السراج الوهاج في بيان المنهاج للشيخ الماربي - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الدين الإسلامي الحنيف > قسم النوازل و المناسبات الاسلامية ..

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

السراج الوهاج في بيان المنهاج للشيخ الماربي

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2014-04-16, 17:26   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
أبومحمد17
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي السراج الوهاج في بيان المنهاج للشيخ الماربي

السراج الوهاج في بيان المنهاج للشيخ ابي الحسن الماربيحفظه الله
تقديم العلماء وطلبة العلم له


بسم الله الرحمن الرحيم
كلمة سماحة الوالد الشيخ
عبدالعزيز بن عبدالله بن باز-رحمة الله عليه-

من عبدالعزيز بن عبدالله بن باز إلى حضرة الأخ المكرم فضيلة الشيخ مصطفى بن إسماعيل السليماني وفقه الله آمين
سلام الله عليكم ورحمة الله وبركاته أما بعد:
فقـد تلقيت الرسالة الكريمة الواردة إليّ منكم المؤرخة في 9/1/1419هـ، ومشفوعها نسخة من كتابكم المسمى "السراج الوهاج في بيان المنهاج" المتضمنة بيان رغبة فضيلتكم الإطلاع عليه، وإبداء مرئياتي نحوه، إلى آخر ماذكرتم، وإني إذ أشكركم على جهودكم الكريمة وعنايتكم ببيان حقيقة التوحيد، أفيدكم بأنه نظراً لضيق وقتي، فقد أحلت الكتاب المذكور إلى معالي نائبنا في الرئاسة صاحب الفضيلة الشيخ/ عبدالعزيز بن عبدالله بن محمد آل الشيخ، لمراجعته، فأجابنا بالجواب المرفق صورته، وقد كتب عليه بعض الملاحظات الجيدة المهمة، ونرى أنها ملاحظات يجب الأخذ بها، وفيها الكفاية والسداد إن شاء الله..شكر الله سعيكم، وبارك في جهودكم، وجعلنا وإياكم من دعاة الهدى، وأنصار الحق، إنه خير مسئول.والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

مفتي عام المملكة العربية السعودية
ورئيس هيئة كبار العلماء وإدارة البحوث العلمية والإفتاء(19/11/1419هـ)
كلمة سماحة الشيخ/عبدالعزيز بن عبدالله بن محمد آل الشيخ المفتي العام للمملكة العربية السعودية –حفظه الله وسلّمه-
سماحة المفتي عام المملكة الشيخ/ عبدالعزيز بن عبدالله بن باز وفقه الله

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
إشارة إلى كتاب سماحتكم الموجه لي برقم (490/خ) وتاريخ 18/3/1419هـ، ومشفوعه نسخة مصورة من كتاب "السراج الوهاج في بيان المنهاج" لأبي الحسن مصطفى بن إسماعيل السليماني من اليمن، وطلب سماحتكم مراجعته والإفادة عنه.

وبناءً على ذلك فقد تمت قراءة الكتاب المذكور، وتبين أن المؤلف أراد أن يبين للناس عقيدته ودعوته الموافقة لمذهب السلف الصالح، وقد رتبها على الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والقدر خيره وشره، ورقّمها بأرقام مسلسلة على نمط شيخ الإسلام/ محمد بن عبدالوهاب رحمه الله في بيان ما يعتقده وإن كان يدخل في كتابه "السراج الوهاج"…بعض المسائل الخلافية التي هي من الفروع المختلف فيها.(1)
والكتـاب في مجمله جيد وموافق لمذهب أهل السنة والجماعة وفي أغلب



(1)يعني-حفظه الله- بعض المسائل الفقهية التي تُذكر في باب العقيدة،لمخالفة أهلِ السنة فيها أهلَ البدع، كالنكاح بالولي، والمسح على الخفين، ونحو ذلك، كـما يظهـر من توجيهات سماحتـه –جفظه الله-.
ما ذكره إلا أنه يوجد عليه بعض الملاحظات البسيطة ومنها:…(ثم ذكرها حفظه الله، وقد راعيت ذلك في صلب الكتاب، كل شيء في موضعه-على ماسيأتي-إن شاء الله تعالى-) ثم قال:
هذا ماتبين لي بعد قراءة الكتاب، والكتاب بعد تعديل الملحوظات السابقة جيد ويستفاد منه، لذلك فإني أعيد لسماحتكم كامل المعاملة، ويرفقها الكتاب المذكور، ليرى فيها سماحتكم الرأي الأمثل إن شاء الله، سدد الله رأيكم، وأمدكم بعونه وتوفيقه، والله يحفظكم.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
نائبكم في الرئاسة

عبدالعزيز بن عبدالله بن محمد آل الشيخ
11/8/1419هـ







موقف فضيلة الوالد الشيخ محمد بن صالح العثيمين-حفظه الله-من الكتاب
لقد أرسلتُ بالكتاب لفضيلته، فاطَّلَعَ عليه مرتين، ثم أرسل فضيلته رسالة بتاريخ 4/9/1420هـ، قال فيها:
تصفحت الكتاب فأعجبني، ثم ذكر فضيلته بعض التوجيهات التي نفعني الله عزوجل بها، فأسأل الله عزوجل أن يجزيه خير الجزاء، وأن يبارك له في وقته، إنه جواد كريم، بر رحيم.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً.










كلمة فضيلة الوالد الشيخ
عبدالله بن عبدالرحمن الجبرين-حفظه الله وسلّمه-
أحمد الله وأشكره، وأثني عليه وأستغفره، وأسأله موجبات رحمته، وعزائم مغفرته، والغنيمة من كل بر، والسلامة من كل إثم، فهو سبحانه مجيب الدعوات، ومغيث اللهفات، إله العالمين، وربهم لا إله غيره ولا رب سواه، أرسل محمداً صلى الله عليه وسلم بالهدى ودين الحق، وأكمل له الدين، فبلغ الرسالة، وأدى الأمانة، وعلمهم كل مايحتاجون إليه في الدنيا والآخرة من الأقوال والأفعال، وورثه أصحابه العلماء بالله وشرعه، وبلغوا ماتعلموا منه لمن بعدهم، فجزاهم الله تعالى أحسن الجزاء، ورضي عنهم وأرضاهم. أما بعد:

فقد قرأت هذه الرسالة "السراج الوهاج في بيان المنهاج" التي ألفها الشيخ/أبوالحسن مصطفى بن إسماعيل السليماني، من علماء اليمن، الذين مَنَّ الله عليهم بالعلم الصحيح، والنية الصادقة، والنصيحة للأمة، فجمع شتات الأمة الإسلامية، وحرص على التأليف بينهم، وساءه مارآه من التفرق والتحزب الذي هو من عمل المشركين)من الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعاً كل حزب بما لديهم فرحون(ولقد وفقه الله تعالى فيما كتب واختار مما يتعلق بأصول الدين، وماله صلة بالسنة ومعتقد أهل السنة والجماعة في أسماء الله تعالى وصفاته، ومايجب إثباته لله تعالى، وما ينـزه عنه، وماسكت عنه السلف الصالح، وفي باب القضاء والقدر، وإثبات علم الله السابق للمحدثات وكتابته لذلك في اللوح المحفوظ، وفيما يتعلق بمشيئة الله التامة وقدرته النافذة العامة لكل مايحدث في الوجود في تكليفه وأمره ونهيه وشرعه وقضائه وقدره، وما يعتقده المسلم حيال الأمور الغيبية التي يعتمد في ثبوتها الأدلة السمعية الصحيحة الجلية مما يحدث بعد الموت في البرزخ والموقف جزاء على الأعمال من خير وشر، وهكذا ما ذكره من التحذير عن البدع العملية والاعتقادية التي تمكنت وكثر معتنقوها، والدعاة إليها سراً وجهراً، وهكذا تعرض لمسائل الخلافات المذهبية والتحزبات التي تفرقت الأمة لأجلها، وضلل بعضهم بعضاً، إلى غير ذلك مما زبره في هذه العقيدة من العلوم النافعة المؤيدة بالأدلة الشرعية، والتي لو بسطت لكانت أسفاراً كبيرة، فننصح من يريد النجاة أن يستفيد من هذه النصيحة، وأن يقتنع بها، ويصرف نفسه عن كتب المضللين والمبتدعين ودعاة الفساد، وجزى الله مؤلف هذه الرسالة أحسن الجزاء على نصحه وإرشاده لإخوانه المسلمين، ونسأل الله تعالى أن يكثر في المسلمين من العلماء المخلصين للعلم الصحيح المحبين لنجاة الأمة وسعادتها.
وصلى الله على محمد وآله وصحبه وسلم.
كتبه:عبدالله بن عبدالرحمن الجبرين
13/2/1419هـ




كلمة فضيلة الشيخ الأخ
أبي الحسن علي بن حسن بن عبدالحميـد الحلبي
-زاده الله بصيرة وثباتاً على الهدى-
الحمد لله حق حمده، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه. أما بعد:

فلقد اطَّلَعْتُ على رسالة "السراج الوهاج في بيان المنهاج" التي كتبها أخونا الفاضل، طالب العلم النبوي، والداعي إلى الله على بصيرة، الشيخ/أبوالحسن مصطفى بن إسماعيل السليماني-نَوَّلَهُ الله خير الأماني-؛فألفيتها رسالة رفيعة المعنى، بديعة المبنى، تُؤَصِّلُ عيون عقائد أهل السنة، وتردُّ-بقوّةٍ- شبهات وظنون ذوي البدعة والمحنة…ولقد تَضَمَّنَت هذه الرسالة –على وجازتها- أصولاً علمية دقيقة لا يستغني عنها مسلم ما-على أيِّ درجةٍ كان-.
وإني أقول لكل قاريء مُنْصِفٍ: إذا رأيت إشكالاً، أو استصعبت مقالاً، فاسأل واستفسر، واعرف الحق، وتضلّع بالحجة، وإياك والتنفير، والطعن، والغمز..قبل ذلك، ثم تَذَكّر-بعدُ-حديث النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم:"لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه مايحب لنفسه من الخير".
..والله العظيم أسأل، وبأسمائه الحسنى أتوسَّل، أن ينفع بهذه الرسالة كل ناظرٍ فيها، حتى من يُعاديها. وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. وكتب: علي بن حسن الحلبي الأثري
كلمة فضيلة الشيخ الأخ
أبي حاتم أسامة بن عبداللطيف القوصي
-حفظه الله وأمدّه بعونه-
بسم الله والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه ومن تبع هداه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، أما بعد:

فإنه مما يسرني أن يرسل لي أخي أبوالحسن مصطفى بن إسماعيل السليماني المأربي حفظه الله صورة من أصل رسالته "السراج الوهاج في بيان المنهاج" لكي أقرأها وأنصح له، وإن أمكنني أن أقدم لها وأقرظ، وقد أحسن أخونا الفاضل أبوالحسن بصنيعه ذلك أيما إحسان، إذ هو يطلب من إخوانه الذين هم على عقيدته ومنهجه أن ينصحوا له، ويؤازروه، ويقدموا لكتبه، مما يشد من أزر أهل الحديث والسنة، ويجعلهم يداً على من سواهم، ورسالة أخينا أبي الحسن حفظه الله ورعاهُ وثبَّتَ على الحق خطاه، فإنها في غاية من الجودة والإتقان، ومن الواضح أنه كتبها على مهل، وجمع مادتها بعد بحثٍ وتمحيصٍ وجمعٍ وتدقيق، فجاءت غاية في الحسن والبيان والقوة، في وقت كثرت فيه الفتن ونمت واختلطت فيه الأمور على كثير من المسلمين، فجاءت في وقتها والمسلمون أحوج مايكونون لمثلها، وسبحان من جمع أهل العلم وطلبته، أهل الحديث والسنة، أتباع السلف الصالح، على عقيدة واحدة، ومنهج واحد، فعندما سافرت إلى اليمن قبل رمضان قبل الماضي، وألقيت بعض المحاضرات عن معنى الجماعة، قال بعض طلبة أخينا أبي الحسن: كأن أباالحسن هو الذي يحاضرنا، فقال لهم أخونا أبوالحسن: إن المشرب واحد، أو كلمة نحوها، وكذلك وأنا أقرأ رسالة أخينا أبي الحسن "السراج" فكأنني أنا الكاتب، فجزى الله أخانا أباالحسن خيراً على هذا الجهد الطيب وزاده بصيرة وثباتاً.
والحمد لله لم أجد شيئاً في رسالته يستحق التعقيب أو الإصلاح، إلا في شيء من الصياغة ودقة العبارة، فكتبتُ ما تيسر مما أراه أفضل وأحسن في الصياغة بحسب علمي وفهمي ونظري، أسأل الله أن ينفعني وينفعه بذلك، وأن يتقبل مني ومنه صالح الأعمال، وأن يختم لي وله بالصالحات، وأن يجزي مشايخنا وعلماءنا الكبار عنا خير الجزاء، إنه سبحانه ولي ذلك والقادر عليه.
وصلى الله على محمد وآله وصحبه وسلم
كتبه: أبوحاتم
أسامة بن عبداللطيف القوصي
بعد عصر يوم الثلاثاء 3/جمادى الأولى/1419هـ
الموافق 25/8/1998م









 


قديم 2014-04-16, 17:28   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
أبومحمد17
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي

مقــــــــدمة المــــــــــــــؤلف
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله أولاً وآخراً، ظاهراً وباطناً، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وسلم تسليماً كثيراً.
أما بعد
فإني أحمد الله عزوجل أن وفقني لطلب العلم، ويسّر لي كثيراً من أسبابه، فأسأله المزيد من فضله، وتمام نعمته على عبده، ومن هذه النعم وجود دار الحديث بمأرب-حماها الله-وجميعَ بلاد المسلمين من الفتن، وقد وفد إليها طلبة العلم من بقـاع شتى، ويسّر الله لطلبة العلم فيها –كغيرها من دور الحديث باليمن- سبيل العلم والتعلم، فترى الرجل من إخواننا مدرساً لإخوانه في حلقة، دارساً عند أحد إخوانه في حلقة أخرى، وتراه مرة عاملاً في إعداد طعام، وأخرى تراه مؤلفاً أو باحثاً محققاً، وتراه مرة حارساً، وأخرى تراه خارج الدار داعياً إلى الله عزوجل، فيالها من حياة تُذَكِّر بما كان في القرون الأولى، وياله من اجتهاد وصبر بين طلاب العلم، ويالها من نَضْرة تكسو الوجوه، في عفة وغنى ورضى بالعيش تنشرح له الصدور، فأسأل الله العلي القدير أن يحفظ هذه الدعوة وأهلها، وأن يجعل عاقبتهم رشداً، ولا يجعل لظالم عليهم سبيلاً.
وإني-والله-لأستفيد من هؤلاء الإخوة جزاهم الله خيراً، وهكذا بقية الإخوان يستفيد بعضهم من بعض، ولا نعيش عيش الأمير والمأمور، كما هو الحال في الحزبيات المفرقة لصفوف الأمة!! بل نعيش عيش الإخوان الذين جمّع أبدانهم من جمّع قلوبهم.
ومما يسّره الله عزوجل لي إصدار "سلسلة الفتاوى الشرعية" و"مختصر سلسلة الفتاوى الشرعية"والتي بلغت حتى الآن ثلاثة عشر عدداً، حاولت أن أتناول في كل عدد أسئلة في العقيدة والفقة والدعوة إلى الله عزوجل، قاصداً بذلك المساهمة في تعليم المسلمين أمرَ دينهم، والدفاع عن أهل الاتباع، وكانت بداية فكرة هذه "السلسلة"المباركة –إن شاء الله تعالى-أنني أتناول المسائل التي نحتاج إليها في المجتمع القبلي البَدَوي-بصورة ميسرة-، إلا أن المسائل العلمية التي كثر فيها النـزاع بين طلبة العلم غلبت عليّ، مما جعلني أعتني بمثل هذه المسائل عناية حديثية أولاً، ثم أعمل لها دراسة فقهية، ثم أرجح الراجح بدليله، ولما كانت "السلسلة" لا تحتمل هذه الإطالة، جعلت هذه المسائل المطولة رسائل علمية مستقلة، ولخصتها في "السلسلةولما اشتكى لي كثير من الناس أنهم لا يدركون خلاصة الجواب، بسبب سرد الأقوال وأدلتها، ثم مناقشتها، عملت "للسلسلة" مختصراً، كي يعم النفع، ولله الحمد أولاً وآخراً.
ومن فضل الله عزوجل عليّ أن هذه "السلسلة" لقيت قبولاً عند من نظر فيها –حسب علمي- وقد طُلب مني أن أجمع الأعداد التي صدرت في مجلد واحد أو أكثر، فرأيت فائدة هذا الطلب، فعزمت على ذلك، مستعيناً بالله عزوجل.
ولما كانت هذه "السلسلة" –كغيرها من مؤلفات أهل السنة- ينظر فيها صنفان من الناس: أحدهما باحث عن الفائدة والعبرة، وآخر باحث عن الزلة والعثرة، فلا عجب أن فرح بها أقوام، واغْتّمَّ بها آخرون، ولا عجب أن ينشرها أقوام، وأن يحذِّر منها آخرون، لكن:
الحقُّ أبلج لا تزيغ سبيله والحق يعرفه ذوو الألباب
وليت الأمر يقتصر على ذلك، بل هناك من حاول أن يطعن في كاتبها، ويرميه بألقاب شنيعة، لينفّر الناس عن دعوته، كما هي عادة أهل البدع والأهواء، الذين يرمون أهل السنة بالألقاب القبيحة، ويُكِنُّون لأهل الحديث والأثر البغض، وربما تقربوا من جهلة السلاطين ليوشوا بأهل السنة،)يريدون ليطفئوا نور الله بأفواههم، والله متم نوره، ولو كره الكافرون([الصف:8]، وإلى هؤلاء أقول: ارْبَعوا على أنفسكم، فإنكم لن تخرقوا الأرض ولن تبلغوا الجبال طولا، واعلموا أن بِدَعَكُم لا تزيدكم إلا وهْنا، وأما الحق فَمُؤَيَّدٌ منصور، ورحم الله من قال:
ذهبت دولــــــة أصحاب البــــــدع ووهى حبلهـــــــم ثــــم انقطـــــــع
وتــــــداعى بـــانصـــراف جمعهـــــــم حزب إبليس الذي كـــــان جمع
هــــــــــل لهـــــم يـــــــاقوم في بدعتهـــم من فقيــــــه أو إمـــــــــام يُتَّبـــــــــــع
مثـــل سفيـــــــان أخـي ثـــور الذي علـم الناس دقيقـــــــــات الـــــــــورع
أو سليمان أخي التيــــــم الـــــــذي تــــــرك النــــــوم لـهـــــول المُطَّلـَــــــــــــــع
أو فتى الإسلام أعني أحمــــــــــــــدا ذاك لــــــــــو قــــــارع القـراء قــــــــرع
لم يخف سوطهــــــم إذ خــــوّفـــــــــــوا لا ولا سيفهــم حـــــــــين لمــــــــــــــــــع
ولا عجب أن يفعل ذلك القبوريون أو الروافض ونحوهم-فما ننتظر منهم إلا هذا وأشد-، إنما العجب أن يفعل ذلك أيضاً من ينتمي إلى السنة-قولاً- وإن كان عمله يخالف ذلك، فصدق من قال:
وظُلْمُ ذوي القربى أشدُّ مضاضةً على النفس من وقع الحُسَامِ المهنَّد
لكن صدق من قال:
قل لمـــــن عاند الحـديث وأضحى عــائبــــــــاً أهلــــــه ومــــن يـــدعيـــه
أبعلــــــم تقــــــول هـــــذا أبـــِــــــنْ لي أم بجهل فالجهـــــــل خلق السفيــــه
أيُعاب الذين هم حفظوا الديـــــــــــ ــــــــــــــن مــــــن الترهــــات والتمويه
وإلى قولهـــم ومـــــــــا قــــــــــد رَووْهُ راجـــــــــــع كــــــل عالم وفقيه؟!
ومع أن ما أعتقده وأدين الله عزوجل به واضح في "السلسلة"وغيرها مما كتبته أوسُجّل لي، إلا أن هناك من في قلبه غيظ على السنة وأهلها، فلا يزال يسعى جاهداً في الصد عن سبيل الله بتشويه صورة الدعاة، ورميهم-زوراً وبهتاناً-، بما هم براء منه-انتصاراً منه لحزبية مقيتة، أو دنيا فانية-، من أجل هذا وغيره، فقد عزمت على كتابة وبيان عقيدتي ودعوتي، التي أراها عقيدة ودعوة أهل السنة والجماعة، فما كان منها كذلك فهو من توفيق الله عزوجل لي، وما خالف منها ما عليه سلف الأمة من الصحابة والتابعين وتابعيهم وأئمة أهل السنة، فأنا راجع عنه، وإن كتبه قلمي أو تكلم به لساني، لأني كتبت هذا نُصْرةً لمنهج السلف الصالح رضي الله عنهم، فما خالفه من كلامي فيرمى به عرض الحائط، وسميته: "السراج الوهاج في بيان المنهاج"، والله المستعان.









قديم 2014-04-16, 17:29   رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
أبومحمد17
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي

وقد عرضته على جماعة من كبار أهل العلم وغيرهم، فلقي-ولله الحمد والمنة-قبولهم ورضاهم، ونفعني الله عزوجل بتوجيهاتهم، وأكثرها-بل كلها-ليست في صلب مادة الكتاب، إنما هي تقييد لمطلق، قد جاء في موضع آخر من الكتاب تقييده، أو إبدال كلمة بأخرى أظهر منها في المقصود، أو حذف كلمة قد يُساء فهمها، وتحمل على غير محملها، وقد أثْبَتُّ ذلك-ولله الحمد-في الكتاب، وقد زدت بعض زيادات، وجعلتها بين قوسين (….)، وإني لأشكر الله عزوجل أولاً، ثم أشكر أهل العلم الذين ذكرتهم والذين لم أذكرهم-لاسيما الكبار منهم-الذين اعتنوا بهذا الكتاب، فراجعه بعضهم أكثر من مرة، مع كثرة أشغالهم، وضيق أوقاتهم، ثم أشكر لهم ثناءهم على الكتاب وكاتبه، وأسأل الله أن ينفعني بذلك، وما أنا وغيري من طلاب العلم إلا حسنة من حسنات العلماء، وإذا كان هؤلاء الأعلام يزكون هذه العقيدة وصاحبها، فهل يجد انسان في نفسه بعد ذلك، من تحريش جاهل، أو مكر حاقد، أو تلبيس ملبِّس قد ضيَّع نفسه أو غيره؟.
ألا يجْدُرُ بي أن أتمثل قول القائل:
إذا رضيت عني كرام عشيرتي فلا زال غضباناً على لئامها؟
بلى والله، وصدق الله إذ يقول:)ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء([المائدة:54]هذا، وليَعْلَمَ الذين يحاولون التمسح بعلماء السنة-وهم للعلماء مخالفون، وبدقائق أمورهم عنهم يتسترون-أن العلماء قد زكّوْا ما في هذا الكتاب، فلينصحوا أنفسهم، وليلزموا غرز العلماء في الحق، أو يصرحوا بما وراءهم، ويفصحوا عن مكنونهم، فيكتبوا معتقدهم في هذه الأمور المذكورة وغيرها، حتى يعرف الناس من هم أتباع السلف الصالح، ومن هم أنصار منهج العلماء الكبار؟
أما أن يُطْلِعوا العلماء على بعض ما عندهم، فينتزعوا منهم التزكيات، ليُنفّقوا بها البعض الآخر، ففي ذلك غش لأئمة المسلمين وعامتهم، بل هم يغشون أنفسهم بذلك، فَلْيَحْذَروا يوماً تُبلى فيه السرائر، وليعلموا أن في الزوايا بقايا، والله المستعان، و لاحول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، وهذا أوان الشروع في المقصود.










قديم 2014-04-16, 17:30   رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
أبومحمد17
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي

فأقول وبالله التوفيق والسداد، وعليه التوكل والاعتماد:
أُشْهِدُ اللهَ عزوجل ومن حضرني من الملائكة ومن وقف على هذا أنني:
1-أعتقد ما اعتقدَتْه الفرقةُ الناجية الطائفة المنصورة، وهم أهل الحديث والأثر، أهل السنة والجماعة-رضي الله عنهم جميعاً- أن الله واحد لا شريك له في (ربوبيته، ولا في إلاهيته، ولا في أسمائه وصفاته).

2-وأُثْبِتُ لله عزوجل ما أثبته سبحانه وتعالى لنفسه، أو أثبته له رسوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم من الأسماء والصفات والأفعال، دون تحريف ولا تعطيل، ودون تكييف ولا تمثيل.

3-وأَنْفي عن الله عزوجل ما نفاه سبحانه وتعالى عن نفسه، أو نفاه عنه رسوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم، وهذا تنـزيه أهل سواء السبيل، وليس تنزيه أهل التعطيل والتخييل أو التجهيل والتضليل.

4-وأعتقد أن الله سبحانه الأول ليس قبله شيء، والآخرليس بعده شيء، والظاهر ليس فوقه شيء، والباطن ليس دونه شيء،(محيط بكل شيء وفوقه، وقد أعجز عن الإحاطة خلقه).

5-وأنه سبحانه خالق قبل وجود الخلق، ورازق قبل وجود الرزق، فله الصفات العلى، والأسماء الحسنى، والمثل الأعلى.
6-وأنه سبحانه عالم بعلم، وقادر بقدرة، وحي بحياة، ومريد بإرادة، وسميع بسمع، وبصير ببصر، ومتكلِّم بكلام-وكذا بقية ماثبت من صفاته عزوجل-وفاقاً لأهل السنة، وخلافاً لأهل التعطيل والتحريف.

7-وكل ماخطر في البال أو تُصُوِّر في الذهن، فالله عزوجل أعلى وأجل، لقوله تعالى:)ولا يحيطون به علماً([طه:110].

8-وأن الله عزوجل مُنَزَّهٌ عن أن يجب عليه شيء، أو يَلْزَمَه لازم، إلا ماأوجبه سبحانه وتعالى على نفسه فضلاً منه ورحمة.

9-وأن الله عزوجل مستوٍ على عرشه، بائن من خلقه، واستواء الله عزوجل استواء يليق بجلاله، وليس استواءُ الخالق كاستواء المخلوق، والإستواء معناه في لغة العرب معلوم، والكيف في حق الله عزوجل مجهول، لأن الله عزوجل لم يطلعنا على ذلك، فلا نتوهمه بأوهامنا، والإيمان بذلك واجب، والسؤال عنه بدعة، وكذا في بقية صفات الرب عزوجل وأفعاله، لأن الله عزوجل يقول:)ليس كمثله شيء وهو السميع البصير([الشورى:11] ويقـول سبحانه:)سبحان ربك رب العزة عما يصفون([الصافات:180]ويقول عزوجل:)ولم يكن له كفواً أحد( [الإخلاص:4]ويقول سبحانه:)هل تعلم له سمياً([مريم:65].

10-وأقرّ بالعرش والكرسي على ماجاء في الكتاب والسنة، واعتَقَدَه سلف الأمة.










قديم 2014-04-16, 17:31   رقم المشاركة : 5
معلومات العضو
أبومحمد17
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي



11-وأقر بالقلم، وباللوح المحفوظ، وأن الله عزوجل قدر مقادير الخلق قبل خلقهم، وأنهم لا يخرجون عن ذلك.

12-وأعتقد أن القول: بأن السماء قبلة الداعين، قول باطل، يُخشى أن يُتَذَرَّع به إلى نفي العلو للعلي العظيم.

13-ومن قال: إن الله في كل مكان، فإن كان يعني بذاته، فهو جهمي حلولي، وإن كان يعني أنه بذاته مستوٍ على العرش، لكنه في كل مكان بعلمه وسمعه وبصره وقدرته، فقد أصاب في المعنى دون اللفظ، وتَرْكُ هذا اللفظ هو الأسلم،كي لا يشابه-ولو في اللفظ-الذين لم يُرِد الله أن يطهر قلوبهم.

14-وأعتقد أنه سبحانه يَنْزل في الثلث الأخير من الليل، نزولاً يليق بجلاله، فينادي: هل من تائب فأتوب عليه، أو مستغفر فأغفر له، أو سائل فأعطيه؟.
15-وأن معِيَّة الرب عزوجل عامة وخاصة، فالعامة لجميع خلقه، وهي: معية العلم والسمع والبصر، والخاصة للمؤمنين، وهي: معية نصر وتأييد.

16-ولا أخوض في مسألة:"هل الاسم هو المسمى أم غير المسمى"، حيث لا أثر فيُتَّبع، ولا قول من السلف فيُسْتَمع، فالخوض فيه شَيْنٌ، والصمت عنه زيْنٌ، وحسب امريء من العلم به والقول فيه أن ينتهي إلى قول الله عزوجل: )قل ادعوا الله أو ادعــــوا الرحمــن أياًماتـدعوا فلـــــــــه الأسماء الحسنى([الإسراء:110]
وقوله تعالى:)ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها([الأعراف:180]أ.هـ ملخصاً من كلام الطبري في "صريح السنة".

17-وأعتقد أن العقل لا يستقل بمعرفة الأسماء والصفات على وجه التفصيل، ولا بد في ذلك من النقل، والعقلُ عند أهل السنة لا يُحَكِّمونه في النقل، ولا يبطلونه بالكلية، إنما منـزلته بمنـزلة الأعمى، والنقلُ قائدُهُ، أو أن النقل بمنـزلة شعاع الشمس الذي يقع على العين فتُبْصِر.

18-وأعتقد أنه ليس كل صفة كمال للمخلوق فهي صفة كمال للخالق،(ولا كل صفة نقص في المخلوق، هي صفة نقص في الخالق)، مثال ذلك النوم والأكل والشرب، فهذا عند المخلوق كمال، وفي حق الخالق لا يجوز ذلك، والتكبر صفة كمال في حق الخالق، ولا يجوز في حق المخلوق، فلا يُعرف الكمال في حق الخالق بقياس ذلك على الإنسان، إنما الطريق إلى ذلك النقل الصحيح،هذا في الكمال النسبي للمخلوق، أما صفة الكمال المطلق للمخلوق-كالعلم-فهي صفة كمال لله عزوجل.

19-ولا أُثبت ولا أَنْفي-على الإطلاق- المصطلحات المحدثة من أهل البدع في حق الله عزوجل، كالجسم والحد ونحو ذلك، إلا إذا علمتُ مراد قائلها، كي لا أرد حقاً، أو أقبل باطلاً،(فإن أراد حقاً قبلْتُه، وأرشدته للفظ الصحيح، وإن أراد غير ذلك، رددته عليه لفظاً ومعنى).

20-وأعتقد أن باب الصفات أعم من باب الأسماء، لأن كل اسم يدل على صفة، وليست كل صفة تدل على اسم.










قديم 2014-04-16, 17:32   رقم المشاركة : 6
معلومات العضو
أبومحمد17
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي

21-وأرى أن سبيل أهل السنة: التعبير عن الحق بالألفاظ الشرعية، بخلاف أهل البدع، فإنهم يعبرون بألفاظ محدثة، ويردون بها الألفاظ الشرعية المحكمة، وغالب مايصفون به ربهم بالنفي والسلب، فيقولون: ليس كذا ولا بكذا، مع أن نفي النقص لا يلزم منه ثبوت الكمال دائماً، ولذلك فالإثبات عندهم قليل، بخلاف أهل السنة، فلا يُضيفون إلى الله سبحانه مايتوهم منه نقص على الانفراد، فلا يقال: ياخالق القردة والخنازير والخنافس والجعلان، وإن كان لا مخلوق إلا والرب خالقه، لحديث: "تباركت وتعاليت، والخير في يديك، والشر ليس إليك"أخرجه مسلم، أي:والشر لا يضاف إليك إفراداً وقصداً، فلا يقال: ياخالق الشر، أو يامُقدِّر الشر، ولذلك لما أراد الخضر ذكر العيب نسبه لنفسه، فقال:)فأردت أن أعيبها([الكهف:79]ولما أراد ذِكْرَ الخير نسبه لله عزوجل، فقال:)فأراد ربك أن يبلغا أشدهما ويستخرجا كنزهما رحمة من ربك([الكهف:82]وقول إبراهيم عليه السلام:)وإذا مرضت فهـو يشفين([الشعراء:80]أ.هـ.ملخصاً من كلام أبي عثمان الصابوني رحمه الله.

22-والنفي في باب صفات الرب عزوجل عند أهل السنة يرد في الغالب على سبيل الإجمال، كما في قوله تعالى:)ليس كمثله شيء([الشورى:11]وقوله تعالى:)هل تعلم له سمياً([مريم:65]والإثبات عندهم على سبيل التفصيل، كما في قوله تعالى:)وهو السميع البصير([الشورى:11]وإن ورد النفي على سبيل التفصيل عند أهل السنة فلسبب، كدفع توهم النقص، كما في قوله تعالى:)وما مسنا من لغوب([ق:38].

23-وأعتقد أن أكملَ الناس توحيداً، وأعرف الناس بربهم الأنبياءُ عليهم وعلى نبينا أفضل الصلاة والسلام، والصديقون وأصحاب الأنبياء، ثم العلماء الذين هم ورثة الأنبياء، وأما أهل الكلام فهم أهل الحيرة والريب والاضطراب، وصدق من قال: العلم بالكلام-أي تصديقه واعتماده-،جهل، والجهل بالكلام-أي الإعراض عنه وعدم اعتماده-عِلْم.

24-وأعتقد أن خير من تكلم على التوحيد هم السلف الصالح، ومن تبعهم بإحسان، ولا أتلقى الكلام في مسائل الإيمان والكفر إلا عنهم، فهم أهل العلم والمعرفة بمدلولات هذه الألفاظ، وهم خير من جمع بين النصوص الواردة في ذلك، وغيرهم يبالع في أمر فيعطيه فوق قدره، ويضع أموراً قد تكون أهم مما بلغ فيه.

25-وأعتقد أن مذهب السلف أعلم وأحكم وأسلم، وأن القول بأن مذهب السلف أسلم، ومذهب الخلف أعلم وأحكم، قول من تَشَبَّع بما لم يُعْط، أوقول من جهل ما عليه مذهب السلف من طمأنينة ويقين، وكم سمعنا بأعلام على طريقة الخلف زلت أقدامهم، وماتوا وهم حائرون مضطربون.

26-وأعتقد أن قول أهل التفويض من شر أقوال أهل البدع، وهم أهل التجهم والتضليل، ولازم قولهم أن الأنبياء عليهم السلام-فضلاً عن غيرهم-ماعرفوا توحيد الله، وما يجب له ومالايجوز عليه، فقبَّحهم الله و)كبرت كلمة تخرج من أفواههم إن يقولون إلا كذباً([الكهف:5].
27-والقول بالحلول أو الإتحاد أو وحدة الوجود أقبح أنواع الكفر، سواء كان على وجه الخصوص، كمن ادعى ذلك في عيسى عليه السلام، أو في علي رضي الله عنه، أو في بعض بنيه، أو في بعض الملوك أو المشايخ أو المردان وأهل الصور الجميلة، أو كان ذلك على وجه العموم، كمن ادعى الحلول في الكلاب والخنازير والنجاسات، قاتلهم الله، وتعالى عن كفرهم علواً كبيراً، وهم أشد كفراً من اليهود والنصارى، والله المستعان.
فالله سبحانه وتعالى بائن من خلقه، لا يحل في شيء ولا يتحد به، ولا تحيط به الحوادث، بل هو محيط بكل شيء.

28-وأرى أن الله عزوجل يُعْبَد بالحب والخوف والرجاء جميعاً، فمن زعم أنه يعبده بالحب وحده أو بالخوف وحده، أو بالرجاء وحده، فقد ضل، ومادام ذا أملٍ في الدنيا فليغلِّب جانب الرجاء وحسن الظن بالله عزوجل.

29-وأرى كُفر من سب الله عزوجل أو رسوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم، ولا يُتَصَوَّر فيمن فعل ذلك أنه جاهل، لأن من سب فقد قصد التنقص والذم، ومن قصد ذلك كفر، إلا أن يكون مكرهاً، وقلبه مطمئن بالإيمان، أو يسبق ذلك على لسانه لسبب من الأسباب-دون قصد- (كغضب شديد)، فإذا ذُكِّر تاب وأناب، فمثل هذا لا شيء عليه.
30-وأقر بالملائكة –على اختلاف أعمالهم وأسمائهم وأوصافهم-حسب ما جاء في الكتاب والسنة، واعتقَده سلف الأمة.










قديم 2014-04-16, 17:33   رقم المشاركة : 7
معلومات العضو
أبومحمد17
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي

31-وأن على العباد حَفَظةً يكتبون أعمالهم، وأن مَلَكَ الموت يقبض الأرواح بإذن ربه.

32-وأومن بالكتب المنـزلة من عند الله عزوجل جميعها، وأن القرآن أفضلها وناسخها، وأن ماقبله من الكتب قد طرأ عليه التبديل والتحريف، أما القرآن فمحفوظ من هذا العبث، قال تعالى:)إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون([الحجر:9]وكذا السنة فقد تكفل الله بحفظها، لأنها المُبيِّنة لكتاب الله عزوجل، والمُتَمِّمة لأحكام هذا الدين.

33-وأعتقد أن القرآن كلام الله عزوجل-على الحقيقة-غير مخلوق من جميع الوجوه:سواء كان مكتوباً، كما في قوله تعالى:)بل هو قرآن مجيد في لوح محفوظ([البروج:21-22]أو كان متلواً مقروءاً، كما في قوله تعالى:)وإن أحد من المشركين استجارك فأجره حتى يسمع كلام الله([التوبة:6]فسمّاه كلام الله، مع أنه يسمعه من رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم، أو كان محفوظاً في القلب أو ملفوظاً باللسان، فهو قرآن واحـد، ليس بخالق ولا مخلوق، وإنما هو كلام الله عزوجل، وكتابه ووحيه وخطابه، وأمره ونهيه، وهو الذي نزل به جبريل، وبلغه الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم، وأنه من معاني توحيده، وأن الله سبحانه قد اتخذ إبراهيم خليلاً، وكلّم موسى تكليماً، فبَطَل قول من قال: إن القرآن حكاية أو عبارة عن كلام الله عزوجل أو مجاز أو فيض، والقول بذلك محدث باطل، ذريعة لتقوية حجة المشركين على أنبياء الله ورسله صلوات الله وسلامه عليهم.

34-ومن قال: إن القرآن مخلوق فهو جهمي، واللَّفْظِيَّة عدَّهم الإمام أحمد جهمية، لأن القول باللفظ يؤول إلى القول بخلق القرآن، والله عزوجل يقول:)فأجره حتى يسمع كلام الله( [التوبة:6]قال الإمام أحمد: فمِمّن يسمع؟ أي فسماه كلام الله مع أنه من لفظ رسوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم،(وهذا بخلاف من يقول: أفعال العباد مخلوقة، ولا يلزم من قال بهذا أن يكون لفظيّاً).

35-وأعتقد أن آيات القرآن في معنى الكلام كلها مستوية في الفضيلة والعظمة، إلا أن لبعضها فضيلة الذكر وفضيلة المذكور، كآية الكرسي وأم القرآن وسورة)قل هو الله أحد([الإخلاص:1].

36-وأومن بالمرسلين والنبيين عليهم السلام، كما جاء في الكتاب والسنة، سواء منهم من قص الله علينا أمره، أولم يقص علينا أمره، ولا أفرق بين أحد من رسله، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله إلى الإنس والجن حتى تقوم الساعة، خاتم النبيين، وإمام المرسلين، صاحب المقام المحمود، والحوض المورود، أول من يجوز على الصراط بأمته، وأول من يدخل الجنة، ولا يقبل الله من أحد إيماناً بعد بعثته صلى الله عليه وعلى آله وسلم، وبلوغه خبره صلى الله عليه وعلى آله وسلم، إلا إذا آمن به.

37-وأعتقد أن الإسراء والمعراج حق، وأنه كان يقظة بالجسد والروح، ولم يكن ذلك مناماً، لأن قريشاً كَذَّبَتْ رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم، ولم تكن قريشاً مُنْكِرةً للمنامات، وأن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم أُسْرِي به من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى، ثم عُرج به إلى السماء الأولى، وهكذا إلى كل سماء، حتى بلغ سدرة المنتهى، وفُرضت الصلوات الخمس في تلك الليلة، وأنه لا يؤمن بذلك إلا من ثبَّت الله قلبه ورَزَقه اليقين، ولذا كان الصدّيق-رضي الله عنه-صدّيقاً.

38-وأومن بكل ماقاله رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم أو فَعَلهُ، أو عَلِمَ به وأقره صلى الله عليه وعلى آله وسلم، فأومن بذلك سواء بلغني أو لم يبلغني.
39-وأومن بأشراط الساعة الكبرى والصغرى، وأن منها أشراطاً قد تحققت، وأخرى قد بدأت في الظهور ولم تستحكم بعد، وأخرى-وهي الكبرى- لم تأت بعد، فأومن بالمهدي وليس مهدي الروافض، الذي هو خرافة وضلالة، وكذلك ليس بمهدي هؤلاء الذين يدّعون المهدوية كذباً وزوراً، ولو أدركني زمانه لتمنَّيْتُ أن أكون ممن يُقتل بين يديه، فإن قتلى جيشه خيرة شهداء أهل الأرض يومئذٍ، وسيملأ الله به الأرض قسطاً وعدلاً، بعد ماملئت جوراً وظلماً، وأعتقد أن الدجال خارج في هذه الأمة لا محالة، ولا ينجو من زخارفه وتهاويله إلا من نجاه الله من دجاجلة العصر، أو من أراد الله له الهداية والسلامة، وأنه لا يترك مكاناً إلا وطأه، إلا مكة والمدينة-حرسهما الله من كل سوء- وأومن بنـزول عيسى عليه السلام، وحُكْمه بشريعة نبينا محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم، وقَتْلِه الخنـزير، وكَسْرِه الصليب، ووَضْعِه الجزية، وقَتْلِه الدجال عند باب"لُد"، وأومن بخروج يأجوج ومأجوج والدابة والدخان وطلوع الشمس من مغربها، وغير ذلك من الفتن والملاحم التي أخبر بها نبينا محمد الصادق المصدوق صلوات الله وسلامه عليه، ثم تقوم الساعة بعد ذلك على شرار الناس-نعوذ بالله منهم-.

40-وأعتقد أن الخلق ميِّتون بآجالهم، عند نفاد أرزاقهم، وانقطاع آثارهم، لقوله تعالى:)لا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون( [النحل:61]ولقوله تعالى:)قل لو كنتم في بيوتكم لبرز الذين كتب عليهم القتل إلى مضاجعهم([آل عمران:154]ولقوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم:"لن تموت نفس حتى تستوفي رزقها وأجلها".










قديم 2014-04-16, 17:35   رقم المشاركة : 8
معلومات العضو
أبومحمد17
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي


41-وأقر بأن هذه الأمة تفتن في قبورها، وتُسأل عن الرب والدين والنبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم، وذلك بسؤال الملَكين مُنْكَر ونَكِير، فنسأل الله الثبات، قال تعالى:)يُثَبِّت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة ويضل الله الظالمين ويفعل الله مايشاء([إبراهيم:27]وأقر بعذاب القبر ونعيمه، ونسأل الله أن يجعلنا من أهل النعيم.

42-وأقر بإعادة الأرواح إلى الأجساد، وأن الناس يخرجون من قبورهم حفاة عراة غرلاً، وتدنو منهم الشمس، وأنهم في عرقهم على قدر أعمالهم، وتنشر الصحف، فآخِذٌ كتابه بيمينه، وآخِذٌ بشماله، نسأل الله العافية.

43-وأقر بالصور وبالميزان الذي يُنصب لوزن الأعمال، وأن له كفتين، قال تعالى:)فأما من ثقلت موازينه فهو في عيشة راضية، ومن خفت موازينه فأمه هاوية([القارعة:6،7،8،9]وكذا أُقـرُّ بالحسـاب والجزاء ذلك اليوم) يوم يقوم الناس لرب العالمين([المطففين:6]وأن الله عزوجل لا يَكِلُ حساب الخلق إلى أحد من خلقه، بل هو سبحانه الذي يتولى ذلك) مالك يوم الدين([الفاتحة:3]وهو سبحانه أسرع الحاسبين، وأنه سبحانه يكلم عباده في ذلك اليوم ليس بينه وبينهم تَرْجُمان.
44-وأقر بالصراط ومرور الناس عليه على قدر أعمالهم، وبالحوض والشفاعة، على ماجاء في الكتاب والسنة، واعتَقَده سلف الأمة.

45-وأومن بالقصاص يوم القيامة بين بني آدم، حتى يُقْتص للشاة الجلحاء من الشاة القرناء.

46-وأقر بالجنة والنار، وأنهما مخلوقتان، وموجودتان، لأن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم ذكر أنه دخل الجنة فرأى فيها كذا وكذا، وسمع فيها كذا وكذا، وأنه اطَّلع على النار، فرأى فيها كذا وكذا، وأَعْتَقْدُ أن نعيم الجنة لا ينفد ولا يزول، وأن عذاب النار لِمن حكم الله عليهم بالخلود فيها-والعياذ بالله-لا يفنى ولا ينقطع، وأن أهل النار لهم قلوب لا يفقهون بها، ولهم أعين لا يبصرون بها، ولهم آذان لا يسمعون بها، أولئك كالأنعام بل هم أضل.

47-وأقر برؤية المؤمنين ربَّهم في الجنة بأبصارهم، كما يرون القمر ليلة البدر، لا يضارون في رؤيته، وأن ذلك من أعظم نعيم أهل الجنة، وأن الكفار عن ربهم في ذلك اليوم لمحجوبون، فمن نفى رؤية المؤمنين ربَّهم، فقد سوَّى بينهم وبين الكافرين في هذا الحرمان، وليختر كل امريء لنفسه ماشاء‍‍!!.

48-وأعتقد أنه لن يدخل أحد الجنة بعمله، إلا أن يتغمده الله برحمته، وأن العمل الصالح بتوفيق من الله عزوجل، قال تعالى:)ولولا فضل الله عليكم ورحمته مازكى منكم من أحد أبداً ولكن الله يزكّي من يشاء([النور:21]وقال عزوجل:)وما بكم من نعمة فمن الله([النحل:53].

49-وأقر بإدخال فريق من المؤمنين الجنة بغير حساب ولا عذاب، وبمحاسبة فريق منهم حساباً يسيراً، وإدخال فريق منهم الجنة بغير سوء يمسّهم، ولا عذاب يلحقهم، وأقر بإدخال فريق من مذنبيهم النار، ثم اعتاقهم وإخراجهم منها، وإلحاقهم بإخوانهم الذين سبقوهم إلى الجنة، ومذنبو الموحدين لا يُخلَّدون في النار.

50-وأن الموت يُؤتَى به في صورة كبش، ويُنَادى: ياأهل النار، فينظرون وهم يرجون الخروج، ويُنَادى: ياأهل الجنة، فينظرون وهم يخافون التحوّل من مكانهم، ثم يُذبح الموت، ويُقال لكل منهم: خلود بلاموت، فتزداد حسرة أهل النار، وتزداد فرحة أهل الجنة.










قديم 2014-04-16, 23:30   رقم المشاركة : 9
معلومات العضو
علي الجزائري
عضو محترف
 
الصورة الرمزية علي الجزائري
 

 

 
الأوسمة
المشرف المميز لسنة 2013 وسام التميز 
إحصائية العضو










افتراضي

السلام عليكم ...
بارك الله فيك لكن هل ما من بيان حول كلام المأربي
فيما يخصّ المظاهرات ؟









قديم 2014-04-17, 14:05   رقم المشاركة : 10
معلومات العضو
أبومحمد17
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة علي الجزائري مشاهدة المشاركة
السلام عليكم ...


وعليكم السلام
اقتباس:
بارك الله فيك
وفيك بارك الله
اقتباس:
لكن هل ما من بيان حول كلام المأربي
فيما يخصّ المظاهرات ؟
هذا موقع الشيخ

..................
إن كنت تريد معرفة قوله









آخر تعديل علي الجزائري 2014-04-18 في 00:33.
قديم 2014-04-17, 14:34   رقم المشاركة : 11
معلومات العضو
علي الجزائري
عضو محترف
 
الصورة الرمزية علي الجزائري
 

 

 
الأوسمة
المشرف المميز لسنة 2013 وسام التميز 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبومحمد17 مشاهدة المشاركة

وعليكم السلام

وفيك بارك الله

هذا موقع الشيخ

...........
إن كنت تريد معرفة قوله
سؤالي جاء واضحا نرجو إجابة مختصرة بارك الله فيك :
بارك الله فيك لكن هل ما من بيان حول كلام المأربي
فيما يخصّ المظاهرات ؟









قديم 2014-04-17, 20:43   رقم المشاركة : 12
معلومات العضو
أبومحمد17
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي



51-وأعتقد أن الشهداء أحياء عند ربهم يرزقون، وأن أرواحهم في حواصل طيور خضر، تطير بهم في الجنة حيث شاءوا.
52-وأن الله عزوجل يضاعف الحسنة بعشر أمثالها-إلى أضعاف كثيرة-والسيئة بمثلها، فخاب وخسر من غلبت أوتارُه أعشارَه.

53-وأومن بما قدره الله على العباد من خير وشر، وأن كل ذلك من عند الله عزوجل، وحاشاه سبحانه أن يقع في ملكه ومن خلقه مالايعلمه ولا يقدِّره، ومن أقر بالعلم لزمه الإقرار بالقدرة والمشيئة.

54-وأعتقد أن ماأصاب الخلق لم يكن ليُخْطِئهم، وماأخطأهم لم يكن ليصيبهم، وأن الشقي من شقي في بطن أمه، والسعيد من كَتَبَ الله له السعادة في بطن أمه، واعْتَبَر بغيره، وكلٌّ مُيَسَّرٌ لما خُلِقَ له، وصائر إلى ماقُضِي عليه، والأعمال بالخواتيم، وأنه سبحانه حَرَّم الظلم على نفسه وعلى عباده، فإن عذّب فبعدله، وإن عافى فبفضله، وليس لنا إلا التسليم بقدره، وأن الإرادة منها شرعية دينيه، ومنها قدرية كونية، وبهذا التقسيم تلتئم الأدلة، ويزول اللبس، وليس كل ماقدره الله عزوجل رضيه وأحبه وأمر به، والإحتجاج بالقدر عند نزول المصائب والآلآم ممدوح، ومأمور به، والإحتجاج به عند الوقوع في المعائب والآثام مذموم، ومَنْهِيٌّ عنه، ويجب التوبة منه، قال تعالى:)فاصبر إن وعد الله حق واستغفر لذنبك([غافر:55]وأُقِرُّ بمراتب القدر: العلم والكتابة والمشيئة والخلق، وأن الله يهدي من يشاء فضلاً، ويُضل من يشاء عدلاً، ولا حجة لمن أضله الله على الله، قال تعالى:)قل فلله الحجة البالغة فلو شاء لهداكم أجمعين([الأنعام:149]وقال تعالى:)ولو شئنا لآتينا كل نفس هداها([السجدة:13]وقد جعل الله سبحانه وتعالى المكلفين من فريقين: فريقاً للنعيم فضلاً، وفريقاً للجحيم عدلاً، وجعل منهم غوياً ورشيداً، وشقياً وسعيداً، وقريباً من رحمته وبعيداً، قال تعالى:)لا يُسأل عما يفعل وهم يُسألون([الأنبياء:23].

55-وأقر بأن الله خالق للعباد وأفعالِهم من خير وشر، فلا خالق إلا الله، وهم فاعلون لها على الحقيقة، وللمخلوق إرادة ومشيئة، إلا أنها تابعة لإرادة الله سبحانه ومشيئته، قال تعالى:)وماتشاءون إلا أن يشاء الله([الإنسان:30].

56-وأعتقد أن السباع والهوام والدواب والذباب والنمل وغير ذلك كلها مأمورة ولا تعمل إلا بإذنه عزوجل.

57-وأن الله خلق الشياطين يوسوسون لصد الناس عن سبيل الله، ولا سبيل لهم على من عافاهم الله منهم، قال تعالى:)إنه ليس له سلطان على الذين آمنوا وعلى ربهم يتوكلون، إنما سلطانه على الذين يتولونه([النحل:99،100] الآية.
58-وأعتقد أن أهل السنة والجماعة-وهم أهل الحق-وسط بين طرفين، وهدى بين ضلالتين، ونور بين ظلمتين، فهم في باب أصحاب رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم وآل بيته، وسط بين الروافض النواصب والخوارج، وفي باب مشيئة الرب عزوجل، وسط بين القدرية والجبرية، وكذلك في باب أفعال العباد، وهم في باب الوعد والوعيد، وسط بين المعطلة والممثلة، وهذا توسط محمود لأنه حق بين باطلين، وليس كل من وقف بين طائفتين كان محموداً، كما يدعي بعض أهل زماننا الذين يقولون: لسنا مع أهل السنة ولا مع خصومهم، ويقولون: نحن وسط!! وقد ذم الله عزوجل من وقف بين أهل الحق والباطل، فقد قال تعالى في المنافقين:)مذبذبين بين ذلك لا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء( [النساء:143]وأهل السنة رضي الله عنهم وسط في أنبياء الله ورسله عليهم السلام، وعباده الصالحين، بين النصارى الذين غلوا، فقالوا: المسيح ابن الله، واتخذوا أحبارهم ورهبانهم أرباباً من دون الله، وبين اليهود الذين قتلوا الأنبياء بغير حق، وقتلوا الذين يأمرون بالقسط من الناس، ورموا عيسى وأمه عليهما السلام، وكذلك هم وسط في شرائع دين الله، فلم يحرموا على الله أن ينسخ مايشاء، ويثبت ما يشاء، خلافاً لليهود، ولا جوّزوا لأكابر علمائهم وعُبَّادِهم أن يُغيّروا دين الله بما شاءوا، خلافاً للنصارى، ولم يصفوا الله بالعيب كاليهود الذين قالوا:)إن الله فقير ونحن أغنياء([آل عمران:181]وقالوا:)يد الله مغلولة( [المائدة:64]ولم يفعلوا كالنصارى الذين أعطوا العِبَاد صفة الرب، وهم وسط في الحلال والحرام بين اليهود الذين حرم الله عليهم بظلمهم كثيراً من الطيبات، وبين النصارى الذين يقولون: نحن نرى الله بأعيننا في الدنيا، وبين من نفى رؤية المؤمنين ربَّهم في الآخرة.أ.هـ ملخصاً من "الوصية الكبرى" لشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله، وانظر"مجموع الفتاوى"(3/363-430).

59-وأن أهل الحديث هم الطائفة المنصورة والفرقة الناجية، وأن هذه أسماء لكل من كان تابعاً لرسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم، وفَهِمَ الكتاب والسنة بفهم الصحابة رضي الله عنهم، وأَعْتَقِدُ أن الله عزوجل قد نصر دينه بأهل الحديث سلفاً وخلفاً، وليست دائرة أهل الحديث مقتصرة على العلماء المشتغلين بعلوم الرواية والدراية، بل كل من دان بعقيدة أهل الحديث ورجع إلى أصولهم وفهمهم في العقيدة والعبادة وغير ذلك فهو منهم، وإن كان جندياً أو تاجراً أو عاملاً، وإن كان شيبة أو شاباً، وإن كان حضرياً أو بَدَوِيّاً، أو غير ذلك، إلا أن العلماء في هذه الطائفة أصل وبقيّة الأصناف-الذين يدينون بدينهم-لهم تبع، وإذا لم يكن أهل الحديث أولياء لله عزوجل، فليس لله في الأرض وَلِيٌّ.
60-وأنه مامن خير عند أهل البدع، إلا وهو في أهل السنة أكثر، وما من شر في أهل السنة، إلا وهو عند أهل البدع أكثر، وذلك لبركة السنة على أهلها، والمعصوم من عصمه الله وعافاه.










قديم 2014-04-17, 20:44   رقم المشاركة : 13
معلومات العضو
أبومحمد17
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي

-وأن من رفع رأسه بالسنة ودافع عنها، له نصيب من قول الله عزوجل لرسوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم:)ورفعنا لك ذكرك([الشرح:4]وأن من حارب السنة وأهلها، له نصيب من قول الله عزوجل:)إن شانئك هو الأبتر([الكوثر:3]وصدق الله إذ يقول:)ومن يهن الله فما له من مُكْرِم([الحج:18].

62-وأن أهل السنة أرحم الخلق بالخلق، وأعلم الناس بالحق، وهم بين فِرَق المسلمين، كالإسلام بين الأديان، قال تعالى:)وكذلك جعلناكم أمة وسطاً لتكونوا شهداء على الناس([البقرة:143] الآية.

63-وأن هذه الأمة ستفترق على ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة، وإن لم تكن هذه الفرقة هم أهل الحديث-على التفصيل السابق-فلا أدري من هُمُ؟! وهذه الفرق الهالكة فرق مسلمة، وأمرهم إلى الله، وأما المشركون وأصحاب البدع المكفِّرة فليسوا من هذه الفِرَقِ-على تفاصيل معروفة عند أهل العلم-.

64-وأن من ثمرة استقامة أهل السنة على الكتاب والسنة وفهم السلف الصالح، اتفاق أقوالهم وأفهامهم مع تباعد أمصارهم وأعصارهم.
65-وأرى أنه لا يُستوحش من قلة السالكين، ولا يُغتر بكثرة الزائغين، فإن من علامات الساعة أن يكثر الجهل ويقل العلم، وفي مثل هذا يقالالجماعة هي الحق وإن كنت وحدك).

66-وأعتقد أن اقتصاداً في سنة خير من اجتهاد في بدعة.

67-وأرى أن من علامة أهل السنة حُبَّهم لأئمة الحديث والأثر-سلفاً وخلفاً-وأن براءة المكلَّفين من دين الشيعة، بتفضيل أبي بكر ثم عمر-جزماً- ثم عثمان ثم علي –على الراجح- ثم الترضي عن بقية الصحابة، والكف عن مساوئهم وما شجر بينهم، وبراءتهم من دين الخوارج الذين يكفرون بالكبيرة ويخرجون على الأمة بالسيف، ويلعنون الحكام المسلمين-وإن جاروا-، ويكفرونهم، دون الرجوع لتفصيل السلف، ويكفرون أو يضللون من لا يوافقهم، ويرون من دعا للحاكم المسلم الجائر بالصلاح-وإن كره الظلم منه-جباناً عميلاً، ومع أن من دين أهل السنة الدعاء لهم بالصلاح مع النصح، كما صرح بذلك البربهاري رحمه الله في"شرح السنة"برقم(122)ص(67)، فالبراءة منهم بترك ذلك، وبراءة أهل السنة من دين أهل الإرجاء، بقولهم: الإيمان قول وعمل، يزيد وينقص، وأهله فيه متفاوتون، وبراءتهم من دين القدرية، بقولهم: أعمالالعباد من خير وشر من خَلْق الله، ومن كسبهم على الحقيقة، وأن الله يهدي من يشاء، ويضل من يشاء، ولا يكون شيء في ملكه إلا بمشيئته، وبراءتهم من دينالجهمية، بإثبات صفات الرب وتنـزيهه بلا تعطيل أو تحريف، ومن دين المجسمة، بإثبات صفات الرب دون تمثيل أو تكييف، وهكذا مع باقي فِرَق الأهواء، عافانا الله منهم ومن مقالاتهم، ويضمون إلى ذلك بُغْضَ أهل البدع والأهواء، والتحذير من أقوالهم، وأحياناً يصرّحون بالتحذير منهم بأسمائهم، إذا كان شرهم لا يندفع إلا بهذا.

68-وأعتقد أن الإيمان قول وعمل،(وأن السلف متفقون على أنه قول وعمل، وأن العمل ركن في الإيمان، على تفاصيل كثيرة في ذلك)، فلا قول إلا بعمل،(والقول قول القلب واللسان، والعمل عمل القلب والجوارح)وأن الإيمان يزيد وينقص، يزيد بالطاعة والعلم والذِّكْر، وينقص بالمعصية والجهل والغفلة، وأن الإيمان بضع وسبعون أو بضع وستون شعبة، أعلاها شهادة لا إله إلا الله، وأدناها إماطة الأذى عن الطريق، وأهل الإيمان يتفاضلون في ذلك، ومن قال: إن إيمانه كإيمان جبريل وميكائيل، أو أن الإيمان قول فقط، فهو مرجيء ضال، ومن قال: إن الإيمان معرفة فقط، فهو جهمي خبيث، وإبليس أعلم منه بربه-في هذه المسألة-، والعياذ بالله.

69-وأعتقد أن العمل منه (مايكون زواله زوالاً للإيمان، ومنه مايكون زواله نقصاً للإيمان، وبعضهم يعبر عن ذلك بقوله): منه ماهو شرط صحة في الإيمان، ومنه ماهو شرط في الكمال الواجب، ومنه ماهو شرط في الكمال المستحب، والعمدة في ذلك التقسيم على الأدلة الشرعية، وبهذا نَسْلَم من مذهب المرجئة والخوارج، وأما من ترك كل العمل فلا يكون مسلماً.

70-وأرى أن الإستثناء في الإيمان-على سبيل الورع، لا على سبيل الشك-لا بأس به، وقد قال به السلف.










قديم 2014-04-17, 22:28   رقم المشاركة : 14
معلومات العضو
نَبيل
عضو نشيط
 
إحصائية العضو










15

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة علي الجزائري مشاهدة المشاركة
سؤالي جاء واضحا نرجو إجابة مختصرة بارك الله فيك :
بارك الله فيك لكن هل ما من بيان حول كلام المأربي
فيما يخصّ المظاهرات ؟
تقضل أخي علي الجزائري الجواب عن سؤالك :

قال فضيلة الشيخ العلامة الإمام الحافظ الفقيه المحدث أبو الحسن المأربي ( فإنَّ المظاهرات والمسيرات السلمية مسألة موضع اجتهاد بين العلماء!، فمنهم من يرى منعها مطلقاً؛ وهم جماعة من أكابر علماء العصر!، ومنهم من يجعلها من الجهاد الذي قد يصل إلى درجة الواجبات الكبرى!، ومنهم من يُفصِّل!، ولي دراسة موسَّعة في ذلك سأوضح فيها لاحقًا رأيي بجلاء!!، وكل هذا يجعلها من المسائل الاجتهادية التي يُنظر فيها إلى المآل!، وتوزن بميزان تزاحم المصالح والمفاسد، وهل روعيت ضوابطها وشروطها أم لا؟.
لكن مع هذا كله؛ فلا أراها خروجاً إذا روعيت ضوابطها الشرعية المفصلة في غير هذا الموضع!، لاسيما ووليّ الأمر نفسه يسمح بها حسب الدستور الديمقراطي!!، الذي رضي به المتظاهِر والمتظاهَر عليه، فهذه شبهة مانعة من الحكم على فاعلها بالخروج على الولاة!!، فإذا لم تتوافر الضوابط الشرعية فهي مخالفة للشرع لا تجوز )

لقاء صحفي [حول الأوضاع الراهنة على الساحتين العربية واليمنية]











قديم 2014-04-17, 22:35   رقم المشاركة : 15
معلومات العضو
نَبيل
عضو نشيط
 
إحصائية العضو










افتراضي

وقال أيضاً..أعني سماحة الشيخ

الديمقراطية التي تحتكم إليها البلاد، للعلماء موقف منها ولسنا في مقام تفصيله الآن!، لكن أصبحت شيئاً موجوداً!، وكائناً موجوداً!، لا بد أن نتعامل معه!!، ولا ندير له ظهورنا!!.

لقاء الرئيس اليمني علي عبدالله صالح بأصحاب الفضيلة العلماء!] وهو بتاريخ يوم الاثنين 28/2/2011










موضوع مغلق

الكلمات الدلالية (Tags)
للشيخ, الماربي, المنهاج, الصراخ, الوهاج, بيان


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 17:27

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc