و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته
أحييك أخي على شجاعتك و صدقك لطرح هذا الموضوع و أبشِّرك أخي أنَّها مُجرّد و ساوس شيطانيّة و أنَّ الله سيشفيك منها بإذنه إنَّه هو السَّمِيع العليم و الشّافي من كلِّسُقم ، يقول الله تعالى في محكم تنزيله
وَإِمَّا يَنزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ ۖ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ
تفسير الطبري:
وقوله: ( وَإِمَّا يَنـزغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نـزغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ )... الآية, يقول تعالى ذكره: وإما يلقين الشيطان يا محمد في نفسك وسوسة من حديث النفس إرادة حملك على مجازاة المسيء بالإساءة, ودعائك إلى مساءته, فاستجر بالله واعتصم من خطواته, إن الله هو السميع لاستعاذتك منه واستجارتك به من نـزغاته, ولغير ذلك من كلامك وكلام غيرك, العليم بما ألقى في نفسك من نـزغاته, وحدثتك به نفسك ومما يذهب ذلك من قبلك, وغير ذلك من أمورك وأمور خلقه.
كما حدثنا محمد, قال: ثنا أحمد, قال: ثنا أسباط, عن السديّ( وَإِمَّا يَنـزغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نـزغٌ ) قال: وسوسة وحديث النفس ( فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ ).
حدثني يونس, قال: أخبرنا ابن وهب, قال: قال ابن زيد ( وَإِمَّا يَنـزغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نـزغٌ ) هذا الغضب.
فمن أعلاه علمنا أنّ عدّو الله و عدوِّنا الشيطان الرَّجِيم قد وسوس لخير الأنام محمَّد صلى الله عليه و سلّم و أنّ الله الشَّافي أعطى له و لنا الدّواء ألا و هو الإستعاذة بالله منه
هناك أمور أخرى تطرد الوساوس و تقرِّبنا إلى الله زلفى منها
إسباغ لوضوء و فيه خير و أجر كبير
الإلتزام بقراءة الورد من القرآن و تدبُّر ه، و تأمَّل في قوله تعالى :وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ ۙ وَلَا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلَّا خَسَارًا
و من الحلول أيضاً ذكر الله و الدعاء فإنه مخ العبادة
مصاحبة الصَّالِحِين و الإبتعاد عن جلساء السُّوء لقول رسول الله صلى الله عليه و سلّم " لا تصاحب إلاّ مؤمن و لا يأكل طَعَامِك إلاّ تقي" و قال أيضاً "مثل الجليس الصالح والسوء كحامل المسك ونافخ الكير، فحامل المسك إما أن يحذيك، وإما أن تبتاع منه، وإما أن تجد منه ريحاً طيبة، ونافخ الكير إما أن يحرق ثيابك، وإما أن تجد ريحاً خبيثة" و عليك بالجماعة قال النبي صلى الله عليه وسلم: (البركة في ثلاث: الجماعة، والثريد، والسحور).
الإكثار من النوافل و صوم الإثنين و الخميس و أيام البيض و هيا كلُّنا نتأمل هذا الحديث عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : إن الله قال ( من عادى لي وليا فقد آذنته بالحرب ، وما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إلي مما افترضت عليه ، وما يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه ، فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به ، وبصره الذي يبصر به ، ويده التي يبطش بها ، ورجله التي يمشي بها ، وإن سألني لأعطينه ، ولئن استعاذني لأعيذنه ) رواه البخاري .
قال شيخ الإسلام ابن تيمية عن هذا الحديث : " هو أشرف حديث روي في صفة الأولياء " ، وقال الشوكاني : " هذا الحديث قد اشتمل على فوائد كثيرة النفع ، جليلة القدر لمن فهمها حق فهمها
و أخيراً أنصح إخواني و نفسي أن يتريّثو قبل أن يتفوهّو بشيئ لا يعلمون مدى خطورته و ما يحمِلُ من أذية لأخيهم الذي أتته خواطر و وساوس ليس إلاّ و يطلب النصيحة فإذا تكلّم أحدنا فليقل خيراً،أو ليصمت