مناظرة أبي عبد الرحمن الأذرمي لأحمد بن أبي دؤاد - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الدين الإسلامي الحنيف > قسم الكتاب و السنة

قسم الكتاب و السنة تعرض فيه جميع ما يتعلق بعلوم الوحيين من أصول التفسير و مصطلح الحديث ..

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

مناظرة أبي عبد الرحمن الأذرمي لأحمد بن أبي دؤاد

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2015-12-31, 18:40   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
ريـاض
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي مناظرة أبي عبد الرحمن الأذرمي لأحمد بن أبي دؤاد

مناظرة أبي عبد الرحمن الأذرمي
لأحمد بن أبي دؤاد


دارت مناظرة بين أبي عبد الرحمن عبد الله بن محمد بن إسحاق الأذَرْمي - روى عنه أبو داود والنسائي وعبد الله بن أحمد بن حنبل وغيرهم، ووثقه أبو حاتم والنسائي - وبين أحمد بن أبي دؤاد، في مجلس الخليفة الواثق بالله.

أخرجها الخطيب في تاريخ بغداد، ومن طريقه ابن الجوزي في مناقب الإمام أحمد، وابن قدامة في التوابين، وأخرجها الذهبي في سير أعلام النبلاء، والآجري في الشريعة، وأوردها ابن كثير في البداية والنهاية. وإليك أخير الكريم سياق القصة بطولها، لحسنها وملاحتها:قال الخطيب في تاريخه:
كان هارون الواثق بالله، أشخص شيخا من أهل أذنة للمحنة، وناظر بن أبى دؤاد بحضرته، واستعلى عليه الشيخ بحجته، فأطلقه الواثق ورده إلى وطنه، ويقال: إنه كان أبا عبد الرحمن الأذَرْمي.
أخبرنا بقصته محمد بن أحمد بن رزق أخبرنا أحمد بن سندي الحداد قال: قرئ على أحمد بن الممتنع وأنا اسمع قيل له: أخبركم صالح بن علي بن يعقوب بن المنصور الهاشمي قال:

حضرت المهتدى بالله أمير المؤمنين رحمة الله عليه، وقد جلس للنظر في أمور المتظلمين في دار العامة،
فنظرت إلى قصص الناس تقرأ عليه من أولها إلى آخرها،
فيأمر بالتوقيع فيها، وينشأ الكتاب عليها، ويحرر ويختم، وتدفع إلى صاحبها بين يديه،
فسرني ذلك، واستحسنت ما رأيت منه، فجعلت انظر إليه، ففطن ونظر إلي، فغضضت عنه،
حتى كان ذلك مني ومنه مرارا ثلاثة، إذا نظر غضضت، وإذا شغل نظرت،
فقال لي: يا صالح.
قلت: لبيك يا أمير المؤمنين، وقمت قائما.
فقال: في نفسك منى شيء تريد أو قال تحب أن تقوله ؟
قلت: نعم يا سيدي.
فقال لي: عد إلى موضعك. فعدت
وعاد إلى النظر، حتى إذا قام، قال للحاجب: لا يبرح صالح، وانصرف الناس، ثم أذن لي، وهمتني نفسي، فدخلت فدعوت له،
فقال لي: اجلس. فجلست
فقال: يا صالح، تقول لي ما دار في نفسك، أو أقول أنا ما دار في نفسي أنه دار في نفسك ؟
قلت: يا أمير المؤمنين ما تعزم عليه، وتأمر به.
فقال: أقول أنا أنه دار في نفسي، أنك استحسنت ما رأيت منا، فقلت: أي خليفة خليفتنا إن لم يكن يقول إن القرآن مخلوق.
فورد على قلبي أمر عظيم، ثم قلت: يا نفس هل تموتين قبل أجلك، وهل تموتين إلا مرة، وهل يجوز الكذب في جد أو هزل،
فقلت: يا أمير المؤمنين ما دار في نفسي إلا ما قلتَ.
فاطرق مليا، ثم قال: ويحك اسمع مني ما أقول، فوالله لتسمعن الحق.
فسري عني، وقلت: يا سيدي ومن أولى بقول الحق منك، وأنت خليفة رب العالمين، وابن عم سيد المرسلين من الأولين والآخرين.
فقال: ما زلت أقول أن القرآن مخلوق صدرا من أيام الواثق، حتى

أَقْدَم أحمدُ بن أبي دؤاد علينا شيخًا من أهل الشام من أهل أذنة
فأُدخِلَ الشيخُ على الواثق مقيدًا، وهو جميل الوجه، تام القامة، حسن الشيبة.
فرأيت الواثق قد استحيى منه، ورق له، فما زال يدنيه ويقربه، حتى قرب منه،
فسلم الشيخ فأحسن، ودعا فبلغ وأوجز.
فقال له الواثق: اجلس. فجلس
وقال له: يا شيخ، ناظر بن أبى دؤاد، على ما يناظرك عليه.
فقال له الشيخ: يا أمير المؤمنين، ابن أبى دؤاد يصبو ويضعف عن المناظرة.
فغضب الواثق، وعاد مكان الرقة له، غضبا عليه،
وقال: أبو عبد الله ابن أبي داود يصبو ويضعف عن مناظرتك أنت.
فقال الشيخ: هون عليك يا أمير المؤمنين، ما بك، وايْذَنْ في مناظرته.
فقال الواثق: ما دعوتك إلا للمناظرة.
فقال الشيخ: يا أمير المؤمنين، إن رأيت أن تحفظ علي وعليه ما يقول.
قال: افعل.
فقال الشيخ: يا أحمد، أخبرني عن مقالتك هذه، هي مقالة واجبة داخلة في عقد الدين، فلا يكون الدين كاملا حتى يقال فيه بما قلت ؟
قال: نعم.
قال الشيخ: يا أحمد، أخبرني عن رسول الله صلى الله عليه و سلم حين بعثه الله إلى عباده، هل ستر رسول الله صلى الله عليه و سلمشيئا مما أمره الله به في أمر دينهم ؟
فقال: لا.
فقال الشيخ: فدعا رسول الله صلى الله عليه و سلم الأمة إلى مقالتك هذه ؟
فسكت بن أبى دؤاد.
فقال الشيخ: تكلم.
فسكت.
فالتفت الشيخ إلى الواثق فقال: يا أمير المؤمنين واحدة.
فقال الواثق: واحدة.
فقال الشيخ: يا أحمد، أخبرني عن الله عز و جل حين أنزل القرآن على رسول الله صلى الله عليه و سلمفقال: ﴿ اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا ﴾ كان الله تعالى الصادق في إكماله دينه، أو أنت الصادق في نقصانه، حتى يقال فيه بمقالتك هذه ؟
فسكت بن أبي دؤاد.
فقال الشيخ: أجب يا احمد.
فلم يجب.
فقال الشيخ: يا أمير المؤمنين، اثنتان.
فقال الواثق: نعم اثنتان.
قال الشيخ: يا أحمد، أخبرني عن مقالتك هذه، علمها رسول الله صلى الله عليه و سلم أم جهلها ؟
قال بن أبي داود: علمها.
قال: فدعا الناس إليها ؟
فسكت.
قال الشيخ: يا أمير المؤمنين ثلاث.
فقال الواثق: ثلاث.
فقال الشيخ: يا أحمد فاتسع لرسول الله صلى الله عليه و سلم أن علمها وأمسك عنها كما زعمت، ولم يطالب أمته بها ؟
قال: نعم.
قال الشيخ: واتسع لأبي بكر الصديق، وعمر بن الخطاب، وعثمان، وعلي، رضي الله عنهم ؟
قال بن أبي دؤاد: نعم.
فأعرض الشيخ عنه، وأقبل على الواثق فقال: يا أمير المؤمنين، قد قدمت القول إن أحمد يصبو ويضعف عن المناظرة،
يا أمير المؤمنين، إن لم يتسع لك من الإمساك عن هذه المقالة، ما زعم هذا أنه اتسع لرسول الله صلى الله عليه و سلم ولأبي بكر وعمر وعثمان وعلي، فلا وسع الله على من لم يتسع له ما اتسع لهم، أو قال فلا وسع الله عليك.
فقال الواثق: نعم، إن لم يتسع لنا من الإمساك عن هذه المقالة، ما اتسع لرسول الله صلى الله عليه و سلم وأبي بكر وعمر وعثمان وعلى، فلا وسع الله علينا،
اقطعوا قيد الشيخ. فلما قطع القيد،
ضرب الشيخ بيده إلى القيد حتى يأخذه، فجاذبه الحداد عليه،
فقال الواثق: دع الشيخ يأخذه، فأخذه فوضعه في كمه.
فقال له الواثق: يا شيخ لم جاذبت الحداد عليه ؟
قال: لأني نويت أن أتقدم إلى من أوصي إليه: إذا أنا مت، أن يجعله بيني وبين كفني، حتى أخاصم به هذا الظالم عند الله يوم القيامة،
وأقول: يا رب، سل عبدك هذا، لم قيدني، وروع أهلي وولدي وإخواني بلا حق أوجب ذلك علي.
وبكى الشيخ، فبكى الواثق، وبكينا.
ثم سأله الواثق أن يجعله في حل وسعة مما ناله.
فقال له الشيخ: والله يا أمير المؤمنين، لقد جعلتك في حل وسعة من أول يوم، إكراما لرسول الله صلى الله عليه و سلم، إذ كنت رجلا من أهله.
فقال الواثق: لي إليك حاجة.
فقال الشيخ: إن كانت ممكنة فعلت.
فقال له الواثق: تقيم قبلنا، فننتفع بك وتنتفع بك فتياننا.
فقال الشيخ: يا أمير المؤمنين، إنَّ ردك إياي إلى الموضع الذي أخرجني عنه هذا الظالم، أنفع لك من مقامي عليك،
وأخبرك بما في ذلك: أصير إلى أهلي وولدي فاكف دعاءهم عليك، فقد خلفتهم على ذلك.
فقال له الواثق: فتقبل منا صلة تستعين بها على دهرك.
قال: يا أمير المؤمنين، لا يحل لي، أنا عنها غني، وذو مرة سوي.
فقال: سل حاجة.
قال: أو تقضيها يا أمير المؤمنين.
قال: نعم.
قال: تأذن أن يُخلَّى لي السبيل الساعة، إلى الثغر.
قال: قد أذنت لك.
فسلم عليه وخرج.
قال صالح بن علي: قال المهتدى بالله: فرجعت عن هذه المقالة، وأظن أن الواثق قد كان رجع عنها، منذ ذلك الوقت. انتهى من تاريخ بغداد.

تاريخ بغداد للخطيب البغدادي

المصدر








 


رد مع اقتباس
قديم 2015-12-31, 18:43   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
ريـاض
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي

و هنا تعليق الشيخ ابن عثيمين رحمه الله تعالى على القصة في شرحه للمعة الاعتقاد



مُنَاظَرَةٌ جَرَت عندَ خَلِيفَةٍ بينَ الأَدْرَمِيِّ وصاحِبِ بدعَةٍ :
لم أَطَّلِعْ على تَرْجَمَةٍ للأَدْرَمِيِّ ومَنْ مَعَهُ ، ولا أعْلَمُ نوْعَ البدعةِ المذكورةِ (4) ، والمهِمُّ أن نَعْرِفَ مَراحِلَ هذه المناظَرَةِ ؛ لنَكْتَسِبَ منها طريقًا لكيفيَّةِ المناظَرَةِ بينَ الخصومِ ، وقدْ بَنَى الأَدْرَمِيُّ - رحِمَهُ اللهُ - مناظَرَتَهُ هذه على مراحِلَ ؛ ليَعْبُرَ مِنْ كلِّ مرْحَلَةٍ إلى التي تليها حتَّى يُفْحِمَ خَصْمَهُ.

المرحلةُ الأولَى:

العِلْمُ ، فقدْ سأَلَهُ الأَدْرَمِيُّ : هلْ عَلِمَ هذه البدعةَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ وخلفاؤُهُ ؟ قالَ البِدْعِيُّ : لم يعلمُوها .
وهذا النَّفْيُ يَتَضَمَّنُ انْتِقَاصَ النبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ وخلفائِهِ ؛ حيثُ كانوا جاهلينَ بما هوَ مِنْ أهمِّ أمورِ الدِّينِ ، ومعَ ذلكَ فهوَ حُجَّةٌ على البِدْعِيِّ إذا كانوا لا يَعْلَمُونَهُ ، ولذلكَ انْتَقَلَ بِهِ الأَدْرَمِيُّ إلى:
المرحلةِ الثانيَةِ:

إذا كانُوا لا يَعْلَمُونَها ، فكيفَ تَعْلَمُها أنْتَ ؟ هلْ يُمْكِنُ أنْ يَحْجُبَ اللهُ عنْ رسولِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ وخلفائِهِ الراشدينَ عِلْمَ شيءٍ من الشريعةِ ويَفْتَحَهُ لكَ ؟ فتراجَعَ البِدْعِيُّ وقالَ : أقولُ : قدْ عَلِمُوها ، فانْتَقَلَ بِهِ إلى :
المرحلةِ الثالثةِ:

إذا كانوا قدْ عَلِمُوها، فهلْ وَسِعَهم - أيْ: أمْكَنَهم - أنْ لا يَتَكَلَّمُوا بذلكَ ولا يَدْعُوا الناسَ إليهِ أمْ لم يَسَعْهم ؟
فأجابَ البِدْعِيُّ بأنَّهُم وَسِعَهم السكوتُ وعدمُ الكلامِ ، فقال لهُ الأَدْرَمِيُّ : فشيءٌ وَسِعَ رسولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ وخلفاءَهُ لا يَسَعُكَ أنتَ ؟! فانْقَطَعَ الرجلُ وامْتَنَعَ عن الجوابِ ؛ لأنَّ البابَ انْسَدَّ أمامَهُ .
فصوَّبَ الخليفةُ رأيَ الأَدْرَمِيِّ وَدَعا بالضيقِ على منْ لم يَسَعْهُ مَا وَسِعَ النبيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ وخُلَفَاءَهُ .
وهكذا كلُّ صاحِبِ باطِلٍ مِنْ بدعَةٍ أوْ غيرِها ، فلا بدَّ أنْ يكونَ مآلُهُ الانقطاعَ عن الجوابِ .


تعريفات
(4) أما الأدرمي فالصواب أنه : الآذرمي ـ بالمد والذال المعجمة ـ وهو أبو عبد الرحمن عبد الله بن محمد الآذرمي ، وهو صاحب القصة كما تراه في ( تاريخ بغداد ) للخطيب (10/77 ـ 78) و(مناقب أحمد)لابن الجوزي (ص 436) و (تهذيب التهذيب) (6/5) .
وأما مناظره فهو : أحمد بن أبي دؤاد الداعية إلى خلق القرآن كما في (تاريخ الخطيب) (10/75).
وأما الخليفة الذي حضر المناظرة فهو : الواثق بالله هارون بن المعتصم بالله محمد بن هارون الرشيد من خلفاء بني العباس ، وكأنها كانت سبب توبته من هذه المقالة كما يعلم من (كتاب التوابين)لابن قدامة ـ صاحب (اللمعة) ـ (ص194).
وأما البدعة التي جرت المناظرة بسببها فهي : بدعة القول بخلق القرآن

منقول من المصدر السابق









رد مع اقتباس
قديم 2016-01-01, 08:46   رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
kadrad2002
عضو مشارك
 
إحصائية العضو










افتراضي

مناظرة أبي عبد الرحمن الأذرمي و شكرا اخي










رد مع اقتباس
قديم 2016-01-11, 18:51   رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
ريـاض
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة kadrad2002 مشاهدة المشاركة
مناظرة أبي عبد الرحمن الأذرمي و شكرا اخي
بارك الله فيكم









رد مع اقتباس
قديم 2016-01-11, 20:40   رقم المشاركة : 5
معلومات العضو
عثمان الجزائري.
مؤهّل منتدى الأسرة والمجتمع
 
الصورة الرمزية عثمان الجزائري.
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

جزاكم الله خيرا










رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
لأحلى, مناظرة, الأذرمي, الرحمن, جواد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 22:13

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc