صيام الستة من شوال / موضوع و تعقيب - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الدين الإسلامي الحنيف > القسم الاسلامي العام

القسم الاسلامي العام للمواضيع الإسلامية العامة كالآداب و الأخلاق الاسلامية ...

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

صيام الستة من شوال / موضوع و تعقيب

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2015-07-12, 19:52   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
notajsim
محظور
 
إحصائية العضو










افتراضي صيام الستة من شوال / موضوع و تعقيب

صيام ستة أيام من شوال :
==============
يعتمد رجال الدين الذين يُرغّبون الناس في صيام ستة أيام من شوال على خبر نسب للرسول، ونصه: مَنْ صَامَ رَمَضَانَ ثُمَّ أتْبَعَهُ بِسِتَ مِنْ شَوَّالَ فَكَأنَّمَا صَامَ الدَّهْرَ، أو فَكَأَنَّمَا صَامَ السَّنَةَ كُلَّهَا.
وهذا الخبر لم يرد في كتاب البخاري (194-256 هـ)، وأورده مسلم، (206-261 هـ) وكرره أحمد (164_241 هـ) في مسنده، والترمذي (209-279 هـ) والدارمي (181-255) وأبو داوود (202-275 هـ). وقد ورد الخبر إما عن طريق سعد بن سعيد الأنصاري، الذي ينسب منه الخبر إلى عمر ابن ثابت، ثم إلى أبي أيوب الأنصاري. أو عن طريق سعيد بن أبي أيوب ومنه نسب إلى عمرو بن جابر الحضرمي عن جابر بن عبد الله في عدد من الروايات في مسند أحمد. وعمرو ابن جابر الحضرمي من غلاة الشيعة كما ورد في تاريخ الثقات للعجلي.
وقد أورد مالك ابن أنس (93-179 هـ) في الموطأ خبراً أظهر بجلاء كيف بدأت فكرة صيام ستة أيام شوال بين الناس، وكيف كان موقف رجال دين والناس المتدينين من هذا الصيام، ثم توقعاته في أن هذه البدعة سوف تتحول مع الأيام إلى فضيلة تقرب من الفريضة.
وهذا نص ما ورد في الموطأ: قَالَ يَحْيَىٰ: وَسَمِعْتُ مَالِكاً يَقُولُ فِي صِيَامِ سِتَّةِ أَيَّامٍ بَعْدَ الْفِطْرِ مِنْ رَمَضَانَ إنَّهُ لَمْ يَرَ أَحَداً مِن أَهْلِ الْعِلْمِ وَالْفِقْهِ يَصُومُهَا وَلَمْ يَبْلُغْنِي ذٰلِكَ عَنْ أَحَدٍ مِنَ السَّلَفِ وَإنَّ أَهْلَ الْعِلْمِ يَكْرَهُونَ ذٰلِكَ وَيَخَافُونَ بِدْعَتَهُ وَأَنْ يُلْحِقَ بِرَمَضَانَ مَا لَيْسَ مِنْهُ أَهْلُ الْجَهَالَةِ وَالْجَفَاءِ لَوْ رَأَوْا فِي ذٰلِكَ رُخْصَةً عِنْدَ أَهْلِ الْعِلْمِ وَرَأَوْهُمْ يَعْمَلُونَ ذٰلِكَ. انتهى!
وكتاب الموطأ قام مالك بتأليفه بتكليف رسمي من أحد خلفاء بني العباس وأغلب الظن أنه المنصور الذي طلب منه أن يضع كتاباً للناس يحملهم على الاستشهاد بما جاء فيه من أحاديث وترك ما عداها مما كان منتشراً بين الناس ويتناقلونه من أحاديث. ويعتبر أقدم كتب الأحاديث الموجودة لدينا الآن، وتأليفه سبق تأليف البخاري لكتابه بنحو مئة عام.
وقد بقي موطأ مالك بأحاديثه الأقل من (1000) حديث الكتاب الوحيد للأحاديث المنسوبة للرسول أكثر من نصف قرن. وما إن بدأ البخاري بجمع الأحاديث المنتشرة في عصره وتسامع بذلك الناس حتى انبرى كثيرون غيره لجمع الأحاديث التي يتناقلها الناس في مجالس قصصهم مشافهة. وقد حوت كتب الحديث التي ألفت في تلك الحقبة أحاديث تزيد بعشرات ومئات الأضعاف عما حواه كتاب الموطأ. وهذا يعني أن دخول البدع والتشريعات البشرية للموروث الديني مستمر، وكلما مر الزمن ظهر للوجود أحاديث تعتمد عليها البدع الجديدة، لم يسمع بها الناس في عصور سابقة.
وهو ما ينطبق على بدعة صيام ست من شوال، والتي لم تكن معروفة في القرن الأول ولا بداية القرن الثاني ثم بدأت في الظهور منتصف القرن الثاني كبدعة، عندما ألف مالك الموطأ، وأصبحت فضيلة منذ منتصف القرن الثالث للهجرة. لذا نجد أن البخاري لم ينقل في كتابه أي خبر يُرغٍّبُ في هذا الصيام لأن "أَهْلُ الْجَهَالَةِ وَالْجَفَاءِ" -كما سماهم مالك - لم يلحقوه برمضان بعد.
وأول من أورده كان مسلم، وذلك تحت باب أسماه: باب استحباب صوم ستة أيام من شوال إِتباعاً لرمضان. وهو ما يشير إلى أنه في عصر مسلم انتشر صوم ستة أيام شوال أكثر بين الناس، فأورد مسلم الحديث ولكنه ذكر أنه للاستحباب فقط، مثلما أورد باباً آخر بعنوان: باب استحباب التزوج والتزويج في شوال، واستحباب الدخول فيه. وكأن التزويج في شوال له درجات عند الله أكثر ممن يتزوج في شهر آخر.
ثم تبع مسلم غيره في ذكر حديث استحباب صوم ست من شوال، وأحاديث ظهرت لاحقا، مما جعل رجال دين الذين جاؤا في عصور لاحقة، يعتقدون بأن ورود الخبر في كتب مسلم والترمذي والدارمي وأبي داوود وغيرهم يعني أن الرسول والصحابة قد صاموه بأمر من الله، فصامه "أهل العلم" (رجال الدين) في عصور لاحقة، بعدما كانوا يتكرهونه في عهد مالك، وأوصوا غيرهم بصيامه.
وهكذا صدق حدس مالك، فقد بدأ في زمانه ينتشر بين الناس صيام الستة الأيام من شوال، مع إنكار رجال الدين (أهل العلم) له باعتباره بدعة لم يفعلها السلف، ولكن هذا لم يمنعه من الانتشار.
واليوم، فصيام ستة أيام من شوال يقرب في فضله بين الناس من فضل صيام رمضان، على الأقل في بلاد الحرمين. وينظر إلى الشخص الذي لا يصوم هذه الأيام الستة، على أنه ترك عبادة من العبادات، ولم يعد أحد يجرؤ على القول بأن هذا الصيام بدعة كما قال عنه مالك، وإلا لتعرض للاتهام بالمروق من الدين وحوكم على مقولته.
الشرعة والمنهاج
ابن قرناس








 


آخر تعديل ابو اكرام فتحون 2015-07-12 في 23:43.
رد مع اقتباس
قديم 2015-07-12, 23:41   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
ابو اكرام فتحون
مشرف سابق
 
الصورة الرمزية ابو اكرام فتحون
 

 

 
الأوسمة
أحسن مشرف العضو المميز 1 
إحصائية العضو










افتراضي


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: {من صام رمضان ثم أتبعه ستاً من شوال كان كصيام الدهر} [رواه مسلم وغيره].
قال الإمام النووي - رحمه الله -: قال العلماء: (وإنما كان كصيام الدهر، لأن الحسنة بعشر أمثالها، فرمضان بعشرة أشهر، والستة بشهرين..).
ونقل الحافظ ابن رجب عن ابن المبارك: (قيل: صيامها من شوال يلتحق بصيام رمضان في الفضل، فيكون له أجر صيام الدهر فرضاً).
كما أن صيامها دليل على حب الطاعات، ورغبة في المواصلة في طريق الصالحات.
قال الحافظ ابن رجب - رحمه الله -: (فأما مقابلة نعمة التوفيق لصيام شهر رمضان بارتكاب المعاصي بعده، فهو من فعل من بدل نعمة الله كفراً).


هل صيام ست من شوال مكروه كما يقول بعض العلماء ؟
السؤال:
ماذا ترى في صيام ستة أيام بعد رمضان من شهر شوال ، فقد ظهر في موطأ مالك : أن الإمام مالك بن أنس قال في صيام ستة أيام بعد الفطر من رمضان : أنه لم ير أحداً من أهل العلم والفقه يصومها ، ولم يبلغني ذلك عن أحد من السلف ، وأن أهل العلم يكرهون ذلك ، ويخافون بدعته ، وأن يلحق برمضان ما ليس منه ، هذا الكلام في الموطأ الرقم 228 الجزء الأول .

الجواب:
الحمد لله
ثبت عن أبي أيوب رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( من صام رمضان ثم أتبعه ستاً من شوال فذاك صيام الدهر ) رواه أحمد(5/417) ومسلم (2/822) وأبو داود (2433) والترمذي (1164) .

فهذا حديث صحيح يدل على أن صيام ستة أيام من شوال سنة ، وقد عمل به الشافعي وأحمد وجماعة من أئمة من العلماء ، ولا يصح أن يقابل هذا الحديث بما يعلل به بعض العلماء لكراهة صومها من خشية أن يعتقد الجاهل أنها من رمضان ، أو خوف أن يظن وجوبها ، أو بأنه لم يبلغه عن أحد ممن سبقه من أهل العلم أنه كان يصومها ، فإنه من الظنون ، وهي لا تقاوم السنة الصحيحة ، ومن علم حجة على من لم يعلم .
وبالله التوفيق .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء (10/389)

حكم صيام الست من شوال
السؤال
هل هناك أفضلية لصيام ست من شوال؟ وهل تصام متفرقة أم متوالية؟

الجواب
نعم، هناك أفضلية لصيام ستة أيام من شهر شوال، كما جاء في حديث رسول الله –صلى الله عليه وسلم-:"من صام رمضان ثم أتبعه بست من شوال كان كصيام الدهر" رواه مسلم في كتاب الصيام بشرح النووي (8/56)، يعني: صيام سنة كاملة.
وينبغي أن يتنبه الإنسان إلى أن هذه الفضيلة لا تتحقق إلا إذا انتهى رمضان كله، ولهذا إذا كان على الإنسان قضاء من رمضان صامه أولاً ثم صام ستاً من شوال، وإن صام الأيام الستة من شوال ولم يقض ما عليه من رمضان فلا يحصل هذا الثواب سواء قلنا بصحة صوم التطوع قبل القضاء أم لم نقل، وذلك لأن النبي –صلى الله عليه وسلم- قال:"من صام رمضان ثم أتبعه..." والذي عليه قضاء من رمضان يقال صام بعض رمضان ولا يقال صام رمضان، ويجوز أن تكون متفرقة أو متتابعة، لكن التتابع أفضل؛ لما فيه من المبادرة إلى الخير وعدم الوقوع في التسويف الذي قد يؤدي إلى عدم الصيام.
[فتاوى ابن عثيمين –رحمه الله- كتاب الدعوة (1/52-53)].

شهر شوال كله محل لصيام الست
السؤال
هل يجوز للإنسان أن يختار صيام ستة أيام في شهر شوال ، أم أن صيام هذه الأيام لها وقت معلوم ؟ وهل إذا صامها تكون فرضاً عليه ؟

الجواب
ثبت عن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – أنه قال : " من صام رمضان ثم أتبعه ستًّا من شوال كان كصيام الدهر " خرجه الإمام مسلم في الصحيح ، وهذه الأيام ليست معينة من الشهر بل يختارها المؤمن من جميع الشهر ، فإذا شاء صامها في أوله ، أو في أثنائه، أو في آخره ، وإن شاء فرقها ، وإن شاء تابعها ، فالأمر واسع بحمد الله ، وإن بادر إليها وتابعها في أول الشهر كان ذلك أفضل ؛ لأن ذلك من باب المسارعة إلى الخير ، ولا تكون بذلك فرضاً عليه ، بل يجوز له تركها في أي سنة ، لكن الاستمرار على صومها هو الأفضل والأكمل ؛ لقول النبي – صلى الله عليه وسلم - : " أحب العمل إلى الله ما داوم عليه صاحبه وإن قل " والله الموفق .
[ مجموع فتاوى ومقالات متنوعة لسماحة الشيخ: عبدالعزيز بن باز – رحمه الله- الجزء 15 ص 390]

لا يشترط التتابع في صيام ست شوال
السؤال
هل يلزم في صيام الست من شوال أن تكون متتابعة أم لا بأس من صيامها متفرقة خلال الشهر ؟

الجواب
صيام ست من شوال سنة ثابتة عن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – ويجوز صيامها متتابعة ومتفرقة ؛ لأن الرسول – صلى الله عليه وسلم – أطلق صيامها ولم يذكر تتابعاً ولا تفريقاً ، حيث قال – صلى الله عليه وسلم - : " من صام رمضان ثم أتبعه ستاً من شوال كان كصيام الدهر " أخرجه الإمام مسلم في صحيحه . وبالله التوفيق .
[ مجموع فتاوى ومقالات متنوعة لسماحة الشيخ: عبدالعزيز بن باز – رحمه الله – الجزء 15 ص 391]

المشروع تقديم القضاء على صوم الست
السؤال
هل يجوز صيام ستة من شوال قبل صيام ما علينا من قضاء رمضان ؟

الجواب
قد اختلف العلماء في ذلك، والصواب أن المشروع تقديم القضاء على صوم الست وغيرها من صيام النفل ؛ لقول النبي – صلى الله عليه وسلم - : " من صام رمضان ثم أتبعه ستّاً من شوال كان كصيام الدهر " خرجه مسلم في صحيحه . ومن قدم الست على القضاء لم يتبعها رمضان، وإنما أتبعها بعض رمضان ؛ ولأن القضاء فرض، وصيام الست تطوع ، والفرض أولى بالاهتمام والعناية . وبالله التوفيق .
[ مجموع فتاوى ومقالات متنوعة لسماحة الشيخ: عبدالعزيز بن باز – رحمه الله- الجزء 15 ص 392]

موالاة صيام الست
السؤال
هل صيام الأيام الستة يلزم بعد شهر رمضان عقب يوم العيد مباشرة أو يجوز بعد العيد بعدة أيام؟ على أن تصام متتالية في شهر شوال؟

الجواب
لا يلزمه أن يصومها بعد عيد الفطر مباشرة، بل يجوز أن يبدأ صومها بعد العيد بيوم أو أيام، وأن يصومها متتالية أو متفرقة في شهر شوال حسب ما يتيسر له، والأمر في ذلك واسع، وليست فريضة بل هي سنة.
وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
[اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء (10/391)].

هل يشرع في صيام الست وعليه قضاء من رمضان
السؤال:
هل من صام ستة أيام من شوال بعد شهر رمضان إلا أنه لم يكمل صوم رمضان ، حيث قد أفطر من شهر رمضان عشرة أيام بعذر شرعي ، هل يثبت له ثواب من أكمل صيام رمضان وأتبعه ستاً من شوال ، وكان كمن صام الدهر كله ؟ أفيدونا جزاكم الله خيراً..

الجواب:
تقدير ثواب الأعمال التي يعملها العباد لله هو من اختصاص الله جل وعلا ، والعبد إذا التمس الأجر من الله جل وعلا واجتهد في طاعته فإنه لا يضيع أجره ، كما قال تعالى : ( إنا لا نضيع أجر من أحسن عملاً ) ، والذي ينبغي لمن كان عليه شيء من أيام رمضان أن يصومها أولا ثم يصوم ستة أيام من شوال ؛ لأنه لا يتحقق له اتباع صيام رمضان لست من شوال إلا إذا كان قد أكمل صيامه .
وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
فتاوى الجنة الدائمة 10/392 .

متى يبدأ المسلم بصيام ستة أيام من شوال
السؤال:
متى يُمكن أن أبدا بصيام الستّ من شوال حيث أنه يوجد لدينا إجازة سنوية الآن ؟.

الجواب:
يُمكن الشروع بصيام الستّ من شوال ابتداء من ثاني أيام شوال لأنّ يوم العيد يحرم صيامه ويُمكن أن تصوم الستّ في أيّ أيام شوال شئت وخير البرّ عاجله .

وقد جاء إلى اللجنة الدائمة السؤال التالي :
هل صيام الأيام الستة تلزم بعد شهر رمضان عقب يوم العيد مباشرة أو يجوز بعد العيد بعدة أيام متتالية في شهر شوال أو لا؟

فأجابت بما يلي :
لا يلزمه أن يصومها بعد عيد الفطر مباشرة، بل يجوز أن يبدأ صومها بعد العيد بيوم أو أيام، وأن يصومها متتالية أو متفرقة في شهر شوال حسب ما يتيسر له، والأمر في ذلك واسع ، وليست فريضة بل هي سنة.

وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
فتاوى اللجنة الدائمة 10/391 .

السؤال:
اذا أرادة المرأة اأن تصوم الستة من شوال وعليها عدة أيام قضاء من رمضان فهل تصوم أولا القضاء أم لا بأس بأن تصوم الستة من شوال ثم تقضي ؟

الجواب:
بسم الله الرحمن الرحيم
اختلف العلماء في جواز صيام التطوع قبل الفراغ من قضاء رمضان على قولين في الجملة:
الأول: جواز التطوع بالصوم قبل قضاء رمضان، وهو قول الجمور إما مطلقاً أو مع الكراهة. فقال الحنفية بجواز التطوع بالصوم قبل قضاء رمضان؛ لكون القضاء لا يجب على الفور بل وجوبه موسع وهو رواية عن أحمد.
أما المالكية والشافعية فقالوا: بالجواز مع الكراهة, لما يترتب على الاشتغال بالتطوع عن القضاء من تأخير الواجب.
الثاني: تحريم التطوع بالصوم قبل قضاء رمضان, وهو المذهب عند الحنابلة.
والصحيح من هذين القولين هو القول بالجواز؛ لأن وقت القضاء موسع، والقول بعدم الجواز وعدم الصحة يحتاج إلى دليل، وليس هناك ما يعتمد عليه في ذلك.
أما ما يتعلق بصوم ست من شوال قبل الفراغ من قضاء ما عليه من رمضان ففيه لأهل العلم قولان:
الأول: أن فضيلة صيام الست من شوال لا تحصل إلا لمن قضى ما عليه من أيام رمضان التي أفطرها لعذر. واستدلوا لذلك بأن النبي صلى الله عليه وسلم قال فيما رواه مسلم من حديث أبي أيوب الأنصاري: من صام رمضان ثم أتبعه ستّاً من شوال كان كصيام الدهر. وإنما يتحقق وصف صيام رمضان لمن أكمل العدة. قال الهيتمي في تحفة المحتاج (3/457): ((لأنها مع صيام رمضان أي: جميعه، وإلا لم يحصل الفضل الآتي وإن أفطر لعذر)). وقال ابن مفلح في كتابه الفروع (3/108): (( يتوجه تحصيل فضيلتها لمن صامها وقضى رمضان وقد أفطره لعذر, ولعله مراد الأصحاب, وما ظاهره خلافه خرج على الغالب المعتاد, والله أعلم)). وبهذا قال جماعة من العلماء المعاصرين كشيخنا عبد العزيز بن باز وشيخنا محمد العثيمين رحمهما الله.
الثاني: أن فضيلة صيام الست من شوال تحصل لمن صامها قبل قضاء ما عليه من أيام رمضان التي أفطرها لعذر؛ لأن من أفطر أياماً من رمضان لعذر يصدق عليه أنه صام رمضان فإذا صام الست من شوال قبل القضاء حصل ما رتبه النبي صلى الله عليه وسلم من الأجر على إتباع صيام رمضان ستاً من شوال. وقد نقل البجيرمي في حاشيته على الخطيب بعد ذكر القول بأن الثواب لا يحصل لمن قدم الست على القضاء محتجاً بقول النبي صلى الله عليه وسلم ثم أتبعه ستاً من شوال (2/352) عن بعض أهل العلم الجواب التالي: ((قد يقال التبعية تشمل التقديرية لأنه إذا صام رمضان بعدها وقع عما قبلها تقديراً, أو التبعية تشمل المتأخرة كما في نفل الفرائض التابع لها ا هـ. فيسن صومها وإن أفطر رمضان)). وقال في المبدع (3/52): ((لكن ذكر في الفروع أن فضيلتها تحصل لمن صامها وقضى رمضان وقد أفطر لعذر ولعله مراد الأصحاب، وفيه شيء)).
والذي يظهر لي أن ما قاله أصحاب القول الثاني أقرب إلى الصواب؛ لا سيما وأن المعنى الذي تدرك به الفضيلة ليس موقوفاً على الفراغ من القضاء قبل الست فإن مقابلة صيام شهر رمضان لصيام عشرة أشهر حاصل بإكمال الفرض أداء وقضاء وقد وسع الله في القضاء فقال:﴿ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ﴾ (البقرة: 185)، أما صيام الست من شوال فهي فضيلة تختص هذا الشهر تفوت بفواته. ومع هذا فإن البداءة بإبراء الذمة بصيام الفرض أولى من الاشتغال بالتطوع. لكن من صام الست ثم صام القضاء بعد ذلك فإنه تحصل له الفضيلة إذ لا دليل على انتفائها، والله أعلم.










رد مع اقتباس
قديم 2015-07-12, 23:44   رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
radia rara
عضو محترف
 
الصورة الرمزية radia rara
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

الســلآمــ عليــكم ،بارك الله فــيك على الإفادة
أعانــنا الله،في أمان الله .










رد مع اقتباس
قديم 2015-07-12, 23:53   رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
foxpic
عضو جديد
 
الصورة الرمزية foxpic
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

بارك الله فيك اخي

وجعله في ميزان حسناتك










رد مع اقتباس
قديم 2015-07-13, 00:03   رقم المشاركة : 5
معلومات العضو
okbagsm
عضو مشارك
 
إحصائية العضو










افتراضي

مشكور أخي جزاك لله خير










رد مع اقتباس
قديم 2015-07-13, 09:43   رقم المشاركة : 6
معلومات العضو
عثمان الجزائري.
مؤهّل منتدى الأسرة والمجتمع
 
الصورة الرمزية عثمان الجزائري.
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

إن كراهة الإمام مالك لصيام الأيام الستة من شوال لا تدل على إنكاره صيامها، ولكنه كره ذلك لأسباب أخرى، فصلها ابن عبد البر حيث قال: "لم يبلغ مالكا حديث أبي أيوب على أنه حديث مدني، والإحاطة بعلم الخاصة لا سبيل إليه، والذي كرهه له مالك أمر قد بينه وأوضحه؛ وذلك خشية أن يضاف إلى فرض رمضان، وأن يستبين ذلك إلى العامة، وكان - رحمه الله - متحفظا كثير الاحتياط للدين.
وأما صيام الستة الأيام من شوال على طلب الفضل، وعلى التأويل الذي جاء به ثوبان - رضي الله عنه - فإن مالكا لا يكره ذلك إن شاء الله؛ لأن الصوم جنة، وفضله معلوم لمن ترك طعامه وشرابه وشهوته لله عز وجل، وهو عمل بر وخير، وقد قال الله عز وجل: )وافعلوا الخير( (الحج: ٧٧)، ومالك لا يجهل شيئا من هذا، ولم يكره من ذلك إلا ما خافه على أهل الجهالة والجفاء إذا استمر ذلك، وخشي أن يعدوه من فرائض الصيام مضافا إلى رمضان، وما أظن مالكا جهل الحديث، والله أعلم؛ لأنه حديث مدني انفرد به عمر بن ثابت، وقد قيل: إنه روى عنه مالك، ولولا علمه به ما أنكره، وأظن الشيخ عمر بن ثابت لم يكن عنده ممن يعتمد عليه، وقد ترك مالك الاحتجاج ببعض ما رواه عن بعض شيوخه، إذا لم يثق بحفظه ببعض ما رواه، وقد يمكن أن يكون جهل الحديث، ولو علمه لقال به"










رد مع اقتباس
قديم 2015-07-13, 17:11   رقم المشاركة : 7
معلومات العضو
notajsim
محظور
 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عثمان الجزائري. مشاهدة المشاركة
إن كراهة الإمام مالك لصيام الأيام الستة من شوال لا تدل على إنكاره صيامها، ولكنه كره ذلك لأسباب أخرى، فصلها ابن عبد البر حيث قال: "لم يبلغ مالكا حديث أبي أيوب على أنه حديث مدني، والإحاطة بعلم الخاصة لا سبيل إليه، والذي كرهه له مالك أمر قد بينه وأوضحه؛ وذلك خشية أن يضاف إلى فرض رمضان، وأن يستبين ذلك إلى العامة، وكان - رحمه الله - متحفظا كثير الاحتياط للدين.
وأما صيام الستة الأيام من شوال على طلب الفضل، وعلى التأويل الذي جاء به ثوبان - رضي الله عنه - فإن مالكا لا يكره ذلك إن شاء الله؛ لأن الصوم جنة، وفضله معلوم لمن ترك طعامه وشرابه وشهوته لله عز وجل، وهو عمل بر وخير، وقد قال الله عز وجل: )وافعلوا الخير( (الحج: ٧٧)، ومالك لا يجهل شيئا من هذا، ولم يكره من ذلك إلا ما خافه على أهل الجهالة والجفاء إذا استمر ذلك، وخشي أن يعدوه من فرائض الصيام مضافا إلى رمضان، وما أظن مالكا جهل الحديث، والله أعلم؛ لأنه حديث مدني انفرد به عمر بن ثابت، وقد قيل: إنه روى عنه مالك، ولولا علمه به ما أنكره، وأظن الشيخ عمر بن ثابت لم يكن عنده ممن يعتمد عليه، وقد ترك مالك الاحتجاج ببعض ما رواه عن بعض شيوخه، إذا لم يثق بحفظه ببعض ما رواه، وقد يمكن أن يكون جهل الحديث، ولو علمه لقال به"


.................

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة notajsim مشاهدة المشاركة
صيام ستة أيام من شوال :
==============
يعتمد رجال الدين الذين يُرغّبون الناس في صيام ستة أيام من شوال على خبر نسب للرسول، ونصه: مَنْ صَامَ رَمَضَانَ ثُمَّ أتْبَعَهُ بِسِتَ مِنْ شَوَّالَ فَكَأنَّمَا صَامَ الدَّهْرَ، أو فَكَأَنَّمَا صَامَ السَّنَةَ كُلَّهَا.
وهذا الخبر لم يرد في كتاب البخاري (194-256 هـ)، وأورده مسلم، (206-261 هـ) وكرره أحمد (164_241 هـ) في مسنده، والترمذي (209-279 هـ) والدارمي (181-255) وأبو داوود (202-275 هـ). وقد ورد الخبر إما عن طريق سعد بن سعيد الأنصاري، الذي ينسب منه الخبر إلى عمر ابن ثابت، ثم إلى أبي أيوب الأنصاري. أو عن طريق سعيد بن أبي أيوب ومنه نسب إلى عمرو بن جابر الحضرمي عن جابر بن عبد الله في عدد من الروايات في مسند أحمد. وعمرو ابن جابر الحضرمي من غلاة الشيعة كما ورد في تاريخ الثقات للعجلي.
وقد أورد مالك ابن أنس (93-179 هـ) في الموطأ خبراً أظهر بجلاء كيف بدأت فكرة صيام ستة أيام شوال بين الناس، وكيف كان موقف رجال دين والناس المتدينين من هذا الصيام، ثم توقعاته في أن هذه البدعة سوف تتحول مع الأيام إلى فضيلة تقرب من الفريضة.









آخر تعديل ابو اكرام فتحون 2015-07-13 في 18:06.
رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
البدعة, السبب, الوقوع, بصيام, سؤال


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 13:57

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc