|
في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .
آخر المواضيع |
|
الاستعمال المفرط للأسمدة والعضويات المعدلة وراثيا:
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
2011-03-03, 22:39 | رقم المشاركة : 16 | ||||
|
بورك الله فيك أخي على المساعدة
|
||||
2011-11-09, 12:57 | رقم المشاركة : 17 | |||
|
شكرا يا اخي على جميع المعلومات |
|||
2011-12-11, 18:11 | رقم المشاركة : 18 | |||
|
الاستعمال المفرط للأسمدة والعضويات المعدلة وراثيا: |
|||
2012-03-24, 08:01 | رقم المشاركة : 19 | |||
|
مشكور جدا يا اخي الكريم |
|||
2012-03-24, 19:08 | رقم المشاركة : 20 | |||
|
مشكور......... |
|||
2012-03-25, 12:19 | رقم المشاركة : 21 | |||
|
[IMG]https://al3loom.com/wp-*******/uploads/2011/01/1a.jpg[/IMG] 3- الفوائد والمبررات :[IMG]https://al3loom.com/wp-*******/uploads/2011/01/2a.jpg[/IMG] [IMG]https://al3loom.com/wp-*******/uploads/2011/01/3a.jpg[/IMG] [IMG]https://al3loom.com/wp-*******/uploads/2011/01/4a.jpg[/IMG] إن الرهانات الاقتصادية للمنتجات المحورة وراثيا كبيرة, حيث تخص بالدرجة الأولى راحة الإنسان ورفاهيته, مما يجعل الكثير من الآمال معلقة عليها خلال هذه الألفية لحل مشاكل الإنسانية من جوع وفقر . لهذا فان عدة شركات عالمية تستثمر الكثير من رؤوس أموالها في هذا المجال وليس ذلك صدفة لأنها تعلم أن الربح مضمون وأن الذي يضمن غذاء الإنسانية دواءها سيتحكم في مصيرها لا محالة . لذا فان مبـررات المنتجات المحـورة عديـدة ومتشعبة سنذكر هنا الأهم منها. الدقة في التحسين الوراثي : الطرق التقليدية المنتهجة في التحسين الوراثي ثقيلة و طويلة الأمد وينقصها الكثير من الدقة للوصول إلى الخصائص الوراثية المرغوبة ، وفي معظم الأحيان قد يستحيل ذلك خاصة إذا تعلق الأمر بأصناف نباتية أو حيوانية لا تربطها علاقة توافق وراثي وهذا رغم استعمال أعداد هائلة من النسل الناتج من برامج التّصالب ورغم طول المدة اللازمة لعملية الانتقاء. أما التحوير الوراثي فانه يمتاز بدقته العالية في الكشف عن المورثات المسئولة عن الخاصية المرغوبة ثم استنساخها فنقلها بعد ذلك الى الصنف المراد تحسينه. وهنا يجب التذكير بان الشفرة الو راثية موحدة لدى كل الكائنات الحية (عدا بعض الاستثناءات القليلة) وهو ما يمكن من كسر كل الحواجز الوراثية بين الأحياء فيسهل نقل أي مورث من صنف إلى آخر, من نوع إلى آخر من عالم النبات إلى عالم الحيوان أو العكس, من الكائنات المجهرية إلى النباتات الخ… وهكذا فان كل مورث ذي أهمية يمكن عزله, استنساخه, حفظه و نقله إلى كائن آخر متى استوجب الأمر ذلك لتحسينه بدقة عالية وكسب وقت, وهكذا فانه يمكن أيضا إضافة خاصية جديدة لأصناف لم تكن تحملها من قبل وهو ما ينطبق على كل الكائنات الحية. * المردودية الاقتصادية : إن أساس تطور المنتجات المحورة وراثيا هو المردود الاقتصادي العالي وهو المبرر الأول وإلاّ فكيف يمكــن تفسير اهتمــام الشركات العالمية الكبرى (Monsanto, Pioneer, Novartis Rhone Poulenc, ) بهذا الفرع الاقتصادي المهم والذي ما تزال تستثمر فيه أموالا خيالية , ثم لا يجب أن ننسى أن أغلب تلك الشركات كانت في يوم ما وربما ما تزال تنشط في مجال الصناعات الكيماوية ( إنتاج المبيدات),والآن البعض منها لا يكتفي بإنتاج أصناف محورة وراثيا بل وينتج المبيد الذي من أجله وجدت, فيصبح ربحها ربحين. ومن الأدلة الأخرى التي تبين أن المبرر الاقتصادي كبير الأهمية في مجال التحوير الوراثي هو تسابقها المستمر, وخاصة في أمريكا لشراء كل براءات الاختراع حتى وإن كانت غير أخلاقية في بعض الأحيان (سنعود إلى ذلك في موضع اخر) كالأصناف المعقمة مسبقا فلا يمكن استخدامها إلاّمرة واحدة من طرف المزارعين (Terminator technology) . هكذا يبدو واضحا كل الوضوح أن الهدف الوحيد لدى تلك الشركات هو المنفعة الاقتصادية بل ابعد من ذلك : كالسيطرة على السوق العالمية للبذور, المنتجات الزراعية وحتى الصيدلانية. * الفوائد العلمية : تعتبر علوم الوراثة والكيمياء العضوية, و أخيرا علم الوراثة الجزيئي الأسس النظرية للتحوير الوراثي. فكل هذه العلوم يسّرت للعلماء فكّ و فهم الكثير من ألغاز الكائنات الحية خاصة فيما يتعلق بوظائفها الحيوية, وذلك بفضل الطفرات الموجهة والتي تمكن من استنتاج المورثات والخصائص المتعلقة بها و كذا أثرها على النمط الظاهري لكل مورث. فبفضل علم الوراثة الجزيئي والتحوير الوراثي تم اكتشاف محتوى التركيبة الوراثية للإنسان وكذا للعديد من النباتات لا شك أن كل ذلك سوف يشكل تحولاً هاما في التعامل مع العديد من الخصائص والعوامل في المستقبل. * المحافظة على البيئة : لا شك و أن الأحياء المحورة وراثيا قد تساهم بطريقة مباشرة أو غير مباشرة في الحد من تلوث البيئة بل و حتى تخليصها منه وإن لم يكن في البداية ذلك هو المراد من تلك الأحياء . ففي الزراعة مثلا : استعمال أصناف مقاومة للأوبئة و الحشرات (حماية وراثية للنباتات) خاصة سيشكل حلا جذريا للحد من تلويث المحيط, من تربة وماء وهواء , بالحد من استعمال المبيدات بشتى أنواعها . كما يمكن تحوير أنواع أخرى من النبات لجعلها قادرة على تخليص الأماكن الملوثة من المعادن الثقيلة إلى غير ذلك وأيضا يمكن تكوين نباتات منتجة لمواد بديلة ومتحللة عضويا (بلاستك عضوي, زيوت عضوية رفيعة القيمة, وقود للمحركات..) للكثير من المواد الملوثة المستعملة حاليا و ذلك ما يسمى بالجيل الثالث من الأجسام المحورة وراثيا. ويمكن من جهة أخرى تكوين نباتات أكثر ملائمة للصناعات التحويلية باستعمال كميات أقل من المواد الملوثة التي تدخل في هذه الصناعات كصناعة الورق والنسيج الخ.. هكذا نرى بأن التحوير الوراثي لا يخدم تطور الإنسانية فحسب, بل ويساهم في تحسين البيئة المحيطة به إذا ما استعمل استعمالا عقلانيا. 4- الأخطار والآثار المحتملة على البيئة و المجتمعات : يوجد حاليا الكثير من الأصناف المحورة وراثيا (كما سبق ذكره آنفا) من فول الصويا والذرة المستهلكة في العديد من البلدان وخاصة في الولايات المتحدة الأمريكية ومنذ عدة سنوات و لا يعني ذلك أن هذه البلدان غافلة عن الخطر الذي قد ينجم عن ذلك ولا هي مستهترة بصحة مواطنيها وسلامة بيئتها . ولكنها اختارت التعامل مع هذه القضية بمبدأ كون المنتجات المحورة منتجات طبيعية, (و هو أقرب ما يكون إلى الصواب حسب رأينا) , غير مضرة بالصحة ولا بالبيئة, ولا يعني أيضا أن هذه البلدان لا تعمل على تهيئة نفسها إذا ما وقع أي طارئ, و ذلك ما جعلهم يخْطون خطوات عملاقة في هذا المجال باتخاذ أسباب الحيطة من جهة وقبول احتمال وقوع بعض الخطر من جهة أخرى. أما الدول الأوربية فقد اختارت في معظمها التعامل مع القضية على أساس أن المنتجات المحورة غير طبيعية لذا يجب التأكد مسبقا من خطرها أو عدمه على الصحة و البيئة قبل الشروع في استغلالها على نطاق واسع في حقولها. والغريب في الأمر أنها هي المكتشفة الأولى للتحوير الوراثي الطبيعي الذي فتح كل الآفاق, والغريب أيضا هو استهلاكها للمنتجات المحورة المستوردة رغم قدرتها على إنتاجها محليا. يقولون إنه مبدأ الحذر ولكن أليس من المنطق أن يخافوا أولا على صحة المواطن المعرضة مباشرة للخطر كما يزعمون بتناول الغذاء المحور قبل أن يحافظوا على سلامة البيئة؟ صحيح إن الإنسانية وخاصة علماؤها لا يملكون من الرؤية العلمية ما يكفي لتقييم كل الأخطار الممكنة تقييما دقيقا و شاملا, ولكن التعامل مع القضية بهذه المتناقضات لا يمكن إلا أن يعمق الجدال ويوسعه , وهذا ما نشهده منذ سنين والذي كثيرا ما أدى إلى العنف والتخريب لو على حساب مساحات تجريبية لا تخدم إلا التقدم العلمي. * الآثار على البيئة : * التلويث الوراثي : يتم تبادل ونقل المعلومة الوراثية عند النباتات عن طريق التناسل الجنسي أي بواسطة حبوب الطلع التي تعمل على نشر المورثات سواء داخل نفس النوع أو حتى بين الأنواع في وجود توافق التركيبة الوراثية . ولكن هذا النقل للمورثات يتم حسب نوع النبات والوسط الذي يعيش فيه وذلك ما يجعل أمثل طريقة لدراسة توارث المورثات المحوِّرة هو دراسة الأمور حالة بحالة وليس التعميم. إن الكثير يعتبر أن المورثات المقاومة لمبيدات الأعشاب المركبة في النبات المحور يمكنها أن تنتقل إلى النباتات البرية الأخرى فتصبح هي أيضا مقاومة فيصعب بالتالي محاربتها , قد يكون ذلك صحيحا ولكن لا يجب أن نغفل عن المعلومات العلمية التالية : - ظهور مقاومة للمبيدات العشبية لدى النباتات ليس بالظاهرة الغريبة, وهي معروفة منذ أكثر من نصف قرن وهي ناتجة عن وقوع طفرات بتكرار استعمال نفس المبيد ورغم هذا لم يرفع أحد صوته للمطالبة بوقف استعمال المبيدات , ولن يتمكنوا من ذلك , ثم حتى مع ظهور تلك الطفرات فهل تغير المحيط من جرائها حقا ؟ طبعا لا , وهذا رغم مرور نصف قرن على ذلك. - اكتساب النبات البري لمورث المقاومة للمبيدات لا يجديه نفعا إذا لم يكن النبات نفسه معرضا باستمرار لنفس المبيد لأنه يصبح في هذه الحالة ثقلا عليه و ليس في صالحه. - إن تبادل المورثات بين الأحياء أمر طبيعي وبفضله تم تطوير أصناف مزروعة تتماشى ومتطلبات الإنسان من تطور وازدهار, أليس القمح الحالي خليط بين القمح القديم (tritical) والسلة وغيرها وهو يحتوي على أجزاء كبيرة من الحمض النووي للسلة؟ ومع ذلك فلا القمح القديم أصبح سلة ولا السلة أصبحت قمحا بل هو صنف جديد تم انتخابه لتغذية الإنسان. - ثم لا يجب أن ننسى بأن الوسط البيئي له أهميته الكبرى لتنقل المورثات بحيث لا يمكن لأي مورث مهما كان أن ينتقل إلى نوع آخر دون وجود توافق وراثي بين النوع المحور والنوع الثاني, فالذرة مثلا موطنها الأصلي هو المكسيك ولا يوجد في منطقتنا أي نوع بري متوافق وراثيا معه , فكيف نخشى في هذه الحال انتقال المورث المحوِّر إلى نباتاتنا البرية؟ - لنفرض أن مورث المقاومة انتقل حقا إلى النبات البري , فأين المشكلة ؟ ألا يمكن استعمال مبيد آخر لإزالته إذا تطلب الأمر ذلك ؟ أم يجب التمسك دائما بنفس المبيد؟ ألا يشكل ذلك تبعية عمياء لا يمكن إلا أن تخدم الشركات المنتجة للمبيد؟ * فلما الجدال إذن فيما لا يجدي نفعا ؟ * ظهور حشرات مقاومة للنبات المحوّر إن الطريقة الأكثر استعمالا إلى حد الآن في محاربة الحشرات الضارة بالمزروعات وغيرها هي المكافحة الكيماوية باستعمال المبيدات الحشرية, ولقد أثبت علميا أن الرش المتكرر بنفس المبيدات يؤدي إلى بروز حشرات مقاومة للمبيد تماما كما هو الشأن عند النبات, ومع ذلك فإن كل البلدان تواصل استعمال تلك المبيدات. صحيح أن هذه الظاهرة يمكن أن تحدث مع النبات المحور و لكن هل ذلك مبرر كاف لنبذها بينما نواصل استعمال المبيدات الحشرية التي لا تؤدي إلى ظهور حشرات مقاومة فحسب بل وتقضي بشكل أعمى على كل الحشرات حتى النافع منها دون أن ننسى تلويثها الشديد للمحيط, ثم أليس ذلك المعسكر المتشدق بهذه الأفكار هو نفسه ضد النباتات المحورة وراثيا, فلتفقد مقاومتها للحشرات وهكذا يتخلصوا منها؟ ألا يبدو أن هناك خفة في التفكير من طرفهم والكيل بمكيالين ؟ * القضاء على الحشرات النافعة النباتات المحورة وراثيا لا تشكل أي خطر على الحشرات كالنحل و بعض ديدان الأرض غير المستهدفة من التحوير إلا إذا تغذت عليه ، أما المبيد الحشري فهو أعمى لا يفرق بين الحشرات مهما كان نوعها. ولقد أثبتت دراسة حديثة أجريت من طرف المعهد الفرنسي للبحوث الزراعية أن حبوب طلع أخذت من حقول شلجم محور وراثيا لمقاومة الحشرات, لا تحتوي على أي مادة مضرة (ناتجة عن التحوير) بالنحل. * تقليص التنوع الحيوي العديد يتهم التقانة الحيوية وخاصة التحوير الوراثي بإمكانية تسببه في تقليص التنوع الحيوي كما هو الشأن في ميدان الزراعة حيث ضاعت الكثير من الأصناف القديمة الضعيفة المردودية رغم احتوائها على خصائص التأقلم في الظروف البيئية الصعبة تاركة المجال للأصناف الأكثر إنتاجية, هذا أمر صحيح ومنطقي في آن واحد. فالمحافظة على التنوع الحيوي هو ليس من مسؤولية المزارع فقط , بل هو مسؤولية الجميع وعلى رأسهم الحكومات والمنظمات الحكومية وغير الحكومية التي يجب أن تسعى كلها جاهدة إلى إنشاء بنوك لتحصين الأسس الو راثية الخاصة بكل منطقة. إن الحكم بهذه الطريقة على المنتوج المحور غير عقلاني بل وعلى العكس يمكن أن نقول أن التحوير الوراثي سبيل جديد لتوسيع التنوع البيولوجي بحيث يمكّن من نقل مورثات جديدة إلى أصناف لم تكن تملكها من قبل. * الآثار على المجتمعات : * صحة الإنسان الأخطار والآثار التي يمكن للمنتجات المحورة وراثيا أن تسببها لصحة الإنسان تبقى إلى حد الآن نظرية أكثر مما هي واقعية لان العلم لا يملك حاليا النظرة الكاملة لذلك بسبب حداثة هذا المجال العلمي, و لكن ما يجب الإشارة إليه هو أن البحوث العلمية تسير بخطى ثابتة في هذا الاتجاه لإحصاء الأخطار الممكنة والتأكد منها بل وحتى لرسم خطط مسبقة للتصدي لها في حال وقوعها. فالعديد من العلماء يقللون من تلك الأخطار على الصحة العمومية طالما أن الخطر صفر مستحيل المنال , وذلك ما ينطبق أيضا على المنتجات المحورة. ففي ما يلي سنقتصر على وصف بعض هذه الآثار : - نقل مورث جديد إلى كائن ما قد يسبب ظهور آثار لمورثات أخرى كانت متنحية من قبل أو لتغيير مفرط لدى المورثات الأخرى بحيث ينتج عن ذلك ظهور لبعض الجزيئات كالسموم مثلا أو زيادة إنتاجها وتركيزها في المنتوج المحور كمادة solanine عند البطاطس ومادة tomatine عند الطماطم والحمض الأروسي عند الشلجم التي توجد طبيعيا في تلك النباتات ولكن بكميات ضئيلة وكلما ارتفع تركيزها تسببت في حدوث تسمم عند تناولها. - إمكانية ظهور مقاومة للمضادات الحيوية الناتجة عن استعمال مورثات مرافقة (كالخاصة بمقاومة المضادات الحيوية) للمورث الرئيسي قصد اثبات نجاح عملية التحوير أو عدمها. والمتفق عليه منذ سنوات عديدة هو تأقلم البكتيريا مع المضادات الحيوية باكتساب مقاومة لها بعد تكرار استعمالها وبالتالي فقدان فعاليتها. فالبعض يعتقد بأن المنتجات المحورة قد تؤدي الى نفس الظاهرة, و هنا يجب لفت الانتباه إلى أن هذه المقاربة لا تخلو من بعض الانحراف يشبه ما سلف ذكره فيما يخص الحشرات والأعشاب الضارة مع المبيدات وذلك لسببين : * أصل المورثات المقاومة للمضادات الحيوية طبيعي موجود عند الكائنات الأخرى ومع ذلك لا أحد ادّعى بأنها ستنقل يوما إلى البكتيريا المتسببة في مرض الإنسان, وما أيسر ذلك ما دام انتقال المورثات بين الأحياء الدقيقة خاصية معروفة أيضا منذ سنين, * ظاهرة حدوث مقاومة بعد تكرار استعمال المضادات أيضا معروفة عند كل الأطباء, فهل أثناهم ذلك عن وصفها لمرضاهم؟ طبعا لا ولكن الأبحاث دوما مستمرة للكشف عن مضادات جديدة ذات فعالية أكبر. - إمكانية وقوع حساسيات, إن الحساسيات الغذائية هي نتاج بروتينات أو بتعبير آخر مورثات ويقال أن نقل بعض المورثات إلى الأصناف الغذائية قد يسبب حساسية, فحسب منظمة السلام الأخضر : احتمال ظهور حساسية يزيد باستعمال مورثات غريبة عن الأنظمة الغذائية الطبيعية للمجتمعات. فهل نقل مورث ما من الموز إلى الطماطم, وكلاهما غذاء طبيعي, يسبب نفس الخطر مثلما لو نقل مورث من عقرب إلى الطماطم ؟ والمشكلة هنا ليست مشكلة أمان حيوي بقدر ما هي مشكلة أخلاقية, فأي مجتمع يستطيع أن يجيز ذلك؟ إن المدافعين عن المنتجات المحورة يؤكدون بأن الخطر المتعلق بالمورثات المستعملة حاليا ضعيف جدا وهذا أيضا فيه نوع من المغالطة ما دامت المعارف الحالية غير كافية لجزم أو نفي ذلك, لذا يجب الابتعاد عن التطرف مهما كان مصدره. ولنفرض أن المنتجات المحورة قد تسبب حقا حساسية لبعض الناس , أليس في عالمنا الكثير ممن لديهم حساسية لمادة الغلوتين (gluten) ومع ذلك فهل منعت زراعة الذرة أو القمح؟ طبعا لا, ثم هناك الكثير من الناس ممن لديهم حساسية فائقة لحبوب الطلع ومن كل نوع ؟ فهل استوجب القضاء على تلك النباتات؟ فلنكن عقلانيين في الحكم على الأشياء وألا يكون القياس بمعيارين. * الهيمنة الاقتصادية : هي أسوأ جانب للمنتجات المحورة وراثيا, حيث بسببها يمكن الهيمنة المطلقة على اقتصاديات المجتمعات و بدون استثناء, وفي الأصل العيب ليس في تلك المنتجات بل هو في الشركات العالمية العظمى التي تسعى وبدون أي وازع أخلاقي إلى الاستيلاء على كل شيء ومحاولة امتلاكه عن طريق شراء براءات الاختراع حتى ولو كان لمورثات مرضى كانوا في مستشفيات و بدون علمهم, إنها القرصنة الحيوية المخلة بالأخلاق والقيم الإنسانية النبيلة, والأمثلة عديدة في ميدان النباتات : مادتي الطوماتين (thaumatine) والبرازيين (brazzéine ) وهما بروتينان مستخرجان على التوالي من نوعين نباتيين إفريقيين هما : Thaumatococcus daniellii و Pentadiplandra brazzaeana. إن هذين البروتينين يمتازان بدرجتيهما العاليتين من طعم السكر ويعادل ذلك على التوالي 2000 مرة و 500 مرة السكر العادي , فهاتان المادتان (عبارة توابل) لهما قيمة اقتصادية عالية جدا, فماذا حدث لهما ؟ لقد كشفت المخابر الغربية عن مورثاتها ففصلتها واستنسختها ثم نقلتها بالتحوير الوراثي (عن طريق القرصنة والنهب الممنوعين دوليا) بعد ذلك إلى نباتات أخرى كالذرة , وباعت براءة الاختراع لشركات كبرى التي أصبحت تنتج محليا هاتين المادتين . فما هي الانعكاسات على المجتمعات الأفريقية التي لها الحق والسيادة على تلك الموارد الو راثية ؟ وكل ذلك سيؤدي حتما إلى: - توقف أو انخفاض مبيعاتها من تلك المواد وبالتالي انخفاض مواردها من العملة الصعبة, - تدهور زراعة تلك النباتات ما دامت لا تدر الفوائد المعهودة وهو ما قد يؤدي يوما إلى اندثارها مما يقلص التنوع الحيوي, - احتمال استيراد المادتين من الغرب لأنها أقل كلفة من المنتوج الطبيعي وأكثر نقاء وذلك ما يؤدي حتما إلى التبعية الاقتصادية, ولا ننسى أيضا الخطر للمنتجات الوراثية القادمة من وراء البحار في شكل بذور فإنه الأكثر فتكا باقتصاد المجتمعات النامية بحيث يستهويها لأنه لا يتطلب تدخلا كثيرا في الحقول مثل المزروعات العادية مما يسهل من مهمة المزارعين, بل وقد يغريهم ذلك فيجعلهم أكثر تبعية للشركات المنتجة, وهكذا إلى أن يتركوا تماما أصنافهم المحلية, وهنا تملى عليهم شروط في غاية القسوة فلا هم يستطيعون ترك المنتجات و لا هم يستطيعون الرجوع إلى أصنافهم التي أضاعوها, وهذا أمر واقع حتى في أمريكا حاليا حيث بدأ العديد من المزارعين يشتكون من هذه التبعية ومن الشروط القاسية المفروضة عليهم , فمع الوقت ومع تغير النظم الزراعية لهؤلاء المزارعين والشروط المفروضة قد يلجأ البعض منهم للاستدانة من تلك الشركات التي لن تتوان في قبول ذلك ومع الوقت قد يضطر المزارع إلى رهن أرضه فيصبح بذلك مجرّد عامل بسيط فيها لحساب تلك الشركات التي ستزداد بذلك غنى و المزارع فقرا . فهل من خطر أعظم من هذا؟ فلا عجب أن تكون كل الأخطار السالفة الذكر مجرد ضوضاء مبرمجة من تلك الشركات التي لم تعد تخفي نواياها, حتى لا يتسنى للكثير من الشعوب التفكير فيما هو أخطر ألا وهو تبعيتها اقتصاديا, فيفتح بذلك عهد جديد للرجوع إلى الإقطاعية القديمة المتوحشة وعلى نطاق واسع قد يعجز العقل عن تصورها . * الأمن الغذائي : إنها كلمة حق يراد بها باطل وهو ما أسلفنا ذكره في النقطة السابقة, فمن لم تغنه سواعده لن تغنيه سواعد الآخرين إلا بمقابل قد يكون على حساب شرفه ووجوده بكل بساطة. الخاتمة : لا شك بأن للمنتجات المحورة وراثيا محاسن ومساوئ , فوائد وآثار قد تكون سلبيـة وهذه حال كل منتوج جديد . فالتعامل المثالي والعقلاني إذن مع هذه المنتجات ليس بقبولها أو رفضها كلها, أو الكون معها أو ضدها, وإنما من الصواب أن يدرس الأمر حالة بحالة ولا يجوز تعميم الأحكام. إن هذه المنتجات عديدة اليوم ومستخدمة في شتى مجالات الاقتصاد والتطور البشري : الزراعة, الصيدلة ، المحافظة على البيئة… بل والكثير منها مسوق ومستهلك من طرف الإنسان نفسه. فهل يحق لأحد مهما كان أن يحرم أمة أو شعبا من استعمالها فيما ينفع وخاصة إذا كانت الحاجة من غذاء أو دواء ماسة لذلك ؟ فلكي تهدأ النفوس ترتاح الضمائر يجب إرساء قواعد سليمة لدراسة مثل هذه الأمور بعيدا عن التعصب والانفعال غير المبرر وبعيدا عن القيل والقال من طرف من هب ودب , ولن يتسنى ذلك إلا بإسناد الأمر لأهله مثلما هي الحال في الكثير من البلدان المتقدمة , كما يجب أيضا الابتعاد عن المغالاة والمزايدة في بعض الأمور بدون علم : - عدم الخلط بين المنتجات المحورة وراثيا ومشاكل الصحة الأخرى والناجمة عن ظواهر أخرى كمرض جنون البقر والديوكسين (dioxine) والهرمونات المستعملة في تسمين المواشي… - المعاداة العمياء للمنتجات المحورة وراثيا بحكم أنها منتجة من طرف شركات عالمية مشبوهة ليس بالتفكير السليم لا علميا ولا أخلاقيا ولا يخدم لا حاجة الأمم من تلك المنتجات ولا التقدم العلمي والتكنولوجي . - تصنيف المنتجات المحورة وراثيا ضمن المنتجات غير الطبيعية غير مقبول لأن كل المورثات المستعملة إلى حد الآن طبيعية , ولكن يجب مراعاة الجوانب الأخلاقية في عملية التحوير وذلك احتراما لعادات الأمم وعقائدها. - حدوث مشاكل صحية (تسمم, حساسيات..) مع عدد ضئيل من الأفراد لا يجب تعميمه إلى كل البشرية بدون دراسة علمية معمقة لأن ذلك كثيرا ما يحدث أيضا مع ما يسمى بالمواد الطبيعية . ولا يجب أن ننسى بأن الخطر- صفر غير ممكن في ظل تطور البشرية. - الإنسانية لا تملك إلى حد الآن الرؤية العلمية اللازمة لإصدار أي حكم نهائي على المنتجات المحورة وراثيا, بل لا يمكن ذلك إلا على المدى البعيد, فأي تسرع لا يمكن أن يخدم أحدا. ألم تفرض البلدان الأوروبية حظراً ورقابة شديدة على هذه المنتجات لعدة سنين ؟ فها هي قد بدأت في التخفيف منها عندما لم تجد المبررات العقلانية لذلك وخاصة لما علمت مدى تأخرها عن الركب العلمي في هذا المجال وما كان ذلك من عاداتها. - أكبر خطر للمنتجات المحورة وراثيا يخص البلدان النامية والفقيرة بحيث يمكن للشركات العالمية الكبرى أن تغريها في أول الأمر بهذه المنتجات لتفرض عليها هيمنتها فيما بعد, إما عن طريق استنزاف مواردها الوراثية بمقابل بخس أو حتى بغير مقابل أو عن طريق إغرائها بعض الوقت ببذور رفيعة الجودة, عالية الإنتاج وذات استعمال سهل, حتى توقع بها في التبعية الكاملة فتنقض عليها. إن الكثير من العلماء متفقون حاليا على فحص الأجسام المحورة وراثيا حالة بحالة, فإذا ثبت أن أحدها يشكل حقيقة خطرا ما تخلصوا منه وأوقفوا نشره, وحتى الشركات الكبرى مرغمة على ذلك مثل MONSANTO التي سحبت منتجاتها الحاملة لمورث تعقيم البذور. وهم متفقون أيضا, في حالة عدم الترجيح بين الفوائد والمخاطر التي قد تنجم عن تلك المنتجات, على عدم التخلص منها بل حصرها في المخابر ومواصلة البحوث في شانها إلى أن يتم التأكد التام منها. والأمر الذي لا يجب المماطلة فيه من طرف بلداننا هو إرساء قوانين صارمة و واضحة المعالم في مجال التحوير الوراثي كما هو الشأن في البلدان المتقدمة , فبدونها لا يمكن للبحوث أن تتقدم في هذا الاختصاص, ولا للساسة أن يقرروا, ولا لمراكز مراقبة النوعية إن وجدت أن تراقب, ولا للمستورد أن يكون أمينا فيما يستورد . ومن المستحسن أن يتم وضع تلك القوانين بالتشاور مع البلدان المجاورة (إطار قانوني جهوي) فالمورثات لا تعرف حدودا جغرافية وهي تنتقل عبر حبوب الطلع بكل الوسائل المتاحة من رياح و ماء وطيور وحشرات وحتى عن طريق تنقلات الإنسان وما أكثرها في زماننا.. وأخيرا , وما دامت للمنتجات المحورة وراثيا منافع عديدة (دون نسيان سلبياتها) وما دامت أيضا مفروضة علينا ألا يجب التفكير وبجدية في وضع برامج بحوث في هذا المجال لتطوير مايمكن منتجات محورة تخدم مصالحنا الاقتصادية والبيئية ودون المساس بعاداتنا ومعتقداتنا, فأبواب العلم مفتوحة للجميع والله عزّ وجلّ يقول وهو أصدق القائلين : (يا معشر الجن والإنس إن استطعتم أن تنفذوا من أقطار السماوات والأرض فانفذوا لا تنفذون إلا بسلطان) والسلطان هنا هو العلم. المراجع :
|
|||
2012-03-25, 12:20 | رقم المشاركة : 22 | |||
|
|
|||
|
|
المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية
Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc