مآلات المشهد السوري - عندما تتوحد الجغرافيا بالتاريخ - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الأخبار و الشؤون السياسية > قسم الأخبار الوطنية و الأنباء الدولية > أخبار عربية و متفرقات دولية

أخبار عربية و متفرقات دولية يخص مختلف الأخبار العربية و العالمية ...

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

مآلات المشهد السوري - عندما تتوحد الجغرافيا بالتاريخ

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2012-08-22, 12:50   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
أبو عمر الفاروق
عضو نشيط
 
إحصائية العضو










افتراضي مآلات المشهد السوري - عندما تتوحد الجغرافيا بالتاريخ

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
في سورية مذ كان للرومان امبراطورية أتقن السوريون فن المقاومة الإيجابية وصناعة الحياة وجمالها وتركوا ما لقيصر لقيصر، وأخذوا ما لهم من تجارة وتوابل وحرير، ذلك لأنهم يدركون ان قيصر زائل، اما حفرهم العميق في صفحات التاريخ فباق ما بقيت الحياة.. فاتقنوا العيش الرغيد، وامتلأوا جمالا وذوقا رفيعا، ولم تستطع امبراطورية الرومان ان تسكب في ارواحهم شيئا من الانكسار او الهزيمة او شيئا من التملق والانحناء رغم جبروتها وعنفها.. ولأنهم شاميون كانوا يتدللون على التاريخ، مدركين ما حبتهم جغرافيتهم المذهلة من مهمات وأدوار لا تكون لسواهم في الأمة ..لم يعبأوا كثيرا بما يفعل السفهاء فيهم من حكام طواغيت، فلهم في وطنهم ما يفعلون وهو كثير، ولم يربطوا مصير شامهم بمصير الحكام يوما.. هذه معجزة الجغرافيا في صناعة التاريخ.

هل كان لابد ان نتمازج قليلا مع روح الحياة السيار في التاريخ؟ نعم، لكي نقترب برشد مما يجري في سوريا فنتمكن من إحالته على نواميس التدافع في هذه المنطقة المباركة.. ونخرج من فوضى التحليلات والأحكام المسبقة إلى رؤية مآلات الحراك الدامي على ثرى بلاد الشام المباركة.
منذ الاستقلال في 1946 وطرد الاستعمار الفرنسي ظلت لعبة الحكم في سوريا في رواق عسكرتاريا الأحزاب السياسية المؤدلجة وسياسييها.. ولم يستقر أمر النخبة السياسية على حال الا بعد ان تمكن عسكر البعث من حسم الأمر وظل الشعب في واد آخر يرقب عن بعد التطورات في الحكم، فيما يمارس حياته بألوانها جميعا دونما توقف.
امسك النظام العسكري البعثي بأوراق عدة ومتناقضة أحيانا في يده.. امسك بموقف نظري أيديولوجي يتبنى الوحدة العربية ويدافع عن فلسطين، وقدم نموذجا مختلطا عن الاشتراكية الخاصة، وحمى كل ذلك بأجهزة أمنية متعددة مزاجية السلوك في كثير من الأحيان، فرغم دعوته للقومية العربية، دخل صراعا حادا مع حزب البعث العراقي، ورغم تبنيه للقضية الفلسطينية، دخل صراعا داميا مع "م.ت.ف"، ورغم تبنيه للاشتراكية، إلا أن تضخم الثروة بيد مجموعات من المسيطرين على مفاصل الحكم أفقدت الاشتراكية مضمونها.. وكان مع ذلك كله يتصدى لكل من اختلف معه في تفسير أحد العناوين السابقة بقسوة مبالغ فيها، فلقد ألقى ببعثيين كبار كما فعل بالشيوعيين والإسلاميين في غياهب السجون عشرات السنين لا لسبب الا اختلاف في التفسير، ولقد منع سوريين من الحصول على ما يثبت سوريتهم من أوراق ثبوتية او جوازات سفر سنوات طويلة، كما انه تصدى بعنف قاس ضد كل من حاول التعبير عن وجهة نظر مخالفة.. ومع هذا ظل يقدم المساعدات لمن ينسجم مع رؤيته او يبدي له تفهما وانحيازا ضد مخالفيه رغم ان ذلك كلفه الكثير على المستوى الدولي.. اذ قدم مساعدات ضرورية لحماس والجهاد وحزب الله وتبنى دوما خطا سياسيا وفكريا ضد الصهيونية وضد التجزئة الإقليمية.. وفي هذا وذاك ظل الشعب السوري العميق منهمكا في حياته ومنصرفا إلى تدبير شئونه حتى أصبحت سورية البلد العربي الذي يحقق الاكتفاء الغذائي الذاتي وينعم بالاستقرار الاجتماعي، ولكن في ظل سطوة الأجهزة الأمنية التي لطالما بلغت تجاوزاتها حدا لا يطاق.
في سورية بكل تركيبها الخاص ومنذ الاستقلال حصلت انتفاضتان شعبيتان جزئيتان تسلحت كل منهما في نهاية مطافها بالسلاح وتحولت الى مجموعات مقاتلة.. كانت الأولى في بداية الثمانينات عندما اصطدم الإخوان المسلمون بالنظام وحدثت كوارث في البلد كانت مدينة حماة احد مسارحها الرهيبة وتورط الجميع في اخطاء قاتلة انتهت بتشريد عشرات الآلاف الى السعودية والأردن وتمكن النظام من ترميم اوضاعه بعد سنوات عدة ولم يستفد النظام من التجربة، كأن يترك فسحة من الحريات السياسية والتعبير عن المخالفة في الرأي، بل تجذر الخيار الأمني وفقد الناس هامشا كانوا يتحركون فيه.. والآن هي الجولة الثانية وان كانت امتدت لتشمل قوى ليبرالية وتيارات فكرية وسياسية جديدة.. لم يفهم المتفائلون بتغيير سريع للأوضاع في سورية على الطريقة المصرية ان هناك خصوصيات اساسية واخرى مكتسبة تحبط تفاؤلهم.. فلقد كانت النقابات في مصر ومؤسسة القضاء هي عناوين التصدي لسياسات النظام المستمرة، كما ان المعارضات المصرية لم تتورط بالارتباط بالأجنبي والأهم من ذلك ان الانتفاضة المصرية ظلت سلمية ولقد امتحن الإخوان المسلمون في مصر عقودا عدة بالسجون والاغتيالات والتجويع والتضييق ولم يدفعهم ذلك إلى المقاومة المسلحة وهذه المعطيات جميعها غير موجودة في سوريا والتي تتجلى في غياب قوى اجتماعية تنظم الناس وترفع مطالبهم الواقعية.. لذا كان غياب الشعب عن الحراك السوري واضحا على مدار الأشهر الستة الأولى ولم تلتفت دمشق وحلب لما يجري.. فأصبح الحراك في حكم الميت، فكان اللجوء للسلاح من قبل القيادات السياسية المعارضة لاسيما التي تتنقل في العواصم الأوربية وقطر لتبدأ جولة جديدة من الاشتباك الذي اصبح محكوما بفشل المعارضة وبسقوط براءتها عندما نقلت وكالات الأنباء عن فظائع ترتكبها مثلها مثل النظام وعن ارتباطها بالمخابرات البريطانية والألمانية والتركية.
حتى الآن وبعد عشرين شهرا لم تستطع المعارضة السورية من التوحد وتكون الآن دخلت في منعرج خطير بعد ان دوّلت قضيتها واصبحت عنوانا لاستجلاب مسلحين من كل مكان تحت عناوين عدة متناقضة الأهداف والغايات.. وهذا ما يفقدها الآن الدعم الواسع من قبل الممولين الدوليين والإقليميين كما تجلى في حجز الأتراك لسلاح نوعي كان قادما للمجموعات المسلحة في سوريا.
تدرك ايران ان اهتزازا في الوضع السوري سيجد تأثيره على ابواب طهران وخورمشهر، لذلك كان لابد ان تحاول بكل الإمكانيات ان توقف الانهيار رغم ان جماعة النظام لا يرون في الوقوف الايراني معهم ما يكفي انهم يحتاجون الى وديعة مالية ضخمة في الخزينة تحمي الاقتصاد وتحافظ على قيمة الليرة السورية.. وكذلك فإن جماعة النظام في سوريا لا يروا في الموقف الروسي الرافض للتدخل العسكري الغربي ما يكفي، اذ ان سقوط سوريا في حلف الغرب يعني خسارة فادحة لروسيا وهزيمة وخروج من المنطقة كلها.
المعركة الآن في فصلها الأخير.. وتكون امريكا واسرائيل حتى الآن هما المستفيدان المباشران، اذ تم اضعاف سوريا وانهاك جيشها واستنزافها واشغالها في واد بعيد.. اذ كيف يمكن ان تقبل امريكا واسرائيل نهوضا مصريا او على الأقل محاولة نهوض في ظل دولة سورية تمتلك من السلاح الاستراتيجي الشيء المهم ورافضة للاعتراف بإسرائيل والصلح معها.. اذن هكذا وقبل ان تستوي سفينة مصر على الجودي ويشتد عودها لا بد من إسقاط سوريا او اضعافها واستمرار نزفها.. هذا هو الهدف الاستراتيجي الذي تعمل الإدارة الامريكية والاوروبية من اجله.. ومن هنا نفهم اي احساس بالتخوف يقف خلف المبادرة المصرية، ونفهم كذلك التوجسات الاسرائيلية من تداخل التطورات في المنطقة وعلاقة ذلك بالأوضاع في سورية.
سوريا الجغرافيا والتاريخ لا تقبل انكسار الدولة ابدا الا من داخلها.. لذا فإن تسوية ما ستحصل في القريب تنهي فصلا داميا في عمر بلاد الشام ولا بديل عن ذلك الا تفتت سوريا إلى إمارات لا سمح الله.








 


رد مع اقتباس
قديم 2012-08-22, 14:20   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
ghaza_01
عضو محترف
 
الصورة الرمزية ghaza_01
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

سترون حال فلسطين كيف يصبح بعد سقوط الاسد وسترون فرح الصهاينة الكبيييييييييييييييير










رد مع اقتباس
قديم 2012-08-22, 14:35   رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
كاره الرافضة
عضو نشيط
 
الصورة الرمزية كاره الرافضة
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

ستكون سوريا بخير ان شاء الله
ولن يحدث فيها أسوأ مما أحدثه نظام الجحش النصيري بشار حبيب بني صهيون










رد مع اقتباس
قديم 2012-08-23, 15:04   رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
أبو عمر الفاروق
عضو نشيط
 
إحصائية العضو










افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

من سينقذ فلسطين ؟ نظام مدعوم من إيران التي دمرت لبنان والعراق أم نظام عميل للغرب وأمريكا ومرهون لها ؟ كلاهما موضوع لراحة إسرائيل ويخدع نفسه من يظن أن إسرائيل توافق على دعم (( جيش )) سيعكر صفو أمنها وهدوئها، لكن الأكيد أن الشعب السوري بكل طوائفه هو من سيدفع ثمن تكالب هؤلاء على الحكم









رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
لألات, المشهد, الجغرافيا, السوري, بالتاريخ, تتويج, عندما


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 18:43

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc