تاريخ الجزائر - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الجزائر > تاريخ الجزائر

تاريخ الجزائر من الأزل إلى ثورة التحرير ...إلى ثورة البناء ...

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

تاريخ الجزائر

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2011-08-24, 11:42   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
محمدالصغير19
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية محمدالصغير19
 

 

 
إحصائية العضو










B11 تاريخ الجزائر

تاريخ الجزائر


تاريخ الجزائر

تاريخ الجزائر الزمني مرتبط بموقعها الجغرافي، ورغم كونها عصورها السحيقة، مهدا لأشكال من الحضارات البدائية، إلا أن تاريخها المكتوب لم يبدأ إلا مع احتكاكها بالرومان، أين تشكلت عبر 3 مناطق، من مغرب شرقي، أوسط، وغربي.

تطور المغرب الأوسط، عبر ما يسمى نوميديا، ليعطينا الجزائر التاريخية.

الفترات القديمة
رسومات الطاسيلي

دلت الأحفوريات [1] التي عثر عليها في الجزائر (طاسيلي والهقار) على تواجد الإنسان قبل أزيد من500,000 سنة (العصر الحجري).

تطورت حضارات إنسانية بدائية مختلفة في الشمال: حضارة إيبيرية-مغاربية (13،000-8,000 ق.م) حسبما دلت عليه الآثار التي تم العثور عليها بالقرب من تلمسان، تلتها حضارة قفصية (نسبة إلى الفترة التي قامت فيها حضارات مشابهة في قفصة بتونس-7،500 إلى 4،000 ق.م-) بالقرب من قسنطينة، بالإضافة إلى حضارات أخرى في مناطق متفرقة في الصحراء.

رسومات الطاسيلي



طاسيلي ناجر
لسل
Pix.gif طاسيلي ناجّر**
Flag of UNESCO.svg
موقع اليونيسكو للتراث العالمي
Tadrart01.JPG
بلد علم الجزائر الجزائر
نوع ثقافي طبيعي
معيار (i)(iii)(vii)(viii)
مرجع 179
منطقة** الدول العربية
تاريخ الإدراج
الإدراج 1982 (الجلسة 6)
* الاسم كما ورد على قائمة التراث العالمي.
** المنطقة حسب تقسيمات اليونيسكو.
علم اليونسكو مواقع التراث العالمي لليونسكو،
الموقع رقم 179
عربي • إنكليزي • فرنسي

طاسيلي ناجّر أو تاسيلي نعاجر (بالفرنسية: Tassili n'Ajjer) هي سلسلة جبلية تقع في الجنوب الشرقي للجزائر. وهي هضبة قاحلة حصوية ترتفع بأكثر من 1000م عن سطح البحر عرضها من 50 إلى 60 كم وطولها 800 كم مشكلة مساحة تقدر ب12000 كم2 ، أعلى قمة جبلية وهي أدرار أفاو ترتفع ب 2,158م على كل مساحتها ترتفع من على الرمال قمم صخرية متآكلة جدا وكأنها أطلال مدن قديمة مهجورة كل هذا بفعل قوة الرياح فقط.


طاسيلي ناجّر**
موقع اليونيسكو للتراث العالمي


معنى الكلمة

يأتي معنى اسم طاسيلي ناجر من اللغة الأمازيغية بلهجتها التارقية المحلية بمفهوم أرض الأنهار الكثيرة .

الجيولوجيا

تتكون كهوف طاسيلي من مجموعة من تشكيلات الصخور البركانية والرملية الغريبة الشكل والتي تشبه الخرائب والأطلال، وتعرف باسم "الغابات الحجرية". وتوجد الكهوف فوق هضبة مرتفعة يجاورها جرف عميق في منطقة تتواجد بها نسبة كبيرة من الكثبان الرملية المتحركة. تحتوي جدران هذه الكهوف مجموعة من النقوش الغريبة التي تمثل حياة كاملة لحضارة قديمة. ومن تحليل هذه الصور اكتشف الخبراء أن تاريخها يعود إلي 30 ألف عام.

علم البيئة
نبات تاماريس في طاسيلي ناجر

بسبب الارتفاع وخصائص الاحتفاظ بالمياه في باطن أرض طاسيلي ناجر فإن الغطاء النباتي في هذه الأرض القاحلة تعتبر ثرية إلى حد ما عن الصحراء المحيطة بها فهي تشمل تواجد الغابات المنتشرة منها أشجار السرو الصحراء المتوطنة المهددة بالانقراض وميرتل الصحراء في النصف الشرقي من أعلى النطاق.
بيئة طاسيلي ناجر مصنفة في ملحق الشجيرات الغابات الجبلية للصحراء الغربية، والترجمة الحرفية من اللغة الإنجليزية لطاسيلي ناجر هو هضبة الأنهار في إشارة إلى وقت الذي كان المناخ أكثر رطوبة بكثير من اليوم.

نبات تاماريس في طاسيلي ناجر


الحقب التاريخية

خلال الفترة الرطبة من العصر الحجري الحديث (ما بين 9000 و2500 قبل الميلاد)، كانت الصحراء الكبرى مكسوة بالعشب وتصلح لأن يستوطنها البشر والحيوان مثل النعام والزرافات والفيلة والظباء. كما ساعدت وفرة المياه وبعض البحيرات الكبيرة هناك على تشجيع حياة الأسماك والتماسيح و فرس النهر. فساعدت هذه الظروف المؤاتية صيادي البراري وفيما بعد الرعاة على بناء المخيمات والمساكن في مختلف هضاب وأراضي الصحراء المرتفعة الخصبة.

وبحلول عام 2500 قبل الميلاد، أصبحت الصحراء، بإستثناء نهر النيل ، أرضا قاحلة فلم تعد تصلح أن يسكنها بني البشر. ولكن ذلك الماضي الخصب بقي من خلال الرسومات والنقوش التي تركها السكان مجسدة على الصخور عبر بقاع الصحراء. فعلى تلك الصخور أصبحت الرسومات الجميلة للأشكال البشرية تذكارا مرئيا لمعتقدات وممارسات سكان شمال أفريقيا الأقدمون خلال فترات تكيفهم مع بيئتهم المتغيرة واكتسابهم لأدوات وعادات جديدة. فأكثر من نصف الفنون المنقوشة على الصخور الصحراوية توجد في منطقة طاسيلي ناجر ("سهل الوديان العديدة" بلغة الطوارق) جنوب شرق الجزائر. وتوجد مواقع أخرى في الصحراء الليبية وشمال النيجر. فقد تم التعرف على أزيد من 30 ألف موقع إلى حد الآن.
نقش صورة فيلة ضخمة للعصر البابلسي

وأصبح تحديد تاريخ تلك الرسومات والنقوش موضع نقاش ساخن بين العلماء رغم أنهم يتفقون عموما على أنه يمكن تقسيم تلك الحقبة إلى أربع حقب رئيسية متتالية بناء على أسلوب ومحتوى الرسومات:

الحقبة البائدة أو البابلسية (مرحلة الصيد البري قبل 5000 قبل الميلاد):
تُجسد النقوش المحاكية للطبيعة على الأحجار ذات الأشكال الضخمة الحيوانات التي تعرضت للانقراض في تلك الحقبة بما فيها البقر الوحشي والفيلة ووحيدي القرن والزرافات والظباء وفرس النهر. ويكاد لايكون هناك أي تجسيد للحيوانات الأليفة مما قد يعني أن السكان آنذاك قد اعتاشوا بصيد الحيوانات الضخمة. وتظهر أشكال الرجال وهم مسلحون بالعصي والرماح والفؤوس والأقواس. وتتمثل أحسن النماذج عن هذه الحقبة في نقوشات وادي دجيرات في طاسيلي الناجر، والزرافات في منطقة أير بالنيجر و بعض النقوش في منطقة المساك اليبية.
الحقبة البوفيدية (رعاة القطعان) 4500 إلى 2500 قبل الميلاد:

نقش صورة لبقرة من قطيع في طاسيلي ناجر

توافق هذه الحقبة وصول القطعان إلى شمال أفريقيا ما بين 4500 و4000 قبل الميلاد. إذ أن غالبية النقوش والرسومات تعود إلى هذه الحقبة. وتبين بعض المشاهد ٍأشخاصا وهم منهمكون في قضاء أعمالهم اليومية بينما تجسد نماذج أخرى قطعان الحيوانات المولفة والأغنام والماعز وأحيانا تبين الرعاة بقرب قطعانهم.هذه الرسومات لها سحنة أكثر جمالا بفضل استخدام اللون الصلصالي الأحمر والصبغات البيضاء. ويعتقد أن الرسامين كانوا من الرعاة الرحل يشبه أسلوبه معيشتهم قبائل النوبة اليوم في السودان والقبائل الفولانية في النيجر. وتوجد غالبية الرسومات البوفيدية في طاسيلي وجبال أكاكوس في ليبيا.
حقبة الخيول (حوالي 1200 قبل الميلاد):
تجسد الرسومات من هذه الحقبة بشرا مسلحين بأسلحة صغيرة وعربات تجرها الخيول. ويعتقد أن الحصان كان قد بدأ استخدامه في الصحراء حوال 1200 قبل الميلاد. كما تعتبر جودة هذه الرسومات هزيلة بالمقارنة مع الحقبة السابقة حيث تبدو أشكال البشر أقل حجما وتتخذ شكل ساعات رملية.
حقبة الجمال (1200 ميلادية):
بحلول هذا التاريخ، تمت عملية التصحر في شمال أفريقيا فاستعيض عن الحصان بالجمل "صديق الصحراء" في فن الرسم على الصخور وفي حياة الناس.


خضعت عملية تقسيم تاريخ شمال أفريقيا هذه للتمحيص من قبل العلماء الذين يتساءلون عن مدى مصداقية التسلسل الزمني على صعيد الصحراء ككل. حيث يعيق حجم الصحراء الهائل والتعقيدات السياسية في المنطقة إجراء دراسة أكثر خصوصية تركز على التنوع الإقليمي. ولهذا يبقى فن النقش على الصخور عموما مجالا ينقصه البحث وبذلك غير مفهوم بشكل جيد.

نقش صورة فيلة ضخمة للعصر البابلسي


نقش صورة لبقرة من قطيع في طاسيلي ناجر


فن ماقبل التاريخ
صور نحاتية لتربية الحيوانات في الطاسيلي ناجر

تم العثور على تحف فنية من أشكال لحيوانات في نطاق الطاسيلي ويلاحظ أيضا لوحات ما قبل التاريخ في الصخور وغيرها من المواقع الأثرية القديمة، التي يرجع تاريخها إلى العصر الحجري الحديث عندما كان المناخ المحلي رطب بكثير مع تواجد السافانا بدلا من الصحراء.وتتنوع الصور الموجودة بين صور لعمليات رعي الأبقار وسط مروج ضخمة، وصور لخيول‏‏، ونقوش لانهار وحدائق غناء، وحيوانات برية، ومراسم دينية، وبعض الآلهة القديمة.
وقد كان الوصول إلي اكتشاف هذه الكهوف صعبا ومتأخرا، نتيجة لوقوعها في قلب منطقة "جبارين" حيث الصحراء قاحلة والمناخ شديد الحرارة. يسكن السلسلة الجبلية فرع من الطوارق وهم كل الأجّر يتمركزون في عاصمة الطاسيلي جانت

صور نحاتية لتربية الحيوانات في الطاسيلي ناجر


صورة مرسومة على صخور الطاسيلي


صورة مرسومة على صخرة بالصحراء الليبية


حيوانات اسطورية


تصنيف اليونيسكو

في 1982 أدخلت اليونسكو الموقع في قائمة التراث العالمي وفي 1986 محمية الإنسان والبيوسفير حيوانات نادرة في طريق الانقراض وجدت ملاذا في المنطقة كاللأروية (الضأن البربري) وأنواع عديدة من الغزال والفهود وحيوانات أخرى.
وبعد أن صنفتها اليونيسكو ضمن الإرث التاريخي الوطني في يوليو 1972 ، تم إدراج طاسيلي نعاجر إرثا حضاريا عالميا سنة 1982 بفضل ثرواتها الثقافية ثم لقيت الاعتراف في شبكة برنامج اليونيسكو الإنسان والمجال الحيوي كمحمية إنسانية ومجال حيوي، في حين تم إدراج بحيرة إهرير سنة 2001 كمنطقة رطبة ذات أهمية عالمية ضمن لائحة معاهدة رامسار الدولية حول المناطق الرطبة.
يشكل الموقع أكبر متحف للرسوم الصخرية البدائة في كل الكرة الأرضية وقد تم إحصاء أكثر من 30,000 رسم تصف الطقوس الدينية والحياة اليومية لللإنسان الدي عاش في هذه المناطق أثناء حقبة ما قبل التاريخ. مما ينبهنا ويجعلنا نتخيل كيف كانت هذه المناطق القاحلة العقيمة تعج الخضرة والحياة[1].

النشاط السياحي
ملف:Arg tassili n'Ajjer.jpg
عرق في طاسيلي ناجر

بعد أن تم تصنيفها من طرف المسؤولين الجزائريين كحديقة وطنية محمية وتصنيفها من طرف اليونيسكو كإرث حضاري عالمي تم إعادة إحياء هيبتها العالمية وذلك بإدراجها في مختلف المزارات والمعارض السياحية العالمية وهي تعتبر مع جبال الهقار قلب توجه السياح المحليين والأجانب لما تمتلكه من مواقع تجذب السياح فهي تمتلك أكبر متحف للنقوش الحجرية عبر مناطقها بهضبة مداك (تامريت و سفار و جبرين)، كما يعتبر رواق واد جرات الموجود على الهواء الطلق الأكبر من نوعه في المعمورة وهو يمثل أجمل رواق للنقوش الصخرية في الجزائر بمحطاته ال75 التي تضم أزيد من 4.000 شكل تم جردها عبر مسافة تقدر بنحو 30 كم .وذلك دون احتساب باقي الرسومات الأخرى ومجموعها 30.000 شكل.
وللحفاظ على محمية طاسيلي تم القيام بإجراءات تطبيقية لحماية السياح و عذرية الأثار كمرافقة مرشد رسمي لزوار الحديقة يحترم إجراءات الحماية التي وضعت منذ سنوات من طرف ديوان الحظيرة الوطنية للطاسيلي ، ومسار الجولة يحدد بصفة مسبقة كما أن الزيارات تكون مرخصة وكل زائر يتوجب عليه الإمضاء على ميثاق حسن السلوك وذلك قبل الانطلاق في جولته حتى يضمن جولة سياحية في منطقة تحكي حكايتها النقوش الحجرية .

الحقبات القرطاجية، الرومانية والمملكات النوميدية

اقرأ أيضا: شمال أفريقيا قبل الفتح الإسلامي.

نذكر هنا نوميديا، بلاد النومادوس[من صاحب هذا الرأي؟] ، الأمازيغ البربر قديما، مقاطعة للإمبراطورية الرومانية ثم البيزنطية، بين مقاطعة أفريقيا شرقا، وموريطانيا القديمة غربا، ممثلة بالجزء الشرقي للجزائر حاليا.

النومادوس، هم البدو شبه الرحل[من صاحب هذا الرأي؟] ، منقسمين لقبائل. وصف الرومان قبائل الشرق بالماسيليين (نسبة لميس، جد ماسينيسا الأكبر) أما الغربيون فهم الماسايليين.

البربر (الأمازيغ) كانوا من أوائل الشعوب التي استوطنت هذه المناطق. كان الصيد أهم نشاطاتهم البدائية، ثم تحولوا إلى نشاطي الرعي والزراعة، انتظموا في تجمعات قبلية كبيرة، أطلق عليهم المؤرخون الإغريق تسمية "ليبيون"، وعرفوا عند الرومان باسم "نوميديون" و"موريسكوس" أو الموري.

خلال الحرب البونية الأولى، اتحد الماسايليون تحت قيادة الملك صيفاقس، مع قرطاجة، حين اتحد الماسليون بزعامة ماسينيسا مع الرومان. كانت كل نوميديا في يد ماسينيسا بعد انتصار الرومان. دامت الدولة قرنا من الزمن حتى مجئ الرومان وخلعهم لآخر ملوكها يوغرطة. أصبحت المملكة جزءا من الإمبراطورية الرومانية.

قوس تيمقاد الرومانية


التاريخ أحداث
1250 ق.م وصول القرطاجيين، تأسيس هيبون (عنابة) وأوتيك
510 ق.م معاهدة بين روما وقرطاجة، روما تعترف بالسيطرة التجارية لقرطاجة على غرب البحر الأبيض المتوسط
348 - 306 ق.م المعاهدات التجارية الرومانية - القرطاجية
(264-241،218-201،149-146ق.م) الحروب البونية
القرنين الثالث والثاني قبل الميلاد المملكات النوميدية ل سيفاكس، ماسينيسا ويوغرطة
111 - 105 ق.م الحروب اليوغرطية بين يوغرطة، ملك نوميديا والجمهورية الرومانية.
46 ق.م نوميديا تقسم بين موريطانيا ونوميديا الشرقية.
1 إلى 429 م كاليجولا يقتل بطليموس الموريطاني لتصير نوميديا ملحقة الامبراطورية الرومانية.
429 إلى 430 م دخول الوندال بقيادة جيسيريك
533 إلى 646 م بيليساريوس، جنرال جستنيان الأول البيزنطي، يقضي على الوندال، ويلحق المنطقة بروما الشرقية.

الجزائر خلال العهد الفينيقي

الفينيقيون هم أمة سامية من ولد كنعان بن لاوذ بن سام بن نوح عليه السلام كانوا يستقرون بجزيرة العرب وارتحلوا بعد ذلك إلى الشام مع إخوانهم ليستقروا بفينيقيا، أرض لبنان الحالية وجزء من سوريا وفلسطين، وصار الشام يطلق عليها أرض كنعان وهم العرب في نسبهم ووطنهم.

كان الفينيقيون يسيطرون على التجارة الداخلية والخارجية لسواحل البحر المتوسط، بعد أن أنشئوا محطات تجارية، من أبرزها قرطاجنة عام 814 ق.م على الساحل التونسي. ولقد امتد نفوذ قرطاجنة ليصل إلى غاية السواحل الجزائرية، ليؤسسوا بها مدناً ساحلية جزائرية، كبجاية وتنس وشرشال وهيبون (عنابه)، جيجل ووهران.

العلاقات السياسية لقد كانت العلاقات الجزائرية مع قرطاجنة موصوفة بالمودة، وهذا ما يظهر جليا من خلال العلاقات التجارية والمصاهرة التي كانت بينهم، فقرطاجنة لم تشأ أن تبسط نفوذها على الأراضي الجزائرية، مدام مصالحها مضمونة من خلال التحالفات التي كانت قائمة بين أمراء البربر، ومدام هذا الأمر يجعل من قرطاجنة الوصية والحامية على الإمارات البربرية.

العلاقات الاقتصادية لم يكن يهم قرطاجنة التوسع في الأراضي الجزائرية، بقدر ما كان يهمها استثمار أهل البلاد واستغلالهم، وهذا ما جعل البرابرة يكرهونهم، لأن هذا الاستغلال كان قبيحا وقاسيا، فهدف قرطاجنة من خلال إقامة تلك العلاقات الودية مع الجزائريين، هو ضمان القدر الكافي من الأمن للسماح بالازدهار التجاري


الإحتلال الروماني

الجزائر في ظل الاحتلال الروماني/موريطانية القيصرية/

*موريطانية القيضرية* الجزائر في ظل الاحتلال الروماني
-اطلقت الامبراطورية الرومانية علي القسم الشرقي من المملكة التي كان يحكمها الملك بطليموس ابن يوبا الثاني اسم مقاطعة موريطانية القيصرية prov.mauretania caesareeansis كان ذالك عام 42م بعد ان غزا الامبراطور كاليغولا باغتيال بطليموس لتصبح المملكة في حوزة الاقليم العسكري الخاضع لسلطة التاج الامبراطوري مباشرة .ومعروف ان موريطانية الشرقية اصبحت تنعت بالقيصرية نسبة لعاصمتها الادارية ايول /شرشال/حاليا التي غير اسمها يوبا الثاني واطلق عليها لقب ولي نعمته الامبراطور *اوكتافيوساغسطس*الملقب بقيصر تكريما له وعرفانا بفضله عليه ثم عمل علي جعلها مدينة مشابهة للمدن الهلينسية في مضهرها العمراني ومضمونها الحضاري ونضرا للشهرة التي بلغتها عاصمة المملكة ايام تحولها الي الادارة الرومانية كان طبيعيا ان يتخذ منها مقرا لحكام المقاطعة وتسمي المقاطعة الجديدة المقامة علي القسم الغربي من موريطانيا بمقاطعة موريطانية الطنجية prov.mauretania tangitana نسبة لمدينة طنجة التي اتخذ منها الحاكم الروماني مقرا لقيادته .وقد كانت طنجة بدورها مدينة عريقة وعاصمة لمملكة بوغود من قبل
وموريطانية مصطلح جغرافي اشتقه الاقدمون من اسم *المور* وهم اقوام ليبية قديمة كانت تسيطر علي المناطق الغربية من بلاد المغرب واغلب الضن ان للمصطلح جذور فنيقية علي اعتبار القرابة اللغوية من حيث اللفض والمعني بين عبارة /ماحورين/ الفينيقية التي تعني اهل المغرب او المغاربة الذين يقطنون الجهات التي تغرب فيها الشمش وهي مطابقة لما تعنيه كلمة *مغرب*في العربية .وعبارة *ماور* او*مور*mouros التي حافضت علي نفس المدلول الجغرافي عند اليونان والرومان ومنهما الي اللغات الاروبية الحديثة .ولعل اقتناع الرومان بدقة مدلول هذا المصطلح هو الذي جعلهم يحتفضون به ولم يغيروه ولو جزئيا رغم الخلط الذي نضن انه ربما كان يحدث لهم عندما ابقوا علي مقاطعتين متجاورتين تسميان به /موريطانية القيصرية-موريطانية الطنجية/ اذان كلا المقاطعتين تقعان في جهة الغرب بالنسبة اليهم ولايميز بينهما سوي اسمي عاصمتيهما وحتي المقاطعة الثالثة التي استحدثوها فيما بعد علي الجزء الشرقي من القيصرية احتفضوالها بنفس الاصطلاح وميزوها عن المقاطعتين القديمتين باسم عاصمتها الادارية *سيتيفيس sitifis*فدعوها *موريطانية السيتفية*

الممالك البربرية

المماليك الأمازيغية

لم يهتم المؤرخون القدماء بشؤون المماليك الأمازيغية، إلا في إطار علاقتها بالصراع الروماني القرطاجي، لذلك فجل المؤرخين والمصادر التي تناولت موضوع المماليك تبقى أجنبية (إغريقية لاتينية) تفتقر في أغلب الأحيان إلى الموضوعية. حيث يعبر معظمها عن السياسة التوسعية لروما، أما الأدلة الأثرية فهي في حاجة إلى دراسة علمية أكثر دقة خاصة وان البحث الأثري، بدأ في شمال افريقيا خلال فترة الاستعمار الجديد. فهي في حاجة إلى دراسة علمية أكثر دقة خاصة وان البحث الأثري بدأ في شمال افريقيا خلال فترة الاستعمار الجديد الذي كان يسعى الى استعادة أمجاد الاستعمار القديم (الاستعمار الروماني) أما ظهور المماليك الأمازيغية، فكان أثناء الصراع الروماني القرطاجي، ابتداء من القرن الثالث قبل الميلاد. وقد استمر في الوجود طيلة قرنين ونصف من الزمان. حاولت خلاله توحيد منطقة شمال افريقيا لكن لسوء الحظ انتهت كل هذه المشاريع التوحيدية إلى الفشل بسبب أطماع روما، التي تشكل حاجزا أمام توحيد المنطقة واستغلالها. أما معلوماتنا عن أصل المماليك الامازيغية فتظل قليلة، باستثناء تلك التي تربط بالحروب البونية، ولتقريب الصورة عن هذا الأصل سنعمد على مجموعة من الأساطير والفرضيات. ففي أسطورة تأسيس قرطاجة مثلا، تشير بعض المؤلفات اللاتينية إلى أن كلا الملكين الامازيغيين وهما YARBAS و YOPHAS قد رغبا في الزواج بالأميرة الفنيقية "اليسا" ونتساءل هنا عن هذين الملكين هل كانوا فعلا ملوكا؟ أو زعماء قبائل؟ أما بخصوص النصوص المصرية القديمة فبعضها يخبرنا عن ملوك ليبيين خصوصا شرق ليبيا حيث تتحدث المصادر في القرن 5 ق.م عن ملك يدعى ADRICAN وهذا الاسم يشهد على وجوده هيرودوت، كما كان لبعض جهات نوميديا وموريطانيا ابتداء من القرن 4 ق.م. ويعتقد كل المؤرخون خاصة DIODORE الصقلي الذي ذكر أن الملك AILIMAS واعتبره مؤسس الملكة الماسيلية التي تبقى إليها ماسينيسا. لكن ابتداء من القرن 3ق.م أصبحت معالم هذه المماليك أكثر وضوحا، والمؤكد هو أن بلاد الليبيين لم تعرف من الناحية السياسية عاصمة قارة. ةلم تتح لها فرصة في تحقيق وحدة حقيقية تجمع تحت لوائها كل القبائل الليبية، وقد علل الباحثون ذلك بالتجزء الجغرافي، وعدم صلاحية الأنهار للملاحة وضيق المجالات الصالحة للزراعة. لكن مقتضيات وضروريات الحياة البدوية والفلاحية، والشعور بالحاجة إلى السلامة والأمن والطمأنينة هو الذي دعا إلى تكوين كتل بشرية أكبر وأوسع وأقوى، مما كانت عليه أي العائلة لتكون هذه الجماعات في مأمن من كل وهذه الكتل البشرية هي القبائل والخلايا التي تتكون منها القبيلة وهي العائلة. فالرعاة ينضمون إلى بعضهم للاشتراك في استعمال الأرض والكلي والمرعي. والمستقرون من الفلاحين يشيدون القرى والقلاع والأبراج لحفظ أموالهم المشتركة. ولمقاومة هجومات أعدائهم الألداء وهم الرحل من أهل البادية. ولصد غارتهم ودفع ضررهم فسكان هذه القرى، يكونون شبه جمهورية صغيرة خاضعة إلى حكم الجماعة. وعلى رأس الكبراء والمشاييخ لما لهم من حضوة وهيبة ووقار داخل القبائل. وهم يسيرون الأعمال، ويعاقبون العصاة المتمردين حسب قوانين عرفية. ونرى احيانا أحد القواد بما له من الحضوة والمال والقوة، نراه يجمع تحت سلطته ونفوذه قبائل كثيرة. فتلتحم قبيلة بتلك القبائل وتزداد قوة ويصبح هذا القائد "أكليد" أي ملك على رأس الجميع. ومن الراجح كما قال المؤرخون أن كثيرا من المماليك الأمازيغية قد نشأت على هذا الشكل منذ قديم الزمان.
ـ المماليــك الأمـــازيغية:
أ ـ المملكة الميزاسيلية:
تبقى المعلومات الخاصة بهذه المملكة ناقصة إذا لم تبدأ المصادر الادبية في تناول الحديث عنها الامم القرن 3 ق.م. ونخص بالذكر Polybe الذي تحدث عن هذه المملكة في كتابه "التاريخ" وفي هذه الكتابات تمت فقط الاشارة الى اسم هذه المملكة "مزاسيل" دون التطرق الى موطنها وحدودها.
ولفظ مزاسيل نجده مذكورا في المصادر القديمة، ابتداء من القرن 2 ق.م. أطلق اللفظ على قبيلة او اتحاد قبلي وقد تكررت اشارة المؤرخين عن هذه المملكة في نهاية القرن 3 ق.م إبان الحروب البونية الثانية. إذ استحوذت عنها المصادر كواقع سياسي قائم وفاعل في إحداث المنطقة، دون الإشارة إلى تاريخ قيامها لكن ذكرت أنها مملكة قائمة بذاتها لها ملك وإدارة. وأما عن حدود هذه المملكة فهي تمتد من نهر ملوية غربا، ويحدها شرقا رأس بوقرعون بشمال سرتا وهو الحد بين مازسيلية وماسيلة وكانت لها عاصمتان هما سيكا Siga وسرتا Sirta وهي مدينة قسطينة اليوم.
وكان الملك "سيفاكس" Syphax ينتقل من الواحدة إلى الأخرى. وكانت "سرتا" تمتاز بموقعها الاستراتيجي لوجودها فوق مكان مرتفع تحيط به منحدرات وعرة وهاوية ويسيل في سفحها واد الرمل الشيء الذي يجعلها في حصن منيع من كل الغارات والهجومات .
وكانت تلك الربوع في جهتها المجاورة لموريتانيا على غاية من الخصب وصالحة للزراعة خصوصا زراعة الحبوب أكثر من نوميديا الشرقية حتى أنها أثارت انتباه الجغرافي اليوناني الكبير "سترابون" Strabon، إذا كان من الممكن الحصول على صابتين في العام الواحد. لاسيما وان ساكنتها كانت تمتاز بحيوية لا تنضب، مما وفر الركائز الأساسية لتأسيس مملكة لها وزنها في الشمال الإفريقي.
ويعتبر سيفاكس Syphax اكبر "أكليد" عرفه التاريخ بنوميديا الغربية وكانت له شخصية لامعة. كما تحدث عنه المؤرخون القدماء كثيرا أثناء الحروب البونية دون ان يقدموا الكثير عن نشأته وبدايته، إذ نكاد نجهل كل شيء عن حياته كشخص او ملك باستثناء ما اكده Polybe عن زواجه بفتاة قرطاجية من عائلة ارستقراطية ابنة القائد القرطاجي Asdrubal. وحسب بوليب كان لها تأثير واضح في قرارات الملك السياسية. اما أحفاده لم يذكر التاريخ الا اسم ابنه الامير Wermina "فيرمينا" الذي عاش بضع سنوات على وفاة والده. ولسنا نعرف هل أن ابنه هذا الذي كان يشارك أباه في الحكم أمكن له ان يظفر بفتاة من هذه المملكة جهة الغرب . ومما يؤكد ذلك هو العثور على قطعة نقدية فضية تحمل اسمه. عموةما قد ظهر "سفاكي" كقوة عسكرية وظهرت مملكته كواقع سياسي قائم بذاته، ساهم في تغيير مجرى الاحداث في حوض البحر الابيض المتوسط من خلال المشاركة في الحرب البونية الثانية بعد عدة محاولات لكل من قرطاج وروما المتحاربتان في استمالته الى صفهما وكسب دعمه.

 طبيعة الحكم بالمملكة الميزاسيلية:
تبقى طبيعة الحكم في هذه المملكة منعدمة وغير واضحة فليست هناك معلومات دقيقة وكافية، للحسم في هذه النقطة، لكن مع ذلك يمكن القول أن هذا النظام الملكي يعتمد على أسس عسكرية كان فيه للملك سلطة مطلق. ودراسة نقود ضربت في عهد "سيفاكس" تساعدنا على تأكيد هذا الاحتمال. أي السلطة العسكرية، حيث يلاحظ من خلال هذه الصور المنقوشة هناك ما يدل على انتقال "سيفاكس" من مجرد زعيم قبيلة تغلبت على قبائل أخرى إلى ملك ذو سلطة واسعة تظهر جليا في حمله التاج وتنظيمه الجيش، وضربه للعملة باسمه. وقد اقتبس هيئة الملوك المعاصرين ومنفتح على العالم الخارجي، وعلى كل ما يجري حوله مدمجا بذلك مملكة في علاقات مع المماليك القوية الأخرى. والأكثر من هذا فقد اقتبس "سفاكي" أساليب الإدارة والحكم من الملوك الهلستينيين والقرطاجيين والرومانيين، في تنظيم وتسيير شؤون الدولة. ولو أن هذا التنظيم الممتاز بنوع من التعقيد حسب ضرورة كل جهة منها. فهناك الملك في العاصمة وبجانبه مجموعة من المساعدين والمستشارين من رؤوس القبائل وبعض أفراد العائلة، إضافة إلى وجود ممثلين عنه كحكام في الأقاليم البعيدة عن العاصمة المركزية. أما المدن الساحلية المسترجعة من السيطرة القرطاجية فكان لها استقلال ذاتي أو شبه ذاتي تسير من طرف مجلس بلدية يعين فيها الملك نائبا عنه. فكان من الطبيعي أن تحتفظ تلك المدن ببقايا من التنظيم الإداري القرطاجي، كما كانت هناك جهات في هذه المملكة لها إدارات خاصة نظرا لوضعها العسكري والاستراتيجي خصوصا أراضي غرب المملكة الماسيلية التي تسيطر عليها "سفاكس" بعد وفاة ملكها GAIA الذي كان قد تحالف مع الرومان ضد قرطاج. مما جعل "سفاكس" يقيم نظام عسكري بهذه الجهة لضمان امن مملكته. ولعل هذا التعقيد في الإدارة المازيسيلية كان يخفي وراءه عوامل التفكك السريع لهذه المملكة، أي وجود زعماء قبائل ذوي النفوذ الواسع في قبائلهم ووجود إمارات أو مدن شبه مستقلة وأخرى، ثم إخضاعها بالقوة ولا يطمئن لولائها. مما جعل المملكة تنهار وتتلاشى بمجرد وفاة الملك "سفاكس".

ب- المملكة الماسيلية:
في الحقيقة نكاد نجهل كل شيء عن بداية هذه المملكة فيما تأسيسها. مجالها الجغرافي وكذلك ساكنتها... إلا ان هناك تيار من المؤرخين يقول على ان هذه المملكة اتحاد قبلي يقطنون شرق نوميديا وظهرت حسب المؤرخين القدماء مع الحرب البونية الثانية. أما عن حدودها الجغرافية تبقى غامضة وغير واضحة. إلا أن اغلب المؤرخين يقولون أن امتدادها من شرق الجزائر على حدود جبال الاوراس وتشمل جزءا من غرب تونس حاليا وأجزاء مهمة مجردة، وطبعا هنا عدة إشارات تدل على قيام المملكة قبل القرن 3 ق.م، حيث تاريخ بداية اهتمام المؤرخين بالمماليك الأمازيغية من قطع نقدية وكتابات منقوشة وأخرى أركيولوجية ممثلة في ضريح عثر عليه قرب القسطنطينة بالجزائر. ويعتقد انه يرجع الى نهاية القرن 4 ق.م. وتبقى الاشارة الى ان "نرافاس NARVAS زعيم ليبي من هذه الجهة استعان به القائد القرطاجي "هميلكار بركة HAMILKAR BARACA" في الحرب البونية. وأيضا في القضاء على ثورة المرتزقة ضد قرطاج بين سنتي (241-238 ق.م) مقابل تزويجه ابنته، ولا نعرف ما إذا كان هذا الزعيم الليبي كان ملك أم لا وكذا حجم مملكته ونفوذه؟ .
عموما فمعالم المملكة الماسيلية اتضحت وأصبحت جلية وواضحة إبان الحرب البونية الثانية. وكانت أقل مساحة من نظيراتها الغربية يحدها شرق التراب البونيقي غربا ورأس بوقرعون.
وكان "غايا GAIA" ملك هذه المملكة واتخذ من مدينة "سرتا" عاصمة له الى ان احتلها "سفاكس" وضمها نظرا لموقعها الجغرافي الممتاز في قلب نوميديا الكبرى وعلى مشارف نهر AMPZAGA (الواد الكبير) وتتوفر هذه المملكة على مراكز حضارية متعددة أكثر من مملكة "سفاكس". ومن أبرز هذه المدن والمراكز نذكر : Cirta سرتا ودوكة Dougga المتميزة بأراضيها الخصبة Tellessa وكان قائدها Gaia لكن تبقى ودوكة من أقدم واهم المراكز إذ يعود تاريخها على الأقل إلى نهاية القرن 4 ق.م وقد عثر فيها اسم والد Gaia وهو zilalasan ذكر فيها على أن Gaia هذا لم يكن ملك بل كان شوفيكا أو قاضيا فقط. وقد تقرر هذا أيضا بالاعتماد على فكرة عدم العثور على نقود تحمل اسمه كما هو الشان لابنه ماسينيسا. اما بالنسبة لعاصمة المملكة فقد ظلت Cirta سرتا الى ان احتلها "سيفاكس". وبعد تتويج ماسينسا ملكا على الماسيليين شارك في الحرب البونية الثانية، التي أبلى فيها البلاء الحسن بجانب "سيبيون Scipion" وحارب "سفاكس" ملك نوميديا الغربية فانتصر عليه واستولى على أراضيه لتتوسع بذلك حدود مملكته ويمتد حكمه من أقصى خليج السرت الكبرى إلى حدود موريتانيا (نهر ملوية) ، وقد اضطر "ماسيتيسا" إلى التجوال المستمر في رقعة مملكته رفقة جيوشه نظرا لشساعة هذه المملكة وكذلك لمواصلة مساعديه الدبلوماسية بتفوق ونجاح.

 طبيعة الحكم بالمملكة الماسيلية:
فيما يخص تنظيم المملكة الماليسية فقد كان ماسينيسا نموذجا من النماذج الامازيغية القديمة كما وصفناها أثناء حديثنا عن "سيفاكس" إذ حاول هو أيضا أن ينظم مملكته على النمط الإغريقي المقدوني. فلبس التاج وحمل الصولجان حسب ما يظهر في النقود البرونزية والنحاسية الخاصة به في سن الأربعين أو الخمسين. وكان "ماسينيسا" يحافظ على تماسك أطراف مملكته بالوسائل السياسية التقليدية أي المصاهرات والتعاهد مع زعماء القبائل وإيقاظ المشاعر الدينية، وبالحرب عند الضرورة. فاستطاع بذلك أن يحيي الجبايات وان يفرض على رعاياه الخدمة العسكرية، على غرار ما هو عند جميع الأمم ذات البنى الاجتماعي القبلي .
وكان "ماسينسا" ذا شخصية قوية. وقد قتام بعدة أعمال لم يسبقه بها احد. ومنها القيام بعدة إصلاحات وقد كان أكد عدة مؤرخون انه هو الذي زاد الإنتاج الزراعي في نوميديا زيادة كبيرة بحيث وجد فائض للتصدير حتى وان طلب تربية الماشية سائدة. وأتيت "سترابون Strabon" انه مدن المدن، وحبب إليهم خدمة الأرض وشجعهم على إحيائها وزراعة القمح والشعير مثل البونيقيين مهيأ بذلك قصد ازدهار افريقيا الرومانية .
كانت تلك الاراضي النوميدية قحطا وغير صالحة لا تجدي نفعا ولا تاتي بفائدة وكانت تعتبر غير قادرة بطبيعتها على إعطاء شيء من المنتجات الفلاحية. فكان "ماسينيسا" اول واحد بل كان الرجل الوحيد الذي اظهر ان نوميديا قادرة على اعطاء جميع تلك المنتجات مثلما تعطيه أية منطقة اخرى. وهذه أبلغ شهادة اضافة الى ما قاله "سترابون" مع أن "ماسينيسا" كان العامل الحقيقي والمتسبب في تطور اقتصاد نوميديا وفي نموها وازدهارها. كما أنشأ "ماسينسا" أسطولا حربيا واسطولا تجاريا مع فتح أبواب مملكته للتجار اليونانيين. لقد كان لـماسينيسا" مشرعا وحلما يريد تحقيقه، وهو توحيد المنطقة أي انشاء مملكة نوميديا موحدة ومستقلة عن أي نفوذ اجنبي. لكن هذا المشروع التوحيدي قد انتابه الفشل نظرا لعدة عوائق حالت دون تحقيقه، وهو توحيد المنطقة أي إنشاء مملكة نوميديا موحدة ومستقلة عن أي نفوذ اجنبي. لكن هذا المشروع التوحيدي قد انتابه الفشل نظرا لعدة عوائق حالة دون تحقيقه. وكذلك حالت دون إحداث هياكل إدارية محكمة لمملكته، ورغم كل هذا فيبقى "ماسينيسا" نموذج حقيقي للملوك الامازيغيين القدماء. وبقاء على عرش مملكة مدة طويلة ما يقارب 60 سنة من 206 الى 148 ق.م لا خير دليل على نجاحه وقوته.

 الممـــلكــــــة المــــوريـــــة:
أشار علماء التاريخ القديم الى وجود مملكة صورية مباشرة بعد نهاية القرن الرابع قبل الميلاد دون أن يحدد اسماء الملوك ولا الحدود الترابية لهذه المملكة الامازيغية، كما هو الشأن بالنسبة للمماليك الامازيغية الاخرى. وبالفعل فقد روى المؤرخ "جوستان Joustan" بتفصيل الخطوات التي قام بهها الرحالة القرطاجي "حانون" لدى أحد الملوك الموريين الذين كانوا يرغبون في اغتصاب حكم القرطاجيين. وقد كان المؤرخ "تيت ليفي Titelive". هو اول من ذكر اسم "باجةBaga" في قوله يعتقد ان الملك النوميدي "ماسينيساط عندما كان عائدا من اسبانيا الى مملكته، تلقى من حليفه الملك "باجة" كوكبة من الحراس مؤلفة من الجنود لحراسته طوال اجتيازه لتراب حصمه ومنافسه "سيفاكس" ملك مازسيولة. وكان يجب أن يصر قرن آخر، قبل أن يتردد اسم مماليك الموريين من جديد بمناسبة قيام الحرب بين روما والملك النوميدي يوغرطة عند نهاية القرن 2 ق.م. وقد كان المؤرخ "سالوست" هو من أعطى مجموعة من المعلومات حول هذه المملكة وفيما يتعلق بحدود ومساحة هذه المملكة وكتنت موريتانيا تعني المغرب الاقصى حاليا. وقد حصر علماء التاريخ القديم حدودها فيما بين اعمدة هرقل شمالا ونهر ملوية شرقا والمحيط الاطلسي غربا. وقد كتن يحكمها "باجة Baga" لكننا نجهل ما إذا كان "باجة" هو مؤسس هذه المملكة اولا؟ او ورثها عن ملك سابق؟ والواقع ان حدود هذه المملكة لم تكن تابثة في فترات تاريخية معينة حيث تغيرت من جهة الشرق عندما ساعد بوخوس الملك الروماني سيلا في إلقاء القبض على يوغرطة سنة 105 ق.م مقابل منحه جزءا كبيرا من جهة الشرق. هذا الأخير لتتسع به أراضيه شرقا لى الوادي الكبير الذي يمر من مدينة سرتا بما في ذلك عاصمة يوغرطة "سيكا". عموما فقد ورث عرش الملك "باجة" أسره يوخوس التي لا تعرف أهي من سلالة أو لا؟ لن الحقبة التي تفصل عهد "باجة" عن بوخوس الأول تقارب القرن، ولا يعرف شيء عما حدث فيها. وحتى بالنسبة للتنظيم السياسي والإداري للملكة، فلا تتوفر على معلومات دقيقة ومضبوطة عنه لقلة المصادر. لكن هناك مؤرخين معاصرين يعتقدون أن الملك (بوخوس) كان ينتقل بين عواصم متعددة وانه بدون شك استولى على سيكا الماسيلية. وقد كانت مملكته تحتضن مجموعة من المراكز الحضرية نخص منها بالذكر : طنجة وتامودا ووليلي.
 نظام الحكم بالمملكة المورية:
كانت الدولة طيلة مدة حكم "بوخوس" تبدو منظمة ومتدرجة. فعلى رأسها كان يوجد الملك الذي كانت أعباءه تنتقل حتما بالوراثة. وكان ذا سلطة مطلقة، فهو القائد الأعلى للجيش، والرئيس المطلق للدبلوماسية. وكان يمارس سلطته المطلقة في حدود قدراته العسكرية، وفي حدود التعامل مع العصبيات القبلية. ويساعده في تسيير أمور البلاد هيأة من المستشارين تتألف من الأقارب والأصدقاء وزعماء القبائل. وكان له ديوان للكتابة ولتدبير شؤون الجيش، وعلى ذكر الجيش فقد يتكون من الجنود المدرعين، والفرسان الموريين ومن أبناء بعض العشائر الأخرى البربرية "Les cruteles" ويقوم بإلحاق هؤلاء بالجيش جهاز من الموظفين. وكان ابنه الوحيد "فولكس Volux" عضده الأيمن في العمليات الحربية .
وكان لبوخوس سفراء تتكون من خمسة أعضاء يساعدونه في الاتصالات الخارجية ومع روما خاصة. وكانت له دار سكة. وقد كان للمجلس المحاط بهذا الملك والذي قلنا سابقا انه يتكون من أصدقائه وحاشيته، تأثير كبير في استصدار القرارات الملكية. وقد أوجدت هذا الاعتقاد الاتصالات التي أجراها "يوغرطة" بهؤلاء قبل أن يعرض عمله على الملك ليضمهم إلى رأيه. أما المدن الساحلية والتي كانت قديما مستعمرات قرطاجية فقد كانت تتوفر على حكومة ذات استقلال داخلي يسيرها أمير خاضع لبخوس، والمدن الداخلية الهامة كوليلي. فقد كانت تتمتع بتنظيم بلدي يوجد على رأسه احد الأسباط أو الأشخاص "Soffétés"، كما يشهد بذلك النصب الشكاري المغربي المشهور الموجود بهذه المدينة .
وفي ما يتعلق بمصير المملكة المورية من الناحية السياسية بعد وفاة "بوخوس II" وقسم غربي احتفظ به بوغود لتستمر حدة الصراعات بين حكام موريتانيا والتي كانت لروما اليد الطويلة في تأجيجها وينتهي الأمر بضم المنطقة برمتها في إطار حكم مباشر لمجلس شيوخها.

الممالك البربرية على اراضى الامبراطورية الرومانية

تشكل الممالك البربرية على أراضي الإمبراطورية الرومانية :
1- مملكة الغوط الغربيون في جنوب غاليا :
عندما زحفوا "الهون" إلى أوربة في النصف الثاني من القرن الرابع الميلادي فر "الغوط الغربيون" أمامهم وطلبوا من إمبراطور " القسطنطينية" " فالانس" ( 364 – 378 م ) أن يسمح لهم بعبور نهر الدانوب إلى أراضي الإمبراطورية الرومانية فواق على طلبهم وسمح لهم بالإقامة في إقليم " ميزيا " جنوب نهر الدانوب الأدنى ، مقابل أن يكونوا حلفاء للرومان ، و وعدهم " فالانس" بالإعفاء من الضرائب ، ولكن سرعان ما فرض الرومان عليهم ضرائب باهظة ، لذلك قاموا بالثورة و أوقعوا الهزيمة ببيزنطة وقتلوا الإمبراطور " فالانس" في معركة جرت عند مدينة " أدريانوبل"(سنة 378 م).
و هدد " الغوط الغربيون" العاصمة البيزنطية في عهد الإمبراطور" تيودوسيوس الأول"(378-395م) لذلك سمح لهم بالإقامة في منطقة " تراكيا" في الشمال الشرقي من البلقان ، وبعد وفاة " تيودوسيوس الأول " نقد " الغوط" الاتفاق وهاجموا " مقدونيا" و " اليونان" بقيادة زعيمهم " ألارك" ، لذلك طلب إمبراطور" القسطنطينية"" أركاديوس" المساعدة من أخيه " أونوريوس" ( إمبراطور روما ) فجاءت القوات العسكرية من" روما" بقيادة " ستيليكو" ( 397 م ) لذلك انسحب الغوط من اليونان وتجمعوا في شبه جزيرة " المورة" ، وكان باستطاعة " ستيليكو" أن يطبق بقواته عليهم ولكنه لم يفعل ذلك ربما لتعاطفه معهم لأنه من أصل بربري أو ليترك سلطات "القسطنطينية" و" روما" في حالة ارتباك ، ولكي يخلص" أركاديوس" القسم الشرقي من الإمبراطورية من خطرهم صالحهم ومنح زعيمهم"ألارك" لقب قائد في الجيش البيزنطي، وسمح لهم بالإقامة في القسم الشمالي من" ايليّريا" شرق البحر الأدرياتيكي . بناءً على تشجيع من " أركاديوس" تحرك "الغوط" بقيادة " ألارك" نحو " إيطالية" ( سنة 401 م ) .
ولكن " ستيليكو" أوقف زحف الغوط وتعهد بإعطائهم مساعدة مالية سنوية مقابل امتناعهم عن مهاجمة " روما" ، ورداً على ذلك اتهم إمبراطور روما " أونوريوس"" ستيليكو" بالخيانة وأعدمه ، استغل
" ألارك" مقتل " ستيليكو" للضغط على "روما" فطلب من " أونوريوس" تعينه حاكماً على المنطقة الممتدة إلى الشمال من البحر الأدرياتيكي وأن يقدم له سنوياً إعانات مالية ، لكن " أونوريوس" لم يوافق على مطالب " ألارك" فزحف "الغوط الغربيون" إلى"إيطالية" و احتلوا " روما" ( سنة 410 م ) ونهبوها بينما هرب الإمبراطور من المدينة .
بعد احتلال "روما" زحفوا إلى جنوب "إيطالية" و أرادوا احتلال " صقلية" و" شمال أفريقية" ، ولكن فشلوا في ذلك لتعرض سفنهم لعواصف بحرية ، كما مات زعيمهم " ألارك" أثناء الحملة الفاشلة .
وبعد موت " ألارك" تولى قيادة الغوط الغربيون " أوتولف" ، الذي طلب من " أونوريوس" أن يسمح للغوط بالاستيطان جنوب غرب "غاليا" ، فوافق على طلبه كما زوجه أخته " كالابلاسيديه" ، وبذلك أسس الغوط الغربيون مملكة لهم في جنوب غرب "غالية" و شمال "إسبانية" ( سنة 419 م ) واتخذوا من " تولوز" عاصمة لهذه المملكة ، ثم توسعوا جنوباً فسيطروا على معظم "إسبانية" ، وعلى الرغم من محاولة الإمبراطور البيزنطي" جستنيانوس الكبير" احتلال مملكة الغوط الغربيون في منتصف القرن السادس ، فقد ظل الغوط يحكمونها حتى فتحها العرب في أوائل القرن الثامن الميلادي فزالت مملكتهم من صفحة التاريخ .
2- قيام مملكة الفندال ( الوندال ) في شمال أفريقية و سقوطها :
الفندال قبائل جرمانية رحلت منذ مطلع القرن الخامس الميلادي من "ألمانية" إلى "إسبانية" ومنها إلى
" شمال أفريقية" وذلك في ( سنة 429 م ) بقيادة زعيمهم " جيزريك" نتيجة لضغط الغوط الغربيون عليهم ، وشكلوا مملكة لهم في "شمال إفريقية" مستفيدين من الخلافات الدينية .
و سقطت " قرطاجة" بيدهم ( سنة 439 م ) ولم تأتي ( سنة 455 م ) حتى كانت شمال أفريقية كلها قد خضعت لهم .
وكانت هذه المملكة سبباً في تدهورالإمبراطورية الرومانية في الغرب وذلك للنتائج التي أدت إليها وهي:
1- خسرت الإمبراطورية الرومانية القمح الذي كانت تحصل عليه من شمال إفريقية .
2- ضياع الجزية التي كانت تؤديها شمال إفريقية إلى الإمبراطورية الرومانية .
3- تعرضت تجارة البحر المتوسط للنهب على أيدي قراصنة الفندال .
4- أصبح الفندال أعظم قوة بحرية في غرب البحر المتوسط .
5- قطع الاتصالات البحرية بين إيطالية و بقية الغرب الأوربي .
6- في (سنة 455 م) احتل الوندال مدينة " روما"، واستباحوها مدة (14 يوماً) وقتلوا إمبراطورها.
7- أصبحت " سردينية" و" كورسيكة" و"صقلية" و" سواحل إيطالية" تحت رحمة الفندال .
8- في ( سنة 467 م ) قام الإمبراطور " ليون الأول" بحملة ضد الوندال باءت بالفشل .
- وفي ( سنة 533 م ) أرسل الإمبراطور البيزنطي " جستنيانوس الأول الكبير" قائده " بيليزاريوس" على رأس حملة عسكرية استطاعت أن تقضي على الوندال في شمال أفريقية( سنة 534 م ) .
3- مملكة الغوط الشرقيون في إيطالية :
في النصف الثاني من القرن الخامس الميلادي غمرت شبه جزيرة البلقان بالغوط الشرقيون ، الذين هددوا " القسطنطينية" بقيادة زعيمهم " ثيودوريك" ، لذلك دفع لهم الإمبراطور البيزنطي " زينون الأيسوري " مبلغاً من المال وشجعهم على التوجه إلى الغرب ، لاستعادة "إيطالية"( روما) من الأسرة الجرمانية بزعامة " آدوا كر" ، وكانت لـ " زينون " أهداف هي :
1- أن يتخلص من عبء المبالغ المالية التي كان يدفعها لـ " ثيودوريك" .
2- أن يخلص إقليم "ايليرية" من الكابوس الغوطي الذي يعيث فيه فساداً .
3- أن يسترد " زينون" سيطرته على إيطالية .
4- كما توقع " زينون" أن " ثيودوريك" سوف يساعده في تدعيم السيادة الإمبراطورية في الغرب الأوربي عامة و ليس في إيطالية فحسب .
وفي ( سنة 489 م ) توجه " ثيودوريك" نحو الغرب وهزم"آدوا كر" في موقعتين الأولى في" فيرونة"
والثانية في"ميلان"، ثم حاصره في مدينة "رافنا"، ووقع "ثيودوريك" صلحاً معه ثم عمل علىاستدراجه إلى مفاوضة وتم قتله بغتة وغدراً ، وبذلك شكل الغوط الشرقيون مملكة لهم في إيطالية ( سنة 493 م ) .
- سياسة " ثيودوريك" الخارجية :
1- عقد سلسلة من المعاهدات مع الملوك المعاصرين له ، حيث تزوج من شقيقة ملك الفرنجة
" كلوفيس" و زوج إحدى بناته إلى " ألارك الثالث " ملك الغوط الغربيين ، وزوج أخته من ملك الفندال .
2- حطم كنيسة القديس " أرستيفن" في ضواحي " فيرونة " .
3- أخذ يفكر في تأسيس مملكة جرمانية تحت قيادة الغوط تشمل إيطالية و غاليا و إسبانية .
- وبعد وفاة " ثيودوريك" تسلمت ابنته "أمالاسونثه"(أمالاسونت) الوصاية على ابنها الصغير"أتالاريك" حفيد الملك الراحل، وبعد وفاة ابنها" أتالاريك"( 534 م) و زواجها من ابن عمها" تيودات" ألقي القبض عليها وأعدمت لتعاونها مع الرومان واتصالها سراً مع الإمبراطورالبيزنطي" جستنيانوس" ( 535 م ).
- وفي ( سنة 536 م ) أرسل " جستنيانوس" حملة ضد الغوط الشرقيين نجحت في القضاء عليهم
وعادت إيطالية إلى حظيرة الإمبراطورية الرومانية .

ويمكن أن نستخلص النتائج التالية :
1- استمرت الحرب بين الطرفين ( عشرين عاماً ) .
2- كان الصراع بين الطرفين صراعاً عنيفاً .
3- قاد الجيوش البيزنطية القواد " بيليزاريوس" و" نارسيس" و" جرمانوس" ، في حين قاد الغوط الملوك " تيودات" و " تيّا" وكان أشهرهم " توتيلا" .
4- كانت خسائر البيزنطيين المنتصرين خسائر فادحة ، حيث خربت الزراعة و الصناعة و الطرق التجارية في شبه الجزيرة .
5- انتهى الصراع بين الطرفين بالقضاء على مملكة الغوط الشرقيين ( عام 555 م ) في عهد
" جستنيانوس" .
- أهم النظريات المتعلقة بسقوط الإمبراطورية الرومانية في الغرب:
1- نظرية القديس أوغسطين ( 354 – 430 م ) :
ولد "أوغسطين" من أبوين رومانيين عام ( 354 م ) في مدينة " تاجستا" ( شرقي الجزائر حالياً) وفي ( عام 395 م ) أصبح زعيماً للكنيسة الكاثوليكية في شمال إفريقية ، وفي ( عام 412 م ) ألّف كتاب سماه " مدينة الله" وكان سبب تأليفه هوأنه عندما سقطت الإمبراطورية الرومانية و عاصمتها " روما" بيد " ألارك" زعيم الغوط الغربيين (سنة 410 م) قال الوثنيين ومنهم المؤرخ الوثني " زوسيموس" صاحب كتاب "التاريخ الجديد": أن سقوطها هو انتقاماً للوثنية و أن المسيحية هي المسؤولة عن خراب الإمبراطورية الرومانية ، لذلك ألّف هذا الكتاب الذي بين فيه أن سقوط الإمبراطورية الرومانية هوإرادة ربانية ولا علاقة للمسيحية بسقوط الأمبراطورية الرومانية ، وقد ذكر في آخر كتابه أن "روما"الخاطئة سقطت لتمهد السبيل لانتصار مدينة الله الخالدة .
2- نظرية المؤرخ الإنكليزي إدوار جيبون ( 1737 – 1794 م ) :
يرى " إدوار جيبون" في كتابه " اضمحلال الإمبراطورية الرومانية و سقوطها " أن تدهور الإمبراطورية الرومانية هو نتيجة لعظمة فقدت الاعتدال فالرفاهية أنضجت مبدأ الاضمحلال والسقوط ، كما بين دور الجيوش التي أطبقت على حرية الدولة ثم حطمت جلال الملك وعظمته، كما هاجم"جيبون" المسيحية وحملها مسؤولية التدهور، وقال : بدلاً من الإنفاق على الجيش و دفع معاشات الجند راحت الأموال تعطى للرهبان الذين يدعون العالم إلى العفة والعزلة والتقشف ، وقال لقد تحول اهتمام الأباطرة من المعسكرات إلى المجالس الكنسية .
3- نظرية المؤرخ الروسي الأصل رستوفيتزف ( 1870 – 1952 م ) :
يرى " رستوفيتزف " في كتابه " التاريخ الاقتصادي والاجتماعي للإمبراطورية الرومانية " أن الإمبراطورية الرومانية سقطت لأسباب يمكن أن نلخصها في النقاط التالية :
1- تسرب الطبقات الدنيا إلى الطبقات العليا و حصولها على أعلى المناصب و تمكنها من السيطرة على جيوش الإمبراطورية الرومانية .
2- يرى أن تعلم الطبقة الدنيا كان ضئيلاً لذلك لم يستوعبوا التقاليد الإمبراطورية و المثل الرومانية .
3- يرى أن الطبقات العليا لم تستطع التعاون مع العناصر الجديدة ، لذلك اندلعت الحرب الأهلية ،
و بالتالي طغت العناصر الهمجية البربرية، فأغرقت الحضارة الرومانية بالتسلل حيناً و بالفتح حيناً آخر .
4- يرى أن الحضارة لا تدوم إلا إذا أصبحت تخص كل فئات الشعب ، وليس حضارة طبقة واحدة فقط .


4- النظرية البيولوجية :
يرى أصحاب هذه النظرية أن سبب انحطاط الأمبراطورية الرومانية هو القضاء على خير العناصر في الحروب لأهلية والخارجية .
ويرى بعض هؤلاء الباحثين أن امتزاج دم الطبقات الدنيا بدم الطبقات العليا في المجتمع الروماني قد دنس الطبقات الأخيرة هذه .
ويرى فريق ثالث من الباحثين أن الطبقات العليا لا تدنس ولا يقضى عليها وإنما تنتحر بعدم التوالد ، بينما الطبقات الدنيا تتكاثر بدون قيود .
5- النظرية الاقتصادية :
يرى أصحابها أن أسباب سقوط الإمبراطورية الرومانية هي :
1- ركود التجارة ، وانخفاض الإنتاج الزراعي والصناعي وندرة الذهب والفضة في القسم الغربي من الإمبراطورية الرومانية .
2- ذلك لأن السلطات الرومانية كانت تمنع أفراد الطبقات العليا من العمل بالصناعة والتجارة ، لأن العمل من مهمات العبيد ولا يليق بالأسياد ، وهؤلاء العبيد أصبحوا قلائل بسبب توقف الفتوحات مما أدى إلى ركود التجارة و انخفاض الإنتاج الزراعي والصناعي .
3- إن تحوّل الذهب من الغرب إلى الشرق لشراء السلع الكمالية كالحرير والتوابل كان السبب في الانهيار الاقتصادي الذي أصاب الإمبراطورية وبالتالي أدى إلى سقوطها ، وسرعان ما لحق الاقتصاد بالذهب ليصبح اقتصاداَ بدائياً يعتمد على المقايضة ، بعد أن كان اقتصاداً نقدياًََ يعتمد على رأس المال .
6- نظريات أخرى :
1- هناك نظريات أخرى حيث يرى الباحث " دوسن" أن الجيش الروماني كان يتألف من المواطنين الرومانيين ثم أصبح يتألف من المرتزقة بقيادة ضباط أو قواد أنصاف سياسيين وأنصاف عسكريين مغامرين .
2- ويرى بعض الباحثين أن أسباب سقوط الإمبراطورية الرومانية هو عدم إعطاء الجماهير نصيباً في الحكم .
3- و يرى البعض الآخر أن الانحلال الأخلاقي كان سبباً في تدهور الأمبراطورية الرومانية و سقوطها.

المرجع تاريخ اوربا فى العصور الوسطى للاستاذ احمد حردان

الإحتلال الوندالي

الوندال قبائل من أصل جرماني كانت تقطن شمال أوروبا حول بحر البلطيق.بدأت تنتشر في جنوب ألمانيا خلال القرن الخامس ميلادي ثم تقدمت إلى بلاد غالية "فرنسا"ووصلت الى اسبانيا عام 409م.عندما اشتدت المؤامرات الداخلية ضد بونيفاس عام " />422 م>>
كان الحاكم الروماني على افريقيا في مدينة سبتة قد كانت حكومته بعزله عام 427م فعصى امرها و استنجد بالوندال الذين كانوا يحكمون اسبانيا فلبوا طلبه وعبروا مضيق جبل طارق الى افريقيا عام 429م بقيادة "جزريق"حيث كان عدد جموعهم حوالي ثمانين الفا من بينهم خمسة عشر الف جندي ونزلت على الشواطئ المغربية بنواحي الغزوات لتواصل زحفهاشرقا فأتت على الأخضرواليابس أثناء زحفها حيث قامت بقطع الأشجار وإتلاف المزروعات وتقتيل الأبرياء من النساء و الأطفال والشيوخ ورجال الدين. وفي هذه المدة كان القديس أوغستين يسعى الى الصلح بين بونيفاس و الحكومة الرومانية بروما .فطلب بونيفاس بعد ان اعادتهروما الى ولايته من الوندال الرحيل عن افريقيا فاعلنوا عليه الحرب وهزموه وحاصروه حتى اخرجوه منها سنة431م>>
التوسع الوندالي و الحماية الرومانية:>>
استولى الوندال على نوميديا وما يليها غربا واتخذوابونةعاصمة مملكتهم.ولماينست روما من استرجاع مستعمراتهاعن طريق الحرب .جنحت للسلم مع الوندال فعقدت مع جزريق صلحا يقصي بالإعتراف بحماية الرومان عليهم ووقف نفوذالوندال عند حدود نوميديا شرفا ووضع هنريك بن رهينة عندها .ولكن لم يحترموا هذا الإتفاق طويلا.بل اغتنموا فرصة انشغال الرومان بمحاربة القوط وشنوا حملة كبيرة على مدينة قرطاجنة واستولوا عليها عام 439م ونقلوا اليها عاصمتهم واسسوادولة وراثية تداول الحكم عليها ستة ملوك :جزريق (429م-477)واخرهم جليمار (531-م534م) وقد استطاع الوندال ان يستولوا على جزر البليار وسردينيا وكورسيكا وصقلية.واحتلوا روما لمدة 15يوما عام 455م ثم رحلواعنها.>>
الثورات الشعبية:>>
قامت ثورات بربرية عديدة تطالب بتحرير البلاد .في الوقت الذي نشبت فيه خلافات بين الوندال انفسهم على السلطة .حيث كثرت الدسائس والمؤمرات ضد كل حاكم. لقد تبين للبرابرة ان الوندال مثل الرومان في القسوة والوحشة والاستغلال.وشملت الثورات.جميع المناطق من موريطانياغربا الى طرابلس شرقا .>>
وقد حاول جليمار –دون جدوى- القضاء على تلك الثورات الأهلية .في الوقت الذي قدم فيه الروم البيزنطيون الذين يعتبرون أنفسهم الوارث الشرعي للدولة الرومانية الى حرب جليمار .حيث استولوا على قرطاجنة عام 533م وظل جليمار يجمع الوندال ويحاول التحصن بالحبال الى ان استسلم الى الروم عام534م.وباستسلامه انتهى الاحتلال الوندالي الذي استغرق بالبلاد ما يزيد عن قرن .لم يترك من ورائه سوى الهدم وسفك الدماء ليخلفه كذلك في سياسة القتل و التدمير احفادالرومان .الذي لا يذكر لهم البرابرة سوى هذه الصور المظلمة القاتمة التي تعود اليهم من جديد

الاحتلال الوندالي لبلاد المغرب:تم بين سنتي 429 م إلى 534 م
ا/: أسباب الاحتلال الوندالي لبلاد المغرب:
الطمع في ثروات المغرب
استنجاد الوالي الرماني بهم
رغبة الو ندال في الوصول إلى روما عن طريق المغرب
ضغط قبائل القوط عليهم
ب/: دخول الوندال إلى المغرب: دخلوا من الجهة الغربية للمغرب عبر مضيق جبل طارق وزحفوا حتى وصلوا إلى قرطاجة واستقرا هناك
ج/: سياسة الوندال: قاموا بإعمال تخريبية كبيرة واخذوا الأراضي الخصبة لهم، وعاملو المغاربة بوحشية
د/:انبعاث الإمارات المستقلة بالمغرب:تمكن المغاربة في طل الحكم الوندالي من إنشاء الإمارات التالية:
مملكة التافنة: تمتد من الشلف إلى ملوية
مملكة الحضنة: تشمل منطقة التيطري
مملكة الاوراس: وتشمل الشمال الشرقي من الجزائر
ه/: سقوط دولة الوندال: انتهى الحكم الوندالي بالمغرب سنة 534 م على يد البيزنطيين ويخضع المغرب بعد ذالك للحكم البيزنطي

الإحتلال البيزنطي

الاحتلال البيزنطي لبلاد المغرب(الحملة البيزنطية):\m/
كان طموح الإمبراطور البيزنطي جوستينيانوس"justinien"(1)، الراغب في إنشاء إمبراطورية عالمية واسترداد أمجاد الإمبراطورية الرومانية وراء الحملة البيزنطية على بلاد المغرب، وكما نجد أيضا جملة من الأسباب و العوامل التي عجلت ذلك، ويمكننا إيجازها في الصراع الديني الذي كان قائما آنذاك بين المذهبين المسيحيين الكاثوليكي والأريوسي ،وما نجم عنه من تعرض كاثوليك إفريقيا لمتابعات وإضطهادات عديدة طيلة فترة حكم الوندال الأريوسيين (429-533م)، الذين نعتوا ب:"أعداء الروح والجسد" في قانون جوستينيانوس، فكان من الطبيعي أن يلجأ هؤلاء إلى إمبراطور الشرق لطلب النجدة .
ولقد هاجر إلى القسطنطينية في هذا الوقت عددا كبيرا من الأفارقة الذين كانوا ضحايا الإضطهادات الوندالية وعدد من الأساقفة الذي كانوا عرضة للتعذيب الوندالي والتف حول كل هؤلاء الأرثوذكس يتوسلون من الإمبراطور التدخل (2).
وكان "جوستينيانوس" مسيحيا ، كاثوليكيا متحمسا، وعند علمه بما يلاقيه أهل مذهبه في المغرب على يد الوندال الأريوسيين عزم على إنقاضهم وهي فرصة للاسترجاع أراضي بلاد المغرب من الو ندال في نفس الوقت (3).
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ
(1) جوستينيانوس:إمبراطور بيزنطي رقي العرش سنة 527، وساعدته زوجته ثيودورا، لقب بالإمبراطور الذي لا ينام نظرا لشجاعته وثقته بالنفس.أنظر:وهيب أبي الفاضل، موسوعة عالم التاريخ والحضارة، ط1، يوبليس، ج2، 2003، ص 565.
- أنظر الصورتين،ص ص.65،66.
(2) محمد الهادي حارش، المرجع السابق، ص264.
(3) محمد علي دبوز، تاريخ المغرب الكبير، ط1، مطبعة عيسى البابي الحلبي، سوريا ، ج1 1964،ص441.

كما أظهر هلدريك "Hilirie " تسامحا كبيرا تجاه الكاثوليك، قد تكون صداقته بـ:جوستينيانوس وراء ذلك، وهو ما أثار استياء الو ندال، كما كانت الهزائم العديدة التي منيت بها الجيوش الوندالية أمام الأهالي خاصة في المزاق، وراء الاستياء الجيش الوندالي وإبعاد "هيلدريك" وتعين "جلمير"Geilimer"حاكما جديدا ، وهو ما تسبب في انقسام عميق في صفوف الوندال ، وساعد ذلك في تدخل البيزنطيين (1) .
ضف إلى ذلك الثورات المحلية لقبائل المور التي لم تكن أقل إحراجا للسلطة الوندالية إذ لم تتأخر القبائل المحلية في العمل على التخلص من سلطة "جنسريق"، حيث أعلن عن إستقلال الأوراس من "هونوريق"Huniric " (477-484م) دون أن يتمكن الوندال من إخضاعهم ثانية ، بعد الأوراس يأتي دور منطقة الحضنة والزيبان فكانت هذه الثورات التي لم تجد رادعا لها وراء وصول الأهالي إلى السهول ، واجتياز خطوط الحصون الرومانية ، التي كانت تحول سابقا دون الوصول إلى الهضاب العليا النوميدية ، وكما كانت ثورة طرابلس في عهد تراساموندوس "Trassammund"(496-522م) بقيادة قابلون Gabaon، وفي عهد هلدريك تمكنت قبائل المزاق من إلحاق الهزيمة بجيوش الوندال اكثر من مرة ، فكانت كل هذه الثورات وراء إرهاق إمكانيات الوندال ، وإضعاف جيوشهم والحد من نفوذهم الذي بدأ ينحصر شيئا فشيئا (2)..







ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــ
(1)محمد الهادي حارش، المرجع السابق ، ص 265 .
(2)نفسه ، ص 266 .

إضافة إلى كل هذه العوامل، تجبر جلمير،وقصر نظره زيادة على انحياز قوط ايطاليا
Ostrogoths" إلى جانب الإمبراطور البيزنطي جوستينيانوس، خاصة بعد اغتيال أمالا فريدا " Amalafrida " زوجة "تراساموندوس" القوطية. (1).
وكان وزراء جوستينيانوس يوقنون بأن البربر بعد أن نشأت ممالكهم ، واسترجعوا قوتهم لا يمكن أن يخضعوا لهم ، وأن الخسائر في احتلال ما يستطيعون احتلاله من المغرب أضعاف الربح، ولكن الغيرة على الأرثوذكس وحب الانتقام من الو ندال واستفزاز الأساقفة الأرثوذكس، وتحريضهم على الانتقام من الو ندال الأريوسيين وتخليص أتباع مذهبهم في المغرب جعل جوستينيانوس يصر على غزو المغرب رغم ما كان ينتظره من خسائر مادية وبشرية (2)..
وجاءت الفرصة المنتظرة حيث وقعت حرب داخلية بين الوندال في "سردينيا" واصطحب القائد البيزنطي "بليزار"معه في هذه الحملة زوجته فكان لا يخالف لها أمرا كما اصطحب رئيس أركان حربه"صولومون" Solomon" الذي كان له دورا رئيسيا سواء في محاربته للبربر أو في تنظيم افريقية ورافقه كذلك كاتبه ومؤرخه بروكوب(3) الذي يرجع له الفضل في وصف الحملة البيزنطية على بلاد المغرب (4).





ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــ
(1)محمد الهادي حارش، المرجع السابق، ص267.
(2)محمد علي دبوز، المرجع السابق، ص440.
(3)بروكوبيوس"Procopuis":مؤرخ بيزنطي ولد في قيصرية بفلسطين حوالي نهاية القرن الخامس بعد الميلاد،عين أمين سر خاصا للقائد بليزار عام527م، وصاحبه في حملاته على فارس وايطاليا وكان ضمن الحملة على بلاد المغرب، ويعود له الفضل في وصفها.أنظر:علي فهمي خشيم، نصوص ليبية، ط1، منشورات دار مكتبة طرابلس، ليبيا،1967، ص 209 .
(4)محمد علي دبوز، نفس المرجع، ص441 .

نزل الأسطول البيزنطي بسواحل إفريقيا في أوائل سبتمبر من سنة 533م وكان القائد البيزنطي "بليزار"(1) شديد الحذر دائما فأبى السماح لقواده بدخول قرطاجة عنوة، وأذن لجيوشه في رأس كابودية" Ras Kabaudia على بعد حوالي مائة كلم ، من جنوب سوسة بـتونس) التي توجه إليها، وكان يتقدم جيشه فيلق من الخيالة ،على يساره جند قوم الهان"Huns " ويواكبه على اليمين الأسطول البحري ، وظل يسلك بليزار الطريق الساحلي ، حيث كان يقطع كل يوم مرحلة صغيرة خشية الكمائن، ودخل الجيش البيزنطي سوسة بعد أن اجتاز بدون صعوبة رأس ديماس و لمطة ومنها وصل إلى سيدي خليفة(2)..
وعندما وصل إلى جلمير خبر نزول البيزنطيين بإفريقية أسرع بالكتابة إلى شقيقه أما تاس Ammatas في قرطاجة يأمره بقتل هليدريك والمقربين منه وتجنيد الوندال والاستعداد الانتقال إلى سيد فتح الله وهو المكان الذي اختاره جلمير لمعركة كبرى كانت ستعرقل الزحف البيزنطي لولا الخطأ الذي ارتكبه أما تاس والذي كان سببا في اندحار الوندال في هذه المعركة ، وزوال دولتهم من الوجود في ما بعد ، حيث كانت خطة المعركة تقتضي بأن يخرج أما تاس من قرطاجة ويتقدم لوقف البيزنطيين عند مضيق سيدي فتح الله على بعد خمسة عشرة كلم من قرطاجة ، بينما يهاجم جيباموند Jibamund ابن عم جلمير ميسرة الجيش البيزنطي على رأس ألفي مقاتل، في الوقت الذي يهاجمهم جلمير من الخلف، كانت هذه الخطة مدبرة بشكل جيد ، وكان بالإمكان أن تكون لها نتائج وخيمة على الجيوش البيزنطية لو تم تنفيذها بشكل جيد .(3)


ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــ
(1) بليزار:قائد بيزنطي، خدم جوستينيانوس وزوجته ثيودورا، قمع ثورة الأحزاب في القسطنطينية سنة532م المعروفة بثورة نيكا، أعاد فرض سيادة بيزنطة على افريقية وصقلية وايطاليا أنظر:المنجد في الإعلام ، ط16، دار المشرق ، لغة عربية ، بيروت ، لبنان ،1988 ، ج1 ص212.
(2) شارل أندري جوليان، المرجع السابق ، ص258.
(3) محمد الهادي حارش، المرجع السابق، ص268.

لكن وصول أما تاس قبل وصول باقي القوات الوندالية ودخوله المعركة قبلهم مكن يوحنا الأرميني من التقدم نحو قرطاجة بعد إبادة قوات أما تاس الذي قتل في المعركة،تقدم جيباموند لمهاجمة مسيرة القوات البيزنطية لكنه اضطر إلى التراجع قرب سبخة السيجومي بعد أن ترك العديد من القتلى في الميدان، أما جلمير فقد فوت على نفسه الفرصة رغم الانتصار الجزئي الذي حققه على البيزنطيين نتيجة انشغاله بجنازة شقيقه فتمكن على إثره بليزار من جمع قواته ومباغتته وبدالك حققت الجيوش البيزنطية انتصارا كبيرا تمكن على اثر ذلك بليزار من دخول قرطاجة بسهولة في اليوم الموالي:14سيبتمبر533م (1) .
عمل جلمير الذي فر إلى "يولاريجيا" حمام الدراجي" بعد شقيقه تازازون "Tazazon" من سردينيا على استرجاع ما فاته، فتقدم نحو قرطاجة التي حاول إخضاعها بقطع الماء عنها،كما حاول إقحام بليزار في المعركة دون جدوى، وفي 15ديسمبر من سنة 533م ، هاجمه هذا الأخير وهزمه في معركة" تريكاماروم" Tricamarum" التي لو هاجم فيها جلمير البيزنطي ساعة اقتسام الغنائم لا انتصر في المعركة. لكن تأثره بالصدمة الأولى وفراره نحو جبل" Paprua"فوّت عليه الفرصة مرة ثانية حيث ضيّق عليه فاراس"Pharas" الخناق حتى استسلم في شهر مارس من سنة 534م. بعد استسلام جلمير أرسل بليزار بعض قواده لاسترجاع قيصرية وسبته وبعض جزر البحر المتوسط (2) .
ودام الحكم البيزنطي ببلاد المغرب أكثر من قرن (533-709م).



ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــ
(1)أحمد صفر، إفريقيا الشمالية في عهد البيزنطيين، دار النشر بوسلامة، تونس، 1989 ص394.
(2)محمد الهادي حارش، المرجع السابق،ص271.

__________________

الفتح الإسلامي

فتح المسلمون البلاد على يد المسلم أبو المهاجر دينار، الذي صادق كسيلة الأمازيغي، مدخله في الإسلام بعدها.

مبعوث الأمويين عقبة بن نافع يهاجم كسيلة المرتد (بسبب اهانته)[بحاجة لمصدر]

في انتقام، لكن عقبة يقتل على يديه، خلال القرن الثامن الميلادي.

عرفت البلاد قيام أولى الدول الإسلامية المستقلة، بعواصم مختلفة، (الأغالبة مندوبو العباسيين، الرستميون، الأدارسة).

ظهر بعدها التشيع الإسماعيلي برعاية الفاطميين ليتغير تدفق الفتوحات إلى الخارج، ففتح هؤلاء بلاد مصر والشام والحجاز، ثم تحولوا بعاصمتهم إلى جهة الشرق.

رافق تمرد عملائهم السابقين، تغريبة (بنو هلال، بني سليم، بني المعقل) إلى الجزائر، بتشجيع منهم، ابتداءا من القرن الـ11 م.

سيطر على البلاد العديد من السلالات البربرية (الزيريون، الحماديون، الموحدون، الزيانيون، الحفصيون، المرينيون).

أهم مراحل هذه الممالك الإسلامية:

الفتح الاسلامي في الجزائر

الفتح العربي الإسلامي :

العرب في شمال إفريقيا: فتح العرب المسلمون على عهد عمر بن الخطاب (من الشام ومصر وقد كانتا من ممتلكات الإمبراطورية البيزنطية في عهد عمر بن الخطاب وقد كان من الطبيعي أن يتابعوا فتوحاتهم إلى ما يلي مصر غربا حيث عزم عمرو بن العاص على متابعته الفتح والاستيلاء على شمال إفريقيا الغربي بعد انتهائه من الاستيلاء على بلاد الروم عندما عزى فرقة طرابلس ثم سيجري وفتحها عنة سنة 22 هـ/634م ثم أرسل إلى الخليفة عمر بن الخطاب يستأذنه في فتح ما بقي من شمال إفريقيا فأوقفه ونهاه لما بلغه عن قبائل البربر من طبيعة التمرد والعصيان وبسبب الروم البيزنطية بقوات كبيرة ضد الفاتحين.



حملة عبدالله بن سعد بن أبي سرح 27هـ/642م:

صدر الأمر من الخليفة عثمان بن عفان والي مصر حينها عبد الله بن سعد بن أبي سرح 27هـ بغزو شمال إفريقيا وفتحها فقدم إليها بجيش قوامه 20 ألفا ووجد في طريقه التطريق غريغويوس (جرجير) حاكم إفريقيا والمتمركز في *** على بعد 150 ميل جنوب قرطاجنة في جيش قوامه 120 ألف.

وانتهت المعركة بانهزام جيش البيزنطيين والبربر ومقتل غريغويوس العربي إلى طلب الصلح من أبي سرح و تعاهدو معه على أن ينصرف من بلادهم لقاء مبلغ من المال يدفعونه إليه عاد بن أبي سرح إلى مصر دون أن يولي أحدا على إفريقيا ودون أن يتخذ بها معسكرا وقد تأخر إتمام الفتح بعد ذلك خاصة بعد مقتل عثمان وما نجم عنه من فتن عصفت بالمسلمين في المشرق.

ما إذ بلغ هراقل إمبراطور بيزنطة انهزام الروم والبربر وانعقاد الصلح بتلك الكيفية بادر بتعبئة عسكرية تحت قيادة أحد بطارقته لإرغام الأفارقة على الدفاع مثلما دفعوا للعرب من أموال وقد أفضى الجدال بين الطرفين إلى نشوب القتال وانهزام حاكم إفريقيا الذي كان خليفة غريغويوس، الذي لجأ إلى معاوية بن أبي سفيان داعيا إياه لعودة إلى إفريقيا وفي السياق نفسه يذكر بعض المؤرخين أنهناك بعض الزعماء البربر من اتصل بالعرب في الفترة تلك أعقبت دعوة حملة بن أبي سرح يحثونه على العودة واستئناف الفتح تخلصا من الفوضى والاضطراب.

حملة معاوية بن خديج:

أصدر معاوية بن أبي سفيان أمره إلى واليه على مصر معاوية بن خديج بغزوإفريقيا سنة 45هـ/666م وكان رفقته الملك المخلوع (توفي بالطريق) وتم فتح بعض مدن شمال إفريقيا كبنزرت وجرولاء، جربة وسوسة.





حملة عقبة بن نافع الأولى:

أرسل معاوية بن أبي سفيان عقبة بن نافع الفهري واليا على إفريقيا سنة 50هـ/670م ( في تقدير آخر بأربع سنوات من قبل) في تونس ووضع أثناء تلك المرحلة الحجر الأساس عندما أسس مدينة القيروان حيث مكثا بها ما يقرب 5 سنوات ثم عزل عقبة عن الولاية سنة 55هـ وعين مسلمة بن مخلد (مصر) مولاه أبو المهاجر الديناري واليا على إفريقيا حيث أسس هذا الأخير مركزا آخر غير القيروان وواصل الفتح غربا إلى أن وصل إلى تلمسان حيث هزم الملك البربري المسيحي كسجلة الذي آثر السلامة **** بالإسلام.

حملة عقبة بن نافع الثانية:

عاد عقبة بن نافع إلى ولاية إفريقيا سنة 62هـ/ 181-682م بعد وفاة معاوية كخليفة ومسلمة واليه على مصر فعمل عقبة على إعادة إعمار القيروان واعتقل خصم أبو مهاجر الديناري رفقة الملك كسيلة وتوجه نحو إتمام الفتح حيث تتبع مسار السهول حتى فتح منطقة بغي (شرق جبال الأوراس) بعد قتال عنيف مع البربر والروم الذين تحصنو فيها لمقاومته ومنها توجه إلى الأمير (تازولت) حيث الحصن البيزنطي المعروف وتم فتحها ثم واصل شرقا نحو المسيلة ثم إلى تيهرت (تيارت) التي انتصر بها أيضا على الروم والبربر ثم عبر تلمسان حيث فتح طنجة وبعض مدن المغرب إلى أن وصل شواطئ المحيط الأطلسي.

عزم عقبة على العودة إلى القيروان ومعه أسيره كسيلة وأبو المهاجر معتقلا الذي نصح عقبة بضرورة معاملة كسيلة معاملة حسنة بما يستميله وحتى لا ينقلب عليه مذكرا إياه بسيرة الرسول - ص- في معاملة جبابرة العرب وزعماء القبائل ولكن عقبة رفض الأخذ بنصيحته.

في أثناء عودته تمكن كسيلة من القرار وقد سبق له أن علم بمسار عودت جيش عقبة وما إن وصل إلى المدينة طبقة قرب بريكة حتى أمر جيشه بالسير نحو القيروان على أن يسير هو نحو تاهودة ليقيم بها حامية.

معركة تاهوتة: إستطاع كسيلة بعد فراره أن يجمع جيشا في البربر خهزمت القلة التي كانت مع عقبة حيث استشهد فيها رفقة أبي المهاجر الديناري الذي رفض تركه سنة 63هـ/ 682م جنوب شرق بسكرة.

كسيلة على عرض القيروان:

اتجه كسيلة نحو القيروان واحتلها بعد أن فضل واليها زهير بن قيس البدوي عدم المقاومة وانتقل شرقا إلى رقة وهكذا أنشأ كسيلة مملكة بربرية تشمل الأوراس والجزء الجنوبي من قسنطينة والجزء الأكبر من تونس واستمر ملكا إلى أن عاود العرب الزحف إليها من جديد سنة 99هـ/688م.

مواصلة الفتح:

أمر الخليفة الأموي عبد الملك بن مروان بتولية زهير بن قيس أميرا على إفريقيا سنة 688م وأرسل إليه 4000 مقاتل انضموا لجيوشه حيث سار إلى برقة على طريق الساحل حتى وصل إلى غرب القيروان وعسكر بجوارها وبعد معارك طاحنة قتل كسيلة سنة 71هـ/650م وانهزم جيشه وبذلك رأى زهير بأن الفرصة بعد وصول المدد إليهم من الشرق ( سواحل البربر) حيث التحم الجيشان وانتهت المعركة باستشهاد زهير بن قيس.

حملة حسان بن نعمان (والي مصر): أدرك حسان أن العائق الأكبر اختلف المؤرخون في تحديد تاريخ حملته (73هـ/79هـ) ولعل أكثرها صحة 76هـ/695م حيث سار بأمر من عبد الملك بن مروان فاجتاز برقة وطرابلس ثم إلى القيروان ومنها إلى قرطاجنة معقل البيزنطيين ونقطة وصول الامدادات إليهم من البحر حيث حاصرهم حسان مرتين ثم فتحها في الثالثة وأمر بتدميرها حتى لا يبقى مطمع للروم والبربر للتستر بحصونها وبذلك قضى على آخر معقل للبيزنطيين ثم عاد إلى القيروان بعد أن بلغت أخبار تلك الفتوحات الأميرة البربرية أميرة قبيلة حراوة (من زناقة) وهي إحدى قبائل البتر الحضر المقيمين في الأوراس وانتقلت إلى منطقة بغاي فأمرت بهدم أسوارها حتى لا يتحصن العرب بها ثم انتقلت إلى منطقة مسكيانة وفي الوقت الذي كان حسان قد انتقل من القيروان نحو تبسة حتى بلغ وادي مسكيانة وانتهت المعركة التي دارت بين الجيشين بانتصار الكاهنة التي أسرت من العرب نحو 80 مقاتل وبعد مدة أطلقت سراحهم ما عدا خالد بن اليزيد القبسي الذي أبقته عندها وتبنته ولم تكشف بهذا الانتصار بل تعقبت جيش حسان حتى أخرجته من حدودها إلى غاية طرابلس.

استقر حسان بعد ذلك ما يزيد عن 3 سنوات حيث قرر إتمام الفتح بعد أن وصلته الإمدادات سنة 84هـ/700م وأقيل البربر هذه المرة على الفاتحين لا يقدمون الولاء والطاعة للفاتحين لأسباب كثيرة منها:

- سياسة الكاهنة في تدمير الحصون وتخريب البلاد وتحصنت الكاهنة بجبال الأوراس حيث وقعت معركة بين الطرفين واستقرت عن هزيمتها ومقتلها سنة 82هـ/701م.

- للإشارة فقد ولى حسان بن نعمان ابن الكاهنة الأكبر على قبيلة جراوة وعلى جبل الأوراس وعين ابنها الآخر قائد للجيش النظام والإدارة.

- عاد حسان إلى القيروان حيث وجه جهوده لتنظيم شؤون الإدارة والسياسة حيث قام:

- بإنشاء الدواوين (وزارة) تطلق على مصلحة ديوان تحديد الخراج.

- فرض الجزية على من بقي على المسيحية (مبلغ يدفع على من رفض الدخول للإسلام مبلغ رمزي).

- أنشأ بتونس مركز لصناعة المراكب البحرية والأسلحة وعندما آلت ولاية إفريقيا إلى الوالي موسى بن نصير سنة 705م/36هـ الذي أعاد ارسال البعثات العسكرية نحو الداخل وباتجاه الغرب حيث أتم الفتوحات وكان له دور كبير في إرساء دعائم الأمن والاقتصاد حيث صك نقوده سنة 710م/92هـ وسار على معاملة البربر والعرب وغيره بما تقتضيه الشريعة الإسلامية من حيث تحديد الحقوق والواجبات وهي أحد أهم عوامل الاستقرار الديني في المنطقة كما والاستقرار السياسي أيضا ولما استقر الفتح للمغرب أمر موسى بن نصير القائد الأعلى لجيش الفتح الإسلامي (طارق بن زياد).

بفتح الأندلس التي توجه إليها 92هـ/710م في جيشين أحدهما تحت قيادته والآخر تحت قيادة طريق بن مالك التخفي بعد أن تم فتح الأندلس أصبحت تابعة للمغرب المقصود بالمغرب هو كل ما فتحه المسلمون من تونس إلى المغرب الأقصى وكان يعتبر ولاية واحدة هي إفريقيا.

قاعة المغرب(عاصمة) في القيروان يعين ولاتها من طرف الخلفاء ويقوم الولاة على تعيين عمالهم على النواحي والأقاليم.

وقد بقي المغرب والأندلس ولاية واحدة إلى أن دخل عبد الرحمان معاوية بن هشام بن عبد الملك بن مروان الأموي الأندلس 138هـ واستولى عليها وجدد

فيها ملك بني أمية الذي اندثر على يد العباسيين في المشرق.

الدولة العبيدية الفاطمية (استمرت حوالي 63 سنة ) (296هـ-361هـ)(909هـ-972هـ)

تنتمي هذه الدولة إلى عبيد الله المهدي الشيعي مؤسس الخلاقة العبيدية بالمغرب فهو عبيد الله بن أحمد بن إسماعيل الثاني بن محمد بن إسماعيل أبن جعفر الصادق ولد بالشام (قيل ببغداد) سنة 260هـ/873م بنى فكرته الساسية على القول بالأمام المهدي المنتظر وما يحيط به من غموض وخفاء عاش بالمشرق مختفيا مطاردا من العباسيين في الوقت الذي كان فيه داعيته بالمغرب ابن عبد الله الصنعافي الشيعي يعمل على توطيد دعوته الشيعية وتهيئة الخلافة له بالدعوة والسيف حتى تكررت انتصاراته واطمأن إلى نجاحه عندها أرسل إلى عبيد الله يدعوه للقدوم للمغرب وقد خرج عبيد الله من مصر في زي التجار إلى طرابلس ومنها إلى قسنطينة ثم إلى سجلماسة (تافيلات) حيث وقع فيها بقصة والي العباسي وهو ما جعل داعيته يجهز جيشا كبيرا انطلق به من عاصمة ملك الأغالبة (رقادة) قضى به على دولة بني رستم واحتل تيهرت ومنها.

حتى قرر عبيد الله المهدي وولده وعاد وجميعا إلى رقادة وفيها أخذ عبيد الله البيعة العامة ولقب نفسه بالمهدي ربيع الثاني 297 جانفي 910م

الدولة *** ونظامها الحكومي:

تزامن وجود الخلافة العبيدية في المغرب مع وجود العباسيين في بغداد والأمويين بالأندلس.

تميزت ال**** العبيدية بالاستقلال التام والحكم المطلق وبذلك اجتمعت بين يديه كل السلطات تنفيذية تشريعية قضائية.

فالإمام هو رئيس الدولة الأعلى يلقب بأمير المؤمنين ويشترط أن يمتد نسبة إلى آل البيت يساعده وزراء وعمال وقضاة وقد عملت هذه الدولة أثناء نشأتها على استمالة سكان البلاد الأصليين من البربر وإدارة البريد ورغم ذلك لم يكن للعبيدية ثقة بأهل المغرب هو ما جعل عبيد الله المهدي فأمر بتأسيس *** والتي اختار لها موقعا حربيا مهم وبالغ في تحصينها وانتقل إليها سنة 308هـ-320م.

حدود الدولة العبيدية:

لأول مرة في تاريخ المغرب العربي اتخذت إفريقيا تحت لواء دولة واحدة قد كان بها أربع ولايات رئيسية ولاية مسيلة (مواطنين تانة والحضنة) ومنطقة عجيسة بين سطيف وقلعة بني حماد ولاية بقاي (منطقة كتابة في نواحي عنابة وقالمة، سطيف وجيجل) ولاية يشير مواطن صنهاجة ومجارها من منطقة زواوة وزناقة ولاية تيهرت مواطن الفراوة بين مليانة ومازوقة.

تولى من الأئمة العبيد يين أربعة منهما في عهد إحدى عشرة وقد استقل المغرب عن الدولة الفاطمية بمصر في عهد المستنصر والضاهر بين ( 1025-1094م) وانتهت دولة العبيديين بمصر حيث حول وزيره صلاح الدين الأيوبي الدعوة إلى العباسيين.

الصراع الشيعي الأموي في شمال :

شهد المغرب العربي أثناء القرن العاشر ميلادي صراعا بين الشيعة الذين أسسوا الدولة العبيدية وبين الأمويين المتمركزين في الأندلس.

فقد نزل الخليفة الأموي الأندلسي عبد الرحمان الناصر بساحل إفريقيا وفتح مليلة سنة 924م وبت دعائه في أرجاء المغرب الذين ما لبثوا ان انهزموا في حروبهما مع الشيعة.

اقيمت دعوة الأمويين في كل من وهران وتيهرت سنة 945م ضحت وأخذت فيها البيعة الخليفة الأموي عبد الرحمان الثالث الناصر لدين الله حاكم قرطبة إلى أن خرج لديهما الخليفة العبيدي المنصور 947 وأخلاهم من تيهرت وتوالت بعد ذلك حالات المد والجزر بين الشيعة والأمويين في بلاد المغرب إلى أن استقر الأمر للشيعة سنة 970م وتلاشت بذلك أطماع الأمويين في بلاد المغرب.

الممالك الإسلامية في المغرب العربي:

الدولة الرستمية (776-909م)

الدولة الإدريسية بالمغرب (788-923م)

الدولة الأغلبية (800-909م)

الدولة العبيدية (909-972م)

الدولة الزيرية الصنهاجية (972-1014م)

الدولة المصادقة (1114-1153).

الدولة المرابطية (1079-1145)

الدولة الموحدية (1130-1269م)

الدولة الحفصية ( 1230-1573م)

الدولة المرينية ( 1269-1373م)

الدولة الزيانية (1236-1550م)

العثمانيون في الجزائر:

27/01/1255م/20 محرم 656هـ تفكك الخلافة العباسية وسقوط بغداد في يد التقار.

699هـ/1300م أسس السلطان عثمان بن ارطوغل مملكة إسلامية مستقلة في بلاد الأناضول.

857هـ/1453م فتح القسطنطينية على يد محمد الثاني الفاتح.

923هـ/1517م انصر السلطان العثماني الأول على دولة المماليك واستولى على الشام ومصر.

ملاحظة: لم يتسم الحكام العثمانيون الأتراك بلقب الخلفاء إلا في القرن الثامن عشر ميلادي 1774 هو تاريخ المعاهدة التركية الروسية بعد خضوع بعض المسلمين للحكم المسيحي فاصبحت الحاجة ملحة للتدرع بهذا اللقب لاكتساح الشرق ولمواجهة الغرب.

في أوائل القرن الرابع عشر ميلادي بدأت تنطفئ قوى دول المغرب العربي الثلاث الحفصية المرينية والزيانية وهو ما فسح المجال واسعا أمام الأطماع الأوروبية ممثلة في الأسبان والبرتغال وجمهورية البندقية وجنوة الايطاليتين التي هاجمت سواحل شمال إفريقيا واحتلت أهم مواقعها في الفترة ما بين 1505-1512م كوهران مستغانم، بجاية وتنس وجيجل وبعض المراكز البحرية في المغرب الأقصى ومدينة تونس في الشرق في تلك المرحلة سطع نجم وجلي البحرية التركية بابا عروج وخير الدين الذين ساهم في نقل بقايا أهل الأندلس المطرودين إلى سواحل المغرب العربي وقد نزلا بالساحل التونسي وعقدا معاهدة مع حاكم تونس أبي عبد الله محمد الحفصي يكون الساحل التونسي بموجبها مرسى لأسطولها مقابل الخمس تدفع للخزينة الحفصية بتونس.

وبهذا أصبحت هذه الأخيرة منطلق

حيث تحررت بجاية وطرد الإسبان منها.

ثم جيجل التي كانت محتلة من طرف الجنويس سنة منذ 1260م وطردو سنة 1514م ثم إلى مدينة الجزائر بطلب من أهلها الدفع خطر الإسبان والتي دخلها.

ثم فتحو تلمسان سنة 1517 بعد أن استنجد بهما أهلها من ظلم حاكمها أبو حمو الثالث حليف الإسبان أعاد بعد ذلك مع حلفائه الإسبان وحاصرها حتى استشهد عروج سنة 1518 وأعاد فتحها خير الدين 1519).

إلحاق الجزائر بالإمبراطورية العثمانية:

وافق أعيان الجزائر على ما طرحه خير الدين من فكرة إلحاق الجزائر بالباب العالي خوفا من الخطر القادم من الشمال إلى جانب عامل الدين الذي ساهم في ذلك طلب وتقريرا مفصول إلى السلطان العثماني سليما الأول.

الذي لم يتأخر في إعلان قبوله وإذنه بضم الجزائر إلى مملكته ومنح خير الدين لقب بيلرباي (أمير الأمراء) واصل خير الدين غزواته البحرية حيث خرج من العاصمة سنة 1525 وهي الفرصة التي استقلها أمين القاضي للسيطرة عليها ليعود إليها خير الدين فاتحا القل وبونة ثم الدخول واحتلال قسنطينة سنة 1529.



مراحل الحكم

سنة الحكم

عدد الولاة

حكم مباشر

البايلاربايـات

1518-1587

21

البـاشــوات

1587-1659

27

حكم غير مباشر

الأغـــوات

1659-1671

05

الـدايـــات

1671-1830

30











التنظيم السياسي والإداري في الجزائر أثناء عهد العثماني

مرحلة الديات نموذجا:

كان للحكومة مجلسان أساسيان كان لهما الدور الكبير الأساسي في تسيير شؤون البلاد هما:

الديوان: يضم 7 أعضاء لينتخب منهم كبار ضباط الجيش والقادة.

مجلس الشيوخ (النواب) يضم الوزراء الذين يعينهم الحاكم من الأتراك وهم:

الخزناجي: مسئول المالية والشؤون الداخلية.

الآغـا: قائد الجيش(القوات البرية)

وكيل الخراج، قائد الأسطول البحري ومسؤول الشؤون الخارجية خةجة الخيل، رئيس *** الضرائب ومسئول وأملاك البايلك قاضي بيت المال، المكلف بشؤون العقود والمواريث والأملاك الشاغرة وهناك مجالس فرعية أخرى تعمل على مساعدة هذين المجلسين دون أن يكون لها أثر كبير في السياسة العامة يشترط في الغالب أن يكون كل أعضائها من أصل تركي يؤدون وظائف إدارية في الأساس.

وعبر كامل القطر الجزائري هناك ولادة وقادة ومشايخ كانت الجزائر مقسمة إداريا إلى أربع مناطق.

1.دار السلطان بمدينة الجزائر ومقرها القصبة وهي عاصمة الأجالة من تدلس شرقا إلى تنس غربا ومن ساحل البحر شمالا إلى سفوح الأطلس البادي جنوبا.

2.بايلك الشرق: عاصمته قسنطينة.

3.بايلك الوسط، التيطري عاصمته المدية.

4.بايلك الغرب، معسكر ثم وهران بعد جاء الإسبان منها سنة 1791م.

1/ سؤال: لماذا لم تحتل الجزائر فرنسا؟

1.إن احتلال الجزائر كان حتمية تاريخية.

2. الدولة العثمانية لم تواكب التطورات الحادثة في عصر النهضة

س2/ ماذا لو أن الداي حسين انسحب للداخل وفاء المقاومة؟

1.لو غير مقبولة في المنهج التاريخي.

أهم مراحل هذه الممالك الإسلامية:

██ النبي محمد, 622-632 ██ الخلفاء الراشدون, 632-661 ██ الخلافة الأموية, 661-750
التاريخ أحداث
647 وصول العرب: أبو المهاجر دينار مبعوث الأمويين
767 - 909 الدولة الرستمية (أول دولة إسلامية مستقلة)، والأغالبة العباسيون،
908 - 972 أبو عبد الله الشيعي والدولة الفاطمية
972 - 1148 [[بلدية
1007 - 1052 عائلة الزيريين تنقسم، حكم الحماديين
1052- 1147 حكم المرابطين ويوسف بن تاشفين.
1121 - 1235 المهدي محمد بن تومرت يدعو الموحدين.
1235 - 1556 حكم الزيانيين











 


رد مع اقتباس
قديم 2011-08-24, 11:47   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
محمدالصغير19
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية محمدالصغير19
 

 

 
إحصائية العضو










B11 الجزائر في ظل الدول الإسلامية

الجزائر في ظل الدول الإسلامية
الجزائر في ظل الدول الإسلامية160ه(776م)-962ه(1554م)

الدولة الرستمية:
الأصل: سلالة من الإباضيين حكمت في الجزائر بين 776-908 م.
المقر: تاهرت/تيهرت (اليوم: تيارت).
مؤسس السلالة، عبد الرحمن بن رستم (ذو أصول فارسية) كان منذ 758 م واليا على القيروان من قبل الخوارج. فر بعد عودة ولاة العباسيين إليها إلى تاهرت، تمت مبايعته إماما على الجماعة (776-784 م). أتم الرستميون السيطرة على مناطق وسط الجزائر أثناء عهد ابنه عبد الوهاب (784-823 م) ثم وضع نفسه نفسه تحت حماية الأمويين حكام الأندلس. الشيء الذي مكنه من إقامة علاقات جيدة (تجارية) مع الأندلس. توطدت الدولة و ساد الاستقرار في عهد أبو سعيد الافلح
(823-868 م) ثم أبو حاتم ويسف (868-894 م) من بعده. أصبحت تاهرت عاصمة الخوارج الثقافية و الفكرية في الشمال الإفريقي. سنة 908 م قام الداعية الشيعي أبو عيبد الله الشيعي صاحب الفاطميين بالقضاء على دولتهم. تحول بقايا الإباضيين نحو الجنوب الجزائري، واستقروا في منطقة وادي ميزاب، من أهم مدنهم اليوم غرداية.
الدولة الأدريسية:
الأصل: أولى السلالات الإسلامية المستقلة في المغرب 788-974 م.
المقر: وليلى: 788-807 م، فاس: منذ 807 م.
مؤسس السلالة إدريس بن عبد الله الكامل (788-793 م) من أحفاد الرسول محمد (ص)، نجا بنفسه من مذبحة فخ، التي أقامها العباسيون للعلويين سنة 786 م. فر إلى وليلى (بالمغرب). تمت مبايعته قائدا و أميرا و إماما من طرف قبائل البربر في المنطقة. و سع حدود مملكته حتى بلغ تلمسان (789 م). قام الخليفة العباسي هارون الرشيد بتدبير اغتياله سنة 793 م. لإدريس الأول (مولاي إدريس في المغرب) مكانة كبيرة بين المغربيين. و يعتبر قبره في وليلى (مولاي إدريس اليوم) مزارا مشهورا. قام ابنه إدريس الثاني (793-828 م) - و الذي تولى الإمامة منذ 804 م- بجلب العديد من الحرفيين من الأندلس و تونس، ثم شرع في بناء فاس و جعلها عاصمة الدولة، كما قام بتدعيم وطائد الدولة.
قام ابنه محمد (828-836 م) عام 836 م بتقسيم المملكة بين إخوته الثمانية (أو أكثر). كانت لهذه الحركة تأثير سلبي على وحدة البلاد. بدأت بعدها مرحلة الحروب الداخلية بين الإخوة. منذ 932 م وقع الأدارسة تحت سلطة الأمويين حكام الأندلس والذين قاموا لمرات عدة بشن حملات في المغرب لإبعاد الأدارسة عن السلطة. بعد معارك و مفاوضات شاقة تمكنت جيوش الأمويين من القبض على آخر الأدارسة (الحسن الحجام) والذي استطاع لبعض الوقت من أن يستولى على منطقة الريف و شمال المغرب، تقبض عليه سنة 974 م، ثم اقتياده أسيرا إلى قرطبة. توفي هناك سنة 985 م.
تفرعت عن الأدارسة سلالات عديدة حكمت بلدان إسلامية عدة. أولها كان بنو حمود العلويين الذين حكموا في الجزيرة ومالقة (الأندلس). كما تولوا لبعض الوقت أمور الخلافة في قرطبة. فرع آخر من الأدارسة حكم جزءا من منطقة عسير في السعودية بين سنوات 1830-1943 م. الأمير عبد القادر الجزائري و الذي حكم في الجزائر سنوات 1834-1847 م ينحدر من هذه الأسرة أيضا. آخر فروعهم كان السنوسيين حكام ليبيا و الجبل الأخضر 1950-1969 م.
الدولة الأغلبية:
الأصل: بنو الأغلب: سلالة عربية حكمت في إفريقية( شرق الجزائر، تونس، غرب ليبيا ) مع جنوب ايطاليا و صقلية 800-909م.
المقر: القيروان.
كان مؤسس هذه السلالة واسمه الأغلب بن سالم بن عقال التميمي قائداً لجيش العباسيين، قبل أن يصبح ابنه إبراهيم ح(800-812م) والياُ على إفريقية من طرف هارون الرشيد ابتداء من سنة 787 م، ليستقل الأخير بالأمر سنة 800م بعد أن حول العباسيون اهتماههم إلى ناحية المشرق. عرفت دولة الأغالبة أثناء عهدها الأول عدة ثورات قاد أغلبها دعاة من بربر، ثم استقر أمر الدولة في عهد عبد الله بن إبراهيم (812-817 م) و زيادة الله بن إبراهيم (817-838م) و بلغت أوج قوتها. ابتداءا من سنة 827م شرع الأغالبة في غزو صقلية، ثم استولوا على مدينة باري -في إيطاليا- عام 841م، فاجتاحوا رومية (روما) ونهبوها عام 846 م -إلا أنهم انسحبوا بعد ذلك-، ثم غزوا مالطة (مالطا) عام 868 م، و بلغت سطوة الأغالبة مبلغاً كانت معه كل الدول النصرانية على ساحل إيطالية تدفع لهم الجزية. داخلياً كان الأغالبة في صراع دائم مع الثورات ذات الطابع الديني -الخوارج- أو بدوافع من العصبية - البربر-. بدأت مرحلة الأفول أثناء عهد إبراهيم بن أحمد (875-902 م) و فيها تم فقدان بعض المناطق لصالح البيزنطيين -كالابرية-، فليبيا لصالح الطولونيين، ثم تمرد بعض القبائل على الحكم الأغلبي. انتهت دولتهم على أيدي الفاطميين سنة 909 م.
الدولة الفاطمية
الأصل:الفاطميون او العبيديون: سلالة شيعية حكمت في تونس، مصر، الشام وعلى فترات في الجزائر، المغرب و الجزيرة العربية، سنوات 909-1171 م.
المقر: القيروان: 909-920 م، المهدية: 820-973 م، القاهرة: منذ 973 م.
يستمد الفاطميون لقبهم من فاطمة بنت الرسول (صلى الله عليه و سلم)، كما يدعون انتسابهم لأهل البيت عن طريق الإمام السابع إسماعيل بن جعفر الصادق، ومنه جاءت الطائفة الإسماعيلية. يرى أغلب المؤرخين اليوم أن نسبهم كان منحولاً. يفضل أغلب علماء السنة أن يطلقَ عليهم لقب "العبيديون" نسبة إلى جدهم عبيد الله.
مؤسس السلالة عبيد الله المهدي (909-934 م) اعتمد في دعوته الجديدة على أبو عبد الله الشيعي، كان يدعي أنه المهدي المنتظر. نجح صاحب دعوته في القضاء على دولة الأغالبة و حمله إلى السلطة. استولى الفاطميون على تونس، ليبيا و شرق الجزائر ثم صقلية والتي بقيت في حكمهم حتى 1061 م. سنة 969 م يستولى المعز لدين الله الفاطمي (953-975 م) على مصر ويقرر بناء عاصمة جديدة لدولته: القاهرة. دخل الفاطميون في صراع مع العباسيين للسيطرة على الشام. كما تنازعوا السيطرة على شمال إفريقية مع الأمويين حكام الأندلس. تمكنوا من إخضاع الحجاز و الحرمين مابين سنوات 965-1070 م. ازدهرت التجارة و نما اقتصاد البلاد و نشطت حركة العمران أثناء عهد العزيز (965-996 م) ثم الحاكم (996-1021 م) والذي كان متهورا و متطرفا في أفكاره إلى أقصى حد، عرفت البلاد في عهده اضطرابات كثيرة. بعد مماته انشقت عن الإسماعيلية طائفة من الشيعة عرفت باسم الدروز. بعد حكم المستنصر (1036-1094 م) الطويل انشق الإسماعيليون مرة أخرى إلى طائفتين النزارية و المستعلية. تولى الحكم من بعده خلفاء أطفال. مع حكم الحافظ (1131-1149 م) تقلصت حدود الدولة إلى مصر فقط. آخر الخلفاء وقع تحت سيطرة القادة العسكريين الأيوبيين. قام صلاح الدين الأيوبي و الذي تولى الوزارة منذ 1169 م، بالقضاء على الدولة الفاطمية نهائيا سنة 1171 م. تحولت مصر بعدها إلى المذهب السني.
الدولتين الزيرية والحمادية:
الأصل:الحماديون، بنو حماد،الصنهاجيون: سلالة بربرية حكمت في الجزائر، مابين 1007/15-1152 م.
المقر: القلعة: 1015-1090 م، بجاية: منذ 1090 م. الحماديون فرع من الزيريين حكام إفريقية. أسس دولتهم حماد بن بلكين
(1007-1028 م) تولى عمل آشير (في الجزائر) من قبل بنو أعمامه الزيريين حكام تونس. بنى مقره القلعة عام 1007 م ثم أعلن الدعوة العباسية سنة 1015 م واستقل بالحكم. إلا أنه لم يتم الاعتراف بدولته إلا بعد حروب كثيرة خاضها ابنه القايد (1028-1054 م) مع الزيريين. اعترف هؤلاء في النهاية باستقلال دولة الحماديين.
في عهد بلكين (1055-1062 م) توسعت الدولة إلى حدود المغرب (مع دخول فاس)، ثم في عهد الناصر (1062-1088 م) بلغت تونس والقيروان، كما امتدت أطراف الدولة جنوبا في الصحراء. قاد هؤلاء الأمراء حركة عمرانية كبيرة كما بلغت الدولة في عهدهما منذ سنة أوجها الثقافي. منذ 1104 م و مع دخول أعراب بنو هلال (مع سليم ورباح) المنطقة، وتزايد ضغطهم على الدولة الحمادية، انحسرت رقعة الدولة إلى المنطقة الساحلية. سقط آخر الحماديين يحيى (1121-1151 م) بعد دخول الموحدين بجاية سنة 1152 م.
الدولة الموحدية:
الأصل:سلالة بربرية حكمت في شمال إفريقية (المغرب، الجزائر، تونس، ليبيا) و الأندلس سنوات 1130-1269م
المقر: مراكش، إشبيلية (فترات متقطعة).
أطلق عليهم تسمية "الموحدون" لكون أتباع هذه الطريقة كانوا يدعوا إلى توحيد الله. قاد ابن تومرت (1080-1130 م)، والذي ينحدر من صلبه أمراء الموحدين، أتباع حركة دينية متشددة، وكان يدعوا إلى تنقية العقيدة من الشوائب. أطلق بن تومرت عام 1118 م الدعوة لمحاربة المرابطين واتخذ من قلعة تنملل -على جبال الأطلس - مقراً له. استطاع خليفته عبد المؤمن (30/1133-1163 م) أن يستحوذ على السلطة في المغرب (سقوط مراكش عام 1147 م) و من ثم على كامل إفريقية (حتى تونس و ليبيا عام 1160 م) و الأندلس (1146-1154 م).
بلغت الدولة أوجها في عهد أبو يعقوب يوسف (1163-1184 م) ثم أبو يوسف يعقوب المنصور (1184-1199 م) مع بناء العديد من المدن الجديدة و تشجيع الثقافة والحياة الفكرية (ابن رشد، ابن طفيل). وقعت بعد ذلك معركة الأرك عام 1195 م و التي انتصر فيها الموحدون على الملوك النصرانيين. في عهد الناصر (1199-1213 م) تم القضاء على العديد من الثورات في إفريقية، إلا أن الموحدين تلقوا هزيمة قاسية على يد النصرانيين في معركة حصن العقاب (1212 م) - لم تقم للمسلمين بعد هذه المعركة قائمة-. بعد سنة 1213 م بدأت الدولة تتهاوى بسرعة مع سقوط الأندلس في أيدي ثم النصرانيين (بعد 1228 م)، و تونس في أيدي الحفصيين و الجزائر في أيدي بنو عبد الواد -الزيانيون- (1229-1236 م). حكم بين سنوات 1224-1236 م فرعين أحدهما في المغرب و الثاني في الأندلس. منذ 1244 م تعرضوا لحملات المرينيين، ثم فقدوا السيطرة على المغرب و انتهى أمرهم سنة 1269 م وقضى عليهم المرينيون نهائياً.
الدولة الزيانة:
الأصل:الزيانيون، بنو زيَان، بنو عبد الواد: سلالة بربرية حكمت في غرب الجزائر سنوات 1236-1554 م.
المقر: تلمسان.
يرجع أصل بنو عبد الواد أو بنو زياد إلى قبيلة زناتة البربرية التي استقرت شمال الصحراء الكبرى ثم هاجرت في حدود القرن الحادي عشر إلى شمال الجزائر.
كان بنو عبد الواد من أنصار الموحدين، نقل هؤلاء إليهم إدارة مدينة تلمسان. بعد سقوط الموحدين استقل أبو يحي يغمراسن بن زيان
(1236-1283 م) بالحكم تمكن بعدها من وضع قواعد لدولة قوية، في عهده ثم خلفاءه من بعده أصبحت تلمسان مركزاً لنشر الثقافة و مركزاً تجاريا أيضاًً. تأرجح بنو عبد الواد بعد ذلك بين وصاية المرينيين أصحاب المغرب تارة ثم الحفصيين أصحاب تونس تارة أخرى، والذين أجبروهم مرات عدة في القرنين الـ13 و الـ14 م على التنحي. ثم انتهى بهم الحال إلى أن وقعوا تحت سيطرة المرينيين.
أعيد إحياء سلطة الدولة و بلغت الثقافة أعلى درجاتها في عهد أبو حمو الثاني (1359-1389 م)، قبل أن يقعوا مرة أخرى تحت سيطرة الحفصيين. منذ 1510 م و بسبب التهديد الإسباني وضع بنو عبد الواد أنفسهم تحت حماية الأتراك (الذين استولوا على مدينة الجزائر عام 1516 م بأيدي عروج بربروسة). سنوات 1552-1554 م يستولي الأتراك على غرب الجزائر بعد عزل آخر سلاطين بني عبد الواد









رد مع اقتباس
قديم 2011-08-24, 11:51   رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
محمدالصغير19
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية محمدالصغير19
 

 

 
إحصائية العضو










B11 إلحاق الجزائر بالخلافة العثمانية

إلحاق الجزائر بالخلافة العثمانية
إحتل الإسبان مدينة وهران سنة 1504 بقيادة غونزالو سيسنيروز، كاردينال الملوك الكاثوليك، فاستنجد سكان بجاية وجيجل بالاخوة عروج، حيث قام باربروس عروج وخير الدين، بوضع الجزائر تحت سيادة الدولة العثمانية، وجعلا من سواحل البلاد قاعدة لعملياتهم البحرية على الأساطيل المسيحية.

بلغت هذه النشاطات ذروتها سنة 1600، (أطلق على مدينة الجزائر اسم دار الجهاد).

تعرضت مدينة الجزائر خلالها، لهجوم الملك شارل الخامس في 1535 بعد سيطرته على مدينة تونس، التي لم تدم طويلا.









رد مع اقتباس
قديم 2011-08-24, 11:57   رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
محمدالصغير19
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية محمدالصغير19
 

 

 
إحصائية العضو










B11 الجزائر في ظل الحكم العثماني

الجزائر في ظل الحكم العثماني


** الجزائر في ظل الحكم التركي العثماني: (1518-1830م)**
كان لظهور الأتراك في الجزائر دورا فعالا في إنقاذ هذا البلد من الاحتلال الاسباني، الذي كان أمرا واقعا لا محالة، لذلك قبل السكان بالانضواء تحت لواء الخلافة العثمانية بعد الاستنجاد بالأخوين "عروج وخيرالدين برباروس". وكان لرابطة الدين الدور الرئيسي للقبول، خاصة وأن الصراع بين المسلمين والصلبيين كان على أشده، فقد بذل العثمانيون جهودا كبيرة في حماية الجزائر من التحديات الاستعمارية طيلة ثلاثة قرون من الزمن تحفظ لهم في التاريخ.
– إلحاق الجزائر بالخلافة العثمانية:
بعد استشهاد عروج كان خيرالدين قد أعلن تبعيته للسلطان العثماني "سليم الأول" ليس لأنه كان من أصل تركي، ولكن بعد بروز الخلافة العثمانية بوصفها أكبر دولة إسلامية تتجه نحو حماية المسلمين، لذلك قرر خيرالدين إلحاق دولته الناشئة بالخلافة العثمانية، فأرسل إلى السلطان العثماني يعرض عليه مباعيته، وحدث ذلك عام 1518م، فكان رد السلطان القبول وكان وقتذاك بالقاهرة، فأرسل إليه "2000 جندي مسلحين بالبنادق وعددا من رجال المدفعية والمتطوعين، وبل وقام بتوجيه رسائل إلى حكام تونس وتلمسان يحذرهم فيها من الاعتداء على إمارة الجزائر، وبعد تعيين خيرالدين حاكما للجزائر صار يلقب بالبايلرباي، وأصبحت الجزائر من إحدى ولايات الدولة العثمانية، وغدت قوة لا يستهان بها على المستوى الدولي.
** مراحل الحكم العثماني:
استمر الحكم العثماني بالجزائر من 1518م إلى غاية الاحتلال الفرنسي عام 1830م وقد مر بأربعة عهود هي:
1- عهد البايلربايات: 1518-1587م:
تميزت هذه المرحلة بالقوة وتوطيد ركائز الحكم، وتوحيد رقعة البلاد والقضاء على التوسع الاسباني وعلى الكثير من التمردات، وقد اتخذ خيرالدين من مدينة الجزائر مركزا لحكومته، وعين "أحمد بن القاضي الغبريني" سلطان جبل كوكو ( تبعد 18كلم من أربعاء نايت ايراتن ببلاد القبائل) حاكما على بلاد القبائل والناحية الشرقية، ومن مميزات هذا العصر:
أ- على المستوى السياسي:
تم إلحاق الجزائر بالخلافة العثمانية، وأصبحت الجزائر إحدى ولايات الخلافة العثمانية، مما جعلها تكتسب قوة في الداخل والخارج.
وقد استطاع البايلربايات أن يحققوا الوحدة الإقليمية والسياسية للجزائر، التي امتد نفوذها وسيطرتها إلى كل الجهات شرقا وغربا وجنوبا، والقضاء على كل الإمارات المحلية: إمارة تلمسان، الإمارات الحفصية، قسنطينة وعنابة، وإمارة جبل كوكو، ويعد السلطان "صالح رايس"( 1552-1556) البطل في تحقيق هذه الوحدة، لاجتهاده في مد نفوذ الأتراك إلى واحات الجنوب وقضى على الدولة الزيانية بتلمسان، وقام بفرض طاعة سلطة الجزائر على كل المناطق، لتصل تخوم الجزائر إلى ما هي عليه الآن.
أما على مستوى العلاقات السياسية، فبفضل امتلاك الجزائر لأسطول قوي، فقد استطاعت أن تفرض إرادتها على الدول الأوروبية وإرغامها على دفع إتاوات مقابل ضمان الأمن والسلام لمراكبها في حوض البحر الأبيض المتوسط، وما يعاب على هذه العلاقات هو بدء تسرب النفوذ الفرنسي إلى الجزائر، نتيجة للعلاقات الطيبة التي كانت تربط بين البلدين، وبسبب عداء الجزائريين والأتراك للأسبان، إضافة إلى تنافس فرنسا التقليدي حول وراثة مشاكل القارة الإفريقية. " وتعود العلاقات الطيبة بين فرنسا والدولة العثمانية إلى أيام السلطان سليمان القانوني وفرانسوا الأول، حيث حصلت فرنسا على امتيازات واسعة في أملاك الخلافة العثمانية عام 1535، وهو كما سنرى سيمهد إلى تلك النهاية المأسوية للدولة الجزائرية بالاحتلال الفرنسي لها…".
ب- على المستوى العسكري:
– في عام 1519 م:
قامت اسبانيا بشن حملة على الجزائر ولكنها منيت بهزيمة نكراء، في وقت تمرد فيه احمد بن القاضي وقطع خط الرجعة على خيرالدين إلى الجزائر وهو في جهاده ضد الأسبان، إذ استقر بالجزائر مدة 06 سنوات من(1521-1527م) وهو يحارب الأسبان إلى أن تمكن من فتح الجزائر من جديد وكان ذلك عام 1527م. والقضاء على الحصن الاسباني ببرج الفتار في 16/05/1529م. " وأسر الأسبان الموجودين فيه وكان عددهم 700 جندي ووصلوا البرج بالساحل وانشئوا رصيفا لحماية الميناء، فأصبح ميناء الجزائر في غاية الروعة، وأقاموا قرب البرج ثكنة عسكرية واعتبارا من ذلك التاريخ تأسس أوجاق الجزائر واستمر الأمر حتى 1830م".
– حملة أندري دوريا الاسبانية على مدينة شرشال عام 1531م:
انتقاما للهزيمةالتي منيت بها اسبانيا عام 1519م دخلت على مدينة شرشال عام 1531م وعاثوا فيها فسادا وخرابا وتقتيلا، عندها تدخل خيرالدين بقواته فاضطر الأسبان إلى التراجع والفرار، ونظرا للقدرة والجدراة التي يمتلكها خيرالدين تم استدعاؤه إلى القسطنطينية عام 1535م ليعين وزيرا على رأس البحرية أو أمير البحر العام لجميع الأسطول العثماني، فلبى النداء واستخلفه نائبه محمد حسن آغا على رأس الدولة الجزائرية.
– حملة شارلكان الاسبانية على الجزائر 1541م:
برحيل خير الدين اعتقد الأسبان أن الأمر أصبح سهلا لاحتلال الجزائر وطرد الأتراك، فاحتلوا موانئ تونس وشارك في الصراع ضدهم خيرالدين نفسه، ثم قاموا بحملة قادها شارلكان نفسه ونزلوا بجهة حسين داي يوم 23/10/1541م . كان مصيرها الفشل. " ولقد شوهد شارلكان لأول مرة في تاريخه يبكي على الخسائر التي مني بها جيشه وأسطوله". وبعد هذه الهزيمة حولوا جهدهم إلى الناحية الغربية إلى إمارة بن زيان الضعيفة وذلك لنجدة الأمير الزياني عبد الله ضد شقيقه احمد، فأبيدت حملتهم عن آخرها، بالقرب من عين تموشنت عام 1543م ، وأعادوا الكرة على تلمسان في العام الموالي فاقتحموها ونهبوا خزائنها، ونصبوا فيها عبد الله الزياني مدة إلى أن ثار السكان ضده، فطردوه وأعادوا أخاه احمد، ليتم في نهاية المطاف إلحاق تلمسان بالجزائر وعزل أسرة بني زيان عام 1554م.
– فتح بجاية:
لم يكن صالح رايس يهتم إلا بمحاربة الأسبان، وكان يرى أنه من الضروري فتح مدينة وهران أولا ثم النزول بالبلاد الاسبانية، وفي إحدى الأيام وصلت إليه أنباء بوهن القوى الاسبانية ببجاية، فجهز حملة قوية في جوان 1555م واقتحم المدينة واستطاع تحريرها، وتم إزالة أثر الاحتلال الاسباني بالساحل الشرقي (القل)، وفي المقابل ظلت مدينة وهران تحت الاحتلال، وقد كان هم "صالح رايس" هو تحرير وهران والاتجاه صوب الأندلس في وقت كان فيه التراجمة اليهود يحاولون الوصول إلى اتفاق حربي- سياسي ضد الجزائر يقضي عليها ويقسمها، فوصل الخبر إلى الجزائر، فأبلغت بدورها السلطان "سليم" في اسطنبول، الذي كان رده سريعا وحاسما بوجوب فتح وهران قبل أن تستقر المفاوضات بين مراكش والأسبان عن نتائج عملية، فأرسل السلطان مددا بحريا كبيرا، وفي والوقت الذي كان يتأهب فيه صالح رايس للإقلاع أصيب بالطاعون وتوفي عام 1556م، فحمل يحي الراية مؤقتا ليأتي أمرا من السلطان يأمر فيه برفع الرايس حسان قورصو إلى منصب البايلرباي، ووصل الجيش إلى مدينة وهران التي حوصرت حصارا شديدا ولكن لم يتمكنوا من فتحها بسبب الرد الاسباني العنيف، فتم الاضطرار إلى رفع الحصار ورجع حسان قورصوا يالجيش البري إلى الجزائر، وما كان من الشريف السعدي بالمغرب الأقصى إلا أن ينتهز هذه الفرصة ليقتحم تلمسان وعين على رأسها ابن غانم زعيم قبائل بن راشد.
– أحداث 1557م:
عاشت الجزائر أثناء ذلك أحداث وقلائل خطيرة، فعقب وفاة صالح رايس حدث هيجان شديد نتيجة غضب الانكشارية من انسحاب الأسطول العثماني أثناء محاصرة مدينة وهران، إضافة إلى ما أصابهم من متاعب وعدم الرضا عن الأداء في الحرب.
بعد مصرع حسان قورصو والبايلرباي محمد باشا، اضطر السلطان إلى إعادة تعيين حسن بن خير الدين ثانية نظرا لما يمتلكه من قدرة في مخاطبة الأهالي وصداقته لجميع الرياس، وقد وصل الجزائر عام 1557م، وبهذه القوة وقوة الجزائر تمكن من إقرار السلم والأمن، وقد تمكن حسن بن خير الدين من استرجاع تلمسان وبفتح مدينة مستغانم في 26/08/1558م.
وهكذا أصبحت للجزائر هبة تتخطى حدودها وأصبح لقادتها وأسطولها دورا كبيرا في أحداث منطقة البحر الأبيض المتوسط، وفي مراحل تالية جرت محاولات لدخول المغرب الأقصى في ولاية البايلرباي "قايد رمضان" وعاود "جعفر باشا" المحاولة ولكن تم رفع الحصار نتيجة لتوسلات حكومة فاس إلى السلطان العثماني.
جـ-على المستوى الإداري:
عرف الجهاز الإداري للجزائر في العهد العثماني تطورا ملحوظا، وذلك منذ استقرار الحكم التركي بالجزائر، وامتد نفوذ السلطة التركية إلى معظم المناطق الشرقية والغربية والجنوبية للبلاد، وقد اهتم البايلرباي حسن باشا بن خير الدين في ولايته الثانية بتنظيم إدارتها، حيث قسمها إلى أربعة بايلكات (عمالات):
- بايلك الجزائر ومركزها مدينة الجزائر.
- بايلك الشرق ومركزها مدينة قسنطينة.
- بايلك التيطري ومركزها مدينة المدية.
- بايلك الغرب ومركزها مدينة مازونة ثم معسكر ثم وهران.
وكان ولاة هذا العهد كلهم أقوياء اثبتوا جدارتهم سواء في الداخل أو الخارج، وبفضل مركزهم ومكانتهم مدوا سيطرتهم على تونس وطرابلس، وتحكموا في تسييرها والوصاية عليها، فبحكم لقبهم البايلرباي يعينون باشوات تونس وطرابلس، وذلك نيابة على الدولة العثمانية وكذا من يخلفهم بالجزائر.
د - على المستوى الاقتصادي والعمراني:
أما على المستوى الاقتصادي والعمراني، فقد اهتم البايلربايات بتشييد المساجد وسخروا الأوقاف الطائلة على مشاريع البر والإحسان، وقاموا بتأجير المياه في سبيل المنفعة العامة، وشهدت مدينة الجزائر العاصمة خاصة حركة عمرانية كبيرة: بناء الحصون، المدارس، القصور، حمامات، مستشفيات، وقلاع ضخمة لا تزال آثارها شاهدة إلى الوقت الحالي. وقد لعب مهاجري الأندلس دورا كبيرا في الازدهار العمراني بفضل ما يتمتعون به من خبرة فائقة في مجال الزخرفة والعمارة.
ومن الناحية الاقتصادية امتازت البلاد بغناها الاقتصادي الكبير مصدره الثروات الزراعية والحيوانية، وما يأتيها من أموال الزكاة على الماشية والحبوب والزيتون وأنواع المدخولات الأخرى من رسوم وضريبة الصادرات وأموال الجزية التي كانت مفروضة على الدول الأوروبية، وعلى المستوى الصناعي فقد عرفت الصناعة تطورا كبيرا مثل: صناعة النسيج، البرانس، الزرابي، والحياك، كما كانت تصدر كميات وفيرة من الحبوب والبضائع: الصوف، الجلود، الشمع والنسيج إلى الخارج.


2- عهد الباشوات (1587-1659):
أ– أسباب استبدال نظام البايلربايات بنظام الباشوات:
- الصراع القائم بين طبقة الرياس وجنود الانكشارية, منذ نشأة الدولة الجزائرية فقد قامت وتأسست على أكتاف رجال طائفة الرياس مثل خيرالدين ومن خلفه، وبالتالي كان هذا الصراع من الأسباب الرئيسية التي دفعت غلى تغيير النظام السابق.
- طوال فترة حكم البايلربايات ظلت الانكشارية تثير تخوفات وشكوك الباب العالي في نية البايلربايات، الأمر الذي جعل من رجال الدولة العثمانية يرون أن السلطة في الولايات الثلاث: الجزائر, تونس, طرابلس تحت حكم رجل واحد قد يشكل خطرا على الإمبراطورية العثمانية, وبالتالي لابد من تقسيم الحكم وفصل الولايات عن بعضها البعض، وإسناد كل إدارة إلى باشا يحكم لمدة ثلاث سنوات, وذلك لإحكام السيطرة على البلاد ومنع حدوث أي تمرد ضدها.
- نظرا للنفوذ الذي كان يتمتع به البايلربايات، ولفضلهم في فتح كل من تونس وطرابلس وإلحاقها بالدولة العثمانية إضافة إلى الفترة غير المحدودة للحكم، بدأت الدولة العثمانية تشم رائحة التمرد ومحاولة الانفصال والاستقلال بهذه البلاد، لاسيما أن الشقة كانت بعيدة بين الجزائر والقسطنطينية، لذلك فكرت في تغيير النظام السابق بنظام الباشاوات عله يحقق لها السيطرة الكاملة على البلاد.
– سياسة الباشاوات: إن تعيين الباشا لمدة ثلاث سنوات على رأس الحكم قد جعل منه يشعر أنه ليس بحاجة لولاء الشعب مادامت مدة ولايته محدودة، فأصبح همه الوحيد هو جمع أكبر قدر ممكن من الأموال طوال فترة حكمه, ويحصل الباشوات على هذا المنصب بشرائه من الباب العالي عن طريق دفع الرشوة أو الهدايا نظرا للأموال الطائلة التي يدرها هذا المنصب, وما دام الحصول على الثروة أصبح هدفا أساسيا للباشوات، فقد باتت قضية الحكم لهم مسالة ثانوية, ومن ثم غدت السلطة فاقدة لعنصر التآلف والتآخي والمحبة والدفاع عن راية الإسلام, وبات ولاء الانكشارية للمال والنفوذ والسلطة, أما بالنسبة للفداء والتضحية والتفاني فقد أصبحت مبادئ ميتة منذ أن تخلى السلطان عن مسؤوليته.
وكان من نتيجة هذه السياسة هو زيادة سخط العلماء والذين كانوا يحذرون من عواقب وأخطار هذه السياسة ويقدمون لهم النصح بضرورة إقامة العدل والاهتمام بشؤون الرعية والحرص على مصالحها, التي أرهقت بالضرائب والتكاليف التي لا تحتمل فظهرت القلائل وتمردت القبائل.
وبعد تفاقم الاضطرابات والصراع على الحكم تم القضاء على نظامهم عام 1659م أين تم القضاء على سلطة الباشا وأحيلت السلطة التنفيذية للآغا رئيس فرقة عسكرية بشرط أن لا تتجاوز مدة حكمه شهرين(02 شهر)، في حين أعطيت السلطة التشريعية إلى الديوان، وهكذا أصبحت طائفة الديوان تحتل مكانة ثانوية في الحكم.
ب– أبرز أحداث عهد الباشوات:
إذا كان عهد البايلربايات يمثل عهد رجال البحر والرياس الذين صانوا الشمال الإفريقي من الأسبان، فإن عهد الباشوات يمثل عهد موظفي عهد الخلافة العثمانية، وإذا كانت الوحدة في الشمال الإفريقي تشكل عنصر قوي تعتز به الدولة العثمانية وتحافظ عليه، فقد أصبحت تشكل مصدر خطر وقلق بالنسبة لها ويثير مخاوفها من انفصال الجزائر. " لأن المبدأ الذي اعتمدته بتجديد مدة الباشا بثلاث سنوات، قد أثار في نفس الباشا مسألة الفصل بينه وبين رعيته الأمر الذي يدفع مباشرة إلى جمع المال وشراء المناصرين له طمعا بالمطالبة به لعهدة أخرى، والباشا المعين مدرك تماما أن قضاء الفترة المحددة لن يتم إلا إذا زاد في تعميق الخلاف بين العناصر الانكشارية وطائفة الرياس".
– على الصعيد الخارجي:
- في عام 1588م هاجم أحمد باشا شواطئ نابولي صقلية والدولة البابوية وكورسيكا واسبانيا، وعاد بثروة ضخمة إلى الجزائر ثم خلفه "خضر باشا" الذي واصل الجهاد ونال شهرة عظيمة.
- بعد فشل الحملة الاسبانية على مدينة الجزائر عام 1601م . والتي وضع خطتها قرصان فرنسي "روكي" عمل باشوات الجزائر على وضع حد لامتيازات التجار الفرنسيين فقام الباشا خضر بتحطيم المركز الفرنسي بالقالة وأسر رواده.
- بعدها أخذ الفرنسيون يعتدون على السفن الجزائرية وكان رد الجزائر بالمثل، حيث أسر القنصل الفرنسي.
- تعقدت العلاقات الفرنسية مع الجزائر من جهة ومع الخلافة العثمانية من جهة أخرى، فاضطرت فرنسا إلى التفاوض وإبرام معاهدة بتاريخ 19/09/1628م. نصت على مايلي:
— إطلاق صراح الأسرى من الجانبين.
— التوقف عن الأسر من الجانبين.
— مسالمة البواخر الفرنسية في البحر.
— تعيين قنصل فرنسي بالجزائر يتمتع بحصانة.
– إعادة بناء المركز الفرنسي بالقالة.
- لم تحافظ فرنسا على نصوص المعاهدة وقامت بالاعتداء المتكرر وقتلت الكثير من الجزائريين، وكان رد الجزائر بالمثل بتتبع مراكب فرنسا وأسر ما فيها.
- سوء العلاقة السياسية بين الجزائر وتونس بسبب تدخل البايات التونسيين في بشؤون شرق الجزائر، وتمت المصالحة بين البلدين بإبرام معاهدة صلح عام 1628م.
– على الصعيد الداخلي:
لقد اشتد الصراع بين القوة العسكرية وطائفة الرياس وبات ضباط الإنكشارية يتطلعون إلى السيطرة والحكم بشتى الوسائل، فحاول ولاة البايلربايات التخلص من عناصرها المتمردة وإدماجها في فرقة البحارة وتحت سلطة الرياس واستحداث فرقة المشاة الجزائريين، إلا أن كل هذه المحاولات باءت بالفشل، وأصبحت البلاد مهددة في عصر الباشوات فاضطربت البيئة وانتشر القتل والنهب والسلب.
لقد حاول البشر "خضر " التخلص من هذه الفرقة (1583م-1592م) التي لم يعد لها ولاء لا للسلطة ولا للدين ولا للشعب، وإنما للمال والنفوذ والسلطان، ولكن المحاولة فشلت وعزل الباشا خضر إلى أن تدخل السلطان العثماني وعالج الوضع بصفة مؤقتة.
وقد ازدادت عمليات السلب والنهب التي ترتكبها عناصر الانكشارية وازداد تسلطها، حيث برزت عد مظاهر تركت آثارها على البلاد وهي:
– الصراع بين الانكشارية وطائفة الرياس:
هذا الصراع راح ضحيته الأهالي وذلك بسبب ظلم الانكشارية وانصراف طبقة الرياس إلى مصالحها وعدم الاهتمام بالرعية، أما الباشوات فكان همهم هو جمع أكبر قدر ممكن من المال، ونتيجة لهذه الأوضاع السياسية وغياب روح المسؤولية؛ فإن هذه الأوضاع المزرية ستتطور في المستقبل وستمهد بدون شك إلى النهاية المأسوية والتي أدت بالبلاد إلى الاحتلال.
– ثورة الكراغلة:
كان من أهم القرارات التي اتخذها الديوان ضد الباشوات هو إخضاع خزينة الدولة تحت إدارته، وإرغام الباشوات على دفع مرتبات الجنود، وقد أدى هذا الحدث إلى إشعال فتيل الثورة عام 1633م. تزعمتها عناصر الكراغلة الذين هاجموا مدينة الجزائر وحاصروا القوات التركية بالقصبة بسبب عجز الولاة عن دفع تجور الجنود، وانتهى الأمر إلى سيطرة الرايس العلج بتشيني ذو الشهرة الواسعة، ولم تمض سنوات على ثورة الكراغلة حتى نشبت ثورة أخرى، امتدت إلى أعماق الصحراء وإلى منطقة القبائل، وقد تعرض الحكم العثماني إلى هزات عنيفة وفي ميادين عدة، نجم عنها اضطراب كبير على المستوى الإداري بالجزائر.
– ثورة القبائل 1643م:
لم تكن حكومة تركيا تتدخل في شؤون القبائل منذ البداية، واكتفت منها بدفع ما عليها من ضرائب وكانت القبائل ترفض الخضوع لزعامة غير زعامتها المحلية، وقد حدثت ثورة القبائل خلال عهد الباشوات بسبب محاولة الباشوات الجمع المزيد من المال وبسرعة، واعتقدوا أن القبائل لا يمكنها أن تثور في الوقت الذي تحالفت فيه مع الكراغلة، أما الأسبان فكانوا يشجعون القبائل على التمرد طمعا في الاستيلاء على بعض المناطق، فعمت الثورة في مختلف أنحاء الجزائر ضد الأتراك، فاضطرب الأمن وخشي التجار من التحرك، وامتنع الجباة عن القيام بدور الجباية، فتناقصت موارد الخزينة ولم يعد بمقدار الباشا حتى دفع مرتبات الجنود، وتزامنا مع ثورة القبائل نشبت خلاف بين ولاة تونس والجزائر من جهة، والفرنسيين من جهة أخرى، إضافة إلى كارثة لافلون. " فقد استنجد الباب العالي بأسطول الجزائر لمساعدته في حروبه في منطقة البحر الأدرياتيكي بشرق المتوسط، وذهب العلج بتشيني على رأس هذا الأسطول، واضطرته العواصف الهوجاء إلى الاحتماء ببعض الموانئ الإيطالية لافلون، حيث تعرض لهجوم غادر أدى إلى تحطيم نصفه تقريبا ومقتل الكثير من قادته، ورغم أن الباب العالي وعد بتعويض تلك الخسائر إلا أنه لم يف بعهده، مما جعل الجزائر تعمل بجد على معارضة كل التعليمات التي تأتي منه ما دامت لا تكترث بما يجري من أحداث واضطرابات في الداخل".
وفي أواخر عهد الباشا إبراهيم (1656-1659م). قامت ثورة عارمة ضده تزعمها رياس البحر
والانكشاريون". أما الرياس فثاروا بسبب قيام الباشا "ابراهيم" بحرمانهم من المبالغ المالية التي خصصها لهم الباب العالي كتعويض عن الخسائر التي مني بها في الادرياتيكي والتي دفعت كرشاوى لرجالات الدولة في القسطنطينية حتى يبقوه في منصبه، وقد هاجم الرياس قصره واعتقلوه وحبسوه ثم رحل. وأما الانكشاريون فكانوا يحاولون اغتنام فرصة الاستيلاء على الحكم فقاموا بانقلاب مفاجئ على الرياس وقضوا على سلطة الباشا وإسناد السلطة التنفيذية للآغا على أن لا تزيد مدة حكمه عن شهرين فقط.
إن ظلم الانكشارية وعصية البحارة وفساد الإدارة وعدم تنفيذ أوامر الإدارة المركزية، إضافة إلى ثورة الكراغلة التي أدت إلى تعقد الوضع الداخلي واتساع الهوة بين المجتمع والسلطة وعدم الثقة كلها عوامل أدت إلى القضاء على نظام الباشاوات وسيطرة الانكشارية على الحكم، حيث تقرر إعطاء السلطة التنفيذية للأغا (رئيس الفرقة العسكرية يشرط أن لا تتجاوز مدة حكمه شهرين) أما السلطة التشريعية فقد تقرر بأن تكون بيد الديوان ومن ثم أصبحت طائفة الرياس تحتل مكانة ثانوية.
3-عهد الأغوات (1659-1671):
تميزت فترة الأغوات بوضع أسوا من ذي قبل,(اهتزاز نظام الحكم, الاغتيالات, التآمر ضد الحكام, الخسائر بسبب أساطيل أوروبا, الفوضى, عدم الاستقرار, قصر مدة حكم الأغا, معظم الأغوات يموتون ميتة غير طبيعية, تغذية طائفة الرياس وإثارتها للقلائل والاضطرابات ضد الأغوات سعيا لاسترجاع الحكم.
– أبرز الأحداث:
أ-على الصعيد الداخلي: كانت مهمة الأغا كمحاولة للانفصال على الخلافة العثمانية والاستقلال بالجزائر من الناحية الشكلية, وقام هذا النظام انتقاما من طبقة الرياس، علما أن الأهالي لم يكونوا راضين على الطبقة الانكشارية, وقد ازداد هذا النظام سوءا وتفجرت صراعات داخلية, وامتنع الرياس عن تقديم الدعم الاقتصادي للانكشاريين " الطبقة الحاكمة" وكانوا يسعون إلى إثارة الاضطرابات ضد الأغوات محاولة منهم لاستعادة السلطة, وبسبب رفض الأغوات التخلي عن الحكم, فقد مات معظمهم مقتولا.
ب-على الصعيد الخارجي: لقد سعى ديوان الأوجاق إلى تحسين علاقته مع فرنسا ولكنها أعرضت واستمر القراصنة الفرنسيون في اعتداءاتهم على السفن الجزائرية في البحر وعلى شواطئ الجزائر، ودخل في الصراع إلى جانب فرنسا كل من الانجليز والأسبان والهولنديين، وكاد الأمر يتحول إلى تحالف أوروبي ضد الجزائر، إلا أن الجزائر تفطنت وفوتت الفرصة فصالحت الهولنديين عام 1663 لمحاربة الفرنسيين، وصالحت الفرنسيين لتحارب الانجليز والهولنديين، وفي عام 1671 صالحت فرنسا وهكذا.
ولقد كان لويس الرابع عشر (1643-1715) شديد الحقد على الإسلام وكانت له أطماع لاحتلال الجزائر، فأرسل إليها جواسيس (إلى القل وجيجل) منذ عام 1558. وحشدت قوات كبيرة لاحتلال القل عام 1663. ولكنها فشلت. وتعرضت لهزيمة أيضا عندما اتجهت نحو مدينة الجزائر في نفس العام, وفي عام 1664 . شن لويس الرابع عشر حملة عسكرية ضد جيجل واحتلها قرابة 03 أشهر وقد فشلت وانسحبت "وتذكر المصادر التركية أن الفرنسيين كانوا يصيحون سندخل الإسلام". ولقد خسر الفرنسيون في هذه المعركة (1400قتيل و100مدفع)، وقد اضطرت فرنسا إلى مفاوضة الجزائر وإمضاء اتفاقية في 07ماي 1666م. والتي نصت على إطلاق الأسرى من الجانبين والمسالمة؛ ليحصل هدوء نسبي بين البلدين، ثم بدأت تتدخل قوات أخرى في الصراع. وما بين 1669-1671. قام الانجليز بمحاولات عديدة على الجزائر والاعتداء على مراكبها ومينائها.
ولم يلتزم الفرنسيون بالاتفاقية التي عقدها معهم علي أغا عام 1666م. بل شاركت سفنهم إلى جانب السفن الانجليزية والهولندية, وقد أدى سخط طائفة الرياس التي ظنت أنها دفعت ثمن سياسة الأغا إلى قتل هذا الأخير، وعقب مقتله عين خمسة أغوات أو ستة في ظرف 03 أيام, وقد اقتنع عدد كبيرمن الضباط بعدم الجلوس على كرسي الأغوية لأنه يؤدي إلى الموت.
وما يمكن استنتاجه أن نظام الأغوات الذي دام 12 عاما كان يحمل بين طياته بذور فنائه، لأنه جاء نتيجة لرغبة الطبقة العسكرية الحاكمة في فرض رقابة مستمرة على السلطة التنفيذية وحرصها على تلبية رغبات رؤسائها، فسادت الصراعات والمنافسات بينهم، وقد دفع الأهالي الثمن باهظا، وتحفز الرياس لاستعادة السلطة من الأغا الذي كان همه الوحيد نزواته، فلم يعد هذا النظام قادرا على المواصلة، وتردى وضع البلاد في وقت كانت تسعى فيه الدول الغربية إلى تحطيم هذه القوة العسكرية مستندين إلى ضعف الخلافة العثمانية وانقسامها واحتدام الصراع بين أجزائها، وفشلها في إقامة أمة واحدة، وبعد اغتيال علي أغا عام 1671. ألغي هذا النظام بقرار من ديوان الأوجاق والذي عوض بنظام الدايات، حيث يظل الداي في الحكم طوال حياته دون أن يكون له الحق في تعيين من يخلفه.
4-عهد الدايات(1671-1830):
كان عصر الدايات مليئا بالمؤامرات والثورات. ولم تكن مدة حكمهم تستمر طويلا، باستثناء الداي محمد بن عثمان (1766-1791)، وفي فترة حكم هذا الداي عرفت الجزائر هدوءا نسبيا، وتغلبت على العجز الذي كانت تعاني منه في الميزانية بسبب التقشف وحسن التصرف، والسعي نحو تحقيق الازدهار. كما عرف الغرب الجزائري هو الآخر حركة نشيطة، حيث تم تحرير المرسى الكبير ومدينة وهران من الاحتلال الاسباني الذي لبث فيها ما يربو عن قرنين، ونظرا للحنكة السياسية التي كان يتمتع بها كل من محمد بن عثمان باشا والباشا محمد الكبير وصالح باي قسنطينة، فقد تمكنوا من إدارة البلاد داخليا وخارجيا، إلا أن حكومة الأوجاق بدأت منذ مطلع القرن الثامن تسير نحو الانهيار الكلي، لا سيما في الوقت الذي تتوقف فيه المنافسات الأوروبية بين بعضها البعض.
أ– الوضع الداخلي:
لا شك في أن بقاء الداي في منصب الرياسة لمدة طويلة أعطى للداي سلطة واسعة حدت من سلطة الديوان، وقد أبقى الداي على منصب الباشوية الشرفي لمدة، ليصبح في مراحل تالية هو نفسه الباشا، وبذلك استأثروا بكل مظاهر السلطة والنفوذ، واستطاعوا أن يحققوا للجزائر استقلالها الحقيقي عن الدولة العثمانية التي لم يكن لها يد في هذا الانقلاب، ولم تستطع مواجهته ولم يكن للسلطان نفوذ سوى الموافقة على تسمية الدايات الذي يعينهم الديوان. ولكن تعيين الباشا أصبح مشكلة للداي، لأن السلطان كان بواسطته يحاول استعادة ما فقد من نفوذ، وبدأ يشعر الدايات بوجود مضايقة وازدواجية في الحكم فسعوا للقضاء عليه فأدمج منصب الباشوية مع منصب الداي، وأكثر من ذلك قاوم الدايات حتى وساطة الباب العالي في المشاكل الداخلية والخارجية للجزائر، ولم يعد للسلطان أي نفوذ في الجزائر، وأصبحت تبعية الجزائر للخلافة العثمانية تبعية اسمية، وبالرغم من ذلك تميزت الأوضاع الداخلية بالقلائل والاضطرابات المستمرة، والتناحر على الحكم والاستبداد، والاغتيالات ونشوب الفتن الأهلية والتمرد والعصيان من طرف الأهالي بسبب السياسة التي انتهجها الدايات بإرهاق الأهالي بالضرائب والإتاوات، وكان التمرد والعصيان يواجه بالقوة وسفك الدماء. وفي مراحل تالية كثرت التمردات والثورات (القبائل- كراغلة تلمسان-القبائل الكبرى- سكان البليدة- الحضنة- واحات الجنوب- الاوراس). وظهرت حوادث بقسنطينة أدت إلى مقتل صالح باي عام 1792. وبعد ذلك ظهرت ثورة بن الاحرش وبعد سلسلة من الملاحقات تمكن الباي من وضع حد لابن الاحرش الذي التحق بمجموع درقاوة بالغرب الجزائري التي أعلنت الثورة على الأتراك بزعامة ابن الشريف عبد القادر الدرقاوي ليخوض معه عدة معارك مهمة، كما ثار التيجانيون بعين ماضي ضد الحكم التركي.
وكان أبرز دوافع هذه الثورات هو ما ناله الفقراء والمساكين وسائر الرعية من تعسف الأتراك وظلمهم واستخدامهم لأسلوبي القتل والطرد، إضافة إلى معاداة شيوخ الزوايا للحكم؛ الأمر الذي دفع ببعضهم إلى الانضمام ثورة ابن الأحرش(مقدم الطريقة الرحمانية، الدرقاوية)، وأصبحت الطريقة الدرقاوية القوة الرئيسية المعادية للأتراك التي قامت بتجنيد الفلاحين ضد سلطة البايلك عام 1780. واقتنع سكان الأرياف بإمكانية الثورة على سلطة الأتراك ورفض دفع الضرائب. كما ظهرت حركات تمرد أخرى بالجهات الشمالية .
وقد انتشرت هذه الحركات التمردية لتشمل أوساط القبائل الجبلية والجهات الشرقية والوسطى من البلاد، وكان من نتائجها حصول اضطرابات في الأوضاع الاقتصادية، حيث أهملت الفلاحة وحدثت مجاعات من جراء كثرة الفتن والأهوال واهتزاز المجتمع . كما أغلقت الأسواق خوفا من قطاع الطرق. إضافة إلى ظاهرة الجفاف وارتفاع الأسعار وغلاء المعيشة، وانتشار الأوبئة، وانتشار الزلازل التي هلكت الكثير من الأرواح والممتلكات. فكان الوضع مأساويا حقا كما نشأت طبقة من الدخلاء غالبيتها كان من اليهود الذين لعبوا دورا كبيرا في وقوع الجزائر تحت الاحتلال الفرنسي، بسيطرة بوخريص وبوشناق على التجارة الخارجية لتتأزم العلاقات مع فرنسا . ولتكون الجالية اليهودية أموال ضخمة على حساب الجزائر وتوجه الاحداث لصالحها. وبات نفوذها على البلاد والأتراك واضحا، واصبح الحكام ألعوبة في أيديهم. هذا إضافة إلى الخطر الذي كانت تشكله الدولة الصليبية على الإسلام والجزائر والخلافة العثمانية.
ب- السياسة الخارجية:
- على المستوى المغاربي: كانت السياسة المغاربية متوترة . فكانت الجزائر تعتبر تونس إقليما تابعا لها وكانت تونس ترفض ذلك. وكانت لتونس أطماع في قسنطينة. وكان المغرب ينظر للجزائر كخطر يهدده ويجب تفاديه حتى وان اقتضى الأمر التحالف مع الغرب، وكان للمغرب أطماع قديمة في تلمسان . وقد ظهرت مؤامرات كثيرة بين البلدان المغاربية من أبرزها زحف تونس والمغرب والأقصى وطرابلس متحالفين من تونس إلى قسنطينة عام 1702. وزحف المغرب على تلمسان، وهكذا ظلت الحوادث مستمرة إلى أن بدأت التحالفات الأوروبية تتهيأ لاقتسام ممتلكات ما يسمى بالرجل المريض.
-على المستوى الأوروبي: كانت الجزائر لا سيما في عهد البايلربايات تتمتع بمكانة مرموقة، يحسب لها ألف حساب من الدول الأوروبية، إذ كانت تقدم لها الهدايا وتدفع لها الضرائب. أما الأسبان فقد استمر في حملاته الصليبية على الجزائر منها: حملة 1770 بالحراش، حملة أوريللي 1775، حملة 1784، وكلها منيت بشر الهزيمة ، وظل الأسبان في مدينة الأسبان يعيثون فيها فسادا وتخريبا.









رد مع اقتباس
قديم 2011-08-24, 12:01   رقم المشاركة : 5
معلومات العضو
محمدالصغير19
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية محمدالصغير19
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي الجهاد البحري في المتوسط

الجهاد البحري في المتوسط
قنبلت الجزائر عام 1816 من الانغليز

اعتبر البحر المتوسط محمية الاسطول الجزائري ورجاله، وكان على القوى الأوروبية دفع ضريبة الإبحار فيه، مقابل حمايتهم.

الولايات المتحدة الأمريكية، والتي فقدت حماية بريطانيا العظمى لها بعد حرب تحريرها، تعرضت سفنها للجهاد البحري، حيث تم بيع ركابها كعبيد، تلى هذا، خلال 1794، مقترح مجلس الشيوخ الأمريكي، دعما للبحرية للقضاء على القرصنة في سواحل المتوسط.

رغم حشد البحرية الأمريكية، عقدت الولايات المتحدة اتفاقية مع داي الجزائر، سنة 1797، تضمن دفع ضريبة قدرها 10 مليون دولار خلال 12 سنة، مقابل حماية مراكبها. بلغ سداد ضريبة الولايات المتحدة 20% من مدخولها السنوي سنة 1800.

ألهت الحروب النابوليونية خلال القرن التاسع عشر، اهتمام القوى البحرية عن سحق اساطيل الجهاد المغاربية. لكن الأمور تغيرت بحلول السلام في أوروبا سنة 1815، حيث وجدت الجزائر نفسها في حروب مع إسبانيا، هولندا، بروسيا، الدانمارك، روسيا، ونابولي الإيطالية. خلال نفس السنة، في مارس، سمح مجلس الشيوخ الأمريكي بهجوم ضد البلاد المغاربية.

أرسل العميد البحري ستيفن ديكاتور مع أسطول من 10 قطع، لحماية السفن الأمريكية، كذلك لردع نهائي للاساطيل الجزائرية ورغم أسره عددا من المجاهدين ،إلا أنه لم يستطع تحقيق غرضه. لان الداي كان صارما معه

بعدها بسنة، تشكلت وحدة هولندية بريطانية، بقيادة الأدميرال البريطاني، فيكونت إكسموث، قنبلت الجزائر ل 9 ساعات، [2].

كان هذا، آخر عهد للجهاد البحري في الجزائر، حيث تخلى الدايات عن الجهاد البحري، كما التزموا بحماية السفن الغربية للقوى البحرية العظمى.


قنبلت الجزائر عام 1816 من الانغليز











رد مع اقتباس
قديم 2011-08-24, 12:10   رقم المشاركة : 6
معلومات العضو
محمدالصغير19
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية محمدالصغير19
 

 

 
إحصائية العضو










B11 الاحتلال الفرنسي للجزائر


الاحتلال الفرنسي للجزائر
احتلت فرنسا الجزائر عام 1830 وبدأت في السيطرة على أراضيها، في 8 سبتمبر 1830 أعلنت كافة الأراضي الأميرية وأراضي الأتراك الجزائريين على أنها أملاك للدولة الفرنسية.

في 1 مارس 1833 صدر قانون يسمح بنزع ملكية الأراضي التي لا توجد مستندات لحيازتها، كما نشرت مراسيم ساعدت الفرنسيين على السيطرة على أملاك الأوقاف وتم السيطرة على الأراضي على نطاق شامل مثل مرسوم 24 ديسمبر عام 1870 الذي يسمح للمستوطنين الأوروبيين بتوسيع نفوذهم إلى المناطق التي يسكنها الجزائريين وإلغاء المكاتب العربية في المناطق الخاضعة للحكم المدني.

الاحتلال الفرنسي للجزائر
الاحتلال الفرنسي للجزائر (5 يوليو 1830 - 5 يوليو 1962) الموافق (14 محرم 1246 هـ - 7 ذي القعدة 1380هـ) هو استعمار استيطاني للجزائر من طرف فرنسا. تعرضت دول عربية أخرى للحماية الفرنسية (تونس والمغرب وجيبوتي) أو للانتداب الفرنسي (سوريا ولبنان).
الجزائر قبيل الاستعمار

كان للجزائر قبل الاستعمار أسطول سفن، تحطم هذا في معركة نافرين عندما ساعدت الجزائر الدولة العثمانية الأسطول الاستعمار الفرنسي.
الاحتلال الفرنسي للجزائر

حادثة المروحة

ان حادثة المروحة كانت الذريعة أو السبب غير المباشر لإعلان الحرب على الجزائر. جرت الحادثة في قصر الداي حسين عندما جاء القنصل الفرنسي إلى القصر، وهناك طالب الداي بدفع الديون المقدرة ب 20 مليون فرنك فرنسي، عندما ساعدت الجزائر فرنسا حين أعلنت الدول الأروبية حصارا عليها بسبب إعلان فرنسا الثورة الفرنسية. فرد القنصل على الداي بطريقة غير لائقة بمكانته إضافة إلى أن الداي صاحب حق، فرد الداي حسين بطرده ولوح بالمروحة. فبعث شارل العاشر بجيشه بحجة استرجاع مكانة وشرف فرنسا. وهذه الذريعة كانت السبب في الحصار على الجزائر سنة 1828 لمدة 6 أشهر وبعدها الاحتلال ودخول السواحل الجزائرية.

قصتها

بمناسبة عيد الفطر 29 أبريل 1827م إستقبل الداي قنصل فرنسا ( دو فال ) فأثار الداي مسألة تحصين فرنسا غير القانوني لمركز القالة و عدم تلقي الداي الرد الفرنسي على رسالة الجزائر حول الديون، فأجابه القنصل ((إن ملك فرنسا لا يتنازل لمراسلة داي الجزائر))، فغضب الداي و أمره بالخروج ملوحا بالمروحة التي كانت في يده فخرج القنصل مهددا بأنه سيبلغ حكومته بما أسماه إهانة شرف الأمة الفرنسية .

حادثة المروحة بين الباشا التركي الداي حسين و القنصل الفرنسي أليكسندر كونسطنتين دوفال والتي كانت ذريعة الحرب وتسببت في الحصار البحري للجزائر العاصمة من قبل البحرية الفرنسية في 1827.


الاحتلال الفرنسي للجزائر

استعملت فرنسا حادثة المروحة لكي تكون سببا لاحتلالها للجزائر إلا أن فرنسا كانت تنوي احتلال الجزائر منذ عهد نابليون بونابرت.[بحاجة لمصدر] فهاجمت الجزائر من ميناء طولون بحملة بلغ قوامها 37600 جندي.[بحاجة لمصدر]لاوصلت هذه الحملة إلى سيدي فرج في 14 يونيو 1830 الموافق 23 ذو الحجة #تحويل 1245 هـ. وبعد الاحتلال فرضت فرنسا على الجزائريين قانون الأهالي.كان من نتائج الهجمة الاستعمارية الشرسة التي تعرضت لها المؤسسات التعليمية والوقفية والدينية، نضوب ميزانية التعليم وغلق المدارس وانقطاع التلاميذ عن الدراسة وهجرة العلماء. وبذلك فإن رسالة فرنسا في الجزائر كانت هي التجهيل وليس التعليم، مما يمكن الفرنسيين من جعل الجزائر، أسهل انقيادا واكثر قابلية لتقبل مبادئ الحضارة الغربية.ولا تختلف السياسة التعليمة الفرنسية في الجزائر عبر مختلف مراحل الوجود الفرنسي عسكري كان أو مدني، لأنها كانت أهدافا واحدة وإن اختلفت التسميات











رد مع اقتباس
قديم 2011-08-24, 12:12   رقم المشاركة : 7
معلومات العضو
محمدالصغير19
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية محمدالصغير19
 

 

 
إحصائية العضو










B11 العلاقات الفرنسية الجزائرية وخلفية الاحتلال:


العلاقات الفرنسية الجزائرية وخلفية الاحتلال:

العلاقات الفرنسية الجزائرية وخلفية الاحتلال:
بعد أن حققت فرنسا وحدتها الإقليمية منذ عام 1482. بدأت تنعم ببعض الاستقرار، وقامت بتحويل اهتماماتها إلى المغرب العربي، حيث عملت على توثيق علاقاتها بها وتدعيم مركزها التجاري بها خاصة الجزائر، مستغلة في ذلك ضعف مركز اسبانيا وعدم ظهور مصالح ثابتة لانجلترا في حوض البحر الأبيض المتوسط في وقت لم يحص فيه توحيد في ايطاليا.
1- الخلفية الدينية:
يعود الصراع الذي كان قائما بين الدول المسيحية والدولة العثمانية، في الحقيقة، إلى فجر الإسلام والفتوحات الإسلامية وانتشار الإسلام، وربما كان التعاون الوثيق بين الدولة العثمانية والدولة الجزائرية المؤيدة لها للدفاع عن راية الإسلام، السبب في دفع الدول المسيحية إلى أن تتعاون لضرب المسلمين في الجزائر واسطنبول، بحجة أن الجزائر تلجا إلى محاربة المسيحيين في كل مكان، وهو في الحقيقة، يبين مدى حقد وكراهية الصليبيين للإسلام، وقد تجسد هذا الكره والحقد في الحلف الصليبي لمؤتمر فيينا عام 1815 وإكس لاشابيل عام 1818م. بحجة تحرير المسيحيين بالجزائر، وتحطيم قوة الأسطول الجزائري، حيث برزت جليا النزعة الصليبية والتضامن المسيحي ضد الجزائر والخلافة العثمانية.
2- الخلفيات السياسية:
إن دخول الجزائر تحت حكم الأتراك، كان يمثل بمثابة إنقاذ هذا البلد من الاحتلال الاسباني، ففي ظل هذا الحكم تمتعت الجزائر بمكانة مرموقة وبهيبة على المستوى الدولي ولفترة زمنية طويلة، حيث توطدت دعائم الحكم، وانتشر الأمن والسلم واستقر الوضع، ولكن مع نهاية القرن السادس عشر بدأت البلاد تأخذ منعرجا خطير، فكثرت الاضطرابات واشتد الصراع على الحكم، كما كثرت المؤامرات والاغتيالات. لقد كان الصراع على الحكم والتنافس غير الشريف من أجل كسب الأموال والثروات، هو الطاغي، في أغلب الأحوال، على السياسة التركية، مما جعل الدول الأوروبية تتحالف من أجل القضاء على الدولة الجزائرية، كما اتصفت السياسة التركية بـ :
- العزلة وعدم الاندماج بالأوساط المحلية
- الانقياد نحو الملذات والترف على حساب الأمة؛ مما أثار سخط السكان الذين عرضوا سلطانهم للزوال.
إن حرص فرنسا على إقامة علاقات دبلوماسية مع الجزائر، كان ينبع من رغبتها الجامحة في استغلال الثروات والخيرات الاقتصادية للبلاد، واحتكار استثمار المرجان بالقل وعنابة، فلقد عقدت فرنسا مع الجزائر اتفاقية للصداقة والتحالف عام 1534. ويعد هذا العام بداية للعلاقات بين البلدين، إذ بلغ عدد المعاهدات والاتفاقات بينهما من 29/03/1619. إلى غاية 05 يوليو1830م. حوالى (57) معاهدة تخدم في أكثرها المصالح الفرنسية، وتعاقب حوالي (96) قنصل، و(70) دبلوماسيا، فأطماع فرنسا التوسعية كانت تحول دائما دون استقرار علاقتها السياسية مع الجزائر. ويرجع بعض المؤرخين النزاع الفرنسي الجزائري إلى عدة أسباب منها:
- تطلع فرنسا إلى تحقيق مكاسب واسعة في الجزائر.
- اعتماد أسلوب القوة اتجاه أي خلاف ينشب بين البحارة.
- شركة لنش المركز التجاري الفرنسي بساحل القالة وعنابة.
لقد تأثرت العلاقات الفرنسية بمسلك شركة لنش التي كانت تتصرف وكأنها في بلد محتل ضاربة عرض الحائط كل الاتفاقيات، وكانت تصل العلاقات إلى درجة الصدام العسكري، فمنذ إنشاء المركز الفرنسي التجاري بالقالة وعنابة حرصت على تعيين قناصلة لها – كانوا في أغلبهم تجارا- ليتولوا رعاية مصالحها التجارية والسياسية، وكان أول تمثيل دبلوماسي عام 1558. (سورون)، بمقتضى قرار من الباب العالي، واستمر هذا التمثيل إلى غاية حادثة المروحة عام 1827. باستثناء بعض الفترات التي كانت تتوتر فيها العلاقات، ومنذ ذلك بدأت تظهر مشروعات سياسية لاحتلال الجزائر، وأقدمها كان مشروع شارل التاسع الذي قدم اقتراحا للسلطان العثماني سليم الثاني(1566-1574) يقضي بتعيين أخيه "هنري الثالث" ملكا على الجزائر مقابل دفع الجزية سنويا، وكان رد السلطان السخرية. كما كان شارل العاشر يرغب في إيجاد تعاون مع روسيا في حوض البحر الأبيض المتوسط، لكي يتغلب على الهيمنة البريطانية، ثم التمركز في ميناء الجزائر الذي كان يعده تابعا للدولة العثمانية.
ومنذ عام 1620 أبدت الحكومة الفرنسية رغبة في تحسين علاقتها بالجزائر، ومن أجل هذا الغرض سافر وفد جزائري إلى مرسيليا برئاسة "سنان باشا" ليوضح وجهة النظر الجزائرية، وخلال الاجتماع وصلت شائعات مفادها أن الأسطول الجزائري قام بمهاجمة بعض السفن الفرنسية، فقامت فرنسا بقتل الوفد الجزائري، ويعد هذا سببا في قطع العلاقات الدبلوماسية وإعلان الجزائر الحرب على الأسطول الفرنسي الذي لحقت به خسائر فادحة، وبعدها، وكعادة فرنسا، توجهت إلى السلطان العثماني تطلب منه التعاون التجاري مع الجزائر.
وفي أواسط عام 1814. اجتمع عدد من الساسة الأوروبيين في مؤتمر لأول مرة بفيينا، ومن المشكلات التي طرحت على الطاولة ما أطلقوا عليه ب "القرصنة" و"تجارة الرقيق" و"تحرير المسيحيين بالجزائر"، ومن ثم بدأت الدول الأوروبية بتدويل قضية الجزائر والمغرب والخلافة العثمانية، وانتهى هذا المؤتمر في قراراته النهائية المعلنة عام 09 يوليو 1815 إلى تحريم القرصنة والاسترقاق في الجزائر وتونس وطرابلس، وهو ما يوضح، في الحقيقة، استمرار الافتراءات حينما ترغب الدول في تحقيقها مشروعها الاستعماري.
وفي شهر أغسطس من العام نفسه عينت فرنسا "بيير دوفال" لها بالجزائر، وأعلن استعداده لتصفية الديون، ولم تكن فرنسا هي الدولة الوحيدة التي كانت لها أطماع في الجزائر، بل أيضا بريطانيا و و.م.أ التي طلبت بإلغاء الجزية على سفنها، وفجأة بدت لدى بريطانيا أطماع لاحتلال والتدخل في الجزائر، حيث أرسلت حملة بحرية في أفريل 1816م. التي كانت نهايتها تبادل الأسرى وتجنب الصدام. وهكذا اتفقت الدول الأوروبية منذ مؤتمر فيينا عام 1815. ومؤتمر إكس لاشابيل عام 1818. على مبدأ القضاء على دار الجهاد. وفي 05/09/1818 قدمت قطعة بحرية انجليزية فرنسية لتعلن إلى الداي بقرارات مؤتمر لاشابيل الذي ينص على منع ما يسميه بالقرصنة وتجارة العبيد، وكان رد الداي الرفض، وأكد حقه في حرية التصرف. وخلال هذه الفترة كان أحمد باشا يعمل على تقوية علاقاته مع الباب العالي، وبالرغم من التدعيم الحربي الذي حصلت عليه القوة العسكرية الجزائرية من السلطان محمود الثاني لمواجهة تهديدات كل من فرنسا وانجلترا، إلا أن علاقة الجزائر بالخلافة العثمانية بقيت شكلية وصورية، في وقت ظلت تتعامل فيه مع الدول الغربية الند للند.
وفي الوقت الذي ازدادت فيه الأطماع الفرنسية في الجزائر وأصبح تفكيرها جديا في احتلالها، ثم النفوذ إلى تونس، باتت وضعية الجزائر تسير نحو الانحطاط منذ عام 1791. إلى غاية 1830م. غير أن سيطرة المعارضة على مجلس النواب الفرنسي في انتخابات نوفمبر1827 أوجدت مصاعب للملك الفرنسي.
يندرج مشروع احتلال الجزائر في حقيقة الأمر تحت إطار المشروع التوسعي الاستعماري في الوطن العربي، ويعزى تعميقه وتوسيعه إلى نابليون بونابرت الذي كان يرغب في تحويل حوض البحر الأبيض المتوسط إلى بحيرة فرنسية، وما كان من ملوك فرنسا إلا استغلال هذه الفكرة ليقوموا بتعويض عما فقدوه من مستعمرات في أوروبا وجزر الهند الغربية، وتؤكد المقولة الفرنسية "الراية تتبع التجارة" فكرة التوسع الاستعماري.
إن الهدف الحقيقي لحملة فرنسا على الجزائر لم يكن تأديب الداي الذي "جرح الكرامة الفرنسية" كما تزعم؛ وإنما هو العمل على تأسيس إمبراطورية استعمارية جديدة، وتأمين موارد اقتصادية لمصانعها، وإيجاد أسواق لتسويق بضائعها لا سيما وأن موقع الجزائر الاستراتيجي يناسب ذلك. ومن ثم بدأت أهمية الجزائر من الناحية السياسية والاقتصادية والإستراتجية تتأكد لفرنسا منذ مطلع القرن التاسع عشر. "ومن المؤكد أن القنصل الفرنسي "دوفال" كان أحد الأنصار الداعين بإلحاح شديد لاحتلال الجزائر، وتقع عليه مسؤولية تعقيد مشكل الدون وتمثيل مشهد "حادثة المروحة" للقضاء على دار الجهاد وفتح المجال لانحراف الكنيسة ومحاربة الإسلام وإعاثة الفساد في مختلف أرجاء البلاد".
2- الخلفيات الاقتصادية:
لقد اعتقدت فرنسا على أنها ستتحصل على غنيمة مقدارها 150 مليون فرنك توجد بخزينة الداي، إذا حرصت على احتلال الجزائر، كما كانت تسعى إلى إقامة علاقات دبلوماسية بهدف استغلال الخيرات الاقتصادية للبلاد، وقد نجحت في تحسين علاقاتها مع الخلافة العثمانية من خلال تأسيس شركة لانش لاستثمار المرجان في عهد البايلر باي حسين بن خير الدين في عام 1561. بشرط ألا يسلح المركز بالسواحل، وكانت فرنسا السباقة قبل غيرها في إنشاء مؤسسات تجارية بالجزائر، وتطلع البعض من مواطنيها من تجار مرسيليا إلى إقامة مراكز لهم بالساحل للصيد ولتموين مراكبهم التجارية، وقد حصلوا على موافقة الداي حسن باشا (1557-1567) عام 1560. بإنشاء المؤسسة الفرنسية الإفريقية، واستمرت هذه المؤسسة حتى القرن التاسع عشر لتتطور ولتصبح شركة عسكرية أكثر منها شركة تجارية.
ومع بداية الثورة الفرنسية عام 1789. تعرضت فرنسا إلى حصار سياسي عسكري واقتصادي ضربته حولها الحكومات الملكية في أوروبا المعادية للثورة الفرنسية، لتلحق بفرنسا أزمة اقتصادية حادة من جراء هذا الحصار، فقامت وزارة الخارجية الفرنسية بتكليف قنصلها العام "فاليار" لشراء أكبر قدر ممكن من القمح من الجزائر، فعرض الأمر على الداي حسين الذي وضع تحت تصرفه الفائض من الحبوب وأقرضه ربع مليون فرنك دون فائدة لشراء كميات أخرى من الحبوب، وكان اليهوديان باكري وبوشناق اللذان قدما من ايطاليا إلى الجزائر عام 1770. قد تمكنا من الحصول على موافقة الداي باحتكار تجارة الحبوب ودفع العلاوات للدولة، ليلعبا دورا هاما في التمهيد لاحتلال الجزائر.
لقد تمكن اليهوديان من إقناع المسئولين في فرنسا بضرورة استيراد القمح الجزائري من شركتهما، وكانت آنذاك ديون فرنسا تصل إلى 24 مليون فرنك فرنسي التي خفضتها فرنسا إلى سبعة ملايين، ثم قام البرلمان بدفع الديون المستحقة لليهوديين والاحتفاظ بالمبلغ الباقي، وذلك حتى تبرأ ذمة الشركة اليهودية من ديون فرنسا، فقامت هذه الأخيرة بتجميد ديون الجزائر بتواطؤ من الشركة اليهودية ووزير الخارجية والقنصل، فناشد الداي ملك فرنسا بدفع الأموال المستحقة، غير أنه لم يرد على رسائله، وبمجرد افتضاح الأمر فر اليهوديان إلى الخارج، بعد افتعال أزمة حادة بين الجزائر وفرنسا انتهت بلطم القنصل الفرنسي دوفال من الداي حسين باشا، في 02/1827م. أو ما يسمى بحادثة المروحة. فاستغلت فرنسا هذه الحادثة، واتخذت منه ذريعة لفرض الحصار على الجزائر بعد أن تحصلت على عطف دولي. ولم يكن موقف الدولة العثمانية مشرفا حيث قامت بدور الوساطة فقط لأن وضعها كان ضعيفا، بسبب: - تفشي الفوضى في قواتها- عدم مواكبتها للتطور الحضاري- ضعف شخصيات سلاطينها وتمرد الزعماء المحليين ضدها. ولكن وساطة الدولة العثمانية باءت بالفشل بعد أن نزلت الحملة الفرنسية ببلاد بولايتها الجزائر.
3- الخلفيات العسكرية:
على المستوى العسكري دخلت فرنسا في تحالف مع الجزائر، وعقدت معها معاهدة دفاعية، بمقتضاها استنجد الملك الفرنسي فرانسوا الأول(1515-1547) بالبحرية الجزائرية مرتين لتحرير مرسيليا من البروتستانت عام 1536. ومن اعتداءات شارلكان الاسباني عام 1543، حيث كانت اسبانيا تمثل العدو المشترك للبلدين، ففرنسا كانت بحاجة إلى تحالف لمواجهة اسبانيا، والجزائر كانت بحاجة إلى هذا التحالف من الناحية الإستراتجية: لمنع أي تكتل أوروبي ضدها- لتحطيم القوة الاسبانية البحرية التي كانت تسعى لفرض هيمنتها على حوض البحر الأبيض المتوسط.
ولكن من نتيجة هذا التحالف هو التزايد المطرد لمصالح فرنسا في الجزائر، فقد تجاوزت علاقاتها العسكرية والاقتصادية لتتحول مؤسستها بمينائي القالة وعنابة إلى حصن عسكري وإلى قوة صليبية تم تنصيب حوله المدافع، وكان هذا الحصن يمثل بداية الاحتلال. الأمر الذي دفع بالجزائريين إلى مهاجمته والاستيلاء عليه عام 1568م. ولم تسترجعه فرنسا إلا بعد مفاوضات مع الخلافة العثمانية والجزائر. ومع مطلع القرن 17 أقامت فرنسا التحصينات والمدافع ضاربة عرض الحائط بنود الاتفاق، فهاجمت الجزائر هذا الحصن وحطمته عام 1637، وطلبت فرنسا مرة أخرى من الجزائر بضرورة إعادة الحصن بموجب اتفاق عام 1640. ولكن دون تسليحه. غير أن كل المحاولات التي كانت تقوم بها فرنسا كان هدفها هو جس النبض الدولة الجزائرية لرصد ردود أفعالها، ومن ثم باتت تفكر في احتلال الجزائر، فقامت بحملة بحرية على مدينة القل عام 1663.وعلى ميناء الجزائر ومدينة جيجل عام 1664. وكان مصيرها الفشل، فأعلنت الجزائر الحرب على فرنسا عام1681، لتكون مبررا لفرنسا لشن حملات أخرى على ميناء الجزائر. ومن أهم تلك الحملات: حملة 1682 على مدينة شرشال التي تركت خرابا كبيرا بها. وقد أعاد لويس الرابع عشر الكرة عام 1688 على مدينة الجزائر ولكن استماتة الدفاع الجزائري وقبضهم للقنصل والجالية الفرنسية وقتلها أرغم الفرنسيين على الدخول في مفاوضات طويلة انتهت بتوقيع معاهدة صلح طويل المدى يوم 25/09/1689م.
وبالرغم من انتهاج نابليون لسياسة الهدنة مع الجزائر في الحملة التي قام بها على مصر عام 1798، إلا أن النزعة الاستعمارية جعلته يخطط لاحتلال الجزائر، فقام بتجهيز حملة بقيادة أخيه جيروم عام 1805 لحمل الداي على إطلاق سراح المعتقلين الايطاليين، أو إعلان الحرب، فأطلق الداي الأسري وكان عددهم 230أسيرا. ولكن سرعان ما عاود الجزائريين مهاجمة السفن الفرنسية، فجدد بونابرت تهديده للجزائر مرة أخرى، لا سيما بعد تدخله في اسبانيا وتنصيب أخيه جوزيف ملكا لها، ومن ثم صار يحلم بإنشاء قاعدة بالساحل الجزائري، ليوازن بها قواعد الانجليز في جبل طارق ومالطة، "وفي سنة 1808-ما بين 24 مايو إلى 17 جويلية- أرسل الضابط المهندس "بوتان" في مهمة تجسس لاستطلاع أحوال الجزائر الطبيعية والاجتماعية والعسكرية، وقد جمع "بوتان" مزيدا من المعلومات ووضع كثيرا من اللوحات والخرائط العسكرية، واقترح شبه جزيرة "سيدي فرج " للإنزال البحري للحملة الفرنسية وكان هذا الاختيار من خلال التاريخ العسكري الذي أكد فشل الحملات الاسبانية على الجزائر، لأن اختيارها لشاطئ الحراش لم يكن بالموقع الاستراتيجي". وعليه كان تقرير بوتان أساس مشروع حملة 1830م.
وكانت الإستراتيجية التي استخدمها الداي حسين ضد كل حملة تقوم بها فرنسا كانت ارتجالية لا تستند إلى الدراسة العلمية والعسكرية، خاصة بعد استبدال العناصر الكفأة بالعناصر الأقل خبرة وحنكة في ميدان الحرب كاستبدال أشهر قائد يحي آغا بإبراهيم آغا الذي لا يعرف عن التكتيك العسكري والحرب شيئا، إضافة إلى معركة نافارين في 20 أكتوبر1827 التي حطمت تقريبا الأسطول الجزائري، وعدم التحصين الجيد لشاطئ سيدي فرج.
كل هذه العوامل العسكرية أدت إلى حصار الجزائر وفي مراحل تالية احتلالها.، فقد بين الحاج احمد باي أن الخطة التي وضعها صهر الداي الأغا إبراهيم لإعاقة الإنزال البحري كانت غير مصيبة وكانت متأخرة، ذلك أن تحصين سيدي فرج يحتاج إلى وقت طويل، في حين كانت رؤية الباي تستهدف مناورة الفرنسيين لإبعادهم عن هدفهم الجزائر ثم قطع السبيل بينهم وبين مؤنهم ومراكبهم في المؤخرة، ولكن هذه الخطة رفضت من طرف الأغا إبراهيم، فكانت معركة اسطاوالي ثم سقوط برج الداي ووقوع الاحتلال.
–الأهداف البعيدة والقريبة المدى للاحتلال:
- النزعة الصليبية الانتقامية التي كانت تثيرها الكنسية ضد المسلمين، وبالتالي كان الهدف هو تنصير الجزائر.
- تعويض فرنسا عما خسرته من مستعمرات في القارة الأمريكية، ومن ثم كان لابد من احتلال الجزائر وجعلها مستعمرة وقاعدة للإمبراطورية الفرنسية، بالإضافة إلى ضرب التفوق الانجليزي بامتلاكه جبل طارق وجزيرة مالطة والجزر الأيونية.
- الحكم الاستبدادي لشارل العاشر(1820-1830)، والعمل على توجيه أنظار المعارضة إلى الخارج.
- العمل على استغلال الخيرات الاقتصادية للجزائر.
- محاولة فرنسا من التخلص من الديون التي كانت عليها اتجاه الجزائر، وإعطاء حادثة المروحة أبعادا سياسية، لافتعال احتلال الجزائر بهدف امتصاص الغضب الشعبي الذي كان ثائرا على النظام الملكي في فرنسا.










رد مع اقتباس
قديم 2011-08-24, 12:15   رقم المشاركة : 8
معلومات العضو
محمدالصغير19
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية محمدالصغير19
 

 

 
إحصائية العضو










B11 سقوط العاصمة وبداية الإحتلال


سقوط العاصمة وبداية الإحتلال

في 14 جوان 1830 نزلت القوات الفرنسية بشبه جزيرة سيدي فرج غرب العاصمة، بعد أن أعدت جيشا يضم 40 ألف جندي من المشاة والخيالة، مزودين بأحدث أدوات الحرب، وأسطولا يتكون من 700 سفينة. وقد اختار الفرنسيون هذا الموقع لحرصهم على مباغته مدينة الجزائر بالهجوم عليها برا، نظرا لصعوبة احتلالها من البحر، فقد صمدت طيلة قرون أمام الأساطيل الغازية.

شجعت فرنسا الأوربيين على الاستيطان والاستيلاء على أراضي الجزائريين المسلمين وحررت قوانين وقرارت تساعدهم على تحقيق ذلك.من بين هذه القرارت والقوانين قرار سبتمبر 1830 الذي ينص على مصادرة أراضي السلمين المنحدرين من أصول تركية وكذلك قرار أكتوبر 1845 الظالم الذي يجرد كل من شارك في المقاومة أو رفع السلاح أو اتخذ موقفا عدائيا من الفرنسيين وأعوانهم أو ساعد أعداءهم من قريب أو بعيد من أرضه. وقاموا بنشاط زراعي واقتصادي مكثف، حاول الفرنسيون أيضا صبغ الجزائر بالصبغة الفرنسية والثقافة الفرنسية وجعلت اللغة الفرنسية اللغة الرسمية ولغة التعليم بدل اللغة العربية.

حول الفرنسيون الجزائر إلى مقاطعة مكملة لمقاطعات فرنسا، نزح أكثر من مليون مستوطن (فرنسيون، إيطاليون، إسبان...) من الضفة الشمالية للبحر الأبيض المتوسط لفلاحة السهل الساحلي الجزائري واحتلّوا الأجزاء المهمة من مدن الجزائر.

كما اعتبرت فرنسا كل المواطنين ذوي الأصول الأوروبية (واليهود أيضا) مواطنين فرنسيين كاملي الحقوق، لهم حق في التمثيل في البرلمان، بينما أخضع السكان العرب والبربر المحليون (عرفوا باسم الأهالي) إلى نظام تفرقة عنصرية.










رد مع اقتباس
قديم 2011-08-24, 12:21   رقم المشاركة : 9
معلومات العضو
محمدالصغير19
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية محمدالصغير19
 

 

 
إحصائية العضو










B11 فرنسا والثورات الشعبية



فرنسا والثورات الشعبية
لم تحتل فرنسا الجزائر بسهولة بل كانت هناك ثورات شعبية عديدة في كل إقليم وقفت في وجهها وقد عرقلت تقدم الاحتلال منذ دخوله.

الأسباب الحقيقية لاحتلال الجزائر

أصبحت فكرة الاحتلال الجزائر ملحة منذ أن تأسست الشركة الملكية الإفريقية الفرنسية بمنائي القالة وعنابة. خصوصا بعد أن ظهرت الأطماع البريطانية في الجزائر من خلال الحملة إكسموت سنة 1816. وفي هذا الإطار كلف المهندس الفرنسي بوتان من طرف نابليون 1808م بإعداد دراسة عن الساحل الجزائري وضبط الخريطة المفصلة لأحسن موقع لإنزال الجيش على التراب الجزائري. وقد أشار المهندس إلى المنطقة سيدي فرج التي نزلت بها القوات الفرنسية فعلا.

جرائم الاستعمار الفرنسي في الجزائر

الإبادة الجماعية

إرتكب جيش الاحتلال العديد من الجرائم ضد المدنيين، [3] والتي سماها المؤرخون بالرازيا (بالفرنسية: Razzias‏):

يروي العقيد مونتانياك (Montagnac):
«أخبرني بعض الجنود أن ضباطهم يلحون عليهم ألا يتركوا أحدا حيا بين العرب.. كل العسكرين الذين تشرفت بقيادتهم يخافون إذا أحضروا عربيا حيا أن يجلدوا»

. ويقول النائب البرلماني طوكوفيل (Tocqueville):
«إننا نقوم بحرب أكثر بربرية من العرب أنفسهم.. لم يستطع الفرنسيون هزم العرب حربيا فهزموهم بالتدمير والجوع»

ويقول مونتانياك:
«لقد محا الجنرال لاموريسيير (La Moricière) من الوجود خمسة وعشرين قرية في خرجة واحدة، إنه عمل أكثر انعداما للإنسانية»

ويروي:
«..فبمجرد أن حدد موقع القبيلة انطلق سائر الجنود نحوه ووصلنا الخيام التي صحا سكانها على اقتراب الجنود فخرجوا هاربين نساء وأطفالا ورجالا مع قطعان ماشيتهم في سائر الاتجاهات، هذا جندي يقتل نعجة، بعض الجنود يدخلون الخيام ويخرجون منها حاملين زرابي على أكتافهم، بعضهم يحمل دجاجة، تضرم النار في كل شيء، يلاحق الناس والحيوانات وسط صراخ وغثاء وخوار، إنها ضجة تصم الآذان.(مدينة معسكر يوم 19 ديسمبر 1841)»

الرازيا كما يسميها الفرنسيون لا تهدف إلى معاقبة المخطئين وإنما صارت مصدرا لتموين الجيش. كان كل ما ينهب يباع ويوزع ثمنه على الضباط والجنود، ربع الغنائم للضباط والنصف للجنود كما يذكر شارل أندري جوليان.[3]

يقول دوكرو (DUCROT):
«ما نهب في [رازيا] واحدة حمولة 2000 بغل»

. ويقول النقيب لافاي (LAFAYE):
«كان الضباط يخيرون الفلاحين بين أن يقدموا لهم الأكل أو الإبادة، كنا نخيم قرب القرية، يعطيهم الجنرال مهلة لإعداد الطعام أو الموت، كنا نوجه سلاحنا نحو القرية وننتظر، ثم نراهم يتوجهون لنا ببيضهم الطازج، وخرافهم السمينة، ودجاجاتهم الجميلة، وبعسلهم الحلو جدا للمذاق.(تلمسان 17 يوليو 1848)»

. يعلق شارل أندري جوليان:
«وتنتشر الرازيا فتصير أسلوبا للتدمير المنظم والمنهجي الذي لم يسلم منه لا الأشخاص ولا الأشياء. إن جنرالات جيش إفريقيا لا يحرقون البلاد خفية. إنهم يستعملون ذلك ويعتبرونه مجدا لهم سواء أكانوا ملكيين أم جمهوريين أو بونابارتيين»

. يقول مونتانياك:
«إن الجنرال لاموريسيير يهاجم العرب ويأخذ منهم كل شيء: نساء وأطفالا ومواش. يخطف النساء، يحتفظ ببعضهن رهائن والبعض الآخر يستبدلهن بالخيول، والباقي تباع في المزاد كالحيوانات، أما الجميلات منهن فنصيب للضباط.(معسكر 31 مارس 1843)»

ويروي الضابط المراسل تارنو:[3]
«إن بلاد بني مناصر رائعة، لقد أحرقنا كل شيء، ودمرنا كل شيء..آه من الحرب ! ! ! كم من نساء وأطفال هربوا منا إلى ثلوج الأطلس ماتوا بالبرد والجوع (17 أفريل 1842)...إننا ندمر، نحرق، ننهب، نخرب البيوت، ونحرق الشجر المثمر 5 يونيو 1841...أنا على رأس جيشي أحرق الدواوير والأكواخ ونفرغ المطامير من الحبوب، ونرسل لمراكزنا في مليانة القمح والشعير 5 أكتوبر 1842»

. ويروي الجنرال لاموريسيير:
«...في الغد انحدرت إلى حميدة، كنت أحرق كل شيء في طريقي. لقد دمرت هذه القرية الجميلة.. أكداس من الجثث لاصقة الجثة مع الأخرى مات أصحابها مجمدين بالليل.. إنه شعب بني مناصر، إنهم هم الذين أحرقت قراهم وسقتهم أمامي 28 فبراير 1843»

و يقول مونتانياك:
«النساء ولأطفال اللاجئون إلى أعشاب كثيفة يسلمون أنفسهم لنا، نقتل، نذبح، صراخ الضحايا واللاقطين لأنفاسهم الأخيرة يختلط بأصوات الحيوانات التي ترغي وتخور كل هذا آت من سائر الاتجاهات، إنه الجحيم بعينه وسط أكداس من الثلج (31 مارس 1842).. إن كل ذلك في هذه العمليات التي قمنا بها خلال أربعة أشهر تثير الشفقة حتى في الصخور إذا كان عندنا وقت للشفقة، وكنا نتعامل معها بلا مبالاة جافة تثير الرجفة في الأبدان (معسكر 31 مارس 1842).»

ويقول الجنرال شانغارنييه (Changarnier):
«إن هذا يتم تحت القيادة المباشرة لبوجو الذي راح جنوده يذبحون اثنتي عشرة امرأة عجوزا بلا دفاع مدينة الجزائر (18 أكتوبر 1841)»

ويقول الجنرال كانروبير ِ(Canrobert):
«ينفذ جنودنا هذا التدمير بحماس، إن التأثير الكارثي لهذا العمل البربري والتخريب العميق للأخلاق الذي يبث في قلوب جنودنا وهم يذبحون ويغتصبون وينهب كل واحد منهم لصالحه الشخصي، تنّس 18 يوليو 1845»

ويقول النقيب لافاي (Lafaye):
«لقد أحرقنا قرى لقبيلة بني سنوس. لم يتراجع جنودنا أمام قتل العجائز والنساء والأطفال. إن أكثر الأعمال وحشية هو أن النساء يقتلن بعد أن يغتصبن، وكان هؤلاء العرب لا يملكون شيئا يدافعون به عن أنفسهم (23 ديسمبر 1948).»

التهجير والاستيطان

عندما احتلت فرنسا الجزائر اتبعت عدة سياسات تجاه السكان الأصلين، وتتمثل في التفقير والتهجير واحتكار أسواقها. فيما وفرت كل سبل العيش والرفاهية للمستوطنين الجدد القادمين ومن فرنسا وباقي أوروبا










رد مع اقتباس
قديم 2011-08-24, 12:26   رقم المشاركة : 10
معلومات العضو
محمدالصغير19
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية محمدالصغير19
 

 

 
إحصائية العضو










B11 الاستيطان الفرنسي في الجزائر



الاستيطان الفرنسي في الجزائر
الاستيطان في الجزائر كان مشروعا أوروبيا أكثر منه مشروعا فرنسيا حيث قامت على شعار ليكن الاحتلال فرنسيا، لكن الاستيطان يجب أن يكون أوروبيا.

عمل الاستعمار الفرنسي على إيجاد شعب فرنسي بالجزائر من خلال تشجيعه لحركة الاستيطان بعد مصادرة الأراضي التي سهلت عملية إقامة القرى الجديدة في شكل مستوطنات ساعدت على استغلال و استثمار الأرض بما يخدم المصلحة الفرنسية و المستوطنين. أما الشعب الجزائري (السكان الأصليين للبلاد)، فقد أخضعته لمجموعة من القوانين الاستثنائية شديدة القسوة و الاضطهاد (قانون الأهالي)، و تجريده من المقومات شخصيته و أرزاقه و ممتلكاته. وهدف هذا لتضييع الجزائري لهويته لأن الجزائر أصبحت قطعة فرنسية و تجريده من كافة الحقوق التي يتمتع بها المواطن الفرنسي لأن القوانين التي صدرت في حقه لا تسمح له بحق المواطنة إلا إذا تخلى عن أحواله الشخصية كمسلم [1].

وهكذا أصبح متشردو أوروبا و صعاليكها الوافدين على الجزائر يتمتعون فيها بحق المواطنة الفرنسية، و أدمجت معهم ثلة من اليهود المتجنسين وفقا لقرار كريميو 1870م، و معهم مجموعة لا تتجاوز 25000 جزائري من الذين تبرعت عليهم بحق التصويت، لأنهم متعلمون أو متعاونون مع أجهزة الاحتلال و أطلقت عليهم صفة النخبة.
الأقدام السوداء
الأقدام السوداء (بالفرنسية: Pieds-Noirs‏) تسمية تطلق على المستوطنين الأوروبيين الذين سكنوا أو ولودوا في المغرب العربي عموما وفي الجزائر خصوصا إبان الاستعمار الفرنسي للمنطقة ما بين 1832-1962.
مراحل الاستيطان

شهدت الجزائر حركة استيطان واسعة، وكادت عدة عوامل منها الهجرة والتهجير والإبادة الجماعية أن تقضي قضاء يكاد يكون كاملا على البنية الاجتماعية للمجتمع الجزائري. شهدت حركة الاستيطان مرحلتين.

المرحلة الأولى - الاحتلال الضيق

مرحلة الاحتلال الضيق حيث انحصر الاستيطان تقريبا في المناطق الشمالية لكن تخوف فرنسا من تنامي قوة الأمير عبد القادر وإجبارها على الاعتراف بحدود نفوذه جعلها تعيد النظر في سياستها الاستيطانية من خلال المباشرة في الاحتلال الشامل والذي ساعد بشكل كبير على انتشار حركة الاستيطان في باقي المناطق الأخرى إلى جانب الدعم المادي والمعنوي الذي لقيه المستوطنون الأوروبيون من طرف سلطات الاحتلال الفرنسي، التي راحت تسن القوانين لصالح الحركة الاستيطانية، وهذا ما شجعهم على جعل الجزائر مستوطنة فرنسية لكنها مستقلة عن فرنسا، خاصة وأنه كان من بين المستوطنين الشخصيات السياسية المعارضة للأنظمة الملكية المتعاقبة على حكم فرنسا.

انحصرت مرحلة الاحتلال الضيق بين 1830 و1835 على المستوطنين من جنود الحملة العسكرية على الجزائر، ومن الشخصيات التي عارضت حكم الملك شارل العاشر وكانت بداية الاستيطان العسكري باغتصاب 1000 هكتار تابعة لحوش حسن باشا بنواحي الحراش وأعطيت إلى مجموعة من جنود الحاكم العام كلوزيل لتسييرها، وقد أطلق عليها اسم المزرعة النموذجية الإفريقية. وقد كان كلوزيل من دعاة الاستيطان الأوائل وكان يفكر في أن يجعل من الجزائر ،سان دومينغ جديدة وأن يحول رؤوس الأموال الأوربية المتجهة إلى القارة الأمريكية نحو الجزائر . ولهذا أصدر قرار 21 سبتمبر 1830ن الذي يبيح مصادرة أملاك الوقف وأملاك البايليك ،قصد توزيعها على الوافدين الأوربيين . وفي 9 أوت 1835 خاطب الأوربيين الذين وصلوا مدينة الجزائر قائلا: " يجب أن تعلموا أيضا أن هذه القوة العسكرية التي هي تحت إمرتي ما هي الا وسيلة ثانوية ، ذلك أنه لا يمكن أن نغرس العروق هنا إلا بواسطة الهجرة الأوربية فقط " كانت أولى المحاولات في ميدان الاستيطان الرسمي المدعم من قبل النظام العسكري ، تعود إلى سنة 1832 حيث وصلت إلى ميناء الجزائر سفينة تحمل على متنها 400 مهاجر ألماني وسويسري وزعت عليها قطعا من الأراضي بلغت مساحتها الإجمالية 320 هكتارا. وبدأ الاستيطان يترسخ ويتوسع بعد صدور قرار 22 جويلية الذي أعلن المناطق التي سيطرت عليها القوات الفرنسية أملاكا فرنسية ، إذ شجعت هذه التعليمة الأوروبيين على الابتعاد عن ضواحي مدينة الجزائر .

المرحلة الثانية :الاحتلال الشامل
مستوطنون على عربة يجرّها حماران

بدأ الاحتلال الشامل مع بداية عام 1835 إذ شهد فيه الاستيطان أوج ازدهاره مع فالي وبيجو و راندون كذلك تعتبر هذه السنة بداية ظهور قوة المستوطنين في فرض وجودهم على الساحة السياسية في الجزائر، وفي باريس على حد سواء، وتوطيد مكانتهم في الجزائر خاصة على حساب العسكريين.

أفتتح المارشال الكلوزيل عهد الاحتلال الشامل مخاطبا المعمرين بمناسبة تعيينه واليا عاما في 10 أغسطس 1835 قائلا: " لكم أن تؤسسوا من المزارع ما تشاءون، ولكم أن تستولوا عليها في المناطق التي نحتلها وكونوا على يقين بأننا سنحميكم بكل ما نملك من قوة وبالصبر والمثابرة سوف يعيش هنا شعب جديد، وسوف يكبر ويزيد بأسرع مما كبر وزاد الشعب الذي عبر المحيط الأطلسي واستقر في أمريكا من بضعة قرون".

أقيمت أول مستوطنة في مدينة بوفاريك سنة 1836، وزعت على القادمين إليها 563 قطعة أرضية مساحة الواحدة منها ثلث الهكتار، كما وزعت 173 قطعة أخرى بلغت مساحة الواحدة منها 4 هكتارا، في الأحواش المجاورة .وانتقلت الإدارة الاستعمارية إلى إجراء آخر لتحريك وتيرة التوسع الاستيطاني ، وذلك بتشجيع الاستيطان الحر من خلال بيع أراضي الدومين التي تكونت من أراضي البايليك والوقف المصادرة . بهذا الأسلوب حصل بعض المهاجرين على أكثر من 4500هكتارا خلال السنة فقط .

وقد شهد الاستيطان تطورا كبيرا ، بمجيء الجنرال بيجو الذي صرح في يوم 14 مايو 1840 أمام النواب " يجب أن يقيم المستوطنون في كل مكان توجد فيه المياه الصالحة والأراضي الخصبة ، دون الاستفسار عن أصحابها " ومن هنا أخذ يشجع العسكريين الذين أنهوا خدمتهم على الاستقرار في الجزائر ، وأنشأ المستوطنات كي يعملوا فيها بصفة جماعية ، كما أنشا المزارع حول المعسكرات يستغلها الجنود. وكان أهم شيء نجح فيه الجنرال بيجو هو استخدام الجيش في بناء المستوطنات وفي استصلاح الأراضي وغرس الأشجار في انتظار وصول المستوطنين. وقد اشتدت الهجرة الأوروبية نحو الجزائر في عهده ، ففي سنة 1843 وحدها وصل إلى الموانئ الجزائرية 14 ألف و137 مهاجرا ، منهم أكثر من 12.006 من الفرنسيين والباقي من الألمان والإرلنديين والسويسريين. وبلغ عدد المستوطنات سنة 1844 فقط 28 مستوطنة في المتيجة والساحل . وفي سنة 1845 وصل إلى الجزائر حوالي 46 ألف مهاجرا ، الشيء الذي كان وراء توسع الاستيطان نحو الغرب والشرق .

مستوطنون على عربة يجرّها حماران


الدعم المادي والمعنوي

لقد كان الدعم المعنوي لحركة الاستيطان ظاهرا في خطابات كل الحكام الذين تداولوا السلطة والحكم على الجزائر، سواء العسكريون منهم أو المدنيون، ومن هذا المنطلق فإن تشجيع الأوروبيين على التوجه إلى الجزائر وتعميرها كان ضروريا للسلطة المحتلة، لذا راحت توفر لهم كل الشروط الضرورية للاستيطان على حساب أصحاب الأرض، ومن هذه الشروط توفير السكن وضمان رواتب تفوق رواتبهم في باريس، وهذا ما يسمح لهم من التفوق عدديا على أصحاب الأرض، كذلك ضمان الحماية العسكرية لهم ، كذلك بدأت حركة الاستيطان تشهد توسعا أكثر، حيث شمل كل الأوروبيين فقامت فرنسا بعملية تسهيل تهجيرهم من أوطانهم إلى الجزائر على متن سفنها، ومنحهم فرص النجاح في الأراضي الجديدة.

وقد وصل عدد هؤلاء الأوربيين في عهد الجنرال بيجو إلى 100.000 ألف مهاجر أي بزيادة 42 في المائة عما كان عليه سنة 1839، موزعين حسب الجنسيات كما يلي : حوالي 43.5 في المائة فرنسيون ، 28 في المائة أسبان ، 8 في المائة طاليان والباقي من جنسيات مختلفة وما بين 1848 و1850. تم إنشاء 42 قرية خاصة بالمستوطنين طبقا للقوانين الخاصة بعملية الاستيطان منها قرية مارنغو (حجوط حاليا) والعفرون وسان كلو وقالمة وماندوفي وكاستيليون. لتفعيل هذا الجانب جاء دور الشركات التي تأسست لهذا الغرض حيث أوكلت لها مهمة إنشاء القرى والمستوطنات ومن أبرزها الشركة الجزائرية التي تأسست عام 1868 وتحصلت على 100 ألف هكتار من الأراضي، وقد قامت هذه الشركة بتقديم تسهيلات للمستوطنين في الحصول على قطع من الأراضي مقابل دفع فرنك واحد لكل هكتار ولمدة 50 سنة. وتدعم الاستيطان بإصدار سلسلة من القوانين والقرارات خولت للمعمرين الاستيلاء بطرق مختلفة على أجود الأراضي وأخصبها. بداية بقانون 1845 الذي صادر أملاك القبائل التي أعلنت عصيانها ضد الفرنسيين.

الأهداف الرئيسية للاستيطان

إحلال الأوروبيين محل الجزائريين
إخضاع الأغلبية الجزائرية للأقلية الأوروبية
القضاء على أي مقاومة مسلحة يقوم بها الأهالي
تكريس لغتهم و عاداتهم

تطور ظاهرة الاستيطان
السنة عدد المستوطنين من أصل فرنسي من أصل أوروبي
1839 25000 11000 14000
1847 109400 47274 62126
1851 131000 66000 65000
1857 181000 107000 74000
1870 250000 129610 12000
المجموع 696400 360884 227126

انتقال الأراضي إلى المستوطنين
الفترة الزمنية الأراضي الموزعة على المستوطنين
1830-1850 42760 هكتار
1851-1860 184555 هكتار
1861-1870 73211 هكتار
المجموع 300526

المستوطنات و المستوطنون
الفترة الزمنية عدد المستوطنات عدد المستوطنين
1830م-1850م 150 63497
1851م-1860م 91 39825
1861م-1870م 25 26576
المجموع 264 129898

هوامش ومراجع

1 ^ مرسوم 14/جويلية 1865م

المصادر

كتاب التاريخ سنة الرابعة من التعليم المتوسط (الجزائر)











رد مع اقتباس
قديم 2011-08-24, 12:31   رقم المشاركة : 11
معلومات العضو
محمدالصغير19
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية محمدالصغير19
 

 

 
إحصائية العضو










B11 التهجير والاستيطان


التهجير والاستيطان
عندما احتلت فرنسا الجزائر اتبعت عدة سياسات تجاه السكان الأصلين، وتتمثل في التفقير والتهجير واحتكار أسواقها. فيما وفرت كل سبل العيش والرفاهية للمستوطنين الجدد القادمين ومن فرنسا وباقي أوروبا









رد مع اقتباس
قديم 2011-08-24, 12:49   رقم المشاركة : 12
معلومات العضو
محمدالصغير19
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية محمدالصغير19
 

 

 
إحصائية العضو










B11 التعذيب الفرنسي في الجزائر .


التعذيب

التعذيب في الجزائر . التقرير الذي غيّر كل الأوضاع
15-09-2005 مقال، صحيفة لو موند

منذ العام 1955 بدأ مندوبو اللجنة الدولية للصليب الأحمر بزيارة المحتجزين الجزائريين وقد تمكنوا من ملاحظة وجود التعذيب. وكانوا مضطرين إلى التزام الصمت إلا أن صحيفة "لو موند" الفرنسية نشرت ملخصاً لتقريرهم.


مندوب اللجنة الدولية للصليب الأحمر مع بعض المحتجزين الجزائريين داخل معسكر مؤقت في "قنادسا". يمكن للجنة الدولية زيارة السجون طبقا للشرط المعتاد المتعلق بالحفاظ على سرية التقارير التي تعدها.

مندوب اللجنة الدولية للصليب الأحمر مع بعض المحتجزين الجزائريين داخل معسكر مؤقت في "قنادسا". يمكن للجنة الدولية زيارة السجون طبقا للشرط المعتاد المتعلق بالحفاظ على سرية التقارير التي تعدها.
©ICRC All rights reserved/dz-n-00034-28a
لقد فشلت جميع المحاولات عبر القنوات الأخرى. ولم تفلح الجهود المبذولة سواءتلك التي تتعلق بالاتصالات داخل الإدارة الفرنسية أم بطلب المساعدة من الصليب الأحمر الفرنسي. وقد بدا من الضروري اللجوء إلى رئيس مجلس الوزراء نفسه السيد " بيير منديس فرانس " وتمت المقابلة في 31 يناير/كانون الثاني 1955. وقررنا توجيه طلب واضح إليه يتلخص في إن اللجنة الدولية للصليب الأحمر ترغب في مقابلة الأشخاص الموقوفين في إطار " التمرد " الجزائري. إن المسألة في غاية الحساسية ولذا يتوجب على اللجنة الدولية أن تتصرف بحذر وتتخذ الكثير من الاحتياطات. وهي تذكّر باستمرار " أن هدف هذه الزيارات ينحصر في الاطلاع على نظام الاحتجاز ولن يتعلق أبداً بأسبابه " ذلك أن اللجنة الدولية للصليب الأحمر لا تتدخل في القضايا السياسية.

إلا أن انفجار البركان الذي تمثله الأزمة الجزائرية يمثل في هذه الفترة موضوعاً سياسياً بامتياز وقد بدأ يهدد ركائز الجمهورية الفرنسية. ولكنه كان يتيح في الوقت نفسه فرصة نادرة للعاملين في اللجنة الدولية الذين يودون تطبيق ما سمحت لهم بتنفيذه اتفاقيات جنيف الحديثة العهد، أي التدخل في الشؤون الداخلية لدولة عضو في الاتفاقيات. ومع ذلك ينبغي للجنة الدولية للصليب الأحمر أن تتصرف بحذر شديد أمام هذه الحرب المدمرة التي تهدف إلى إزالة الاستعمار وتجري على أبواب أوروبا. وها هي تدفع ثمن اندفاعها وتتعلم كيف يمكن للدول أن تبتكر الإجراءات الرامية إلى طمس ما يجري وراء الكواليس. أما المندوبون فعليهم كظم غيظهم وإخفاء مشاعرهم والسكوت أمام الأعمال الوحشية التي يشهدونها. وبينما تصبح سمعة المنظمة خير من يتكلم باسمهم، سيتولى آخرون نشر الشهادات التي جمعوها بصبر وعزم دؤوبين.

هدية من "بيير منديس فرانس"

عودة الآن إلى مكتب " منديس فرانس " . هل لرئيس الوزراء أن يأذن للمنظمة بالتدخل في قضية تسمّم أجواء حكومته؟ لقد صادقت فرنسا على اتفاقيات جنيف منذ العام 1951 . ولكن الاتفاقيات لم تنص على عقوبات تلزمها بالاستجابة لطلب اللجنة الدولية. وها أن رئيس الحكومة يبدي تردداً أمام الصدمة التي خلفتها الاعتداءات الأولى في الجزائر. فهو يود أن تقمع الثورة ولكنه يريد أيضاً أن يوقف العنف الذي تمارسه قوات الأمن. فهو ينتظر من وزير الداخلية في حكومته ، السيد " فرنسوا ميتران " ، أن يضع حداً لهذه التجاوزات وقد عيّن مؤخراً لهذا الغرض كذلك مثقفاً ليبرالياً هو السيد " جاك سوستيل " في منصب الحاكم العام الجديد.

هل يعلم حينذاك " بيير مندس فرانس " أن مركزه كرئيس للوزراء مهدد ؟ المهم أنه ، بتاريخ 2 شباط/فبراير، يمنح اللجنة الدولية للصليب الأحمر إذناً بزيارة السجون شرط أن تنحصر في مهمات محددة في الزمن – يجب ألا تتجاوز إقامة المندوبين في الجزائر مدة الشهر الواحد- كما يسمح بمقابلة السجناء على انفراد في غياب شهود. لكنه يحفظ خط الرجعة : لن يسمح أبداً " بالإعلان عن نشاط اللجنة الدولية " . ويضيف أن التقيّد بهذا الشرط هو وحده الكفيل بأن " يؤدي إلى التأثير الإيجابي الذي تنتظرونه من هذه الزيارات " .

إلا أن " مندس فرانس " لن يتمكن من رؤية هذه النتائج " الإيجابية " . فبعد ثلاثة أيام من الاتفاق كانت حكومته ترغم على الاستقالة. ولكنه كان قد فتح أبواباً لم يستطع خلفاؤه إغلاقها : وبفضل السرية النسبية التي أفاد منها المحتجزون، استطاعوا إبلاغ المندوبين بما يعانوه من سوء المعاملة. وفي هذا السياق تقول المؤرخة الفرنسية " رافائيل برنش " التي تناول موضوع أطروحتها لشهادة الدكتوراة مسألة التعذيب في الجزائر: " لقد جرى كل شيء كما لو أن " مندس فرانس " كان يعّد لرحيله فأنشأ أكبر عدد ممكن من الحواجز الواقية " .

جنود موهومون

عبر المندوبون البحر الأبيض المتوسط في مارس/آذار 1955 وهم لا يعلمون بعد كم ستكون مهمتهم شاقة. ففرنسا ترفض الاعتبار أنها في حالة حرب مع الجزائريين الوطنيين. وفي غياب حالة الحرب، لا يمكن أن يمنح المحتجزون وضع أسرى الحرب. فهم يوصفون " بالمقبوض عليهم وهم يقاتلون " . ويتولى قضاة التحقيق الفرنسيون مسؤولية النظر في مصيرهم ويحالون دائماً أمام المحاكم. وبهذا ستضطر اللجنة الدولية إلى طلب إذن خاص من هؤلاء القضاة. وهذه العملية طويلة ومعقدة لاسيما أن القضاة سيبذلون كل ما في وسعهم مستخدمين سلطاتهم لسد الطريق أمام المندوبين.

وتشير " فرانسواز بيري " المكلفة بالأبحاث التاريخية في اللجنة الدولية أن هذه الأخيرة تجد نفسها أمام تحد كبير. فسواء امتثل هؤلاء المقاتلون المقبوض عليهم لقانون الحرب أم لم يمتثلوا القضية سيان بالنسبة إلى الدولة الفرنسية التي ستستخدم ضد التمرد كل ما يسمح به القا نون الجنائي. وتكتب " فرانسواز بيري " : " في هذه الحال يمكن إدانة المتمرد لمجرد مشاركته في عمليات عدائية " . ولن ينظر إلى هؤلاء " الجنود " باعتبارهم أداة في يد الدولة – كما هو الحال في النزاعات الدولية- بل يتعرضون لعقوبات شديدة لمجرد أنهم شاركوا في القتال.



سجناء غير موجودين




تسلسل الأحداث

1 نوفمبر/تشرين الثاني 1954 : تسجيل بداية حرب الجزائر بما سمي "عيد جميع القديسين الأحمر".
أبريل/نيسان 1955 : إعلان حالة الطوارئ في الجزائر
24 أغسطس/آب 1955 : استدعاء 000 60 من جنود الاحتياط في فرنسا.
6 فبراير/شباط 1956 : زيارة "غي مولّي" إلى الجزائر .وأنصار الجزائر الفرنسية يستقبلونه بأعمال العنف.
يناير"كانون الثاني إلى أكتوبر/تشرين الأول 1957 "معركة الجزائر العاصمة" : اشتداد الإرهاب والقمع والتعذيب
1 يونيو/حزيران 1958 : تكليف حكومة "دي غول".
16 سبتمبر/أيلول 1959 : "دي غول" يتكلم عن "حق الجزائريين في تقرير المصير".
فبراير/شباط 1961 : إنشاء المنظمة السرية المسلحة (OAS).
20 مايو/أيار 1961 : افتتاح مفاوضات إيفيان.
18 مارس/آذار 1962 : التوقيع على اتفاقيات إيفيان.
3 يوليه/تموز 1962: اعتراف فرنسا الرسمي باستقلال الجزائر.





ستبقى فرنسا لفترة طويلة غارقة في هذا الموقف الخداع ولو أن الدفاع عنه راح يزداد صعوبة مع تفاقم الأحداث واتخاذها منحى الحرب. ففي العام

1958، أنشأ الجنرال " سالان " قائد أركان القوات الفرنسية في الجزائر مراكز احتجاز عسكرية مصممة خصيصاً للمتمردين المقبوض عليهم وهم يقاتلون. وهنا يتجاوز التضليل كل الحدود : فقد بدا أن هؤلاء المحتجزين يتمتعون بوضع خاص، ومع ذلك لا يزال اعتبارهم أسرى حرب مرفوضاً. ويواصل مكتب قيادة الأركان في الجزائر تصريحاته بعدم جواز تطبيق اتفاقيات جنيف.

أما المندوبون فلا شك لديهم في أن سوء المعاملة شائع في مراكز احتجاز معينة لاسيما خلال التحقيقات. وتشير تقاريرهم التي ترفع إلى الحكومة الفرنسية إلى شروط احتجاز قاسية للغاية. وخلال المناقشات التي تجري في باريس في أعقاب هذه التقارير، لا تعترض السلطات الفرنسية أبداً على الصورة المقلقة التي ينقلها المندوبون، لكنها تمارس لعبة القط والفار : فتحسباً للزيارات ينقل بعض المحتجزين الذين تعرضوا لسوء معاملة شديدة بعيداً عن أماكن الاحتجاز. وأحياناً تحجب أقسام كاملة من أماكن الاحتجاز عن عيون المندوبين خاصة حول " مراكز الفرز والعبور " حيث يكدس المحتجزون ويخضعون للتعذيب قبل نقلهم إلى السجون.

وتثبت المراسلات الداخلية في اللجنة الدولية أن هذه الحيل لا تنطلي على المندوبين. ففي يونيو/حزيران 1959 ، وفيما لا يتوقف الجيش الفرنسي عن الإعلان عن توقيف مئات الأشخاص خلال العمليات العسكرية ، يتساءل أحد المندوبين أمام العدد الرسمي للمحتجزين كيف يمكن أن يبقى هذا العدد ثابتاً . " في مثل هذه الأحوال، ماذا جرى للأعداد الفائضة من المحتجزين ؟ فمن خلال حالات خاصة استطعنا التأكد من أن رجالاً " قبض عليهم وهم يقاتلون " لا يزالون يرسلون إلى السجون خلافاً لما كنا قد أبلغنا به " .

كما يعبر المندوبون عن قلقهم إزاء تعميم ما تسميها السلطات " مرحلة الاستفادة من السجناء لأغراض العمليات " .وهي عبارة تستخدمها الإدارة بالنسبة إلى الاحتجاز المؤقت لفترة شهر واحد مبدئياً لهؤلاء " المقبوض عليهم وهم يقاتلون " . هذا ويلاحظ أحد المندوبين " وكما تعلمون، تحدث الأ عمال الأكثر فظاعة خلال هذه الفترة بالذات من " الإفادة العملية " : استجوابات ترافقها عمليات اعتداء، سجناء يقتلون خلال محاولات هرب، احتجاز تعسفي في زنزانات انفرادية من أجل الحصول على معلومات من السجين " .

وأمام مثل هذه الممارسات، ما يقال عن " تحسين " لشروط الاحتجاز والذي تتباهى به السلطات يثير الحزن والأسى. فنذكر هذه الرسالة التي وقعها قائد لواء مسؤول عن المركز العسكري للمحتجزين في " قصر ثير " والمصنفة " سرية " حتى تاريخ فتح الأرشيف مؤخراً. فهو يذكر من بين التحسينات التي أدخلت على وضع المحتجزين توزيع الحصر لينام عليها السجناء، والإذن بمراسلة العائلة مرة واحدة شهرياً (تخضع الرسائل للرقابة)، أو ... توفير عدد من مجلة " باري ماتش " الفرنسية في صالة الطعام. ونرى القائد نفسه يرفض بشدة اقتراح اللجنة الدولية بالإفراج عن السجناء الجرحى فيقول: " إن الحالة النفسية للجرحى غير ملائمة ولا تسمح باعتماد هذا الحل حتى لو كان مرغوباً فيه. فهؤلاء الأفراد يدّعون أنهم أبطال النضال للاستقلال وجراحهم ترمز إلى الآلام الشديدة التي تحمّلوها من أجل الجهاد المقدس. ومن المحتمل أنهم سيعودون فور الإفراج عنهم إلى ممارسة نشاط ما لصالح جبهة التحرير الوطني " ...



استيقاظ ضمير معتقل قديم مبعد

لم تؤد ملاحظات اللجنة الدولية إلى نتيجة مباشرة إلا أنها ستنفع في إثارة اهتمام أولئك الذين يشعرون في باريس أنهم فقدوا السيطرة على النزاع الجزائري. ففي 5 يناير/كانون الثاني 1960 تنشر جريدة " لو موند " الفرنسية ملخصاً طويلاً عن تقرير المهمة السابعة التي أجرتها اللجنة الدولية للصليب الأحمر في الجزائر . ويشير المقال الذي سيكون له وقع القنبلة إلى أن " حالات عديدة من سوء المعاملة والتعذيب لا تزال تلاحظ " . وقد كشف عقيد في الشرطة للمندوبين " أن الكفاح ضد الإرهاب يجعل من الضروري اللجوء إلى بعض أساليب الاستجواب الكفيلة وحدها بإنقاذ حياة العديد من الناس وتجنب اعتداءات جديدة " . وهكذا تستطيع كل فرنسا قراءة هذا الاعتراف.

كانت آنذاك وثائق كثيرة موجودة حول ممارسة التعذيب في السجون الجزائرية. إلا أن الطابع الجدي والموضوعي لجريدة " لو موند " ترافق هنا مع الشرعية التي يملكها اسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر. وفيما كان هذا الموضوع يشغل كل مساحات النقاش العلني في فرنسا، جاء التقرير ليقدم تكذيباً لاذعاً لتصريحات وزير الدفاع المهدئة. كان هذا النشر يشكل خرقاً لمبدأ السرية الكاملة المتفق عليه بين اللجنة الدولية والسلطات الفرنسية إلا أن أحداً لم يتهم المنظمة بأنها مصدر " تسريب " الخبر.

وبالفعل لن يعرف اسم الشخص الذي سرّب التقرير السري إلى صحفيي جريدة " لو موند " إلا بعد مرور فترة طويلة. وهو " غاستون غوسلين " الموظف في مكتب وزارة العدل والمكلف بمسائل الاحتجاز داخل أراضي البلد الأم . مدافع نشيط عن مهمة اللجنة الدولية، صدمته اكتشافاتها وقرر إعلانها للجمهور وهذا ما كانت ترفضه الحكومة الفرنسية. وبعد بضعة أشهر استقال " " غاستون غوسلين " من منصبه. وعرف عنه أنه كان قد التحق بالمقاومة خلال الحرب العالمية الثانية وأعتقلته القوات الألمانية وأبعدته إلى معسكر الاعتقال في " داشو " .

ولم يسمح للجنة الدولية بالقيام بمهمة جديدة في الجزائر إلا بعد مرور أكثر من عام على تلك الحادثة. واستخدمت المنظمة هذه الفترة لتكثف الاجتماعات بهدف " اتخاذ احتياطات أكبر في المستقبل " . وخلال اجتماع عقد في 1960، اتخذ مجلس اللجنة الدولية قراراً بالإعلان عن " انزعاجه الشديدلمثل هذه التسريبات " لأن " من شأنها أن تعرّض عمليات أخرى للفشل حتى لو لم تكن اللجنة الدولية مسؤولة عنها " . إلا أن ما كان للمجلس في هذا السياق إلا أن يقّر بأن نشر تقريره كان مناسبة لتسلمه كمية هائلة من الهبات والتهاني..

مندوب اللجنة الدولية للصليب الأحمر مع بعض المحتجزين الجزائريين داخل المعسكر المؤقت في " قنادسا " . تمكنت اللجنة الدولية من زيارة السجون شرط احترامها البند المتعلق بسرية التقارير .




كراسة عن تاريخ التعذيب الفرنسي في الجزائر


https://www.hoggar.org/documents/uplo..._1954-1962.pdf









رد مع اقتباس
قديم 2011-08-24, 12:57   رقم المشاركة : 13
معلومات العضو
محمدالصغير19
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية محمدالصغير19
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

التهجير والاستيطان

عندما احتلت فرنسا الجزائر اتبعت عدة سياسات تجاه السكان الأصلين، وتتمثل في التفقير والتهجير واحتكار أسواقها. فيما وفرت كل سبل العيش والرفاهية للمستوطنين الجدد القادمين ومن فرنسا وباقي أوروبا

التعذيب


فرض الضرائب الجائرة

[عدل] التعدي على حرمات المساجد ودور العبادة










رد مع اقتباس
قديم 2011-08-24, 12:58   رقم المشاركة : 14
معلومات العضو
محمدالصغير19
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية محمدالصغير19
 

 

 
إحصائية العضو










B11 التعدي على حرمات المساجد ودور العبادة



التعدي على حرمات المساجد ودور العبادة
استمر الصراع الثقافي والحضاري والحقد الديني اتجاه الإسلام والمسلمين. وأبرزت فرنسا جهودها وتفانيها في خدمة المسيحية أمام العالم المسيحي بحملتها على الجزائر.









رد مع اقتباس
قديم 2011-08-24, 12:59   رقم المشاركة : 15
معلومات العضو
محمدالصغير19
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية محمدالصغير19
 

 

 
إحصائية العضو










B11 التعدي على الهوية


التعدي على الهوية [4].

كانت الألقاب الجزائرية قبل الاستعمار الفرنسي ثلاثية التركيب (الابن والأب والجد)، وفي حالات أخرى خماسية التركيب، بحيث تضاف لها المهنة والمنطقة.

أصدرت الإدارة الاستعمارية الفرنسية في 23 مارس 1882 قانون الحالة المدنية أو قانون الألقاب الذي ينص على استبدال ألقاب الجزائريين الثلاثية وتعويضها بألقاب لا ترتبط بالنسب. وسبق صدور هذا القانون محاولات متواصلة لطمس الهوية الجزائرية، أهم ملامحها إجبار الأهالي -وهو التعبير الشائع لتوصيف الجزائريين-على تسجيل المواليد الجدد وعقود الزواج لدى مصلحة الحالة المدنية الفرنسية، بعدما كانوا يقصدون القاضي الشرعي أو شيخ الجماعة.

و الغاية من استبدال ألقاب الجزائريين الثلاثية وتعويضها بألقاب لا ترتبط بالنسب هو تفكيك نظام القبيلة لتسهيل الاستيلاء على الأراضي، وإبراز الفرد كعنصر معزول، وتغيير أساس الملكية إلى الأساس الفردي بدلا من أساس القبيلة، وطمس الهوية العربية والإسلامية من خلال تغيير الأسماء ذات الدلالة الدينية وتعويضها بهوية هجينة، وإحلال الفرد في المعاملات الإدارية والوثائق مكان الجماعة، وأخيرا تطبيق النمط الفرنسي الذي يخاطب الشخص بلقبه وليس باسمه.

و بموجب هذا القانون لم تكتف السلطات الاستعمارية بتغيير أسماء وألقاب الجزائريين بصفة عشوائية بل عوضت العديد منها بأسماء مشينة ونابية وبعضها نسبة لأعضاء الجسم والعاهات الجسدية، وألقابا أخرى نسبة للألوان وللفصول ولأدوات الفلاحة وللحشرات وللملابس وللحيوانات ولأدوات الطهي. ولم يكن هناك أي منطق في إطلاق الألقاب على الأشخاص، وكل ما هنالك هو رغبة في تحطيم معنويات الجزائريين، من خلال منح الفرصة لترديد أسمائهم مشينة طول الوقت وعلى مرّ الأزمان. وما يزال الأبناء والأحفاد يتوارثون هذه الأسماء منذ عام 1882 وهي أسماء لم يختاروها هم ولا آباؤهم، وإنما أجبروا على حملها حتى اليوم.

و من الأمثلة الحية على الألقاب المشينة التي تحملها عائلات جزائرية اليوم ويتم تداولها في كل المحررات والوثائق الرسمية لقب "حمار"، ولقب "بوذيل"، ولقب "خاين النار"، ولقب "مجنون"، ولقب "بومعزة"، ولقب "كنّاس" ولقب "بومنجل".

كما يذكر التاريخ قصة الجزائري "الحاج البخاري بن أحمد بن غانم" وله أربعة أولاد: محمد وعبد القادر وأحمد والحبيب، فقد خسر هذا الشخص أرضه بعد رحيله إلى سوريا، وبعدما قامت الإدارة بتغيير ألقاب أولاده حيث أصبحوا "محمد عسّال، وعبد القادر بووشمة، وأحمد البحري، والحبيب ندّاه.










رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
الجزائر


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 08:50

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc