اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة المهاجر الى الله السُّلمي
عذرا على المداخلة التي قد لا تكون على ما يحب صاحب الموضوع ، و لكن حسبي أن أسدّد و أقارب ـ إن شاء الله تعالى ـ
قال تعالى : (( و لا يجرمنكم شنئان قوم على أن لا تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتقوى ))
أقول أولا : أن الأحكام لا تؤخذ من القصص أصالة ، بل يستأنس بها كشاهد لدعم دليل أصلي من الكتاب و السنة و الأجماع
و القول باطلاق الحكم الوارد كنتيجة حتمية لهذه القصة ( بغض النّظر عن صحتها أو ضعفها ) فإن له آثارا كارثية لا محالة ، و إليك الدّليل :
الرسل و الأنبياء مثاليون ، فهل هم يُغطُّون جرائم ما ؟!! اللهم كلا و ألف كلا ، بل هم الأطهار المعصومون
صحابة الرسول صلى الله عليه و سلم ( أبو بكر و عمر و عثمان و عليا و أبا عبيدة و الزبير و غيرهم رضي الله عنهم ) إن لم يكونوا مثاليين فهم أقرب الخلق إليها ، فهل هم يُغطُّون جرائم ما ؟!!
اللهم كلا و ألف كلا ، فهم الذين اصطفاهم الله لصحبة نبيه صلى الله عليه وسلم و عدلهم و زكاهم (( رضي الله عنهم و رضوا عنه ))
و بهذا يُعلم أن الإطلاق و التعميم لا يخدم المقصود لا من قريب و لا من بعيد ...
ثانيا : من لوازم هذا القول أن لا يسلك المرء طريق المثالية و هي طبعا سبيل محمود ، لأنه كلما أوغل فيها يَخشى أن يرميه الناس بأن هذا تغطية لجرم ما !!! و هذا ظاهر البطلان
ثالثا : مفهوم كلامك أن السّفهاء و الفجار و الفساق و هم أبعد عن المثالية ، برءآء من الجرائم ، و ساحاتهم نقية و سرائرهم طاهرة
بمعنى أن المرء كلما ابتعد عن المثالية ، و ارتكب خوارقها ، و أغرق في أوحال العهر و الفسوق ، كان برئ الذمة ، طاهر الجانب
بمعنى أن رواد الكباريهات و أهل المعاكسات ، و صويحبا العري و مرتادي الشواطئ المختلطة ( التي يترك زوارها ثيابهم عند الشاطئ ، لكنهم يتركون ـ قبل ذلك ـ حياءهم في البيوت ) ، لا يُستساغ اتهامهم بالجرائم لأنهم غير مثاليين
و لكن نقول كما قال ربنا تبارك و تعالى : (( كُلُّ امْرِئٍ بِمَا كَسَبَ رَهِينٌ )) و قال أيضا : (( و لا تزر وازرة أخرى ))
و أقول للأخ قاسيمو : كلامك قد يُفهم منه أن أهل الصف الأول ـ و هم عمار المساجد الذين أثنى الله عز وجل عليهم ـ يتصنعون المثالية و يبطنون الجريمة و الفجور
و اعلم أن الرسول صلى الله عليه و سلم حث على الصف الأول و رغب في المسابقة إليه ، و أن الصحابة و التابعين و الأئمة و السائرين بإثرهم ، كانوا يسارعون إلى الصفوف الأول ، بل إن ابن المسيب قال : « ما نظرت إلى قفا رجل في الصلاة منذ خمسين سنة »
يعني لمحافظته على الصف الأول ولعلك تأمرنا بأن لا يرى لنا أحدٌ قفاً في الصلاة ( أي بأن نكون في الصف الأخير ، أو ألا نشهد الجماعة أصلا )
و اللهم اجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه ، و لا تجعلنا ممن إذا قيل له اتق الله أخذته العزة بالاثم
|
لم تفهم المغزى جيدا على ما اعتقد اعد قراءة القصة واستصغها جيدا وافهم ما اردت قوله بعدها امدنا بالمواعظ ،انا لم اسب الصحابة ولا الانبياء اعرف ما اكتب الحمد لله انعم الله علينا بالبصيرة فلا داعي ان تاخذك الحماسة لاطلاق احكام
لا اريد اكثار الجدل شكرا على المشاركة