مجرد راي ...سعد بوعقبة
لا أدري ما حقيقة الإدمان على قراءة ما تكتب يا سعد من مؤيديك ومعارضيك!؟
ربما لأنك تتحدث بما نردده في أعماق اللاشعور وتترجمه ليوافق الشعور، أو أنك ببساطة رجل جعلته مهنته غريب الأطوار نزق المزاج وهذا ما يغري القارئ العربي!
لوبال: الجزائر
يا لوبال.. أنا فعلا نزق مهينا ورغم مرور أكثر من 45 سنة في مهنة الصحافة، إلا أنني في ما زلت أطمح إلى أن أصل يوما إلى مستوى أستطيع به أن أقول في العرب ما نفسي أقوله فيهم.. حسب الشاعر المرحوم نزار قباني أقول فيهم العجائب.! لأنهم فعلا قوم العجائب.!
نفسي مثلا أدعو بلا خوف إلى حل الجامعة العربية التي سلمت نفسها إلى قطر والسعودية ومن خلالهما إلى أمريكا وإسرائيل.. وبهذه الجامعة تم تدمير العراق وتدمير ليبيا وتدمير سوريا والدور اليوم على مصر، بعد بلاد الأفغان، ومن إنجازات قطر والسعودية في الجامعة العربية وبالجامعة العربية أنه حتى اجتماعات القمة الشكلية أصبحت لا تعقد.!
نفسي أيضا أكتب بلا خوف وأدعو إلى حل منظمة المؤتمر الإسلامي أو على الأقل تحريرها من قبضة السعودية.. لأن الإسلام الحقيقي لم يعد في هذا البلد.
نفسي أكتب بلا خوف من طيور البطريق وأدعو إلى إجبار السعودية أساسا على تعويض العراق عن الدمار الذي لحق به خلال الحربين الأخيرتين اللتين انطلقتا من الأراضي السعودية ومات بسببها أكثر من 2 مليون عراقي ودمر البلد.. أليست الكويت طالبت بتعويض عراقي على حكاية الاجتياح، فلماذا لا تدفع السعودية وقطر التعويض المطلوب للحرب ضد العراق وضد سوريا وضد ليبيا.؟! ولا أتحدث عن بيع السعودية لفلسطين في بداية القرن الماضي وحروب لبنان والقلاقل في اليمن..
نفسي أن أكتب بلا خوف وأدعو إلى إنهاء حالة وصاية عائلة آل سعود على البقاع المقدسة ووضع حد للمتاجرة السياسية الدينية لهذه العائلة بوصايتها على المقدسات، حتى باتت هذه العائلة تسمح بالحج لمن تشاء وتمنعه عمن تشاء.
في الستينيات والسبعينيات كان أحفاد الخيابرة يخافون من القاهرة ودمشق وبغداد والجزائر.. ولذلك لم يكن لهم أي دور في الجامعة العربية.. ولكن الآن بعد تحطيم بغداد ودمشق وإغراق القاهرة والجزائر في أوحال الإسلام السياسي البائس أصبحت السعودية هي التي تقرر كل شيء بالتنسيق مع البيت الأبيض وتل أبيب والدوحة.!
إنه من باب الدعارة وانتكاسات الحضارة أن يقود الأمة شيخ وله تبنى إمارة. يا لوبال.. لا أعتقد أن هناك من القراء من يمارس في اللاشعور هذا النوع من النزق الذي أتمنى أن يتحول إلى شعورعام ينهي عهد استبداد العائلات بهذه الأمة باسم الدين المغلّف بالقابلية للطحين عند عتبات البقاع المقدسة.