أظن أن ثلاثة أرباع مصائب الدنيا ناشئة من الضمير أنا ضمير المتكلم
يكذب و يدعي الصدق يبخل و يدعي الكرم يجبن و يدعي الشجاعة ثم لا تراه يدخل في أمر من أمور الدنيا
إلا و أظهر أنه يستولي عليه و ينفرد به فإذا دخل الوطنية أظهر أنه أول المضحين و إذا دخل الأدب
أظهر أنه أول المبرزين و إذا دخل الحب أظهر أنه أول العاشقين
ثم لا تراه يسمح لأخيه ضمير المخاطب أنت بمتنفس يتنفس منه فإذا شاء هذا الضمير " أنت" أن يتكلم قطع عليه الكلام
و إذا شاء أن يشكو سد عليه سبيل الشكوى
أما أخوه ضمير الغائب هو
فإنه لا يغفل عنه طرفة عين فتراه يأكل من لحمه و يحط من قدره و يصغر من شأنه
و الخلاصة أن الضمير أنا رأس المصائب
و كثير من رجال العبقرية بالغوا فيه و من بينهم المتنبي
فكل أبياته لا تخلوا من الضمير أنا
أنا صخرة الوادي ...... أنا الذي نظر الأعمى ... أنا السابق الهادي ....و ما أنا إلا سمهري
تخيل لو أنك جالس مع صديق لك و بدأ الحديث و استعمل الضمير أنا
أنا ......أنا .... أنا ..... أنا.................أنا ..... يشكر نفسه في جميع المجالات
......................................؟
كما أن الضمير أنا يحمل جميع الصفات الدنيئة .. الأنانية .. التكبر ... الافتخار..............
يجب أن يذوق الناس محاسننا من تلقاء أنفسهم ... من غير أن نذيقهم إياها
يجب أن ندرك مخاطر هذا الضمير أنا
أرجو من الإخوة الابتعاد عنه فهو سبب الكثير من المشاكل