أعاد الإعلام الأثيوبي، الحديث عن تحركات في الكواليس لضمّ إسرائيل إلى الاتحاد الافريقي، بالتزامن مع انخراط المغرب في تكتل القارة السمراء.
في إفادة كتبها “جوزيف رواغاتار” على موقع “السياسة الخارجية الأثيوبية” الذي ينشر مقالات رأي حول التوجهات في عاصمة إفريقيا، عاد المحرر إلى قطع غالبية الدول الإفريقية العلاقات مع إسرائيل غداة حرب 1973 تعبيرا عن التضامن مع مصر والفلسطينيين، قبل أن يتساءل: “ماذا جنت إفريقيا من قطع العلاقات مع إسرائيل؟ وأجاب “ليس كثيرا”!
وفي استدلاله على “عدم الاستفادة الإفريقية”، اتكأ “رواغاتار” على ما عانته القارة السمراء بشدة جرّاء أزمة البنزين بعد حرب 1973، كما قال أنّه على صعيد “التعاون الإنمائي”، فإنّ العرب لم يملئوا الفجوة التي تركها الإسرائيليون (..)، وحتى وإن أقرّ كاتب المقال بمنح بنوك عربية لبعض القروض والمنح المقدمة، لكنّه راح ينعتها بـ “القليلة”.+
وانتقد الكاتب إياه انتشار المنظمات الإسلامية غير الحكومية في كثير من دول إفريقيا، وقال إنّ هؤلاء أحضروا خلافاتهم وخلقوا انقسامات في صفوف المسلمين الأفارقة، والنتيجة الأكثر خطورة، اتساع التطرف وانجراف الكثيرين إلى مراودة المنظمات الإرهابية.
الانتقال إلى العلن
قال “رواغاتار” إنّ العلاقات بين بعض البلدان الإفريقية وإسرائيل ظلت سرية، قبل أن تتحوّل في الآونة الأخيرة ببطء، وتابع: “ربما حان الوقت للانتقال إلى العلن”، وبرّر ذلك بالكم الهائل من الفوائد التي سيجنيها الأفارقة، مضيفا: “تتجه إسرائيل لتكون رائدة في المسائل المتعلقة بالأمن والتكنولوجيا والزراعة، وإفريقيا تحتاج هذه الخبرة”.
ولم يتردد المحرّر الأثيوبي عن الدعوة لتحسين “علاقات الإسرائيليين مع إفريقيا اقتصاديا ودبلوماسيا، وفي ظلّ الفوضى السياسية في الشرق الأوسط، يتطلب الأمر تعزيز أرضية مشتركة مع إسرائيل، والتعاون أمر بالغ الأهمية لأنّ البديل لا يؤدي إلا إلى الانقسام وعدم الاستقرار، لذا المطلوب توخي سياسة واقعية” (…).
تجذّر عبري في الأدغال
تشير معطيات تاريخية إلى أنّ إسرائيل التي لم يكن لديها عام 1957 سوى سبع سفارات فقط في العالم بأسره، ستة منها في القارة الأوروبية وأمريكا الشمالية، بدأت في السنة ذاتها اختراق إفريقيا، وذكر “حسن العاصي ” الكاتب الفلسطيني المقيم في الدانمارك أنّ الكيان كان أول دولة أجنبية يفتح سفارة في أكرا بعد أقل من شهر من حصول غانا على استقلالها، قبل أن يفتتح الإسرائيليون سفارتين أخريين في كل من منروفيا وكوناكري٬ وذلك تحت تأثير إمكانية حصول ليبيريا وغينيا على مساعدات تنموية وتقنية من إسرائيل، قبل أن تمدّ الأخيرة أذرعها في السنغال ونيجيريا وكوت ديفوار، سرعان ما شمل أكثر من 30 بلدا إفريقيا.
وبعد انحصار علاقة إسرائيل في مرحلة ما بعد حرب 1973 مع خمس دول فقط هي: جنوب إفريقيا٬ الليسوتو٬ مالاوي٬ سوازيلاندا، وجزر موريس، أعادت الدوائر العبرية ربط علاقات وثيقة ¬ولو بشكل غير رسمي¬ مع معظم الدول الإفريقية التي قامت بقطع العلاقات معها، ما جعل رقم أعمالها في أدغال القارة السمراء يتضاعف في دول أبقت على النشاط الاقتصادي الإسرائيلي فيها، فطبقا لتقارير وزارة التجارة والصناعة الإسرائيلية وصل حجم الصادرات الإسرائيلية إلى بعض الدول الإفريقية 5.3 مليار دولار في عام 2002 مقابل 3.59 مليون دولار سنة 1983، وهذه الصادرات تقتصر على بعض الدول منها نيجيريا وكينيا وكوت ديفوار وإفريقيا الوسطى.
وتشير الإحصاءات التي نشرها مركز التعاون الدولي التابع لوزارة الخارجية الإسرائيلية، إلى أنّ عدد العسكريين الأفارقة الذين تلقوا تدريبهم في دولة الكيان كان بحدود 42636 إفريقياً خلال العقدين الأخيرين، مثلما تخوض إسرائيل في تجارتي السلاح والألماس.
وجاء على لسان د. “إيهود باز” مدير المعهد الآسيوي الإفريقي التابع للهستدروت أن هناك 3 رؤساء حكومات و 40 وزيرا و150 من أعضاء البرلمانات و100 محاضر في الجامعات و400 من مدراء التعاونيات و350 من رؤساء النقابات العمالية و37 من أمناء الاتحادات النقابية في إفريقيا ممن درسوا في إسرائيل وأصبحوا من أكثر المؤيدين لها.
المصدر: موقع Marsadz.com