عاشوراء بنكهة مغربية - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الدين الإسلامي الحنيف > قسم التاريخ، التراجم و الحضارة الاسلامية

قسم التاريخ، التراجم و الحضارة الاسلامية تعرض فيه تاريخ الأمم السابقة ( قصص الأنبياء ) و تاريخ أمتنا من عهد الرسول صلى الله عليه و سلم ... الوقوف على الحضارة الإسلامية، و كذا تراجم الدعاة، المشائخ و العلماء

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

عاشوراء بنكهة مغربية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2007-06-30, 13:09   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
ولد لبلاد
عضو جديد
 
الصورة الرمزية ولد لبلاد
 

 

 
إحصائية العضو









Flower2 عاشوراء بنكهة مغربية

[align=center][align=center]تتعدد احتفالات المغاربة بمناسبة عاشوراء التي تصادف يوم 10محرم من كل سنة هجرية
و هي ذكرى مقتل الإمام سيدنا الحسين بن علي بن أبي طالب فإذا كان الشيعة في العراق و إيران و باكستان و لبنان يحتفلون بمناسبة عاشوراء من خلال ارتداء السواد و كثرة البكاء و النواح و لطم الخدود فان المغاربة يحتفلون بهذه المناسبة بطريقة أخرى يسودها الفرح و الفرجة و لكل منطقة طقوس معينة لا تختلف كثيرا عن باقي الجهات الأخرى
و من خلال هذا الموضوع سنتعرف على طقوس عاشوراء و التي تختلف أسماءها من مكان إلى مكان منها عيشورا و عاشورا و عاشور و عيشور بالعربية و أمعشور و أمعشار بالأمازغية
-- -- -- -- -- +++++ -- -- -- -- --
كرنفال إمعشار
أشهر الفرق الفلكلورية المنظمة للكرنفال
فرقة آيت محمد تنشط في الجزء الغربي لشارع عبد الرحمان
فرقة المكان ساحة مدينة تزنيت
أيام من 9 إلى 15 محرم
إضلحا تنشط بالجهة الشرقية للمدينة
و هو احتفال تقليدي متوارث أبا عن جد يقيمه الأمازيغ المغاربة خاصة أمازيغ الجنوب و تعود بعض طقوسه إلى العهد القديم أي ما قبل دخول العرب إلى شمال إفريقيا و ما تزال راسخة إلى اليوم خاصة في قرى الأطلس الصغير و الأطلس الكبير و منطقة سوس و الجنوب المغربي و يرجع المتخصصين في الثقافة الأمازغية أصول الكرنفال إلى فترة انتشار اليهودية بشمال إفريقيا و الأدلة على ذالك كثيرة منها غالبية المسرحيات أو الأشكال المسرحية ما قبل الاحتفال التي يتم تشخيصها خلال الموسم تضم شخصيات بأسماء عبرية مثل (الحزّان*) و (تودايت*) كما أن بعض الأهازيج المتداولة و الخاصة بالعاشور تتحدث عن حياة اليهود أيام كانوا يتعايشون مع الأمازيغ بالجنوب المغربي و اليهود اشتهروا بتقديسهم ليوم عاشوراء بصيامه لأنه يوم صالح نجا الله فيه نبي بني إسرائيل من عدوهم فصامه النبي موسى عليه السلام و سار سنة عند اليهود و يختلف الباحثون حول مرجعية الاحتفالات العامة بعاشوراء المغرب
خاصة كرنفال إمعشار فمنهم من يقول أنها شيعية و منهم من يقول يهودية
.................
طقوس الاحتفال
تبتدئ أفعاليات الكرنفال بعد صلاة العشاء حيث يخرج الشباب في موكبهم يغنون و يرقصون يرتدون ملابس تنكرية ذات تصميم غريبة و يقومون بتسويد وجوههم بالسواد و يضعون على وجوهم أقنعة و لحى مصنوعة من جلد الخروف أو الماعز و هناك من يفضل ارتداء ملابس رثة بالية ويلتقي الجمع في الساحة و ينتظمون في صف دائري و يوقدون النار
يبدأ رئيس الجوقة بإنشاد أغنية أمازغية على شكل موال:
يلاه أن منكار yallah an mnaggar
هيا نجتمع
أوداي أمسلم أمازيغ أعراب oday amslm amazigh a3rab
يهودي مسلم أمازغي عربي
كولواخ ان آنمون غيد kolwakh an anmon ghid
نلتقي كلنا هنا
آنيني أوال نخ anini awal nkh
لنقول كلمتنا
باش آديسان ايس كولواخ يان آنكا bash adissan is kolwakh yan anga
لبشهد الجميع أننا كلنا سواسية
حين يعطي المنشد اشارة لبدأ الحفل الذي يعتمد على آلات موسيقية بدائية تختلف من منطقة لمنطقة غالبا ما تكون عبارة عن بنادر (دفوف) أو كما يسمى بالأمازغية تالونت tallont المعدة من جلد الماعز و يضاف إليها الطبل و المزامير و الناقوس دون نسيان ضربات الأخشاب و الأقدام على الأرض لتدخل هذه الفوضى الموسيقية في انسجام مع الأغاني التراثية و لا يقتصر الأمر على الأمازيغ فقط بل يشمل حتى العرب و الأندلسيين و الإفريقيين إلا أن الأمازيغ حافظوا على جل التفاصيل في شكلها الأول البدائي المتوارثة أبا عن جد و من بين العادات المنتشرة في عاشوراء يجتمع الشباب و الصبية و يوقدون النار و تحديدا سبعة أكوام على خط مستقيم المسافة الفاصلة بينهم تقريبا ثلاثة متر و يتناوبون على قفزها على شكل قفز الحواجز مرددين أشعار و شعارات خاصة بالنار
***
مرجعيات تاريخية
*************
حسب بعض المؤرخين الباحثين
العادات التي تتخلل عاشوراء تعتبر بقايا من المذهب الشيعي المنتشر بالمغرب خلال القرن 11ميلادي و بهذا امتزجت الطقوس الشيعية و الطقوس الإسلامية و الطقوس اليهودية و الطقوس الأمازغية عبر مراحل الزمن يمتزج فيها الحزن بالفرح و يكون مناسبة لانتقاد الوضع الداخلي للأهالي في شكل ساخر بتجسيد مظاهر الحرث و الحصاد في لوحات مسرحية تحاكي فصول السنة
****
و من خلال شكل الملابس التنكرية و الأقنعة و الإنشاد و شكل الرقصات فإنها تحيلنا
على الكم الهائل من الثرات الأمازغي المتنوع الموغل في القدم و الدليل على ذالك هو شيوع هذه العادة داخل المجتمع الأمازغي على صعيد المغرب ولو أن هناك اختلافات في وقت ارتدائها بين عاشوراء و عيد الأضحى
****
وتسويد الوجه هو تقليد شيعي قديم يعبر عن الحزن العميق لذكرى مقتل الإمام الحسين
و هي ذكرى مقدسة عند المسلمين المغاربة لأن آل البيت جزء لا يتجزأ من الهوية المغربية
و تعود إلى عهد دخول المولى إدريس مؤسس المملكة
****
و عن شعائر النار هناك اختلاف في المرجعيات البعض يقول أنها طقس ديني قديم
يعود إلى العصر الأول البدائي أي حين كان الأمازيغ يعبدون النار و يمجدونها مستمدين أدلتهم من الأشعار و الشعارات التي يرددونها و الطقوس الخاصة بإشعالها و البعض الآخر يقول أنها عادة يهودية أدخلوها اليهود إلى المغرب خلال استقرارهم بالجنوب المغربي
و عن قفز النار فالمشاع أن كل من تمكن من قفزها يترك فيها ذنوبه كما يعتقد أنها تخلصهم من تعاستهم و سوء الحظ كما أن هناك اعتقاد سائد أن كل من يحترق بنار عاشوراء لن يشفى من علته الا في نفس الفترة من العام القادم
إذا ما استثنينا تقاليد امعشارن و رش المارة في الشوارع بالماء في يوم عاشوراء
ولجوء بعض النساء إلى ممارسة طقوس السحر والشعوذة
وميل بعض الفرق الصوفية القليلة إلى التماهي بطقوس عاشوراء المشرقية
وخاصة لدى فرقتي حمادشة وعيساوة المشهورتين في منطقة مكناس خاصة
فإن الاحتفال بيوم عاشوراء لدى معظم المغاربة يبقى حدثا دينيا عاديا في هذه الأيام.
ولا يكاد يتميز إلا ببعض طقوس الأكل وطقوس لعب الأطفال.
فليوم عاشوراء لدى المغاربة كما كل مناسبة دينية طقوس أكل خاصة
وتتمثل بالكسكس العيشوري الذي يعد ببقايا لحم عيد الأضحى المقدد
وتقديم أطباق الفواكه اليابسة المنوعة الممتزجة بحبات حلوى (القريشلات) مع الشاي المنسم بالنعناع وببعض الأعشاب البرية الطرية.
وأجمل ما في عاشوراء المغربية طقوس الأطفال في احتفالهم باللعب.
ويمثل تاريخ احتفال الأطفال بهذه باللعب العيشورية تاريخا لتطور هذه الألعاب في حد ذاتها
حسب ما تتيحة الإمكانيات الذاتية في كل جهة مغربية وفي كل قرية أو مدينة.
فقد كانت أجيال الأطفال الماضية تصنع لعبها بيدها وكانت مواسم عاشوراء فرصة للتجريب والاختراع في فن صناعة اللعب
فالفتيات يتبارين في صنع الدمى من القصب وبقايا الأقمشة والخيوط أما الفتيان فكانوا يتبارون في صنع العجلات والعربات من نفايات الأسلاك وخرذوات البلاستيك والقصدير.
ولعل ما يميز عاشوراء المغربية أنها تحولت إلى احتفال طفولي بامتياز بعيدا عن ا المذهبية والطائفية في كثير من جهات العالم الإسلامي
في هذا اليوم ففي هذا اليوم تعبر الطفولة المغربية عن حسها الإبداعي في شكل أداء جماعي في الساحات الفسيحة وعند نواصي الشوارع.
رغم ما يقد يشوب تلك الألعاب أحيانا من عنف وخاصة عند ليلة عاشوراء التي تسمى لدى الأطفال ب( الشعالة) التي توقد فيها النيران المتوهجة العظيمة.
أما اليوم فقد بدأ النمط العصري يلقي بثقله على تلك الطقوس العيشورية القديمة
وبدأت يغيب ذلك الحس الإبداعي عند الأطفال الجدد في إعداد لعبهم
بعدما صارت تأتي إليهم جاهزة تبهر الأنظار بألوانها وأحجامها وتقنياتها العالية ولكن عليها علامة تجارية مسجلة صينية أو تايوانية
يعلق الأستاذ رضوان بن شقرون عضو رابطة علماء المغرب
أستاذ بجامعة الحسن الثاني بالدار البيضاء على الأصول الشرعية للاحتفال قائلاً:
إن أول مظهر يتميز به الاحتفال بعاشوراء بالمغرب هو الفرحة والابتهاج بالمناسبة
ومرد ذلك إلى السند الشرعي المستمد من رواية وصول الرسول -صلى الله عليه وسلم- إلى المدينة
وملاحظته أن اليهود يصومون يوم عاشوراء وتساؤله عن ذلك
وقوله *صلى الله عليه وسلم بعد أن علم أن يهود يثرب إنما كانوا يصومون احتفاء بنجاة موسى عليه السلام من المطاردة الفرعونية*:
"نحن أحق بموسى ولئن حييت إلى قابل لأصومن عاشوراء وتاسوعاء".
وحيث إن المغاربة عرفوا منذ مجيء الأدارسة إلى المغرب بالتشبُّث بالسُّنة وحبهم المفرط للرسول -صلى الله عليه وسلم-
فقد ظلوا عبر تاريخهم يحتفلون بهذا اليوم لا سيما في بعض المدن العريقة كفاس ومكناس ومراكش
ويبدو احتفالهم هذا في نوع من البهجة والمرح حيث يوسع على أفراد الأسرة
ويتخذونها مناسبة للضرب على الدفوف والإنشاد والتزين بأجمل الثياب.
-----------------------------------------------------
يقول الدكتور عباس الجراري مستشار جلالة الملك
وهو من المفكرين المغاربة المتخصصين في الفكر الإسلامي وفي الثقافة المغربية
عن أصول طقوس الاحتفال:
"لقد شاعت في المغرب عادات ارتبطت بيوم عاشوراء
وهي عادات ترسخت في التقاليد الاجتماعية سواء على المستوى الرسمي أو الشعبي
منها ما ورد عن ابن عبد الله البكري وهو يصف مدينة أصيلة الواقعة في شمال المغرب في عصره -القرن الخامس هجري-
فقد قال عنها بأن الناس قد اتخذوا موضعها رباطا فانتابوه من جميع الأمصار
وكانت تقوم فيه سوق جامعة ثلاث مرات في السنة وهو وقت اجتماعهم
وذلك في شهر رمضان وفي عشر ذي الحجة وفي عاشوراء".
-----------------------------------------------------[/align]









 


رد مع اقتباس
قديم 2007-06-30, 13:11   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
ولد لبلاد
عضو جديد
 
الصورة الرمزية ولد لبلاد
 

 

 
إحصائية العضو









افتراضي

[align=center]من العادات التي تبعث على الدهشة والمقترنة بعاشوراء صب المياه
على المارة في الشوارع فيما بين الأطفال والمراهقين
ويسمونه (زمزم) أو ("تزمزيم)
فمرد ذلك إلى بعض الطقوس اليهودية التي تسربت إلى بعض عناصر المجتمع المغربي بحكم التساكن والتجاور الذي عرف بين اليهود المغاربة والمسلمين في المغرب عبر التاريخ.
ولعل أبرز فترة وقع فيها التأثير المتبادَل بين اليهود والمسلمين بالمغرب هي الفترة المرينية
التي نستطيع القول بأنها الفترة التي انطلقت منها أصول اليهود حتى اتخذوا لهم أحياء -عرفت بالملاح- خاصة بهم
ملاصقة للقصور الملكية في عدد من المدن المغربية
وهذا الطابع للفترة المرينية امتد إلى البدع والضلالات
مما شجع كثيرا من الطرق والزوايا على مزيد من الانتشار
عاشوراء.. النساء أكثر حرية

-------- قيام النساء والفتيات قبل هذا اليوم بتخضيب شعر رأسهن بالحناء
وكذا أيديهن وأرجلهن بها مع وضع شيء منها في أكف الأطفال وحتى بعض الرجال
ومن مُرددات النساء، وقد جمّلن شعرهن بالحناء وأطلقنه:
"عاشوري عاشوري.. عليك نطلق شعوري".

ويلاحظ في مناسبة عاشوراء بالمغرب أن النساء يتمتعن بحرية في هذه المناسبة
إذ لا يلبث الرجال أن يستعيدوا نفوذهم مع إطلالة عيد المولد النبوي الشريف على نحو
ما تعني هذه المقولة التي تتغنى بها النساء في عاشوراء:

هذا عاشور ما علينا الحكام أللا

عيد الميلود يتحكموا الرجال أللا...

-------- التوسل بأساليب كثيرة في هذا اليوم لفك السحر أو رد العين والأرواح الشريرة
ومن ذلك ما كان معروفا في بعض المدن كمدينة الرباط من أخذ الأطفال إلى الصباغين لصبغ أطرافهم اليمنى بالسواد وشراء "جعبة الهند"
وهي وعاء حديدي صغير بقفل تحمله النساء اللائى يخشين العين أو فعل السحر.

-------- استعمال البخور بقصد رد العين والأرواح الشريرة، وهو نوعان:
بخور مدني: يتمثل في الخزامى، والشَّبَّة، والحرمل، والجاوي، والفاسوخ.
بخور بدوي: كالداد والريحان وفسخ الحنش (جلده).

-------- اتخاذ سوق أو أسواق خاصة لبيع لوازم عاشوراء من حناء وبخور وكحل وفواكه جافة ولعب للأطفال وآلات التطبيل
وغالبا ما يتم الاستعداد بدءًا من فاتح محرم
ويطلق عليها سوق "عاشور" مع شراء الفواكه الجافة
وهي: التمر والتين والزبيب والجوز واللوز.

-------- اكتحال النساء واستياكهن في الغالب، وإن كان بعضهن يمتنعن عن ذلك أيام عاشوراء بدءا من فاتح محرم
ويتهيأن بأن يقمن بذلك قبل حلول الشهر، وهو امتناع يرتبط بمظهر الحزن.

-------- فتح الكتاتيب القرآنية صباح يوم عاشوراء إلى وقت الضحى
لتحصل البركة طوال العام ثم تعطيلها بعد ذلك بقية اليوم
وقد تمتد العطلة أياما ثلاثة أو عشرة، ويُطلق على هذه العطلة لفظ "العواشر".

-------- حث الأطفال على الصيام وشراء "الهدايا" لهم
منها ما يكون للذكور كالطبول وللإناث الدمى والطعارج (آلات إيقاعية تشبه الطبل، لكنها أصغر حجما).

-------- اقتناء ملابس جديدة أو خياطتها تيمنا بهذا اليوم وفق ما هو شائع من أن الذي يخيط في عاشوراء يخيط طوال السنة.

-------- إيقاد النار في الشواع والميادين العامة في ليلة عاشوراء، ويطلق عليها "شعالة" أو"شعايلة" أو "تشعالت" في اللهجة الأمازيغية
وبعد إيقاد النار يبدأ القفز عليها باعتبار أن ذلك يزيل الشر ويبعده
بل إن البعض يشعلون النار في أفنية منازلهم ويأخذون في الدوران حولها وهم يطبلون ويزمرون ويغنون.

وتجدر الإشارة إلى ما كان يقع في بعض المدن كمراكش حيث تلقى في النار بعض الدمى والصور
ومنها ما يمثل قاتل الحسين وكذا إلى ما يحدث في مناطق أخرى
لا سيما في الأطلس الصغير
إذ تتحلق النساء حول النار ويأخذن في البكاء والندب والنواح
وقبل أن تخمد النار يدفئن الماء عليها ليتوضأن به أو يغتسلن تبركا به وعلاجا.

-------- الإكثار من صب الماء على الأرض
وكان شائعا أن يلجأ حمالو الماء المعروفون بـ"الكرابة" إلى ملء قربهم
وإفراغها في الأرض مقابل ما يعطيه المارة والمتجولون.
------------------------------------------
سألنا عن السر في هذه العادة المعروفة بـ"زمزم" فكان الرد:
"إن النساء في سنوات غابرة كن يقمن باكرا فيغتسلن بالماء البارد حتى يكون العام مليئا بالخير وبالحيوية والنشاط،
وفي حالة عدم استيقاظ الفتيات باكرا كانت تلجأ الأمهات إلى رشهن بالماء حتى يضطررن للاستيقاظ،
لكن سرعان ما تجاوزت هذه العادة البيوت المغربية لتخرج إلى أزقتها وشوارعها حيث يصب الماء على المارة".
------------------------------------------
وعن الطعام، فالحلويات غالبا ما تُتناول بعد عشاء ليلة عاشوراء إثر طعام "الكسكس" الذي يفور على (الديالة)وهي مؤخرة الخروف وذنبه
ويحتفظ بها من أضحية العيد مملحة لهذا الغرض
وقد يكون معها شيء من القديد مع أمعاء الكبش المجفف التي يصنع منها ما يعرف "بالكرداس".
------------------------------------------
وعن عادة شراء الفواكه اليابسة: اعتادت العديد من الأسر المغربية في عاشوراء شراء كميات لا بأس بها من الفواكه الجافة
وتقسيمها إلى حصص متساوية حسب عدد أفراد الأسرة؛ فتقدم لهم في هذه المناسبة
على أن الأم المغربية في عاشوراء تحرص كل الحرص على تذكر بناتها المتزوجات اللواتي تبعث لهن بنصيبهن من الفواكه إلى بيوتهن أو تحتفظ به لهن به عند زيارتهن لها.
------------------------------------------
ومن عاداتنا أيضا في المغرب أن الشاب الخاطب عليه أن يتذكر خطيبته
ويهديها في هذه المناسبة بعض الحلي أو بعض الملابس التقليدية المصحوبة بالفواكه اليابسة
الواقع أن عاشوراء في صيغتها المغربية تمثل مجالا لتأمل اثنوغرافي و انثربوليجي هائل و كبير
لأن عاشوراء احتفال شعبي شيعي و نعتبر الدولة السنية الوحيدة التي تحتفل به في كل العالم الاسلامي على ما أعتقد
مما يعزز تلك الخصوصية التاريخية و الحضارية و المجتمعية للمغرب و للمغاربة في كل اخريطة العرب المسلمين
و هي الخصوصية التي لها شجرة أنسابها سياسيا فكريا ابداعيا و اجتماعيا بل نضيف قليلا من شجرة الأنساب جغرافيا
ان ما منح للمغرب أن يكون مغربيا هو الكيمياء المميزة لتعانق و تكامل و تداخل فروع شجرة الأنساب هذه
ان ما أنتجه المغربي في علاقته بالمكان تبعا لما توفره الطبيعة قد جعل ينحت خصوية تاريخية وهبته لنا الجغرافية
فنحن أمة تقع في مفترق طرق الحضارات بفضل هبة البحر و المحيط و لقد أغنانا ذالك الاحتكاك بتلك الحضارات المتعاقبة
مثلما أن ما أنجزه المغربي من أسباب الحياة و من معاني الوجود من لغة و أدب و علوم و بناء و طبخ و فلاحة
في السهل و الجبل و الصحراء و البحر
قد سمح بتوليفة حضارية لا مثيل لها في كل العالم العربي و الاسلامي مثلما أن التعدد اللغوي قد أغنى بصيرتنا الثقافية و جعل لحمة أن يوكن الشخص مغربيا
ذات معنى وجودي خاص يتأسس على التعدد و على مكرمة التعايش و قبول الاختلاف
يكفي هنا أن نتأمل كيف أن هذا التعدد لم يفرز عندنا قط صراع اثنيات و عصبيات مذهبية وجودية اقصائية نكوصية أو انغلاقية
بدليل أن أقوى مؤسساتنا ( مؤسسة الزواج و مؤسسة الأسرة ) قد ظلت تبنى تأسيسا على معطى واحد ىهو الانتماء لشط الانسان و الانتماء لأمة الاسلام
و هو ما لم يقع في المشرق العربي مما قاد كل ذالك التطاحن الدموي الذي نموذج ما يعيشه بلد التاريخ و الحضارة الشهيد العراق في يومنا هذا و أحد عناوينه البارزة
لنعد لموضوعنا عاشوراء عنوان بارز للخصوصية المغربية
فهو الاحتفاء الديني الشعبي الذي تتداخل فيه مغربيا الكثير من العلامات و المعاني الثقافية و التاريخية
فهو أولا تمجيد مغربي لحفدة رسول الله لأنهم مسلمون بالنسبة لنا في المغرب مثل بهم و قتلوا شر قتلة في هجير السياسة بالعراق منذ أكثر من 1300 سنة
وحين نزور مقابر أمواتنا فاننا نزور رمزيا قبر الحسين أيضا مثلما يقول الشيعة
و حين نهرق الماء (نحن الوحيدين الذي يسميه ماء زمزم كناية و قداسة من ماء زمزم بمكة الكرمة)
فلأننا نطفئ ذالك العطش القاتل الذي كان سيدنا الحسين بن علي بن أبي طالب و أبناؤه الصغار
ضحية له قبل قتلهم و الفتك بهم فقد تركوا لعذاب عطش بلا ضفاف
و حين تمنعنا أمهاتنا و جداتنا من قص الشعر حتى تنطفئ الشعايلة (نار عاشوراء) فهو علامة حزن و حداد على الجريمة المرتكبة ضد أبناء فاطمة الزهراء بنت نبينا و رسولنا الكريم
لتبقى النار طقسا شعبي شيعي يعتبر نوع من جلد الذات بسبب الوعي الشقي الذي أحدثه عدم حماية سيدنا الحسين و آل البيت الشريف و الدفاع عنهم
في حروب السياسة الفتاكة تلك بالمشرق العربي مع أولى خطوات تأسيس الدولة الاسلامية
النار طقس مغربي اندس الى هذه الاحتفالية من جغرافية الطقوس الوثنية التي كانت سائدة بالمغرب قبل مجئ الاسلام
حين كان المغاربة يقدسون قوى الطبيعة من شمس و أقمار و ماء و نار
و هو الاضافة التي تجعل عاشوراء يوم احتفال بالمغرب بينما تكون يوم حزن بالمشرق العربي
هي مفارقات ثقافية اذن ......................
فالمغرب البلد السني الوحيد الذي يحيي طقسا شيعيا و حين يحييه فانه يحييه كعيد لفرح الأطفال و الأمهات
(مثلما تحييه الكثير من النساء كفجوة زمن لوضع فخاخ السحر و الشعوذة للايقاع بحبيب فالت) فيما يحييه الاخوة الشيعة بالشرق كعيد للحزن و الندم
و هو احتفاء شعبي و ليس احتفاءا رسميا و لا أحد يستطيع وأده أو منعه في ذاكرة الناس
علما أن عاشوراء و عيد المولد النبوي يعتبران من أكثر الاحتفالات شعبية بالمغرب و التي هي ممنوعة و محرمة في باقي العالم الاسلامي خاصة دول الخليج
-------------
ان تأمل هذه التركيبة الثقافية و الحضارية للمغاربة خلال مناسبة عاشوراء بعض من الجواب لادراك اخصوصية التركيبة الذهنية المغربية
ككينونة و معنى و وجود و كاستثناء حضاري في عالمنا العربي الاسلامي

[size=4]المصدر[/size[/align]










رد مع اقتباس
قديم 2007-06-30, 18:31   رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
أختكم
صديق منتديات الجلفة
 
الصورة الرمزية أختكم
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
.
بارك الله فيك أخي على الموضوع المعروض بصفة تارخية... أما من الناحية الشرعية فإنني أنقل إليكم هذه الفتوى للشيخ الدكتور أبوعبد المعز محمد علي فركوس القُبِّي الجزائري حفظه الله


[align=center]في حكم التوسعة والسرورِ في ليلة عاشوراء[/align]
[align=center] [rams]https://www.ferkous.com/Achrita/fatawa/592.rm[/rams][/align]


[align=center]السؤال: جرتِ العادةُ عندنا أنّ الكثيرَ من العائلات يَقُمْنَ بإعداد طعامٍ خاصٍّ (كالكُسْكُسِ باللَّحم أو الشَّخْشُوخَةِ أو غيرِها) ليلةَ عاشوراء سواءً صاموا أو لم يصوموا، فما حكم صُنْعِ هذا الطعام؟ وما حكم تلبيةِ الدعوةِ إليه؟



الجواب: الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على من أرسله الله رحمةً للعالمين، وعلى آله وصحبه وإخوانه إلى يوم الدين، أما بعد:

فَيَـوْمُ عاشوراء من بركات شهر الله المحرَّم وهو اليوم العاشرُ منه، وإضافة الشهر إلى الله تعالى تدلّ على شرفه وفضلِه؛ لأنّ الله تعالى لا يُضيف إليه إلاّ خواصَّ مخلوقاته، قال صلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم: «أَفْضَلُ الصِّيَامِ بَعْدَ رَمَضَانَ شَهْرُ اللهِ المُحَرَّمِ»(١- أخرجه مسلم في «الصيام»: (2755)، وأبو داود في «الصوم»: (2429)، والترمذي في «الصلاة»: (438)، والنسائي في «قيام الليل»: (1613)، وابن ماجه في «الصيام»: (1742)، وأحمد: (8158)، من حديث أبي هريرة رضي الله عنه)، وحُرمة العاشِرِ منه قديمةٌ، وفضلُه عظيمٌ، ففيه أنجى اللهُ موسى عليه الصلاة والسلام وقومَه، وأغرق فرعونَ وجنودَه، فصامَهُ موسى عليه الصلاةُ والسلامُ شكرًا لله، وكانت قريشٌ في الجاهلية تصومُه، وكانت اليهودُ تصومُه كذلك، فقال لهم رسولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم: «فَنَحْنُ أَحَقُّ وَأَوْلَى بِمُوسَى مِنْكُمْ»(٢- أخرجه البخاري في «الصوم»: (2004)، ومسلم في «الصيام»: (2656) أبو داود في «الصيام»: (2444)، وابن ماجه في «الصيام»: (1734) الحميدي في «مسنده»: (543)، من حديث ابن عباس رضي الله عنهما)، فصامه رسولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم وأَمَرَ بصيامِه، وكان صيامُه واجبًا على أقوى الأقوال وأرجحِها، ثمّ صار مستحبًّا بعد فرض صيام شهر رمضان، ويستحبُّ صومُ التاسعِ معه، مخالفةً لليهود في إفراد العاشر، وفضلُه العظيم تكفير السَّنَة الماضية، فهذا هو الثابت في السُّنَّة المطهّرة، ولا يُشرع في هذا اليوم شيءٌ غيرُ الصيام.

أمّا محدثاتُ الأمور التي ابتدعَتْهَا الرافضةُ(٣- الرافضة: فرقة من الشيعة الكبرى، بايعوا زيد بن علي ثمّ قالوا له: تبرّأ من الشيخين (أبي بكر وعمر رضي الله عنهما) فأبى فتركوه ورفضوه، أي: قاطعوه وخرجوا من بيعته، ومن أصولهم: الإمامة، والعصمة، والمهدية، والتقية، وسب الصحابة وغيرها) من التعطّش والتحزّن ونحوِ ذلك من البدع، فاتخذوا هذا اليومَ مأتمًا، ومن قابلهم الناصبة(٤- الناصبة: هم الذين يبغضون عليًّا وأصحابه، انظر: «مجموع الفتاوى»: (25/301)) بإظهار الفرح والسرور في هذا اليوم وتوسيع النفقات فيه، فلا أصلَ لهؤلاء وهؤلاء يمكن الاعتماد عليه، إلاّ أحاديث مُختلَقَة وُضعتْ كذبًا على النبي صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم أو ضعيفة لا تقوى على النهوض.

وقد بيّن شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله- ذلك بقوله: «مِثْلُ ما أحدثه بعضُ أهلِ الأهواء في يوم عاشوراء، من التعطّش والتحزّن والتجمّع، وغيرِ ذلك من الأمور المحدثة التي لم يُشَرِّعْهَا اللهُ تعالى ولا رسولُه صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم ولا أحدٌ من السلف ولا من أهلِ بيتِ رسولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم ولا من غيرهم… وكانت هذه مُصيبةً عند المسلمين -أي: قتلَ الحسين رضي الله عنه- يجب أن تُتَلَقَّى بما تُتَلَقَّى به المصائب من الاسترجاع المشروع، فأحدثَتْ بعضُ أهل البدع في مثل هذا اليوم خلافَ ما أَمَرَ اللهُ به عند المصائب، وَضَمُّوا إلى ذلك الكذبَ والوقيعةَ في الصحابة البُرَآءِ من فتنة الحُسَين رضي الله عنه وغيرِها أمورًا أخرى ممَّا يكرهُهُ الله ورسوله.. وأمّا اتخاذ أمثال أيام المصائب مآتم فهذا ليس في دين المسلمين بل هو إلى دين الجاهلية أقرب» إلى أن قال -رحمه الله-: «وأحدثَتْ بعضُ الناس فيه أشياءَ مستنِدةً إلى أحاديثَ موضوعةٍ لا أصلَ لها مثلَ: فضلُ الاغتسالِ فيه، أو التكحّلُ، أو المصافحةُ، وهذه الأشياء ونحوُها من الأمور المبتدَعَة كلُّها مكروهةٌ، وإنما المستحبّ صومه.. والأشبه أنّ هذا الوضع لَمَّا ظهرت العصبية بين الناصبة والرافضة فإنّ هؤلاء اتخذوا يوم عاشوراء مأتمًا، فوضع أولئك فيه آثارًا تقتضي التوسّع فيه واتخاذه عيدًا، وكلاهما باطل»(٥- «اقتضاء الصراط المستقيم» لابن تيمية: (2/129-133)).

وإذا عُلم اقتصار مشروعيةِ هذا اليوم في الصيام فقط فلا يجوز تلبيةُ دعوة من اتخذه مأتمًا، ولا من اتخذه عيدًا؛ لأنه لا يجوز لأحد أن يغيّرَ من شريعة الله شيئًا لأجل أحدٍ أو يزيدَ عليها ويستدركَ.

والعلمُ عند الله تعالى، وآخر دعوانا أنِ الحمد لله ربِّ العالمين، وصلى الله على نبيّنا محمّد وعلى آله وصحبه وإخوانه إلى يوم الدين، وسلّم تسليمًا.





الجزائر في 16 محرم 1428ﻫ
الموافق ﻟ: 4 فبراير 2007م[/align]










رد مع اقتباس
قديم 2007-07-15, 17:28   رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
محمد أبو عثمان
مشرف سابق
 
الصورة الرمزية محمد أبو عثمان
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

جزاك الله خيرا على النقل من الناحية التاريخية وبارك الله في المشرفة على الفائدة المنقولة عن الشيخ
فركوس حفظه الله تعالى










رد مع اقتباس
قديم 2007-07-20, 18:09   رقم المشاركة : 5
معلومات العضو
أختكم
صديق منتديات الجلفة
 
الصورة الرمزية أختكم
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

وفيك بارك الله أخي أبو عثمان










رد مع اقتباس
قديم 2007-07-22, 00:47   رقم المشاركة : 6
معلومات العضو
سلسبيل
عضو مشارك
 
إحصائية العضو










افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيك أختى الكريمة عن هذا النقل
للفتوة وعلى هذا الرد الكافي للشيخ على فركوس حفظه الله
نسأل الله الهداية والثبات على المحجة البيضاء
اللهم آمييييين










رد مع اقتباس
قديم 2007-07-23, 08:23   رقم المشاركة : 7
معلومات العضو
amouna91
عضو مجتهـد
 
الأوسمة
وسام المسابقة اليومية 
إحصائية العضو










افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
.
بارك الله فيك أخي على الموضوع المعروض










رد مع اقتباس
قديم 2007-08-06, 02:25   رقم المشاركة : 8
معلومات العضو
ولد لبلاد
عضو جديد
 
الصورة الرمزية ولد لبلاد
 

 

 
إحصائية العضو









افتراضي

شكرا للاخوة على مروركم الكريم

الأخت المشرفة أختكم
فئة عريضة بل الأغلبية العظمى من المغاربة تصوم يوم عاشوراء و يوم ما قبلها و هي عادة مثوارثة من جيل الى جيل
و يمكنك التأكد من ذالك بنفسك
أنا فقط تناولت العادات و التقاليد ذات الخصوصية المحلية
شكرا لملاحظتك القيمة
جزاك الله خيرا و بارك فيك

سلامي الخالص لجميع الأصدقاء










رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 12:55

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2023 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc