ظاهرة الباديسية وخطرها على النظام الجمهوري في البطحة

[سندباد علي بابا]

ظاهرة الباديسية وخطرها على النظام الجمهوري في البطحة


مما لا شك فيه أن ظهور ما يسمى بالباديسية كان في خضم الأحداث التي انطلقت في سنة 2019 فيما يُسمى بالحراك الشعبي.


وحتى يُبعد عنها "مُخترعوها" صفة الإسلامية فإنهم أضافوا لها النوفمبرية، وكذلك لربح الوطنيين (يطلقون عليهم هؤلاء الإخوان تسمية الوطنجيين) إلى صفهم في محاربة العلمانيين واللائكيين والحاملين للثقافة الفرنكوفونية.


والباديسية تيار من جماعة أو تنظيم الإخوان المسلمين في البطحة، وهو شبيه بحركة "حسم" المصرية التي ظهرت إبان أحداث مصر التي انطلقت سنة 2011.


والباديسية تيار إخواني في الصميم يُؤمن بأفكار الجماعة والتنظيم الدولي.


ولما اِكتشف بعضُ الوطنيين في النظام خُطورتها حاولُوا اِنهاءها ولكن لم تكتمل العملية وتلك المهمة بسبب الأولويات التي ظهرت وتسارع الأحداث داخلياً وخارجياً.


والخطير في الأمر تغلغُل هذه المجموعة في دواليب الحُكم في البطحة، ومرد ذلك سعي السلطة لاستخدامهم في محاولة لمحاربة خُصومها، على خُطى الشاذلي الذي حاول اِستخدام الإسلاميين الإخوان في ثمانينيات القرن الماضي لإلحاق الهزيمة بخصومه في النظام والسلطة ورأينا جميعنا النتائج التي تمخضت عليها تلك السياسة في نهاية المطاف (العشرية السوداء).


إننا نُؤيد الحكومة في سعيها للقضاء على ظاهرة البطالة المُستفحلة في داخل المُجتمع البطحاوي العظيم.


إن توفير مناصب عمل للشباب هي من أوجب واجبات الدولة.


إن حملة التعيينات الواسعة في مناصب البروفيسورا التي قامت بها الحكومة في الفترة الأخيرة دون الاعتماد على المعايير القديمة سمح بولوج آلاف الباديسيين/ من الإخوان إلى ساحات وميادين الجامعات وهؤلاء ومن خلال تلك المناصب سيكون لهم كلمتهم في تكوين الطلبة على مستوى الليسانس والماجستير والماستر 1 – 2 في المستقبل، وسيُمكن هؤلاء سواء بالترغيب أي من خلال الفعل الدعوي أو الدعوة أو بالترهيب من خلال قتل رُوح الإبداع لدى من يرفض عرضهم من مناوئيهم من تجنيد عشرات الآلاف من الشباب لخدمة المشروع الإسلامي أقصد المشروع الإخواني في البطحة بخاصة والعالم العربي بعامة.


لقد سبق وأن ذكر الأستاذ الزاوي بخطُورة ما يجري في الجامعة الآن من تعيينات في مناصب البروفيسورا بعيداً عن المعايير الأكاديمية المعمول بها في دول العالم.


إن ما قاله الزاوي ينم عن تخوف الرجل من تكرار سيناريو التسعينات والذي اِنطلق من الجامعة مسنوداً بمناهج والبرامج التعليمية للمدرسة التي قام عليها إخوان من هنا (من البطحة) وهناك (مُبتعثين مصريين من إخوان جمال عبد الناصر المطرودين من أجهزة الدولة هناك أيام المد الناصري)، كما أنهُ تعبيرٌ صادقٌ عن غيرة الرجل على الجامعة والوضع المأساوي الذي اِنتهت إليه بسبب السياسة الشعبوية للسلطة الحاكمة الحالية (اِتجاهها)، ولأهداف سياسية انتخابية حصراً كما كان يحدث طوال الوقت في علاقة النظام/ السلطة/ الحاكم بالجامعة، ففي البطحة عندما يتعلقُ الأمر بالتشبث بالسلطة يتم تسييس كل شيء حتى الجامعة، وعندما ترى السلطة الحاكمة خطراً داهماً من جهة أو قطاع أو مؤسسة.. ما تقوم بتمييعها.


إن الكلام نفسه نُسقطه على الحملة الواسعة في التعيينات التي طالت قطاع التربية، فخوفنا كان ولا زال في اِستغلال الإسلاميين الإخوان لرغبة السلطة في القضاء على البطالة لأهداف سياسية أو لأهداف موضوعية والتغلغل داخل القطاع واِحكام السيطرة عليه فكرياً وعددياً، وتكرار التجارب المؤلمة السابقة بتحويل الإخوان هذه الأماكن والميادين والمؤسسات العلمية إلى حاضنات وأوعية سياسية وساحات سياسية لبث أفكار التطرف والإسلاماوية وفكر الإخوان فيها بعيداً عن الأهداف التي وُجدت من أجلها.


لكن أخطر دور لعبه هذا التنظيم الفتي والمراهق مشاركته في سرقة هاتف مُعارض بطحاوي في إسبانيا وهذه الأدوار المشتركة ستمكنه من أخذ تجارب عملية من الأجهزة الرسمية وسينقلب ذلك على الأجهزة تلك وعلى النظام والدولة إن آجلاً أو عاجلاً.


بقلم: سندباد علي بابا

[سندباد علي بابا]

لا أنترنت اليوم في مكتبي ..اليوم 7 وهي مُنقطعة عن مكتبي.

تطبيق الويفي منزوع من جهاز حاسبونا

هناك من عبث بالجهاز أو بعلبة تغذية الأنترنت ...

[سندباد علي بابا]

ذوو التوجه الإسلامي في حزب الأفلان متواطؤون في هذا المسألة (أقصد تغلغل وتسهيل الأمر لجماعة الباديسية)...