موضوع مميز ۞ أفكار وافدة ۞ - الصفحة 2 - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > خيمة الجلفة > الجلفة للمواضيع العامّة

الجلفة للمواضيع العامّة لجميع المواضيع التي ليس لها قسم مخصص في المنتدى

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

۞ أفكار وافدة ۞

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2018-09-26, 22:52   رقم المشاركة : 16
معلومات العضو
سَامِيَة
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة طاهر القلب مشاهدة المشاركة
ببساطة يمكن وصفها بالعولمة في صورتها الثقافية ...
ثمّ ما لحقها من آثار على إمتداد الأجيال
ولعل ما حققه الإعلام بكل أشكاله
لم تحققه ترسانة الأسلحة الفتاكة.
شكرا على الطرج القيّم
أن نجد إعلاما غربيا يعزز من نشر قيم معينة أمر عادي ولكن أن نجد وسائل إعلامية لمجتمع واحد ذو قيم واحدة تستورد أي شيئ وتروج لأي شيء بغية المتاجرة والتنافس فذاك ما يجعلنا فعلا نحتار أين المشكلة أهو جهل أم ماذا ؟!
جزاكم الله خيرا.








 


رد مع اقتباس
قديم 2018-09-27, 00:04   رقم المشاركة : 17
معلومات العضو
صَمْـتْــــ~
فريق إدارة المنتدى ✩ مسؤولة الإعلام والتنظيم
 
الصورة الرمزية صَمْـتْــــ~
 

 

 
الأوسمة
المشرف المميز المشرف المميز 2014 وسام التقدير لسنة 2013 وسام المشرف المميّز لسنة 2011 وسام أفضل مشرف وسام القلم الذهبي لقسم القصة 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سَامِيَة مشاهدة المشاركة
توظيف في محله ذاك المثال الذي قدمته؛بل واظيف أنه قد يتعدى ذلك لأن التربة إن لم يغرس فيها ما ينفع ستكون أرضا خصبة للأعشاب الضارة
بتناولك أختي لقضية الملبس تذكرت قراءتي مرة لتساؤل مفاده :
لما في سنين مضت لباس الأميرات والملكات في المملكات الغربية دائما نراه لباس بعيدا عن العري والتعري؟ يكاد يغطي كامل الجسم.. لماذا يرتبط ذاك الزي بالملكة أو الاميرة !! أليس لأن مكانة المرأة بحد ذاتها تفرض عليها ذاك الرقي في الملبس !!
تسعدنا عودتك..
السّلام عليكم


من وجهة نظري أقول ربّما لأنّ اللّباس الطّويل آنذاك كان يعبّر عن المستوى الاجتماعي الرّاقي..
أو لأنّ ثوب الأميرة الطّويل يعبّر عن الجمال والحصانة وربّما الكمال

ولو عُدنا لواقع الحال ..فسوف نجد -صراحةً- أنّ اللّباس الطّويل يُبدي المرأة أكثر جمالا ويعطيها هيبة أكبر

دونا عمّا يحقّقه لها اللّباس الإسلامي المحتشم

في حين أنّنا نرى لباساً مصنوعاً من خيوطِ الغرابةِ، ينطق بحقيقةِ ما يُبديهِ من خضوعٍ للأجساد

وقبلاً خضوعٌ للعقول التي تحرّكها!

ومن المحزن أنّها تُدرج ضمن (الحريّة الشخصيّة.. وثقافة العصر)
والهدف التحرُّرْ الخليع بعيدا عن أسوار الدّين الإسلامي الذي ينادي بالسِّتر تحقيقا للجمال الحقيقي.

نسأل الله الهداية..
ولي عودة اخرى بمشيئة الله











آخر تعديل صَمْـتْــــ~ 2018-09-27 في 00:09.
رد مع اقتباس
قديم 2018-09-27, 14:59   رقم المشاركة : 18
معلومات العضو
صَمْـتْــــ~
فريق إدارة المنتدى ✩ مسؤولة الإعلام والتنظيم
 
الصورة الرمزية صَمْـتْــــ~
 

 

 
الأوسمة
المشرف المميز المشرف المميز 2014 وسام التقدير لسنة 2013 وسام المشرف المميّز لسنة 2011 وسام أفضل مشرف وسام القلم الذهبي لقسم القصة 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سَامِيَة مشاهدة المشاركة

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

(1) [ الثقــــة بالنفـــس ] ؟


تبدوا جملة بريئة ومسالمة ويرسم لها الخيال في الذهن صورة جميلة؛ فهي صورة الإنسان الماشي بخطوات ثابتة، كيف لا وهو يثق في نفسه !! صورة الصامد في وجه الأعاصير والمتفائل رغم الصعاب والذي ينهض بعد كل كبوة..مما يجعل كل واحد فينا يطمع لامتلاكها وكل واحد يعول عليها في تغيير واقعه..

قبل أن نكمل دعونا نتأمل النصوص التالية :

ï´؟ يا أيها الناس أنتم الفقراء إلى الله والله هو الغني الحميد ï´¾ فاطر (1)
ï´؟ ولا تقولن لشيء إني فاعل ذلك غدا إلا أن يشاء الله ï´¾ الكهف (23)
ï´؟ إياك نعبد وإياك نستعين ï´¾ الفاتحة (5)

ولنتأمل هاته الادعية :

[ اللهم إني أبرأ من حولي وقوتي إلى حولك وقوتك ]
[ للهم لا تكلني إلى نفسي طرفة عين أو أقل من ذلك فأهلك ]

نرى هنا أن النفس تتربى على أن تعترف بعجزها وتُقِرْ بضعفها ولكنها لا تقف عند حدود هذا الإعتراف فتعجز وتُحبَطَ وإنما تطلب قوتها من ربها وتتذلل إليه حتى يمكنها مما تريد،هذه هي الطريقة الإسلامية في التعامل مع النفس؛منهجها في ذلك غير منهج قارون الذي يقول [ إنما أوتيته على علم عندي ] منهجها منهجٌ يتبرأ صاحبه من أن يكون منازعا لعظمة ربه ومشيئته، منهج لا يتوافق مع منهج القوة الذي يقول زعيمهنيتشه [ سنخرج الرجل السوبرمان الذي لا يحتاج إلى فكرة الإله ] منهج يصادم منهج من يقولون [ أنا أستطيع،أنا قادر..]

صحيح ربنا قال [ وأنتم الأعلون ] ولكن قال بعدها إن [ إن كنتم مؤمنين ]
لا يجب أن يشتبه علينا هنا قول المصطفى [ المؤمن القوي خير من المؤمن الضعيف ] فالمؤمن القوي ليس قوي من نفسه ولا لمقومات شخصيته ولا بتدريباته [ فصفة الإيمان سبقت صفة القوة ] والإيمان لا يتحقق إلا من خلال الإستعانة بالله ؛ وقد قال الحبيب [ استعن بالله ولا تعجزن ] ولم يقل ثق في نفسك فأنت تستطيع بل أستعن أولا وخذ بالأسباب ثانيا وإن لم يقدر لك أمر فتلك مشيئة الله وليس قصورا في شخصيتك وذاتك.

مما سبق يمكن ان نقول بان الايمان الكلي بشعار الثقة بالنفس لوحده قد
يؤدي مع الوقت إن رافقته نتائج إيجابية لمن يأخذون الأمور بسطحية إلى الإخلال بمعاني العبودية وتمجيد للنفس البشرية بطريقة - دس السم في العسل - ومن خلال أفكار الحادية محضة..

فأي سعادة ونجاح هذا !!!


تسعدنا تدخلاتكم.
السلام عليكم

أختي الكريمة، أوافقك الرّأي..


حي أنّ ديننا يدعونا لأن نحسن الظنّ بخالقنا –في كلِّ ما قدّرَه الله لنا-

وإحسانُ الظنّ بربّنا -جلّ وعلا- يكون ظنَّ العاقلِ، المتيقِّنِ في أنّه سبحانه لا يريدُ لنا وبنا إلاّ خيرا.

وبالتالي هي الثّقةُ في اللهِ التي تسبقُ ثقتنا في أنفُسِنا..ولا يمكن تحقيق هذه الأخيرة إلاّ بتحقيقِ الأولى.

إن فكّرنا بهذه الطّريقة فسنثبُتُ حتما على المعنى السّليمِ لثقةِ العبد بنفسِه، المستمدّةِ من شعورِنا

السرمديِّ بأنّ لنا سندا بهذه الحياة يدعمُنا ويوجّه خُطانا نحو برِّ الأمان..

ومن هذا الباب تكون مواجهتنا لحالات الضّعفِ التي تعترينا بتجديدٍ لعزيمتنا،

وشحذٍ لقوانا، معتمدين في ذلك على التوكّل على اللهِ ثمّ اتّخاذِ الأسباب..طالبين التّوفيقَ منه.

فالصّلاةُ صلةٌ بين العبد وخالقه، تقرّبه منه وتجعلُ مطالبه بين يديِّ المحيطِ بالسّرائر

والدّعاءُ سبيلٌ للتقرّبِ منه والتودّدِ إليه،..
والاستغفارُ سبيلٌ لنيلِ عفوِه وكلاهما يخفّفان وطأ البلاء متى نزل

ويعظّمان في النّفسِ المبتلاة ثقتها في عظيمِ الشّأنِ جلّت قُدرتُه.

وهذا قليلٌ من كثيرٍ..

وخلاصة القولِ فيما أسلفتُ الذّكر، أنّ ثقتنا في أنفُسِنا لا تُحقِّقُ حكمتَها وعظيم فوائدِها،

ولا تسمنا من جوهرَها إلاّ بعودتنا إلى ديننا في كلِّ أمورِنا..

==

لكنّ أعداءَ الدّينِ –من جانبٍ آخرَ- يدعون [للثّقةِ بالنّفسِ تخصيصاً] هدفها
إخضاعُ النّفسِ لهواها تحرُّراً بين مغرياتِها..
فيفصِلونها عمّا يعزِّزُ إيمانها.
-----
لأجيبكِ أن لا سعادةَ تُحصّلُ دون استعانتنا باللهِ، ثمّ سيرِنا في سبيلِ تحصيلِ

ما قدّرَه الله لنا، عن طريق الاجتهادِ والبذلِ والعطاءِ،

وعن يقينٍ أنّه خيرٌ وتوفيقٌ منه سبحانه.


تقديري لكلّ الأكارم الذيم مرّوا من هنا...









آخر تعديل صَمْـتْــــ~ 2018-09-27 في 15:04.
رد مع اقتباس
قديم 2018-09-27, 15:01   رقم المشاركة : 19
معلومات العضو
سَامِيَة
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة آمال الجزائريّة مشاهدة المشاركة
السّلام عليكم


من وجهة نظري أقول ربّما لأنّ اللّباس الطّويل آنذاك كان يعبّر عن المستوى الاجتماعي الرّاقي..
أو لأنّ ثوب الأميرة الطّويل يعبّر عن الجمال والحصانة وربّما الكمال

ولو عُدنا لواقع الحال ..فسوف نجد -صراحةً- أنّ اللّباس الطّويل يُبدي المرأة أكثر جمالا ويعطيها هيبة أكبر

دونا عمّا يحقّقه لها اللّباس الإسلامي المحتشم

في حين أنّنا نرى لباساً مصنوعاً من خيوطِ الغرابةِ، ينطق بحقيقةِ ما يُبديهِ من خضوعٍ للأجساد

وقبلاً خضوعٌ للعقول التي تحرّكها!

ومن المحزن أنّها تُدرج ضمن (الحريّة الشخصيّة.. وثقافة العصر)
والهدف التحرُّرْ الخليع بعيدا عن أسوار الدّين الإسلامي الذي ينادي بالسِّتر تحقيقا للجمال الحقيقي.

نسأل الله الهداية..
ولي عودة اخرى بمشيئة الله


وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
الكمال بمعنى منتهى الجمال والأناقة والتقدير وقد يعبر عن طبع فطري فالإنسان بطبعه يحب الستر وربنا يقول ( يا بني آدم قد أنزلنا عليكم لباسا يواري سوءاتكم وريشا ولباس التقوى خير ) الأعراف (26)
[ اللباس الطويل يبدي المرأة أكثر جمالا وأكثر هيبة ] أوافقك في هذه وقد أضيف إليها بأنه يعزز ويعمق من احترامها وتقديرها لذاتها واثباتا لقدراتها بعيدا عن إيحاءات الأنوثة؛ ولعلنا هنا نلاحظ بأنها كيف من خلال التعري وإظهار المفاتن أصبحت متهمة بنيل وظائف بغير استحقاق إلا لأنها بشكل أنثى..
اللهم آمين
نتشرف بعودتك. .









رد مع اقتباس
قديم 2018-09-27, 16:08   رقم المشاركة : 20
معلومات العضو
صَمْـتْــــ~
فريق إدارة المنتدى ✩ مسؤولة الإعلام والتنظيم
 
الصورة الرمزية صَمْـتْــــ~
 

 

 
الأوسمة
المشرف المميز المشرف المميز 2014 وسام التقدير لسنة 2013 وسام المشرف المميّز لسنة 2011 وسام أفضل مشرف وسام القلم الذهبي لقسم القصة 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة على صهوة الخيال مشاهدة المشاركة
خلاصة فكرتي: الأخذ بالأسباب يلحقه التوفيق وتأييد الله لعباده

السّلام عليكم


بالنّظر للفكرة على أنّ /الأخذ بالأسباب/ لدى المؤمنِ لا يكون إلاّ /بتوكّلهِ على الله
هذا الأخير الذي يصِلُ الأخذ بالأسبابِ /بثقةِ المؤمنِ بربّهِ/
فسنعتبرها /صائبةً/ ولا تحتاجُ ربّما إلاّ لبعض الضّبط.
---
كيف ومن يُهملُ الأسبابَ عمدا، يُعطِّلُ ما قد سخَّرَ الله له لنيْلِ غايتِه (فيكون بذلك متقاعِساً،
غير مقبلٍ بثقةٍ في اللهِ، ومخالفاً لدعوته سبحانه ودعوة رسوله الكريم في الأخذِ بالأسباب)
=========================

وعليه يمكن للمرء منّا أن ينتظر توفيق الله له في أمرٍ بادرَ بالعملِ والاجتهادِ من أجل نيله،
إن سبِّق في ذلك (ثقته التامّة) في خالقه
(أنّه إن توكّل عليه، وأخذ بالأسبابِ اجتهادا وثباتا، أكرمه الله بتوفيقه).


أي/ الثقة في الخالق/ ثمّ التوكّل عليه (عن ثِقة + أخذا بالأسباب)/ فتوفيق الله بتحقيقِ مشيئته.

رأيي..مع احترامي لآرائِكم













آخر تعديل صَمْـتْــــ~ 2018-09-27 في 16:14.
رد مع اقتباس
قديم 2018-09-27, 23:16   رقم المشاركة : 21
معلومات العضو
أمير جزائري حر
الأَديبُ الحُرّ
 
الصورة الرمزية أمير جزائري حر
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

السلام عليكم سيّدة سامية. أرجو أنّ في مداخلتي هذه صلة بما سبق من مداخلات لكِ وللسيدة آمال الجزائرية.


السيدة سامية

قلتِ: نحنُ أشرنا إلى ضرورة تعزيز الثّقة بالنّفس بـ: الاستعانة بالله

-------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------

ردّي: هذا الكلام لا غبار عليه وأتفق معك 100% فتعزيز الثّقة بالنفس يعني أنها موجودة [ورصدنا لها كلّ مقوماتها] ثُمّ طلبنا التوفيق والسّداد والعون من الله ليتم الأمر على أحسن وأكمل وجه. ومن لم يفعل ذلك فسيكِلُهُ الله لنفسه وقد يُوفَّقُ وينجح وقد لا ينجح. فالله عز وجلّ لا يتدخّل [دائما] في كل شؤون البشر بل يكِلهم لأنفسهم وسُنن الحياة [الّتي هي سُننهُ سبحانه وتعمل عملها مع الخلق بحيادية تامّة]. ولتوضيح هذه الفكرة الأخيرة نضرب مثلا لمباراة في كُرة القدم بين فريقين [غير مسلمين أو مسلمين ؟؟]، فهل سيفرقُ الحال؟ هل سيتدخّل الله سبحانه وتعالى لترجيح كفّة الفوز لفريق ضِدّ آخر ؟ أليس من العبثيّة أن يعتقد بعضهم ذلك ؟ تجدين بعضهم يدعو بالنصر لبني وطنه ويصرخ بأعلى صوته: يا رب انصر بلادستان (حتّى لا أُشَخِّصَ ويغضب مني بعض بني أوطاننا العربية)، وبعضهم يُسارع للسّجود الجماعيّ بعد تسجيل هدف في مرمى مُنافسه المسلم مثله، يسجُد سجود الشّكر وكأنّه حقّق انتصارا على إسرائيل. أليس هذا اعتقادا فاسدا وممارسة فيها اعتداء على الله تعالى عن ذلك علوّاً كبيرا.



-------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------

قلتِ: نحن ركّزنا على الاستعانة بقدرة الله على أن يقول للشيء كُن فيكون ثُمّ [الأخذ بالأسباب]

ردّي: الأمر هنا كما تتصورينه سيدتي هو وضع مقلوب للواقع ومعاكسة لسنن الكون. والوضع الصّحيح هو ما شرحته آنفا في مداخلتي ولعلّه لم يكن واضحا بما فيه الكفاية. لذلك تفضّلي هذه الآيات وتمعّني فيها:

وردت كلمة (عمل) بمختلف صيغها في القرآن الكريم 358 مرّة وهذه بعضها على سبيل المثال لا الحصر:

(وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَىاللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ وَسَتُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ) /التوبة – الآية 105.
ثُمَّ جَعَلْنَاكُمْ خَلَائِفَ فِي الْأَرْضِ مِنْ بَعْدِهِمْ لِنَنْظُرَ كَيْفَ تَعْمَلُونَ 14 يونس
وَلَا تَطْغَوْا إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ112 هود

ومدار الآيات في عمومها هو وضع الإنسان بين قطبين: الحريّة والمسؤولية؛ فيعمل ما يشاء [بمطلق الحريّة] لكن عليه أن يستشعر مقام ( المراقبة) وبأنّه مؤاخذٌ بما يقدمه من عمل [أقوالا وأفعالا] ، فالمؤمن يعمل ثُمّ يطلب (وينتظر) التوفيق، كذلك الفلاح الذي يزرع ويحرث ثُمّ ينتظر لذلك قال تعالى:

( أفرأيتم ما تحرثون أأنتم تزرعونه أم نحن الزّارعون ...الخ الآية )

ومثله من يطلب الولد والنسل، يتزوج ويقوم بأسباب ذلك وينتظر ولذلك قال تعالى:

(أفرأيتم ما تُمنُون أأنتم تخلقونه أم نحن الخالقون)

والمجال واسع للأمثلة: نعمل ثُمّ نتوكّل = نرجو من الله العون والسّداد. والاستخارة أيضا مثال جيّد لهذه الثنائية: العمل –التوكّل.



-------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------


وقلتِ: بأنّ الله إنّما يُخاطب المؤمنين في الآيات التي سُقتها في مداخلتي السابقة
وضربتِ مثلا بموسى عليه السّلام وقوله: (إنّ معي ربّي سيهدين)

ردّي: نعم أصبتِ فإنّ الله يُخاطب المؤمنين لأنهم هم المعنيون بحمل هذا المنهج وهم أحسن من يفقهه ويعمل به. وأمّا غير المؤمنين [النّاس أو الإنسان كما جاء في الخطاب القرآني] فللقرآن معهم شأن آخر هو شأن الدّعوة إلى التّأمّل في الكون وآيات الله وسننه في الخلق. لكن لاحظي قول موسى عليه السّلام: إن معي ربّي ؟؟؟ هو يثير هنا مسألة في غاية الأهمية وهي ( المَعِيّة الإلهية) وانتبهي جيّدا إلى دقّة القرآن وإحكامه فموسى عليه السّلام لم يقل: إنّ الله سيهديكم وسيُنجّيكم ولم يسحب نفسه من المشهد، بل له حضور قويّ وهو رسول من أولي العزم من الرّسل ولا يمكن لمثله إلا أن يكون الله معه. ولذلك صار يوم عاشوراء يوما تصومه أمّة محمّد إلى يوم الدّين لما فيه من دلالة عظيمة. والآيات التي تناولت المعيّة كثيرة ويمكنك البحث عن معانيها في السنّة أيضا لتتّضح لكِ الصّورة ؟ مع من يكون الله عزّ وجلّ ؟ والجوابُ واضح: هو يكون مع الذين أخذوا بكلّ الأسباب وعلى رأسهم أنبياؤه وأولياؤه ومن الآيات في ذلك المعنى السّامي:

(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ)/ البقرة – الآية 153. أي: إن الله مع الصابرين بعونه وتوفيقه وتسديده

(فَلَمَّا فَصَلَ طَالُوتُ بِالْجُنُودِ قَالَ إِنَّ اللّهَ مُبْتَلِيكُم بِنَهَرٍ فَمَن شَرِبَ مِنْهُ فَلَيْسَ مِنِّي وَمَن لَّمْ يَطْعَمْهُ فَإِنَّهُ مِنِّي إِلاَّ مَنِ اغْتَرَفَ غُرْفَةً بِيَدِهِ فَشَرِبُواْ مِنْهُ إِلاَّ قَلِيلاً مِّنْهُمْ فَلَمَّا جَاوَزَهُ هُوَ وَالَّذِينَ آمَنُواْ مَعَهُ قَالُواْ لاَ طَاقَةَ لَنَا الْيَوْمَ بِجَالُوتَ وَجُنودِهِ قَالَ الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُم مُّلاَقُو اللّهِ كَم مِّن فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللّهِ وَاللّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ) /البقرة – الآية 249. أي والله مع الصابرين بتوفيقه ونصره, وحسن مثوبته.
(وَأَطِيعُواْ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَلاَ تَنَازَعُواْ فَتَفْشَلُواْ وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُواْ إِنَّ اللّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ) / الأنفال – الآية 46. أي إن الله مع الصابرين بالعونوالنصروالتأييد, ولن يخذلهم.

(الْآَنَ خَفَّفَ اللَّهُ عَنْكُمْ وَعَلِمَ أَنَّ فِيكُمْ ضَعْفًا فَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ مِئَةٌ صَابِرَةٌ يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ وَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ أَلْفٌ يَغْلِبُوا أَلْفَيْنِ بِإِذْنِ اللَّهِ وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ) / الأنفال – الآية 66. أي بتأييده ونصره.



-------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------


وقلتِ أيضا بأنّ موسى عليه السّلام لم يقل: أنا أثقُ بنفسي فأنا الرّسول ...الخ.

ردّي: وهل اعتداد النّبي أو الرّسول بنفسه فيها ضير ؟ ألم يثبت في البُخاريّ أن النبي صلّى الله عليه وسلّم في غزوة حنين لما تفرّق عنه أصحابه وفرّ من فرّ من هول المعركة وبقي معه نفر قليل، قال: (أنا النّبِيُّ لا كذب -- أنا ابن عبد المُطّلب... !)، واعتبره العلماء من كمال الأخلاق والنهاية في الشّجاعة. وقد ثبت عنه صلى الله عليه وسلّم أنه قال: (أنا سيّد ولد آدم ولا فخر).فللأنبياء مقام وحال غير حال عامّة النّاس، ولا عجب إن كانوا أشدّ النّاس بلاءً.


-------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------
وقلتِ: بل أقرّ بضعفه (إلى الله) أوّلا.


ردّي: في هذه لا أر بأساً. لا مانع من أن أُظهر ضعفي طمعا في فضل الله فمن تواضع لله رفعه.
-------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------
وقلتِ بأنّ الدعوة إلى: ( قوة النفس أو الثقة بالنفس) قد تؤول إلى الاستغناء عن ( قوّة الرّب) وفق موجة التنمية البشرية.


ردّي:
قبل الاسترسال في الرّد أسجّل استغرابي لاستعمالك كلمة (الرّب) ولعلها هفوة منك، والأفضل لو قلتِ: ( الله)، والله أعلم. فهي أعم وأشمل.


وبعدُ نقول وبالله التوفيق – بخصوص مسألة الثقة بالنفس -:

نقلا عن من موقع: islamqa.info بإشراف محمد صالح المنجد / بتصرف /

انطلاقا من الحديث الذي رواه مسلم (2664).عن أَبي هُرَيْرَةَ رضِيَ الله عنهُ قَالَ : (قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم : ( الْمُؤْمِنُ الْقَوِىُّ خَيْرٌ وَأَحَبُّ إِلَى اللَّهِ مِنَ الْمُؤْمِنِ الضَّعِيفِ وَفِى كُلٍّ خَيْرٌ احْرِصْ عَلَى مَا يَنْفَعُكَ وَاسْتَعِنْ بِاللَّهِ وَلاَتَعْجِزْ وَإِنْ أَصَابَكَ شَيءٌ فَلاَ تَقُلْ لَوْ أَنِّى فَعَلْتُ كَانَ كَذَا وَكَذَا. وَلَكِنْ قُلْ قَدَرُ اللَّهِ وَمَا شَاءَ فَعَلَ فَإِنَّ لَوْ تَفْتَحُ عَمَلَ الشَّيْطَانِ).

يقول صاحب الموقع: القوة في هذا الحديث هي قوةالإيمان، والعلم، والطاعة، وقوة الرأي والنفس والإرادة، ويضاف إليها قوة البدن إذا كانت معينة لصاحبها على العمل الصالح.

قال النووي – رحمه الله - : " والمراد بالقوة هنا : عزيمة النفس والقريحة في أمور الآخرة ، فيكون صاحب هذا الوصف أكثر إقداماً على العدو في الجهاد ، وأسرع خروجاً إليه وذهاباً في طلبه ، وأشد عزيمة في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والصبر على الأذى في كل ذلك ، واحتمالا لمشاق في ذات الله تعالى، وأرغب في الصلاة والصوم والأذكار وسائر العبادات وأنشط طلباً لها ومحافظة عليها، ونحو ذلك " انتهى من " شرح مسلم " ( 16 / 215 )
-------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------
تعليقي الشخصيّ:

مما تقدّم يظهر جليّاً أن للمؤمن يدًا في كسبه الدُّنيوي والأُخروي على السّواء، وإلا فكيف يتفاضل النّاس؟ وينالون الدّرجات وقد يكون ما بين الدرجة والدّرجة كما بين السّماء والأرض أو أكثر. فقد جاء في السنّة أن بعض أهل الجنّة يرى لمعة في السّماء [مثل النّجم] فيسأل فيُقال له: هي منزلة فلان ...الخ.

وكما قال العلماء هي أعمالنا تُحصى وتُعدّ عدّا وتوضع في ميزان له كفّتان (+) و (-) حسنات وسيّئات ومن أبطا به عمله لم يُسرع به نسبه كما جاء في السنّة. وكما جاء فيها أيضا: إنّما هي أعمالنا تُحصى لنا فمن وجد خيرا فليحمد الله (على توفيقه لعبده بعد أخذه بالأسباب [كل الأسباب]) ومن وجد غير ذلك فلا يلومنّ إلا نفسه أو كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلّم.

وأتساءل هنا: لماذا كان الأنبياء والرّسلُ وهم من صفوة البشرية متفاوتين في منازلهم؟ هل لأن بعضهم أقلّ إيماناً من البعض الآخر؟ أم هي لخصائص فرديّة ؟ ومميزات شخصيّة؟ وهو ما جعل محمدا صلى الله عليه وسلّم أشدّهم عزيمة وسيّد ولد آدم، وصاحب المقام المحمود.

لماذا سُمّي بعضهم وهم 05 فقط بأولي العزم؟
لذلك قال النووي في تفسير الحديث أوّل ما قال بأن القوّة المقصودة هي: (عزيمةالنّفس).
-------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------

لذلك أعود لقولك سيدة سامية: (بأنّ المؤمن القوي ليس قوياً من نفسه ولا لمقومات شخصيّته ولا بتدريباته)، وأدعوك لمراجعة طرحك بالعودة إلى أقوال أهل العلم. فلا أدري من أين حصلتِ على هذا التفسير هنا ؟
-------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------

ولا بأس بسَوْقِ حديث آخر هنا بخصوص (التّدريب)، حيث جاء في مسلم من حديث عقبة بن عامر ما لفظه " سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول وهو على المنبر: (وأعدّوا لهم ما استطعتم من قوّة ألا إنّ القوّة الرّمي ثلاثا [أي كرّرها ثلاثا]). وهو حثٌّ على التدرّب على الرّمي.
-------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------
وبخصوص (النّفس)

ذكر العلماء أن كلمة النفس ذُكرت في القرآن 295 مرّة ولها عدّة معانٍ منها (النّفس) بمفهومها الذي نتحدّث عنه في هذا الموضوع.
ونقلا عن نفس الموقع أعلاه فإن النّفس تمرّ بمراحل تتصف فيها بصفات ثلاث:

1- النّفس اللّوامة: قال تعالى: (لَا أُقْسِمُ بِيَوْمِ الْقِيَامَةِ * وَلَا أُقْسِمُ بِالنَّفْسِ اللَّوَّامَةِ)، القيامة/ 1-2 .وهي نفس تفعل الخير وتحبه وتعمل المعصية وتكرهها، نفس تعيش في داخلها صراعا بين الخير والشر .

2- النّفس الأمّارة: حيث تميل النّفس إلى السُّوء وحبّ العصيان، والغفلة عن الطاعة والعبادة، ويطلق عليها النفس الأمارة بالسوء. وربما تتمادى هذه النفس حتى تقع في الخسران الأبدي، قال تعالى: (إِنَّ الْخَاسِرِينَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ وَأَهْلِيهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ) الشورى/45.


3- النفس المُطمئنّة: نفس راضية استسلمت لخالقها برضا وقناعة، لا تفعل إلا ما تبيّن لها صلاحه، نفس تحقق لها الورع والإخلاص، وسَمَتْ عن الدنيا وشهواتها، واشتغلت عنها بعمارة الآخرة الباقية الخالدة المحددة في قوله تعالى: ( فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ) السجدة/17، نفس اِستحقّت الذكر والتمجيد في قوله تعالى: ( يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ * ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً * فَادْخُلِي فِي عِبَادِي * وَادْخُلِي جَنَّتِي ) الفجر /27-30.


وقد أقسم الحق سبحانه أقساما سبعة في مطلع سورة الشمس على أن المفلح من زكّى نفسه والخاسر من دسّاها فقال: (الشَّمْسِ وَضُحَاهَا * وَالْقَمَرِ إِذَا تَلَاهَا * وَالنَّهَارِ إِذَا جَلَّاهَا * وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَاهَا * وَالسَّمَاءِ وَمَا بَنَاهَا * وَالْأَرْضِ وَمَا طَحَاهَا * وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا * فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا * قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا* وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا) الشمس/1-10.


والمقصود بالتزكية هنا، طهارة النفس أو تطهيرها وتنظيفها، مخالفا للدّس الذي هو كناية عن الإغراق في الوسخ والأوحال ".
-------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------


تعليقي:

كلّ ما تقدّم لا يترك مجالا للشكّ بأن ليس للإنسان إلا ما سعى له وبذل الجُهد لنيله لذلك فاز المُشمّرون المُسارعون السّابقون ...الخ من الصّفات التي تبين بأنّ الإيمان لا يكفي وحده لتحصيل الرّفعة في الآخرة بل لا بُدّ من العمل والكثير من العمل [سواء من أعمال الجوارح أو أعمال القلوب].

وأختم بتعليق وحوصلة أخيرة: نحن المسلمون أولى بتلك العلوم النفسية ومهارات التنمية البشرية، وليكن في علمك سيدة سامية بأنّ لا تناقض بين (قوة النّفس) والتدريب على ذلك والحاجة إلى (الله)، بل تلك العلوم تدعو للإيمان مصداقا لقوله تعالى: (سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم حتّى يتبيّن لهم أنّه الحقّ أفلا يعقلون).

ولا بأس بأن أقول كلمة حق وهي أنّ بعض من ينتسبون إلى تلك العلوم – وهي منهم براء - قد أساؤوا إليها وبعضهم مارس الكذب والدّجل وسرقة أموال النّاس بغير وجه حق. لكن التعميم لا يجوز، وعلينا أن نتثبّت ولا نعادي كلّ ما لا نحيط به خُبرا. فحتّى القرآن والسُنّة قد انتسب لها أقوام ليتأكّلوا بها ويصدّوا عن سبيل الله، بل منهم من قال فيهم المصطفى: دُعاةٌ على أبواب جهنّم.
ولعل بعض هؤلاء الأدعياء هم من جعلكِ وغيرك تعتقدون بأن علوم التنمية البشرية (والعلوم النفسية باعتبارها أساسها) تدعو للكفر أو الابتعاد عن منهج الله والذي عبّرتِ عنه بقولك: (الاستغناء عن قوة الرّب).

فالعلم بالمطلق (حتّى علوم الدّين) يا سيدة سامية سلاح ذو حدّين وقد يتم توظيفه للخير أو الشر بحسب من يتصدّى له. والعلوم النفسية والتنمية البشرية لا تخرج عن هذه القاعدة.

علينا أن نحتضنها ونبرع فيها ونزداد بها قوة، لا أن نتنكّر لها ونحذّر النّاس منها، ويكون ذلك سببا لتنفير الكثيرين من ديننا باعتباره دينا يعادي العلم.

هم ( الغرب) برعوا في العلوم النفسية والاجتماعية وسخّروها للسيطرة على الشّعوب المتخلّفة ونحن لا زلنا نتساءل ؟ هل هي حرام أم حلال ؟ كُفرٌ أو شرك ؟ تجوز أو لا تجوز؟
والله أعلى وأعلم.
-------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------

أرجو قراءة ما أدرجته بتأني واعذروني على طوله، ولا أستعجل ردّكم فخذوا ما يكفيكم من الوقت فغايتنا جميعا هي الوصل إلى ما ينفع النّاس ليمكث في الأرض ولا نريد زبدا يذهب جُفاء.
-------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------


وشكرا لكم مجدّدا على فتح هذا المتصفّح المفيد.










رد مع اقتباس
قديم 2018-09-28, 10:13   رقم المشاركة : 22
معلومات العضو
biosys
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية biosys
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

شكرا على الطرح المميز بوركت
جزاك الله خيرا









رد مع اقتباس
قديم 2018-09-28, 13:31   رقم المشاركة : 23
معلومات العضو
سَامِيَة
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة آمال الجزائريّة مشاهدة المشاركة
السلام عليكم

أختي الكريمة، أوافقك الرّأي..


حي أنّ ديننا يدعونا لأن نحسن الظنّ بخالقنا –في كلِّ ما قدّرَه الله لنا-

وإحسانُ الظنّ بربّنا -جلّ وعلا- يكون ظنَّ العاقلِ، المتيقِّنِ في أنّه سبحانه لا يريدُ لنا وبنا إلاّ خيرا.

وبالتالي هي الثّقةُ في اللهِ التي تسبقُ ثقتنا في أنفُسِنا..ولا يمكن تحقيق هذه الأخيرة إلاّ بتحقيقِ الأولى.

إن فكّرنا بهذه الطّريقة فسنثبُتُ حتما على المعنى السّليمِ لثقةِ العبد بنفسِه، المستمدّةِ من شعورِنا

السرمديِّ بأنّ لنا سندا بهذه الحياة يدعمُنا ويوجّه خُطانا نحو برِّ الأمان..

ومن هذا الباب تكون مواجهتنا لحالات الضّعفِ التي تعترينا بتجديدٍ لعزيمتنا،

وشحذٍ لقوانا، معتمدين في ذلك على التوكّل على اللهِ ثمّ اتّخاذِ الأسباب..طالبين التّوفيقَ منه.

فالصّلاةُ صلةٌ بين العبد وخالقه، تقرّبه منه وتجعلُ مطالبه بين يديِّ المحيطِ بالسّرائر

والدّعاءُ سبيلٌ للتقرّبِ منه والتودّدِ إليه،..
والاستغفارُ سبيلٌ لنيلِ عفوِه وكلاهما يخفّفان وطأ البلاء متى نزل

ويعظّمان في النّفسِ المبتلاة ثقتها في عظيمِ الشّأنِ جلّت قُدرتُه.

وهذا قليلٌ من كثيرٍ..

وخلاصة القولِ فيما أسلفتُ الذّكر، أنّ ثقتنا في أنفُسِنا لا تُحقِّقُ حكمتَها وعظيم فوائدِها،

ولا تسمنا من جوهرَها إلاّ بعودتنا إلى ديننا في كلِّ أمورِنا..

==

لكنّ أعداءَ الدّينِ –من جانبٍ آخرَ- يدعون [للثّقةِ بالنّفسِ تخصيصاً] هدفها
إخضاعُ النّفسِ لهواها تحرُّراً بين مغرياتِها..
فيفصِلونها عمّا يعزِّزُ إيمانها.
-----
لأجيبكِ أن لا سعادةَ تُحصّلُ دون استعانتنا باللهِ، ثمّ سيرِنا في سبيلِ تحصيلِ

ما قدّرَه الله لنا، عن طريق الاجتهادِ والبذلِ والعطاءِ،

وعن يقينٍ أنّه خيرٌ وتوفيقٌ منه سبحانه.


تقديري لكلّ الأكارم الذيم مرّوا من هنا...
] لكنّ أعداءَ الدّينِ –من جانبٍ آخرَ- يدعون [للثّقةِ بالنّفسِ تخصيصاً] ]

ذلك ما نرمي إليه من خلال الموضوع..
لو سمعنا مثلا غير المؤمن يعتمد على شحذ همته بثقته بنفسه ورأينا أنه يحصد نتائج إيجابية من وراء ذلك لكان الأمر عادي فكم من ظالم زين الله له ظلمه..ولكن أن نراها تدرس وبشكل مكثف للمسلمين الملاحظ عليهم الابتعاد تدريجيا عن أسس الدين الصحيحة [ أهمها الافتقار إلى الله عزوجل ] فذاك ربما مع الوقت سيجعلهم ينظرون إلى
قدرات النفس على أنها الكل في الكل
هذا هو مربط الفرس

جزاكم الله خيرا على الاثراء









رد مع اقتباس
قديم 2018-09-28, 13:49   رقم المشاركة : 24
معلومات العضو
سَامِيَة
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة على صهوة الخيال مشاهدة المشاركة
السلام عليكم سيّدة سامية. أرجو أنّ في مداخلتي هذه صلة بما سبق من مداخلات لكِ وللسيدة آمال الجزائرية.


السيدة سامية

قلتِ: نحنُ أشرنا إلى ضرورة تعزيز الثّقة بالنّفس بـ: الاستعانة بالله

-------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------

ردّي: هذا الكلام لا غبار عليه وأتفق معك 100% فتعزيز الثّقة بالنفس يعني أنها موجودة [ورصدنا لها كلّ مقوماتها] ثُمّ طلبنا التوفيق والسّداد والعون من الله ليتم الأمر على أحسن وأكمل وجه. ومن لم يفعل ذلك فسيكِلُهُ الله لنفسه وقد يُوفَّقُ وينجح وقد لا ينجح. فالله عز وجلّ لا يتدخّل [دائما] في كل شؤون البشر بل يكِلهم لأنفسهم وسُنن الحياة [الّتي هي سُننهُ سبحانه وتعمل عملها مع الخلق بحيادية تامّة]. ولتوضيح هذه الفكرة الأخيرة نضرب مثلا لمباراة في كُرة القدم بين فريقين [غير مسلمين أو مسلمين ؟؟]، فهل سيفرقُ الحال؟ هل سيتدخّل الله سبحانه وتعالى لترجيح كفّة الفوز لفريق ضِدّ آخر ؟ أليس من العبثيّة أن يعتقد بعضهم ذلك ؟ تجدين بعضهم يدعو بالنصر لبني وطنه ويصرخ بأعلى صوته: يا رب انصر بلادستان (حتّى لا أُشَخِّصَ ويغضب مني بعض بني أوطاننا العربية)، وبعضهم يُسارع للسّجود الجماعيّ بعد تسجيل هدف في مرمى مُنافسه المسلم مثله، يسجُد سجود الشّكر وكأنّه حقّق انتصارا على إسرائيل. أليس هذا اعتقادا فاسدا وممارسة فيها اعتداء على الله تعالى عن ذلك علوّاً كبيرا.



-------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------

قلتِ: نحن ركّزنا على الاستعانة بقدرة الله على أن يقول للشيء كُن فيكون ثُمّ [الأخذ بالأسباب]

ردّي: الأمر هنا كما تتصورينه سيدتي هو وضع مقلوب للواقع ومعاكسة لسنن الكون. والوضع الصّحيح هو ما شرحته آنفا في مداخلتي ولعلّه لم يكن واضحا بما فيه الكفاية. لذلك تفضّلي هذه الآيات وتمعّني فيها:

وردت كلمة (عمل) بمختلف صيغها في القرآن الكريم 358 مرّة وهذه بعضها على سبيل المثال لا الحصر:

(وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَىاللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ وَسَتُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ) /التوبة – الآية 105.
ثُمَّ جَعَلْنَاكُمْ خَلَائِفَ فِي الْأَرْضِ مِنْ بَعْدِهِمْ لِنَنْظُرَ كَيْفَ تَعْمَلُونَ 14 يونس
وَلَا تَطْغَوْا إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ112 هود

ومدار الآيات في عمومها هو وضع الإنسان بين قطبين: الحريّة والمسؤولية؛ فيعمل ما يشاء [بمطلق الحريّة] لكن عليه أن يستشعر مقام ( المراقبة) وبأنّه مؤاخذٌ بما يقدمه من عمل [أقوالا وأفعالا] ، فالمؤمن يعمل ثُمّ يطلب (وينتظر) التوفيق، كذلك الفلاح الذي يزرع ويحرث ثُمّ ينتظر لذلك قال تعالى:

( أفرأيتم ما تحرثون أأنتم تزرعونه أم نحن الزّارعون ...الخ الآية )

ومثله من يطلب الولد والنسل، يتزوج ويقوم بأسباب ذلك وينتظر ولذلك قال تعالى:

(أفرأيتم ما تُمنُون أأنتم تخلقونه أم نحن الخالقون)

والمجال واسع للأمثلة: نعمل ثُمّ نتوكّل = نرجو من الله العون والسّداد. والاستخارة أيضا مثال جيّد لهذه الثنائية: العمل –التوكّل.



-------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------


وقلتِ: بأنّ الله إنّما يُخاطب المؤمنين في الآيات التي سُقتها في مداخلتي السابقة
وضربتِ مثلا بموسى عليه السّلام وقوله: (إنّ معي ربّي سيهدين)

ردّي: نعم أصبتِ فإنّ الله يُخاطب المؤمنين لأنهم هم المعنيون بحمل هذا المنهج وهم أحسن من يفقهه ويعمل به. وأمّا غير المؤمنين [النّاس أو الإنسان كما جاء في الخطاب القرآني] فللقرآن معهم شأن آخر هو شأن الدّعوة إلى التّأمّل في الكون وآيات الله وسننه في الخلق. لكن لاحظي قول موسى عليه السّلام: إن معي ربّي ؟؟؟ هو يثير هنا مسألة في غاية الأهمية وهي ( المَعِيّة الإلهية) وانتبهي جيّدا إلى دقّة القرآن وإحكامه فموسى عليه السّلام لم يقل: إنّ الله سيهديكم وسيُنجّيكم ولم يسحب نفسه من المشهد، بل له حضور قويّ وهو رسول من أولي العزم من الرّسل ولا يمكن لمثله إلا أن يكون الله معه. ولذلك صار يوم عاشوراء يوما تصومه أمّة محمّد إلى يوم الدّين لما فيه من دلالة عظيمة. والآيات التي تناولت المعيّة كثيرة ويمكنك البحث عن معانيها في السنّة أيضا لتتّضح لكِ الصّورة ؟ مع من يكون الله عزّ وجلّ ؟ والجوابُ واضح: هو يكون مع الذين أخذوا بكلّ الأسباب وعلى رأسهم أنبياؤه وأولياؤه ومن الآيات في ذلك المعنى السّامي:

(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ)/ البقرة – الآية 153. أي: إن الله مع الصابرين بعونه وتوفيقه وتسديده

(فَلَمَّا فَصَلَ طَالُوتُ بِالْجُنُودِ قَالَ إِنَّ اللّهَ مُبْتَلِيكُم بِنَهَرٍ فَمَن شَرِبَ مِنْهُ فَلَيْسَ مِنِّي وَمَن لَّمْ يَطْعَمْهُ فَإِنَّهُ مِنِّي إِلاَّ مَنِ اغْتَرَفَ غُرْفَةً بِيَدِهِ فَشَرِبُواْ مِنْهُ إِلاَّ قَلِيلاً مِّنْهُمْ فَلَمَّا جَاوَزَهُ هُوَ وَالَّذِينَ آمَنُواْ مَعَهُ قَالُواْ لاَ طَاقَةَ لَنَا الْيَوْمَ بِجَالُوتَ وَجُنودِهِ قَالَ الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُم مُّلاَقُو اللّهِ كَم مِّن فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللّهِ وَاللّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ) /البقرة – الآية 249. أي والله مع الصابرين بتوفيقه ونصره, وحسن مثوبته.
(وَأَطِيعُواْ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَلاَ تَنَازَعُواْ فَتَفْشَلُواْ وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُواْ إِنَّ اللّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ) / الأنفال – الآية 46. أي إن الله مع الصابرين بالعونوالنصروالتأييد, ولن يخذلهم.

(الْآَنَ خَفَّفَ اللَّهُ عَنْكُمْ وَعَلِمَ أَنَّ فِيكُمْ ضَعْفًا فَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ مِئَةٌ صَابِرَةٌ يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ وَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ أَلْفٌ يَغْلِبُوا أَلْفَيْنِ بِإِذْنِ اللَّهِ وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ) / الأنفال – الآية 66. أي بتأييده ونصره.



-------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------


وقلتِ أيضا بأنّ موسى عليه السّلام لم يقل: أنا أثقُ بنفسي فأنا الرّسول ...الخ.

ردّي: وهل اعتداد النّبي أو الرّسول بنفسه فيها ضير ؟ ألم يثبت في البُخاريّ أن النبي صلّى الله عليه وسلّم في غزوة حنين لما تفرّق عنه أصحابه وفرّ من فرّ من هول المعركة وبقي معه نفر قليل، قال: (أنا النّبِيُّ لا كذب -- أنا ابن عبد المُطّلب... !)، واعتبره العلماء من كمال الأخلاق والنهاية في الشّجاعة. وقد ثبت عنه صلى الله عليه وسلّم أنه قال: (أنا سيّد ولد آدم ولا فخر).فللأنبياء مقام وحال غير حال عامّة النّاس، ولا عجب إن كانوا أشدّ النّاس بلاءً.


-------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------
وقلتِ: بل أقرّ بضعفه (إلى الله) أوّلا.


ردّي: في هذه لا أر بأساً. لا مانع من أن أُظهر ضعفي طمعا في فضل الله فمن تواضع لله رفعه.
-------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------
وقلتِ بأنّ الدعوة إلى: ( قوة النفس أو الثقة بالنفس) قد تؤول إلى الاستغناء عن ( قوّة الرّب) وفق موجة التنمية البشرية.


ردّي:
قبل الاسترسال في الرّد أسجّل استغرابي لاستعمالك كلمة (الرّب) ولعلها هفوة منك، والأفضل لو قلتِ: ( الله)، والله أعلم. فهي أعم وأشمل.


وبعدُ نقول وبالله التوفيق – بخصوص مسألة الثقة بالنفس -:

نقلا عن من موقع: islamqa.info بإشراف محمد صالح المنجد / بتصرف /

انطلاقا من الحديث الذي رواه مسلم (2664).عن أَبي هُرَيْرَةَ رضِيَ الله عنهُ قَالَ : (قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم : ( الْمُؤْمِنُ الْقَوِىُّ خَيْرٌ وَأَحَبُّ إِلَى اللَّهِ مِنَ الْمُؤْمِنِ الضَّعِيفِ وَفِى كُلٍّ خَيْرٌ احْرِصْ عَلَى مَا يَنْفَعُكَ وَاسْتَعِنْ بِاللَّهِ وَلاَتَعْجِزْ وَإِنْ أَصَابَكَ شَيءٌ فَلاَ تَقُلْ لَوْ أَنِّى فَعَلْتُ كَانَ كَذَا وَكَذَا. وَلَكِنْ قُلْ قَدَرُ اللَّهِ وَمَا شَاءَ فَعَلَ فَإِنَّ لَوْ تَفْتَحُ عَمَلَ الشَّيْطَانِ).

يقول صاحب الموقع: القوة في هذا الحديث هي قوةالإيمان، والعلم، والطاعة، وقوة الرأي والنفس والإرادة، ويضاف إليها قوة البدن إذا كانت معينة لصاحبها على العمل الصالح.

قال النووي – رحمه الله - : " والمراد بالقوة هنا : عزيمة النفس والقريحة في أمور الآخرة ، فيكون صاحب هذا الوصف أكثر إقداماً على العدو في الجهاد ، وأسرع خروجاً إليه وذهاباً في طلبه ، وأشد عزيمة في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والصبر على الأذى في كل ذلك ، واحتمالا لمشاق في ذات الله تعالى، وأرغب في الصلاة والصوم والأذكار وسائر العبادات وأنشط طلباً لها ومحافظة عليها، ونحو ذلك " انتهى من " شرح مسلم " ( 16 / 215 )
-------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------
تعليقي الشخصيّ:

مما تقدّم يظهر جليّاً أن للمؤمن يدًا في كسبه الدُّنيوي والأُخروي على السّواء، وإلا فكيف يتفاضل النّاس؟ وينالون الدّرجات وقد يكون ما بين الدرجة والدّرجة كما بين السّماء والأرض أو أكثر. فقد جاء في السنّة أن بعض أهل الجنّة يرى لمعة في السّماء [مثل النّجم] فيسأل فيُقال له: هي منزلة فلان ...الخ.

وكما قال العلماء هي أعمالنا تُحصى وتُعدّ عدّا وتوضع في ميزان له كفّتان (+) و (-) حسنات وسيّئات ومن أبطا به عمله لم يُسرع به نسبه كما جاء في السنّة. وكما جاء فيها أيضا: إنّما هي أعمالنا تُحصى لنا فمن وجد خيرا فليحمد الله (على توفيقه لعبده بعد أخذه بالأسباب [كل الأسباب]) ومن وجد غير ذلك فلا يلومنّ إلا نفسه أو كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلّم.

وأتساءل هنا: لماذا كان الأنبياء والرّسلُ وهم من صفوة البشرية متفاوتين في منازلهم؟ هل لأن بعضهم أقلّ إيماناً من البعض الآخر؟ أم هي لخصائص فرديّة ؟ ومميزات شخصيّة؟ وهو ما جعل محمدا صلى الله عليه وسلّم أشدّهم عزيمة وسيّد ولد آدم، وصاحب المقام المحمود.

لماذا سُمّي بعضهم وهم 05 فقط بأولي العزم؟
لذلك قال النووي في تفسير الحديث أوّل ما قال بأن القوّة المقصودة هي: (عزيمةالنّفس).
-------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------

لذلك أعود لقولك سيدة سامية: (بأنّ المؤمن القوي ليس قوياً من نفسه ولا لمقومات شخصيّته ولا بتدريباته)، وأدعوك لمراجعة طرحك بالعودة إلى أقوال أهل العلم. فلا أدري من أين حصلتِ على هذا التفسير هنا ؟
-------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------

ولا بأس بسَوْقِ حديث آخر هنا بخصوص (التّدريب)، حيث جاء في مسلم من حديث عقبة بن عامر ما لفظه " سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول وهو على المنبر: (وأعدّوا لهم ما استطعتم من قوّة ألا إنّ القوّة الرّمي ثلاثا [أي كرّرها ثلاثا]). وهو حثٌّ على التدرّب على الرّمي.
-------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------
وبخصوص (النّفس)

ذكر العلماء أن كلمة النفس ذُكرت في القرآن 295 مرّة ولها عدّة معانٍ منها (النّفس) بمفهومها الذي نتحدّث عنه في هذا الموضوع.
ونقلا عن نفس الموقع أعلاه فإن النّفس تمرّ بمراحل تتصف فيها بصفات ثلاث:

1- النّفس اللّوامة: قال تعالى: (لَا أُقْسِمُ بِيَوْمِ الْقِيَامَةِ * وَلَا أُقْسِمُ بِالنَّفْسِ اللَّوَّامَةِ)، القيامة/ 1-2 .وهي نفس تفعل الخير وتحبه وتعمل المعصية وتكرهها، نفس تعيش في داخلها صراعا بين الخير والشر .

2- النّفس الأمّارة: حيث تميل النّفس إلى السُّوء وحبّ العصيان، والغفلة عن الطاعة والعبادة، ويطلق عليها النفس الأمارة بالسوء. وربما تتمادى هذه النفس حتى تقع في الخسران الأبدي، قال تعالى: (إِنَّ الْخَاسِرِينَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ وَأَهْلِيهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ) الشورى/45.


3- النفس المُطمئنّة: نفس راضية استسلمت لخالقها برضا وقناعة، لا تفعل إلا ما تبيّن لها صلاحه، نفس تحقق لها الورع والإخلاص، وسَمَتْ عن الدنيا وشهواتها، واشتغلت عنها بعمارة الآخرة الباقية الخالدة المحددة في قوله تعالى: ( فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ) السجدة/17، نفس اِستحقّت الذكر والتمجيد في قوله تعالى: ( يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ * ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً * فَادْخُلِي فِي عِبَادِي * وَادْخُلِي جَنَّتِي ) الفجر /27-30.


وقد أقسم الحق سبحانه أقساما سبعة في مطلع سورة الشمس على أن المفلح من زكّى نفسه والخاسر من دسّاها فقال: (الشَّمْسِ وَضُحَاهَا * وَالْقَمَرِ إِذَا تَلَاهَا * وَالنَّهَارِ إِذَا جَلَّاهَا * وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَاهَا * وَالسَّمَاءِ وَمَا بَنَاهَا * وَالْأَرْضِ وَمَا طَحَاهَا * وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا * فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا * قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا* وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا) الشمس/1-10.


والمقصود بالتزكية هنا، طهارة النفس أو تطهيرها وتنظيفها، مخالفا للدّس الذي هو كناية عن الإغراق في الوسخ والأوحال ".
-------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------


تعليقي:

كلّ ما تقدّم لا يترك مجالا للشكّ بأن ليس للإنسان إلا ما سعى له وبذل الجُهد لنيله لذلك فاز المُشمّرون المُسارعون السّابقون ...الخ من الصّفات التي تبين بأنّ الإيمان لا يكفي وحده لتحصيل الرّفعة في الآخرة بل لا بُدّ من العمل والكثير من العمل [سواء من أعمال الجوارح أو أعمال القلوب].

وأختم بتعليق وحوصلة أخيرة: نحن المسلمون أولى بتلك العلوم النفسية ومهارات التنمية البشرية، وليكن في علمك سيدة سامية بأنّ لا تناقض بين (قوة النّفس) والتدريب على ذلك والحاجة إلى (الله)، بل تلك العلوم تدعو للإيمان مصداقا لقوله تعالى: (سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم حتّى يتبيّن لهم أنّه الحقّ أفلا يعقلون).

ولا بأس بأن أقول كلمة حق وهي أنّ بعض من ينتسبون إلى تلك العلوم – وهي منهم براء - قد أساؤوا إليها وبعضهم مارس الكذب والدّجل وسرقة أموال النّاس بغير وجه حق. لكن التعميم لا يجوز، وعلينا أن نتثبّت ولا نعادي كلّ ما لا نحيط به خُبرا. فحتّى القرآن والسُنّة قد انتسب لها أقوام ليتأكّلوا بها ويصدّوا عن سبيل الله، بل منهم من قال فيهم المصطفى: دُعاةٌ على أبواب جهنّم.
ولعل بعض هؤلاء الأدعياء هم من جعلكِ وغيرك تعتقدون بأن علوم التنمية البشرية (والعلوم النفسية باعتبارها أساسها) تدعو للكفر أو الابتعاد عن منهج الله والذي عبّرتِ عنه بقولك: (الاستغناء عن قوة الرّب).

فالعلم بالمطلق (حتّى علوم الدّين) يا سيدة سامية سلاح ذو حدّين وقد يتم توظيفه للخير أو الشر بحسب من يتصدّى له. والعلوم النفسية والتنمية البشرية لا تخرج عن هذه القاعدة.

علينا أن نحتضنها ونبرع فيها ونزداد بها قوة، لا أن نتنكّر لها ونحذّر النّاس منها، ويكون ذلك سببا لتنفير الكثيرين من ديننا باعتباره دينا يعادي العلم.

هم ( الغرب) برعوا في العلوم النفسية والاجتماعية وسخّروها للسيطرة على الشّعوب المتخلّفة ونحن لا زلنا نتساءل ؟ هل هي حرام أم حلال ؟ كُفرٌ أو شرك ؟ تجوز أو لا تجوز؟
والله أعلى وأعلم.
-------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------

أرجو قراءة ما أدرجته بتأني واعذروني على طوله، ولا أستعجل ردّكم فخذوا ما يكفيكم من الوقت فغايتنا جميعا هي الوصل إلى ما ينفع النّاس ليمكث في الأرض ولا نريد زبدا يذهب جُفاء.
-------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------


وشكرا لكم مجدّدا على فتح هذا المتصفّح المفيد.

[b]جزاكم الله خيرا على الرد العميق الذي قدمتموه..
ثم لا بد من التنويه إلى أننا طرحنا الموضوع على أنه [ اقتباسات وأشرنا إلى أنها ناقدة ] بقصد أن نتبادل وجهات النظر المختلفة حول الموضوع [ عسى ان نجد معارضا لطرحنا مما يتيح للقارئ في ان تكون له نظرة واسعة بخصوص الموضوع وهذا الموضوع الثقة في النفس [ ما كان سيجذب اهتمامنا إلى تلك الدرجة التي نطرحه فيها كموضوع لو لم نرى أن فيه جانبا يستحق النظر كل ذلك بقصد تمييز
النافع من الضار وليس لأننا نرفض كل ما هو غربي الصنع..[/b]

لنا عودة إن شاء الله..









رد مع اقتباس
قديم 2018-09-28, 23:48   رقم المشاركة : 25
معلومات العضو
سَامِيَة
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

الأخ على صهوة الخيال..
لأننا ما وضعنا الموضوع لأجل أن يكون زبدا يذهب جفاء دعونا أولا نشير إلى هاته النقاط كتعليق على تعليقكم :

1/ قولكم أن [ الإيمان وحده لا يكفي لتحصيل الرفعة بالآخرة بل لابد من العمل ] نقول ولا الأعمال وحدها تكفي فالله عزوجل يقول*[ الذين يؤتون ما أتوا وقلوبهم وجلة ] المؤمنون (60) وفي تفسير ابن كثير فسرها النبي صلى الله عليه وسلم لعائشة [ لا يا ابنة الصديق، ولكنهم الذين يصلون ويصومون ويتصدقون وهم يخافون ألا يتقبل منهم ] هؤلاء أخذوا بالأسباب ولكنهم يعرفون أن الأمر بيد الله.

2/ نوافقكم في أننا أولى من غيرنا بالعلوم النفسية فديننا صالح لكل زمان ومكان وأساسيات تلك العلوم ترتكز على كثير مما جاء في الوحي [ القرآن والسنة ] والإسلام أتى ليهذب النفس البشرية.

3/ تمنينا لو أنكم تعمقتم بعض الشيء في ما قلتم أن هناك من يمارسون تلك العلوم من باب الدجل والنصب والإحتيال..من باب إعطاء كل ذي حق حقه.

4/ لم نقل بأن علوم التنمية البشرية بعمومها تدعوا للكفر بل قلنا علينا أن لا نأخذ كل شيء ونمارسه كما هو بل علينا أن نقوم بتفكيكه وإعادة تركيبه وفق ما يخدمنا؛ فبعيدا عن التعصب تلك العلوم ذاع صيتها في بلدان لا تدين بديننا وهي متشبعة بأفكار أصحابها ولا بد من الحذر.

5/ قولنا بالاستغناء عن قوة الرب؛ ما هو إلا توظيف لللفظ في إطار سياقه مادمنا نتكلم عن أصحاب الفكرة المراد مناقشتها ولفظ الرب شائع التوظيف لديهم اما نحن فلنا الله.

6/ أن نحيل فكرة ما على محكمة الحلال والحرام ليس عيبا أو تخلفا بل العيب هو ان نعجز عن تكييف تلك الافكار بما يلائم عقيدتنا فمادمنا عاجزين عن التصنيع فعلى الأقل نفلح في إعادة التدوير ولا نبقى مجرد عقول مستهلكة.

إلى ما جاء بمداخلتكم>>>>>>>

قلنا بأن المؤمن ليس قويا من نفسه ولا تدريباته بمعنى أنه لن تكتمل قوته إلا إن استمدها من قوة خالقه وإلا حتى وإن كان قويا من عند نفسه وتحقق له ذلك فهنا ستنتزع منه صفة الإيمان..والله أعلم.

أما فكرة أن الله يكون مع الذين أخذوا بكلّ الأسباب فالله تعالى يقول [ ويوم حنين إذ اعجبتكم كثرتكم فلم تغن عنكم شيئا وضاقت بكم الأرض بما رحبت ] التوبة (25 ) فلابد أن يأخذ المرء بالأسباب العملية المتعلقة بالنفس من بذل جهد واجتهاد وأسباب متعلقة بالقلب من استعانة بالله وطلبا لتوفيقه .

ونظن أن الأمر التبس علينا في هاته النقطة [ في ما يخص نظرتكم عن الثقة بالنفس ومرتبتها ]

حيث اعتبرناها نحن :
أنها استعانة و طلب توفيق ثم أخذ بالأسباب
واعتبرتموها أنتم على أنها :
عمل أي أخذ بالأسباب ثم توكل وطلب التوفيق

وبعد محاولة منا للربط بين جزئياتكم وجزئياتأخرى اتضح لنا ما يلي :

هي كما تفضلتم الأخذ بالأسباب ثم التوكل على الله وطلب معونته؛ بمعنى أن يكون بداخل نفس الإنسان قبول و تقبل لإمكانية القيام بالأمر ثم إن عزمت عليها أن تستعين بالله ليوفقها
مثل السيارة والبنزين والمحرك والسائق الماهر
السيارة تكون جديدة وممتلئة بالبنزين والمحرك يعمل ولكنها إذا ما انطلقت على صاحبها بعد تأكده من سلامتها أن يطلب معونة الله من أجل الوصول إلى النقطة التي يبتغيها فرغم جاهزية السيارة إلا أنها لا تضمن الوصول لولا توفيق الله فقد يعترضها عائق ما ربما الجو ربما سيارة أخرى ربما وعكة صحية..

لأننا إذا اعتبرناها - الثقة بالنفس - على أنها توكل و استعانة ثم عمل وأخذ بالأسباب سنرجع اخفاقاتنا في الغالب إلى مشيئة الله ونستمر في لعب دور المغلوب عليهم والمسيطرة عليهم الإرادة الإلهية مما يجعلنا نبرر فشلنا دايما بمبررات خارجة عنا فنظهر بمظهر المتواكل وتصدق علينا مقولة " الدين أفيون الشعوب "
[/b]
ولنأخذ مثالا على ذلك :
أن يقول شخص ما : لا استطيع أن أراجع..
لا نقول له : توكل على الله واطلب استعانته !!
فإذا ما فشل في البدء فقط قال ربي لم يوفقني للمواصلة..
بل نقول له : ثق بقدرتك على المراجعة والتغلب على الكسل ثم توكل على الله ليعينك..

أي بعد الأخذ بالأسباب تبرأ من حولك وقوتك هنا بالفعل تكون مؤمنا قويا تقر بضعفك رغم قوة الاسباب لا مؤمنا ضعيفا يرجع أسباب فشله إلى الظروف وحكمة الله.

وكاستدلال من سير الصحابة والصالحين :
في صحيح مسلم من حديث أنس بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه و سلم أخذ سيفاً يوم أحد فقال من يأخذ مني هذا ؟
فبسطوا أيديهم كل إنسان منهم يقول أنا أنا
قال فمن يأخذه بحقه ؟
قال فأحجم القوم فقال سماك بن خرشة أبو دجانة أنا آخذه بحقه..
قال فأخذه ففلق به هام المشركين.
فهذا ما نسميه معرفة قدرات النفس وثقة فيها.
والإحجام ليس فقداً للثقة بل روية وتأني ودراسة لقدرات النفس..

وربما هذا ما تدعمه الآية الكريمة " يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم " حيث حتى وإن وفق الإنسان بعد أخذه بالأسباب للنجاح في عمل ما فإن ذلك لا يعتبر مقياسا للنجاة ما لم تكن نيته سليمة.

هل هذا ما رميتم إليه ؟
ومرة أخرى جزاكم الله كل خير..
لنا عودة إن شاء الله لنقطة أخرى بنفس الموضوع










رد مع اقتباس
قديم 2018-09-29, 00:30   رقم المشاركة : 26
معلومات العضو
سَامِيَة
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة biosys مشاهدة المشاركة
شكرا على الطرح المميز بوركت
جزاك الله خيرا
وخيرا جزاك الله









رد مع اقتباس
قديم 2018-09-29, 10:37   رقم المشاركة : 27
معلومات العضو
سيدتي الفاضلة
عضو مشارك
 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سَامِيَة مشاهدة المشاركة

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

(1) [ الثقــــة بالنفـــس ] ؟


تبدوا جملة بريئة ومسالمة ويرسم لها الخيال في الذهن صورة جميلة؛ فهي صورة الإنسان الماشي بخطوات ثابتة، كيف لا وهو يثق في نفسه !! صورة الصامد في وجه الأعاصير والمتفائل رغم الصعاب والذي ينهض بعد كل كبوة..مما يجعل كل واحد فينا يطمع لامتلاكها وكل واحد يعول عليها في تغيير واقعه..

قبل أن نكمل دعونا نتأمل النصوص التالية :

﴿ يا أيها الناس أنتم الفقراء إلى الله والله هو الغني الحميد فاطر (1)
﴿ ولا تقولن لشيء إني فاعل ذلك غدا إلا أن يشاء الله الكهف (23)
﴿ إياك نعبد وإياك نستعين الفاتحة (5)

ولنتأمل هاته الادعية :

[ اللهم إني أبرأ من حولي وقوتي إلى حولك وقوتك ]
[ للهم لا تكلني إلى نفسي طرفة عين أو أقل من ذلك فأهلك ]

نرى هنا أن النفس تتربى على أن تعترف بعجزها وتُقِرْ بضعفها ولكنها لا تقف عند حدود هذا الإعتراف فتعجز وتُحبَطَ وإنما تطلب قوتها من ربها وتتذلل إليه حتى يمكنها مما تريد،هذه هي الطريقة الإسلامية في التعامل مع النفس؛منهجها في ذلك غير منهج قارون الذي يقول [ إنما أوتيته على علم عندي ] منهجها منهجٌ يتبرأ صاحبه من أن يكون منازعا لعظمة ربه ومشيئته، منهج لا يتوافق مع منهج القوة الذي يقول زعيمهنيتشه [ سنخرج الرجل السوبرمان الذي لا يحتاج إلى فكرة الإله ] منهج يصادم منهج من يقولون [ أنا أستطيع،أنا قادر..]

صحيح ربنا قال [ وأنتم الأعلون ] ولكن قال بعدها إن [ إن كنتم مؤمنين ]
لا يجب أن يشتبه علينا هنا قول المصطفى [ المؤمن القوي خير من المؤمن الضعيف ] فالمؤمن القوي ليس قوي من نفسه ولا لمقومات شخصيته ولا بتدريباته [ فصفة الإيمان سبقت صفة القوة ] والإيمان لا يتحقق إلا من خلال الإستعانة بالله ؛ وقد قال الحبيب [ استعن بالله ولا تعجزن ] ولم يقل ثق في نفسك فأنت تستطيع بل أستعن أولا وخذ بالأسباب ثانيا وإن لم يقدر لك أمر فتلك مشيئة الله وليس قصورا في شخصيتك وذاتك.

مما سبق يمكن ان نقول بان الايمان الكلي بشعار الثقة بالنفس لوحده قد
يؤدي مع الوقت إن رافقته نتائج إيجابية لمن يأخذون الأمور بسطحية إلى الإخلال بمعاني العبودية وتمجيد للنفس البشرية بطريقة - دس السم في العسل - ومن خلال أفكار الحادية محضة..

فأي سعادة ونجاح هذا !!!


تسعدنا تدخلاتكم.
وعليكم السّلام ورحمة الله وبركاته،

كلمة "النّفس" لها معاني كثيرة و معناها هنا في قولنا "الثقة بالنّفس" هو "الثّقة بالذّات" "self-confidence" التّي تمثّل الكينونة البشريّة بصفة عامّة (بعيدا عن الصّراعات الدّاخليّة بين الخير والشّر...) وهو المعنى الذّي يتجلّى في قوله تعالى:


﴿وَلَا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا﴾

الثقة بالنفس صفة حميدة قد يتّسم بها المؤمن والكافر على حدّ سواء.. و مايميّز المؤمن عن غيره هو توكّله على الله وتفويض أمره له سواء كان واثقا بنفسه أم لا .. وبهذا أقول أنّ المؤمن المتوكّل على الله (صفة روحانيّة) الواثق بنفسه (صفة وجوديّة) هو الأنفع لنفسه ومجتمعه ...

وبرأيي الثّقة بالنّفس تعود بالخير على صاحبها مالم تقرن بصفات ذميمة كالتّكبّر والتّعالي والغرور فالإفراط في كلّ أمر مذموم.

مواضيعك دسمة سيّدتي الكريمة وتمتاز بالعمق والموضوعيّة .. تحيّاتي









رد مع اقتباس
قديم 2018-09-29, 11:30   رقم المشاركة : 28
معلومات العضو
أمير جزائري حر
الأَديبُ الحُرّ
 
الصورة الرمزية أمير جزائري حر
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سَامِيَة مشاهدة المشاركة
الأخ على صفوة الخيال..
تصويب: على صهوة الخيال

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سَامِيَة مشاهدة المشاركة
1/ قولكم أن [ الإيمان وحده لا يكفي لتحصيل الرفعة بالآخرة بل لابد من العمل ] نقول ولا الأعمال وحدها تكفي فالله عزوجل يقول*[ الذين يؤتون ما أتوا وقلوبهم وجلة ] المؤمنون (60) وفي تفسير ابن كثير فسرها النبي صلى الله عليه وسلم لعائشة [ لا يا ابنة الصديق، ولكنهم الذين يصلون ويصومون ويتصدقون وهم يخافون ألا يتقبل منهم ] هؤلاء أخذوا بالأسباب ولكنهم يعرفون أن الأمر بيد الله.
طيب؛ حتّى نخرج باتفاق نهائي ونترك لك المجال لتدرجي لنا مادة جديدة، أقول: لم يبق بيني وبينك سوى (شعرة أو دون ذلك ) ولضبط المعنى أذكرك بأقوال العلماء عن العمل وبأنّه لا يكون مقبولا إلا بشرطين: 1- أن يكون خالصا 2- أن يكون صواباً

لذلك قال الشافعي:

تعصي الإله وأنت تُظهر حُبّه * هذا مُحالٌ في القياس بديعُ
لو كان حبك صادقا لأطعته * إنّ المُحبّ لمن يُحبّ مُطيعُ
في كلّ يوم يبتديك بنعمةٍ * منه وأنت لشكر ذاك مُضيعُ



أمّا ذلك الخوف من عدم قبول العمل الممزوج بالرّجاء، فهو مقام رفيع من مقامات الإيمان مقام موزون كطائر يطير بجناحين هما الخوف والرّجاء. وقد جاء هذا المعنى في قوله تعالى: ( أُولَـئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ كَانَ مَحْذُوراً) - سورة الإسراء - الآية 57





يتبع [الردّ على بضعة نقاط أخيرة] / فلا تستعجلينا سيدة سامية.













رد مع اقتباس
قديم 2018-09-29, 11:57   رقم المشاركة : 29
معلومات العضو
أمير جزائري حر
الأَديبُ الحُرّ
 
الصورة الرمزية أمير جزائري حر
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سَامِيَة مشاهدة المشاركة
أما فكرة أن الله يكون مع الذين أخذوا بكلّ الأسباب فالله تعالى يقول [ ويوم حنين إذ اعجبتكم كثرتكم فلم تغن عنكم شيئا وضاقت بكم الأرض بما رحبت ] التوبة (25 ) فلابد أن يأخذ المرء بالأسباب العملية المتعلقة بالنفس من بذل جهد واجتهاد وأسباب متعلقة بالقلب من استعانة بالله وطلبا لتوفيقه .




ما حدث هنا أنّ بعض حديثي العهد بالإسلام اغترّ، حتّى أنّ بعضهم قال: (لن نُغلب اليوم عن قِلّة) أي أنّه عوّل على (الكثرة) كعامل حاسم من عوامل النّصر، ولم يُعوّل على توفيق الله وتاييده، وكل هذا طرحناه من قبل.

فالأخذ بكل الأسباب هو كما تفضّلتِ: كل الأسباب النفسية والمادية على السواء ثُمّ التوكّل على الله

وآخر ما لديّ هو: اعقلها وتوكّل.


وأمّا ما بقي من مداخلتك فأتّفق معك



بارك الله فيك.


ننتظر جديدك












رد مع اقتباس
قديم 2018-09-29, 13:58   رقم المشاركة : 30
معلومات العضو
سَامِيَة
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سيدتي الفاضلة مشاهدة المشاركة
وعليكم السّلام ورحمة الله وبركاته،

كلمة "النّفس" لها معاني كثيرة و معناها هنا في قولنا "الثقة بالنّفس" هو "الثّقة بالذّات" "self-confidence" التّي تمثّل الكينونة البشريّة بصفة عامّة (بعيدا عن الصّراعات الدّاخليّة بين الخير والشّر...) وهو المعنى الذّي يتجلّى في قوله تعالى:


﴿وَلَا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا﴾

الثقة بالنفس صفة حميدة قد يتّسم بها المؤمن والكافر على حدّ سواء.. و مايميّز المؤمن عن غيره هو توكّله على الله وتفويض أمره له سواء كان واثقا بنفسه أم لا .. وبهذا أقول أنّ المؤمن المتوكّل على الله (صفة روحانيّة) الواثق بنفسه (صفة وجوديّة) هو الأنفع لنفسه ومجتمعه ...

وبرأيي الثّقة بالنّفس تعود بالخير على صاحبها مالم تقرن بصفات ذميمة كالتّكبّر والتّعالي والغرور فالإفراط في كلّ أمر مذموم.

مواضيعك دسمة سيّدتي الكريمة وتمتاز بالعمق والموضوعيّة .. تحيّاتي

مقاربة في محلها بخصوص ضرورة التوفيق بين الصفة الروحانية والصفة الوجودية وبأن ذلك أنفع لنفس المؤمن قبل مجتمعه؛نسأل الله أن لا نكون من الفائزين هنا والخاسرين هناك..وكا تفضلتم خير الأمور المعتدل منها وكما يقال الصفات والأخلاق الفاضلة هي دائما وسط طيب بين قبحين فالشجاعة مثلا وسط بين التهور والجبن كذلك الثقة المحمودة يجب أن تكون دون إفراط [ كبر وغرور ] ودون تفريط [ ذلة وخضوع للمخاوف ] .
شكرا؛ومواضيعنا تكون قيمة بتفاعلكم، فجزاكم الله خيرا.









رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 09:35

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc