هل ما تقوم به أمريكا وبريطانيا من عدوان على اليمن الآن هو لحماية الملاحةفي البحر الأحمر أما هو تضامن مع الكيان الصهيوني؟

[سندباد علي بابا]

هل ما تقوم به أمريكا وبريطانيا من عدوان على اليمن الآن هو لحماية الملاحة في البحر الأحمر أم هو للدفاع عن الكيان الصهيوني وحمايته والتضامن معه؟


الشعب اليمني العظيم عندما قرر التضامن مع سُكان غزة المظلُومين بفعل حرب الإبادة التي تشنُها أمريكا وبريطانيا والكيان الصهيوني والغرب المجرم بذريعة معركة طوفان الأقصى على الأراضي الفلسطينية المحتلة في حدود 1967 بدعم من قرارات مُنظمة الأمم المتحدة فإنه اِستهدف السفن "الإسرائيلية" التي كانت تتجه إلى ميناء إيلات (أم الرشراش المصري) ولم يستهدف اليمنيون أي سُفن أخرى وظلت الملاحة طبيعية وتسير بشكل عادي.


والدليل على ذلك أنه لو كان اليمنيون قد اِستهدفوا الملاحة بشكل عام في البحر الأحمر فإن المُتضررين في هذه الحالة هي التجارة الصينية(الصين) والفيتنامية (الفيتنام) واليابانية (اليابان) والكورية الجنوبية (كوريا الجنوبية) وغيرها من دول آسيا في أقصى شرقها وجنوبها المتجهة نحو أوروبا وشمال إفريقيا وهذه الدول لم تتحرك عسكرياً ولا سياسياً لأنها لم تُمس سفنها التجارية قط من طرف اليمينيين.


فخط النار كان أقصى شرق البحر الأحمر في الشق الشرقي من هذا البحر باتجاه موانئ الكيان الصهيوني وبخاصة في إيلات (أم الرشراش المصري) المُطل على هذا البحر والذي يكتسي حيوية اقتصادية وشريان حياة بالنسبة للكيان الصهيوني لأنه يُشكل حجم كبير من التجارة "الإسرائيلية" من خلال السلع والبضائع الاستراتجية التي تدخل إليه والتي لا تلبيها الواجهة البحرية في جهة البحر الأبيض المُتوسط كميناء حيفا.


اليمنيون طوال السنوات الماضية من الحرب الأهلية في اليمن لم يشنوا مثل هكذا عمل عسكري في البحر الأحمر باتجاه الواجهة البحرية "الإسرائيلية" المُطلة على البحر الأحمر إلا عندما أوغل الكيان الصهيوني في قتل المدنيين الفلسطينيين من الأبرياء المدنيين من أطفال ونساء لأن هدف الغرب والأنجلوساكسون المتحالف مع اليهود والصهاينة هو إبادة الفلسطينيين لإعادة التوازن للاختلال الديمغرافي في داخل الكيان بما فيه أراضي ما يسمى السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة ولمعرفة هؤلاء بوجود مخزونات احتياط هائلة من الغاز الطبيعي قُبالة سواحل غزة التي تسيطر عليها الفصائل الفلسطينية (غاز شرق المتوسط).


ولذلك فإن العدوان اليوم على اليمن هو عدوان غربي وأنجلوساكسوني وأمريكي وبريطاني وليس هُناك دولة وحيدة من آسيا وبخاصة من الاقتصاديات الكبرى فيها من مثل الاقتصاد الصيني والهندي والفيتنامي والأندونيسي.. مُشاركٌ في هذا العدوان الغاشم على اليمن لسبب بسيط أن هؤلاء ليسوا معنيين بالعدوان على اليمن لأن تجارتهم التي تمر عبر البحر الأحمر لم تُمس بأدنى شيء من الشعب اليمني.


وأن العدوان الأمريكي البريطاني الحاصل على اليمن الآن هو للدفاع عن الكيان الصهيوني ولحماية الكيان الصهيوني وللتغطية على جرائم الإبادة الجماعية التي يرتكبها هذا الكيان في حق المدنيين في فلسطين في غزة وفي الضفة المحتلتين وفي فلسطين التاريخية 1948.


إن العدوان الأمريكي البريطاني الذي اِنطلق لتوه يُريد التغطية على مُجريات المحاكمة التاريخية لهذا الكيان في محكمة العدل الدولية في لاهاي بهولندا والذي باشرت فيه دولة جنوب إفريقيا مشكورةً (دولة إفريقية سوداء مسيحية بعكس الدول الإسلامية والعربية المتخاذلة والمتواطئة بدون اِستثناء) مدعُومة من دُول العالم الشريفة منها والتي لها ضمير أمام حجم المجازر والفظائع التي اِرتكبها الكيان الصهيوني في حق أطفال ونساء فلسطين في غزة والضفة الغربية وداخل فلسطين التاريخية (في القدس وغيرها).


وكذلك لصرف أنظار العالم التي بدأت شعوبه تتجه صوب المنطقة وما يجري فيها من أحداث عظام وخطر الصهاينة والصهيونية والتحالف الذي يجمعهم بالأنجلوساكسون (أخطر جنس بشري أباد سكان العالم عبر تاريخه) على الاستقرار العالمي وبنية وهيكلة العالم منذ عُدوان الكيان الصهيوني على غزة بفضل الإعلام غير التقليدي من وسائل التواصل وما يحدث حالياً من مُحاكمة تاريخية غير مسبُوقة للكيان الصهيوني مهما كانت النتائج التي ستخرج بها أو مهما كانت ضغوطات أمريكا لوأدها في مهدها والتي كشفت عورته وعورة داعميه وزيف القيم والمثل التي يسوقونها زوراً وكذباً وخداع دُول العالم على مدار عقود طويلة من الزمان منذ الدعوة إليها والمنادة بضرورة تطبيقها وتعميمها على الجميع.


إن الدول المُطبعة أمثال الإمارات العربية والسعودية ودول الخليج وكُل دُول الاِنبطاح العربي والإسلامي هي المُستفيدة من هذا العدوان على اليمن الآن وهي تشحذ خناجرها وسُيوفها للاِنقضاض على الشعب اليمني (فرصة يوفرها الأمريكي لها الآن وهي التي ظلت لسنوات طويلة ماضية تتلقى الهزيمة تلو أخرى في أرض الأحرار في اليمن) لا لسبب إلا لأنه الشعب العربي الوحيد الحي الباقي الذي ورغم ما عانه طوال سنوات من حرب أهلية وتدخل عسكري أجنبي في أرضه من طرف الشقيق والغريب الأجنبي ورغم القصف لأراضيه من طرف الطيران الأمريكي في أختراق صارخ لأرضه وسيادته واستقلاله ودون مسوغ قانوني دولي أممي مثل مقتل أنور العولقي وبخاصة بعد أحداث ما يُسمى بـــ الربيع العربي الذي جنى على الأمة ودمرها وشتت صفُوفها وأضعفها وقتل خيرة قادتها وشبابها.


إن الأمة العربية والإسلامية مُستهدفة منذ القديم ولا زالت مُستهدفة وعدوها هو الأنجلوساكسون والغرب الذي لم يتوقف قط مُنذ الحروب الصليبية ولحد اللحظة على مُحاربتهما لا لسبب إلا لأنهما عرب ومسلمون.


ولكن اِنتظروا إن التاريخ بين أن اليمن كانت ولا زالت مقبرة المُحتلين وهي حُفرة سحيقة وعميقة جداً ووحل كبير ستغرق وستتورط فيه أمريكا وأتباعها وأزلامها كما تورطت من قبل في العدوان على غزة 7 أكتوبر 2023 وفي أوكرانيا في 24 فيفري 2022 ولن تأخذ أمريكا وبريطانيا أكثر مما أخذته من أفغانستان والأيام بيننا.


والسؤال الأهم متى تفعلها الصين؟


أسقاس أمقاس


بقلم: سندباد على بابا

[سندباد علي بابا]

قال بايدن إن الضربات التي استهدفت هذه الجماعة المدعومة من إيران تمت بـ "دعم" من أستراليا والبحرين وكندا وهولندا، مضيفًا أنه "لن يتردد" في إصدار توجيهات لمزيد من الإجراءات إذا لزم الأمر.

المصدر: سبوتنيك