبتها عبـر انتصارها في حلق الوادي فإنها اعتمدت في ذلك على الدعم المحلي الكبير للجزائر وتونس21. ولا شك أن المواجهات الثلاث السابقة قد استنزفت إلى حد كبير الدولة العثمانية ماديا وعسكريا، فكانت مضطرة إلى الدخول في مفاوضات مع إسبانيا لتحقيق الهدنة (وهذا ما حصل) والتفرغ لمواجهة الصفويين والثورات الداخلية. هذه الهدنة مع الإسبان أدت إلى تخفيف الحدة بين الطرفين، وهو ما يعني استحالة التصعيد العثماني بالتفكير في غزو المغرب. وساهمت هذه الهدنة من جانب آخر في توتير العلاقات بين ولايات الشمال الإفريقى عموما والسلطة المركزية العثمانية، إذ يبدو أن الولاة الجزائريين لم يكونوا راضين على هذه الهدنة، ويتجلى ذلك في استمرار تحرشاتهم ضد السفن الإسبانية في البحر الأبيض المتوسط ، وامتناعهم عن أداء مستحقاتهم المالية لاستانبول22. وهو الأمر الذي دعا إلى إقرار تجريء ولايات الشمال الإفريقي، ومع ذلك ظلت التوترات مستمرة بينهما. يمكن القول : إن السلام العثماني الإسباني خدم بشكل كبير النزعة الاستقلالية في بلدان شمال إفريقيا التابعة للباب العالي . لا شك أن الظروف السابقة والتي تزامنت مع مشاكل العثمانيين على الواجهة الصفوية وعلى واجهة أوروبا الشرقية، توضح أن غزو المغرب لم يكن ليحقق أي نفع للدولة العثمانية سوى إلحاق مزيد من الاستنزاف بها. في ظل المعطيات المذكورة يمكننا التأكيد أن الرهان العثماني حول ضم المغرب كان يتوخى النموذج الجزائري ، أي أن الباب العالي كان يسعى إلى أخدها برغبة ومباركة من السلاطين المغاربة ، وهو ما لم يحصل . وبالمقابل ألا يمكننا الحديث عن أطماع للشرفاء السعديين ومن بعدهم العلويين في التوسع على حساب الأراضي التركية بالمغرب الأوسط ، خاصة وأن الشريف السعدي كان قد نظم حملات وصلت إلى تلمسان، الأمر الذي أدى بالأتراك العثمانيين إلى نهج خطاب المهادنة (عزل أمير الجزائر )، ألا يفسر هذا الخطاب التخوف العثماني من خطر التوسع السعدي؟. أليست فكرة رسم الحدود بين البلدين والتي طرحها العثمانيون تدخل في إطار هذا التخوف؟ وكيف لا تتناقض فكرة الحدود مع الأعراف التي يؤطرها مبدأ وحدة دار الإسلام ؟ والى أي حد تجيب مسالة الحدود التي طرحها العثمانيون على إشكالية عدم ضم الأتراك للمغرب ؟ بمعنى آخر أن من يطرح مسالة الحدود لا يمكن أن يفكر في الغزو؟ . تؤكد مجموعة من الكتابات التاريخية أن فكرة الحدود السياسية دخيلة على المنطقة المغاربية، وأن الفهم الذي كان سائدا خلال هذه الفترة هو أن دار الإسلام مجال جغرافي وفضاء حضاري يحق للمسلم أن يستوطن في مختلف جهاته، وأن الحدود لا يمكن أن تكون إلا بين دار الإسلام ودار الحرب23. فإلى أي حد يمكن اعتبار فكرة ترسيم الحدود سلوكا جديدا في تاريخ العلاقات المغربية العثمانية ؟ لقد كان الباب العالي يتخوف كثيرا من مسالة التوسع المغربي على الواجهة الغربية الجزائرية ، خصوصا وأنهم يتمتعون بالشرعية الجهادية التي منحتهم تعاطفا من القبائل الجزائرية، بالإضافة إلى شرعية النسب الشريف الذي أعطاهم الأولوية لدى العامة. لذا حرص العثمانيون على عنصر الحدود، فكيف تم إقرار هذا العنصر في العلاقات المغربية بالأتراك في المغرب الأقصى ؟ . لقد كان المغرب دائما يسعى إلى توسيع نفوذه شرقا، وهذا ما تجلى في كثرة الحملات العسكرية خصوصا في بدايات الحكم العلوي، وهو ما كانت السلطة التركية على وعي كبير به، لذلك كان الأتراك هم السباقين لطرح مسالة الحدود بين الطرفين، متجاوزين بذلك الفكرة السائدة عن رفض الإسلام تقسيم تراب البلدان الإسلامية، وقد استطاعت البعثة التركية إقناع الشريف محمد العلوي (1636/1664) بفكرة رسم الحدود بين المغرب والولاية التركية، وانتزعوا منه أول تعهد مكتوب بذلك، لكن الملوك العلويين ظلوا مقتنعين بإمكانية ضم مناطق على الواجهة الشرقية وهو ما تجلى في كثرة الحملات خصوصا في عهد المولى الرشيد (1666/1672) والمولى إسماعيل (1672/1727)، في حين لوح الأتراك الجزائريون بورقة الحدود واعتمدوها كسبيل لإيقاف هذه التهديدات23. ويوحي التمسك التركي بواد تافنا كحد فاصل بين الطرفين اعتبار هؤلاء الاتفاق مع المولى محمد حجة قانونية أشهروها في وجه المولى إسماعيل 24. خلاصة الأمر يمكننا القول : إن الأتراك حاولوا منذ العهد السعدي تطويق موقف الشرفاء بخطة الحدود المرسومة ؛ حتى يمكن حصر نفوذهم بالمغرب الأقصى، وإن فشلوا في بداية الأمر مع السعديين فإنهم نجحوا مع العلويين. والواقع أن طموحات الشرفاء كانت تهدف إلى إحياء مشروع الإمبراطورية الموحدية الكبرى ، وقد يكون إحساسهم بالانتماء لآل البيت الدافع الأساسي لهذا المشروع ، وهو الأحقية في الخلافة الإسلامية...ولعل هذا ماجعل البعض يعتبر الصراع بين السعديين والعثمانيين صراعا حول الخلافة ، فهي تتجاوز بذلك مسالة الحدود .25 فالعماري يرى أن الخلاف بين الشرفاء والأتراك لم يكن في عمقه يدور حول مشكلة الحدود، وإنما كان يدور حول مسالتين أساسيتين أولا: أحقية الخلافة التي كان السعديون والعلويين يعتبرون أنفسهم أحق بها من الأتراك ، وينظرون إلى هؤلاء كمغتصبين للخلافة. ثانيا: وحدة المغرب العربي التي كانت تبدو ضرورة تاريخية وقومية.26 لقد كانت السلطة العثمانية على وعي بهذين المبدأين....لذلك حاول الأتراك تطويق موقف الشرفاء بخطة سياسة الحدود. وهذا يعني أن العلاقات الدبلوماسية بين الجانبين تحكم فيها بقوة الصراع حول أحقية الخلافة . فالعثمانيون امتلكوا مفاتيح الكعبة بتأييد شريف مكة أبو البركات27، فأصبح السلطان حامي الحرمين الشريفين وراعيا للحجاج المسلمين، بالإضافة إلى ذلك أصبحت الدولة العثمانية الحامل لراية الجهاد ، خصوصا بعد عجز المماليك عن مواجهة الإفرنج ، فتقوضت بذلك زعامتهم نهائيا كحماة للإسلام28، ومن هنا اكتسب العثمانيون أحقية الزعامة والقيادة، ومنحهم ذلك تأييد الزعامات المحلية في غالبية البلاد العربية، ومنها المغرب وهكذا نجد الفقيه ابن أبي محلي يصف السلطان أحمد العثماني بملك البحرين وإمام الحرمين الشريفين، ويرى في العثمانيين عصابة الجهاد في الحروب ، ولذلك استنفرهم للجهاد ضد من كان يسميهم عبدة الصليب،29 كما أن الحجري خصص للأتراك مكانة متميزة في رحلته "ناصر الدين على القوم الكافرين " إذ تحدث بإعجاب كبير عن دولتهم ودورهم في صيانة دار الإسلام، واعتبرهم القوة الوحيدة القادرة على مواجهة المد الأوربي " وكل واحد من السلاطين النصارى يرتعد ويخاف من سلاطين الإسلام والدين المجاهدين في سبيل رب العالمين ....وهم السلاطين الفضلا العظما ..العثمانيون التركيون ..".30 وإذ كان السلاطين المغاربة يشتركون مع العثمانيين في القيام بواجب الجهاد فإنهم ارتكزوا على النسب الشريف الذي له دلالة خاصة في مسالة شرعية الخلافة، لكن التساؤل الذي يطرح نفسه بقوة هو لماذا كان السلاطين الأشراف يلجئون في بعض الأحيان إلى الدعاء للعثمانيين على المنابر؟ ومن ثم نتساءل هل كان هذا الاعتراف وسيلة لقطع الطريق على أي تدخل عثماني محتمل، أم أنه ناجم عن قناعة بوجوب وحدة دار الإسلام . ؟ إن الصراع حول الخلافة تحكم في كثير من الأحيان في نوعية العلاقات بين الطرفين إلى حد كبير ، ونذكر على سبيل المثال: * اتخاذ المنصور لقب الخليفة وأمير المؤمنين بعد توليه السلطة، مما أثار حفيظة العثمانيين ، خاصة عندما استقبل سفارة من ملك بورنو إدريس ألوما الذي بحث عن دعم عسكري لمواجهة أعدائه الصونغاي. يقول القشتالي : " … ورد الرسول ...إلى الأبواب العلية المشرفة فوافق أمير المؤمنين بحضرته العلية مراكش دار الخلافة ، فأزاح اللبس وبين الغرض فصدع لهم أمير المؤمنين … وطالبهم بالمبايعة له والدخول في دعوته المباركة التي أوجب الله عليهم … وقرر لهم … أن الجهاد الذي ينقلونه ويظهرون الميل إليه ،لا يتم لهم فرصة ولا يكتب إليهم عمله، ما لم يستندوا في أمرهم إلى إمام الجماعة الذي اختصه الله إلى يوم الدين بوصفه الشريف … وعلق لهم أيده الله الإمداد على الوفاء بهذا الشرط فالتزمه الرسول " وموازاة مع ذلك قام الأتراك بتقديم الدعم العسكري لإمبراطورية الصونغاي ، وهذا لاشك يدخل في إطار الصراع الخفي حول الخلافة وزعامة العالم الإسلامي .31 ونجد هذا الصراع الخفي حتى في رحلة التمكروتي التي دونها بعد سفارته إلى استانبول، إذ يقول : "والترك جاروا على أهل تلك البلاد وأفسدوها ، وضيقوا على أهلها في أرضهم وديارهم وأموالهم ..إلى غير ذلك من الذل والإهانة ..هذا وأهل أفريقية....في كثرة اشتياقهم وحنينهم إلى حكم موالينا الشرفاء. تالله لقد كنا من تحدثنا معه من خيار أهل تونس وأعيان مصر الذين لقيناهم بالقسطنطينية يبكون على ذلك ...ويودون لو وجدوا سبيلا إلى الانتقال إلى المغرب والتخلص إليه لاشتروه بالدنيا ومافيها .."32 إن هذا الموقف يوضح ما كان بين الكيانين من تنافس وصراع حول ولايات الشمال الإفريقي، وكان خطاب التمكروتي أكثر وضوحا في مسالة الأحقية في الخلافة، يقول : " والعثمانيون من جملة ..الموالي الذين دافع الله بهم على المسلمين، وجعلهم حصنا وسورا للإسلام ، وإن كان أكثرهم وأكثر أتباعهم ممن يصدق عليه قوله صلى الله عليه وسلم : "إن الله يؤيد هذا الدين بالرجل الفاجر ، وإنما كانوا حملوا الإمارة وقلدوا الأمر في الحقيقة نيابة وأمانة يؤدونها إلى من هو أحق بها .. وهم موالينا الشرفاء ملوك بلاد المغرب الذين شرفت بهم الإمامة والخلافة ، وكل مسلم لا يقول عكس هذا ولا خلافه .. وقد اجتمع المسلمون على أن الإمامة لا تنعقد إلا لمن هو من صحيح قريش، لقوله صلى الله عليه وسلم : "الخلافة في قريش " وكون ملوك المغرب أولى بهم من غيرهم "33 من هذه النصوص نستنتج أن التمكروتي لم ينكر دور العثمانيين في نشر الإسلام، لكنه ينتقل إلى مستوى ثان في التحليل وهو أن العثمانيين جائرون لم يلتزموا العدل بين الرعية ، ثم ينتقل إلى المقصود وهو من الأحق بالخلافة؟، فالتمكروتى كفقيه كان واعيا يضرورة التبعية لسلطة سياسية واحدة وهي الخلافة الإسلامية التي كان يراها من حق الشرفاء السعديين.34 ولعل مسالة تشوف سكان شمال إفريقيا إلى حكم شرفاء المغرب تثير أكثر من سؤال ، فإذا كان الأمر كذلك يقول الدكتور الغاشى لماذا لم يتوجه سكان هذه المناطق إلى طلب التدخل المغربي بدل التدخل العثماني لمواجهة الغزو الإيبري ؟ ثم هل يتطابق تصريح التمكروتي مع أهداف مهمته الدبلوماسية ؟ 35 ولعل هذا ما دفع الدكتور حسن ابراهيم شحادة إلى الاعتقاد بان الرحلة كانت تعكس العلاقات المغربية العثمانية خلال فترة حكم المولى إسماعيل ، والتي تزامنت مع فترة كتابة النسخة المتداولة حاليا، وهو ما يدفع إلى الاعتقاد بان الرحلة قد خضعت لبعض التغييرات.36 ومهما يكن فان هذا يعكس بوضوح الصراع الخفي حول موضوع شرعية الخلافة بين العثمانيين والمغاربة. 2- العلاقات المغربية العثمانية : من المواجهة والصراع إلى التعاون . بوفاة المولى إسماعيل سنة1727 انتهت حقبة من العداء والحذر في علاقات المغرب الخارجية، خصوصا مع العثمانيين الأتراك، و بدا التغير تدريجيا في سياسة البلدين من التوتر والمواجهة إلى المهادنة والتعاون. ويتجلى ذلك بداية في التبعية التامة التي أعلنها السلطان المولى عبد الله (1728/1757) للباب العالي، وذلك في رسالة تقول " وأنا أخطب بك في مساجد الجمعة والأعياد كما فعل والدنا مع أسلافكم الجياد ، ولولا أن الغرب صعب المرام ، لاستعملت أقدام الأقدام إلى حضرة ذلك الهمام فهو جدير أن يجعلني من أحبائه، وأن يحمل علي من هذا الخطب عظيم أعبائه، ولبذلت المجهود والمقصود ".37 وإن كان هذا المقتطف يثير قضايا كبرى ومستعصية على الجواب...بين ما له علاقة بالجانب الواقعي في الرسالة وماله علاقة بالجانب الدبلوماسي.38 وباستثناء هذه الرسالة فإن فترة الأزمة السياسية تميزت عموما بانشغال العثمانيين بحروبهم مع روسيا وحلفائها، والمغاربة بخلافاتهم حول السلطة.39 |
|||
2011-10-07, 19:16 | رقم المشاركة : 48 | |||
|
بارك الله فيك
|
|||
2011-10-07, 19:21 | رقم المشاركة : 49 | |||
|
فيما يخص العلاقات الثقافية جل ما و جدته من معلومات قليلة تتحدث عن انتقال العلماء فقط و دراساتهم سواء في تونس أو في المغرب الأٌقصى
كالمقري أو ابن حمادوش و غيرهم و كذلك قدوم علماء مغاربة للجزائر كالعياشي لا أظن أنّ العلاقات الثقافية تقتصر على هذا و المادة العلمية قليلة جدا و الله المستعان بالتوفيق لجميع المشاركين |
|||
2011-10-07, 19:29 | رقم المشاركة : 50 | |||
|
لا تقتصر على ذلك نعم ، فهي تشمل الزوايا وما كان لها من أثر في الحياة الاجتماعية والثقافية وكذلك تشمل المراكز الثقافية التي كانت متواجدة في بلاد المغرب |
|||
2011-10-07, 20:01 | رقم المشاركة : 51 | |||
|
حتى الزوايا و المراكز الثقافية تذكر للشرح فقط داخل الإقليم و لا نجد دورها خارجيا
فلقد تحدّث عنها بإسهاب الدكتور أبو القاسم سعد الله في كتابه تاريخ الجزائر الثقافي في الجزء الأوّل الخاص بالفترة العثمانية ، فذكر المدارس التعليمية و المساجد في داخل الجزائر فقط فلو كان الموضوع حول الأوضاع الثقافية أو الإقتصادية في الجزائر العثمانية لكان الأمر هيّنا ، وهذا الموضوع من الأهمية بمكان . خاصة و أن العثمانيين في بلادنا لم يكن اهتمام بالجانب الثقافي الله المستعان |
|||
2011-10-08, 08:57 | رقم المشاركة : 52 | |||
|
السلام عليكم |
|||
2011-10-10, 20:23 | رقم المشاركة : 53 | |||
|
انا ايضا لم اجد من المعلومات مايفوقكم لندرة المادة العلمية |
|||
2011-10-17, 12:20 | رقم المشاركة : 54 | |||
|
الزوايا في الجزائر
ظهرت الزوايا في المغرب الإسلامي منذ القرن السادس الهجري، الثالث عشر ميلادي، حيث حلت تدريجيا محل الرباط، ثم تطورت مهامها وتوسعت على يد المرابطين والطرق الصوفية، وجمعت بين العبادة والتعليم والتوجيه والإصلاح والجهاد فيوقت واحد. نمت هذه الزوايا وانتشرت بكثرة في القرن الثامن عشر الهجري= الخامس عشر ميلادي كرد فعل لحادثين كبيرين في حياة المسلمين في الجزائر وهما: ضياع الأندلس والغزو الصليبي المتمثل في احتلال اسبانيا لثغور الجزائر لاسيما المدن الساحلية. واللافت للانتباه أن هذه الزوايا واسعة الانتشار، فهي في المدن والقرى والأرياف على قمم الجبال وفي أعماق الصحراء وعلى السواحل في الرباطات والمنارات حيث التجأ إليها وأقام فيها أناس نذروا أنفسهم لعبادة الله كانوا فيها فرسانا بالنهار رهبانا بالليل حريصين على أن يكونوا المعنيين بالحديث الشريف: "عينان لا تمسهما النار: عين بكت من خشية الله وعين باتت تحرس في سبيل الله". وقد كان للزوايا في الجزائر دور فعال في المحافظة على التماسك الديني والخلقي والاجتماعي، وفي حفظ المجتمع من تهديد الأخطار الكبرى، بل قد كانت حركات الجهاد المسلّح ضد الطغيان الاستعماري الفرنسي تنطلق من هذه الزوايا التي شكّلت مراكز تعبئة ضد الغزاة المعتدين، لعلّ أبرزها حركة الأمير عبد القادر والشيخ الحداد والشيخ بوعمامة والمجاهدة لالا فاطمة انسومر… ويذهب بعض الباحثين إلى أن الزوايا في الجزائر هي التراث والرمز الأكبر لهذا الوطن، لأنها حفظت طيلة عهد الاحتلال لهذه الأمة المسلمة قرآنها ولغتها ودينها وأخلاقها الإسلامية من طاعة وأدب وغيرة وحياء وتضامن وسخاء وشجاعة وغير ذلك من فضائل الأخلاق، بالإضافة إلى حب الإسلام وبغض الكفر والكافرين، إلى جانب ما قامت به من جهاد ودعت إليه وجندت له أتباعها، إذ ما من ثورة أو انتفاضة أو مقاومة أو جهاد إلا وهو مقرون باسم شيخ زاوية أو زوايا. وعندما اندلعت ثورة التحرير تحولت زوايا كثيرة إلى مراكز للثورة تحت غلاف التعليم أو التعبد، تعقد فيها الاجتماعات للتنظيم والإعلام والتجنيد والتمويل وجمع السلاح والدواء وغير ذلك مما تتطلبه الثورة. وتكوّن بكثير من الزوايا محاكم شرعية بأمر الثورة للفصل في قضايا المواطنين بشريعة الله بدل الاحتكام عند المحاكم الفرنسية، وقد سجن كثير من شيوخ الزوايا وأبنائهم وعذبوا ونفوا واستشهد بعضهم، وأحرقت ودمّرت زوايا عديدة في بلاد القبائل وغيرها. واعتبرها البعض الآخر وكرا للخرافة والدجل والشعوذة، ومن الأسباب الرئيسة التي أدت إلى انهيار المجتمعات العربية الإسلامية. على أنه ظهرت في السنوات الأخيرة كثير من الأطروحات والأعمال العلمية التي أعدت لدراسة دور الزوايا في الحياة الثقافية والعلمية والاجتماعية والاقتصادية، كما عقدت في الفترة الماضية عديد الندوات والحلقات الدراسية لمعرفة الأدوار الأساسية التي قامت بها الزوايا في الماضي والحاضر. وهي دراسات تهدف إلى معرفة حقيقة هذه المؤسسات الدينية بعيدا عن الميولات العاطفية أو التوجهات الإيديولوجية. سنحاول ضمن هذه المدونة معرفة الأدوار التي قامت بها الزوايا في الجزائر، من أدوار علمية وروحية ثقافية واجتماعية وجهادية، نريد التعرف على هذه الأدوار، مع ملاحظة صعوبة العمل بالنظر إلى التراكمات والخلفيات الني تكونت لدى كثير من الباحثين حول هذه المؤسسات، ومحاولة بعضهم تشويه تاريخ هذه المؤسسات. وتندرج هذه المحاولة ضمن المجهودات التي تبذل مؤخرا من قبل باحثين جادين للعمل على توضيح الصورة بشكل أكثر واقعية وأقرب إلى الحقيقة العلمية، على رأسهم مجهودات الأستاذ محمد أرزقي فراد الذي أعطى الموضوع حقه من الدراسة والبحث والنظرة الموضوعية النزيهة. |
|||
2011-10-17, 12:50 | رقم المشاركة : 55 | |||
|
رسالة ماجستير :حركة التصوف في الجزائر خلال القرن العاشر الهجري السادس عشر الميلادي قراءة في بحث " للدكتور أبو القاسم سعد الله " حول: السلطةوالطرق الصوفية في المغرب العربي - في العهد العثماني – من خلال الوثائق المحلية [1] ¨ ملخص البحث: تناول الأستاذ سعد الله في هذا البحث جانبا مهمّا من تاريخ المغرب عموما، والجزائر خصوصا، في العهد العثماني، من خلال تسليطه الضوء على " العلاقة بين السلطة والطرق الصوفية "، تلك العلاقة التي اتسمت بالتحالف تارة، والتخالف أطوارا أخرى، وهو ما جعل المؤلف يركز في طرح إشكاليته حول العوامل التي أدت إلى تحالف السلطة الزمنية (العثمانية) مع السلطة الروحية (الطرق الصوفية)، ومن جهة أخرى تساءل عن نتائج كل من التحالف والتخالف؟ وحدد إطار دراسته بالمغرب العربي مكانا، والقرن الخامس عشر إلى الثامن عشر زمانا. واعتمد في معالجة هذا الموضوع على المصادر المحلية من كتب الرحالة والمؤرخين والمتصوفة أنفسهم. ¨ السلطة والتصوف في الجزائر: تضمن هذا الجزء محورين أساسيين: أولا/ ظروف نشأة العلاقة بين الطرق الصوفية والعثمانيين، والتي أوعزها صاحب البحث إلى التهديدات الإسبانية والبرتغالية على السواحل المغربية، وضعف سلطة الحكام المحليين على مواجهة ورد هذه الاعتداءات، بل والتعاون مع العدو ضد مصلحة أبناء البلد مثلما وقع مع الزيانيين. وهذا ما جعل سلطان الطرق الصوفية يبرز ويتقوى، ويتجلى ذلك في الخطاب الديني الذي استعمله المرابطون لتعبئة الناس للجهاد في سبيل الله، والتفاف الناس حولهم، يأتمرون بأوامرهم، ويخضعون لسلطانهم. وعندما ظهر نجم العثمانيين في المنطقة، نجد المرابطين يستخدمون نفس الخطاب لمبايعة العثمانيين وتحميس الجماهير للانضواء تحت لوائهم. وجدير بالذكر – حسب تنويه الأستاذ سعد الله- أن الحركة الصوفية في الجزائر كانت موجودة وشائعة حتى قبل الوجود العثماني في الجزائر، غير أن فترتهم وحكمهم هو الذي شاع فيه التصوف بشكل ملفت للانتباه. ثانيا/ طبيعة العلاقة بين السلطة والطرق الصوفية، التي تجسدت في التحالف تارة، والتخالف تارة أخرى. فعلاقة التحالف بدأت في القرن الخامس عشر - نوعا ما – وطيدة، لتقارب المصالح بين الجانبين، حيث كانت الطرق الصوفية تساعد على تحميس الجماهير في التجنيد ومساعدة العثمانيين على قتال العدو المشترك (الإسبان)، ومحاربة الحكام المتخاذلين والمتعاونين مع العدو، والمقاومين للعثمانيين (الحفصيين، الزيانيين...). والعثمانيون يدعمون المكانة الاقتصادية لأصحاب الطرق الصوفية، ويحفظون لهم امتيازاتهم. لذلك يعتقد الدكتور سعد الله أن كلا الطرفين استفاد من التحالف مع الآخر، بل العثمانيون كان لهم الحظ الأوفر من هذه الفائدة، لكونهم استطاعوا بسط نفوذهم على البلاد، والتحكم فيها فيما بعد، بأقل الخسائر الممكنة. ومن النماذج التي ساقها المؤلف عن هذا التحالف: تقريب أسرة أولاد الفكون، والتحالف مع الشيخ أحمد بن يوسف الملياني... أما علاقة التخالف والاصطدام، فقد بدأت في القرن السابع عشر، الذي يوصف بفترة الانتعاش والرخاء الاقتصادي بفضل غنائم الأسطول، واستتباب السلطة في أيدي العثمانيين، ما جعلهم يعزفون بشكل أو بآخر عن الاستعانة بالصوفيين. ومن رجال الدين الذين عارضوا السياسة العثمانيةالقائمة على الظلم والسيطرة: محمد بن سليمان الجزولي، الشيخ أحمد بن الصخري، الشيخ عيسى الثعالبي، وغيرهم. واعتمد المؤلف في رسم صورة التصوف خلال القرن السابع عشر في الجزائر على جملة من المؤلفات المحلية مثل "كعبة الطائفين" لمحمد بن سليمان الجزولي، "البستان" لمحمد بن مريم المديوني، و"منشور الهداية" لعبد الكريم الفكون. ¨ السلطة والمتصوفة في تونس: من أهم المؤلفات التونسية في هذا المجال: ذيل بشائر أهل الإيمان لحسين خوجة، الحلل السندسية للوزير السراج، الشهب المخرقة لأحمد برناز... واستخلص المؤلف من خلالها أن العلاقة كانت وطيدة بين السلطة ورجال التصوف، يقربونهم ويهدونهم ويشيدون لهم القبب والزوايا، لكن هذا الصفاء شابته غيوم الظلم والتسلط من الأتراك، مثل مواقف الداي محمد طاطار من العلماء، ومراد باي الثالث، وعلي باي... ¨ السلطة والمتصوفة في ليبيا: كانت ليبيا تحت نفوذ الطريقة الزروقية (نسبة إلى الشيخ أحمد زروق المغربي)، التي وقفت في وجه البدع والخرافات التي انتشرت في ليبيا من غلاة الصوفية، ومن هؤلاء يذكر الدكتور أبوالقاسم سعد الله "محمد بن علي الخروبي"، و"عبد الرحمان الاخضري" الذين ذاع صيتهما في الجزائر، وكان الخروبي على علاقة طيبة ومتعاون إلى حد كبير مع العثمانيين في الجزائر. وأشار أيضا إلى الشيخ عبد السلام الأسمر الذي عارضه محمد باشا وعثمان باشا، ولم يشرح سبب هذه المعارضة. ومن المؤلفات التي عارضت السياسة العثمانية ووجهت لهم الاتهامات كتاب "فتح العليم" لعبد السلام بن عثمان، كما أشار إلى رحلة الورتلاني المعروفة بنزهة الأنظار، التي ضمّنها مواقفه من أصحاب السلطة في ليبيا كرجل دين. ¨ السلطة والمتصوفة في المغرب: رغم اختلاف النظام السياسي في المغرب عن باقي الأقطار المغاربية، إلا أن العلاقة بين الطرق الصوفية والسلطة الحاكمة لا تختلف عن مثيلاتها في الجزائر وتونس وليبيا. كما أن المغرب يعتبر منبعا لكثير من الطرق الصوفية التي انتشرت في باقي الأقطار. ومن أهم المصادر التي تناولت الموضوع في القرن السادس عشر " كتاب وصف إفريقيا" لحسن الوزان، الذي تحدث عن المتصوفة في المغرب "حديثا مرا وصريحا". وكانت السلطة في المغرب تدعم هذه الطرق الصوفية، إما إرضاء لأصحابها ودفعا لنقمتها، أو إيمانا بتعاليمها، على حد تعبير الدكتور سعد الله. غير أن هذه العلاقة اتجهت للتأزم في العهد السعدي، بسبب تعاظم قوة ونفوذ الزوايا وشيوخها، حيث حاول السعديون تقزيم هذه القوة بتحويل الزوايا إل مراكز علمية واجتماعية، لأنها أصبحت تنافسهم في سلطتهم الزمنية. ¨ استخلاص ونقد: بعد هذا العرض المختصر لأهم ما احتوى عليه هذا البحث، نورد هذه الملاحظات التي أمكننا تسجيلها: 1. تبدو في هذا المقال لأول وهلة شخصية الدكتور سعد الله ومنهجه الدقيق في البحث العلمي، الذي يعتمد فيه على البحث والتقصي، والمقارنة والاستدلال والاستنتاج، ويوصلنا إلى الحقيقة العلمية بأسلوبه السلس العذب، بعيدا عن التكلف والمبالغة. 2. لا يمكن بمكان تجاهل مدى أهمية اعتماد المؤلف على المصادر المحلية في الإجابة عن الإشكالية المطروحة، فقد رسمت هذه المصادر صورة للأحداث التي وقعت بروح عصرها، وهي " تعكس بصدق وجهة النظر الداخلية المنبثقة من الواقع والمتماشية مع المعطيات التاريخية، عكس الكتابات الغربية والأرشيفات الأوروبية التي لا تقدم لنا - في أغلب الأحيان - سوى وجهة النظر الخارجية التي تعكس اهتمامات الأوروبيين، ولا تتماشى وطبيعة الأحداث" [2] التي مرت بها المنطقة في فترة من الفترات. [3] وفي الحقيقة مهما تكن في المصادر المحلية من مبالغات أو مزايدات، فالباحث الفطن هو من يحسن استخدامها، ليصل إلى إعادة رسم الصورة الأقرب إلى الحقيقة، وفق معايير دقيقة، لا وفق هواه، وهذا ما قام به الدكتور أبو القاسم سعد الله. 3. الدكتور أبو القاسم سعد الله- كعادته فيما يكتب- أثار في هذه الدراسة عدة إشكاليات تستحق أن نعالجها، وهي بمثابة مفاتيح لبحوث جديدة في غاية الأهمية، خاصة إذا علمنا أن هذا الموضوع -على أهميته- مازالت عديد جوانبه مبهمة أو مغفلة، وتحتاج إلى جهود الباحثين لكشفها والتدقيق في جوانبها، خاصة فيما يتعلق بعلاقة التأثير والتأثر بين الطرق الصوفية في الأقطار المغاربية، أوالمقارنة بين علاقة الطرق الصوفية والسلطة في الأقطار المغاربية، وغيرها... 4. بالنسبة لعلاقة السلطة بالطرق الصوفية، والعكس، فيجمع معظم الدارسين لها، على وجود علاقة التحالف تارة والتخالف تارة أخرى، ومهما تعددت أسباب هذا التأرجح في العلاقات فهي ليست بالظاهرة الجديدة في العلاقات بين الساسة ورجال الدين، ونعتقد أن العثمانيين لو وجدوا ضالتهم في غير شيوخ الطرق الصوفية لتدعيم حكمهم في المناطق التي سيطروا عليها لفعلوا ذلك، فالأحداث التاريخية المتعاقبة ساهمت بدور فعال في صناعة السياسة العثمانية تجاه الطرق الصوفية، من تقريب في وقت الشدة، أو إبعاد و تهميش في وقت الرخاء، وما أكثر الأمثلة على ذلك مما ساقه الدكتور أبو القاسم سعد الله من خلال المصادر المحلية. 5. لكن الإشكالية الأهمَ التي نعتقد أنه يجب أن تُطرح بإلحاح في هذا المقام – ولم يتطرق إليها صاحب هذه الدراسة- هي حول نتائج وآثار هذه العلاقة على السكان المحليين؟ فأين موقع الجماهير من هذه العلاقة؟ وماذا استفادت منها؟ وهل صحيح أن علاقة التحالف كانت عبارة عن "تواطؤ" بين رجال الدين والسلطة الحاكمة لتحقيق مآرب كل طرف، واقتسام المنفعة المتبادلة بينهما دون الاهتمام بالطبقة الشعبية العريضة؟ ثم هل كانت أسباب علاقة التخالف وحركة التمردات التي قادها زعماء الطرق الصوفية بدعوى الظلم والتعسف من طرف الحكام الأتراك في حق العامة، هي أسباب حقيقية، أم مجرد مطية استخدمها رجال الدين لاستخدام العامة من الشعب في استعادة نفوذهم الذي لم يستفد منه العامة في وقت الرخاء؟ 6. فالمعروف أنه في منتصف القرن الثامن عشر عندما شحت موارد الأسطول وغنائم البحر، حاولت الإدارة العثمانية إيجاد مصادر أخرى للدخل ، فالتفتت إلى المناطق التي كانت تحت حكم العائلات الكبيرة، لتفرض الضرائب عليها، وهنا تعارضت المصالح، وتوترت العلاقة، مما أدى إلى نشوء عدة ثورات ضد العثمانيين بقيادة رجال الدين. فالعامة إذن كانت تنساق للحرب لأنها مضطهدة، ورجال الدين لأنهم فقدوا امتيازاتهم أو لأنهم يبحثون عن توسيعها أكثر، وهكذا بقيت الروح القبلية هي المسيطرة على المجتمع الجزائري خلال هذه الفترة، فلم يكن الشعور الوطني الموحد يدفعهم، بل الحاجة والمصلحة. 7. ويمكن القول أن كلا من الطرق الصوفية والسلطة العثمانية قد استغلت بساطة الجزائريين وسذاجتهم لتحقيق أغراض خاصة، وإلا كيف نفسّر انتشار ظاهرة الدروشة والبدع والخرافات على يد متصوفة متطفلين في ظل تشجيع السلطة العثمانية؟ يقول المؤرخ الأمريكي وليم سبنسر أن الاعتقاد في الأرواح الشريرة وتدخل قوات المرابطين كان قويا [3] وهذا يجعلنا نتساءل عن مدى فعالية الطرق الصوفية سياسيا وثقافيا؟ وإذا كانت لها سلطة التأثير وتعبئة العامة فلماذا لم تستغلها لتصل إلى السلطة الزمنية -خاصة في الجزائر- ؟ أم أن ذلك كان خارج اهتماماتها بسبب أطماعها الاقتصادية التي كانت تلبيها لها الإدارة العثمانية! ويذكر الدكتور أبو القاسم سعد الله في تاريخ الجزائر الثقافي (ج1/ ص 470) أن العثمانيين كانوا يكثرون من الهدايا والعطايا لرجال الدين عامة، والمرابطين خاصة، إرضاء لهم وتقربا منهم، وهو الأمر الذي يثبته الشيخ الفكون في منشوره، والورتلاني في رحلته. كما لم ينف وجود طائفة من العلماء والصلحاء من رجال الدين تنصح للحكام وتقف ضد ظلمهم للعامة، لكن هذه الفئة بقيت مهمشة، ولم يثمر تأثيرها في السياسة العثمانية أي تغيير في الأوضاع، بدليل كثرة الثورات والتمردات خاصة خلال القرن الثامن عشر. كل هذا يقودنا إلى القول أن السلطة الزمنية (العثمانية) عرفت كيف تتحكم في زمام الأمور من خلال التقرب من الصوفية، وإضفاء هالة من التقديس الأعمى عليهم، ورسخت لديهم مفهوم "التفكير الغيبي" في مقابل تعطيل "التفكير العقلي"، وهمشت بالمقابل الداعين إلى الإصلاح. ومن المنطقي أن تتأرجح العلاقة - بين السلطة الروحية والسلطة الزمنية- بين التحالف والتخالف طيلة هذا العهد، لأنها محكومة بمعايير السياسة والمصلحة الخاصة، لا بمعيار الدين والعدل والمصلحة العامة. ويبقى هذا الموضوع يحتاج إلى دراسة وبحث جديين، لنخرج منه بنتائج دقيقة، وأحكام صادقة يمكن تعميمها على هذه الفترة من تاريخنا الذي مازال مغفلا. إعداد الباحثة: حفيظة بن دحمان ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ1. هذا البحث في الأصل هو جزء من كتاب بعنوان "على خطى المسلمين" لمؤلفه الدكتور "أبو القاسم سعد الله"، تسلمنا هذه النسخة من الأستاذ سعد الله لقراءتها والتعليق عليها في إطار الأعمال الأسبوعية التي نقوم بها في السنة التحضيرية للماجستير ( تخصص: الدولة والمجتمع في المغرب الكبير)، والكتاب لا يزال تحت الطبع (مارس 2009 ). 2 . سعيدوني ( ناصر الدين)، ورقات جزائرية، ط 1، دار الغرب الإسلامي، ص 589 3. الجزائر في عهد رياس البحر، تعريب وتقديم عبد القادر زبادية، ط 1، (ش،و،ن،ت الجزائر 1980) ص 105 __________________ |
|||
2011-10-17, 13:50 | رقم المشاركة : 56 | |||
|
مذكرات خير الدين بربروس تترجم لأول مرة من التركية إلى العربية من طرف الأستاذ محمد دراج أستاذ التاريخ الحديث بجامعة الجزائر
المذكرات موجود في ملفات مضغوطة و مجزأة حتى يسهل التحميل الجزء الأول https://www.9alam.com/up/do.php?id=1036 الجزء الثاني https://www.9alam.com/up/do.php?id=1037 الجزء الثالث https://www.9alam.com/up/do.php?id=1038 الكتاب على شكل https://www.archive.org/download/Khay...hayr-Adden.pdf أرجو الإستفادة للجميع |
|||
2011-10-17, 14:28 | رقم المشاركة : 57 | |||
|
|
|||
2011-10-17, 15:13 | رقم المشاركة : 58 | |||
|
ربي ينجحكم جميعا ااااااااااااااااااااااااااااااااااامين يا رب العالمين |
|||
2011-10-17, 16:06 | رقم المشاركة : 59 | |||
|
العلاقات الخارجية للجزائر مع جاراتها خلال العهد العثماني لعبت تونس و المغرب دورا سياسيا و عسكريا في إضعاف القدرات الدفاعية للجزائر منن خلال الحروب المتبادلة بين الجارات الثلاث ( تونس ، المغرب و الجزائر) أواخر القران اتلثامن عشر و أوائل القرن التاسع عشر بعد انفصال ألإيالات عن بعضها، و تحالف المغرب مع اسبانيا لضرب مدينة الجزائر و عمل سلاطين المغرب منذ العهدين والسعدي و العلوي على مبدأ إضعاف إيالة الجزائر و إعانة العثمانيين بالمال و السلاح، ووقعت حروبا بين الجارات الثلاث، في هذهى الفترة لم ينس بايات تونس العداء التقليدي لدايات الجزائر فكان موقفهم من الجزائريين اللتاييد لألإحتلال الفرنسي الجزائري و كانت النتيجة أن الجارات الثلاث وقعت تحت سيطرة ألإحتلال الفرنسي و كان احتلال الجزائر سنة 1830 تمهيدا لإحختلال تونس و المغرب. يقول الدكتور حنيفي هلايلي في كتابه" " أوراق الجزائر في تاريخ الجزائر في العهد العثماني" أنه لو أجرينا استقراءً للتاريخ نلاحظ أن بلدان المغرب العربي فشلت في تكوين تكتلا سياسيا موحدا يكون امتدادا لعمل الدولة الموحدية وبالرغم من محاولات شسلاطين آل عثمان في تحقيق هذا الحلم فإن العلاقات السياسية بين مختلف بلدان المغرب العربي تميزت بالتوتر و العداء فيما بينها.. ففي تونس زاد هذا التباعد السياسي عن الجزائر بعد الإنفصال تونس عن الجزائر بتكوين باشويتين مستقلتين عن بعضهما البعض، كمما لعبت الصراعات و الماحنات القائمة بين حدود الدولتين تأزما في العلاقات فقد خرق التونسيون في عهد يزوسف داي المعاهدة التي أبرمتها الجزائرمع إيالة تونس في عهد حسين باي قسنطينة عام 1614 م ، فلجأ مراد باي تونس الى استعمال القوة من خلا ل شن حملة عسكرية ضد الجزائر، انتهت بهزيمة الجيش التوةنسي في معركة السطارة قرب مدينة الكاف في لا17 ماي 1628م، و كانت هجومات باي تونس لسباب اقتصادية ارتكزت أساسا على الضرائب و التوسع في الأراضي و التعويضات ، لاسيما و أن وضع تونس كان وقتذاك حرجا جدا لتورطها في خلاف مع جمهورية البندقية .. التنافس نفسه ساد العلاقات الجزائرية المغربية خلال المرحلة الأولى من تأسيس الإيالة، بدأت الصراعات بوضع تلمسان تحت المراقبة نظرا للعلاقة و الوشائج التاريخية القديمة التي كانت تربطهم مع الأسر، فازداد التنافس على مدينة تلمسان كمدينة حضارية لها محطة تجارية هامة، و لها استراتيجية، و كان لح الحظ من يسيطر عليها فيصبح له حق التدخل في لاعمق الجزائر و المغرب، فكانت تلمسات هدفا قجديما لحككام المغرب وهدفا لغزواتهم التوسعية منذ العهد المريني ( ملوك فاس).. و تتضح الصورة جيدا للصراع الجزائري المغربي يقول ذات المؤلف الحملات العسكرية التي دامت ما يقارب ربع قرن من سنة 1551 الى 1576م في العهد السعدي، و للإشارة هنا أن نزول العثمانيين في المغرب العربي تصادف مع بداية حكم الأسرة السعدية للمغرب الأقصى ( 1524م)، و ساهم العثمانيون في الجزائرلا منذ مطلع القرن السابع عشر على تجزئة المغرب الى إمارات تابعة للأشراف و الزوايا و الطرق الصوفية، و يشير الدكتور هلايلي ان تجزأ المغرب ألقصى الى إمارات بعضها كان تحت ىحكم صلحاء مرابطين أصحاب زوايا كالدلائيين في الأطلس المتوسط، أو السملاليين في سوس، و بعضها بيد مجاهدين كمحمد العياشي الذي حارب البرتغاليين في البريحة ثم أفسبان في المعمورة، و بعضها كانت تمثل جمهوريات حرة كسلا و تطوان و كان اغلب سكانها من سكان الأندلس.. |
|||
2011-10-18, 16:30 | رقم المشاركة : 60 | |||
|
الحضور الصّوفي في الجزائر على العهد العُثماني - د.مختار حبّار* |
|||
الكلمات الدلالية (Tags) |
ماجستير, الأمير, القادر, جامعة, إعلان |
|
|
المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية
Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc