((فريد العصر علماً ومعرفة، وشجاعة وذكاء، وتنويراً إلهياً)) - الصفحة 3 - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الدين الإسلامي الحنيف > قسم العقيدة و التوحيد

قسم العقيدة و التوحيد تعرض فيه مواضيع الإيمان و التوحيد على منهج أهل السنة و الجماعة ...

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

((فريد العصر علماً ومعرفة، وشجاعة وذكاء، وتنويراً إلهياً))

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2014-02-01, 19:49   رقم المشاركة : 31
معلومات العضو
رحمة 20
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي

بارك الله فيك يا مبدعة









 


قديم 2014-02-01, 19:58   رقم المشاركة : 32
معلومات العضو
ناصرالدين الجزائري
بائع مسجل (ب)
 
الأوسمة
وسام التقدير لسنة 2013 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة منصور23 مشاهدة المشاركة
قال ابن حجر الهيثمي في الفتاوى الحديثية وقد كتب إليه بعض أجلاء أهل عصره علما ومعرفة سنة خمس وسبعمائة من فلان إلى الشيخ الكبير العالم إمام أهل عصره بزعمه أما بعد فإنا أحببناك في الله زمانا وأعرضنا عما يقال فيك إعراض الفضل إحسانا إلى أن ظهر لنا خلاف موجبات المحبة و بحكم ما يقتضيه العقل و الحس وهل يشك في الليل عاقل إذا غربت الشمس ؟! وإنك أظهرت أنك قائم بالأمر بالمعروف و النهي عن المنكر و الله أعلم بقصدك ونيتك ولكن الإخلاص مع العمل ينتج ظهور القبول وما رأينا آل أمرك إلا إلى هتك الأستار والإعراض باتباع من لا يوثق بقوله من أهل الأهواء و الأغراض . فهو كسائر زمانه يسب الأوصاف والذوات ولم يقنع بسب الأحياء حتى حكم بتكفير الأموات ولم يكفه التعرض على من تأخر من صالحي السلف حتى تعدى إلى العصر الأول ومن له أعلى المراتب في الفضل ، فيا ويح من هؤلاء خصماؤه يوم القيامة ! وهيهات أن لا يناله غضب وأنى له بالسلامة وكنت ممن سمعه وهو على منبر جامع الجبل بالصالحية وقد ذكر عمر بن الخطاب (رض) فقال : أن عمر له غلطات وبليات ! وأي بليات ! وأخبر عنه بعض السلف أنه ذكر علي بن أبي طالب رضي الله عنه في مجلس آخر فقال : أن عليا أخطأ في أكثر من ثلاثمائة مكان ! فيا ليت شعري من أين يحصل لك الصواب إذا أخطأ عليّ بزعمك كرم الله وجهه وعمر بن الخطاب ؟ . والآن قد بلغ هذا الحال إلى منتهاه والأمر إلى مقتضاه و لا ينفعني إلا القيام في أمرك ودفع شرك لأنك قد أفرطت في الغي ووصل أذاك إلى كل ميت وحي وتلزمني الغيرة شرعا لله ولرسوله ويلزم ذلك جميع المؤمنين وسائر عباد الله المسلمين بحكم ما يقوله العلماء وهم أهل الشرع وأرباب السيف الذين بـهم الوصل والقطع إلى أن يحصل منك الكف عن أعراض الصالحين رضي الله عنهم أجمعين. انتهى ،
نقل (( السفاريني )) عنه أنه قال ما نصه : الكل مقر بأن (( معاوية )) ليس كفئاً لعلى كرم الله وجهه في الخلافة ، ولا يجوز أن يكون معاوية خليفة مع إمكان استخلاف على ( لسابقته وعلمه ودينه وشجاعته وسائر فضائله فإنها كانت معروفة عندهم كإخوانه أبي بكر وعمر وعثمان ( ولم يكن بقي من أهل الشورى غيره وغير سعد لكن (( سعداً )) قد ترك هذا الأمر وكان قد انحصر في على وفي عثمان رضي الله تعالى عنهما . فلما توفي عثمان لم يبق لها معين إلا على ( . وإنما وقع ما وقع من الشر بسبب قتل عثمان ( ومعاوية لم يدع الخلافة ولم يبايع له بها حين قاتل علياً ، ولم يقاتله على ( على أنه خليفة ، ولا أنه يستحق الخلافة ولا كانوا يرون أنه يبدأ علياً بقتال بل لما رأى أن لهؤلاء شوكة وهم خارجون عن طاعته رأى أن يقاتلهم حتى يردوا إلى الواجب وهم رأوا أن عثمان ( قتل مظلوماً باتفاق وقتلته في عسكر علي ( وهم غالبون لهم شوكة وعلى كرم الله تعالى وجهه لم يمكنه دفعهم كما لم يمكنه الدفع عن عثمان فرأوا الآراء الفاسدة أن يبايع خليفة يقدر على أن ينصفنا ويبذل لنا الإنصاف . وكان من جهال الفريقين من يظن بالإمامين على وعثمان رضي تعالى عنهما ظنوناً كاذبة منهم من يزعم أن علياً ( أمر بقتل عثمان ( وكان علي ( يحلف وهو البار الصادق بلا يمين أنه لم يقتله ولا راضى بقتله ولم يمالى قتله وهذا معلوم منه بلا ريب رضوان الله تعالى وكان أناس من محبي على ومن مبغضه يشيعون ذلك عنه فمحبوه يقصدون الطعن على عثمان ، وأنه كان يستحق القتل وأن علياً أمر بقتله . ومبغضوه يقصدون الطعن على علي ( وأنه أعان على قتل الخليفة المظلوم الشهيد الذي صبر نفسه ولم يدفع عنها ، ولم يسفك دم مسلم في الدفع عنه وأمثال هذه الأمور التي تنسب إلى المشنعين العثمانية والعلوية وكل من الطائفتين مقر بأن معاوية ليس بكفء لعلى ( وقد ولى الخلافة ووقعت له المبايعة لما قتل عثمان فقد جاء الناس يهرعون إليه فقالوا له : نبايعك فمد يدك فلا بد للناس من أمير فقال كرم الله تعالى وجهه : ليس ذلك إليكم إنما ذلك لأهل بدر فمن رضي به أهل بدر فهو خليفة فلم يبق أحد من أهل بدر إلا أتى علياً فقالوا : ما نرى أحداً أحق بها منك مد يدك نبايعك فبايعوه وهرب مروان وولده . انتهى .
ثم ذكر تمام القصة قتل عثمان ومحاربة معاوية لعلي ( ، ثم فيما قال البخاري في (( صحيحه ))من حديث أبي سعيد الخدري أن النبي ( جعل ينفض التراب عن (( عمار )) وهم يبنون المسجد النبوي ويقول : (( ويح عمار يدعوهم إلى الجنة ويدعونه إلى النار )) : قال وجعل عمار يقول : أعوذ بالله تعالى من الفتن . وفي رواية : (( ويح عمار تقتله الفئة الباغية فيدعوهم إلى الجنة ويدعونه إلى النار )) .
قال شيخ الإسلام ابن تيمية قدس سره : ومن رضي بقتل عمار ( كان حكمه حكمها ، أي حم الفئة الباغية التي قتلته ويروى أن (( معاوية )) تأول ذلك وقال قتله من أخرجه ، فألزمه (( على )) بقوله : فرسول الله ( إذن قتل (( حمزة )) حين أخرجه لقتال المشركين .
قال الشيخ : لا يب أن قول على ( عنه هذا هو الصواب انتهى .
فإذا وعيت ما تلوناه عليك تبين لك أن حكاية من رمى الشيخ ابن تيمية باستنقاصه للصحابة ذوي النفوس الزكية كلام ولا أصل له ولا أساس ؛ بل هو من عمل من يوسوس في صدور الناس فنعوذ بالله من سر الوسواس الخناس . والحمد لله وحده .
وبه أيضاً تبين للمصنف وكلامنا معه أن ما نسبه الشيخ ابن حجر إلى شيخ الإسلام من سوء الاعتقاد في أكابر الصحابة الكرام لا أصل له . وكذا أغلب ما نسب غليه كما ستقف - إن شاء الله تعالى عليه .
يتبع









قديم 2014-02-01, 21:09   رقم المشاركة : 33
معلومات العضو
ناصرالدين الجزائري
بائع مسجل (ب)
 
الأوسمة
وسام التقدير لسنة 2013 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة منصور23 مشاهدة المشاركة
قال ابن حجر الهيثمي في الفتاوى الحديثية واعلم انه قد خالف الناس في مسائل … في أمثال ذلك من مسائل الأصول مسألة الحسن والقبح التزم كل ما يرد عليها

أختلف العلماء في تفريعها وتأصيلها . فعند الأشعرية هم شرعيان . وعند غالب الحنفية وكثير من أصحاب المذاهب وجمهور المعتزلة عقليان . فإذا خالف الشيخ ابن تيمية قول السادة الأشعرية ووافق قوله غير واحد من الحنفية أو الشافعية أو الحنبلية ، هل ينبغي أن يعد ذلك من الأقوال المطعونة والآراء المرذولة ، بحيث إذا سمع هذا التجهيل جاهل ، أو عالم عن الاختلاف غافل ، يظن أن الشيخ ابن تيمية قد تفرد بهذه المسألة ، وشذ عن أهل السنة النبوية ، ولم يعلم أنه قد أختلف فيها أيضاً من فحول الأئمة الماتريدية ، فاستمع الآن ما تنقله لك من كتب الاسلاف التى هي كفيلة بتبيان الخلاف .
قال العلامة صدر الشريعة الحنفى في التوضيح شرح التنقيح : هذه المسألة من أمهات مسائل الأصول ، ومهمات مباحث المعقول والمنقول ، ومع ذلك هي مبنية على مسائل الجبر والقدر التى زلت في بواديها أقوام الراسخين ، وضلت في مباديها أفهام المتفكرين ، وغرقت في بحارها عقول المتبحرين . وحقيقة الحق فيها – أعنى الحق بين الإفراط والتفريط – سر من أسرار الله تعالى التى لا يطلع إلا خواص عباده . وهأنذا بمعزل من ذلك ، لكن أوردت مع العجز عن درك الإدراك قدر ما وقفت عليه ، ووقفت لإيراده .


أعلم أن العلماء قد ذكروا أن الحسن والقبح يطلقان على ثلاثة معان :
الأول : كون الشئ ملائماً للطبع ومنافراً له .
والثاني : كونه صفة كمال ، وكونه صفة نقصان .
والثالث : كون الشئ متعلق المدح عاجلاً والثواب آجلاً ، وكونه متعلق الذم عاجلاً والعقاب آجلاً .
فالحسن والقبح بالمعنيين الأولين يثبتان بالعقل أتفاقاً ، أما بالمعني الثالث فقد أختلفوا فيه ، فعند الأشعري لا يثبتان بالعقل بل بالشرع فقط . فهذا بناء على أمرين :


أحدهما – أن الحسن والقبح ليسا لذات الفعل وليس للفعل صفة يحسن الفعل أو يقبح لأجلها عند الأشعري .
وثانيهما – أن فعل العبد ليس باختياره عنده ، فلا يوصف بالحسن والقبح ومع ذلك جوز كونه متعلق الثواب والعقاب بالشرع ، بناء على أن عنده لا يقبح من الله تعالى أن يثبت العبد أو يعاقبه على ما ليس باختياره ، لأن الحسن والقبح لا ينسبان إلى أفعال الله تعالى عنده .

فالحسن والقبح بالمعني الثالث يكونان عند الأشعري بمجرد كون الفعل مأموراً به ومنهياً عنه . وعند المعتزلة ما يحمد على فعله سواء يحمد عليه شرعاً أو عقلاً . والقبح ما يذم على فعله . ثم بعد ما أبطل دليل الأشعري بما يطول نقله قال : وعند بعض أصحابنا يعني الحنفية والمعتزلة حسن بعض أفعال العباد وقبحها يكونان لذات الفعل أو لصفة له ويعرفان عقلاً أيضاً ، لأن وجوب تصديق النبي  إن توقف على الشرع يلزم الدور ، وإن لم يتوقف على الشرع كان واجباً عقلاً فيكون حسناً عقلاً . وأيضاً وجوب تصديق النبي  موقوف على حرمة الكذب ، فهي إن ثبتت شرعاً يلزم الدور ، وإن ثبتت عقلاً يلزم قبحاً عقلاً .


ثم قال : ولما أثبتنا الحسن والقبح العقليين – وفي هذا القدر لا خلاف بيننا وبين المعتزلة – أردنا أن نذكر بعد ذلك الخلاف بيننا وبينهم ، وذلك في امرين :
أحدهما – أن العقل عندهم حاكم مطلقاً بالحسن والقبح على أن الله تعالى وعلى العباد . أما على الله تعالى فلأن الأصلح واجب على الله تعالى بالعقل ، فيكون تركه حراماً على الله تعالى . والحكم بالوجوب والحرمة يكون حكماً بالحسن والقبح ضرورة . وأما على العباد فلأن العقل عندهم يوجب الأفعال عليهم ويبيحها ويحرمها من غير أن يحكم الله تعالى فيها بشئ من ذلك . وعندنا ، الحاكم بالحسن والقبح هو الله تعالى ، وهو متعال عن أبي يحكم غيره ، وعن أن يجب عليه شئ ، وهو خالق أفعال العباد ، جاعل بعضها حسناً وبعضها قبيحاً وله في كل قضية كلية أو جزئية حكم معين ، وقضاء مبين ، وإحاطة بظواهره وبواطنها ، وقد وضع فيها ما وضع من خير أو شر ، ومن نفع أو ضر ، ومن حسن أو قبح .
وثانياً – أن العقل عندهم يوجب العلم بالحسن والقبح بطريق التوليد بأن يولد العقل العلم بالنتيجة عقب النظر الصحيح . وعندنا العقل آلة لمعرفة بعض من ذلك ، إذ كثير مما حكم الله تعالى بحسنه أو قبحه لم يطلع العقل على شئ منه ، بل معرفته موقوفة على تبليغ الرسل ، لكن البعض منه قد أوقف الله تعالى العقل على انه غير مولد للعلم ، بل أجرى عادته بخلق بعضه من غير كسب ، وبعضه بعد الكسب . أى ترتيب العقل المقدمات المعلومة ترتيباً صحيحاً على ما مر أنه ليس لما قدرة إيجاد الموجودات ، وترتيب الموجودات ليس بإيجاده . أهـ . ملخصاً .
وكتب السعد في تلويحه على قوله (( وعندنا الحاكم بالحسن والقبح هو الله تعالى )) ما نصه : لا يقال هذا مذهب الأشاعرة بعينه ، لأنا نقول : الفرق هو أن الحسن والقبح عند الأشاعرة لا يعرفان إلا بعد كتاب ونبي وعلى هذا المذهب قد يعرفها العقل بخلق الله تعالى علماً ضرورياً بهما ، إما بلا كسب كحسن تصديق النبي وقبح الكذب الضار ، وإما مع كسب كالحسن والقبح المستفادين من النظر في الأدلة وترتيب المقدمات ، وقد لا يعرفان إلا بالنبي والكتاب كأكثر أحكام الشرع .









قديم 2014-02-01, 21:17   رقم المشاركة : 34
معلومات العضو
ناصرالدين الجزائري
بائع مسجل (ب)
 
الأوسمة
وسام التقدير لسنة 2013 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة منصور23 مشاهدة المشاركة
قال ابن حجر الهيثمي في الفتاوى الحديثية واعلم انه قد خالف الناس في مسائل … وأن مخالف الإجماع لا يكفر ولا يفسق ،
الصحيح أن مخالف الإجماع لا يكفر . فقد قال أبو زرعة في شرح جمع الجوامع نقلاً عن الرافعي أنه قال : كيف نكفر من خالف الإجماع ، ونحن لا نكفر من رد أصل الإجماع وإنما نبدعه . أهـ . وقال العلامة السيد محمد أمين الشامي في حاشيته في باب المرتد : والحق أن المسائل الإجماعية تارة يصحبها التواتر عن صاحب الشرع كوجوب الخمس ، وقد لا يصحبها فالأول - يكفر جاحده لمخالفته التواتر لا لمخالفته الإجماع . أهـ .
ثم نقل في نور العين عن رسالة الفاضل الشهير حسام جلبي من عظماء علماء السلطان سليم بن بايزيدخان ما نصه : إذا لم تكن الآية أو الخبر المتواتر قطعي الدلالة ، أو لم يكن الخبر متواتراً ، أو كان قطعياً لكن فيه شبهة ، او لم يكن الإجماع إجماع الجميع ، أو كان ولم يكن إجماع الصحابة ، أو كان ولم يكن إجماع جميع الصحابة ، أو كان إجماع جميع الصحابة ولم يكن قطعياً ، بأن لم يثبت بطريق التواتر ، أو كان قطعياً لكن كان إجماعاً سكونياً - ففى كل من هذه الصور لا يكون الجحود كفراً ، يظهر ذلك لمن نظر في كتب الأصول . فاحفظ هذا الأصل فإنه ينفعك في استخراج فروعه حتى تعرف منه صحة ما قيل : إنه يلزم الكفر في موضع كذا ، ولا يلزم في موضع آخر . أهـ .

وقال الشيخ محيى الدين ( في الباب الثامن والثمانين من الفتوحات ) والإجماع إجماع الصحابة ( بعد رسول الله ( . وما عدا عصرهم فليس بإجماع يحكم به . وصورة الإجماع : أن يعلم أن المسألة بلغت لكل واحد من الصحابة فقال فيها بذلك الحكم الذى قال به الآخر ، إذ لم يبق منهم أحد إلا وقد وصل إليه ذلك الأمر ، وقد قال فيه بذلك الحكم . فإن نقل عن واحد منهم خلاف في شئ وجب رد الحكم فيه إلى الكتاب والخبر النبوي ، فإنه خير وأحسن تأويلاً .
ولا يجوز أن يدان الله تعالى بالرأى ، وهو القول بغير حجة ولا برهان ، لا من كتاب ولا من سنة ولا إجماع . وإن كنا لا نقول بالقياس فلا نخطئ مثبته إذا كانت العلة الجامعة معقولة جلية ، يغلب على الظن أنها مقصودة للشارع ، وغنما منعنا نحن الأخذ بالقياس لأنه زيادة في الحكم ، وفهمنا من الشارع أنه يريد التخفيف عن هذه الأمة ، وكان يقول : (( أتركوني ما تركتكم )) أهـ .
وقد أجمل الشيخ ابن حجر عفا الله تعالى عنه هذا القول ولم يعزه أيضاً إلى محله . وقد أطنب الأصوليين في بحث مخالفة الإجماع وتقسيمه ، فإن أردت التفصيل فعليك بكتبهم . وأما حجية الإجماع فقد قال بها الشيخ ابن تيمية ، ففى فتاواه ما نصه :
( مسألة في إجماع العلماء - هل يجوز للمجتهد خلافه وما معناه ؟
أجاب : معنى الإجماع أن يجمع علماء المسلمين على حكم من الأحكام ، وإذا ثبت إجماع الأمة على حكم لم يكن لأحد أن يخرج عن إجماعهم . فإن الأمة لا تجتمع على ضلالة ، ولكن كثيراً من المسائل يظن بعض الناس فيها إجماعاً ولا يكون الأمر كذلك ، بل يكون القول الآخر أرجح في الكتاب والسنة . وأما أقوال بعض الأئمة كالفقهاء الأربعة وغيرهم فليس حجة لازمة ولا إجماعاً باتفاق المسلمين .
بل قد ثبت عنهم رضي الله تعالى أنهم نهوا الناس عن تقليدهم وأمروا إذا رأوا قولاً في الكتاب والسنة أقوى من قولهم أن يأخذوا بما دل عليه الكتاب والسنة ويدعوا أقوالهم .
ولهذا كان الأكابر من أتباع الأئمة الأربعة لا يزالون إذا ظهر لهم دلالة الكتاب والسنة على ما يخالف قول متبوعهم اتبعوا ذلك ، مثل مسافة القصر فإن تحديدها بثلاثة أيام وستة عشر فرسخاً لما كان قولاً ضعيفاً كان طائفة من العلماء من أصحاب أحمد وغيرهم يرى قصر الصلاة في السفر الذى دون ذلك ، كالسفر من مكة إلى عرفة ، فإنه قد ثبت أن أهل مكة قصروا مع النبي ( بمنى وعرفه .
وكذلك طائفة من أصحاب مالك وأبي حنيفة وأحمد قالوا : إن جمع الطلاق الثلاث واحدة ، لأن الكتاب والسنة عندهم إنما يدل على ذلك ، وخالفوا أئمتهم . وطائفة من أصحاب مالك والشافعي وأبي حنيفة رأوا غسل الدهن النجس ، وهو خلاف قول الأئمة الأربعة . وطائفة من أصحاب أبي حنيفة رأوا تحليف الناس بالطلاق ، وهو خلاف قول الأئمة الأربعة ، بل ذكر ابن عبد البر أن الإجماع منعقد على خلافه . وطائفة من أصحاب مالك وغيرهم قالوا: من حلف بالطلاق فإنه يكفر يمينه ، وكذلك من حلف بالعتاق .
وكذلك قال طائفة من أصحاب أبي حنيفة والشافعي أن من قال : الطلاق يلزمني لا يقع به طلاق ، ومن حلف بذلك لا يقع به طلاق . وهذا منقول عن أبي حنيفة نفسه . أهـ . باقتصار .
قلت : ومن ذلك الأقوال الزفرية التى نقلتها الأئمة الحنفية ، فإن التقوى فيها على قول زفرة لقوة أدلته ، ولم يلتفت فيها على قولهم . وأشباه ذلك كثير لمن تتبع أقوال علماء المذاهب الأربعة . أهـ .

فتدبر وافهم .

يتبع









قديم 2014-02-01, 21:25   رقم المشاركة : 35
معلومات العضو
ناصرالدين الجزائري
بائع مسجل (ب)
 
الأوسمة
وسام التقدير لسنة 2013 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة منصور23 مشاهدة المشاركة
قال ابن حجر الهيثمي في الفتاوى الحديثية واعلم انه قد خالف الناس في مسائل … وأن ربنا سبحانه وتعالى عما يقوله الظالمون والجاحدون علوّ كبيرا محل الحوادث تعالى الله عن ذلك وتقدس
لا بد قبل الشروع في الحجاج من تحرير محل النزاع ، ليكون التوارد بالنفي والإثبات على شئ واحد فنقول :
الحادث هو الموجود بعد العدم ، وأما مالا وجود له وتجدد ، ويقال له متجدد ، ولا يقال له حادث فثلاثة أقسام : الأول - الأحوال ولم يجوز تجددها في ذاته تعالى إلا أبو الحسن من المعتزلة فإنه قال : بتجدد العالمية فيه بتجدد المعلومات .
الثاني - الإضافات أى النسب ، ويجوز تجددها اتفاقاً من العقلاء حتى يقال : كأنه تعالى موجود مع العلم بعد أن لم يكن معه .
الثالث - السلوب ، فما نسب إلى ما يستحيل إنصاف البارئ تعالى به امتنع تجدده ، كما في قولنا : إنه ليس بجسم ولا جوهر ولا عرض . فإن هذه سلوب يمتنع تجددها وإلا جاز ، فإنه تعالى موجود مع كل حادث ، وتزول عنه هذه المعية إذا عدم الحادث ، فقد تجدد له صفة سلب بعد ان لم تكن .
وإذا عرفت هذا الذى ذكرناه فقد اختلف في كونه تعالى محل الحوادث ، أى الأمور الموجودة بعد عدمها ، فمنعه الجمهور من العقلاء من أرباب الملل وغيرهم . وقال المجوس : كل حادث هو من صفات الكمال قائم به ، أى يجوز أن تقوم به الصفات الكمالية الحادثة مطلقاً . وقال الكرامية :
على هامش الأصل ؟ (( ولعل الصواب أخذاً مما يأتى : أهل السنة وغيرهم إلا الكرامية والمجوس . فلعل السقط من الناسخ )) أهـ .
يجوز أن يقوم به الحادث لا مطلقاً ، بل كل حادث يحتاج البارئ إليه في إيجاده للخلق ، ثم اختلفوا في ذلك الحادث فقيل : هو الإدارة ، وقيل هو قوله : كن . واتفقوا على أن الحادث القائم بذاته يسعى حادثاً ، ومالاً يقوم بذاته من الحوادث يسمى محدثاً لا حادثاً . ولهم في إثبات امتناع بذاته لجاز أزلاً واللازم سبحانه ثلاثة وجوه : الأول - لو جاز قيام الحادث بذاته لجاز أزلاً واللازم باطل.
الثاني - صفاته تعالى صفات كمال ، فخلوه عنها نقص ، والنقص عليه محال إجماعاً ، فلا يكون شئ من صفاته حادثاً وإلا كان خالياً عنه قبل حدوثه .
الثالث : أنه تعالى لا يتأثر عن غيره ، ولو قام به حادث لكانت ذاته متأثرة عن الغير متغيرة به ، وأوردا عليها ما يطول ذكره ، فإن أردته فارجع إليه .
ثم قال : واحتج الخصم بوجوه ثلاثة : منها الاتفاق على انه متكلم سميع بصير ، ولا يتصور إلا بوجود المخاطب والمسموع والمبصر ، وهي حادثة فوجب حدوث هذه الصفات القائمة بذاته تعالى .
وأجابوا عنه بان الحادثة تعلقه ، وان ذلك التعليق إضافة من الإضافات فيجوز تجددها وتغيرها ، إذ الكلام عند الأشاعرة معنى نفسي قديم قائم بذاته تعالى لا يتوقف على وجود المخاطب بل يتوقف عليه تعلقه ، وكذا السمع والبصر .
وقالت الكرامية : العقلاء يوافقوننا في قيام الصفة الحادثة بذاته سبحانه وإن أنكرونا باللسان ، فإن الجبائية قالوا بإدارة وكراهية حادثتين لا في محل ، لكن المريدية والكارهية حادثتان في ذاته تعالى ، وكذا السامعية والمبصرية تحدث بحدوث المسموع والمبصر . وابو الحسين يثبت علوماً متجددة . والأشعرية يثبتون النسخ ، وهو إما رفع الحكم القائم بذاته أو انتهائه ، وهما عدم بعد الوجود فيكونان حادثين . أهـ . ملخصاً .
وأما مسألة الكلام عند الحنابلة فهو مذهب المحدثين والسلف الصالحين ، وهو أحد تسعة أقوال على ما حماه العلامة الملا على القارى في شرحه الفقه الأمبر : أحدها - أن كلام الله تعالى هو ما يفيض على النفوس من المعاني ، إما من العقل الفعال ، وهو جبريل عند بعضهم ، أو من غيره ، وهذا قول الصابئة والمتفلسفة .
وثانيهاً - أنه مخلوق خلقه الله تعالى منفصلاً عنه ، وهو قول المعتزلة .
وثالثهاًُ - أنه معنى واحد قائم بذات الله تعالى هو الأمر والنهي ، والخبر والاستخبار ، إن عبر بالعربية كان قرآناً ، وإن عبر عنه بالعبرية كان توراة ، وإليه ذهب ابن كلاب ومن وافقه كالأشعرية .
ورابعها - أنه حروف وأصوات أزلية مجتمعة في الأزل ، وإليه ذهبت طائفة من المتكلمة وأهل الحديث .
وخامسها - انه حروف وأصوات ، لكن تكلم الله تعالى بها بعد أن لم يكن متكلماً ، وإليه ذهبت الكرامية وعيرهم .
وسادسها - أنه يرجع إلى ما يحدثه من علمه وإرادته القائم بذاته ، وهو قول صاحب المعتبر وإليه ذهب الرازي في المطالب العالية .
وسابعها - أن كلامه يتضمن معنى قائماً بذاته وهو ما خلقه في عيره ، وإليه ذهب أبو منصور الماتريدي .
وثامنها - أنه مشترك بين المعنى القائم بالذات وهو الكلام النفسي وبين ما يخلقه في غيره من الأصوات ، وهو قول أبي المعالي ومن تبعه .
( قلت ) والأظهر أن معنى الأول حقيقة ، والثاني مجاز .
وتاسعها - أنه تعالى لم يزل متكلماً إذا شاء ومتى شاء وكيف شاء ، وهو متكلم به بصوت يسمع ، وغن نوع الكلام قديم وإن لم تكن صورة المعين قديماً ، وهو المأثور عن أئمة الحديث والسنة أهـ .

وانت تعلم أن هذه المسألة من أعظم مسائل الدين ، وقد تحيرت فيها آراء المتقدمين والمتأخرين ، وأضطربت فيها الأقوال ، وكثرت بسببها الأهوال ، وأثارت فتناً ، وجلبت محناً ، وكم سجنت إماماً ، ونكبت أقواماً وقد أرشد الله تعالى إليها اهل السنة والجماعة ، كما سياتيك بيانه إن شاء الله تعالى ، وما تستلذ سماعه .
( فأقول ) : إن المشهور من هذه المذاهب والمبسوطة أدلتها في اكثر الكتب أربعة : وهي مذهب الحنابلة القائلين بقدم الكلام اللفظي ، وإنه غير مخلوق . ومذهب الأشاعرة المثبتين للكلام النفسي وقدمه ، وعدم خلقه وعدم الكلام اللفظي . ومذهب الكرامية المثبتين للكلام اللفظي وحدوثه . ومذهب المعتزلة القائلين بخلق القرآن وحدوثه . ونفي الكلام النفسي . وستتضح لك إن شاء الله تعالى أقوالهم المجملة بادلتها المفصلة . فقد قال العلامة الملا جلال الدواني في شرحه للعقائد العضدية : ولا خلاف بين أهل الملة في كونها تعالى متكلماً ، أى موصوفاً بهذه الصفة : لكن اختلفوا في تحقيق كلامه ، هل هو نفسي أم لفظي ، وحدوثه وقدمه . وذلك أنهم لما رأوا قياسين متعارضين النتيجة وهما كلام الله تعالى مؤلف من حروف وأصوات مترتبة متعاقبة في الوجود ، وكل كا هو كذلك فهو حادث ، فكلام الله تعالى حادث - أضطروا إلى القدح في أحد القياسين ضرورة أمتناع حقيقة النقيضين ، فمنع كل طائفة بعض المقدمات . فالحنابلة ذهبوا إلى أن كلام الله تعالى حروف وأصوات وهي قديمة ، ومنعوا أن كل ما هو مؤلف من حروف واصوات مترتبة فهو حادث ، بل قال بعضهم بقدم الجلد والغلاف .
( وأقول ) : وهذا غير مقبول عند محققى الحنابلة ، بل هو منكر منسوب إلي بعضهم ، وقد كثر قادحوه منهم كما سيظهر لك إن شاء الله تعالى ذلك . ثم قال : وقيل : إنهم إطلاق لفظ الحادث على الكلام النفسي ، كما قال بعض الأشاعرة : إن كلامه تعالى ليس قائماً بلسان أو قلب ، ولا حالاً في مصحف أو لوح ، ومنع إطلاق القول بحدوث كلامه ، وإن كان المراد هو اللفظي رعاية للأدب واحتراز الوهم إلى حدوث الكلام الأزلي .
والمعتزلة قالوا بحدوث كلامه ، وإنه مؤلف من أصوات وحروف وهو قائم بغيره . ومعنى كونه متكلماً عندهم أنه موجد لتلك الحروف والأصوات في الجسم كاللوح المحفوظ أو كجبريل أو النبي ( ، أو غيرها كشجرة موسى ( ، فهم منعوا ان المؤلف من الحروف والأصوات صفة الله تعالى قديمة .
والكرامية لما رأوا أن مخالفة الضرورة التى ألتزمها الحنابلة أشنع من مخالفة الدليل ، أن ما التزمه المعتزلة من كون كلامه تعالى صفة لغيره ، وان معنى كونه متكلماً كونه خالقاً للكلام في الغير مخالف للعرف واللغة - ذهبوا إلى أن كلامه تعالى صفة له مؤلفة من احروف والأصوات الحادثة القائمة بذاته تعالى ، فمنعوا أن كل ما هو صفة له فهو قديم .
والأشاعرة قالوا : كلامه تعالى معنى واحد بسيط ، قائم بذاته تعالى قديم فهم منعوا أن كلامه تعالى مؤلف من الحروف والأصوات . ولا نزاع بين الشيخ والمعتزلة في حدوث الكلام اللفظي ، وإنما نزاعهم في إثبات الكلام النفسي وعدمه . وذهب المصنف إلى أن مذهب الشيخ - يعني الأشعري - أن الألفاظ أيضاً قديمة ، وأفرد في ذلك مقالة ذكر فيها ان لفظ المعنى يطلق تارة على مدلول اللفظ ، وأخرى على القائم بالغير .
فالشيخ لما قال : هو المعنى النفسي فهم الأصحاب منه أن مراده مدلول اللفظ وهو القديم عنده ، واما العبارات فإنما سميت كلاماً مجازاً لدلالتها على ما هو الكلام الحقيقي ، حتى صرحوا بأن الألفاظ حداثة على مذهبه ولكنها ليست كلاماً له تعالى حقيقة .
وهذا الذى فهموه له لوازم كثيرة فاسدة ، كعدم تكفير من أنكر كلامية ما بين دفتى المصاحف ، مع أنه علم من الدين ضرورة كونه كلام الله تعالى حقيقة ، وكعدم كون المقروء والمحفوظ كلامه تعالى حقيقة ، إلى غير ذلك مما يخفى على المتفطنين في الأحكام الدينية ، فوجب حمل كلام الشيخ على انه أراد به المعنى الثاني ، فيكون الكلام النفسي عنده أمراً شاملاً للفظ والمعنى جميعاً قائماً بذاته تعالى . أهـ .
فقوله (( المعنى الثاني )) أى فوجب أن يحمل قوله : الكلام هو المعنى النفسي على أنه اراد بالمعنى المعنى الثاني وهو القائم بالغير ، لا ما فهمه الأصحاب من أن مراده به مدلول اللفظ فيكون المعنى النفسي عند الشيخ أمراً شاملاً للفظ القائم بذات الله تعالى ولمدلوله القائم به .
وقال الوالد عليه الرحمة في الفوائد التى حررها أول تفسيره : إن الذى انتهى إليه كلام أئمة الدين ، كالماتريدي والأشعري وغيرهما من المحققين أن موسى ( سمع كلام الله تعالى بحرف وصوت ، كما تدل عليه النصوص التى بلغت في الكثرة مبلغاً لا ينبغي معه تأويل ، ولا يناسب في مقابلته قال وقيل . أهـ .
ولنذكر هذه الفائدة بتمامها ، فإنها توقفك من مسالة الكلام على غوامضها ( فأقول ) : قال عليه الرحمة ما نصه : إن الإنسان له كلام بمعنى التكلم الذى هو مصدر ، وكلام بمعنى التكلم به الذى هو الحاصل بالمصدر ، ولفظ الكلام لغة للثاني ، قليلاً كان أو كثيراً ، حقيقة كان أو حكماً وقد يستعمل استعمال المصدر كما ذكر الرضى . وكل من المعنيين إما لفظي أو نفسي .
فالأول من اللفظي ، فعل الإنسان باللسان وما يساعده من المخارج .
الثاني منه - كيفية في الصوت المحسوس . والأول من النفسي فعل قلب الإنسان ونفسه الذى لم يبرز إلى الجوارح . والثاني منه - كيفية في النفس إذ لا صوت محسوساً عادة فيها ، وإنما هو صوت معنوي مخيل .
أما الكلام اللفظي بمعنييه فمحل وفاق . اما النفسي فمعناه الأول تكلم الإنسان بكلمات ذهنية ، وألفاظ مخيلة يرتبها في الذهن على وجه إذا تلفظ بها بصوت محسوس كانت عين كلماته اللفظية . ومعناه الثاني - هو هذه الكلمات الذهنية ، والألفاظ المخيلة المترتبة ترتيباً ذهنياً منطبقاً عليه الترتيب الخارجي والدليل على ان النفس كلاماً بالمعنيين الكتاب والسنة ، فمن الآيات قوله تعالى : ( فأسرها يوسف في نفسه ولم يبدها لهم قال أنتم شر مكاناً ( [ يوسف 77 ] فإن (( قال )) بدل من (( أسر )) أو استئناف بياني ، كأنه قيل : فماذا قال في نفسه في ذلك الإسرار ؟ فقيل : قال أنتم شر مكاناً . وعلى التقديرين فالآية دالة على ان للنفس كلاماً بالمعنى المصدري ، قولاً بالمعنى الحاصل بالمصدر وذلك من (( أسر )) والجملة بعدها . وقوله تعالى : ( أم يحسبون أنا لا نسمع سرهم ونجواهم بلى ( [ الزخرف 80 ] وفسر النبي ( السر بما اسره ابن آدم في نفسه . وقوله تعالى : ( واذكر ربك في نفسك ( [ الأعراف 25 ] وقوله تعالى : ( يخفون في أنفسهم ما لا يبدون لك يقولون لو كان لنا من الآمر شئ ما قتلنا ههنا ( أي يقولون في انفسهم كما هو الأسرع أنسياقاً إلى الذهن . والآيات في ذلك كثيرة .
ومن الأحاديث ما رواه الطبراني عن أم سلمة أنها سمعت رسول الله ( وقد سأله رجل فقال : إنى لأحدث نفسي بالشئ لو تكلمت به لأحبطت أجرى ، فقال : (( لا يلقى ذلك الكلام إلا مؤمن )) فسمى رسول الله ( ذلك الشئ المحدث به كلاماً مع أنه كلمات ذهنية ، والأصل في الإطلاق الحقيقة ولا صارف عنها

يتبع









قديم 2014-02-01, 21:40   رقم المشاركة : 36
معلومات العضو
ناصرالدين الجزائري
بائع مسجل (ب)
 
الأوسمة
وسام التقدير لسنة 2013 
إحصائية العضو










افتراضي

عندما تقرأ و تفهم و ترد بدليل موثوق سنتابع ...

[ شهادة الكورانى ]
( منهم ) : الفهامة ذو العلوم الدنية ، صوفى الفقهاء ، وفقيه الصوفية :الشيخ إبراهيم بن حسن الكورانى المدنى الشافعي ، المتوفى سنة الف ومائة وواحدة ؛ فقد قال في كتابه (( إفاضة العلام في تحقيق مسألة الكلام )) ما لفظه : وفيما نقلناه من نصوصه - يعني ابن تيمية - وقررناه على وجه موافق للكتاب والسنة وعقيدة السلف : كفاية لبيان حاله في اعتقاده ، وبراءة ساحته من القولا بالتجسيم ، والقول بالجهة على الوجه المحذور عند كل لبيب منصف .
ثم قال : ثم إن ابن القيم وإن كان على عقيدة شيخه كما عند المشنعين عليهما ، فتبرئة شيخه عما نسب إليه تبرئة له أيضاً ، وتصحيح اعتقاده وتطبيقه على الكتاب والسنة وعقيدة السلف تصحيح لاعتقاده وتطبيق .
ولكنا ننقل من كلامه ما يؤكد ذلك إلى آخر ما قال ، مما أطنب فيه وأطاب بما يزيل الإشكال .
[ شهادة السويدي البغدادي]
( ومنهم ) - أمير المؤمنين في الحديث ، علامة العراق الشيخ علي أفندي السويدي البغدادي الشافعي ؛ فإنه قد كتب على عبارة السبكى في التشنيع على الشيخ ابن تيمية ما نصه :
هذه الدعوى من السبكى تحتاج إلى بينة ، مع أن نصوص المتقدمين وأحوالهم تخالفه ؛ وعلى تقدير الجواز فكيف يقال بحقه : إن عدل عن الصراط المستقيم من يقصر التوجه على الرب المتعال ؟ فلا وجه لرد السبكى عليه بمثل هذا الكلام . مع اقتفاء ابن تيمية طريق خاتم الأنبياء عليهم الصلاة والسلام . انتهى ملخصاً .
وقد نقله عنه ولده العلامة الشيخ محمد الأمين في شرح كتابه (( العقد الثمين )) وأقره .
علماء الامة يردون على شيوخ الاشاعرة
التعصب الاعمى لشيوخكم دفعكم الى أخذ كل شئ الخطأ و الصواب .
تذكر فقط أن اجتهاد العالم ليس بحجة على عالم آخر بل الحجة في الدليل النصي فقط










قديم 2014-02-02, 11:27   رقم المشاركة : 37
معلومات العضو
منصور23
محظور
 
إحصائية العضو










افتراضي

أن مولانا السلطان قد رسم: (أن من اعتقد عقيدة ابن تيمية حل ماله ودمه)

محاكمة ابن تيمية ونص المرسوم السلطاني بتحريم عقيدته

قال ابن أيبك الدواداري في حوادث عام (705هـ):

[ لما كان يوم الإثنين ثامن شهر رجب الفرد/ 705هـ طلب القضاة والفقهاء والشيخ تقي الدين ابن تيمية إلى مجلس الأمير جمال الدين الأفرم، نايب الشام المحروس بدمشق، وكان اجتماعهم بالقصر الأبلق. ثم سألوا الشيخ تقي الدين عن عقيدته، فأملى شيئا منها، ثم أحضر عقيدته (الواسطية) وقريت في المجلس المذكور، وبحث فيها، وتأخر منها مواضع إلى مجلس آخر. ثم اجتمعوا يوم الجمعة، ثامن عشر الشهر المذكور،

وحضر المجلس أيضا صفي الدين الهندي. وبحثوا مع الشيخ تقي الدين، وسألوه عن مواضع خارجا عن العقيدة. وجعل الشيخ صفي الدين يتكلم معه كلاما كثيرا، ثم رجعوا عنه واتفقوا أن كمال الدين ابن الزملكاني يحاققه من غير مسامحة، ورضوا بذلك الجميع، وافصل الأمر بينهم أنه أشهد على نفسه الحاضرين أنه شافعي المذهب، يعتقد ما يعتقد الإمام الشافعي ورضوا منه بهذا القول، وانصرفوا على ذلك.

فعند ذلك حصل من أصحابه كلام كثير وقالوا: ظهر الحق مع شيخنا.

[ لاحظ أخى : نفس الكذب والتدليس الممتد فيهم عبر الأجيال ]

فأحضر واحد منهم إلى عند القاضي جلال الدين الشافعي في العادلية، فصفعه وأمر بتعزيره، فشفعوا فيه. وكذلك فعل الحنفي بآخر وآخر من أصحاب الشيخ تقي الدين).

ثم لما كان يوم الإثنين (22/ من الشهر) قرأ الجمال المزي المحدث، فصلا في الرد على الجهمية من كتاب(أفعال العباد) تصنيف البخاري قرأ ذلك في مجلس العام، (تحت النسر) فغضب بعض الفقهاء الحاضرين وقالوا: ما قرئ هذا الفصل إلا ونحن المقصودون بهذا التكفير. فحملوه إلى قاضي القضاة الشافعي، فرسم بحبسه، فبلغ الشيخ تقي الدين (ابن تيمية) ذلك فقام حافيا في جماعة من أصحابه، وأخرج المذكور من الاعتقال. فعند ذلك اجتمع القاضي بملك الأمراء، وكذلك الشيخ تقي الدين (ابن تيمية) والنقبا، واشتط تقي الدين على القاضي، وذكر نايبه جمال الدين وأنه آذى أصحابه بسبب غيبة نايب السلطان في الصيد. فلما حضر نايب السلطان رسم بطلب كل من كثر كلامه من الطائفتين، وأمر باعتقالهم، ونودي في البلد بمرسوم سلطاني:

(من تكلم في العقايد حل ماله ودمه، ونهب داره وهتكت عياله) وقصد نايب السلطان بذلك إخماد الفتنة الثايرة.
فلما كان ثامن عشرين شهر شعبانالمكرم , وصل بريد من الأبواب العالية أعلاها الله تعالى , وعلى يده كتابين , كتاب لملك الأمرا وكتاب للقاضى نجم الدين بعودته الى الحكم العزيز , ومضمون الكتاب فى فصل منه يقول [ قد فرحنا باجتماع رأى العلما على عقيدة الشيخ تقى الدين ]

[ لاحظ أخى أن السلطان فرح باجتماع رأى العلماء على أن عقيدة ابن تيمية باطلة لاتصح ومن اعتقدها حل دمه وماله , كما تقدم ]

فلما كان خامس رمضان وصل كتاب من الأبواب العالية..بريد , وهو الأمير حسام الدين لاجين العمرى , بطلب القاضى نجم الدين بن صصرى , والشيخ تقى الدين بن التيمية , وكمال الدين بن الزملكانى و فى المرسوم الوارد يقول [وتعرفونا ما وقع فى زمن جاغان .فى سنة ثمان وتسعين وست ماية , بسبب عقيدة بن التيمية , ...
(وفيه إنكار عظيم عليه) وأن تكتبوا صورة العقيدتين: الأولة والثانية
. فعند ذلك طلبوا القاضي جلال الدين الحنفي وسألوه عما جرى في أيامه ? فقال: (نُقل إلي عنه كلام، وسألناه فأجاب عنه) وكذلك القاضي جلال الدين الشافعي، لما طُلب أحضر نسخة العقيدة التي كانت أحضرت في زمان أخيه. ثم إنهم تحدثوا مع ملك الأمرا في أن يكاتب بسببهم ويسد هذا الباب، فأجاب إلى ذلك.
فلما كان يو السبت (10/ رمضان المعظم) وصل مملوك ملك الأمرا على البريد المنصور، وأخبر أن الطلب على الشيخ تقي الدين (ابن تيمية) حثيث، وأن القاضي زين الدين ابن مخلوف المالكي قد قام في هذا الأمر قياما عظيما،
وأن الأمير ركن الد ين بيبرس (الجاشنكير) معه في هذا الأمر. وأخبر بأشياء كثيرة جرت، مما وقع بمصر في حق الحنابلة، وأن بعضهم أهين، وأن القاضي المالكي والحنبلي جرى بينهم كلام كثير، فلما سمع ملك الأمرا ذلك رجع عن المكاتبة بسببهم، وأمر بتجهيزهم إلى الأبواب العالية وتوجهوا.
فلما كان يو الجمعة (7/ شوال) وصل البريد، وأخبر أن كان وصول القاضي نجم الدين والشيخ تقي الدين (ابن تيمية) إلى الديار المصرية يوم الخميس (22/ رمضان المعظم) من السنة المذكورة.
ذكر ما جرى للشيخ تقى الدين بمصر المحروسة :

ذلك أنه لما وصل في ذلك التاريخ، عُقد له مجلس في دار النيابة، بحضور الأمير سيف الدين سلّار، وأحضروا العلماء والأئمة والقضاة الأربعة، وحضر الأمير ركن الدين بيبرس. فتكلم القاضي شرف الدين ابن عدلان الشافعي، وادعى على الشيخ تقي الدين (ابن تيمية) دعوى شرعية في أمر عقيدته.
فعند ذلك قام الشيخ تقي الدين وحمد الله تعالى وأثنى عليه وتلجلج،
[ لماذا تلجلج ابن تيمية ؟ سبحان الله ]

ثم أراد أن يذكر الله ويذكر عقيدته في فصل طويل. فقالوا: (يا شيخ: الذي بتقوله معلوم، ولا حاجة إلى الإطالة، وأنت قد ادعى عليك هذا القاضي بدعوى شرعية، أجب عنها).
فأعاد القول في التحميد، وحاد عن الجواب،
[ لماذا حاد عن الجواب ] ؟

فلم يُمكّن من تتمة تحاميده. فقال: عند من هي هذه الدعوى? فقالوا عند القاضي زين الدين المالكي. فقال(عدوي وعدو مذهبي) فكرروا عليه القول مرارا، ولم يزدهم على ذلك شيئاً.

[لاحظ أخى الكريم مقدار الدهاء والتلون من ابن تيمية , يريد أن يطيل فى خطبته ويذكر ما يشاء من أفانين الكلام حتى يدخل الحاضرين فى متاهات فلا يدرون عن أى شيء يردون , وهذا نفس ما هو موجود فى كتبه كلها , يذكر كل المواضيع فى كل كتاب بل يذكر فى المسألة الواحدة عشرات المسائل فلا تدرى أول الكلام من آخره , وهذا أسلوب المراوغين وليس أسلوب العلماء ,
وأنت ترى أن علماء عصره يفهمونه جيدا ,’ فقد حاصروه وطلبوا منه أن يحدد كلامه فرفض وحاد عن الجواب وادعى أنه مظلوم , وأن القاضى الذى ينظر أمره من أعدائه وأعداء مذهبه فالموضوع –مذهب
-]


وطال الأمر. فعند ذلك حكم القاضي المالكي باعتقاله على رد الجواب، فقال الشيخ: (رب السجن أحب إلي مما يدعونني إليه) فأقاموه من المجلس واعتقل وسجن أيضا إخوته في برج من أبراج القلعة. فبلغ القاضي أن جماعة من الأمرا يترددون إليه، وينفذون له المآكل الطيبة
. فطلع القاضي واجتمع بالأمير ركن الدين في قضيته وقال: (هذا يجب عليه التضييق إذا لم يقتل، وإلا فقد ثبت كفره)
[ تأمل فى هذا الحكم من القاضى أيها الأخ الكريم , فكيف تقلد من ثبت كفره بحكم قضاة عصره ؟ ]

فنقلوه هو وإخوته ليلة عيد الفطر إلى الجب بالقلعة.
وكان بعد قيام ابن التيمية من المجلس , قد تكلم قاضي القضاة بدر الدين ابن جماعة رحمه الله فى مسايل القرآن العظيم , وشيء من عقيدة الامام الشافعى رضى الله عنه , فقيل لقاضى القضاة الحنفى : ما تقول ؟ قال : كذا أعتقد , فقيل لقاضى القضاة شرف الدين الحنبلى : ما تقول ؟ فتلجلج ,
فقال له الشيخ شمس الدين القروي المالكي له ( قم جدد إسلامك وإلا لحقوك بابن تيمية، وأنا أحبك وأنصحك.] فخجل، فلقنه القاضي بدر الدين ابن جماعة القول، فقال مثل قوله،

وانفصل الحال. قال: ثم كتب إلى دمشق كتاب يتضمن أن مولانا السلطان خلد الله ملكه قد رسم: (أن من اعتقد عقيدة ابن تيمية حل ماله ودمه)
وبعد صلاة الجمعة حضروا القضاة جميعهم بمقصورة الخطابة بجامع دمشق، ومعهم الأمير ركن الدين بيبرس العلائي أمير حلب، حاجب الشام يوم ذاك، وجمعوا جميع الحنابلة، وأحضر تقليد قاضي القضاة نجم الدين بن صصرى باستمراره على القضا وقضا العسكر ونظر الأوقاف مع زيادة المعلوم. وقرأه زين الدين أبو بكر. وقرئ عقيبه نسخة الكتاب الذي وصل فيما يتعلق بمخالفة عقيدة الشيخ تقي الدين ابن التيمية، وإلزام الناس بذلك، خصوصا الحنابلة، فكان ما هذا نسخته:

نص المرسوم السلطاني بتحريم عقيدة ابن تيمية:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي تنزه عن الشبيه والنظير، وتعالى عن المثيل (ليس كمثله شيء وهو السميع البصير) نحمده على أن ألهمنا العمل بالسنة والكتاب، ورفع في أيامنا أسباب الشك والارتياب.
ونشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، شهادة من يرجو بإخلاصه حسن العقبى والمصير. وننزه الخالق عن التحيز في جهة، لقوله تعالى (وهو معكم أينما كنتم والله بما تعملون بصير).
ونشهد أن محمدا عبده ورسوله الذي نهج سبيل النجاة لمن سلك طريق مرضاته، وأمر بالتفكر في آلاء الله، ونهى عن التفكر في ذاته. صلى الله عليه وعلى آله وصحبه الذين علا بهم منار الإيمان وارتفع، وشيد الله بهم قواعد الدين الحنيفي ما شرع.، فأخمد بهم كلمة من حاد عن الحق ومال إلى البدع. وبعد:

فإن العقايد الشرعية، وقواعد الإسلام المرعية، وأركان الإسلام العلية، ومذاهب الدين المضية، هي الأساس الذي يبنى الإيمان عليه، والمؤمل الذي يرجع كل أحد إليه، والطريق التي من سلكها (فقد فاز فوزا عظيما) ومن زاغ عنها فقد استوجب عذابا أليما. فلهذا يجب أن تنفذ أحكامها، ويؤكد زمامها، وتصان عقائد هذه الامة عن الاختلاف ، وتزان قواعد الأيمة بالائتلاف ، وتخمد ثوائر البدع ، ويفرق من قوتها ما اجتمع .
وكان التقي ابن التيمية في هذه المدة قد سلط لسانَ قلمه ، ومد عنان كلمه، وتحدث في مسايل الذات والصفات ، ونص في كلامه على أمور منكرات ،
وتكلم فيما سكت عنه الصحابة والتابعون،
وفاه بما يخفيه السلف الصالحون، وأتى في ذلك بما أنكره أئمة الإسلام ، وانعقد على خلافه إجماع العلماء والحكام .
وأشهر من فتاويه في البلاد ما استخف به عقول العوام، فخالف في ذلك علماء عصره ، وأئمة شامه ومصره، وبعث رسائله إلى كل مكان، وسمى فتاويه بأسماء ما أنزل الله بها من سلطان. ولما اتصل بنا ذلك، وما سلك مريدوه من هذه المسالك، وأظهروه من هذه الاحوال وأشاعوه، وعلمنا أنه (استخف قومه فأطاعوه) حتى اتصل بنا أنهم صرحوا في حق الله سبحانه بالحرف والصوت والتجسيم ،

قمنا في الله تعالى مستعظمين لهذا النبأ العظيم ، وأنكرنا هذه البدعة، وأنفنا أن نسمع عن من تضمه ممالكنا هذه السمعة، وكرهنا ما فاه به المبطلون ، وتلونا قوله تعالى : ( سبحان ربك رب العزة عما يصفون )
فإنه جل جلاله تنزه عن العديل والنظير (لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار وهو اللطيف الخبير) وتقدمت مراسمنا باستدعاء التقي ابن التيمية المذكور إلى أبوابنا عندما شاعت فتاويه شاما ومصرا ، وصرح فيها بألفاظ ما سمعها ذو فهم إلا وتلا: ( لقد جئت شيئا نكرا ).
ولما وصل إلينا الجمع أولوا الحل والعقد، وذوو التحقيق والنقد، وحضر قضاة الإسلام ، وحكام الأنام ، وعلماء الدين ، وفقهاء المسلمين ، وعقد له مجلس شرع، في ملأ من الأئمة وجمع، فثبت عند ذلك عليه جميع ما نسب إليه بمقتضى خط يده، الدال على معتقده. وانفصل ذلك الجمع وهم لعقيدته منكرون، وآخذوه بما شهد به قلمه عليه ( ستكتب شهادتهم ويسألون ).

وبلغنا أنه قد استُتيبَ مرارا فيما تقدم ، وأخره الشرع الشريف لما تعرض لذلك وأقدم ، ثم عاد بعد منعه ، ولم يدخل تلك النواهي في سمعه . ولما ثبت ذلك في مجلس الحكم العزيز المالكي، حكم الشرع الشريف بأن يسجن هذا المذكور، ويمنع من التصرف والظهور.
ومرسومنا هذا بأن لا يسلك أحد ما سلكه المذكور من هذه المسالك، وينهى عن التشبيه في اعتقاد مثل ذلك، أو يغدو له في هذا القول متبعا، أو لهذه الألفاظ مستمعا، أو يسري في التشبيه مسراه، أوأن يفوه بجهة للعلو مخصصا أحدا كما فاه، أو يتحدث إنسان في صوت أو حرف، أو يوسع القول في ذات أو وصف، او يطلق لسانه بتجسيم ، أو يحيد عن الطريق المستقيم، أو يخرج عن رأي الأمة أو ينفرد عن علماء الأئمة، أو يحيز الله تعالى في جهة، أو يتعرض إلى حيث وكيف ، فليس لمعتقد هذا إلا السيف .
فليقف كل واحد عند هذا الحد ، ف(لله الأمر من قبل ومن بعد( فليُلزَم كلُّ واحد من الحنابلة بالرجوع عما أنكره الأئمة من هذه العقيدة، والخروج من هذه المشتبهات الشديدة، ولزوم ما أمر الله به من التمسك بمذاهب أهل الإيمان الحميدة ، فإنه من خرج عن أمر الله تعالى (فقد ضل سواء السبيل) وليس له منا غيرالسجن الطويل من مقيل.
ومتى أصروا على الامتناع وأبوا إلا الدفاع، فليس لهم عندنا حكم ولا قضاء ولا إمامة، ولا نسمح لهم في بلادنا بشهادة ولا منصب ولا إقامة.
ونأمر بإسقاطهم من مراتبهم وإخراجهم من مناصبهم، وقد حذرنا وأعذرنا، وأنصفنا حيث أنذرنا

. فليقرأ مرسومنا هذا على المنابر، وليكون أعظم زاجر وأعدل ناه وآمر، وليبلغ الغايب الحاضر.
والخط الشريف أعلاه، حجة بمقتضاه.
وكتب هذا المرسوم عدة نسخ، ونفذ إلى ساير الممالك الإسلامية. وتولى قراية هذا المرسوم الوارد بدمشق القاضي شمس الدين محمد بن شهاب الدين محمود الموقع، وبلَّغ عنه ابن صبيح المؤذن.
وأحضروا الحنابلة بعد ذلك، واعترفوا عند قاضي القضاة جمال الدين المالكي بأنهم يعتقدون ما يعتقده الإمام محمد بن إدريس الشافعي وهو قوله: (آمنت بالله وما جاء عن الله عن من آمن بالله، وآمنت برسول الله وما جاء عن رسول الله عن مراد رسول الله صلى الله عليه وسلم.

انتهى عن (كنز الدرر) للدواداري (ج9 ص133 حتى 143)

من كتاب [ كنز الدرر وجامع الغرر ] لمؤلفه
أبو بكر عبد الله بن أيبك الدوادارى










قديم 2014-02-02, 11:37   رقم المشاركة : 38
معلومات العضو
ibra34
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي

قال الإمام الشاطبي:

"العلماء يُتأول لهم ولا يتأول عليهم"










قديم 2014-02-02, 12:57   رقم المشاركة : 39
معلومات العضو
قطــــوف الجنــــة
عضو متألق
 
الصورة الرمزية قطــــوف الجنــــة
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
الحمدُ لله رب العالمين

والصلاة والسلام على سيد المرسلين محمد بن عبد الله وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً إلي يوم الدين وإلعن اللهم أعدائهم إلي يوم الدين وشل ألسنة المتكلمين .

قد كثرت الدعاوي التي تتناول شيخ الإسلام إبن تيمية رضي الله تعالى عنهُ , وقدس الله روحهُ الطاهرة وجعلنا الله تبارك وتعالى في زمرتهِ يوم القيامة مع الصحابة رضي الله عنهم ومن ذب عنهم طيلة حياتهِ رحمه الله تعالى وقد كثر المتكلمين ولا يخلوا احدهم من الجهل في عقلهِ , ومن زلات اللسان التي تكلم فيها اهل العلم , فرضي الله عن إبن تيمية والله لم يخلق في زمانهِ ولا في زماننا وما سيأتي في الأزمان من هو بمثل ما هو في العلمية رحمه الله تعالى ورضي عنهُ .

قد تكلم الصوفية , والأشاعرة والرافضة في حق شيخنا رضي الله عنهُ , وما أكثر جهلة المتكلمين بما لا يدرون , وما أضل القوم إذ أرادوا أن يطعنوا في الجبال فلم يسلم منهم الصحابة رضي الله عنهم , ولم يسلم منهم أحدٌ وقد هدم شيخ الإسلام إبن تيمية رحمه الله تعالى ورضي عنهُ دين القوم فأكثروا من سبهِ ولعنهِ وإتهامهِ رضي الله عنهُ بما لا يرضاهُ عقل طالب العلم ولله العجب وحق لنا العجب مما ذهب إليه القوم في الغباء المستفحل فأحمد الله على النهج الصحيح وأحمدهُ تعالى على نعمة السنة .

فحق علينا أن نذب عن شيخ إسلامنا , وبركة زماننا شيخ الإسلام إبن تيمية رحمه الله تعالى أمام دعوى المناوبين , ونبين حقيقة الكتب التي ألفها رضي الله عنهُ وسنعمل بإذن الله تعالى على إظهار ما خفي وبيان كذب الرافضة والصوفية في طعنهم في شيخ الإسلام إبن تيمية فكان من باب الأولى أن يستند القوم على المنصفين ومن أحق في كلامه حول إبن تيمية لا أن يعود الجهلة منهم إلي أعداءهِ رضي الله تعالى عنهُ , ولو أنصفوهُ لكان من الخير لهم ولا طعنوا بعلمِ الأمة وشيخ الإسلام إبن تيمية .

تقي الدين السني
1/1/2011 يومُ السبت .
..................









قديم 2014-02-02, 12:59   رقم المشاركة : 40
معلومات العضو
قطــــوف الجنــــة
عضو متألق
 
الصورة الرمزية قطــــوف الجنــــة
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

لا يخفى عليكم منزلة إبن تيمية رحمه الله تعالى رحمة واسعة عند العلماء , كذلك في خدمة هذا الدين فقد أخذل الله على يديه رحمه الله ورضي عنهُ الكفار والضالين , فنصر الدين وأقام السنة ونقاها من شذوذ المضلين , فكان على الصوفية والأشاعرة , وكان على القبورية والرافضة حتى ألف أعظم ما ألف في الرد على الرافضة ولازالوا يبكون منهُ إلي الآن والله المستعان , فكان علم من أعلام الدين وسيداً نقياً عالماً مهذباً قوياً في الرد على المبتدعين رحمه الله تعالى ورضي عنهُ في الدنيا والآخرة , فقد كان للأمة معلماً ومنقياً للسنة من بدع الصوفية وأهل الضلال .

[ تقي الدين أحمد تقي الدين أبو العباس بن عبد الحليم بن عبد السلام بن عبد الله بن أبي القاسم الخضر بن محمد بن الخضر بن علي بن عبد الله بن تيمية الحراني ] العالم الجهذب المفسر المجتهد الأمين النقي الصادق المحدث , المجدد قاهر البدعة ومجدد الدين علم الأعلام رضي الله عنهُ وجعلني الله شعرة في لحيتهِ , أو ذرة رملٍ في نعالهِ لكان ذلك أحب إلي من الدنيا وما فيها .

وأحمدهُ تعالى وأصلي وأسلم على الحبيب محمد وعلى أله الطبيبين الطاهرين وصحابتهِ الغر الميامين المجاهدين المنافحين عن هذا الدين وأسألهُ تعالى أن يثبتنا وإياكم على هذا الدين وأن يحشرنا في زمرتهم وأن يجعلنا ولو ننصر هذا الدين كما نصروهُ ولو بالشيء القليل , وأقول عجباً لأقوامٍ طعنوا في علم الدين وجهلوا قدرهُ ما أكثر الطاعنين فيه من الصوفية وغيرهم والله المستعان , وكانت من إبن حجر المكي رحم الله تعالى زلةً فكان أن طعن في إبن تيمية وإبن القيم الجوزية ولنا وقفات عليها .

قال المزي في تهذيب الكمال الجزء الأول :
وكانت شخصية الإمام ابن تيمية قد اكتملت في نهاية القرن السابع الهجري ، فأصبح مجتهدا له آراؤه الخاصة التي تقوم في أصلها على اتباع آثار السلف ، وتنقية الدين من الخرافات ، والمعتقدات الطارئة عليه ، وابتدأ منذ سنة 698 يدخل في خصومات عقائدية حادة مع علماء عصره المخالفين له ( 70 ) ، ويقيم الحدود بنفسه ( 71 ) ، ويحارب المشعوذين ( 72 ) ، ويمنع من تقديم النذور لغير الله ( 73 ) ، ويريق الخمور ( 74 ) ، ونحو ذلك من الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر . وظهرت شخصية الإمام ابن تيمية السياسية في الحرب الغازانية سنة ( 699 ) بعد هزيمة الجيوش المصرية والشامية أمام غزو غازان سلطان المغول في موقعة الخزندار ، فقد قابل ابن تيمية غازان وكلمه كلاما شديدا ، وعمل على ثبات البلاد حينما خلت من الجيوش القادرة على رد الغزو المدمر ، فكان يدور على الأسوار يحرض الناس على الصبر والقتال ، ويتلو عليهم آيات الجهاد والرباط ، وأقام معسكرات التدريب في كل مكان ومنها المدارس ، فكان المحدثون والفقهاء يتعلمون الرمي ، ويستعدون لقتال العدو ( 75 ) . ثم سافر إلى مصر يحض الدولة والناس على القتال حتى تمكن في سنة ( 702 ) من رص الصفوف ، وتوحيد القلوب ، وتحديد الهدف .

قلتُ : حق للعاقل أن يبكي من هذه السيرة المشرفة , وهذه المكانة العظيمة , فمن ( الجهاد ) إلي ( التحريض عليه ) ومن ( محاربة المشعوذين ) إلي ( محاربة النذر لغير الله ) فلله در إبن تيمية كم كان جبلاً لا يتزحزح في الحق ويتكلم فيه أينما وقعت قدمهُ فرحمك الله شيخنا وبركة زماننا وأدخلك الجنة مع النبي صلى الله عليه وسلم ومع من كنت تدافع عنهم رضي الله عنهم أجمعين وألحقنا الله بك وأرانا وجهك يوم القيامة مبشراً بالخير مبيضاً يوم أن تسود الوجوه شيخنا فرحمك ربي .

أولاً : [ إسمهُ ونسبهُ ] رضي الله عنهُ ورحمهُ .

هو أحمد تقي الدين أبو العباس بن عبد الحليم بن عبد السلام بن عبد الله بن أبي القاسم الخضر بن محمد بن الخضر بن علي بن عبد الله بن تيمية الحراني .

وذكر مترجموه أقوالاً في سبب تلقيب العائلة بآل (تيمية) منها ما نقله ابن عبد الهادي رحمه الله : (أن جده محمداً كانت أمه تسمى (تيمية)، وكانت واعظة، فنسب إليها، وعرف بها.

وقيل: إن جده محمد بن الخضر حج على درب تيماء، فرأى هناك طفلة، فلما رجع وجد امرأته قد ولدت بنتاً له فقال: يا تيمية، يا تيمية، فلقب بذلك) . قلتُ : ولعلني أختصر هذه المسألة فلا يخفى من هو إبن تيمية رحمه الله تعالى على البشرية جمعاء , فكان الحق أن نذكر إسمهُ ونسبهُ وأما ما وقع في حياتهُ فهو لا يخفى عليكم فقد كان مجاهداً رضي الله عنهُ , عالماً منافحاً ذكياً فطناً وقد أوذي في الله كثيراً وصبر رحمه الله تعالى , وحق له الصبر لما سينولهُ بإذن الله تعالى من الفضل والمكانة العظيمة عند الله جل في علاه , ولقي إبن تيمية رحمه الله تعالى أصحاب النبي بعدما دافع عنهم طيلة حياتهِ .

اللهم ثبتنا وصبرنا على منهجهِ وما سار عليه .

في ليلة الاثنين لعشرين من ذي القعدة من سنة (728هـ) توفي شيخ الإسلام بقلعة دمشق التي كان محبوساً فيها، وأُذن للناس بالدخول فيها، ثم غُسل فيها وقد اجتمع الناس بالقلعة والطريق إلى جامع دمشق، وصُلي عليه بالقلعة، ثم وضعت جنازته في الجامع والجند يحفظونها من الناس من شدة الزحام، ثم صُلي عليه بعد صلاة الظهر، ثم حملت الجنازة، واشتد الزحام، فقد أغلق الناس حوانيتهم، ولم يتخلف عن الحضور إلا القليل من الناس، أو من أعجزه الزحام، وصار النعش على الرؤوس تارة يتقدم، وتارة يتأخر، وتارة يقف حتى يمر الناس، وخرج الناس من الجامع من أبوابه كلها وهي شديدة الزحام . ( فرحم الله شيخ الزمان وبركة الزمان إبن تيمية ) رحمه الله رحمةً واسعة .

ثانياً : [ ما ألفهُ رضي الله عنهُ ] وهي كثيرة .

يصعب حقيقة التحقيق في ما كتب إبن تيمية ولا إحصاؤها لما كانت عليه من الكثرة وما كان كثرة ما كتبهُ رحمه الله تعالى ورضي عنهُ فكان من أعلام الدين وشهد لهُ علماء عصرهِ بأنهُ لم ولن يولد من هو مثلهُ , وصدقوا رحمهم الله أجمعين , فمن ولد مثل إبن تيمية رحمه الله تعالى في العلم وفي الدين , بل حوى رحمه الله تعالى كل العلوم [ تفسير , حديث , عقيدة , فقه ] وما إلي ذلك حتى برع رحمه الله تعالى في السياسة وكان من كبار الداعين إلي الجهاد ضد المغول فجاهد وقاتل ضدهم رضي الله عنهُ ومات بعدما حبس بحقد الحاقدين من الضالين فمات هناك وخرج من عندهِ أعلام الأمة وجهابذة الدين وأعلام الأمة في علمهم ودينهم ولا يخفى ذلك فلله العجب .

وقال الحافظ ابن رجب الحنبلي (ت - 795هـ) رحمه الله:
(وأما تصانيفه رحمه الله فهي أشهر من أن تذكر، وأعرف من أن تنكر، سارت سير الشمس في الأقطار، وامتلأت بها البلاد والأمصار، قد جاوزت حدّ الكثرة فلا يمكن أحد حصرها، ولا يتسع هذا المكان لعدّ المعروف منها، ولا ذكرها) .

وذكر ابن عبد الهادي (ت - 744هـ) رحمه الله أن أجوبة الشيخ يشق ضبطها وإحصاؤها، ويعسر حصرها واستقصاؤها، لكثرة مكتوبه، وسرعة كتابته، إضافة إلى أنه يكتب من حفظه من غير نقل فلا يحتاج إلى مكان معين للكتابة، ويسئل عن الشيء فيقول: قد كتبت في هذا، فلا يدري أين هو؟ فيلتفت إلى أصحابه، ويقول: ردوا خطي وأظهروه لينقل، فمن حرصهم عليه لا يردونه، ومن عجزهم لا ينقلونه، فيذهب ولا يعرف اسمه. بل عرف إسمهُ رغماً عن المناضلين لكي يتركوا كتبه ويمنعوها وكان رحمه الله تعالى قد كتب وألف وجمع حولهُ من المساجين وإهتدوا إلي ما كان عليه رضي الله عنهُ .

1 - الاستقامة: تحقيق د. محمد رشاد سالم. طبع في جزئين.
2 - اقتضاء الصراط المستقيم لمخالفة أصحاب الجحيم: تحقيق د. ناصر العقل طبع في جزئين.
3 - بيان تلبيس الجهمية: حقق في ثمان رسائل دكتوراه، بإشراف شيخنا فضيلة الشيخ: عبد العزيز بن عبد الله الراجحي.
4 - الجواب الصحيح لمن بدل دين المسيح: طبع بتحقيق د. علي بن حسن بن ناصر، ود. عبد العزيز العسكر، ود. حمدان الحمدان، وكان في الأصل ثلاث رسائل دكتوراه .
5 - درء تعارض العقل والنقل: طبع بتحقيق د. محمد رشاد سالم في عشرة أجزاء، والجزء الحادي عشر خُصص للفهارس .
6 - الصفدية: تحقيق د. محمد رشاد سالم، طبع في جزئين.
7 - منهاج السنة النبوية في نقض كلام الشيعة القدرية: تحقيق د. محمد رشاد سالم، وطبع في ثمانية أجزاء، وخصص الجزء التاسع منه للفهارس .
8 - النبوات: مطبوع .
وله من الكتب والرسائل الكثير جداً مما طبع بعضه مستقلاً، وبعضه في مجاميع كبيرة وصغيرة، والكثير منه لا يزال مخطوطاً سواء كان موجوداً أو في عداد المفقود . هذه بعض الكتب التي ألفها إبن تيمية رحمه الله تعالى , وهي من أعظم الكتب وأجلها عند أهل العلم من المتقدمين والمتأخرين فكانت أجلها وأقواها , وكان جميل كتابهِ منهاج السنة النبوية في نقض كلام الشيعة القدرية , وأصل وفصل فيه فكانت له الحنكة والبراعة في الرد على القوم وأقصى شبههم فرضي الله عنهُ ورحمه رحمة واسعة .

وقد أورد بعض الأقوال قبل أن أوثقها في إبن تيمية رحمه الله تعالى .










قديم 2014-02-02, 13:03   رقم المشاركة : 41
معلومات العضو
قطــــوف الجنــــة
عضو متألق
 
الصورة الرمزية قطــــوف الجنــــة
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
[ ثناء أهل العلم على إبن تيمية رحمه الله تعالى ] .

اقتباس:
قال العلامة كمال الدين بن الزملكاني (ت - 727هـ) : (كان إذا سئل عن فن من العلم ظن الرائي والسامع أنه لا يعرف غير ذلك الفن، وحكم أن أحداً لا يعرفه مثله، وكان الفقهاء من سائر الطوائف إذا جلسوا معه استفادوا في مذاهبهم منه ما لم يكونوا عرفوه قبل ذلك، ولا يعرف أنه ناظر أحداً فانقطع معه ولا تكلم في علم من العلوم، سواء أكان من علوم الشرع أم غيرها إلا فاق فيه أهله، والمنسوبين إليه، وكانت له اليد الطولى في حسن التصنيف، وجودة العبارة والترتيب والتقسيم والتبيين ) .


وقال أيضاً فيه: (اجتمعت فيه شروط الاجتهاد على وجهها) .

وكتب فيه قوله:
ماذا يقول الواصفون له *** وصفاته جلّت عن الحصر
هو حجة لله قاهرة *** هو بيننا أعجوبة الدهر
هو آية للخلق ظاهرة *** أنوارها أربت على الفجر .

قلتُ : لله در الزملكاني في أبيات الشعر التي نظمها , وقد صدق رحمه الله تعالى , هو حجة الله قاهرة وأعجوبة الدهر , وآية الله على الخلق نورها صاح وبان في الفجر , فكان من أهل العلم من يستفيد منهُ ومن لا يستطيع الكلام في حضورهِ فكان رحمه الله تعالى من أعلام هذا الدين فصنف وكتب وأفاد ودعى وجاهد , فمن مثلهُ من الأمة في هذا العلم وفي هذا الدين سبحانك الله ما خلق مثلهُ يوماً في زمانهِ ولا بعدهُ , وهو الحق في العلم والفقه والتقى فقد كان تقياً ورعاً عابداً زاهداً مجاهداً . والله الموفق .

وقال ابن دقيق العيد رحمه الله : (لما اجتمعت بابن تيمية رأيت رجلاً العلوم كلها بين عينيه، يأخذ منها ما يريد، ويدع ما يريد) . قلتُ : ومن لا يعرف إبن دقيق العيد , فهو من أعلام الامة وأكابر العلماء في ذلك الوقت , وقد أثنى على إبن تيمية , فمن مثلهُ ولم يرى مثله جمع كل العيون بين عينيه يأخذُ منها ما يريد ويترك ما يريد رضي الله عنك يا إبن تيمية , وعن إبن دقيق العيد وأعلام الأمة من أهل الحق .

وقال أبو البقاء السبكي : (والله يا فلان ما يبغض ابن تيمية إلا جاهل أو صاحب هوى، فالجاهل لا يدري ما يقول، وصاحب الهوى يصده هواه عن الحق بعد معرفته به) ، وحين عاتب الإمام الذهبي (ت - 748هـ) الإمام السبكي كتب معتذراً مبيناً رأيه في شيخ الإسلام ابن تيمية بقوله:

(أما قول سيدي في الشيخ، فالمملوك يتحقق كبر قدره، وزخاره بحره، وتوسعه في العلوم الشرعية والعقلية، وفرط ذكائه واجتهاده، وبلوغه في كل من ذلك المبلغ الذي يتجاوز الوصف، والمملوك يقول ذلك دائماً، وقدره في نفسي أعظم من ذلك وأجل، مع ما جمع الله له من الزهادة والورع والديانة، ونصرة الحق والقيام فيه، لا لغرض سواه، وجريه على سنن السلف، وأخذه من ذلك بالمأخذ الأوفى، وغرابة مثله في هذا الزمان بل من أزمان) . فالحمدُ لله تعالى على نعمة السنة .


وأما ثناء الإمام الذهبي على شيخه شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله فهو كثير، وذِكر ثناء الإمام الذهبي على ابن تيمية هو الغالب على من ترجم لشيخ الإسلام ابن تيمية، وعلى مواضع ترجمة ابن تيمية في كتب الإمام الذهبي، ولعلي أذكر بعض مقولات الإمام الذهبي في ابن تيمية، ومنها قوله:


(ابن تيمية: الشيخ الإمام العالم، المفسر، الفقيه، المجتهد، الحافظ، المحدث، شيخ الإسلام، نادرة العصر، ذو التصانيف الباهرة، والذكاء المفرط) . فرحم الله إبن تيمية ورحم الله الذهبي , فقد صدق رحمه الله تعالى رحمة واسعة , فهو شيخ الإسلام النادر القاهر بإذن الله تعالى , على المبتدعين والضالين فلا يطعن فيه إلا جاهل أو ضيق البصر .

قال الشوكاني رحمه الله : [ إمام الأئمة المجتهد المطلق ] فرحمهم الله أجمعين .

وحق للمرء أن يتعجب من سيرة هؤلاء السلف الصالحين , ورضي الله عن أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ومن تبعهم بإحسان إلي يوم الدين , فقد كان علم الإسلام وشيخهِ وكان مجتهداً مطلقاً شهد له القاصي والداني بالعلم فكيف بالطاعن فيه وصدق إبو البقاء السبكي حين قال : (والله يا فلان ما يبغض ابن تيمية إلا جاهل أو صاحب هوى، فالجاهل لا يدري ما يقول، وصاحب الهوى يصده هواه عن الحق بعد معرفته به) صدق وربي في قولهِ هذا وسنبين بإذن الله تعالى هؤلاء الفئة من الناس فلله العجب كيف يطعن في إبن تيمية رحمه الله تعالى والله ما يطعن فيه إلا جاهل .يتبع بإذن الله تعالى الكلام في المتكلمين في حق إبن تيمية رحمه الله تعالى .
.............









قديم 2014-02-02, 13:07   رقم المشاركة : 42
معلومات العضو
قطــــوف الجنــــة
عضو متألق
 
الصورة الرمزية قطــــوف الجنــــة
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
لم يقتصر الثناء والمدح على ما ذكرنا في الباب الأول , بل ألف في حقهِ الكثير من المؤلفات ومنها ( على ساحل إبن تيمية ) رحمه الله تعالى للقرني , كذلك ( الإعلام العلية في مناقب إبن تيمية ) وغيرها من المؤلفات التي شهد لها التقريظ الحسن من أهل العلم , ومن المحدثين ومنها ( الشهادة الذكية في ثناء الأئمة على إبن تيمية ) وعلني أورد الوثائق المصورة في حق إبن تيمية رحمه الله تعالى والثناء والمناقب التي صنفها البزار رحمه الله تعالى في إبن تيمية في وثائق مع تعقيب على الحاشية .

رابعاً : [ دعاوي المناوبين على إبن تيمية ]
رحمه الله


صدق أبو البقاء السبكي في قولهِ : ( والله يا فلان ما يبغض ابن تيمية إلا جاهل أو صاحب هوى، فالجاهل لا يدري ما يقول، وصاحب الهوى يصده هواه عن الحق بعد معرفته به ) فوالله لا يطعن في إبن تيمية رحمه الله تعالى إلا جاهل أو صاحب هوى , فالجاهل لا يدري ما يقول وصاحب الهوى يرى الحق ويحيد عنهُ , وهذا حال الصوفية والأشاعرة ممن طعن في إبن تيمية رحمه الله تعالى وما أجهل القوم إذ تكلموا بما لا يدرون ويحاولون أن يطعنوا في إبن تيمية رحمه الله تعالى ولكن هيهات .

- قد قال أهل الضلا ان إبن تيمية ( أشعري ) فقد كذبوا .


فقد أصل الأخ ( فيصل ) وفقه الله تعالى للخير في رد دعوى القول بأشعرية شيخ الإسلام إبن تيمية رحمه الله تعالى , فهذا القول لا يستقيم من قريب ولا من بعيد فكما نسب الأشاعرة ( إبن حجر ) رحمه الله تعالى إلي الاشاعرة فلا شك في محاولتهم نسب إبن تيمية ( للأشاعرة ) رحمه الله هذا جهل وضعف والله المستعان فإبن تيمية رحمه الله تعالى كان من أعلام الأمة وأعلام العصر وكان رحمه الله تعالى [ سلفي المنهج والعقيدة على نهج الصحابة والتابعين رضي الله عنهم ] فكيف تستقيم مثل هذه الدعوى أصلاً ولو نظر المرء إلي كتب إبن تيمية لعرف أنهُ سلفي سني رحمه ربي شيخي وقرة عيني , فلله العجب من هذه العقول التي تحاول الطعن في إبن تيمية رحمه الله تعالى .

فلا أدري كيف يقال مثل هذا الامر في حق إبن تيمية رحمه الله تعالى , والذي يقرأ كتب إبن تيمية رحمه الله تعالى يعلم أنه من ( اهل السنة ) وقد بينت في مبحثي حول أشعرية إبن حجر العسقلاني أن إبن تيمية رحمه الله تعالى قد فرق بين الأشاعرة وبين أهل السنة , ونفى كون الأشاعرة من أهل السنة فكيف يكون إبن تيمية رحمه الله تعالى من الأشاعرة والله المستعان وهذا جهل مفرط , فكيف يطعن في مثل هذا العلم وهذا الجهبذ العظيم في العلم والله المستعان والله تعجبتُ من دعاوي المناوبين .

يقول شيخ الاسلام أبن تيميه"(( فلفظ أهل السنة يُرَادُ به من أثبت خلافة الخلفاء الثلاثة , فيدخل في ذلك جميع الطوائف إلا الرافضة , وقد يُرَادُ به أهل الحديث والسنة المحضة فلا يدخل فيه إلا من يثبت الصفات لله تعالى ويقول : إن القرآن غير مخلوق , وإن الله يرى في الآخرة , ويثبت القدر وغير ذلك من الأصول المعروفة عند أهل الحديث والسنة )) ( منهاج السنة / 2 - 221 ) .

- موقف شيخ الإسلام إبن تيمية رحمه الله تعالى من الرافضة .


ويكفي جلياً موقف إبن تيمية رحمه الله تعالى من الرافضة في كتاب [ منهاج السنة النبوية في نقض كلام الشيعة القدرية ] فقد كان رحمه الله تعالى يعرف حقيقة الرافضة وكان يأصل في الرد عليهم فكان الكتاب من أعظم الكتب التي كتبت في الرد على الرافضة والدفاع عن الدين , ولكن عجب القوم لم يأتي ذكرهم إلي في فترة ليست بالبعيدة , والعجيب صناعة الدين بأيديهم والله المستعان , وحقيقة أحبتي في الله الكتاب هذا من الدرر المكنونة في بيان موقف إبن تيمية من الشيعة الرافضة , فقد توسع رحمه الله تعالى في الرد على الرافضة في كل الأبواب التي طرحوها , وكان رحمه الله تعالى شديداً عليهم ببراعةٍ علمية لا قبل لبشرٍ بها .

- المقالات الدمشقية في الدفاع عن ابن تيمية وكشف الضلالات الحبشية .


وهذا الكتاب لشيخنا وقرة أعيننا , عبد الرحمن الدمشقية في الرد على الأحباش وفي كلامهم عن إبن تيمية رحمه الله تعالى , بل لا يعلم الحق إلا أهلهُ فلله درنا , ودر أهل السنة والجماعة فحقيقة يذكرني قول أحد الأحبة عندما كان لي مجلس معهُ [ ما أطيب منهجنا وعقيدتنا ] فقد صدق وفقه الله تعالى للخير في كلامهِ فما أطيبها وما أنقاها من عقيدة نسأل الله تعالى لنا ولكم ولهُ الثبات عليها , فلله العجب كيف يحاول القوم الطعن في إبن تيمية ولكن لا مثبت ولا دليل على ذلك والله الموفق , فكم يفرح المرء حين يقرأ لك شيخنا المبارك فوالله إن القوم يبكون حسرةَ يحاولون الطعن في إبن تيمية رحمه الله ولكن لا مدخل لهم .

- دعوى أن الشيخ رحمه الله تعالى مجسم .

قد كثرت الدعاوي على شيخ الإسلام إبن تيمية رحمه الله تعالى , والسبب الوحيد الجهل الذي تحدث عنهُ أبو البقاء السبكي في الثناء على إبن تيمية رحمه الله تعالى , بل الحقد الدفين في قلوب الصوفية والأشاعرة وغيرهم ممن تحامل على إبن تيمية رحمه الله تعالى , في محاولة الطعن في منهج إبن تيمية رحمه الله تعالى , فطعن الرافضة وقالوا أنهُ يناصب العداء لأهل البيت وهذا كذب وإفتراء , ولعلنا نورد الكلام من كتاب ( دعاوي المنوابين ) في هذا الباب إن شاء الله تعالى .


فكيف لا يتعجب المرء من نسبة أن إبن تيمية رحمه الله تعالى , كان من المجسمة بل هذا من العجاب ورب الكعبة , فلو تأمل المرء كتب إبن تيمية وقرأها لكان له الخير في معرفة حقيقة إعتقاد إبن تيمية رحمه الله تعالى ولعلنا نورد شيئاً مما كتب في هذا الرابط رحم الله كاتبهُ وغفر الله تعالى لهُ في ذبهِ عن إبن تيمية رحمه الله تعالى , وجعلنا الله تعالى من الثابتين على الحق المنافحين عن الدين , فأسأل الله تعالى أن يوفقنا في الذب عن إبن تيمية رحمه الله تعالى في هذا الباب والله تعالى الموفق .

وهوا : [نقلا عن كتاب " دعاوى المناوئين لشيخ الإسلام ابن تيمية " للدكتور عبدالله الغصن - وفقه الله ، طبع دار ابن الجوزي بالدمام ،ص161-139، ومن أراد الهوامش فعليه بالكتاب ] والمبحث طويل وتغاضيت عن النقل , فالمبحث واضح والكتاب دعاوي المناوبين من أطيب الكتب التي ألفت في الدفاع عن إبن تيمية رحمه الله تعالى رحمة واسعة ولعل المطلع عليه يعرف حقيقة دعوى الرافضة والأشاعرة في زعمهم أن إبن تيمية , وهذا يقطع دابر الكلب العاوي كمال الحيدري في فهم النصوص بجهل مدقع والله ما رأيت أغبى من هذا الرجل أسأل الله تعالى السلامة . يتبع بإذن الله تعالى علنا نورد ما جاء في الكتاب نصاً ونشير إلي الروابط بعد ذلك والله تعالى المعين على الحق , فقبل أن ننقل الكلام من كتاب الشيخ عبد الله الغصن , قد نقل في صيد الفوائد .

.......................









قديم 2014-02-02, 13:11   رقم المشاركة : 43
معلومات العضو
قطــــوف الجنــــة
عضو متألق
 
الصورة الرمزية قطــــوف الجنــــة
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
قال الشيخ إبراهيم الكوراني: ( بل هو على مذهب السلف من الإيمان بالمتشابهات مع التنزيه بليس كمثله شيء).وهذا المحقق الدكتور "علي المنتصر الكتاني" الذي حقق كتاب ( رحلة ابن بطوطة) يقول عن هذه القصة : ( هذا محض افتراء على الشيخ رحمه الله، فإنه كان قد سجن بقلعة دمشق قبل مجيء ابن بطوطة إليها بأكثر من شهر، فقد اتفق المؤرخون أنه اعتقل بقلعة دمشق لآخر مرة في اليوم السادس من شعبان سنة 726هـ ولم يخرج من السجن إلا ميتاً، بينما ذكر المؤلف -ابن بطوطة- في الصفحة 102 من كتابه أنه وصل دمشق في التاسع من رمضان)!!
...............
اقتباس:
"محمد سعيد رمضان البوطي" يقول :
( ونحن نعجب عندما نجد غلاة يكفرون ابن تيمية رحمه الله ويقولون إنه كان مجسماً، ولقد بحثت طويلاً كي أجد الفكرة أو الكلمة التي كتبها أو قالها ابن تيمية والتي تدل على تجسيده فيما نقله عنه السبكي أو غيره فلم أجد كلاماً في هذا قط .. ورجعت إلى آخر ما كتبه أبو الحسن الأشعري وهو كتاب الإبانة فرأيته هو الآخر يقول كما يقول ابن تيمية، إذن فلماذا نحاول أن نعظم وهماً لا وجود له؟ ولماذا نحاول أن ننفخ في نار شقاق؟)هذا ما تيسر لي في هذه العجالة... سائلاً الله أن يوفقنا لخدمة دينه.









قديم 2014-02-02, 13:13   رقم المشاركة : 44
معلومات العضو
قطــــوف الجنــــة
عضو متألق
 
الصورة الرمزية قطــــوف الجنــــة
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
شبهة قول إبن بطوطة وإجابتها للأخ [ صخرة الخلاص ] .

الحقيقة أن ما ذكره ابن بطوطة - غفر الله له - عن شيخ الإسلام ابن تيمية لا قيمة له ولا وزن في الميزان العلمي والبحثي، وقد قرر كبار الباحثين المختصين في تراث ابن بطوطة وابن تيمية بأن هذه القصة مختلقة ولا سند يدعهما أو يصححها، والسبب في ذلك .. فيما يلي :

أولاً : ثبوت عدم دقة وأمانة ابن بطوطة في رحلة.
تكلم كثير من العلماء عن رحلة ابن بطوطة، وتناولوها بالنقد والتحليل والدراسة، وخلصوا أنها مجرد مذكرات كتبها المؤلف، ولا تعد توثيقاً أميناً يمكن الاعتماد عليه.

فهذه الرحلة ليست من كتب التاريخ المعتبرة والمعتمدة، فضلاً عن مؤلفها الذي لم يكن معروفاً أنه من أهل الدراية والخبرة والعلم، وقد أثبت المحقق "حسن السائح" في تقديمه لكتاب (تاج المفرق في تحلية علماء المشرق) للشيخ خالد بن عيسى البلوي، أن ابن بطوطة ربما سمع باسم عالم من علماء البلد التي زارها، فيذكر اسمه في رحلته ولو لم يتصل به اتصالاً شخصياً، أو يقابله حقيقة، بل يستفيد مما سمعه ويضمنه رحلته وكأنه قابله أو شاهده، كما فعل في تونس حين ذكر علماً من أعلامها وهو ابن الغماز.

ومما يزيد الأمر وضوحاً .. أن رحلة ابن بطوطة تضمنت أموراً يقطع العلم بكذبها، كما قال إنه زار بعض الجزر والبلدان التي فيها نساء ذوات ثديِ واحدة!!!

وبعض العجائب والخرافات التي حكاها في رحلته يقطع الإنسان بأنها مختلقة ومجرد أساطير يتناقلها الناس، ويسجلها ابن بطوطة وكأنه شاهدها أو اتصل بها!

ثانياً : تحقيق ما نسبه ابن بطوطة لابن تيمية رحمهما الله.
من يحقق ويدقق فيما نقله ابن بطوطة عن ابن تيمية يقطع بكذبه، وذلك لأن ابن بطوطة ذكر أنه حضر يوم الجمعة وابن تيمية يعظ الناس على منبر الجامع ونزل من درجة المنبر وهو يقول إن الله ينزل إلى السماء الدنيا كنزولي هذا.. إلخ.

وهنا لنا وقفات نقدية علمية .. أهمها :
(1)
أن ابن بطوطة -غفر الله له- كذب ولم يسمع من ابن تيمية ولم يجتمع به، إذا كان وصوله إلى دمشق يوم الخميس التاسع من شهر رمضان المبارك عام ست وعشرين وسبعمائة هجرية، وكان سجن ابن تيمية في قلعة دمشق أوائل شعبان من ذلك العام، إلى أن توفاه الله تعالى ليلة الأثنين لعشرين من ذي القعدة عام ثمان وعشرين وسبعمائة هجرية!!

والسؤال الجوهري : كيف رآه ابن بطوطة يعظ على منبر الجامع وسمع منه ؟؟!

(2)
أن كل من ترجم لشيخ الإسلام ابن تيمية لم يذكر أبداً أنه كان يخطب أو يعظ على منبر الجمعة، ولو كان ذلك كذلك لذكره من ترجم له لأهميته، وإنما كان شيخ الإسلام يجلس على كرسي يعظ الناس، ويكون له مجلساً غاصاً بأهله.

(3)
أن حادثة مشهورة جداً جداً مثل هذه الحادثة، فهي أمام الناس، وعلى منبر في مكان مشهور، ومن عالم مشهور ومحسود وله أعداء كثر، ويقول مالا يسع الناس السكوت عنه، ثم ينفرد بنقل هذه الحادثة -التي تتوافر جميع أسباب نقلها وتواترها فيها- ابن بطوطة !!!

ثالثاً : حقيقة كتاب رحلة ابن بطوطة.
وإذا حققنا القول في ذات كتاب الرحلة، وأنصفنا مؤلفه، فإننا قد نخلص إلى أن الكذب والتلفيق والخرافات الموجودة في هذا الكتاب ليست من صنع ابن بطوطة نفسه، بل من النسّاخ، وهذا كثير ما يحصل، حتى الكتب السماوية السابقة قد دخلها من النسّاخ التحريف الكثير.

وقد نبه الحافظ الإمام ابن حجر إلى أن ابن بطوطة -رحمه الله- لم يكتب تفاصيل رحلته وإنما الذي كتبها وجمعها هو أبو عبدالله بن جزي الكلبي وهو من نمقها، وكان العلامة البلفيقي يتهمه بالكذب والوضع !!

وبالرجوع إلى نفس الرحلة نجد أن ابن جزي الكلبي يقول في المقدمة:
( ونقلت معاني كلام الشيخ أبي عبدالله بألفاظ موفية للمقاصد التي قصدها، موضحة للمعاني التي اعتمدها)!!!ويقول في آخر الكتاب : ( انتهى ما لخضته من تقييد الشيخ أبي عبدالله محمد بن بطوطة). وهذا يدل صراحة أن كتاب رحلة ابن بطوطة لم يصلنا بألفاظ مؤلفه، بل الناقل نص على تدخله في الألفاظ والكلمات.

رابعاً: عقيدة شيخ الإسلام المتواترة عنه تثبت اختلاق هذه القصة.
من كان له إلمام سطحي أو بسيط في تراث شيخ الإسلام ابن تيمية يقطع جازماً أن هذه القصة مختلقة، وليراجع من يشاء مجموع الفتاوى، أو درء التعارض ليعلم أن ابن تيمية يحارب هذا الفكر، ولا يؤمن إلا بما آمن به سلف الأمة رضوان الله عليهم.
...........................









قديم 2014-02-02, 13:15   رقم المشاركة : 45
معلومات العضو
قطــــوف الجنــــة
عضو متألق
 
الصورة الرمزية قطــــوف الجنــــة
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
قال المسند ابراهيم الكوراني الشافعي- 1101 هـ - في كتابه [إفاضة العلام] فقال :
( أما إثبات الجهة والجسمية المنسوب إليهما فقد تبين حاله، وأنهما لم يثبتا الجسمية أصلاً، بل صرحا بنفيها في غير ما موضع من تصانيفهما، ولم يثبتا الجهة على وجه يستلزم محذوراً، وإنما أقرا قوله تعالى: "استوى على العرش" على ظاهره الذي يليق بجلال ذات الله تعالى، لا الظاهر الذي هو من نعوت المخلوقين حتى يستلزم الجسمية، وأما قول العراقي لم نجد له أصلاً، ففيه أن ما ذكره ابن القيم ليس فيه أن ما عزاه لشيخه إبداء مناسبة منه بديعة لإرخاء العذبة فهمها مما هو منقول، وهو الحديث الذي أخرجه جماعة منهم أحمد والترمذي وغيرهما وصححوه : أن الله تجلى لي في أحسن صورة ، وفي رواية: أتاني الليلة ربي في أحسن صورة –إلى أن قال– فوضع يده بين كتفي حتى وجدت برد أنامله بين ثديي .. الحديث. وإذا كان هذا فهمه منه، واستنباطاً لا نقلاً، لم يرد عليه قول العراقي: ولم نجد له أصلاً ! فالمناسبة التي أبداها ابن تيمية مناسبة صحيحة غير مستلزمة للتجسيم، ولا مبنية عليه أصلاً كما ظنه ابن حجر، بل على صحة التجلي في المظهر مع التنزيه بليس كمثله شيء، وقد دل كلام ابن تيمية -عليه الرحمة- عموماً وخصوصاً على أن الحق سبحانه وتعالى يتجلى لما يشاء على أي وجه يشاء، مع التنزيه بليس كمثله شيء في كل حال، حتى في حال تجليه في المظهر، وهذا هو الغاية في الإيمان والعلم أيضاً] اهـ نقلا عن جلاء العينين للألوسي .
....................









 

الكلمات الدلالية (Tags)
العصر, علماً, فريد, ومعرفة


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 03:14

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc