الاسم والكنية واللقب - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الثّقافة والأدب > منتدى الثّقافة العامّة

منتدى الثّقافة العامّة منتدى تـثـقـيـفيٌّ عام، يتناول كُلَّ معرفةٍ وعلمٍ نافعٍ، في شتّى مجالات الحياة.

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

الاسم والكنية واللقب

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2015-10-03, 21:34   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
lakhdarali66
عضو متألق
 
الصورة الرمزية lakhdarali66
 

 

 
الأوسمة
مميزي الأقسام أحسن عضو لسنة 2013 
إحصائية العضو










افتراضي الاسم والكنية واللقب

الاسم والكنية واللقب


د. محمد عبد المطلب



نعرض اليوم لهذه الثلاثية بوصفها نسقاً ثقافياً احترمه التراث، واحترمته الحداثة غالباً. وقد اهتم الدرس القديم بهذه الثلاثية، فحدَّد معناها، وحدَّد ترتيبها عندما تجتمع في الكلام. وهذه الثلاثية تندرج تحت مصطلح واحد هو: (العَلَم) الذي يعيّن مسمّاه تعييناً مطلقاً دون قيد، مثل: (محمد - عمر - مكة - قطر)، وينقسم إلى هذه الثلاثية في العنوان.

أما الاسم فهو مثل: (خالد وأحمد)، والكنية، ما صُدّر (بأب أو أم، وأخ أو أخت، وعم أو عمة، وخال أو خالة،، مثل: (أبو تمام، وأم كلثوم، وابن ميادة) بشرط أن تكون العلاقة بين الطرفين، هي الإضافة، فليس من الكناية: (ابن لمحمد) و(أخ لعلي).

أما اللقب فهو ما دل على الشخص مع دلالة إضافية تفيد المدح أو الذم، مثل: (الصدّيق والفاروق) في المدح، و(السفّاح والكذّاب) في الذم. والذي أهتم له هنا هو ترتيب هذه الثلاثية عند اجتماعها معاً. وبالنسبة لاجتماع الاسم مع الكنية، يجوز تقديم أحدهما على الآخر، أقول:

(عمر بن الخطاب) أو (ابن الخطاب عمر)، وإذا اجتمع الاسم واللقب، وجب تقديم الاسم، أقول: (عمر أمير المؤمنين) و(هارون الرشيد)، إلا إذا كان اللقب هو الأشهر، جاز تقديمه، مثل: (المسيح عيسى بن مريم). و(السفاح عبد الله) أول خلفاء بني العباس و(المتنبي) أحمد بن الحسين.

واضح من كل هذا أن الثقافة العربية تحتِّم البدء بالعَلَم، سواء كان اسماً أو كنية أو لقباً، وهذا ما حافظت عليه النصوص العربية المقدسة وغير المقدسة، فقد ذكر القرآن الكريم أسماء الأنبياء والمرسلين بالعَلَم مباشرة: (نوح - إدريس - إبراهيم - موسى - عيسى - محمد)، وقد يستخدم القرآن الكنية كما في (أبو لهب)، واللقب كما في (المسيح، وذو القرنين، وفرعون، لقب ملوك مصر).

وبرغم أن الثقافة العربية ثقافة (قَبَلية)، وأن القبيلة تمثِّل مركز الثقل في هذه الثقافة، برغم ذلك حافظت الثقافة على هذا النسق، أي أنها تبدأ بالاسم العَلَم، ثم بعده الأب والجدّ، وتأتي القبيلة في نهاية التعريف بالشخص، وقد عرفت كتب التراث أعلام الشعر على هذا النحو:

(جرير): جرير بن بلال بن عطية بن الخطفي من (يربوع) وينتهي إلى (تميم). (الفرزدق): همام بن غالب بن ناجية، وتنتهي سلسلة آبائه - أيضاً - إلى (تميم). وأصل الآن إلى الذي أستهدفه من كتابة هذا المقال، إذ لاحظت أن كثيراً من كبار الكتّاب وصغارهم، وكثيراً من دارسي الماجستير والدكتوراه يتعمّدون اختراق السقف الثقافي الذي احترمته الثقافة العربية قديماً وحديثاً، وذلك بترك كتابة الاسم العَلَم، والبدء باسم العائلة، أي أنهم يتركون النسق الثقافي العربي إلى النسق الثقافي الغربي الذي يبدأ باسم العائلة في كل التعريفات والتقديمات، بل إن المؤسسات والشركات تحمل دائماً اسم العائلة، أي اسم الشخص الواحد الذي يكون عمادها الذي تنتسب إليه. وامتد هذا النسق من الاقتصاد إلى السياسة والثقافة، وهو المدوَّن في كل المستندات التعريفية: (البطاقة الشخصية وجواز السفر)، ومن ثم تأتي أسماء الرؤساء باسم العائلة: (كندي - نيكسون - بوش - أوباما - تشرشل - ديجول).

فإذا تابعنا الرسائل العلمية في الجامعات العربية، وتابعنا مؤلفات بعض الكتاب، لاحظنا أن الكثير منها يلتزم النسق الغربي في كتابة الأسماء: أي يبدأ باسم الأب، ثم الاسم العَلَم. يكتبون: (عصفور - جابر) في (جابر عصفور)، و(إبراهيم - عبد الله) في (عبد الله إبراهيم)، (والعسكري - أبو هلال) في (أبو هلال العسكري)، و(المسدي - عبد السلام) في: (عبد السلام المسدي).

ويبدو أن هؤلاء وأولئك غاب عنهم أنهم يكتبون نصاً عربياً، ويقدمونه لقارئ عربي. يجب عليهم أن يحترموا نسقه الثقافي وذائقته الصياغية، وأن يبدأوا كتابة الأسماء بالعَلَم، كما هو وارد في المدوّنات التراثية والمعاجم، إذ كان مؤلف الكتاب يعرِّف بنفسه محافظاً على هذا النسق العربي. من مثل التعريف (بابن قتيبة) في مقدمة كتابه: (الشعر والشعراء) بأنه: (أبو محمد عبد الله بن مسلم بن قتيبة). وهكذا معظم المؤلفين، والمؤسف في هذا الاختراق الثقافي أنه لم تكن هناك ضرورة تسوِّغه، أو حاجة تُلجِئ إليه، وإنما هو التقليد الأعمى لكل وافد من الغرب سواء توافق مع الثقافة العربية، أو تنافر معها.










 


رد مع اقتباس
قديم 2015-10-04, 18:12   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
دروب الياسمين
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية دروب الياسمين
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

شكرا جزيلا لك
موضوع جميل










رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
الاسم, واللقب, والكويت


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 20:29

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc