الخضر عليه السلام. أسطورة أهل الخرافة - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الدين الإسلامي الحنيف > قسم التاريخ، التراجم و الحضارة الاسلامية

قسم التاريخ، التراجم و الحضارة الاسلامية تعرض فيه تاريخ الأمم السابقة ( قصص الأنبياء ) و تاريخ أمتنا من عهد الرسول صلى الله عليه و سلم ... الوقوف على الحضارة الإسلامية، و كذا تراجم الدعاة، المشائخ و العلماء

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

الخضر عليه السلام. أسطورة أهل الخرافة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2016-11-15, 23:39   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
العضوالجزائري
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية العضوالجزائري
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي الخضر عليه السلام. أسطورة أهل الخرافة

بسم الله و الصلاة و السلام على رسول الله


يعرف الصوفية بمصطلحاتهم الغامضة و كثرة دندنتهم حول الأسرار و الغيبيات, و يشتد خطرهم حين يستعملون مصطلحات شرعية بغية حملها على معان باطلة, فيحصل لبس كبير و فساد عريض.
و في هذا الموضوع إن شاء الله نتعرض إلى شخصية محورية في الفكر الصوفي كانت بابا أدخلوا من خلاله طواما و كفريات كثيرة ألا وهو الخضر
و إذا أردنا معرفة حقيقة الخضر عليه السلام في القرآن الكريم فإننا نجدها في سورة الكهف
من قوله
(وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِفَتَاهُ لا أَبْرَحُ حَتَّى أَبْلُغَ مَجْمَعَ الْبَحْرَيْنِ أَوْ أَمْضِيَ حُقُباً)
إلى قوله تعالى (وما فعلته عن أمري ذلك تأويل ما لم تسطع عليه صبراً).
و هي قصة يعرفها اكثر الناس ملخصها أن موسى عليه السلام سئل -كما ثبت في الحديث- أي الناس أعلم فقال انا فعاتبه ربه فأمره ان يسير حتى يلقى عبدا هو
أعلم منه. و المقصود أن الخضر عليه السلام كان على علم لم يعلمه موسى و موسى عليه السلام على علم لم يعلمه الخضر و هذه القصة كانت فائدة إلهية
لبيان سعة علم الله .

إنحرافات الصوفية

أولا: تمسكهم بقول من قال إن الخضر ولي و ليس نبي و الصواب غير ذلك لقوله (وما فعلته عن أمري) كما أن قتل النفس لا يكون بمجرد الظن و هذا معلوم. فلا شك أنه وحي أوحي إلى الخضر عليه السلام.
وهذا الباب قد فتح عليهم من الشر ما الله به عليم إذ قالو منه بالعلم اللدني و العلم الباطني و أن هذا العلم خاص بأهل الحقيقة دون أهل الشريعة و أنه موهوب له من الله بغير وحي الأنبياء وأن هذه العلوم تنزل إلى جميع الأولياء في كل وقت قبل بعثة الرسول محمد صلى الله عليه وسلم وبعد بعثته، وأن هذه العلوم أكبر وأعظم من العلوم التي مع الأنبياء، بل وعلوم الأنبياء لا تدانيها ولا تضاهيها، فكما أن الخضر وهو وليّ فقط في زعمهم كان أعلم من موسى فكذلك الأولياء من أمة محمد هم أعلم من محمد صلى الله عليه وسلم, وهذا القول الأخير إنما هو موجود عند المتفلسفة أما سائر الصوفية فهم يغلون في محمد عليه الصلاة و السلام غلوا كبيرا ، والولي عندهم عالم بالحقيقة الصوفية، وعلماء الحقيقة أعلم من علماء الشريعة، وزعموا كذلك أن الخضر يلتقي بالأولياء ويعلمهم هذه الحقائق ويأخذ لهم العهود الصوفية، وأن الحقائق الصوفية تختلف عن الحقيقة المحمدية ولذلك فلكل ولي شريعته المستقلة فما يكون معصية في الشريعة كشرب الخمر والزنا واللواط، قد يكون* حقيقة صوفية وقربة إلى الله حسب العلم الباطني، وكذلك في أمر العقائد ومسائل الإيمان فلكل ولي كشفه الخاص، وعلمه الخاص اللدني الذي قد يختلف عن الوحي النبوي..

و هذه الأقول طبعا هي زندقات وخرافات و لكنها سلعة راجت على الغوغاء و الجهلة من الناس

ثانيا: قولهم إن الخضر حي إلى يوم الناس هذا و أنه يحضر حضرات الصوفية و يعلم الناس و غير ذلك و هذا أيضا هذيان يرد عليه بقوله
صلى الله عليه و سلم " ما من نفس منفوسة ، اليوم ، تأتي عليها مائة سنة ، وهي حية يومئذ " مسلم
الخضر لو افترضنا أنه عاش إلى زمن الرسول عليه الصلاة و السلام فهو داخل في الحديث لا محالة و قد رد الامام ابن كثير هذه المقالة ردا جيدا
في كتابه البداية و النهاية.
و كيف يكون هذا القول صحيحا و هو ليس عليه ادنى دليل, وأين كان عن شهود غزوة بدر وأحد والخندق والمواقع، وكيف لم يلتق قبل ذلك برسول الله صلى الله عليه وسلم و يتشرف بصحبته.
يبدو أن أول من افترى القصة الصوفية للخضر هو محمد بن علي بن الحسن المعروف بالحكيم الترمذي والمتوفى في أواخر القرن الثالث الهجري -فالترمذي هذا يقول في كتابه ختم الولاية يقول في جوابه عن علامات الأولياء: "وللخضر عليه السلام، قصة عجيبة في شأنهم وقد عاين شأنهم في البدء ومن وقت المقادير فأحب أن يدركهم، فأعطى الحياة حتى بلغ من شأنه أنه يحشر مع هذه الأمة وفي زمرتهم، حتى يكون تبعاً لمحمد صلى الله عليه وسلم، وهو رجل من قرن إبراهيم الخليل، وذي القرنين، وكان على مقدمة جنده، حيث طلب ذو القرنين عين الحياة ففاتته وأصابها الخضر، في قصة طويلة.
وهذه آياتهم وعلاماتهم. فأوضح علاماتهم ما ينطقون به من العلم وأصوله.
قال له قائل: وما ذلك العلم؟
قال: علم البدء، وعلم الميثاق، وعلم المقادير، وعلم الحروف.
فهذه أصول الحكمة وهي الحكمة العليا. وإنما يظهر هذا العلم عن كبراء الأولياء، ويقبله عنهم من له حظ من الولاية" (ختم الولاية ص362)
وفي هذا النص يزعم مجرد زعم بلا أدنى دليل أو علم أن الخضر هذا عاين منذ بدء الخليقة أمور الأولياء وعرفهم منذ كتابه المقادير وأحب -في زعم الترمذي- أن يدرك هؤلاء الأولياء، فأعطى الحياة حتى يبلغ أمة محمد صلى الله عليه وسلم..
وأما هو أي الخضر فكان في قرن إبراهيم أي وجد في زمانه.. وزمن ذي القرنين.. فهذا جهل و قول بغير علم. لا يقوم على أدنى دليل إلا الكذب والبهتان.. ثم يستطرد في بهتانه فيزعم أن ذا القرنين كان يسافر ليصل إلى عين الحياة التي من شرب منها فلا يموت أبداً فلم يستطع الوصول إليها ولكن الخضر وصل إليها..
وهذا بالطبع منقول بعضه من تخريف اليهود وافتراءاتهم أن آدم لما خلقه الله في الجنة أكل من شجرة المعرفة فأصبح كالله يعلم الخير والشر، ثم خاف الله منه أن يأكل من شجرة الحياة فيحيا أبداً ولا يموت فلما خاف الله من ذلك طرده من الجنة من أجل ذلك.. (انظر التوراة الإصحاح الثالث).

يتبع إن شاء الله









 


رد مع اقتباس
قديم 2016-11-17, 16:59   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
العضوالجزائري
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية العضوالجزائري
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

*

روى مسلم في صحيحه عن أبي سعيد الخدري -رَضِيَ اللهُ عنهُ- قال : "حدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما حديثا طويلا عن الدجال. فكان فيما حدثنا قال: (( يأتي وهو محرَّمٌ عليه أن يدخل نقاب المدينة. فينتهي إلى بعض السباخ التي تلي المدينة. فيخرج إليه يومئذ رجل هو خير الناس، أو من خير الناس. فيقول له : أشهد أنك الدجال الذي حدثنا رسول الله -صَلَّى اللهُ عليهِ وَسَلَّم- حديثه. فيقول الدجال: أرأيتم إن قتلت هذا ثم أحييته، أتشكون في الأمر؟ فيقولون : لا. قال فيقتله، ثم يحييه. فيقول حين يحييه: والله! ما كنت فيك قط أشد بصيرة مني الآن. قال فيريد الدجال أن يقتله فلا يسلط عليه".

فقد قال إبراهيم بن سفيان راوي صحيح مسلم : "يقال : إنهذا الرجل هو الخضر عليه السلام"

وقال معمر بن راشد في جامعه لما روى الحديث: وبلغني أنه الخضر الذي يقتله الدجال ثم يحيه"..

وهذا القول باطل لأنه لم يسند إلى دليل ، فالأول قال: يُقال! ، والآخر قال: بلغني! وكل هذه ليست أدلة ..

فالقول بأن ذلك الرجل هو الخضر من القول على الله بغير علم ، والإمامان : معمر ، وإبراهيم بن سفيان ؛ إنما نقلاه عن مجهول ولم يقولاه ..

ومسلم -رحمهُ اللهُ- لم يذكر ذلك وإنما هذا من زيادة أبو إسحاق إبراهيم بن سفيان -رحمهُ اللهُ- .




*: إن الاعتقاد بحياة الخضر عليه السلام ، جر إلى خرافات وبلايا ، نطق بها بعض المجانين من الصوفية والحلولية والزنادقة ..




حتى وصل الحال إلى أن يزعم أكثر الصوفية أن كل ما ينقلونه من علومهم يسمعونه من الخضر، وقد زاد الجيلي أن الخضر مخلوق من روح الله.. "ولا يعلم هذا الجاهل أن آدم هو الذي أمر الله جبريل أن ينفخ فيه وجبريل هو روح الله وليس الخضر خلقاً خاصاً".


وقد أدى الاعتقاد بحياة الخضر عليه السلام إلى التماس كثير من الناس للخضر ، وبحثهم عنه ليدعو لهم ، وليتبركوا بجسده والتبرك بالذوات ممنوع شرعاً إلا ما خصه الشرع وهو التبرك بذات النبي -صَلَّى اللهُ عليهِ وَسَلَّم- .

وقد اخترعوا لذلك أساطير وخرافات.


فزعموا أن الخضر عليه السلام يصلي مع الناس متخفياً بزي الفقراء وأن له علامة وذلك أن بؤبؤ عينيه يتحرك كالزئبق! وأن إبهام اليد اليمنى لا عظم لها!! [انظر: روح المعاني للآلوسي( 15/326 )] لذلك إذا صافح بعض الناس بعضهم قبض كل واحد منهم على يمين الآخر مرتكزاً على الإبهام عله أن يصادف الخضر !!


وكذلك مما يزعمونه من علاماته أنه يكون أول خارج من المسجد!! [سمعت هذا من بعض العوام، وحدثني بذلك الذي تزعمه العوام الشيخُ عمر محمد فلاتة رحمه الله ، وذكر قصة حصلت له مع بعض العامة في ذلك ] .

بل وصل حد الغلو في الخضر عليه السلام أن كثيراً من المتصوفة يزعم أنه لقي الخضر وتلقى منه أحكاماً شرعية وإن كانت مخالفة للشريعة الإسلامية !!



والحكايات عن الخضر ولقيه من بعض الناس وإعانتهم ودفع البلاء عنهم كثيرة جداً لا تحد بحد وذلك من أبين الأدلة على أنها كذب وبهتان لأن ميزة الكذب أنه لا نهاية له.



ومن ذلك:

ما روي عن رياح بن عبيدة قال : رأيت رجلاً يماشي عمر بن عبد العزيز معتمداً على يديه ، فلما انصرف قلت له: من الرجل؟ قال: رأيتَه؟ قلت: نعم .قال: أحسبك رجلاً صالحاً ذاك أخي الخضر ، بشرني أني سأولَّى وأعدل [انظر: فتح الباري(6/311) والبداية والنهاية(1/334) ]

وهذه حكاية باطلة وقد وردت بطرق وقد ذكرها الحافظ ابن كثير وفندها كلها [البداية والنهاية(1/334) ].

ومن ذلك ما ذكر عن عبد الله بن المبارك-رحمه الله-.

قال العلامة الآلوسي: [ روى ابن بشكوال في كتاب "المستغيثين بالله تعالى" عن عبد الله بن المبارك أنه قال: كنت في غزوة فوقع فرسي ميتاً ، فرأيت رجلا حسن الوجه طيب الرائحة قال: أتحب أن تركب فرسك؟ قلت: نعم . فوضع يده على جبهة الفرس حتى انتهى إلى مؤخره ، وقال: أقسمت عليك أيتها العلة بعزة عزة الله ، وبعظمة عظمة الله ، وبجلال جلال الله ، وبقدرة قدرة الله ، وبسلطان سلطان الله ، وبـ"لا إله إلا الله" ، وبما جرى به القلم من عند الله ، وبـ"لا حول ولا قوة إلا بالله" إلا انصرفت ، فوثب الفرس قائماً بإذن الله تعالى ، وأخذ الرجل بركابي وقال اركب ، فركبت ، ولحقت بأصحابي .

فلما كان من غداة غدٍ وظهرنا على العدو ، فإذا هو بين أيدينا فقلت: ألست صاحبي بالأمس؟ قال: بلى.

فقلت: سألتك بالله تعالى من أنت؟ فوثب قائماً فاهتزت الأرض تحته خضراء فقال: أنا الخضر .

فهذا صريح -"أقول: ولكنه ليس بصحيح ، وعلامات الوضع عليه ظاهرة كما سيأتي من كلام الآلوسي –رحمه الله-والله أعلم" - في أنه قد يحضر بعض المعارك]

ثم قال الآلوسي-رحمه الله- مفنداً لهذه القصة ولغيرها من الشبه التي يستند إليها من يؤمن بحياة الخضر-عليه السلام-:

[لا يخفى أن نظم الخضر -عليه السلام- في سلك أويس القرني والنجاشي-رحمهما الله ، ورضي عنهما- وأضرابهما ممن لم يمكنه الإتيان إليه ؛ بعيد عن الإنصاف .


وإن لم نقل بوجوب الإتيان عليه –عليه السلام- فكيف يقول منصف: بإمامته لجميع الأنبياء واقتداء جميعهم به ليلة المعراج ، ولا يرى لزوم الإتيان على الخضر –عليه السلام- ، والاجتماع معه مع أنه لا مانع له من ذلك بحسب الظاهر ، ومتى زعم أحد أن نسبته إلى نبينا –صلى الله عليه وسلم- كنسبته إلى موسى –عليه السلام- فليجدد إسلامه.

ودعوى أنه كان يأتي ويتعلم خفية لعدم أمره بذلك ، علانية لحكمة إلهية ؛ مما لم يقم عليها الدليل ، على أنه لو كان كذلك لذكره ولو مرة.

وأين الدليل على الذكر ؟ وأيضاً لا تظهر الحكمة في منعه عن الإتيان مرة أو مرتين على نحو إتيان جبريل عليه السلام في صورة دحية الكلبي -رضي الله عنه- .

وإن قيل: إن هذه الدعوى مجرد احتمال. قيل: لا يلتفت إلى مثله إلا عند الضرورة ، ولا تتحقق إلا بعد تحقق وجوده إذ ذاك بالدليل ووجوده كوجوده عندنا .

وأما ما روي عن ابن المبارك –رحمه الله- فلا نسلِّم ثبوته عنه ، وأنت إذا أمعنت النظر في ألفاظ القصة استبعدت صحتَها .


ومن أنصف يعلم أن حضوره -عليه السلام- يوم قال النبي –صلى الله عليه وسلم- لسعد -رضي الله تعالى عنه-: ((إرم فداك أبي وأمي)) كان أهم من حضوره مع ابن المبارك –رحمه الله- واحتمال أنه حضر ولم يره أحد أشبه شيء بالسفسطة ]. انظر : روح المعاني(15/324)


ومن الخرافات التي نسجت حول الخضر ، وما يفعله مع الناس ما ذكره البرزنجي في كتابه "الإشاعة لأشراط الساعة" عن العلامة ملا علي قاري في كتابه "المشرب الوردي في مذهب المهدي" والذي رد فيه على بعض الجهلة الذين نقلوا قصصاً وحكايات من مصادر مجهولة .

فذكر هذه الحكاية:

(اعلم أن الله قد خص أبا حنيفة بالشريعة والكرامة ، ومن كراماته: أن الخضر -عليه السلام- كان يجيء إليه كل يوم وقت الصبح ، ويتعلم منه أحكام الشريعة إلى خمس سنين .

فلما توفي أبو حنيفة –رحمه الله- ناجى الخضر –عليه السلام-ربه قال: ((إلهي إن كان لي عندك منْزلة فأذن لأبي حنيفة حتى يعلمني من القبر على حسب عادته حتى أعلم شرع محمد -صلى الله عليه وسلم- على الكمال ليحصل لي الطريقة والحقيقة)).[أقول: سبحان الله!! ما أعظم افتراء مخترع هذه الحكاية إذ لو كان هذا الطلب سائغاً لطلب من الله أن يكون معلمه محمداً –صلى الله عليه وسلم- لا سيما وهو صاحب الشرع وهو حي في قبره حياة أكمل من حياة غيره من الأموات. ]

فنودي أن اذهب إلى قبره ، وتعلم منه ما شئت .

فجاء الخضر ، وتعلم منه ما شاء كذلك إلى خمس وعشرين سنة أخرى حتى أتم الدلائل والأقاويل ، ثم ناجى الخضر ربه ، وقال: ((إلهي ماذا أصنع؟)).


فنودي: أن اذهب إلى صعانك ، واشتغل بالعبادة إلى أن يأتيك أمري –إلى أن قال له-: اذهب إلى البقعة الفلانية وعلم فلاناً علم الشريعة. ففعل الخضر -عليه السلام- ما أمره.

ثم بعد مدة ظهر في مدينة ما وراء النهر شاب ، وكان اسمه أبا القاسم القشيري ، وكان يخدم أمه ويحترمها ، ثم إنه قال وقتاً من الأوقات لأمه: يا أماه قد حصل لي الحرص على طلب العلم ، وقد قال علي -رضي الله عنه- : (من كان في طلب العلم كانت الجنة في طلبه) فائذني لي بالسفر إلى بخارى لأتلقى العلم .

فقدرت والدته أنها إن لم تأذن له فستكون مانعة للخير ، وإن أذنت له لم تصبر على فراقه ، فلم يكن لها بد حتى أذنت له ، فودع القشيري أمه وعزم على السفر مع شاب صاحب له يطلبان العلم .

فقعدت أمه على الباب باكية حزينة وقالت: إلهي أشهد أني حرمت على نفسي الطعام والمنْزل ، ولا أقوم من مقامي حتى أرى ولدي .

فمضى القشيري ليقضي حاجته فتلوثت ثيابه ببوله وقال لصاحبه: اذهب أنت فإني أريد أن أرجع إلى المنْزل ، وأخاف أن تصيب النجاسة جسمي في المنْزل الثاني ، ويصيب روحي في الثالث!! ، فقعودي عند والدتي أولى.

ورجع إلى أمه ، فوجدها في مكانها الذي ودعها منه ، فقامت وصافحت ولدها وقالت: الحمد لله .

فأمر الله الخضر-عليه السلام- : أن اذهب إلى القشيري وعلمه ما تعلمت من أبي حنيفة -رحمه الله- لأنه أرضى أمه . فجاء الخضر إلى أبي القاسم وقال: أنت أردت السفر لأجل طلب العلم ، وقد تركته لرضى أمك ، وقد أمرني الله تعالى أن أجيء إليك كل يوم على الدوام ، وأعلمك.

فكل يوم يجيء إليه الخضر-عليه السلام- حتى ثلاث سنين ، وعلمه العلوم التي تعلم من أبي حنيفة في ثلاثين سنة حتى علمه علم الحقائق والدقائق ، ودلائل العلم ، وصار مشهورَ دهرِه ، وفريدَ عصرهِ حتى صنف ألف كتاب وصار صاحب كرامة وكثر مريدوه وتلاميذه …) إلخ هذا الهراء.


قال الشيخ ملا على قاري –رحمه الله- بعد نقله الحكاية السابقة مختصرة جداً:

[ولا يخفى أن هذا مع ركاكته ولحنه ؛ كلام بعض الملحدين الساعين في إفساد هذا الدين إذ حاصله:

1- إن الخضر عليه السلام الذي قال الله في حقه: {عبداً من عبادنا آتيناه رحمة من عندنا وعلمناه من لدنا علماً } وقد تعلم منه موسى عليه السلام ؛ أصبح من جملة تلاميذ أبي حنيفة رحمه الله! .

2- وما أسرع فهم التلميذ حيث أخذ عن الخضر في ثلاث سنين ما تعلمه الخضر من أبي حنيفة حياً وميتاً في ثلاثين سنة!.


3- وأعجب منه أن أبا القاسم القشيري ليس معدوداً في طبقات أبي حنيفة!! .

4- ثم العجب من الخضر-عليه السلام- أنه أدرك النبي -صلى الله عليه وسلم- ولم يتعلم منه الإسلام ، ولا من الصحابة الكرام ، ولا من عظماء التابعين ، وقد رضي بغيرهم! فهذا لا يخفى بطلانه حتى على العقول السخيفة!!

ثم قال العلامة البرزنجي:

إن كلام القائل المذكور باطل من وجوه كثيرة منها ما أشار إليه الشيخ علي القاري ومنها :


5- أن أبا القاسم القشيري من الفقهاء الشافعية ، ومشايخه في الفقه والكلام والتصوف معروفون.

6- أنه لا يعرف له من التأليف غير كتاب الرسالة والتفسير وكتب أخر معدودة لا تبلغ ألف ورقة فضلاً عن ألف كتاب.


7- أن الخضر-عليه السلام- الذي يخاطب ربه ، ويناجيه ، ويجيبه ربه ، ويناديه ؛ لم لا يسأل ربه أن يعلمه الإسلام من غير واسطة أحد حتى يتعلم من قبر أبي حنيفة رحمه الله ؟!!.


8- أن الخضر-عليه السلام-إما أن يكون مأموراً بتعلم شرع النبي –صلى الله عليه وسلم- أو لا ؛ فإن كان مأموراً به فتَرْكُهُ التعلمَ إلى زمن أبي حنيفة –رحمه الله- بل إلى بعد موته وهو إنما مات سنة 150 تركٌ للواجب ، وكيف يجوز للمعصوم أن يترك الواجب 150 سنة؟!! إذا الأصح أنه نبي . وإن لم يكن مأموراً بذلك ، وإنما هو زيادة تحصيل الكمال فلِمَ لم يأخذه من النبي –صلى الله عليه وسلم- غضاً طَرِيّاً؟!! وإن لم يعلم أنه كمال إلا بعد موت أبي حنيفة -رحمه الله- فقد جوز الجهل بالكمال!!.


9- أن الإمام أبا حنيفة-رحمه الله- مجتهد ؛ والمجتهد قد يصيب ، وقد يخطئ ، ولذا خالفه صاحباه في أكثر من ثلث أقواله فكيف يقلد من لا يخطئ قط من يخطئ ويصيب!!.


10- أن جميع فقه أبي حنيفة يمكن أن تجمع أصوله وفروعه في كتاب واحد أو في كتابين فما الذي في ألف كتاب؟!


11- أن فيها مفاسد كثيرة لا تنحصر لأنها افتراءات وأكاذيب لا يرضاها الله ورسوله –صلى الله عليه وسلم- ، ولا أبو حنيفة نفسه.


انتهى كلام العلامة البرزنجي انظر: الإشاعة لأشراط الساعة(ص/228-230).


وقد أطلت في ذلك لبيان مدى تأثير القول بحياة الخضر –عليه السلام- على العامة والقصاص والوعاظ الجهلة.

وقد رجح جمع من المحققين وفاة الخضر –عليه السلام-منذ أمدٍ بعيد ، وفندوا شبه من قال بحياته ؛ منهم العلامة ابن الجوزي في كتابه"عجالة المنتظر في شرح حال الخضر".

وكتاب"القول المنتصر على الدعاوى الفارغة بحياة أبي العباس الخضر لحسين بن الأهدل اليمني.


ومن أجمل من فند شبه من قال بحياة الخضر ودلل على موته العلامة ابن القيم رحمه الله في كتابه المنار المنيف(ص/67-76).


وكثير ممن يعتقد بحياة الخضر يستغيث به لتفريج الكربات عند حصول المدلهمات وهذا من الشرك الأكبر.


والله المستعان

وبعد هذه المقدمات أسوق - إن شاء الله -الأحاديث التي يستدل بها من يستدل على حياة الخضر عليه السلام ، وأبين أنها مكذوبة ..

والله الموفق

منقول من منتديات أهل الحديث السلفية

يتبع إن شاء الله










رد مع اقتباس
قديم 2016-11-17, 17:15   رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
aboumeriem1992
عضو فعّال
 
إحصائية العضو










افتراضي

barak allah fik اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما وعملا










رد مع اقتباس
قديم 2016-11-17, 17:29   رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
العضوالجزائري
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية العضوالجزائري
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

و فيك بارك










رد مع اقتباس
قديم 2016-11-17, 20:11   رقم المشاركة : 5
معلومات العضو
afif05
عضو مجتهـد
 
الصورة الرمزية afif05
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

شكرا لك اخي










رد مع اقتباس
قديم 2016-11-18, 15:35   رقم المشاركة : 6
معلومات العضو
العضوالجزائري
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية العضوالجزائري
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

العفو
........










رد مع اقتباس
قديم 2016-11-23, 22:06   رقم المشاركة : 7
معلومات العضو
العضوالجزائري
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية العضوالجزائري
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

يقول الحافظ ابن القيم :

" الأحاديث التي يذكر فيها الخضر وحياته ، كلها كذب ولا يصح في حياته حديث واحد " .


كحديث : إن رسول الله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - ; كان في المسجد فسمع كلاماً من ورائه ، فذهبوا ينظرون فإذا هو الخضر .


وحديث : يلتقي الخضر وإلياس كل عام .


وحديث : يجتمع بعرفة جبريل وميكائيل والخضر . الحديث المفترى الطويل .


سئل إبراهيم الحربي عن تعمير الخضر وأنه باق ، فقال : من أحال على غائب لم ينتصف منه وما ألقى هذا بين الناس إلا شيطان .


وسئل البخاري عن الخضر وإلياس ؛ هل هما أحياء ؟ فقال : كيف يكون هذا وقد قال النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - ; لا يبقى على رأس مئة سنة ممن هو اليوم على ظهر الأرض أحد .


وسئل عن ذلك كثير غيرهما من الأئمة: { وَمَا جَعَلْنَا لِبَشَرٍ مِّن قَبْلِكَ الْخُلْدَ أَفَإِن مِّتَّ فَهُمُ الْخَالِدُونَ } [ الأنبياء: 34 ]


وسئل عنه شيخ الإسلام ابن تيمية ، فقال : لو كان الخضر حيا لوجب عليه أن يأتي النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - ; ويجاهد بين يديه ، ويتعلم منه ، وقد قال النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - ; يوم بدر : اللهم إن تهلك هذه العصابة لا تعبد في الأرض . وكانوا ثلاث مئة وثلاثة عشر رجلاً معروفين بأسمائهم وأسماء آبائهم وقبائلهم فأين كان الخضر حينئذ .


قال أبو الفرج بن الجوزي : والدليل على أن الخضر ليس بباق في الدنيا أربعة أشياء .. القرآن ، والسنة ، وإجماع المحققين من العلماء ، والمعقول .


أما القرآن ؛ فقوله - سبحانه وتعالى - : { وَمَا جَعَلْنَا لِبَشَرٍ مِّن قَبْلِكَ الْخُلْدَ } [الأنبياء: 34] فلو دام الخضر كان خالداً .


وأما السنة ؛ فذكر حديث : " أرأيتكم ليلتكم هذه فإن على رأس مئة سنة منها لا يبقى على ظهر الأرض ممن هو اليوم عليها أحد " . متفق عليه .


وفي صحيح مسلم ، عن جابر بن عبد الله - رضي الله عنه - ; قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - ; قبل موته بقليل : " ما من نفس منفوسة يأتي عليها مئة سنة وهي يومئذ حية ".


وأما إجماع المحققين من العلماء ؛ فقد ذكر عن البخاري ، وعلي بن موسى الرضا ، أن الخضر مات . وأن البخاري سئل عن حياته ، فقال : وكيف يكون ذلك وقد قال النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - : " أرأيتكم ليلتكم هذه فإن على رأس مئة سنة منها لا يبقى ممن على ظهر الأرض أحد " .


قال : وممن قال إن الخضر مات إبراهيم بن إسحاق الحربي ، وأبو الحسين بن المنادي ، وهما إمامان وكان ابن المنادي يقبح قول من يقول : إنه حي .


وحكى القاضي أبو يعلى موته عن بعض أصحاب أحمد ، وذكر عن بعض أهل العلم أنه احتج بأنه لو كان حيا لوجب عليه أن يأتي إلى النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم .


وقال : حدثنا أحم د، حدثنا شريح بن النعمان ، حدثنا هشيم ، أخبرنا مجالد عن الشعبي عن جابر بن عبد الله - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال : " والذي نفسي بيده لو أن موسى كان حياً ما وسعه إلا أن يتبعني " . فكيف يكون حياً ولا يصلي مع رسول الله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - الجمعة والجماعة ويجاهد معه ؟ ألا ترون أن عيسى – عليه السلام - إذا نزل إلى الأرض يصلي خلف إمام هذه الأمة ولا يتقدم لئلا يكون ذلك خدشا في نبوة نبينا - صلى الله عليه وعلى آله وسلم ؟!


قال أبو الفرج : وما أبعد فهم من يثبت وجود الخضر وينسى ما في طي إثباته من الإعراض عن هذه الشريعة .


منقول










رد مع اقتباس
قديم 2016-11-24, 09:42   رقم المشاركة : 8
معلومات العضو
أبو أنس ياسين
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي

جزاك الله خيرًا ونفع بك









رد مع اقتباس
قديم 2016-11-24, 15:26   رقم المشاركة : 9
معلومات العضو
العضوالجزائري
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية العضوالجزائري
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

وإياكم جزى خيرا










رد مع اقتباس
قديم 2016-11-29, 20:59   رقم المشاركة : 10
معلومات العضو
abd023s
عضو جديد
 
إحصائية العضو










افتراضي

بارك الله فيكم










رد مع اقتباس
قديم 2016-12-02, 08:12   رقم المشاركة : 11
معلومات العضو
العضوالجزائري
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية العضوالجزائري
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

و فيك بارك
....










رد مع اقتباس
قديم 2016-12-02, 18:59   رقم المشاركة : 12
معلومات العضو
karim_inf
عضو مشارك
 
إحصائية العضو










افتراضي

بارك الله فيك










رد مع اقتباس
قديم 2016-12-03, 21:08   رقم المشاركة : 13
معلومات العضو
العضوالجزائري
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية العضوالجزائري
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

وفيكم بارك. ..










رد مع اقتباس
قديم 2016-12-05, 01:30   رقم المشاركة : 14
معلومات العضو
فقير إلى الله
عضو محترف
 
الصورة الرمزية فقير إلى الله
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

جزاكم الله خيرًا










رد مع اقتباس
قديم 2016-12-05, 12:13   رقم المشاركة : 15
معلومات العضو
العضوالجزائري
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية العضوالجزائري
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

وإياكم
....










رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 02:17

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc