[] موضوع تجميعي للمشاركات في مسابقة يوم العلم 2018 []

[السجنجل]

تم الاطلاع // شكرا على المشاركة

=============================

ركبتُ خيالي واستبقتُ الزمان ،وتحولتُ بجسمي قليلاً عن هذا المكان ،وما إن وصلتُ إلى ليلة السادس عشر من شهر أفريل ،طال حلمي وتمدد معه الليل ،حتى خُيل إليَّ أن زمنه سرمدي طويل ،فجبتُ أرماساً وأجداثاً لأجدادٍ سبقوُا ،لعلي أقتفي أثراً من ذكراهم فيما لقوُا،حتى حل بي فرس الحلم إلى موقع التافنة ،فقال أميرها من بعدنا لا توقدوا الفتنة ،وهل تجاوزتِ البلاد تلك المحنة ؟،فقلتُ أبشر يا عبد القادر ،الوطنُ قد تحرر،و المستدمر اندحر،والأمن استقر،فقال اذهب إلى الرفاق وانقل إليهم الخبر،هرولتُ حتى وصلتُ إلى الصومام ،فكان هناك الشهداء مصطفين قاطبة وابن مهيدي لهم إمام ،فقالوا تقدم.. تقدم إلى الأمام ،فأقرأتهم تحية مني وسلام ،فرحٌ وسرورٌ وغبطة بدت على الوجوه ،قالوا : أتبشرنا بالنصر الذي كنا نرجوه؟؟ ،قلتُ: نعم وجعلنا له عيد نُمجدوه ،وبرهة التفتوا إلى ابن باديس فما وجدوه ،فسألوا البشير عن هذا الغياب ،فهز الرأس من بعد تأوهٍ ....كم هي كثيرة تلك الأسباب ،ثم أشار هناك ها لقد جاء وبيده الشهاب ،بدا شاحبَ الوجهِ بلحية ٍخضاب ،فسلم ثم استرسل في الخطاب ،أما قرأتم يا أحباب ؟،ما جاء في الخبر من بعد البصائر والشهاب ،ما فُعل من بعدنا في وطننا وفي الشباب ؟،وكيف نُهبت الأرض واستُنزفَ ما تحت التراب ،فرد عميروش بنبرة حادة ،يجب أن تكون السلطة الحاكمة جادة ،ولا تسعى وراء المادة ،فقلت عفوا البلاد بيعت يا سادة ،والشعب نائم على الوسادة ،من بعد ما سُلبَ منه الطموح والإرادة ،وملئواُ العقول بالجهل والتمييع ،واتخذوا في ذلك أسلوب الحرمان والتجويع ،ومزجوه بالعنف والترويع ،ثم استولوا على كل ثروة وريع ،في مظهر شنيع مريع ،فواجب علينا ان نتخذ موقفا حازما وسريع ،فقال ابن باديس قبل ذلك يجب أن نقدس العلم ،ونزرع بين الناس السلم ،ونتصف بالسماحة ِ والحلم ،ونناضل بالقلـَمِ والكلــِم ،ثم اتفق الجميع بالذهابِ إلى مدينة الجسورِ المعلقة ،لدراسة الوضع في جلسةٍ مغلقة ،شعارها لا لبيع الوطن مهما كانت الصفقة ،وأمضى الكل بدمائهم على الموافقة ،وتركوا نسخة لتكون للأجيال القادمة مرافقة ،نعم تلك هي الوصية الأبدية ،لأجيال هذه البلدة الطيبة السخية ،فيا ربنا إنا نسألكَ كل صباحٍ وعشية ،أن تحمي وطننا وتبُعد عنه كل بلية ،وتجعلَ قلوبَ أهله صافية جلية .
السجنجل