تعلم القبائلية بالصور - الصفحة 7 - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الجزائر > منتدى اللهجة الجزائرية

منتدى اللهجة الجزائرية دردشة بالعامية، للتعريف بها، لوضع قاموس لها، هنا اللهجة الدزيرية، القبايلية، الشاوية، الميزابية، النايلية، الشرقية و الغربية ...

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

تعلم القبائلية بالصور

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2014-04-29, 19:25   رقم المشاركة : 91
معلومات العضو
طهراوي ياسين
عضو ذهبي
 
الصورة الرمزية طهراوي ياسين
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

ثانميرث

شكرا









 


رد مع اقتباس
قديم 2014-04-29, 19:53   رقم المشاركة : 92
معلومات العضو
Mo7aMeD-Dz
عضو مجتهـد
 
إحصائية العضو










افتراضي

نرجوا تثبيت الموضوع وتعليمنا بهذه الطريقة
وعلمونا كل شيء...كأنها دروس وهكذا...
وبارك الله فيكم










رد مع اقتباس
قديم 2014-04-29, 19:56   رقم المشاركة : 93
معلومات العضو
ربيعة الورود
عضو مجتهـد
 
إحصائية العضو










افتراضي

انا ثاني حابة نتعلمها وكيما قال اخ ابدى من حروف وثانمريث على مجهود نتاعك










رد مع اقتباس
قديم 2014-04-30, 17:59   رقم المشاركة : 94
معلومات العضو
جمال هشماوي
عضو مبـدع
 
الصورة الرمزية جمال هشماوي
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

السلام عليكم
أزووووووول

تحية طيبة للجميع . وشكرا لكم
نحن في الخدمة أي كلمة تحتاجونها
ثانميرث









رد مع اقتباس
قديم 2014-05-02, 11:27   رقم المشاركة : 95
معلومات العضو
جمال هشماوي
عضو مبـدع
 
الصورة الرمزية جمال هشماوي
 

 

 
إحصائية العضو










M001

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة mo7amed-dz مشاهدة المشاركة
نرجوا تثبيت الموضوع وتعليمنا بهذه الطريقة
وعلمونا كل شيء...كأنها دروس وهكذا...
وبارك الله فيكم
السلام عليكم
أزوووووول

شكرا لك أخي الكريم
ثانميرثيك

نحن في الخدمة واسأل عن أي شيء









رد مع اقتباس
قديم 2014-05-02, 13:20   رقم المشاركة : 96
معلومات العضو
جوآهر
عضو فعّال
 
الصورة الرمزية جوآهر
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته

هاقبايليث هتشاباه ذي هشاويث ذي اوالن
بصح الدا تتوثلانم هزربم ؤذفهمغ اك ذ قيتش

القبائلية تشبه الشاوية في الكلمات
لكن حين تتكلمون تسرعون فلا افهم شيئا

شكرا










رد مع اقتباس
قديم 2014-05-02, 13:24   رقم المشاركة : 97
معلومات العضو
جوآهر
عضو فعّال
 
الصورة الرمزية جوآهر
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

هل هناك في سطيف امازيغيون شاوية وقبائل معا ؟؟؟؟










رد مع اقتباس
قديم 2014-05-02, 17:55   رقم المشاركة : 98
معلومات العضو
جمال هشماوي
عضو مبـدع
 
الصورة الرمزية جمال هشماوي
 

 

 
إحصائية العضو










M001

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة جوآهر مشاهدة المشاركة
هل هناك في سطيف امازيغيون شاوية وقبائل معا ؟؟؟؟
السلام عليكم
أزووووووول

تحية طيبة للجميع
اعلمي يا أختي أن الجزائر كلها أمازيغية

وسطيف جزء من الجزائر
ثانميرث









رد مع اقتباس
قديم 2014-05-02, 17:59   رقم المشاركة : 99
معلومات العضو
جمال هشماوي
عضو مبـدع
 
الصورة الرمزية جمال هشماوي
 

 

 
إحصائية العضو










B18

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة جوآهر مشاهدة المشاركة
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته

هاقبايليث هتشاباه ذي هشاويث ذي اوالن
بصح الدا تتوثلانم هزربم ؤذفهمغ اك ذ قيتش

القبائلية تشبه الشاوية في الكلمات
لكن حين تتكلمون تسرعون فلا افهم شيئا

شكرا
ثانميرث ، شكرا
إذا أردتي أن تتعلمي القبائلية فعليك
1 ـ التركيز ، 2 ــ الإصغاء الجيدا للمتحدث ، والإرادة القوية









رد مع اقتباس
قديم 2014-05-09, 10:56   رقم المشاركة : 100
معلومات العضو
جمال هشماوي
عضو مبـدع
 
الصورة الرمزية جمال هشماوي
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

السلام عليكم
أزوووووول

تحية طيبة للجميع
أزول فلاوووون إلكول

الصيف = أنبذو









رد مع اقتباس
قديم 2014-05-09, 15:00   رقم المشاركة : 101
معلومات العضو
Abdellah M
عضو متألق
 
الصورة الرمزية Abdellah M
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

بارك الله فيك










رد مع اقتباس
قديم 2014-05-09, 21:42   رقم المشاركة : 102
معلومات العضو
جمال هشماوي
عضو مبـدع
 
الصورة الرمزية جمال هشماوي
 

 

 
إحصائية العضو










M001

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة abdellah m مشاهدة المشاركة
بارك الله فيك
السلام عليكم

ثانميرث أقما









رد مع اقتباس
قديم 2014-05-13, 16:40   رقم المشاركة : 103
معلومات العضو
جمال هشماوي
عضو مبـدع
 
الصورة الرمزية جمال هشماوي
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

السلام عليكم
أزوووووول

الأحذية = تّزماث


الجوارب = أطقاشر










رد مع اقتباس
قديم 2014-06-12, 15:58   رقم المشاركة : 104
معلومات العضو
جمال هشماوي
عضو مبـدع
 
الصورة الرمزية جمال هشماوي
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

السلام عليكم
أسلام فلاون
أزول


أسلام فلاون
أزول
أسا أدنمكثي ثافسوث إمازيغان
ذكرى الربيع الأمازيغي
الربيع الأمازيغي** وقعت أحداث ما عرف بالربيع الأمازيغي سنة 1980 إثر خروج مظاهرات أمازيغية ضد الحكومة الجزائرية بسبب منعها محاضرة عن الشعر الأمازيغي القديم كان مولود معمري ينوي إلقاءها بجامعة تيزي وزو. كما ألغي حفل موسيقي لفرقة أمازيغن إيمولا.
** إحياء ذكرى مقتل المطرب الأمازيغي معطوب الوناس في 9 يوليو/تموز من كل عام والذي قتل عام 1998.
** اندلاع احتجاجات واسعة في أبريل/ نيسان 2001 ومواجهات دموية بعد مقتل الشاب ماسينيسا قرباح يوم 18 أبريل/نيسان 2001. وتلت ذلك موجات من المظاهرات والاعتقالات.
** انسحاب حزب التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية في مايو/أيار 2001 من الحكومة. ويوصف هو والجبهة الشعبية الاشتراكية بأن قاعدتهما الشعبية أمازيغية في الأساس.
تنسيقية العروش
** تأسيس تنظيم تنسيقية العروش في يونيو/حزيران 2001 الذي يضم أبرز العائلات في القبائل الأمازيغية وممثلين عن الفعاليات البربرية المختلفة خاصة منظمات المجتمع المدنى.
** دعوة الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة في شهر سبتمبر/أيلول 2001 “تنسيقية العروش” إلى تسليم عريضة مطالب. وفي 3 أكتوبر/تشرين الأول من نفس العام دعا الوزير الأول الجزائري علي بن فليس ممثلي “العروش” ليؤكد لهم الموافقة على أربعة مطالب من أصل 12 مطلبا.
الاعتراف باللغة الأمازيغية
** تم الاعتراف رسميا باللغة الأمازيغية كلغة وطنية دون مساواتها بالعربية أوائل عام 2002 بمبادرة من الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة وبموافقة برلمانية.
** أصبحت وسائل إعلام الدولة تقدم نشرات مفصلة بالأمازيغية وذلك منذ عام 2002.

مطالب الاعتراف
** الملك الحسن الثاني يدعو في خطاب العرش في 20 أغسطس/ آب 1994 إلى “إنعاش الأمازيغية” وذلك بإدخالها في برامج التعليم.
** أصدر محمد شفيق رئيس جمعية الثقافة الأمازيغية المغربية في مارس/آذار 2000 بيانا يطالب فيه بالاعتراف رسميا باللغة الأمازيغية وإدخالها في مناهج التعليم وتخصيص أوقات في وسائل الإعلام المغربية للتعريف بالثقافة الأمازيغية ورفع الحظر عن تسجيل المواليد بأسماء أمازيغية وتنمية المناطق الفقيرة التي يسكن فيها البربر اقتصاديا.
** أصدر نشطاء بربر في 17 أبريل/نيسان 2000 بيانا طالبوا فيه الحكومة المغربية بالترخيص لإنشاء محطة تلفزيون خاصة ببربر المغرب والاعتراف بالحقوق الثقافية لهم والسماح بتسجيل مواليد البربر في السجلات الرسمية بأسماء بربرية وإعادة الاعتبار للتراث البربري في المغرب.
** طافت مسيرة سلمية شوارع الرباط في 1 مايو/أيار 2000 مطالبة بالاعتراف رسميا بالهوية البربرية وتدريس اللغة الأمازيغية في المدارس وقد كان في مقدمة المتظاهرين رشيد براحة رئيس المؤتمر العالمي للبربر.
رفع المتظاهرون في عيد العمال سنة 2000 بجانب المطالب التقليدية لافتات تضامن مع أمازيغ الجزائر بعد مقتل الشاب قرباح.
معهد الثقافة الأمازيغية
** إنشاء المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية في يناير/كانون الثاني 2002 للحفاظ على التراث الأمازيغي وأكد الملك محمد السادس في افتتاح المعهد أن الهوية المغربية متعددة لأنها بنيت على روافد عدة أمازيغية وعربية وصحراوية أفريقية وأندلسية.
** اعتراف الملك محمد السادس في يناير/كانون الثاني 2003 بحرف تيفيناغ كحرف رسمي للكتابة الأمازيغية تنفيذا لتوصية المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية وتم الاعتراف رسميا باللغة الأمازيغية وظهرت مطبوعات عديدة بها كما بدأ تدريسها في حوالي ثلاثمائة مدرسة ابتدائية مغربية تمهيدا لتعميم تدريس الأمازيغية في جميع المدارس.
الأمازيغية والتعليم
** طالبت ندوة بالرباط في سبتمبر/أيلول 2003 بالتوسع في تدريس الامازيغية في كل مدارس المغرب شريطة ألا يكون ذلك على حساب المطالب السياسية والثقافية للبربر.
** عقد مؤتمر أمازيغي في أكتوبر/تشرين الأول 2003 تحت شعار من أجل تعليم أمازيغي موحد
قانون منع الأسماء الأمازيغية
*صدور القانون رقم 24 لبسنة 2001 الذي يمنع التسمي بالأسماء غير العربية في السجلات الحكومية ويفرض القانون عقوبة على من يخالف ذلك.
المعارضة الخارجية
** نظمت المعارضة الليبية في الخارج في 16 يناير/كانون الثاني 2004 مظاهرة شارك فيها نشطاء أمازيغ مطالبين بالكف عن قهر الأمازيغ سياسيا وثقافيا وبالكف عن اضطهاد أتباع المذهب الأباضي وبالسماح بإقامة مؤسسات تعليمية ودينية للأباضية.
** عقد المؤتمر الليبي للأمازيغية في 24 سبتمبر/أيلول 2004 اجتماعا موسعاً بمدينة لندن لمدة 3 ايام وأوصى باستمرار حملة “الحق الأمازيغي” تحت شعار “لا تقتلوا اسمي الأمازيغي “.
** أصدر المؤتمر الليبي للأمازيغية بلندن في 2 ديسمبر/كانون الأول 2004 بيانا ندد فيه بقيام السلطات الليبية بإعداد قوائم سوداء تضم نشطاء الحق الأمازيغي داخل ليبيا وخارجها والمطالبين بالاعتراف باللغة الأمازيغية وذلك للتحريض على ملاحقتهم داخليا وخارجيا.
الاعتراف بإقصاء الأمازيغ
** اعتبر سيف الإسلام القذافي نجل الزعيم الليبي في سبتمبر/ أيلول 2005 بأن الأمازيغية جزء من الثقافة الليبية وانتقد أثناء زيارته للمناطق الأمازيغية القانون رقم 24 الذي يمنع التسمي بالأسماء الأمازيغية.
** استقبل العقيد معمر القذافي بداية نوفمبر/تشرين الثاني 2005 رئيس الكونغرس العالمي الأمازيغي د. بلقاسم لوناس، رغم عدم اعتراف أي من دول المغرب العربي بالكونغرس الذي يضم ناشطين أمازيغ من ليبيا والجزائر والمغرب ومالي والنيجر.

القضية الأمازيغية في المغرب بين الهوية الإسلامية ومحاولة الاحتواء العلماني
( البيان ) : ولكن كيف تفسرون إخفاق الظهير البربري في العهد الاستعماري العسكري، ونجاح التيار الأمازيغي بعد ذلك في عهود الاستقلال، بل في ظل المغرب الحديث بعد ما يقرب من خمسين سنة من تاريخ إلغاء الظهير البربري (1956م)؛ وهل هناك خلل وقع للمجتمع المغربي ولتماسكه الوطني والديني؟ أم أن الحركة الأمازيغية جاءت بشيء جديد قَبِلَه بعض المغاربة، وقبلوا بمقتضاه ما أجمعوا على رفضه بالأمس إجماعاً شاملاً؛ مع العلم أن الحركة الوطنية هي التي تصدت له آنئذ، لكن بعض رجالاتها اليوم هم الذين يتزعمون التيار الأمازيغي ويرفعون مقـولة: (الاستعمار العــربي للمغـرب)؛ فكيف تفسـرون ذلك؟
* الدكتور الحسين كنوان:
أراكم ـ أخي ـ هنا تتحدثون عن الإخفاق والنجاح: إخفاق الظهير البربري في العهد الاستعماري… ونجاح التيار الأمازيغي… فهل ثمة إخفاق بالفعل؟ ونجاح محقق؟ أي هل أخفق الظهير البربري الاستعماري فعلاً، وزالت المؤسسات التي تخدمه على أرض المغرب؟ أم أنه وضع أدواته في حالة كمون؟ وغيَّر استراتيجيته لما اصطدم بإرادة جيل من المغاربة كانت لهم مواقف من الأجنبي الدخيل؛ ريثما يهيئ جيلاً آخر من أبناء الرافضين ليتبنى ثقافته، ويخدم مصالحه، بعد أن صنعه على عينيه؛ لتكون نظرته إلى الكون والحياة هي نظرته، وترتبط مصالحه بمصالحــه، فيقــدم له خــدمــات مـن حيث يـدري أو لا يدري، وهو يعتقد أنه يحسن صنعاً؟
وماذا حقق التيار الأمازيغي، وشعاراته سياسية أكثر منها قومية إصلاحية، هل قدم بالفعل برنامجاً إصلاحياً لرفع المعاناة عن المناطق التي يسكنها الأمازيغ، هل تجاوز فعلا أُمَّ المشاكل عنده؟ يتعلق الأمر بمسألتين:
أولاهما: من يحق له أن يدخل تحت مصطلح (أمازيغ)؟ وهي التسمية الأصل، ومن يرضى بالتبعية والفرعية فيسمى باسم المنطقــة الجغرافيـة التي يوجـد فيهــا: (الريـف)، (سـوس)، ولا ضير في ذلك على كل حال، أو يسمى بالمصطلح الآخر الذي بدأت تقل فرص استعماله (الشلح)، وهذا المصطلح يحمل دلالة قدحية، ولا يُستعمل مع الأسف إلا ليميز سكان المغرب من غير أصل عربي!
وثانيهما: هي معضلة المتن الذي ليس له مرجع مدون يُرجع إليه، وينبغي العمل على تجاوز هذه المعضلة قبل التفكير في تقعيد القواعد، والسؤال الجوهري بهذا الخصوص هو: ما هي نسبة المتن المعجمي المتبقية من هذه اللهجة أو تلك من بين لهجات «تامزيغت» الثلاث؟ وهل يمكن أن تلبي حاجات المتكلم لو صُنع منها معجم ملفق؟ هل وهل…؟ إن رفع الشعارات أمر سهل ميسور على كل من يريد أن يفعل ذلك، لكن عند التنظير والتنزيل على أرض الواقع يختلف الأمر.
وعليه يمكن القول في النهاية بأنه ليس ثم إخفاق بالنسبة للظهير البربري إن تأملنا بشيء من التروي أحداث التاريخ. وليس ثم نجاح محقق للأمازيغية بعد، لا سياسياً ولا ثقافياً؛ لأن شيئاً ما لم يتم بالشكل المطلوب على أرض الواقع. وبناء عليه؛ فالجواب عن السؤال الجزئي الوارد ضمن عناصر السؤال السابق هو أن الخلل ليس وليد اليوم، ولا الأمس القريب، وإنما هو خلل تاريخي؛ لأن المغرب منذ الفتح الإسلامي لم يعرف سياسة تربوية شاملة تذيب الحواجز بين سكانه مع إمكان احتفاظ كل عنصر بما يميزه، إذا ما استثنينا الإسلام الذي يؤمن به الجميع على تفاوت في ذلك، ويتمثل بناء على ذلك تعاليمه فـي سـلوكه بقدر فهمــه وإيمانه، فيوجـد الكل علـى ذلك الإيمان.
وهذه الفجوة – أي عدم صهر المغاربة تربوياً في بوتقة واحدة تزيل الفوارق الاجتماعية واللغوية بين الأمازيغ والعرب ـ هي التي استغلها الاستعمار لإحداث التفرقة بين المغاربة عن طريق ما يسمى بالظهير البربري. أضف إلى ذلك ما أصاب المغاربة من خيبة أمل في كثير من مؤملات ما بعد عهد الحماية؛ مما جعل المحرومين منهم يبحثون لأنفسهم عن متنفس؛ فهذا عن طريق الدعوة الأمازيغية، وآخر عن طريق المذهب الشيوعي الماركسي، وآخرون عن طريق الهجرات القانونية وغير القانونية إلى خارج أرض الوطن؛ بما في ذلك ما يسمى في القاموس الإعلامي المغربي عن الهجرة السرية بـ (قوارب الموت)!
فالخلل إذن تاريخي؛ إلا أن مركباً اجتماعياً وسياسياً سمح لهذه الدعوات وهذه السلوكات أن تظهر بفعل العوامل المشار إليها سابقاً، وبفعل خفوت نور الإسلام في القلوب، والذي هو الرابط الوحيد الأوحد بين جميع المغاربة؛ على مستوى الفكر والواقع، كمنهج سلوكي يتعامل بمقتضى تعاليمه ـ رغم ما يشوب أفهام المتعاملين به من نقص أحياناً ـ أفقياً وعمودياً. ولعل عدل الإسلام ونورانية تعاليمه هو ما جعل المغاربة الأمازيغيين يقبلون بالعنصر العربي أن يشاركهم في استيطان أرض المغرب لأول مـرة؛ حيث اعتقادها بالإسـلام ديناً وبالله رباً لا معبود سواه، وبالمصطفى # رسولاً ونبياً. وقد سجلوا هذه المعاني وما يشبهها في أناشيدهم وأهازيجهم التي يرددونها في شتى المناسبات.
وعليه ليست الحركة الأمازيغية إلا إفرازاً لتلك الظروف والعوامل ضمن غيرها من الإفرازات، وقد تم الاهتمام بها أكثر من غيرها؛ لأنها لصيقة بالبعد القومي الذي لا يتأتى لغيرها من الدعوات الموجودة على الساحة اعتماده، ومع ذلك تبقى الحركة الأمازيغية مجرد شعار إلى أن تحقق للمؤمن بها شيئاً على أرض الواقع، وإلا تم تجاوزها كما تتجاوز الحركات المعتمدة على الشعارات، وقد ملَّ المغاربة عموماً والأمازيغ خصوصاً لغة الشعارات التي لا تحقق شيئاً على الواقع؛ وحالة التجارب الحزبية أكبر دليل على ذلك؛ ولذا فالرفض أو القبول رهينان بما سيترجم من شعارات على أرض الواقع؛ من أعمال إيجابية تحترم فيها المقدسات والثوابت.
وما ورد في سؤالكم من أن بعض رجالات الحركة الوطنية هم الذين يتزعمون اليوم التيار الأمازيغي، وهم الذين يرفعون مقولة (الاستعمار العربي للمغرب)؛ فإنه يمكن القول بأن هذا يدخل في إطار بعض سلوكات السياسيين من عرب وأمازيغ، وتاريخ المغرب الحديث يحفظ لنا أكثر من دليل على ما وقع بين السياسيين من مشاحنات خطيرة تتجاوز الأقوال إلى الأسوأ!
* الدكتور عبد الرحمن حيسي:
السؤال يربط ضمنياً بين الحركة الأمازيغية الحديثة والظهير البربري الاستعماري من حيث المبادئ والأهداف، وقد بينت سابقاً أن لا علاقة بينهما، وإلا فعليكم إثبات العكس بأدلة ملموسة من مقررات ومواثيق هذه الحركة حتى أصحح معلوماتي. وكذلك فما جاء في السؤال من وصف الوطنيين الأمازيغ في أيامنا هذه بالتنكر لقيمهم التاريخية والدينية، ولنضالهم ضد الاستعمار ومحاربتهم للظهير البربري ورفعهم لشعارات معادية للعرب يحتاج أيضاً إلى دلائل موضوعية وحجج ثابتة؛ حتى تكون الإجابة منطقية ومعقولة ومنصفة.
ولا بد من التأكيد في هذا الصدد على أن كثيراً من المذاهب الفكرية والسياسية قد تكون لها أحياناً مواقف شاذة ومتطرفة، لكن هذه المواقف لا تمثل أبداً الإرادة الجماعية والموقف الجماعي لهذه المذاهب.
( البيان ) : عفواً فضيلة الأستاذ المحترم؛ نحن طبعاً لا نتهم جميع الجمعيات الأمازيغية، ونحترم الاتجاهات الوطنية منها كل الاحترام، ولكنه تواتر عن بعضها ـ مع الأسف ـ مقولة: (الاستعمار العربي للمغرب)، والمطالبة بإحياء الثقافة الأمازيغية القديمة؛ أي أمازيغية ما قبل الفتح الإسلامي، وهي ثقافة وثنية محضة!
* الأستاذ جواد بنامغار:
أرى أن هناك بعداً آخر في الموضوع، وهو أن الاستعمار العسكري يستفز بطبيعته إرادة المقاومة في الشعوب، ويشعرهم بقيمة الوحدة والتلاحم، أضف إلى ذلك أن التيار السائد آنذاك هو تيار الوطنية المبني على أساس ديني سلفي، لكن بعد مرحلة الاستعمار عرفت كثير من البلدان فلسفات ونظريات وافدة، وتفرقت كثير من الأحزاب على أسس ومرجعيات لا دينية، إضافة إلى ما أصبحت البلدان الإسلامية ـ ومنها المغرب ـ عرضة له من غزو فكري وثقافي، وتغريب للنخب من أجل رجوع الاستعمار من النافذة بعدما خرج من الباب، مع تفريط كثير من الحكومات المتعاقبة في تحصين الأجيال الناشئة، وتربيتها على أسس متينة من التربية الإسلامية التي تفرقت بها السبل عن سبيل الله، وهذه كلها عوامل قوية ومساعدة لنجاح أي دعوة أو حركة كيفما كانت، وفي هذا الإطار يمكن فهم الدعوات المتطرفة في الحركة الأمازيغية التي تعيد إلى الأذهان الظهير الاستعماري الفرنسي لفصل «البربر» عن الإسلام، والتفريق بينهم وبين العرب.
( البيان ) : ولكن العجيب أيضاً أن التيار الأمازيغي صار مدعوماً من قبل الشيوعيين المتطرفين؛ خاصة بعد سقوط الاتحاد السوفييتي، بل إن فلولهم هي التي تملأ الآن صفوف الحركة الأمازيغية! فكيف تفسرون ذلك؟
* الدكتور محمد سدرة:
لا غرابة أيضاً في هذا الأمر؛ فالإناء الفارغ ـ كما يقال ـ توجد فيه القابلية للامتلاء بأي شيء مهما كان نوعه، فهؤلاء الأتباع ـ الذين كنت أسميهم دائماً (بالخبزيين) المصلحيين – ديدنهم الثابت هو التصفيق لكل ما يرون فيه مطية لعداوة الإسلام، وتحقيق طموحاتهم المخبولة، وإن لم يكونوا على يقين من النتائج، كما يشهد المسار التاريخي للفكر والعقيدة الشيوعية على ذلك.
* الدكتور الحسين كنوان:
يمكـن أن ندرج ضمن الإجـابـة عـن هـذا السؤال نقاطاً ثلاثاً هـي:
أ – تتبنى الشيوعية مقولة الدفاع عن الطبقة الكادحة المحرومة، ولعلها لاحظت معالم الحرمان في أوساط «إمازيغن»؛ ولذا وجدت مجالها الخصب في عقلية بعض المتعلمين من أولئك، فعندما يتحدث الشيوعي المستقطب في أوساط الشباب عن الفقر والحرمان، ويجعل سبب ذلك هو البورجوازية المستبدة بخيرات البلاد، وبالخصوص تلك التي تسكن المدن الكبرى ويتوفر لأبنائها من فرص العيش ما لا يتوفر لغيرهم؛ فإن هذا المتعلم الأمازيغي يرى تجليات تلك الأوصاف منطبقة على حياته بشكل أو بآخر؛ ولذا لا نستغرب أن نجد بعض هؤلاء قد تمركسوا؛ لأن المناطق التي تسكنها هذه الشريحة الاجتماعية المهمة من أبناء وطننا؛ لم تحظ بالعناية الاقتصادية والاجتماعية اللازمة.
ويبدو أن لصعوبة التضاريس دوراً في عسر التنمية بالمناطق المذكورة؛ لأن الأمازيغ يقطنون الجبال والأرياف، عكس غيرهم ممن يكونون متضررين من نقصان التنمية مثلهم. إلا أن بعض سنوات الخصب، أو قربهم من المدن التي تتركز فيها الحركة الاقتصادية، أو مرور بعض الطرق المهمة التي تربط قراهم بالمناطق الاقتصادية؛ قد يخفف عنهم وطأة الحرمان، والآلام إلى حد ما.
ب – يبدو أن هذا العنصر البشري من سكان المغرب «إمازيغن» يحظى بعناية خاصة لسبب من الأسباب من لدن عدد من دول العالم ـ غير العربية والإسلامية ـ وهذه الدول استعمارية عسكرياً وفكرياً، أو فكرياً فقط في أغلبها؛ إذ من المعلوم أن اللغة الأمازيغية تُدرّس في حوالي ست عشرة (61) مؤسسة جامعية موزعة على إحدى عشرة دولة من بينها دولة إفريقية واحدة، أما الباقي فهو موزع بين دول القارات الثلاث هي: أوروبا (ولها حصة الأسد)، ثم أمريكا، وآسيا. ويمكن أن نلاحظ زيادة اهتمام فرنسا صاحبة «الفرنكوفونية» بالأمازيغية في الدرجة الأولى بأربع مؤسسات جامعية من بين العدد المذكور، تليها أمريكا بثلاث مؤسسات، وهـذا أمـر لا يحتاج إلى تعليق.
والغريب في الأمر هو غياب تام لاهتمام الدول العربية والإسلامية بهذا الأمر.
ج – إن الشيوعية ترفض الدين جملة وتفصيلاً، والإنسان الأمازيغي مؤمن بربه ـ كما تمت الإشارة إلى ذلك ـ محب لوطنه، مستميت في الدفاع عن مقدساته. وقد سبقت الإشارة إلى أنه أمد في عمر حرية وطنه عشرين عاماً، وهذا ما يفسر الاهتمام الاستعماري بلغته؛ ومن ثم الاهتمام به نفسه من لدن عدد من دول العالم وأنظمته ومن ضمنها الشيوعية .
* الأستاذ جواد بنامغار:
إن الاندحار الماركسي في العالم الإسلامي، وإخفاق الشيوعية على الصعيد العالمي بسقوط الاتحاد السوفييتي لا بد أن يؤدي بفلول الشيوعيين إلى البحث عن مظلات يعملون تحتها، وقنوات يصرفون من خلالها مبادئهم، ومن بين هذه القنوات «المسألة الأمازيغية»؛ وذلك لأنها تحقق لهم بالشكل الذي يتبنونها به أمرين أساسيين:
1 – إذكاء الشقاق والصراع بين مكونات الشعب المغربي، والصراع هو مفتاح النظرية الشيوعية في توجيه الأحداث وفهم التاريخ.
2 – محاربة الإسلام، العدو اللدود للشيوعية، والذي اندحرت أمامه فكرياً وواقعياً، وذلك مــن خـلال محاربة العربية ـ لغته ووسيلة فهمه ـ وتشويه تاريخه، وإحداث قطيعة بين الأمازيغية والإسلام، وإحياء نعرات عرقية وعصبية وأفكار جاهلية أماتها الإسلام في هذه البلاد منذ ما يزيد عن أربعة عشر قرناً.
( البيان ) : بالتأكيد يصعب تحديد أهداف حركة اجتماعية ما بدقة؛ خاصة إذا كانت تتسم بالغموض وتحوي فصائل وتوجهات فكرية وإيديولوجية متعددة. ولكن لنحاولِ المقاربة؛ ففي نظركم هل يمكن اعتبار أهداف الحركة الأمازيغية إنما هي لمواجهة الصحوة الإسلامية، أم لتهديد الوحدة الوطنية، أم لهما معاً، أم هي رد فعل لنزعة القومية العربية، أم لا هذه ولا تلك؟
* الدكتور الحسين كنوان:
نبدأ من السؤال الأخير بالترتيب العكسي للإجابة عن هذه التساؤلات؛ مع استحضار التحفظ السابق المتعلق بعدم تعميم هذا الحكم على جميع فصائل الحركة الأمازيغية.
فأما السؤال الأخير: «أم لا هذه ولا تلك؟»؛ فغير وارد في تقديري؛ لأن الأصابع التي ينبغي أن نفترض وجودها، وأقول هذا مع احترامي لكل الآراء ما لم تمس الوحدة الوطنية؛ هذه الأصابع موجودة ولو عن طريق الإيحاء، والتوجيه من بعيد، أو استغلال الحدث وتوظيفه لصالحها بالشكل المناسب، في الوقت المناسب.
وبخصوص السؤال الثاني: الذي هو احتمال رد فعل لنزعة القومية… إلخ؛ فيمكن القول بأن نسبة من ذلك موجودة، وإن لم نقل إنها سائرة إلى الزوال إذا بقي الحال على ما هو عليه، فهي ضعيفة جداً عند الأفراد، وهي كلام أكثر منها تخطيط وإنجاز، وتآزر فعلي في الشدائد عند الهيئات؛ فالأجهزة القومية العربية شبه معطلة. ومع ذلك فهذا الجانب وارد عند البعض بنسبةٍ ما، وقد يحركه ويوقظه عامل عقد مؤتمرات القومية العربية؛ في دولٍ نسبة كبيرة من سكانها أمازيغ؛ دون أن يعار لهم أي اعتبار، فقد قدر لي أن حضرت إحدى جلسات «مؤتمر القوميين العرب» بمدينة فاس، وكان الإلحاح من لدن المتدخلين على تثبيت دعائم القومية العربية؛ مما جعلني أهمس في أذن أحد الإخوة (مازحاً بالطبع): إن مثلي لا مكان له في هذا الملتقى؛ لأنه خاص بالقوميين العرب وأنا أمازيغي!
وعليه فالذي يبقى مقصوداً في بؤرة تساؤلاتكم هذه هو الشطر الأول من سؤالكم بقسميه: محاربة الإسلام الذي حمل أبناء الأمازيغ لواء نشره، أو الدفاع عنه في أكثر من مناسبة من تاريخ المغرب، مع العمل على شق صف الوحدة الوطنية؛ لأجل إضعافها كوسيلة لخدمة الهدف الأول، وهو أمر خطط له الدخيل (الاستعمار) منذ زمان بإحكام، كما سبقت الإشارة إلى ذلك؛ ولذا لا يتوانى في توظيف أدوات الضغط التي يراها مناسبة في كل زمان.
* الدكتور عبد الرحمن حيسي:
الحقيقة أن الأمازيغية ـ كما ذكرت سابقاً ـ ليست حركة عنصرية، وليس من أهدافها مواجهة الصحوة الإسلامية؛ لأن «الأمازيغ» سلفاً وخلفاً يدينون بالإسلام، ولا يوجد بينهم من يعتنق غيره، وهو اختيار لن يرتدوا عنه ـ إن شاء الله ـ أبداً، وتاريخ المغرب القديم والحديث يشهد على ذلك.
وليس من أهداف «الأمازيغ» أيضاً تهديد الوحدة الوطنية؛ لأن دينهم يدعو إلى الوحدة لا إلى التفرق، وهم يدركون جيداً أن قوة المغرب واستقراره تستلزم الحفاظ على هذه الوحدة والذود عنها، ولا يوجد في مواثيقهم وتقاريرهم الرسمية ما يخالف ذلك، أما الهدف الحقيقي لهذه الحركة فهو إحياء التراث الثقافي الأمازيغي بوصفه إرثاً حضارياً للمغرب ولكل المغاربة، ومن مكونات ذاكرتهم التاريخية، وأعتقد أن هذا الهدف يعطي لهذه الحركة الحق في الوجود قبل حركات أخرى أكثر بعداً عن دين المغاربة وقيمهم وثقافتهم؛ كالفرنكوفونية والأنجلوفونية وغيرهما.
* الدكتور محمد سدرة:
في اعتقادي أن الحركة هي ردة فعل طبيعية لحركة القومية العربية الحديثة؛ على غرار ما وقع في البلاد العربية الأخرى، من فرعونية وقبطية وفينيقية وبابلية… إلخ. وقد ساهم الاستعمار الأوروبي الغربي في تغذية هذا الشعور وتحميسه؛ لزيادة الفرقة بين أبناء العالم الإسلامي.
* الأستاذ جواد بنامغار:
ومع ذلك؛ فإني أرى أن هناك توجهات معينة داخل الحركة الأمازيغية؛ هي ـ مع الأسف ـ ترمي إلى التفرقة العرقية، ومحاربة اللغة العربية، وفصل الأمازيغ عن الإسلام، وتفكيك الوحدة الإسلامية التي انصهر فيها المغاربة عرباً وأمازيغ… إن كل هذا يهدد الوحدة الوطنية ـ طبعاً ـ ويهدد الإسلام الذي هو غاية الصحوة الإسلامية ومقصدها.
( البيان ) : في ضوء ذلك: هل نعد ما تطالب به الحركة الأمازيغية اليوم من تعليم اللغة الأمازيغية بالمدارس الحكومية والمعاهد الرسمية ـ والتي يبدو أن شيئاً من ذلك بدأ بالتحقق بالفعل على أرض الواقع ـ، مع الإصرار على المطالبة بالكتابة بالحرف الأمازيغي القديم دون الحرف العربي؛ هل نعد هذا ظاهرة سلبية أم إيجابية؟
* الدكتور محمد سدرة:
أعتقد أن هذه الظاهرة سيف ذو حدين؛ فهي ولا شك دعوة خبيثة ـ وإن كانت عند البعض عن حسن نية ـ ستؤدي إلى تقويض اللغة العربية في أذهان الأمازيغ كما وقع في تركيا (لا قدر الله ذلك)، وهي من جهة أخرى قد تنقلب ضداً على إرادة التيار الإلحادي العنصري في الحركة، فتكون وسيلة ناجحة لتعميق الإسلام والهوية الإسلامية في نفوس الأمازيغ؛ لو نجحت فكرة الكتابة باللغة الأمازيغية. ولا أظن ذلك ناجحاً.
* الدكتور الحسين كنوان:
كان ينبغي أن نفرق منذ البداية بين الأمازيغية كمعطى تاريخي اجتماعي أصيل على أرض المغرب؛ بجميع ما يحمله من مكونات ثقافية وحضارية، وبين الحركة الأمازيغية كمفهوم سياسي محض، وإن كانت تستند في ادعاءاتها إلى التاريخ، وهذا المفهوم الأخير لمصطلح «الأمازيغية» هو الذي يثير شيئاً من الحساسية عند البعض، ولولا هذه الحساسية لاعتبرت الحركة كأي حزب سياسي، ولكان من الواجب على المؤسسات التي تمثل المغاربة تأطيراً أن تطالب بتدريس الأمازيغية في إطار مفهوم ثقافي شامل؛ لأنه لا يعقل أن يجدف المغرب بجناح واحد في هذا المجال، ولأن اللغة الأمازيغية إن لم تكن لغة المصالح؛ أي لغة العلم نظراً لأسباب تاريخية طبيعية يمكن أن تنطبق على أي لغة من اللغات الإنسانية التي ضعف أهلها (كما هو حال اللغة العربية في وقتنا الحاضر)، فهي لغة المشاعر لدى شريحة اجتماعية لا يستهان بها، أضف إلى ذلك أنها علمياً على مستوى أسماء الأعلام قد تفيد المؤرخ والجغرافي وعالم الحفريات، وربما حتى الاجتماعي والسياسي؛ ولذا من الإنصاف للتاريخ أن يطالب المغاربة بإتمام شخصية ثقافتهم؛ لا أن يترك ذلك لفئة معينة، أو تجنح بها الأهواء، وقصور الرؤية، فتسيء من حيث كان قصدها الإحسان.
والمغرب منذ بداية التخطيط لعهد الحماية، وهو خاضع بشكل ممنهج للغزو الفكري واللغوي، بما لا يمت إلى شخصيته بصلة، وإنما بما يمثل الأطماع الأجنبية إلى درجة أن اللغة العربية التي هي في الدرجة الأولى دستورياً صارت ثانية على المستوى الفعلي، وربما تصبح في الدرجة الثالثة، ثم الرابعة؛ إذا بقيت الأمور على ما هي عليه؛ إذ إن كثيراً من المغاربة المحسوبين على العروبة لا يعرفون اللغة العربية، ومن عرفها منهم لا يحرص على استعمالها في الدرجة الأولى كتابة ومخاطبة إلا من رحم الله.
وربما لا يرغب البعض الآخر في تعلمها وتعليمها لأبنائهم، وهذا ما يفسر اكتظاظ مدارس البعثات الثقافية بأبناء طبقة من المغاربة؛ لأن الشعور بالانتماء الحضاري ضعيف عند هؤلاء، إن لم يكن قد زال تماماً.
في هذا المناخ يحق لمن يطالب بتعليم الأمازيغية أن يفعل ذلك من وجهة نظري؛ لأنها اللغة التي تسهم في حماية الهوية المغربية ـ إذ الرجوع إلى الأصل أصل ـ لما بدأ التفريط في المقومات التي تجمع المغاربة منذ قرون، وفتح الباب على مصراعيه لحرية الانتماء الإيديولوجي؛ هنا يكون تدريس الأمازيغية أمراً واجباً؛ لأنها وحدها المعطى الحضاري الوحيد الذي يحتضن بعض المفاهيم الأصلية، ولا نحتاج إلى تقديم أدلة على تنامي عدد المعرضين عن العروبة والإسلام من المغاربة غير الأمازيغ. وعليه يكون هذا المطلب (تدريس الأمازيغية) إيجابياً باعتبار الحيثيات المذكورة.
أما الإصرار على الكتابة بالحرف الأمازيغي فإنه يمكن القول ـ بقطع النظر عن الخلفية التي تدفع إلى ذلك ـ بأن الحرف العربي على الحالة التي هو عليها لا يمثل مخارج أصوات الأمازيغية بالشكل الكيفي المطلوب، ولعل هذا التمثيل قد يتوفر في الحرف الأمازيغي؛ لأنه موضوع أصلاً لذلك؛ حيث يجمع بين الشكل والنطق في ذهنية المتعلم. أما الحرف العربي فإن كان لا بد من استعماله فإنه ينبغي إدخال بعض التعديلات عليه بإضافة علامات يصطلح عليها لبعض الحروف؛ حتى تمثل أصواتاً أمازيغية لا وجود لمقابلاتها في الحرف العربي الموجود حالياً.
( البيان ) : كيف تقومون موقف الحركة الإسلامية من اللغة الأمازيغية؟ وكيف تقومون تعاملها الدعوي معها؟ وذلك باعتبار أن الحركة الإسلامية حركة ذات بعد حضاري شمولي؛ الأصل فيها أن تكون لها ورقة علمية وتصور معين لكل مسألة اجتماعية ذات ارتباطات بالوجود التاريخي للوطن، ثم أن يكون – بناء على ذلك – لها أسلوبها الخاص لمعالجة مثل هذه الملفات؟!
* الدكتور الحسين كنوان:
أخي الكريم! يبدو أن سؤالكم هذا في حاجة إلى شيء من التحوير؛ حتى ينسجم أكثر مع القصد المتبادر إلى الذهن؛ ولذا أقترح عليكم تعويض جملة «الحركة الإسلامية» بـ «الحركات الإسلامية»؛ لأنه ليس ثم وحدة حركية تامة متطابقة في وجهات النظر بين العاملين في الحقل الدعوي بالمغرب على المستوى الشكلي على الأقل، وإلا لما تعددت التسميات وتنوعت القيادات. وقد يكون لأسباب هذا الاختلاف الشكلي أثر في اختلاف وجهات النظر إزاء هذا الموضوع، والذي حملني على هذا الاقتراح هو قولكم: (وكيف تقومون تعاملها الدعوي معها؟)؛ لأن التعامل أوْلى أن يكون مع الذوات منـه مـع المعاني، والله أعلم. وحتى لا أكون متعسفاً أجيب عن سؤالكم كما هو، ثم أضيف إجابة عما يحتمل من القصد المفترض.
إن كان قصدكم هو تقويم موقف الحركة الإسلامية من اللغة الأمازيغية – كما هو وارد في سؤالكم ـ فإن الأمــر واضـح؛ لأن الإســلام رسـالة، واللغة أداة تبليغ، وعليـه لا يمكن أن يكون موقف الداعية المسلم من أي لغة إلا موقفاً إيجابياً؛ لأنها صلة وصل بينه وبين المدعوين، ولعل من شروط صحة كونه داعية في بيئة معينة أن يعرف لغة القوم المدعوين؛ مصداقاً لقوله ـ تعالى ـ: {وَمَا أَرْسَلْنَا مِن رَّسُولٍ إلاَّ بِلِسَانِ قَوْمِهِ لِيُبَيِّنَ لَهُمْ } [إبراهيم: 4]؛ وعليه فكل داعية يجهل لغة القـوم المدعـوين ـ فضلاً عن أن ينكر عليهم الاهتمام بلغتهم ـ يكون قد أخل بشرط من شروط صحة كونه مؤهلاً لهذه المهمة في تلك البيئة.
وأرى أن الشطر الثاني من سؤالكم بشكله: (وكيف تقومون تعاملها؟)… يدخل ضمن هذه الإجابة.
أما إن كان قصدكم ـ كما أراه ـ هو تقويم موقف الحركات الإسلامية من الحركات الأمازيغية؛ فإن الأمر واضح أيضاً؛ ذلك أن الإسلام ممثلاً في الحركات الإسلامية (إن كان ممثلاً بالمستوى المطلوب حقاً)، لا يقبل التجزؤ والتشتت بين أفراد المجتمع المسلم، بل يقبل التنوع والاختلاف في الجزئيات، في إطار وحدة شاملة تؤطرها الكليات، وفي هذا الإطار يمكن وصف ما قد يحصل بين الحركتين من خلاف.
وإن كانت ثمة مواقف متباينة، أو سلوكات من هذا الجانب أو ذاك إزاء الآخر؛ فإنه يمكن تفسيره بضعف في فهم فقه تنزيل الإسلام على الواقع (إن حدث من أية جماعة إسلامية). أو ضيق في أفق الرؤية السياسية (إن وقع من إحدى الحركات الأمازيغية).
* الأستاذ جواد بنامغار:
أظن أن موقف الحركة الإسلامية من اللغة الأمازيغية ينطلق – أو هكذا ينبغي أن يكون – من موقف الإسلام نفسه؛ فاختلاف اللغات آية من آيات الله، وتعليم اللغات وتعلمها من أجل التواصل، ومن أجل الدعوة إلى الله خاصة وتبليغ رسالته أمر مطلوب؛ مصداقاً لقوله الله ـ عز وجل ـ: {وَمَا أَرْسَلْنَا مِن رَّسُولٍ إلاَّ بِلِسَانِ قَوْمِهِ لِيُبَيِّنَ لَهُم} [إبراهيم: 4].
لكن ـ في المقابل ـ فإن أساس الالتحام ووحدة الأمة هو العقيدة الإسلامية التي تنبذ العرقيات والعصبيات، وتربط الناس بالله ـ تعالى ـ رب العالمين. والاهتمام باللغة العربية وإعطاؤها الأولوية عقيدة لا قومية ولا عصبية؛ لأنها هي مفتاح فهم الدين الإسلامي عقيدة وأحكاماً وأخلاقاً.
هذا من حيث المبدأ، أما عملياً فأظن أن الحركة الإسلامية كفيت هذا النقاش حيناً من الدهر بالموقف التاريخي للأمازيغ أنفسهم الذين أحبوا العربية لمكانها من الدين، فأقبلوا عليها، وتعلموها، وبرعوا فيها لأجل فهم الإسلام، والعمل به، وتبليغه.
لكن هـذا لا يعفـي الآن الحــركـة الإســلاميــة – خاصة في ظل المتغيرات الجديدة – من تركيز الاهتمام باللغة الأمازيغية، بل والمسألة الأمازيغية عامة، وخاصة أن فئة عريضة من أعضائها أمازيغ، أو من أصول أمازيغية، بل كثير من قيادييها وعلمائها كذلك.
وهذا الاهتمام يجب أن يسير في اتجاهات ثلاثة:
1 – تكوين دعاة ووعاظ قادرين على شرح الإسلام ومبادئه بالأمازيغية؛ لأن كثيراً من أهالي المناطق الأمازيغية لا يفهمون العربية، أو على الأقل لا يستوعبون بها استيعابهم بالأمازيغية.
2 – إقامة أبحاث ودراسات تبين عمق ارتباط الأمازيغ بالإسلام، ولإسهامهم في الدعوة إليه في مختلف المجالات، والدفاع عنه في شتى المناسبات، وتجلية ما تنطوي عليه الأمازيغية من مضامين إسلامية عموماً.
3 – مد جسور التواصل والحوار مع مختلف مكونات الحركة الأمازيغية لتطويق التطرف، وإزالة الاختلاف المذموم، وإنضاج رؤية للمسألة الأمازيغية تعترف بالخصوصية، وتتشبث بالوحدة في إطار التنوع والتكامل.
( البيان ) : ما الأخطار في نظركم التي يمكن أن تسببها الحركة الأمازيغية لمستقبل المغرب الإسلامي؟ طبعاً نتحدث عن التيارات السياسية العنصرية؛ لا عن الأمازيغية من حيث هي لغة وطنية؟
* الدكتور الحسين كنوان:
لقد سبق أن قلت لكم: ينبغي أن نهتم بجواهر الأمور لا بأعراضها، وفي هذا السياق أقول: أراكم تتحدثون عن الأمازيغية كأنها غول دخيل يتربص بالمغرب الدوائر، وكأن غيرها من الحركات – وهي دخيلة فعلاً شكلاً ومضموناً ـ لا يشكل أي خطر على الوحدة الوطنية، وقد سبق أن قلت أيضاً: عندما لا تحترم مقومات العروبة بالشكل اللائق، وتعلن ممارسات ضد الإسلام؛ فإن الرجوع إلى الأصل أصل، ونحن نرى على أرض الواقع أن مجال استعمال اللغة العربية ـ وهي المقوم الأول للعروبة ـ يضيق عند الأفراد والمؤسسات، وإن سجلنا ـ بكامل الأسف – أثناء الحديث عن سؤال سابق: الغياب المطلق لاهتمام العالم الإسلامي عموماً، والعالم العربي خصوصاً بالثقافة الأمازيغية، مقابل العناية المشبوهة لعدد من الدول الأوروبية، والآسيوية والأمريكية بها، أمام كل هذا، عندما نقول للأمازيغ: «إن حركتكم هذه تشكل خطراً ما على مستقبل المغرب الإسلامي»؛ فإننا نقول له أحد الأمرين:
أولهما: أنك لست مغربياً، ولا حق لك في أن تفكر في هويتك، فكن فرنكفونياً، أو شيوعياً، أو ما شئت إلا أن تدعي أنك أمازيغي، وكان بالإمكان أن نختار لك الإسلام الذي لم نلقنك ما يكفي من مبادئه لتشب عليها منذ نعومة أظفارك، وربما لم تعامل مرة بعدله، ولا شملتك رحمته فيما عشت من حياتك، أو العروبة المفككة التي لم يعد كثير من أبنائها يحترمون أبسط مظاهر انتمائهم لها، ممن يوجدون حولك.
ثانيها: ونقول له ثانياً: عليك أن تعطل عقلك، وتبدل إحساسك، وتزكم ذوقك؛ لتتبع من أهمل أحوالك المادية والمعنوية. إنه والله منطق غير مقبول.
فالأمازيغي مهما كان؛ إنسان مغربي وطني مسلم أصيل، ولن يشكل أي خطر على مستقبل بلده، نعم من حقه أن يمارس نشاطه السياسي كغيره! فإن ضل هديناه، وإن أخطأ وجَّهناه، وإن أصاب عضدناه، وإن اشتكى من أننا ظلمناه أنصفناه.
وأرى أن التنظيمات الأمازيغية كغيرها من التنظيمات السياسية قد تمثل فئة من المواطنين الذين يتعاطفون معها لسبب أو لآخر، كُلاً أو بعضاً، فقد ينساق البعض وراء شعارات الأمازيغية كمفهوم عام، ولكن قد يتبرؤون من هذا الادعاء أو ذاك؛ مما فيه ثقل المسؤولية أو شبه احتمال الإضرار بسمعة البلاد بشكل ما.
وأخيراً فإن الحركة الأمازيغية في تقديري حركة وطنية؛ تسعى إلى البناء لا إلى الهدم والتخريب؛ حتى يتوقع منها خطر على الوحدة الوطنية في المستقبل؛ لأن هؤلاء أحفاد المجاهدين المؤمنين الصادقين كطارق بن زياد، وعبد الكريم الخطابي، وموحى أحمو الزياني، وموحى أسعيد، ومحمد الحنصالي، وعسو أباسلام، وغيرهم كثير ممن خدموا الإسلام وجاهدوا في سبيل الله، ولم يكتب لأسمائهم أن تظهر على صفحات التاريخ، ولكنهم عند ربهم يرزقون إن شاء الله.
* الدكتور عبد الرحمن حيسي:
إذا وجدت النيات الحسنة، وسادت روح التعاون بين جميع الأطراف الفاعلة في الحقل السياسي والثقافي المغربي؛ فإن الأمور ستسير سيراً طبيعياً، ولن تأخذ القضية أكثر من حجمها الحقيقي. ولا بد من التأكيد في هذا السياق على أن وجود الإسلام في المغرب وجود راسخ ومتجذر في أعماق تاريخه العريق وحضارته الأصلية، وهو اليوم كما كان بالأمس دين كل المغاربة على اختلاف توجهاتهم ومشاربهم الثقافية والفكرية؛ منه يستمدون قوتهم ووحدتهم وعزتهم واستقرارهم، لا يجادل في ذلك ولا يساوم إلا من سفه عقله، أو كان جاهلاً بواقع المغرب وتاريخه.
وقد تبادر إلى ذهني سؤال وأنا أجيب عن الأسئلة حول «الأمازيغية»؛ وهو: لماذا لم يحدث مثل هذا التخوف من الشيوعية والعلمانية والفرنكوفونية والأنجلوفونية وغيرها من التيارات التي لها وجود فعلي في الوسط السياسي والثقافي المغربي؟!
* الدكتور محمد سدرة:
لا أعتقد أن هناك أخطاراً مباشرة من الحركة الأمازيغية؛ إذ لا أعتبرها تقف على أسس بإمكانها زعزعة الوحدة الوطنية، وخاصة حول الدين المتغلغل في أعماق المغاربة رغم كل العواصف. ولكن الخطر الوحيد الذي يمكن أن تكون الأمازيغة طرفاً فيه هو الإحباط المؤدي إلى الاستسلام والعبثية، خاصة مع الإحباطات السياسية والاجتماعية، على المستوى المحلي والجهوي والدولي للأمة الإسلامية، وهذا خطر يصيب المغاربة عبر التاريخ لفترات طويلة، لكنهم ينتفضون منه في الوقت المناسب.
* الأستاذ جواد بن امغار:
إن الخطاب المتطرف في الحركة الأمازيغية ينذر ـ لا قدر الله ـ بمشكلات التفرقة، والتجزئة والانفصال كما آلت كثير من الحركات في بلدان متعددة من العالم؛ من حركات ثقافية لغوية إلى حركات متطرفة انفصالية.
( البيان ) : ما هو السبيل للعودة بالبلاد إلى سابق عهدها الوحدوي المتماسك دينياً وسياسياً واجتماعياً ونفسياً؟
* الدكتور عبد الرحمن حيسي:
هذا السؤال لا مسوِّغ له؛ لأن المغرب لم يفقد شيئاً من وحدته الدينية والاجتماعية والنفسية كما ذكر، وما نلاحظه على أرض الواقع من تعايش واستقرار سياسي واجتماعي ووحدة في الموقف تجاه القضايا الكبرى والمصيرية للمغرب خير شاهد على ذلك.
* الدكتور الحسين كنوان:
نشر عدل الإسلام ورحمته، وتعلم اللغة العربية لفهمه على أكمل وجه.
* الدكتور محمد سدرة:
في تقديري المتواضع، هناك وصفتان لا بديل عنهما:
الأولى دينية: تتمثل في تكثيف عملية التوعية الدينية والحملات الدعوية عبر شرائح المجتمع، وخاصة الطبقات الشعبية والأمازيغية منها على وجه الخصوص. وقد دلت قرائن متعددة على دور هذه التوعية في التحام المغاربة وتماسكهم؛ رغم الأوضاع المزرية التي يعيشونها، وخير مثال على ذلك ما أثارته قضية (مشروع خطة إدماج المرأة في التنمية) الذي أراد التيار الشيوعي فرضه على المغاربة، فعبروا بإجماع، عرباً وأمازيغ؛ عن رفضهم ومقاومتهم له، وأولهم النساء.
الثانية اجتماعية: تتمثل في إعادة الثقة إلى الشرائح المحرومة من المجتمع بالاهتمام بها على مستوى ضمان خبزها اليومي، والعناية بصحتها وتعليمها، والتواصل معها في همومها اليومية.
* الأستاذ جواد بنامغار:
لا شك أن التمسك بالإسلام هو أساس وحدة الشعب المغربي عبر تاريخه كله، وهو أساس الأخوة والتكامل والتضامن بين جميع أفراده، لكن هذا المعنى شابته شوائب مختلفة – على مر السنين – أضعفت من قوته وفاعليته، فلا بد من تكثيف الجهود الدعوية، والتربوية، والعلمية والإعلامية؛ لبناء الإنسان القرآني الذي يجسد الإسلام حقاً على أرض الواقع.
وموازاة مع ذلك لا بد من محاصرة بوادر الخلاف والتفرقة، ومعالجة علل التدين، والتصدي للجهل بالدين الأساس أو تجاهله، وكذا التصدي لموجات الغزو الفكري، والإباحية الأخلاقية. لا بد من مواجهة كل هذا بالدعوة إلى الله ـ تعالى ـ على بصيرة، وعلى نهج الحكمة والموعظة الحسنة، والحوار البناء مع كل مخلص غيور، والتعاون مع كل ذي نية حسنة تكثيراً لسواد الخير وأهله، ومحاصرة لأهل البغي والفساد والإفساد.
ولا بد كذلك من نقد ذاتي صريح، وعلاج شامل متكامل؛ ذلك أن كثيراً من الظواهر الفكرية والاجتماعية تجد لها عمقاً في الذات؛ فهماً وممارسة وتعاملاً، وربنا ـ تبارك وتعالى ـ يقول: {إنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ } [الرعد: 11].
( البيان ) : نشكر السادة الأساتذة الفضلاء على قبولهم المشاركة في هذا الحوار العلمي القيم، ونشكرهم كذلك على صبرهم على أسئلتنا، وتفضلهم بآرائهم في كل ما تعلق بكلماتها، وبما وراء كلماتها.
لقد تبين إذن من خلال حديثكم القيم أن الإسلام هو الوعاء الطبيعي لكل نشاط ثقافي أو سياسي يرجى له النجاح في علاج مشكلات الأمة، وأن أي شذوذ عن الإطار الإسلامي إنما هو تحليق خارج سرب الأمة؛ فلا هو يمثلها وإنما هو يمثل نفسه خاصة، وأن الأمازيغية الحرة ترفض أن يتكلم باسمها الماركسيون اللينينيون، أو الفرنكوفونيون الاستئصاليون. وأن أي استغلال علماني لمظلتها إنما مصيره الإخفاق؛ لسبب بسيط هو أنه مناقضة لسنن الحضارة، وأصول العمران، وقواعد الاجتماع البشري؛ فالمغرب المعاصر الذي يستمد وجوده من التاريخ إنما كان يوم كان بهذا الدين؛ فقد تشكلت هويته عبر قرون من التراكم الثقافي والإثني في إطار الإسلام؛ فمنذ الفتح الإسلامي الذي وقع في القرن الأول الهجري، وهو يتشكل عبر تعاقب الدول والأجيال، لينتهي في الأخير إلى هذه الصياغة الحضارية التي مزجت بشكل عجيب ودقيق بين مكونات شتى، فكان هذا البلد كما هو حقيقة: المغرب المسلم! وكذلك هو الحال بالنسبة لدول الغرب الإسلامي عامة: ليبيا وتونس والجزائر وموريتانيا. فليس أحد أقدر على الاضطلاع بمشروع التجديد لثقافته – بمعناها الشمولي – من طلائع الصحوة الإسلامية، لكن إلى أي حد هي فعلاً على صلة وثيقة بهموم الناس وبنياتهم الاجتماعية؟ وإلى أي حد هي جادة في دراسة المآلات الاجتماعية والحضارية لما يقع للأمة اليوم من إعادة تشكيل عولمي؟
تلك أسئلة أخرى، لها قصة أخرى!









رد مع اقتباس
قديم 2014-06-13, 22:53   رقم المشاركة : 105
معلومات العضو
malake1967
مشرفة عـامّة
 
الصورة الرمزية malake1967
 

 

 
الأوسمة
العضو المميز 
إحصائية العضو










افتراضي

merci beaucoup pour tous ces cours avec lesdifférents renseignements










رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
القبائلية, بالصور, تعلم


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 18:49

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc