تراث تلمسان الأدبي البردة نموذجا

[محمد البوخاري]

تراث تلمسان الأدبي
البردة أنموذجا

تلمسان عاصمة المغرب الأوسط قديما وتحتل موقعا حدوديا بين المغرب والجزائر ،حيث تقع غرب الجزائر .وشكلت حلقة وصل مع فاس المغربية كعاصمة علمية وتارخية لمختلف الدول الاسلامية في المغرب.ومثلها مثل أي عاصمة ثقافية أو قطب تعليمي مركزي في الدولة استقطبت الكثير من العلماء الذين لجؤوا إليها وقصدوها للتعلم أو التعليم .فلجأت معظم الدول –المرابطية،الموحدية،الزيانية، المرينية- إلى إنشاء المعاهد والمدارس التي ظلت مقصد معظم طلبة العلم .وكانت تدرس فيها جميع العلوم الاسلامية بمختلف فروعها .وبرز فيها الكثير من العلماء بمختلف تخصصاتهم واهتماماتهم ن والذين تركوا تراثا زاخرا من المؤلفات في مختلف فروع العلم .لعل منها علوم اللغة والادب ،وكاد يكون الإهتمام الأبرز في مجال الأدب هو قصيدة البردة([1]) في المديح النبوي ، والتي غطت المؤلفات والشروح حولها النسبة الأكبرمن المؤلفات الأدبية في أكثر من عشرة قرون خلت .
كان اهتمام العلماء في تلمسان منصبا على علوم اللغة والأدب فشكل التأليف الأدبي واللغوي عموما حوالي ثلث تراث تلمسان المكتوب مقارنة بالعلوم الاخرى .وكان الميل إلى الشروح هو السائد نظرا لوظيفته التعليمية ، ومن أبرز الأمثلة الدالة على صحة هذا الاتجاه في التفسير هو وجود مؤلفات متعددة مثل :
- أٍرجوزة في اختصار ألفية ابن مالك تأليف أبو عبد الله محمد بن أحمد بن محمد بن محمد بن أبي بكر بن مرزوق الحفيد العجيسي التلمساني([2]).
- إيضاح المسالك على ألفية ابن مالك تأليف أبو عبد الله محمد بن أحمد بن محمد بن محمد بن أبي بكر بن مرزوق الحفيد العجيسي التلمساني.
- الثاقب في لغة ابن الحاجب تأليف أبي الحسن علي بن أبركان الراشدي([3]).
- شرح شواهد الألفية تأليف أبو عبد الله محمد بن أحمد بن محمد بن محمد بن أبي بكر بن مرزوق الحفيد العجيسي التلمساني.
- شرح الاجرومية الدر المنظوم تأليف محمد بن يوسف السنوسي([4]).
-شرح على جمل الخونجي.تأليف محمد بن عبد الكريم المغيلي التلمساني([5]).
- شرح لغة قصائد المغربي الخطيب تأليف أبي عبد الله المقري([6]).
- مختصر تلخيص المفتاح تأليف محمد بن عبد الكريم المغيلي التلمساني.
أما قصائد المدح الموازية في موضوعها للبردة فلم تنل حظها من الانتشار والثبات أمام سيطرة البردة على الاهتمامات ،حتى أنها لم تعد تذكر إلا في كتب التراجم ومنها على سبيل المثال لا الحصر:
- العوفي تأليف إبراهيم بن أبي بكر الأنصاري التلمساني هو عبارة عن مجموع قضائد في المدح والسيرة النبوية والمولديات قال ابن مريم "..اودعها مضمن كتاب العوفي..." ([7]). رغم شهرة الانصاري بمؤلفه المعروف بالتلمسانية.
- قصائد مدح النبي صلى الله عليه وسلم تأليف أحمد بن الحاج المانوي التلمساني([8]).
إلا أ نها أعمال أو مؤلفات لم تشتهر- كما لم تنتشر- كما ا شتهرت البردة وكثرت حولها التفاسير والشروح ، حتى أن عالم متأخرمثل المغيلي –بالمقارنة مع سابقيه إلى شرحها- قد عارضها (قصيدة معارضة البردة للبوصيري) ([9]).أما شروحها فكثيرة منها ما هو موجود في بعض الخزائن الحكومية والفردية. ومنها ما هو مفقود .وقد وصلت المبالغة في الإهتمام بهذا العمل الأدبي إلى درجة وضع أكثر من شرح واحد مثل شروح ابن مرزوق الحفيد الثلاثة(الكبير والاوسط والاصغر على سبيل التخصص في الموضوعات) كما ياتي تعريفها- بعضها موجود ومنه ما هو قيد التحقيق- وعلي بن ثابت التلمساني([10]) الذي وضع عليها ثلاثة شروح (كما قال التنبكتي في كفاية المحتاج بتطريز الديباج ونقله عنه محمد بن محمد مخلوف في شجرة النور الزكية في طبقات المالكية) وهي مؤلفات تعتبر مفقودة ومجهولة العناوين .وهذه قائمة حاصرة لما ألف من شروح حول قصيدة البردة:
- إظهار صدق المودة في شرح قصيدة البردة تأليف أبو عبد الله محمد بن أحمد بن محمد بن محمد بن أبي بكر بن مرزوق الحفيد العجيسي التلمساني. منه نسخة في المكتبة الوطنية بالجزائر رقم 1136. ونسخ أخرى في بعض خزائن المغرب الشقيق.ويعمل أحد الباحثين على تحقيقه ضمن أحد مشاريع جامعة الجزائر.
- الإستيعاب لما في البردة من البيان والإعراب تأليف أبو عبد الله محمد بن أحمد بن محمد بن محمد بن أبي بكر بن مرزوق الحفيد العجيسي التلمساني.وهي لمناقشة الجوانب اللغوية في قصيدة البردة.
- شرح البردة الاوسط تأليف أبو عبد الله محمد بن أحمد بن محمد بن محمد بن أبي بكر بن مرزوق الحفيد العجيسي التلمساني.
- شرح البردة تأليف سعيد العقباني التلمساني ([11]).
- شرح البردة تأليف أحمد بن الحاج المانوي التلمساني. قال ابن مريم "..ولم يكمله قيل له ولم لم تكمله قال لأني انتقلت من رتبة إلى رتبة أعلى منها جمع فيه بين شرح الحفيد ابن مرزوق وشرح العقباني وشرح سيدي علي بن ثابت رضي الله عن الجميع وإن ظهرت له زيادة في المعنى أو الإعراب زادها .." ([12]) .
معاشو بووشمة باحث أكاديمي الجزائر.







([1] ) ليست قصيدة كعب بن زهير الذي ألقى عليه الرسول الكريم –صلعم-بردته فسميت كذلك. إنما هي قصيدة البردة الموسومة بالكواكب الدرية في مدح خير البرية الشهير بالبردة الميمية للشيخ شرف الدين أبى عبد الله محمد بن سعيد الدولاصى ثم البوصيري المتوفى سنة 694
([2] ) من ابرز علماء تلمسان توفي سنة 842 هجرية انظر ترجمته في معاجم المؤلفين وكتب التراجم
([3] ) من علماء تلمسان المتوفي سنة 856 هجرية
([4] ) صاحب العقائد المشهورة المتوفي سنة 895 هجرية
([5] )قاضي فاس ومن مشاهير علماء تلمسان، توفي سنة756هجرية.
([6] ) صاحب قضية يهود توات، والمتوفي سنة 909 هجرية.
([7] )ابو بكر الانصاري التلمساني صاحب التلمسانية المشهورة والمتوفي سنة 696 هجرية.
([8] ) تلميذ السنوسي و المتوفي سنة 930 . أنظر البستان 18.
([9] )ابن مريم الشريف المليتي التلمساني.البستان في ذكر العلماء في تلمسان.ص256.
([10] )تلميذ ابن مرزوق الحفيد ،توفي سنة 889هجرية.انظر البستان لابن مريم .ص-23.
([11] )المتوفي سنة811 هجرية .
([12] ) البستان 23.

[eid4a]

جازاك الله خيرا أخي ولكن البردة تحوي بعض المحالفات الشرعية..في الإفراط في حب النبي صلى الله عليه وسلم (وليس صلعم) بجعله بمرتبة الربوبية...وهي من أوهام وضلالات الصوفية...
شكرا أخي على الموضوع وتقبل مني فائق الإحترام و التقدير

[محمد البوخاري]

مشكورين على التدخل و تحصيل الحاصل
ما نشر حولها معروف واظنه مشهور
لكن اردت ان اوضح امور مهمة
اولا بعض المواقع التي نشرت تلك التنبيهات تنشر كوارث مثل نشر وترويج(للتحميل) كتاب دولة بني حماد الذي يمجد الشيعة الرافضة التي قتلت ونكلت باهل السنة اشد التنكيل .ولست ضد نشره للتحميل لكن ليس حرام علينا حلال عليكم
ثانيا الذين قاموا بشرح البردة ليسوا اي كان فلهم قدرهم ومكانتهم العلمية يجب ان نعرف من يكونون.
ثالثا يقول شيخ الاسلام بن كثير ناقل الكفر ليس بكافر وما قمت به ما هو الا عرض حال وتوصيف اعمال.