تحرير العقول قبل تحرير الأجساد - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات إنشغالات الأسرة التربوية > منتدى الانشغالات النقابية واقوال الصحف

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

تحرير العقول قبل تحرير الأجساد

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2015-08-30, 11:09   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
الحرف الأسمر
عضو مشارك
 
إحصائية العضو










افتراضي تحرير العقول قبل تحرير الأجساد

تحرير العقول قبل تحرير الأجساد
الرق كظاهرة اجتماعية مثار تنديد المجتمعات عبرالتاريخ ، و إن اختلفت و سائل و أشكال التنديد به رغم ما لهذا الرق من أفضال في ازدهار بعض المجتمعات و بناء نهضتها و لأدل على ذلك المسار الذي أخذته ظاهرة الرق أثناء الثورة الصناعية في أوروبا حيث كان يعمل العامل طيلة ست عشرة ساعة يوميا ولم يُبق له صاحب العمل إلا ثماني ساعات عليه أن يرتب فيها أوضاعه المنزلية و يستجيب لمتطلبات الجسم من الضروريات كالأكل و النوم و قضاء الحاجات و لكن أشد ما كان يعانيه العامل عدم تكافؤ مرتبه مع متطلبات الحياة الأمرالذي أفقده القدرة على الادخار و بالتالي عدم قدرته على الرفع من معيشته و تحسينها و مجابهة الطوارئ كالمرض و الديون
و الرق الحديث قد ظهر شقه في أمريكا حيث ترعرع في حقول القطن متخذا عقول الزنوج مأوى حتى أصبح الرق عند زنوج أمريكا ثقافة و دأبا لا يكاد الزنجي يراه حيفا أو عيبا بل وصل عند البعض منهم إلى حد الا عتقاد بأنه سنة ربانية يجب أداء فرائضها لصالح الرجل الأبيض ولي النعمة المتمتع بقوة المال و الأفكار. و أسوق لكم قصة واقعية حدثت لابراهام لنكولن ، و هو ذاهب إلى إحدى المزارع في الريف ليستريح و بينما هو فوق عربته رأى عبدا يئن تحت ثقل أوزان رزم كان يحملها فدعاه إلى أن يركب العربة إلى جانبه فركب و بعد حين سأله لنكولن : لماذا لا تضع هذه الرزم بجانبك و ترتاح فرد : أخاف أن أثقل على العربة ، ثم سأله: إلى أين أنت ذاهب ؟ فرد : إلى السيد جمس الذي بعته نفسي البارحة . حينذاك قال لنكولن كلمته الشهيرة و هو يرى نفسه يعاني مع هذه العيّنة من البشر لاعتاقهم من العبودية : ينبغي تحرير العقول قبل تحرير الأجساد نعم تحرير العقول هو ذا مربط الفرس أَوَلْمْ يقم الفرنسيون بأعظم ثورة في أواخر القرن الثامن عشر ضد الفقر و الظلم و تسلط الملوك و النبلاء الذين ظلوا فوق القانون لا يخضعون للضرائب و لا للمساءلة
ألا ترى يا صاحبي أنه ما كانت لتكون هذه الثورة الفرنسية التي انبثقت منها المبادئ العالمية لحقوق الانسان لو لم يسبقها العقل في التحرر ، هذا الأخير الذي كان يستمد نوره من عصر الأنوارالذي قاده مجموعة من المفكرين أمثال جون جاك روسو و فولتير و مونتسكيو الذين هم بحق معالم استدل بها كل عقل متمرد باحث عن الحرية و المساواة في نطاق القيم الإنسانية (المتعارف عليها أوروبيا)
هيا معي أخي القارئ لنسقط أوضاع ما قبل تحرر العقل على مشهد رجال التعليم في الجزائر اليوم و لنحاول أن نجد أوجه الشبه لعله يكون باستطاعتنا معالجة القضية بما توصل إليه عبقريوهم الاجتماعيون و المهنيون الذين نجحوا بحق في حل كثير من المشاكل التي لطالما شكلت للعامل الأوروبي نقطة سوداء في حياته العملية طيلة حقبة من الزمن.
1- أولم يعمل رجل التعليم في الجزائر في ظروف قاسية حيث كابد عناء بعد المسافات و مشاكل المواصلات و قلة الإمكانيات و أوضاع المدارس المزرية (لا نوافذ و لا تدفئة و في كثير من الأحايين ينعدم الماء و الغذاء)
2- غياب المتابعة الصحية لرجل التعليم (لقاحات واقية ) كونه معرض لشتى أنواع الأمراض المعدية التي ينقلها التلاميذ
3- غياب الاعتبارات الاجتماعية (قد يبقى معلم ساعات في الطريق ينتظر المواصلات دون أن يلتفت إليه أحد من أصحاب السيارات لكن الأمر يختلف لو تعلق الأمر بشخص آخر)
4- رجل التعليم هو الشخص الوحيد الذي يشتري لوازم العمل من جيبه ( مئزر- محفظة - أقلام - سجلات - دفاتر- أوراق إلخ ) بينما بقية الموظفين توزع عليهم بالمجان و تجدد دوريا
5- رجل التعليم هو الوحيد في الجزائر الذي يعمل بالمفهوم السوسيولوجي للعمل ( و أتذكر جيدا عندما كانت الجزائر ترزخ تحت وطأة فراغ الخزينة في بداية التسعينيات و ارهاصات الحرب الأهلية ، حيث التسيب عم كل ميدان و كادت عجلة العمل أن تتوقف لولا رجل التعليم الذي بقي يواصل عمله رغم ما كان يعيشه المجتمع من ندرة في السلع و اغلاق المؤسسات و توقف الخدمات ، قال أحمد غزالي آنذاك عندما كان رئيس حكومة : في الجزائر القطاع الوحيد الذي لازال يعمل رغم المحن هو قطاع التعليم فقط ( و شهد شاهد من أهلها)
6- رجل التعليم الشخص الوحيد الذي يمارس عليه المدير والمفتش وموظفو المديريات فحولاتهم التي فقدوها في الفراش
إن مواصلة وصف دقائق المشهد المأسوي الذي يعيشه رجل التعليم في الجزائر قد يحيلنا حتما الى استحضار مشاهد الرق عبر تاريخ البشرية قبل أن يتحرر العقل وينعتق الجسد وتجعلنا قادرين على تمييز أوجه الشبه التي هي كثيرة جدا
وبالتالي نجد أنفسنا مضطرين إلى القول بأن رجل التعليم لا زال يعيش فترة ما قبل تحرر العقل وإلا فلماذا لم تبدُ عليه بوادر الرفض والاحتجاج على أوضاعه المهنية والاجتماعية والمادية وهو يشاهد مجموعة من العناصر تستحوذ على حقوقه وتنزع منه حريته تحت طائلة كم هائل من القوانين الزجرية الشبيهة بقوانين مزارع الاقطاعيين في القرون الوسطى.
العقل الأوروبي المتحرر فجر ثورة التكنولوجيا أما عقول ما قبل التحرر فلا زالت تؤمن بقداسة السيد و تمعن في ممارسة طقوس العبودية و جلد الذات
وفي الأخير جاز لنا الكلام لأن نقول هم صنعوا الرقائق الالكترونية التي بها استعبدوا العالم و نحن في المقابل لا زلنا مصرين على الاحتفاظ بالرقيق لممارسة عقدنا السلطوية فشتان بين رقائقهم و رقيقنا

توقيع ب ن أستاذ تعليم متوسط









 


رد مع اقتباس
 

الكلمات الدلالية (Tags)
رجل التعليم الجزائر


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 02:42

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc