السلام عليكم يا أصدقائي أنا صديقكم صلاح سأحكي لكم اليوم حكايتي المثيرة
أرسلتني أمي لشراء بعض أغراض البيت من البقال المجاور لنا إنه عمي أحمد رجل طيب ومسكين ودائما يجلس على كرسي لأنه معاق لذلك فإنني أحرص دوماً أن أشتري منه كل ما أحتاجه وطالما توصيني أمي أن أشتري أنا وأصحابي من بقالته لنساعده على الكسب الحلال.
ذات مرة لفت نظري كرسيه المتحرك فأخذت أتامله كثيرا وألتفت حوله يمينا ويسارا وهنا تذكرت الشيخ الفلسطيني البطل أحمد ياسين يرحمه الله فقد كان يجلس على مثل هذا الكرسي لكنه كان قويا عملاقا يملك من القوة ما يعجز عنها الأصحاء ويجاهد في سبيل الله لا يخاف إلا الله وأخذت أتذكره وأتخيله وأغمضت عيناي لحظات, وإذا بي بإنسان ضخم ينتزعني جملة واحدة من مكاني ويرفعني على ذراعيه ويدفعني كالريح في لمح البصر وإذا بي في ساحة لم أدخلها من قبل وكل ما حولي جديد لا أعرفه .
صلاح: ياربي !! ما هذا ؟ أين أنا؟!
الرجل: ألا تعرف أين أنت يا صلاح ؟ إنك في فلسطين
صلاح (باندهاش) : معقولة!! في فلسطين!!
الرجل: نعم وهذا المسجد الأقصى أمامك
صلاح (بفرح ولهفة): أحقا ما أراه .. المسجد الأقصى ما شاء الله ما أعظمه وما أشمخه!!
طالما حلمت أن أراه مرة في حياتي واشتقت كثيرا أن أزوره فقد زرت المسجد الحرام المهيب ورأيت الكعبة المشرفة وزرت المسجد النبوي الرائع ودخلت الروضة الشريفة مع أبي وهناك أخبرني بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم:"لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد المسجد الحرام ومسجدي هذا والمسجد الأقصى" فتمنيت أن أزور المسجد الأقصى كذلك ودعونا الله أن يرزقنا زيارته .. الحمد لله أن الله استجاب دعائي ورأيت المسجد الأقصى بعيني.. ما أقدسه وما أطهره!!
الرجل: بارك الله فيك يا ولدي لا عجب لهذا الشوق والحنين عنه أنس بن مالك رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"إن الجنة لتحن شوقاً إلى بيت المقدس "
صلاح : نعم صدقت لقد حدثنا المعلم في المدرسة عنه كثيرا قال لنا: إنه أول القبلتين ومسرى رسول الله صلى الله عليه وسلم
الرجل: أتعرف يا ولدي أن المسجد الأقصى ورد ذكره في كتاب الله
صلاح: نعم أعرف وأحفظ سورة الإسراء التي يقول الله فيها: "سبحان الذي أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله"
الرجل: حقا.. إنه منبع البركة التي عمت كل بلاد العرب حوله
وإن ثواب الصلاة في المسجد الأقصى يعادل خمسمائة صلاة في غيره من المساجد.
وهو يحتوي أكثر من مئتي معلم من معالمنا الإسلامية منها مساجد وقباب وأروقة ومحاريب ومنابر ومآذن وآبار وغيرها
صلاح: ما شاء الله! لقد حسبته مسجدا واحدا وليس بهذه الضخامة والعظمة
اذكر لي أهم مساجده
الرجل: هناك مسجد البراق والمصلى المرواني والأقصى القديم و الجامع القِبلي ومسجد قبة الصخرة ومسجد المغاربة
صلاح: وهل تعرف كم عدد القباب فيه؟
الرجل: نعم فيه أربع عشرة قبة أشهرها قبة المعراج وقبة النبي وقبة موسى وقبة يوسف وقبة الخضر
صلاح: وكم عدد مآذنه؟
الرجل: إن له أربعة مآذن مأذنة باب المغاربة مأذنة باب السلسلة مأذنة باب الأسباط مأذنة باب الغوانمة
صلاح: ما شاء الله ما أروع هذه المآذن وما أبدع مسجد قبة الصخرة الذهبي الرائع في وسطه!
الرجل: نعم يا صلاح إن مسجد قبة الصخرة بمثابة القلب للمسجد الأقصى وهو مبني في أعلى مكان فيه
صلاح: ولكن يا عمي أين الصخرة المعلقة في داخله؟؟
الرجل: لا يا صلاح ليس هناك صخرة معلقة في مسجد قبة الصخرة فهذا اعتقاد العامة ولكن حقيقة الأمر أنه بني على أعلى صخرة بالمسجد الأقصى لهذا سمي بذلك
صلاح: لقد قرأت أن الذي بنى المسجد الأقصى هو الخليفة الأموي عبد الملك بن مروان هل هذا صحيح؟!
الرجل: لا يا ولدي هذا اعتقاد خاطئ أيضا! إن عبد الملك بن مروان بنى (قبة الصخرة) فقط. أما المسجد الأقصى فهو قديم, فهو أولى القبلتين, وثاني مسجد وضع في الأرض، ويروى أن من بناه هو آدم عليه السلام بعدما أرسى قواعد البيت الحرام بأربعين سنة بأمر من الله تعالى وأعيد بناؤه على يد النبي سليمان عليه السلام وفي عام 15 هجرية تسلم عمر بن الخطاب مفاتيح بيت المقدس وأصبح هو والمسجد الحرام والمسجد النبوي أهم مقدسات المسلمين التي يجب علينا الدفاع عنها أو الموت في سبيلها, فالمسجد الأقصى بناه الأنبياء وصلى فيه الأنبياء ورسول الله هو خاتم الأنبياء وهو من صلى بهم إماما في هذا المكان أثناء رحلة المعراج وبهذا فقد تسلم البيت المقدس من الأنبياء ليدافع عنه هو وأمته إلى يوم القيامة
هل فهمت الآن لماذا يموت الفلسطينيون في الدفاع عنه يابني؟
صلاح: نعم فهمت, ولكن ماذا يريد منه هؤلاء اليهود ؟
الرجل: إن اليهود يابني أهل كذب وغدر يريدون هدمه وبناء هيكل مكانه يدعون أنه هيكل سليمان وسليمان نبي الله منهم بريء
فالمسجد الأقصى موجود منذ عهد آدم و من قبل سليمان ونبي الله سليمان هو من جدد بناءه ولا حق لليهود فيه ومع ذلك يريد هؤلاء اليهود الملاعين هدمه لبناء هيكل مزعوم ليس له أي وجود تاريخي إلا في أوهام اليهود؟
صلاح: شيء محزن ولماذا يقف المسلمون عاجزين لا يدافعون عنه؟!
الرجل: لا تحزن يابني فقد احتله الصليبيون قبلهم ما يقارب مئتي عام وجمع الله صفوف المسلمين وجاهدوا في سبيل الله وانتصروا بمعركة حطين في مثل هذه الأيام يوم الرابع عشر من ربيع الثاني عام 583 هــ واستطاع المسلمون بفضل الله طرد الصليبيين منه وهم أذلاء صاغرون
صلاح: ولكن يجب علينا أن نفعل شيئا!!
الرجل: إخوانك في فلسطين لا يقصرون في الاستبسال والدفاع و من حقهم عليك أن تجهزهم بما يحتاجون من طعام وشراب ودواء وكساء ومال يدافعون به عن مقدسات المسلمين وأن تدعو الله لهم بالنصر والتثبيت .
صلاح يردد (بصوت مسموع): اللهم اجعلني مثل صلاح الدين لأحرر المسجد الأقصى الأسير
عم أحمد البقال : صلاح يا ولدي .. ماذا تقول ؟
يا صلاح أين ذهب عقلك يا ولدي؟!
لابد أنك سرحت بعيدا جدا يابني؟ هذا ما يبدو عليك؟ هل كنت تفكر في المسجد الأقصى؟
أفاق صلاح مذهولا على سؤال عمه أحمد البقال
صلاح: عمي أحمد, معذرة , نعم كنت أفكر في المسجد الأقصى يبدو أنني سرحت كثيرا
عم أحمد: حفظك الله من كل سوء يا ولدي ونفع بك الإسلام والمسلمين وفتح على يديك المسجد الأقصى كما فتحه على يد صلاح الدين
منقول
( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .
2015-03-29, 16:13
صلاح في المسجد الاقصى
العرض العادي
