ترفّقي يا مُزَغْرِدة .

[حمزه أبو مريم]

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أمّا بعد :
يعيش المرء بين النّاس بحكم اجتماعيته التي هي جزء من طبعه والقليل من تنأى بهم السكنى لوحدهم بسبب الرعي مثلا أو الفلاحة وما أشبه ، ولأنّ المساكن في المدن والقرى تكون متقاربة فلا يكاد يخفى شيء عن بعضهم البعض لا سيّما ما أُريد إظهاره من مظاهر الفرح والسرور كالزفاف والنجاح ونحوه ..
وما تستره الجدران عن الأعين لا تحجب سماعه عن الآذان وكما قيل للحيطان آذان هذا مع الستر وإخفات الصوت فكيف بإعلائه ورفعه ليسمع البعيد والقريب بحجّة الإعلان فمن موسيقى صاخبة وبارود ومفرقعات وما إلى ذلك ، وقد تكون هذه التعبيرات مألوفات بحكم الواقع يضجّ بها الجيران والحيّ وما هي إلّا أيّام قليلة حتى تنقضي ، غير أنّ هناك شيئا في عداد المسموعات لا يمرّ مرّ من اعتيد عليه بل يترك في النّفس أثرا لا سيّما عند بعض الرجال ألا وهو عنوان الموضوع الذي ربّما يكون اشتقاقه أو استعارته من تغريد البلابل فلوقعه على المسامع طرب يأنس له السامع إن كان من الحيوان الطائر أو الفاتن السادر ، فهل يُقال له ضع إصبعيك في أذنيك قياسا على غضّ من بصرك ! ، وهل تعي النساء حقيقة هذه المعزوفة التي تتفنّن بعضهن في عزفها على وتر يتصدّع له قلب سامع وربّما طامع جائع ..
ولا إخالهنّ يجهلن الأمر لأنّه من تخرج متبرّجة بزينتها تعلم أنّها ستكون محطّ نظر ومع ذلك تخرج ولا تبالي بل يروق لها أنّها كذلك فقرع طبلة أذن الرجل بصوت شاد سيكون هيّنا ، هذا وقد لا يدعى الرجل لذاك الحفل ويناله منه ما ذكرت فكيف إذا كان قريبا يستمع وربّما يرى ! .

فترفّقي أختاه بهذا المسكين الذي هو على حدّ السّكين يطاعن فتنة لا تلين إن هي استحكمت ترديه وتُهين ، لياذا بالله ومعاذا فهو خير معين والصلاة والسلام على إمام النبيّين وعلى آله وصحبه الأخيار الميامين .

[الأخبار العربية]

و الله صدقت، هذه ظارهة منتشرة كثيراً في المجتمع العربي ( خاصةً المصري )
و لا نعرف لها حلاً ؟