السلام عليكم و رحمة الله
أتمنى أولا أن تخفضوا أسلحتكم الموجهة صوبي في هذه الأثناء .. ، حسن شُكرًا.
العنوان كان هكذا أكثر لاستقطاب تلك الفئة بالذات –المذكورة في العنوان-أو الفئة اللتي تتمنى أن تنتمى لتلك الدائرة من الاختصاصات من البراعم اللذين لم يتحصّلو على البكالوريا بعدُ ، فحريّ بالعنوان بعد هذا أن يكون :
أيها الجزائري، حان الوقت لتعيد النظر في أحلامك
كيف يتم استعمال الشاب في بلدنا: ينجح في البكالوريا الأغلبية الساحقة من الأوائل يختارون الطب و غيرها من الاختصاصات ذات المئزر الأبيض ، لماذا؟ لأن المهنة الوحيدة التي رأيناها في صغرنا التي تحضي ربما بالاحترام و الوقار و النقود ، وكيف علمنا هذا ؟ فقط لأننا عندما نمرض نذهب للطبيب، و هي نقطة الالتقاء الوحيدة باحدى التخصصات ذات القيمة الموجودة ،ماذا عن الاختصاصات الأخرى؟ ليس لنا أي احتكاك و لا حتى قصص تُروى لنا -في المدرسة و خارجها- عن ابتكارات تجذبنا عندما كنا صغارا أو نجاح مالي باهر لمدير أعمال أو... حتى أحلامنا تعرّضت لحصار مُجحف طبعا الموضوع يطول ان تكلمنا عن هذا الجانب ..
لا يخفى على أحدكم أن الصيدلة و طب العلاج بالاشعة و طب الاسنان و.. و.. و..، كلها إما متخلفة او إما مقيدةٌ ان لم تكن متخلفة، لماذا لأن طبيب العلاج بالاشعة لا يملك الادوات و المعدات اللازمة لتجريب ولو نصف فكرة ان اراد تطوير شيئ ما أو البحث فيه، و الكيميائي لا تتوفر لديه المحاليل اللازمة و هذا في كل مجالات الكيمياء ، و الفيزيائي ان أراد البحث أيضا لا يكاد يجد شيئا ،من ابسط الأدوات و المعدات إلى اكثرها تعقيدا كالمُسرّعات.. ، كل الكليات التي تنتمي إليها المجالات المذكورة آنفا تُخرِّجُ عقولا فذّة و "مُتمخمخين" لكنّها تبقى رهن العقبات المذكورة سلفا...هته الأدمغة إما أن تبتلع مرارة الواقع و ترضى بالحالة ، و إما أن تشد الرحال إلى الخارج أين تقوم البلدان المتطوّرة بمصّ دم و عقول ابنائنا و تستفيد منها هي وحدها والقصص في هذا كثيرةٌ.
و الآن نأتي للنقطة الحساسة ،بين هذا و ذاك الرابط المشترك بين كل هؤلاء هو اختصاص: الهندسة عليه من الله ما يستحقّ، فهل تعلمون ماللذي يجري في كليات الهندسة –أيضا الرياضيات،..- الآن ؟
قبل هذا فاصل قصير لنتفحّص البيان الموضح في الصورة:
(لحظة تأمُّلٍ) ،و كاستدراك أتمنى ألا تنزعج أخي من التخطيط البياني، فالحقيقة المُرّة خير ألف مرّة من الوهم المريح ، ثم ان لكل قاعدة استثناء، هنلك من مستواه ممتاز لكن لظروف صادفت امتحان البكالوريا خرج من دائرة الجيد أو الإمتياز لا علينا و طبعا كل ما قلته يخضع للطابع العام أي الأغلبية الكبرى.
لنعد إلى النقطة الحساسة اللتي ذكرتها: في كلية الهندسة ضاق المدرسون هناك ذرعا من مستوى الطلبة، حيث هناك حتى نقاط على الحضور –عكس الغياب- و هي تشكل 12.5% من المعدل العام لكل مادة !، في الامتحانات يتفادى المدرسون في الأسئلة الرياضيات كـحساب التكاملات و غيرها رغم أنها من أساسيات الأساس عند المهندس ، لم ؟ لا أحد سينجح ان فُعل ذلك... ذات مرة اعطانا أستاذ درس من 40 صفحة للحفظ فاندلعت الحرب المقدسة الرّابعة: لا يا أستاذ نحيلنا الحفاظة –و كأنهم سيعتمدون على الفهم (...)- أفٍّ ! كلّ هذا يحدث في كليّة التكنلوجيا –هي فقط بعض المقتطفات حتى لا أعكر مزاجكم-، هل أدركتم الآن لماذا في الخارج نرى في نشراتهم طلبة يصنعون روبوتات و أشياء جميلة و لا نرى عندنا إلا الشّهيلي و الهندي ؟
في أمريكا ترتيب الالتحاق بالكليّات : رقم واحد كلية إدارة الأعمال و المال، إثنان كلية الهندسة و التكنلوجيا، ثلاثة كلية الطب و البيولوجيا.
عزيزي المتمخمخ من أطبَّاءَ و صيادلةَ و... ، هل تذكر عندما كنت تدرس في الاكمالية و الثانوية ؟ نعم تذكر، هل تظنّ أن من كان يدرس معك و يتحصّل على معدل 10 و 11 ، قادر على صنع مُسرّع جسيمات فيما بعد، أو مسبار أو محاليل كيميائية تساعدك في بحثك ؟
لا أحب الحلف لكن الموضوع مهم جدا جدا لو تعلمون ...
الله المستعان.
نقد انتقاد تفسير استفسار ، مرحبا بالكلّ.